الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

عمدة كفر البلاص

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سنجر
    كاتب مسجل
    • Apr 2006
    • 181

    #16
    عمدة كفر البلاص ( 12 )

    ( دخل شيخ الخفر مسرعا ،
    وجد عبد الجبار جالسا ،
    سأله في عجالة )
    ـ فين أبوك العمدة يا عبد الجبار ؟
    ـ بيصلي .
    ـ هو لسه ما صلاش العشا لغاية دلوقتي ؟
    ـ بيصلي السنة .
    ـ طب نادي بسرعة على بهانة و خليها تقوله إن شيخ الغفر عايزك ضروري ....
    ( عندها ينفتح الباب الداخلي للقاعة و يدخل العمدة )
    ـ السلام عليكم .
    ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، حرما يا حضرة العمدة .
    ـ جمعا إن شاء الله ، خير ؟
    ـ عاوزك في كلمتين يا حضرة العمدة .
    ( ينظر العمدة لعبد الجبار )
    ـ روح خلي البت بهانة تعمل لنا اتنين شاي يا عبد الجبار ، و أقف انته بره لغاية أما أناديلك .
    ـ أمرك يا حضرة العمدة .
    ( يخرج عبد الجبار )
    ـ خير يا شيخ الغفر .
    ـ لا مش خير أبدا يا أبا العمدة .
    ـ ليه بس حصل إيه ؟
    ـ السل بينهش في الكفر يا أبا العمدة .
    ـ سل ؟ أعوذ بالله ، سل إيه يا شيخ الغفر ؟
    ـ يعني هو الدكتور عادل ما قالكش ؟
    ـ و لا قال لي أيتها حاجة .
    ـ العيال قرايبه اللي جم امبارح الصبح م البندر و قعدوا عنده في الدار .
    ـ مالهم يا وله ؟
    ـ اللهم احفظنا عيانين بالسل ، و أهي العدوى انتشرت في الكفر كله .
    ـ مين اللي قالك الكلام الفارغ ده يا شيخ الغفر ؟
    ـ أني اللي بأقولك أهوه ، و ابعت هاته كده خليه يكذبني .
    ( يصرخ العمدة مناديا )
    ـ عبد الجبار ، وله يا عبد الجبار .
    ( يدخل عبد الجبار يحمل الشاي )
    ـ أمرك يا حضرة العمدة .
    ـ حط الشاي اللي في إيدك ده ، و روح بسرعة هات لي الدكتور عادل دلوقتي حالا ، قوله أبويا العمدة عاوزك ضروري ، و ما تجيش إلا معاه .
    ـ فوريرة .
    ( يخرج عبد الجبار مسرعا )
    ـ معقولة الكلام ده ؟
    ـ و مش معقولة ليه ؟ مش هو برضه اللي موت خالتي الحاجة زهرة مراتك الله يرحمها ؟
    ـ إيه الكلام الفاضي ده يا طاهر ؟ لا كله إلا كده ، حرام عليك ما تفتريش ع الراجل ...
    ـ و ها أفتري عليه ليه إن شاء الله ؟ مش هو برضه اللي اداها حقنة غلط بدل ما يوطي لها الضغط علاه ؟
    ـ كلام إيه ده يا شيخ الغفر ؟
    ـ ده مش كلامي ، ده الكلام اللي البلد كلتها بتقوله يا أبا العمدة .
