رد: مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث،،،
افتتحه الوزير خوجه.. وأعلن خلاله انطلاق القناة الثقافية مطلع العام الجديد
عرس الأدباء.. يخلو من النساء!
الجزيرة الثقافية - سعيد الزهراني
وسط حضور ثقافي وأدبي غير مسبوق.. كرم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه خلال افتتاحه مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث أمس الاثنين بمركز الملك فهد الثقافي أكثر من 30 أديباً ليس بينهم امرأة.. الأمر الذي أثار استغراب عدد من الحضور خصوصاً بعد أن تخطت إدارة المؤتمر معيار التكريم المحدد وهو تكريم من ألف في الأدب السعودي إلى عام 1405هـ.. حيث شمل التكريم أعضاء من اللجان التنظيمية للمؤتمرين الأول والثاني.. وكذا رؤساء الأندية الأدبية السابقين.. حيث رأى عدد من الأدباء ضرورة تكريم الأديبة والمثقفة السعودية تحت أي اسم كان.. مؤكدين أن إدارة المؤتمر لو رغبت في ذلك لفعلت تماماً مثلما حدث عندما أدخلت أدباء آخرين تحت بند (رؤساء أندية أدبية سابقين وأعضاء تنظيم في المؤتمرين السابقين).
كما شهد حفل الافتتاح إلقاء عدد من الكلمات شملت كلمة المشاركين في مؤتمر الأدباء الثالث.. قدمتها الدكتور خيرية السقاف.. وكلمة وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز السبيل.
وقصيدة شعرية ألقاها الشاعر الدكتور صالح الزهراني. وفيما يلي نص كلمة الوزير خوجة التي أعلن فيها موافقة المقام السامي على إطلاق القناة الثقافية العام الجديد بحول الله.. حيث جاء فيها:
أحيي هذا الجمع المبارك الذي انتظم عقده في عاصمتنا الحبيبة الرياض، لنتدارس معا واقع الأدب في بلادنا المملكة العربية السعودية، ولنتأمل نبضه في منحنياته المختلفة، صعوداً وهبوطاً، ولنقف على أثره في مجتمعنا، ودوره في مسيرتنا الوطنية.
وإن هذا المؤتمر يتبوأ مكانة سامقة ومنزلة رفيعة من الرعاية السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي أتشرف بأن أنقل إليكم تحياته ومباركته لمؤتمركم هذا، وتمنياته بأن تخرجوا منه بما يعود بالنفع والخير على بلادنا وتراثنا الثقافي والأدبي والفكري، ولطالما عرف المثقفون لهذا المليك الإنسان مؤازرته للعمل الثقافي في أمدائه الواسعة، فخادم الحرمين الشريفين يؤمن بأن الفكر والثقافة يقدمان للعالم رؤية المستقبل، وهذا ما تعبر عنه إنجازاته ذات البعد الثقافي، في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أصبح معلما من معالم المهرجانات الثقافية العربية، وإيمانه أن لا سبيل للإنسانية يفوق سبيل الحوار، فكان مشروعه العظيم للحوار الوطني بين أطياف المجتمع السعودي، ودعوته إلى حوار عالمي بين أتباع الديانات السماوية والحضارات الذي لاقى قبولاً ضخماً من الساسة والمفكرين والمثقفين والأدباء في العالم أجمع، ثم يأتي إيمانه بأن المعرفة قوة فكانت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هبته للعلماء والمخترعين، فهنيئا لهذا الوطن بهذا الملك الباني العظيم.
كما أتشرف بأن أنقل إليكم تحيات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ونحمد الله - تبارك وتعالى - على عودته إلى أرض الوطن سالماً غانماً، كما أتشرف بأن أنقل إليكم تحيات النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، وأمنياتهما لمؤتمركم هذا بالنجاح والتوفيق.
الإخوة والأخوات:
لا أعظم ولا أسمى من أن يحتشد هذا الجمع الطيب من الأدباء والأديبات، من أجل الحوار في قضايا الأدب بأجناسه المختلفة، فالأدب قيمة إنسانية عليا، لما يشيعه من أفكار ترنو، حتى لو اختصمت يمينا أو يساراً، إلى إشاعة قيم الحق والخير والجمال. فالأدب - والفكر الإنساني عامة - إنما يستمد قوته ونماءه وسطوته على الأذواق من التصاقه بالذات الإنسانية، في كل شؤونها وشجونها.
والأدب، وإن كان أرقى الفنون، هو الضمير الحي للأمم، والبوصلة التي يُقرأ بها قوة أمة ما أو ضعفها، ولعلكم تدركون معي تلك الهالة السحرية التي يضفيها الأدب على من عانى صعابه، وكابد مشاقه، ولا أدل على ذلك من احتفال الثقافة العربية، وهي ثقافة أسست على الكلمة، بالأديب، شاعراً وناثراً.
فالأدب في ثقافتنا العربية ضرب من أضرب المروءات، وصفة من صفات الكمال الإنساني، وليس بخافية عليكم تلك الأقوال التي احتشدت بها هذه الثقافة العريقة، إعلاء من شأن الأدب والمتصفين به، فالعربُ، ونحن في مهد العرب ومنبع ثقافتهم، لم تكن لتفخر، كما في القول الأدبي المأثور، إلا بفرس تنتج أو شاعر ينبغ، وإن القبيلة لتهنأ بأن نبغ فيها شاعر. ولعل هذا القول يجعل الأدب -والشعر بخاصة - ضرباً من الفروسية ومأثرة من مآثر البطولة.
