الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

ظِلُّ رَجُلٍ

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    ظِلُّ رَجُلٍ





    ظِلُّ رَجُلٍ
    ... لم يكن بالنسبة إليها في يوم من الأيام غير خاتم في أصبع قريب، تعبث بمشاعره وأحاسيسه في كل وقت دون أن تأبه بأي رقيب، وذات الشمال وذات اليمين تدير أفكاره بشكل غريب، ولما يبديه من رأي أو اقتراح في كل حين لا تستجيب، فهي المصدر والمرجع إذا سمحت له بالتحدث في حشد من الناس أو في جمع من ذوي قرباه وهو القارئ النجيب، وكل لفظ يجري على لسانه هو لها وفي ظنها عجيب، إذ لم تدع له سلطاناً على اختيار أي تعبير من معجمه المهمل الجذيب، ولم تترك له سوى النطق بما لقنته من كلمات وعبارات تبعثه على النحيب...
    لا يملك في الغالب من أمر حركاته وشأن سكناته شيئاً وهي عليه حسيب، سواء في حضورها السائد أم في حال غيابها النادر الذي لا تستطيب، فهي منذ أن اقترنت به تأمره ليسمع ويطيع بصدر رحيب، ولم تسمح له قط إلا بما يوافق أهواءها ويرضي عبثها، ولها الحظ كله في السخرية منه وفي ازدرائه لها تمام النصيب، حتى إنها تدعوه إلى حبِّ ما يكره فلا يمتنع ويجيب، وتبعثه على كره ما يحب فيلبي ويستجيب...
    ثم إنها تجتهد في إظهاره أمام ذويه وذويها وأمام كل من تصادفهم بالخادم المطيع المجيب، ولا تفلت أي موقف لتسخر منه أمام الناس بكل لفظ أو إشارة تصيب، وتغتنم أي فرصة تجدها سانحة لتحط من قدره على مرأى ومسمع منهم وهو في الظاهر جذلان وفي الباطن كئيب، وفي ذات المواقف والفرص التي تتاح لها لا تتردد في لفت الأنظار سريعاً إلى حركاتها بسهام لا تخيب، ولا تحجم عن استدراج الأسماع حثيثاً إلى حديثها الذي تصفه بالخصيب، ولسان حالها يفصح عن رياءٍ جلي وتدليسٍ ظاهر على النبيه لا يغيب، ولا يبين إلا عن نصْب واضح المَشيب، واحتيالٍ مكشوف سرعان ما يغيب، على الرغم من أنها تعلم في قرارة نفسها علم اليقين عدم انطلاء تمويهاتها على الصغير قبل الكبير وبالأحرى على الفطن الأريب، وأن لا أحد سينخدع بما يرتديه وجهها من قناع مريب، وهيهات أن يغتر أحد بما تذرفه عيناها من دمع سكيب، أو يأسره سائر الذي يرشح به لباسها من زخرف قشيب، أو يصدق ما يسفر عنه منطقها من أكاذيب...



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com
  • عائده محمد نادر
    كاتب مسجل
    • Nov 2008
    • 368

    #2
    رد: ظِلُّ رَجُلٍ

    المشاركة الأصلية بواسطة أبو شامة المغربي





    ظِلُّ رَجُلٍ
    ... لم يكن بالنسبة إليها في يوم من الأيام غير خاتم في أصبع قريب، تعبث بمشاعره وأحاسيسه في كل وقت دون أن تأبه بأي رقيب، وذات الشمال وذات اليمين تدير أفكاره بشكل غريب، ولما يبديه من رأي أو اقتراح في كل حين لا تستجيب، فهي المصدر والمرجع إذا سمحت له بالتحدث في حشد من الناس أو في جمع من ذوي قرباه وهو القارئ النجيب، وكل لفظ يجري على لسانه هو لها وفي ظنها عجيب، إذ لم تدع له سلطاناً على اختيار أي تعبير من معجمه المهمل الجذيب، ولم تترك له سوى النطق بما لقنته من كلمات وعبارات تبعثه على النحيب...
    لا يملك في الغالب من أمر حركاته وشأن سكناته شيئاً وهي عليه حسيب، سواء في حضورها السائد أم في حال غيابها النادر الذي لا تستطيب، فهي منذ أن اقترنت به تأمره ليسمع ويطيع بصدر رحيب، ولم تسمح له قط إلا بما يوافق أهواءها ويرضي عبثها، ولها الحظ كله في السخرية منه وفي ازدرائه لها تمام النصيب، حتى إنها تدعوه إلى حبِّ ما يكره فلا يمتنع ويجيب، وتبعثه على كره ما يحب فيلبي ويستجيب...
    ثم إنها تجتهد في إظهاره أمام ذويه وذويها وأمام كل من تصادفهم بالخادم المطيع المجيب، ولا تفلت أي موقف لتسخر منه أمام الناس بكل لفظ أو إشارة تصيب، وتغتنم أي فرصة تجدها سانحة لتحط من قدره على مرأى ومسمع منهم وهو في الظاهر جذلان وفي الباطن كئيب، وفي ذات المواقف والفرص التي تتاح لها لا تتردد في لفت الأنظار سريعاً إلى حركاتها بسهام لا تخيب، ولا تحجم عن استدراج الأسماع حثيثاً إلى حديثها الذي تصفه بالخصيب، ولسان حالها يفصح عن رياءٍ جلي وتدليسٍ ظاهر على النبيه لا يغيب، ولا يبين إلا عن نصْب واضح المَشيب، واحتيالٍ مكشوف سرعان ما يغيب، على الرغم من أنها تعلم في قرارة نفسها علم اليقين عدم انطلاء تمويهاتها على الصغير قبل الكبير وبالأحرى على الفطن الأريب، وأن لا أحد سينخدع بما يرتديه وجهها من قناع مريب، وهيهات أن يغتر أحد بما تذرفه عيناها من دمع سكيب، أو يأسره سائر الذي يرشح به لباسها من زخرف قشيب، أو يصدق ما يسفر عنه منطقها من أكاذيب...