    ـ و انته ها تسمع لكلام الناس .
    ـ ما فيش دخان من غير نار يا أبا العمدة .
    ـ طب دول عالم فاضية بيقولوا أيتها حاجة و خلاص ، و بعدين ما حدش بيموت ناقص عمر .
    ـ أيوة بس فيه أسباب برضك .
    ـ على العموم خلينا دلوقتي في المصيبة اللي احنا فيها ، الكلام ده لو صحيح يبقى على الدنيا السلام ، الدكتور عادل ؟ معقولة ؟ بالذمة ده كلام برضه ؟
    ( يدخل عبد الجبار و معه الدكتور عادل )
    ـ السلام عليكم .
    ـ روح انته يا عبد الجبار ، و عليكم السلام .
    ـ خير يا حضرة العمدة ؟
    ـ إيه حكاية قرايبك اللي عندك دول يا دكتور عادل ؟
    ـ مالهم يا حضرة العمدة ؟
    ـ صحيح عيانين بالسل ؟
    ( ينظر الدكتور لشيخ الغفر )
    ـ هو حضرتك عرفت يا حضرة العمدة .
    ـ و هو فيه حاجة بتستخبى ع العمدة برضك يا دكتور عادل ؟
    ـ لو لك قرايب عيانيين و جم واقعين في عرضك يا حضرة العمدة عشان تشوف لهم حل ها تعمل إيه ؟ حتى لو مش قرايبي ، من واجبي أعالجهم و أراعيهم لغاية ما يقوموا بالسلامة ، مش دي الأصول برضه ؟
    ـ أيوة بس ده سل يا دكتور عادل ،عارف يعني إيه سل ؟
    ( فجأة يدخل الخفير التوابتي يلهث ، يحاول التقاط أنفاسه )
    ـ ..... إلحقونا يا عالم ، إلحقنا يا دكتور عادل أنا ف عرضك ، الواد حمودة ابني بيكح دم ....
    ( عندها يصرخ شيخ الغفر )
    ـ مش قلت لك يا حضرة العمدة ؟ أهوه ، آدي البشاير ظهرت أهي ،و الواد ابن حسان أبو شوشة كمان لسه سامع أمه بتصوت عليه و انا جايلك ...
    ( صرخ العمدة في وجه الدكتور عادل )
    ـ ينفع الكلام ده يا دكتور عادل ؟ أهي العدوى انتشرت في البلد أهي ..
    ( ينكب التوابتي على كف الدكتور عادل يقبلها )
    ـ أبوس إيدك يا دكتور عادل ، تلحق الواد ابني بسرعة ...
    ( يصرخ شيخ الخفر )
    ـ ها يلحق مين و إلا مين ؟ روح منك لله يا شيخ ، ما كنا قاعدين كافيين خيرنا شرنا ، لازم يعني تدخل لنا السل البلد ؟
    ـ ما تحترم نفسك يا شيخ الغفر ؟
    ( يمسك الدكتور عادل شيخ الغفر من ملابسه ،عندها يجذبه العمدة بعيدا )
    ـ سيب شيخ الغفر دلوقتي يا دكتور عادل و روح إلحق المصيبة اللي وقعتنا فيها إنته وقرايبك ، يلا بسرعة ...
    ( يخرج الدكتور و التوابتي )
    ـ مش قلت لك يا أبا العمدة ؟ مش قلت لك ؟
    ـ و العمل إيه دلوقتي يا شيخ الغفر .
    ـ عمله اسود بعيد عنك ، لازم دلوقتي حالا نعمل حظر على البلد كلتها .
    ـ حظر ؟