ولا يحسبن أحد منا، ونحن في عصر يتيه بجديد العلم وطريفه، أن العلم والاختراع قللا من شأن الأدب والفن. إن ذلك لم يحدث في التاريخ كله، فهنيئا للأدباء والفلاسفة والمفكرين والفنانين أن انتخبتهم أممهم وبلدانهم ليكونوا ضميرها الحي وتراثها الذي تزهو به، وحسبكم أن يلخص شاعر ما أمة بكاملها، كما فعل المتنبي معنا نحن العرب، وكما فعل شكسبير مع الإنجليز، وغوته مع الألمان، وهيغو مع الفرنسيين.
وبالله عليكم من منكم - ونحن أمة شاعرة - لا يُحركه قول المتنبي من مكانه، حين يمر على أذنه قوله العجيب المعجب:
قد سألنا ونحن أدرى بنجد
أطويل طريقها أم يطول
وكثير من السؤال اشتياق
وكثير من رده تعليل
الإخوةُ والأخواتُ
إنَّنا في هذه البلاد المباركة جزءٌ من تراث هذه الأمة العظيمة التي ننتسب إليها، فعلى هذه الأرض، وتحت هذه السماء صَدَعَ خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - بالوحي المُنَزَّل.
وفي رُباها، وتِلاعها، وفي ظلال جبالها، ومُنعَرج وديانها نَشَأَ الحرف العربي، ووُلد الشعرُ وحَبا ونَما ونَشأ يافعاً، فإذا بالأدب العربي يستمد مصدر نمائه وسيرورته من هذه الأمكنة التي تحوَّلتْ إلى رموز شعرية مِلْؤها الحنينُ والشوقُ، وأحْسَبُ أنَّ في وُجدان كل عربيٍّ شاعراً حتى لو لم يكتُب قصيدته، فيكفيه أنه رَضَعَ الشعرَ واغتذى به وهو يَلْثَغُ بهذه اللغة الزاهية الباهية الشاعرة!
الإخوةُ والأخواتُ
لقد أكرمني الله - تبارك وتعالى - أن أكون شاهداً على ولادة مؤتمر الأدباء السعوديين، حين عُقدت دورتُه الأولى في رِحاب مكة المكرمة قبل ستة وثلاثين عاماً، وبالتحديد في عام 1394هـ، وفي تلك الأثناء رأيت كيف يؤسس أدباء الرعيل الأول ومَنْ تلاهم مِنْ رواد الأدب والفكر في بلادنا - أهمَّ مؤتمر أدبيٍّ شهدتْه البلاد في تاريخها، وكم رأينا أولئك الرواد الكبار، وهم يتأملون واقعهم الأدبي، ويُعيدون النظر في تراثهم وثقافتهم، وها نحن هؤلاء ندعو الله - تبارك وتعالى - أن يجزيهم عنا خير الجزاء، وأن يرحم من انتقل إلى رحابه، وأن يُسبغَ ثوب الصحة والعافية على من متعنا الله ببقائهم بيننا، ولنشكرهم فإن الشكر ضرب من التُّقَى، على ما كابدوا من صعاب، وهم يضعون الصُّوَى لثقافة تحتفي بالإنسان وتحترمه، وإنني لأنتهز هذه المناسبة الطيبة لأشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها مدير جامعة الملك عبدالعزيز، في تلك الفترة، معالي أخي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني، الذي حقق بفكره الثاقب ورؤيته المستنيرة للمؤتمر في دورته الأولى التي رعتها الجامعة، ما حققه من نجاح وسمعة طيبة في الأوساط الأدبية في بلادنا.
ثُمَّ مضى الزمانُ بنا، وعُقد بعد حين منه المؤتمر الثاني في رحاب مكة المكرمة عام 1419هـ، وأنْبَأَ انعقاده، آنذاك، عن ما ينطوي عليه هذا المؤتمر الأدبي الكبير من مكانة محترمة، ويكفيه أنه حقق مفهوم الأجيال والتواصل بين أدباء هذه البلاد ومثقفيها، وهنا يجب الشكر والإشادة بجهود مدير جامعة أم القرى التي انعقد المؤتمر في رحابها - معالي أخي الأستاذ الدكتور سهيل بن حسن قاضي الذي أعاد للساحة الأدبية والثقافية في بلادنا هذا المؤتمر، قوياً فتياً.
وها نحن هؤلاء في دورته الثالثة نستذكر معاً رحلة طويلة وشاقة لأدبنا العربي السعودي في ما يقرب من أربعة عقود من الزمان.