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي


    aghanime@hotmail.com
    الزميل القدير
    أبو شامة المغربي
    أعجبتني طريقتك في السرد وقد جعلهتا ربما سجعا أو شيء من هذا القبيل
    لكن بالله عليك أين الومضة القصصية
    ياأبو شامة
    لك اسلوبك الجميل فلماذا تضيعه
    ضع للقصة ومضة قوية تدهش القاريء
    ولاتنزعج مني أرجوك
    تحياتي وودي

    تعليق

    • أبو شامة المغربي
      السندباد
      • Feb 2006
      • 16639


      #3
      شكر وتقدير ...





      سلام الله عليك من جديد أختي الكريمة
      عائدة محمد نادر
      ورحمته جل جلاله وبركاته
      وبعد...
      لك في البدء شذى الشكر الجزيل، وشدو التقدير الجميل على حسن اهتمامك بما أخط من حروف قصصية على أديم كل صفحة في رحاب المربد الزاهر ...
      وأما عن الومضة القصصية التي بإمكانها أن تدهش القارئ فيعز علي أن أنفي وجودها أو أثبته في قلب القصة، ولا أحسب خبرها إلا عند القراء الكرام والقارئات الكريمات، وفي كشفها فليتنافس المتنافسون والمتنافسات، وأخشى أن يخفى أمرها عنهم من شدة ظهورها ...
      حياك الله

      د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

      aghanime@hotmail.com

      تعليق

      • خليد خريبش
        قاص مربدي
        • Oct 2006
        • 1113

        #4
        رد: ظِلُّ رَجُلٍ

        وشد انتباهي هذا النص فشردت في قراءته ونهايات جمله التي جاءت أشبه بالقصيد ،حيث أثار اهتمامي خبر هذا المرأة والمشار إليه بضمير الغائب في النص الذي ما ترددت في كونه زوجها..عندما أكملت النص نظرت إلى الأعلى لأجد أن عنوان النص ظل رجل.
        تحياتي الأخوية أخي عبد الفتاح .

        تعليق

        • بنور عائشة
          كاتب مسجل
          • Mar 2007
          • 239

          #5
          رد: ظِلُّ رَجُلٍ

          تحية طيبة ..

          ظل رجل ..عنوان مميز ولكن لي عودة ..
          سأعود ..بالتأكيد .

          أهلا بك بعد غياب .

          تعليق

          • بنور عائشة
            كاتب مسجل
            • Mar 2007
            • 239

            #6
            رد: ظِلُّ رَجُلٍ

            لم تنته بعد ..هكذا أحسبها ..
            قراءة جميلة ودقيقة المفاهيم في حركات وسكنات امرأة قبِّلها رجل من دون شخصية ، أو استغلت صمته لاستفزازه ،أو استغلت ضعفه لأنها يئست من شخصية مهزوزة..مطيعة ..
            قراءة بليغة اتخذت من المرأة عنصر القوة المزيفة وعنصر الكبرياء المزيف وعنصر المرأة المغلوب على أمرها.
            لا أجدني حائرة في قراءتي هذه ،وإنما مستعطفة مع هؤلاء الرجال أو أشباه الرجال الذين انعدمت فيهم الرجولة .
            ليس مفهوم الرجولة ..هو القوة حد التعنيف أو العنف وإنما تلك الشخصية التي تحملها كل أنثى في مخيلتها ..
            ترسمها بحب وكبرياء وعطاء وحنان..
            الشخصية التي صورتها شخصية ضعيفة ..مهزوزة ..مستغلة ،وهي تنطبق على الاثنين معاً .
            لا الرجل مرتاح بتقبله لهذه السلطة الممارسة عليه ولا المرأة متقبلة سلطة خاضعة ..
            ــ على كل حال، كليهما غير راض بهذه الشخصية المهزوزة إذا ما تعمقنا في نفسية الحالتين. ويكفي أن يكون الظل صورة لمجتمع يرفض المرأة من دون ظل. وترفضه هي لأنها تريد أن يكون لها ظل تمارس معه طقوس الحياة ..
            لا يهم كيف ما كان الظل ؟
            لأن الظل يعزز بقاءها ويعزز شبابها ويعزز أنوثتها التي قد يسحقها الزمن بطول الانتظار .
            ــ مشاهد مثيرة أثارت حفيظتي والتي تذكرني بمقاطع من روايتي اعترافات امرأة أو رواية" سقوط فارس الأحلام" التي لها قالب الظل الذي تبحث عنه المرأة في نفسها .
            ولكن الذي لا يمكن إنكـــــــــــــاره أن الأصل في الأنثى هو التناقـــــــض .

            شكرا جزيلا على هذا النص المفتوح لكتابة رواية اسمها ظل رجل ..بعدما يسقط الفارس في الظل؟
            ـ ما رأيك؟

            ــ تصوير دقيق ولغة بليغة وسرد مسترسل للشخصيات عميق وسهل ..

            حقا أسلوب في الكتابة يشعرك بالفخر والاعتزاز لأقلام مميزة .

            بالتوفيق في قراءات متجددة أفتخر بها ودمت قلما يميز المربد الكبير.

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              #7
              شكر وتقدير ...

              تعليق

              يعمل...