    ـ إيوه ، لا حد يخرج من بيته و لا حد يدخل لغاية لما نشوف حل في المصيبة دي .
    ( يصرخ العمدة مناديا )
    ـ عبد الجبار ، عبد الجبار ...
    ( يدخل عبد الجبار )
    ـ بسرعة يا وله لم لي الغفر كلهم دلوقتي حالا .
    ( يخرج عبد الجبار مسرعا )
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، كنا ناقصين الدكتور عادل كمان ؟
    ـ لازم تكرشه م البلد يا عمدة الليلة هو وقرايبه .
    ـ و البلد تقعد كده من غير دكتور ؟
    ـ و هو الدكتور عمل إيه يعني للبلد ؟ ما هو قدامك أهوه ، هو اللي جاب لنا الخراب أهوه ، و من بكره الصبح نبعت شكوى للمديرية يبعتوا لنا حد غيره ، تلاتة بالله العظيم الواد (أنتي بيوتك) برقبته ، قلت إيه ؟
    ـ أيوه بس على الأقل نخليه لغاية لما المديرية تبعت لنا دكتور تاني .
    ـ موت يا حمار ، طول ما هو موجود عمرهم ما هيسألوا فينا ، لكن لما يروح لهم هناك مكروش م البلد ، و يعرفوا إن البلد من غير دكتور ، ها يبقى وضع تاني ، خاصة لما يعرفوا كمان إن السل انتشر في البلد ، ده مش بعيد يبعتوا لنا دكتورين تلاتة على الأقل .
    ـ خلاص ، بس لما الغفر يوصل نبعت واحد منهم يمشيه هو و قرايبه .
    ـ و نستنى ليه ؟ أني ها أروح أكرشهم حالا دلوقتي ، و إلا يعني نستنى لما الفاس تقع في الراس و يعدوا البلد كلها ، ده سل يا أبا العمدة ، سل ، استر يا رب ...
    ( يخرج شيخ الخفر مسرعا ، و يجلس العمدة حائرا يكلم نفسه )
    ـ معقولة ؟ الدكتور عادل ؟ اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، استر يا رب ، يا لطيف يا لطيف يا لطيف ....
    ( يدخل عبد الجبار و معه الغفر ، يؤدون التحية العسكرية )
    ـ أفندم يا حضرة العمدة ؟
    ـ دلوقتي حالا أبو شقفة و التهامي يلفوا على كل بيوت البلد دار دار ، تنبهوا عليهم ممنوع حد يدخل أو يخرج ، و اللي ها يخرج من داره يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم ، و انته يا عوادلي ، تاخد دلوقتي حالا جردل البوية الحمرة و كل دار فيها حد تعبان أو بيكح تحط لي على بابه علامة غلط ، و حسك عينك انته و هوه تخلي حد يخرج من بيته أو يدخل لغاية لما المديرية تبعت لنا حد يشوف المصيبة السودة اللي احنا فيها دي ،
    ( يصرخ فيهم ) يلا بسرعة مستنين إيه ؟
    ـ أوامرك يا حضرة العمدة .
    ( يخرج الخفر مسرعين يتخبطون ببعضهم البعض ،
    يجلس العمدة على كرسيه يضرب كفا بكف )
    ـ حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل .
    ( يتبع )