واسمحوا لي، وأنا ألتقي بكم - بعد أن طَوَّفْتُ في الآفاق وضربتُ في أرض الله - وكأن لسان حالي قول ابن زُرَيق البَغدادي:
ما آبَ مِن سَفَرٍ إلا وأزعجَه
رأيٌ إلى سفر بالعزم يُزْمِعُه
كأنَّما هو في حلٍّ ومُرْتَحَلٍ
مُوَكَّلٌ بفَضاءِ اللهِ يَذْرَعُه
اسمحوا لي يا رِفَقاءَ الدَّرب أن أنثر على أسماعكم حِزمةً من تأملاتي عن الساحة الأدبية في المملكة العربية السعودية، خاصة أنني أعتبر نفسي محايداً، وقد كنت أنظر إليها عن كثب مدة خمس وعشرين سنة:
كانت الفترة ما بين المؤتمر الأول عام 1394هـ ومؤتمرنا هذا عام 1430هـ مليئة بالتحولات، بل أستطيع القول إن ما شَهدَتْه العقودُ الأربعة تلك يعتبر تحوُّلاً جَذرياً في حياتنا الثقافية، ولعل أبرز ما يَشُدُّ الانتباه:
اتساع دائرة الأدب والكتابة في مختلف مناطق المملكة، وصعود نجم المرأة الكاتبة بقوة لم تكن معهودة من قبل، وبلورة الخطاب النقدي باستلهام المناهج النقدية الجديدة في النقد العالمي، وولادة قصيدة النثر حتى باتت حاضرة في الذائقة الشعرية الشابة لدينا، واشتعال الخصومة الأدبية بين دعاة التجديد ودعاة الأصالة، ثم الانفجار الروائي الذي فاجأ الجميع بروايات سعودية مختلفة، تتحلى بالمثابرة، وأصبحت أكثر مقروئية في الأوساط الأدبية العربية، وصعود الأدب الإلكتروني، ونشوء ما يمكن تسميته بالأدب الإلكتروني.ولعلَّكم تتفقون معي أن أدوات جديدة في الكتابة الأدبية حدثت بسبب النصوص الشَّبَكِيَّة التي تسبحُ في الفضاء، مُؤسِّسةً لأشكالها الجديدة، وبلاغتها المختلفة، ومبشرةً بمبدعين جدد، لم يعد يهمهم الأدب الرسمي والأشكال الأدبية التي ضمَّخَها التاريخ بعَبَقِه، وأوْجَدَ هذا الأدبُ الجديدُ قراءَه، ومنابرَه، بعيداً عن الحرس القديم من مشرفي الصفحات الأدبية في صحفنا ومجلاتنا، وضربت هذه الأشكال الأدبية المختلفة صَفْحاً عن كل ما نشأت عليه الأجيال الأدبية.
ودعوني أصدقكم القول: لعل لهذا الأدب الإلكتروني الجديد ومبدعيه رأياً وقولاً يخالفان ما سوف تأخذون به في مؤتمركم هذا، وأحسب أن ذلك مفيدٌ، بل بالغ الإفادة، فالأدب لا يرضى بالرتابة، والأديب الحق من يَنْبُو به المقام إذا ألفه، وتراه قلقاً، باحثاً عن الجديد، ومنفلتاً من قيود الأكاديمية وسجن الأشكال، والبلاغة الرتيبة، والقراءة التقليديين.
الإخوةُ والأخواتُ
هذا ما بدا لي وأنا أتأمل من بعيد أدبَنا في هذه البلاد، وقد تسلمناه أمانةً، بعد أن استودعنا إياه أدباؤنا الرُّوادُ، وها نحن هؤلاء نعيش معهم الاسم نفسه (مؤتمر الأدباء السعوديين)، غير أننا ننتمي إلى عصر أدبي جديد، يختلف كل الاختلاف عن أذواقهم ومشاربهم.
فهل باستطاعتنا أن نبعث أدبنا فتياً جديداً. وهل بمقدور أدبنا الصمود في عالم يضج بالأشكال والقيم؟ هذه أسئلة أنثرها على حضراتكم، فعسى أن تجد فيما ستأخذون به من حوار إجابة.
أرجو لمؤتمركم هذا التوفيق والسداد، وأحيي رفقاء الكلمة من الأدباء والأديبات، وأرحب بإخوتنا من الأدباء والدارسين العرب، الذين استهواهم أدبنا ولطالما استهوى الأدب وجذب! وأقول لهم كما قال شاعر العربية العظيم أبو تمام:
إن يختلف ماء الوداد فماؤنا
عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب، يوحد بيننا
أدب أقمناه مقام الوالد
عرس الأدباء.. يخلو من النساء!
الجزيرة الثقافية - سعيد الزهراني
وسط حضور ثقافي وأدبي غير مسبوق.. كرم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه خلال افتتاحه مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث أمس الاثنين بمركز الملك فهد الثقافي أكثر من 30 أديباً ليس بينهم امرأة.. الأمر الذي أثار استغراب عدد من الحضور خصوصاً بعد أن تخطت إدارة المؤتمر معيار التكريم المحدد وهو تكريم من ألف في الأدب السعودي إلى عام 1405هـ.. حيث شمل التكريم أعضاء من اللجان التنظيمية للمؤتمرين الأول والثاني.. وكذا رؤساء الأندية الأدبية السابقين.. حيث رأى عدد من الأدباء ضرورة تكريم الأديبة والمثقفة السعودية تحت أي اسم كان.. مؤكدين أن إدارة المؤتمر لو رغبت في ذلك لفعلت تماماً مثلما حدث عندما أدخلت أدباء آخرين تحت بند (رؤساء أندية أدبية سابقين وأعضاء تنظيم في المؤتمرين السابقين).
كما شهد حفل الافتتاح إلقاء عدد من الكلمات شملت كلمة المشاركين في مؤتمر الأدباء الثالث.. قدمتها الدكتور خيرية السقاف.. وكلمة وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز السبيل.
وقصيدة شعرية ألقاها الشاعر الدكتور صالح الزهراني. وفيما يلي نص كلمة الوزير خوجة التي أعلن فيها موافقة المقام السامي على إطلاق القناة الثقافية العام الجديد بحول الله.. حيث جاء فيها:
أحيي هذا الجمع المبارك الذي انتظم عقده في عاصمتنا الحبيبة الرياض، لنتدارس معا واقع الأدب في بلادنا المملكة العربية السعودية، ولنتأمل نبضه في منحنياته المختلفة، صعوداً وهبوطاً، ولنقف على أثره في مجتمعنا، ودوره في مسيرتنا الوطنية.
وإن هذا المؤتمر يتبوأ مكانة سامقة ومنزلة رفيعة من الرعاية السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي أتشرف بأن أنقل إليكم تحياته ومباركته لمؤتمركم هذا، وتمنياته بأن تخرجوا منه بما يعود بالنفع والخير على بلادنا وتراثنا الثقافي والأدبي والفكري، ولطالما عرف المثقفون لهذا المليك الإنسان مؤازرته للعمل الثقافي في أمدائه الواسعة، فخادم الحرمين الشريفين يؤمن بأن الفكر والثقافة يقدمان للعالم رؤية المستقبل، وهذا ما تعبر عنه إنجازاته ذات البعد الثقافي، في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أصبح معلما من معالم المهرجانات الثقافية العربية، وإيمانه أن لا سبيل للإنسانية يفوق سبيل الحوار، فكان مشروعه العظيم للحوار الوطني بين أطياف المجتمع السعودي، ودعوته إلى حوار عالمي بين أتباع الديانات السماوية والحضارات الذي لاقى قبولاً ضخماً من الساسة والمفكرين والمثقفين والأدباء في العالم أجمع، ثم يأتي إيمانه بأن المعرفة قوة فكانت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هبته للعلماء والمخترعين، فهنيئا لهذا الوطن بهذا الملك الباني العظيم.
كما أتشرف بأن أنقل إليكم تحيات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ونحمد الله - تبارك وتعالى - على عودته إلى أرض الوطن سالماً غانماً، كما أتشرف بأن أنقل إليكم تحيات النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، وأمنياتهما لمؤتمركم هذا بالنجاح والتوفيق.
الإخوة والأخوات:
لا أعظم ولا أسمى من أن يحتشد هذا الجمع الطيب من الأدباء والأديبات، من أجل الحوار في قضايا الأدب بأجناسه المختلفة، فالأدب قيمة إنسانية عليا، لما يشيعه من أفكار ترنو، حتى لو اختصمت يمينا أو يساراً، إلى إشاعة قيم الحق والخير والجمال. فالأدب - والفكر الإنساني عامة - إنما يستمد قوته ونماءه وسطوته على الأذواق من التصاقه بالذات الإنسانية، في كل شؤونها وشجونها.
والأدب، وإن كان أرقى الفنون، هو الضمير الحي للأمم، والبوصلة التي يُقرأ بها قوة أمة ما أو ضعفها، ولعلكم تدركون معي تلك الهالة السحرية التي يضفيها الأدب على من عانى صعابه، وكابد مشاقه، ولا أدل على ذلك من احتفال الثقافة العربية، وهي ثقافة أسست على الكلمة، بالأديب، شاعراً وناثراً.
فالأدب في ثقافتنا العربية ضرب من أضرب المروءات، وصفة من صفات الكمال الإنساني، وليس بخافية عليكم تلك الأقوال التي احتشدت بها هذه الثقافة العريقة، إعلاء من شأن الأدب والمتصفين به، فالعربُ، ونحن في مهد العرب ومنبع ثقافتهم، لم تكن لتفخر، كما في القول الأدبي المأثور، إلا بفرس تنتج أو شاعر ينبغ، وإن القبيلة لتهنأ بأن نبغ فيها شاعر. ولعل هذا القول يجعل الأدب -والشعر بخاصة - ضرباً من الفروسية ومأثرة من مآثر البطولة.
ولا يحسبن أحد منا، ونحن في عصر يتيه بجديد العلم وطريفه، أن العلم والاختراع قللا من شأن الأدب والفن. إن ذلك لم يحدث في التاريخ كله، فهنيئا للأدباء والفلاسفة والمفكرين والفنانين أن انتخبتهم أممهم وبلدانهم ليكونوا ضميرها الحي وتراثها الذي تزهو به، وحسبكم أن يلخص شاعر ما أمة بكاملها، كما فعل المتنبي معنا نحن العرب، وكما فعل شكسبير مع الإنجليز، وغوته مع الألمان، وهيغو مع الفرنسيين.
وبالله عليكم من منكم - ونحن أمة شاعرة - لا يُحركه قول المتنبي من مكانه، حين يمر على أذنه قوله العجيب المعجب:
قد سألنا ونحن أدرى بنجد
أطويل طريقها أم يطول
وكثير من السؤال اشتياق
وكثير من رده تعليل
الإخوةُ والأخواتُ
إنَّنا في هذه البلاد المباركة جزءٌ من تراث هذه الأمة العظيمة التي ننتسب إليها، فعلى هذه الأرض، وتحت هذه السماء صَدَعَ خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - بالوحي المُنَزَّل.
وفي رُباها، وتِلاعها، وفي ظلال جبالها، ومُنعَرج وديانها نَشَأَ الحرف العربي، ووُلد الشعرُ وحَبا ونَما ونَشأ يافعاً، فإذا بالأدب العربي يستمد مصدر نمائه وسيرورته من هذه الأمكنة التي تحوَّلتْ إلى رموز شعرية مِلْؤها الحنينُ والشوقُ، وأحْسَبُ أنَّ في وُجدان كل عربيٍّ شاعراً حتى لو لم يكتُب قصيدته، فيكفيه أنه رَضَعَ الشعرَ واغتذى به وهو يَلْثَغُ بهذه اللغة الزاهية الباهية الشاعرة!
الإخوةُ والأخواتُ
لقد أكرمني الله - تبارك وتعالى - أن أكون شاهداً على ولادة مؤتمر الأدباء السعوديين، حين عُقدت دورتُه الأولى في رِحاب مكة المكرمة قبل ستة وثلاثين عاماً، وبالتحديد في عام 1394هـ، وفي تلك الأثناء رأيت كيف يؤسس أدباء الرعيل الأول ومَنْ تلاهم مِنْ رواد الأدب والفكر في بلادنا - أهمَّ مؤتمر أدبيٍّ شهدتْه البلاد في تاريخها، وكم رأينا أولئك الرواد الكبار، وهم يتأملون واقعهم الأدبي، ويُعيدون النظر في تراثهم وثقافتهم، وها نحن هؤلاء ندعو الله - تبارك وتعالى - أن يجزيهم عنا خير الجزاء، وأن يرحم من انتقل إلى رحابه، وأن يُسبغَ ثوب الصحة والعافية على من متعنا الله ببقائهم بيننا، ولنشكرهم فإن الشكر ضرب من التُّقَى، على ما كابدوا من صعاب، وهم يضعون الصُّوَى لثقافة تحتفي بالإنسان وتحترمه، وإنني لأنتهز هذه المناسبة الطيبة لأشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها مدير جامعة الملك عبدالعزيز، في تلك الفترة، معالي أخي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني، الذي حقق بفكره الثاقب ورؤيته المستنيرة للمؤتمر في دورته الأولى التي رعتها الجامعة، ما حققه من نجاح وسمعة طيبة في الأوساط الأدبية في بلادنا.