    تعليق

    • محمد سنجر
      كاتب مسجل
      • Apr 2006
      • 181

      #17
      عمدة كفر البلاص ( 13 )

      ( الصمت يخيم على بيوت القرية ،
      صوت الضفادع يأتي من بين الحقول الغارقة في الظلام ،
      الخفر يجلسون حول إبريق الشاي الذي وضعوه فوق بعض الحطب المشتعل ،
      الخفير (التوابتي) يحمل كوبا يصب به بعض الشاي و يأخذه لشيخ الخفر الذي يجلس بعيدا )
      ـ الشاي يا شيخ الغفر .
      ـ شكرا يا توابتي .
      ـ هي المديرية مش ها تبعت دكتور بدل اللي راح يا شيخ الخفر ؟
      ـ و هو انته فاكر إن كفرنا دي على بال البهوات القاعدين في المديرية ؟ موت يا حمار .
      ـ أمال ها نعمل إيه في المصيبة اللي احنا فيها دي ؟
      ـ آدينا مستنين الفرج .
      ( شبح يخرج من بين بيوت القرية ، يتجه ناحية الخفر ،
      يصرخ أحد الخفر )
      ـ مين هناك ؟
      ( الشبح لا يتكلم ، يصرخ الخفير و قد صوب بندقيته ناحيته )
      ـ بقول مين هناك ؟
      (يصرخ شيخ الخفر و هو يجري ناحية الشبح )
      ـ مين هناك إيه يا طربش ؟ نزل البندقية الله يخرب بيتك ، انته اتعميت خلاص ؟ ده أبويا العمدة يا بجم .
      ـ حضرة العمدة ؟
      ( يصل شيخ الخفر إلى العمدة ، يسلم عليه )
      ـ أهلا وسهلا حضرة العمدة ....
      ( يقف الخفر يؤدون التحية العسكرية ، يذهب شيخ الخفر و العمدة يجلسان بعيدا عن الخفر )
      ـ سلام عليكم .
      ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
      ـ اقعدوا اقعدوا ، إيه آخر الأخبار يا شيخ الغفر ؟
      ـ كله تمام يا حضرة العمدة ، لا حد دخل و لا خرج من داره زي ما حضرتك أمرت ، و كل بيت فيه حد تعبان عملنا على بابه علامة بالبوية الحمرة .
      ـ و بعدين يا شيخ الغفر ؟ إيه العمل ؟
      ـ العمل عمل ربنا يا عمدة ، ربنا يعديها على خير .
      ـ و ها نقعد كده لحد إمتى ؟
      ـ أنا رأيي إن التهامي و أبو شقفة ينزلوا البندر م الفجر و يروحوا المديرية ....
      ـ مش ها ينفع ، لازم أروح أنا بنفسي .
      ـ و إيه المانع ؟ أكيد برضك ها يعملوا لك ألف حساب و يتصرفوا .
      ـ خلاص ، بكرة إن شاء الله تبعت معايا اتنين غفر ، و آدي انته تبقى مكاني لغاية لما آجي .
      ـ برقبتي يا حضرة العمدة .
      ـ التوابتي فين ؟
      ـ أهوه ( ينادي ) يا توابتي ، تعال كلم أبوك العمدة .
      ( يجري التوابتي إلى العمدة ، يؤدي التحية العسكرية )
      ـ أفندم ؟
      ـ أخبارك ابنك إيه دلوقتي ؟
      ـ سألت عليك العافية يا حضرة العمدة ، لا ده خف و بقى عال العال ، مش طلع لا عنده سل و لا حاجة .
      ـ أمال إيه الدم اللي نزل منه ده ؟
      ـ لا ، ما هو الدكتور عادل لما شافه قبل ما يمشي ، قال إن الدم ده من سنانه .
      ـ الحمد لله .
      ( يقاطعه شيخ الخفر )
      ـ خلاص روح انته يا توابتي ، و حمد الله على سلامة ابنك .
      ( يذهب التوابتي يجلس مع الخفر ، يكمل العمدة حديثه مع شيخ الخفر )
      ـ الواد ابن أبو شوشة أخباره إيه ؟