ثُمَّ مضى الزمانُ بنا، وعُقد بعد حين منه المؤتمر الثاني في رحاب مكة المكرمة عام 1419هـ، وأنْبَأَ انعقاده، آنذاك، عن ما ينطوي عليه هذا المؤتمر الأدبي الكبير من مكانة محترمة، ويكفيه أنه حقق مفهوم الأجيال والتواصل بين أدباء هذه البلاد ومثقفيها، وهنا يجب الشكر والإشادة بجهود مدير جامعة أم القرى التي انعقد المؤتمر في رحابها - معالي أخي الأستاذ الدكتور سهيل بن حسن قاضي الذي أعاد للساحة الأدبية والثقافية في بلادنا هذا المؤتمر، قوياً فتياً.
وها نحن هؤلاء في دورته الثالثة نستذكر معاً رحلة طويلة وشاقة لأدبنا العربي السعودي في ما يقرب من أربعة عقود من الزمان.
واسمحوا لي، وأنا ألتقي بكم - بعد أن طَوَّفْتُ في الآفاق وضربتُ في أرض الله - وكأن لسان حالي قول ابن زُرَيق البَغدادي:
ما آبَ مِن سَفَرٍ إلا وأزعجَه
رأيٌ إلى سفر بالعزم يُزْمِعُه
كأنَّما هو في حلٍّ ومُرْتَحَلٍ
مُوَكَّلٌ بفَضاءِ اللهِ يَذْرَعُه
اسمحوا لي يا رِفَقاءَ الدَّرب أن أنثر على أسماعكم حِزمةً من تأملاتي عن الساحة الأدبية في المملكة العربية السعودية، خاصة أنني أعتبر نفسي محايداً، وقد كنت أنظر إليها عن كثب مدة خمس وعشرين سنة:
كانت الفترة ما بين المؤتمر الأول عام 1394هـ ومؤتمرنا هذا عام 1430هـ مليئة بالتحولات، بل أستطيع القول إن ما شَهدَتْه العقودُ الأربعة تلك يعتبر تحوُّلاً جَذرياً في حياتنا الثقافية، ولعل أبرز ما يَشُدُّ الانتباه:
اتساع دائرة الأدب والكتابة في مختلف مناطق المملكة، وصعود نجم المرأة الكاتبة بقوة لم تكن معهودة من قبل، وبلورة الخطاب النقدي باستلهام المناهج النقدية الجديدة في النقد العالمي، وولادة قصيدة النثر حتى باتت حاضرة في الذائقة الشعرية الشابة لدينا، واشتعال الخصومة الأدبية بين دعاة التجديد ودعاة الأصالة، ثم الانفجار الروائي الذي فاجأ الجميع بروايات سعودية مختلفة، تتحلى بالمثابرة، وأصبحت أكثر مقروئية في الأوساط الأدبية العربية، وصعود الأدب الإلكتروني، ونشوء ما يمكن تسميته بالأدب الإلكتروني.ولعلَّكم تتفقون معي أن أدوات جديدة في الكتابة الأدبية حدثت بسبب النصوص الشَّبَكِيَّة التي تسبحُ في الفضاء، مُؤسِّسةً لأشكالها الجديدة، وبلاغتها المختلفة، ومبشرةً بمبدعين جدد، لم يعد يهمهم الأدب الرسمي والأشكال الأدبية التي ضمَّخَها التاريخ بعَبَقِه، وأوْجَدَ هذا الأدبُ الجديدُ قراءَه، ومنابرَه، بعيداً عن الحرس القديم من مشرفي الصفحات الأدبية في صحفنا ومجلاتنا، وضربت هذه الأشكال الأدبية المختلفة صَفْحاً عن كل ما نشأت عليه الأجيال الأدبية.
ودعوني أصدقكم القول: لعل لهذا الأدب الإلكتروني الجديد ومبدعيه رأياً وقولاً يخالفان ما سوف تأخذون به في مؤتمركم هذا، وأحسب أن ذلك مفيدٌ، بل بالغ الإفادة، فالأدب لا يرضى بالرتابة، والأديب الحق من يَنْبُو به المقام إذا ألفه، وتراه قلقاً، باحثاً عن الجديد، ومنفلتاً من قيود الأكاديمية وسجن الأشكال، والبلاغة الرتيبة، والقراءة التقليديين.
الإخوةُ والأخواتُ
هذا ما بدا لي وأنا أتأمل من بعيد أدبَنا في هذه البلاد، وقد تسلمناه أمانةً، بعد أن استودعنا إياه أدباؤنا الرُّوادُ، وها نحن هؤلاء نعيش معهم الاسم نفسه (مؤتمر الأدباء السعوديين)، غير أننا ننتمي إلى عصر أدبي جديد، يختلف كل الاختلاف عن أذواقهم ومشاربهم.
فهل باستطاعتنا أن نبعث أدبنا فتياً جديداً. وهل بمقدور أدبنا الصمود في عالم يضج بالأشكال والقيم؟ هذه أسئلة أنثرها على حضراتكم، فعسى أن تجد فيما ستأخذون به من حوار إجابة.
أرجو لمؤتمركم هذا التوفيق والسداد، وأحيي رفقاء الكلمة من الأدباء والأديبات، وأرحب بإخوتنا من الأدباء والدارسين العرب، الذين استهواهم أدبنا ولطالما استهوى الأدب وجذب! وأقول لهم كما قال شاعر العربية العظيم أبو تمام:
إن يختلف ماء الوداد فماؤنا
عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب، يوحد بيننا
أدب أقمناه مقام الوالد
وقبل أن تبلغ كلمتي هذه غايتها ومنتهاها أحب أن أزف إلى المثقفين والمثقفات صدور التوجيه الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-يحفظه الله- بإنشاء القناة الثقافية السعودية، تعبيراً من الملك المفدى عن الدور الكبير الذي تقوم به الثقافة في نهضة الأمم والشعوب، وإيماناً بأن الثقافة هي الطريق الأنجع لإقامة الجسور بين الشعوب، وستعنى هذه القناة بالثقافة والحوار، وستدشن هذه القناة الثقافية يوم الجمعة القادم بحول الله -تبارك وتعالى- مع ثلاث قنوات أخر صدر التوجيه الكريم بإنشائها وهي القناة الاقتصادية، وقناة القرآن الكريم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، وقناة السنة النبوية من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
وفي الأخير أرجو أن تحيوا معي الجهود الحثيثة التي بذلها زملاؤنا في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وأنوه بدأب أخي الدكتور عبدالعزيز السبيل وزملائه هناك وإصرارهم على انعقاد هذا المؤتمر في موعده المضروب، كما أنوه باللجان المساندة التي آزرت هذا المؤتمر، من الزملاء الأكاديميين والمثقفين، إيماناً منهم بقيمة هذا العمل الثقافي الوطني الكبير.
أما كلمة د. السبيل.. ففيها:
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، يعود مؤتمر الأدباء السعوديين للانعقاد، بتشريف منكم معالي وزير الثقافة والإعلام وبحضور المئات من أهل الفكر والأدب والثقافة.
ربع قرن بين المؤتمر الأول والثاني، وإحدى عشرة سنة بين الثاني والثالث، غير أن المؤتمر سيكون منتظما في انعقاده بدءا من هذه الدورة إن شاء الله حيث صدرت الموافقة السامية الكريمة أن يتم عقد المؤتمر كل عامين في مدن مختلفة من مناطق المملكة، وأن تتولى وزارة الثقافة والإعلام الإشراف على جميع دوراته. ولعل ذلك يمنحه هوية انعقاد جديدة بمؤازرة ودعم من أصحاب الشأن الأدباء والأديبات، الذين يمثلون المالك والموجه لهذا المؤتمر.
ونظراً لتأخر انعقاد الدورة الثالثة للمؤتمر فقد رأت اللجان المنظمة أن يكون الموضوع ذا أفق أوسع من حيث الزمن والفنون والاتجاهات. ولذا أصبح عنوان المؤتمر: الأدب السعودي: قضايا وتيارات.
هل المؤتمر للأدب السعودي، أم للأدباء السعوديين؟ سؤال تم طرحه، وتبلورت الإجابة باتجاه أن يكون للأدب السعودي، وللأدباء السعوديين باعتبار ما ينتجونه من النقد والإبداع، وهو منتج يملك الجميع حق المشاركة فيه. ولذا يسهم معنا في هذا المؤتمر باحثات وباحثون عرب يستحقون منا الشكر والتقدير. وأشيد بجميع الأخوات والأخوة الباحثين الذين أثروا المؤتمر ببحوثهم، وتفضلت اللجنة العلمية بفحصها، وتحكيمها، فأجازت منها خمسين بحثاً يتمحور هذا المؤتمر حولها.
ونصيب المرأة أحد عشر بحثا، بعد أن كانت خمسة بحوث فقط في المؤتمر الثاني. ونجح المؤتمر في هذه الدورة بإصدار سبعة كتب حول الأدب السعودي، خمس منها لخمس باحثات يمثلن جامعات مختلفة. يصاحب هذا المؤتمر معرض كتاب للأندية الأدبية، ولجهات حكومية ودور نشر تركز بشكل أساس على الأدب السعودي، إبداعاً ونقداً.
باحثون ومشاركون من مناطق جغرافية نائية، وشعراء يمثلون أماكن متباعدة من أرض الوطن، يحمل كل منهم رؤيته، يختلفون في الأفكار، لكن يوحد بينهم الأدب، ويلتحمون أمام الثقافة والإبداع. شريعة الإسلام تؤسسهم، ومبادئ الدين الحنيف توجههم، واختلاف الفقهاء يظللهم. ولذا فهم بإذن الله أحسن قولا وأصدق تعبيرا، وأخلص عملا، من أجل بناء وطن قوي اتحادا، وأكثر تسامحا، وأنبل هدفا.
أجزم أن هذا المؤتمر يمثل أنموذجا للوحدة الوطنية التي تؤكدها القيادة دوما، ونسعى جميعاً إلى تحقيقها.
كذلك كلمة د. خيرية السقاف نيابة عن المشاركين في المؤتمر.. وفيها:
وفي الأخير أرجو أن تحيوا معي الجهود الحثيثة التي بذلها زملاؤنا في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وأنوه بدأب أخي الدكتور عبدالعزيز السبيل وزملائه هناك وإصرارهم على انعقاد هذا المؤتمر في موعده المضروب، كما أنوه باللجان المساندة التي آزرت هذا المؤتمر، من الزملاء الأكاديميين والمثقفين، إيماناً منهم بقيمة هذا العمل الثقافي الوطني الكبير.