      ـ لسه جاي من عندهم دلوقتي ، الواد السخونية مسكاه و بيخرف ، منه لله بقى الدكتور عادل ، تلاتة بالله العظيم ، الواد ده لو جرى له حاجة ذنبه ها يبقى في رقبته ، و ساعتها بقى أبو شوشة مش ها يسكت .
      ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
      ـ طب الواد ( أنتي بيوتك ) ما بيوريناش همته ليه و يعالجه ؟
      ـ ما هو لولاه كان الواد راح في شربة ميه ، ده لما لقى السخونية مسكاه ، جري بيه ع الترعة و قعد يغطسه فيها لغاية لما راحت ، و ادى له إبرة مخدر ما عرفش و إلا إيه ، الواد بعدها بقى عال العال ، بس يدوبك ساعتين تلاتة ، و السخونية رجعت تاني و حالته بقت حاله .
      ـ ما تيجي لما نعدي عليه نشوفه .
      ـ لا يا عمدة ، كله إلا انته ، البلد مش مستغنية عنك ، و بعدين أنا لسه جاي من عندهم أهوه .
      ـ طب خلي حد م الخفر ياخد لهم شوال رز و شوال دقيق و زيت و الذي منه .
      ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة ، حاضر من عينيه .
      ـ و تخلي الواد (أنتي بيوتك) ما يسبوش .
      ـ ما هو عندهم في الدار من ساعتها ، الشهادة لله ، الواد مش مقصر .
      ـ ربنا يعديها على خير .
      ـ و صاحبك مشي ؟
      ـ غار في ستين داهية هو و العيانين قرايبه ، داهية لا ترجعه .
      ـ قال لك إيه لما قلت له يمشي م البلد ؟
      ـ و هو قدر ينطق بحرف واحد ؟ ما هو غلطان و الغلط راكبه من ساسه لراسه ....
      ـ أنا خايف لنكون ظلمناه يا وله .
      ـ ظلمناه ؟ ليه إن شاء الله ؟ ده يظلم بلد بحالها ، و إلا يعني كنا نستنى لما قرايبه يعدوا البلد كلتها ؟ و ساعتها بقى قول على البلد يا رحمن يا رحيم .
      ( صرخات عالية تأتي من القرية ، يقف العمدة و شيخ الخفر )
      ـ إيه ده ؟
      ـ الظاهر الواد ابن أبو شوشة مات ، الصويت جاي من ناحية دارهم .
      ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، يلا بينا يا شيخ الغفر .
      ـ اتفضل يا حضرة العمدة .
      ( يسرع العمدة و شيخ الخفر في اتجاه الصوت )
      ـ اسبقنا يا غفير انته و هوه شوف فيه إيه بسرعة .
      ( يجري الخفر ناحية دار أبو شوشة )
      ـ الله يقطع الدكاترة كلهم في ساعة واحدة قادر يا كريم ، آدي آخرة الدكاترة و اللي بيجلنا من ورا الدكاترة ، منك لله يا دكتور عادل ، بس هازز لي طوله في الرايحة و الجاية بالبالطو الأبيض و السماعة ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل .
      ـ استر يا رب ، يا رب استرها لجل حبيبك النبي .
      ( يعود التوابتي مسرعا ، يقابل العمدة و شيخ الخفر ، يلهث )
      ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق .
      ـ ده الواد توفيق بيضرب مراته .
      ـ الله يقطعه و يقطعها في ساعة واحدة ، و ده وقته ؟
      ( يلتقط العمدة أنفاسه )
      ـ خضنا الله يخضه ، لا إله إلا الله ، خلاص خليك انته بقى يا شيخ الغفر .
      ـ أوصلك يا أبا العمدة ؟
      ـ توصلني إيه ؟ عيل صغير قدامك ؟
      ـ العفو يا حضرة العمدة ، بس اتشرف بالمشي معاك مش أكتر و الله .
      ـ لا ، خليك انته شوف شغلك ، سلام عليكم .
      ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .

      ( يتبع )

      تعليق

      • محمد سنجر
        كاتب مسجل
        • Apr 2006
        • 181

        #18
        عمدة كفر البلاص ( 14 )



        ( صوت طلقات نارية تشق سكون الليل ،
        استيقظ الأهالي مذعورين ،
        أسرع الرجال بالخروج ،
        النساء ينظرن من خلف النوافذ ،
        يتساءلون )
        ـ فيه إيه ياد يا توفيق ؟
        ـ شايفني يعني باشم على ضهر إيدي ؟ الله أعلم .
        ـ يا ساتر استر يا رب .
        ( يشاهدون شبحا يجري مبتعدا في الظلام ، يدخل مسرعا بين أعواد الذرة ، صوت طلقات نارية تدوي )
        ـ ده مين ده يا وله اللي دخل في الدرة ؟
        ـ فيه إيه ياعم الحاج ؟ هو انته فاكرني مين بالظبط ؟ شايف نظري سته على سته ؟
        ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
        ( يمر عليهم أحد الخفر ، يلتقط أنفاسه ، يسألهم )
        ـ ما شفتوش الواد سليمان جري منين ؟
        ـ سليمان مين يا حضرة الغفير ؟
        ـ الواد سليمان أبو سليمان الغفير اللي اتعرض للبت خضرة و العمدة طرده م البلد .
        ـ و ده راجع ليه إن شاء الله ؟
        ـ المهم حد فيكم شافه ؟
        ـ إيوه شفناه ، كان جاي من هناك هناهو ، و قام جاري و داخل مستخبى جوه الدرة اللي هناك دهوه بتاع أبويا العمدة .
        ـ طب كل واحد فيكم يدخل داره عشان ما يتعورش ، لأن الواد ده معاه سلاح و لسه ضارب علينا النار دلوقتي .
        ( يجري الأهالي إلى بيوتهم ، يتابعون ما يحدث من خلف النوافذ )
        ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر .
        ـ طول ما الراجل ده موجود يبقى نامي في العسل يا بلد .
        ـ ده ما بيسبش كبير و إلا صغير إلا ما يسأل عنه .
        ـ ده كفاية انه كرش الدكتور عادل و قرايبه بتوع السل م البلد ، الله يسترك دنيا و آخرة يا شيخ الغفر .
        ( صوت طلقات نارية متتابعة هنا و هناك ،
        أحد الغفر يجري إلى اليمين ،
        يتبعه آخر يجري إلى اليسار ،
        يصرخ أحد الغفر )
        ـ الله أكبر ، جبت لك أجله يا شيخ الغفر .
        ( يصرخ آخر )
        ـ تلاتة بالله العظيم ما حد جاب داغة إلا اني .
        ( يصرخ ثالث )
        ـ إلحق يا شيخ الغفر ، حضرة العمدة عاوزك بسرعة .
        ـ و ده وقته ؟ طيب ، حاضر ( يوجه حديثه للخفر ) إياكم حد فيكم يسيب مكانه لغاية لما أرجع .
        ( يذهب شيخ الغفر مسرعا إلى دار العمدة ،
        يجد العمدة في انتظاره ممسكا ببندقيته )
        ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ؟
        ـ الواد سليمان أبو سليمان اللي كان غفير و انته طردته م البلد ...
        ـ ماله ؟
        ـ لامم لي شوية قلاضيش و عاوزين يقتلوك يا عمدة .
        ـ يقتلوني اني ؟
        ـ التحريات اللي عملناها كلها كانت بتأكد الموضوع ده ....
        ـ و لما انته عامل تحريات ، سايبني على عمايا يا شيخ الغفر ؟ ليه ما نبهتنيش من بدري ؟
        ـ ما حبيتش أقلقك بس يا أبا العمدة .
        ـ ابقى هاتهولي هو و القلاديش اللي مسكتوهم معاه عشان ما حدش ها يحقق معاهم إلا اني .
        ـ لا ، هو انا ماقولتلكش ؟ ما هم هربوا لما عرفوا إن عينينا مفنجلة و قاعدين لهم .
        ـ هربوا منكم ؟
        ـ و هو إحنا كنا مسكناهم و هربوا مننا ؟ احنا أول ما شفناهم ضربنا عليهم نار ، و همه ردوا علينا ، بس الواد العوادلي بيحلف إنه ضرب أبو سليمان بالنار و جت في رجله اليمين و الناس شايفينه و هو بيجري بيزك ، و الواد التوابتي كمان بيحلف إنه ضربه بالنار في راسه ، بس لما رحنا ندور عليه في الدرة لقيناه فص ملح و داب .