أما كلمة د. السبيل.. ففيها:
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، يعود مؤتمر الأدباء السعوديين للانعقاد، بتشريف منكم معالي وزير الثقافة والإعلام وبحضور المئات من أهل الفكر والأدب والثقافة.
ربع قرن بين المؤتمر الأول والثاني، وإحدى عشرة سنة بين الثاني والثالث، غير أن المؤتمر سيكون منتظما في انعقاده بدءا من هذه الدورة إن شاء الله حيث صدرت الموافقة السامية الكريمة أن يتم عقد المؤتمر كل عامين في مدن مختلفة من مناطق المملكة، وأن تتولى وزارة الثقافة والإعلام الإشراف على جميع دوراته. ولعل ذلك يمنحه هوية انعقاد جديدة بمؤازرة ودعم من أصحاب الشأن الأدباء والأديبات، الذين يمثلون المالك والموجه لهذا المؤتمر.
ونظراً لتأخر انعقاد الدورة الثالثة للمؤتمر فقد رأت اللجان المنظمة أن يكون الموضوع ذا أفق أوسع من حيث الزمن والفنون والاتجاهات. ولذا أصبح عنوان المؤتمر: الأدب السعودي: قضايا وتيارات.
هل المؤتمر للأدب السعودي، أم للأدباء السعوديين؟ سؤال تم طرحه، وتبلورت الإجابة باتجاه أن يكون للأدب السعودي، وللأدباء السعوديين باعتبار ما ينتجونه من النقد والإبداع، وهو منتج يملك الجميع حق المشاركة فيه. ولذا يسهم معنا في هذا المؤتمر باحثات وباحثون عرب يستحقون منا الشكر والتقدير. وأشيد بجميع الأخوات والأخوة الباحثين الذين أثروا المؤتمر ببحوثهم، وتفضلت اللجنة العلمية بفحصها، وتحكيمها، فأجازت منها خمسين بحثاً يتمحور هذا المؤتمر حولها.
ونصيب المرأة أحد عشر بحثا، بعد أن كانت خمسة بحوث فقط في المؤتمر الثاني. ونجح المؤتمر في هذه الدورة بإصدار سبعة كتب حول الأدب السعودي، خمس منها لخمس باحثات يمثلن جامعات مختلفة. يصاحب هذا المؤتمر معرض كتاب للأندية الأدبية، ولجهات حكومية ودور نشر تركز بشكل أساس على الأدب السعودي، إبداعاً ونقداً.
باحثون ومشاركون من مناطق جغرافية نائية، وشعراء يمثلون أماكن متباعدة من أرض الوطن، يحمل كل منهم رؤيته، يختلفون في الأفكار، لكن يوحد بينهم الأدب، ويلتحمون أمام الثقافة والإبداع. شريعة الإسلام تؤسسهم، ومبادئ الدين الحنيف توجههم، واختلاف الفقهاء يظللهم. ولذا فهم بإذن الله أحسن قولا وأصدق تعبيرا، وأخلص عملا، من أجل بناء وطن قوي اتحادا، وأكثر تسامحا، وأنبل هدفا.
أجزم أن هذا المؤتمر يمثل أنموذجا للوحدة الوطنية التي تؤكدها القيادة دوما، ونسعى جميعاً إلى تحقيقها.
كذلك كلمة د. خيرية السقاف نيابة عن المشاركين في المؤتمر.. وفيها:
لم يسقط في يدي أمر، حين دعيت لهذا الموقف إلا أن أكون صوتاً لجميع المعنيين بهذا المؤتمر، من الأدباء المبدعين، والباحثين المفكرين وناشئتهم الطامحة، ومتلقيهم الآملين.. وهم مشارب شتى وتوجهات عدة، وقناعات تتفاوت، ورؤى تتناظر، وقلوب علي أن أجعلها هنا، قلباً واحداً، وأكون من بينها صوتها المعبر، ورأيها الناطق، وكلمتها الشفيفة.. فلعلني وقد أصبحت المرسول، أن أفي بحكمة المرسل، كي لا يأسف على التوصية، فآتي بمجمل ما يستشرفه الجمع، من هذا الجمع، وأبسط صحيفة النفوس، وألضم جملة الأحلام، وأضع بينكم منها، ما فر لم تلحق به مركبة الماضين بقيادة المؤسسة الثقافية، أو أحتوي لكنه ظل خديجاً في مهد فضائه، لم تنم أجنحته، وجيء به اليوم بينكم، وقد تحزم بالطموح الذي تتولى أزرَّته وزارة الثقافة والإعلام، ويقيم خاصرته القادة، في هذه الحقبة من فورة التغيير، وركضة التعبير، وفرصة المثول، وإتاحات الظهور، فالأدب الذي قيل إنه تراث الأمم، ومستودع آمالها، وثقافتها، وطموحها، ومضخة أحلامها، وبوتقة قضاياها، ومختبر تجاربها الفكرية، والوجدانية، ووعاء لغتها، ولون هويتها، وصور انتمائها، إنما هو الضرورة الملحة في هذا الماثل من المراحل. إذ إن في المنعطفات جلها يسأل أين الأجنحة المكينة له، في مواجهة تيارات تتجاذب فيه رأس فكره، حتى أخمص حرفه؟
في المؤتمر الأول قبل أربعة عقود أو تكاد، أشير إلى التحديات التي تواجهه، وما كانت أشد ضراوة من هذه التي تحيط، ولا تعددت لها منافذ، ولا اتسع سديم رحاها، بمثل ما هي عليه في هذه الحقبة التي نعيش، ولم يكن في الأدباء، والمبدعين من هو على رخاوة في العود، أو تهاون باللغة، ولا تبن لقناعات من شأنها إقامة الحواجز بين ثلة، وأخرى، بمثل ما هو واقع الحال، وما كانت هناك فجوات عميقة بين من سبق، ومن لحق، بمثل ما أقيم منها بلمح البصر، بين ناشئة تسنموا منافذ الخروج من عنق التراكمات الثقافية والقيمية، وجيل تراجع يتمسك بما بقي له من جذوع في شجرة، تدك جذورها شتيت من الرياح.. أما وقد مد النهر جداوله لأنسجة تتماشى ومعطيات العصر، وتطورات العالم، وتتلون بألوان متغيراته، وتؤثر سلباً وإيجابياً في أبنيته المختلفة، فإن الأدب أصبح من الضرورة أن تقوم له حمية، هي لعمري ملحة، الآن، يكون عصبها الإنسان، وقضيتها حياته وما فيها، وشعوره وما يحركه، وفكره وما يحويه، وثقافته وما يرفدها.
لكم التحية خالصة، عسى أن أكون قد أوفيت برسالة المرسول الأمين، مثمنة هذا الدور.
أما قصيدة الحفل التي ألقاها الشاعر الزهراني بعنوان: شغب لذيذ.. ففيها:
من أين أبدأ عشقا، ما له طرف
وكيف أنصف من أهوى وانتصف؟
وكيف أعبر، والآفاق عاصفة
وكل منعطف يتلوه منعطف
المكرمون:
في المؤتمر الأول قبل أربعة عقود أو تكاد، أشير إلى التحديات التي تواجهه، وما كانت أشد ضراوة من هذه التي تحيط، ولا تعددت لها منافذ، ولا اتسع سديم رحاها، بمثل ما هي عليه في هذه الحقبة التي نعيش، ولم يكن في الأدباء، والمبدعين من هو على رخاوة في العود، أو تهاون باللغة، ولا تبن لقناعات من شأنها إقامة الحواجز بين ثلة، وأخرى، بمثل ما هو واقع الحال، وما كانت هناك فجوات عميقة بين من سبق، ومن لحق، بمثل ما أقيم منها بلمح البصر، بين ناشئة تسنموا منافذ الخروج من عنق التراكمات الثقافية والقيمية، وجيل تراجع يتمسك بما بقي له من جذوع في شجرة، تدك جذورها شتيت من الرياح.. أما وقد مد النهر جداوله لأنسجة تتماشى ومعطيات العصر، وتطورات العالم، وتتلون بألوان متغيراته، وتؤثر سلباً وإيجابياً في أبنيته المختلفة، فإن الأدب أصبح من الضرورة أن تقوم له حمية، هي لعمري ملحة، الآن، يكون عصبها الإنسان، وقضيتها حياته وما فيها، وشعوره وما يحركه، وفكره وما يحويه، وثقافته وما يرفدها.
لكم التحية خالصة، عسى أن أكون قد أوفيت برسالة المرسول الأمين، مثمنة هذا الدور.
أما قصيدة الحفل التي ألقاها الشاعر الزهراني بعنوان: شغب لذيذ.. ففيها:
من أين أبدأ عشقا، ما له طرف
وكيف أنصف من أهوى وانتصف؟
وكيف أعبر، والآفاق عاصفة
وكل منعطف يتلوه منعطف
المكرمون:
د. إبراهيم بن فوزان الفوزان، د. حسن بن فهد الهويمل، د. حسن محمد باجودة، الأستاذ عبدالعلي بن يوسف آل يوسف، الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس، د. عبدالله بن محمد ابوداهش، د. عبدالله محمد الغذامي، د. محمد بن سعد بن حسين، د. محمد بن عبدالرحمن الشامخ، الشيخ أبوعبدالرحمن محمد بن عقيل، د. منصور إبراهيم الحازمي.
المكرمون من مؤتمر الأدباء الأول والثاني:
معالي الدكتور محمد عبده يماني، معالي الدكتور سهيل قاضي، الدكتور محمد زيان عمر، الدكتور محمد مريسي الحارثي.
المكرمون من رؤساء
الأندية السابقة:
الأستاذ علي بن حسن العبادي، الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد، الدكتور حسن الهويمل، الأستاذ عبدالفتاح أبومدين، الدكتور راشد راجح الشريف، الأستاذ عبدالرحمن العبيد، الاستاذ حجاب الحازمي، الشيخ سعد المليص، الدكتور رشيد العمرو، الاستاذ محمد عمر عرفة، الدكتور محمد الربيع، الأستاذ نعيم السهو، الدكتور حسن حجاب الحازمي، الأستاذ عبدالرحمن الدرعان، الأستاذ محمد زايد الألمعي، الدكتور محمد عبدالعزيز الناجم.
المصدر
المكرمون من مؤتمر الأدباء الأول والثاني:
معالي الدكتور محمد عبده يماني، معالي الدكتور سهيل قاضي، الدكتور محمد زيان عمر، الدكتور محمد مريسي الحارثي.
المكرمون من رؤساء
الأندية السابقة:
الأستاذ علي بن حسن العبادي، الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد، الدكتور حسن الهويمل، الأستاذ عبدالفتاح أبومدين، الدكتور راشد راجح الشريف، الأستاذ عبدالرحمن العبيد، الاستاذ حجاب الحازمي، الشيخ سعد المليص، الدكتور رشيد العمرو، الاستاذ محمد عمر عرفة، الدكتور محمد الربيع، الأستاذ نعيم السهو، الدكتور حسن حجاب الحازمي، الأستاذ عبدالرحمن الدرعان، الأستاذ محمد زايد الألمعي، الدكتور محمد عبدالعزيز الناجم.
المصدر
تعليق