        ـ أيوة بس كده ممكن يرجعوا تاني ، و طبع اللي اتجرأ و عملها مرة ، يبقى أكيد ها يعملها تاني و تالت و رابع .
        ـ ما هو عشان كده بعد إذنك يعني ، ها أعمل بعض الحاجات كده عشان نقدر نشتغل صح بقى .
        ـ حاجات إيه دي ؟
        ـ يعني بعد إذنك يا حضرة العمدة ،
        أولا : ما حدش يمشي في البلد بعد صلاة العشا إلا اما يكون معاه تصريح مني شخصيا ،
        ثانيا : ما حدش يخرج م البلد و لا يدخل إلا لما أبقى عارف الخارج خارج ليه و الداخل داخل ليه ،
        ثالثا : أي غفير له الحق انه يمسك و يحبس أي حد في البلد للاشتباه فيه....
        ـ أيوة بس ده احنا ما صدقنا الناس شمت نفسها حبتين بعد الحبسة بتاع موضوع السل ده .
        ـ ما هو حضرتك شايف أهو بمجرد ما هوينا لهم الحبل شوية إيه اللي حصل أهو ، و بعدين الصراحة بقى أنا مش مستعد أدخل عليك في مرة ألاقيك واخد لك عيارين لا قدر الله يا أبا العمدة .
        ـ أيوة بس براحة على أهالينا يا شيخ الغفر .
        ـ ما تقلقش يا أبا العمدة ، دول أهلي و ناسي ، و عشان كده عندي اقتراح كده ها يبسط البلد و يا ريت حضرتك توافق عليه .
        ـ خير إن شاء الله ؟
        ـ طبعا إحنا لما نضيق على الناس بالشكل ده ، فياريت برضه نبحبحها عليهم من الناحية التانية .
        ـ عروستي ؟
        ـ كنت بأقول يعني نخلي التليفون للأهالي مجانا يتكلموا براحتهم .
        ـ تليفون إيه ؟
        ـ تليفون العمدة .
        ـ نعم ؟ تليفون العمدة ؟
        ـ لا ، ما هو احنا ها نجيب لهم عدة تانية نحطها في القاعة و هانخلي واحد م الغفر قاعد عليه عشان الناس تتكلم بالدور .
        ـ آه ، بحسب ، و ماله ، ما عنديش مانع ، بس هي دي البحبحة اللي تقصدها ؟
        ـ يعني ، أهي حاجة برضه تسعدهم و توسع عليهم .
        ـ الأهم من كده تنبه على الغفر ما حدش يضايق الناس .
        ـ لا ، من الناحية دي اطمن ، طول ما أنا موجود و لا يكون عندك أيتها فكرة ، أنا عاوزك انته بس كده تنام و تمدد رجليك و تشخر براحتك خالص و على كيف كيفك يا أبا العمدة .
        ـ حسك عينك أسمع أيتها شكوى من أي حد في البلد يا شيخ الغفر .
        ـ برقبتي ، و لا تشغل بالك انته يا أبا العمدة .
        ـ مش عارف كنت ها أعمل إيه من غيرك يا وله يا طاهر ، قصدي يا حضرة شيخ الغفر .
        ـ إحنا مش عاوزين غير رضاك علينا يا أبا العمدة .


        ( يتبع )

        تعليق

        • محمد سنجر
          كاتب مسجل
          • Apr 2006
          • 181

          #19

          عمدة كفر البلاص ( 16 )

          ( صرخة عالية شقت سكون القرية ،
          تعلقت العيون و الآذان باتجاه الصرخات ،
          فجأة انطلق أحد الغلمان فارا من بين أعواد الذرة ،
          يمسك جلبابه بفمه و يهرول في اتجاه القرية يصرخ )
          ـ روحوا يا هــــــــــوه ، ( السلعوة ) ظهرت يا جدعان .....
          ( تخونه قدماه الدقيقتان فيتعثر منزلقا إلى الترعة ،
          يخرج منها زاحفا ، ما يلبث أن يعاود الفرار ،
          اختلط الحابل بالنابل ،
          النساء و الأطفال و الرجال يفرون في كل اتجاه )
          ـ اهرب بسرعة ياد يا محمود .
          ـ ما جايز كلب مسعور ياد يا حمودة .
          ـ هو أنا عبيط و الا مختوم على قفايا ؟
          بقولك أنا لسه شايفها في أرض أبوك محمد أبو اسماعيل ....
          ـ يا داهية دقي .....
          ( محمود يفك الحبال التي ربط بها بهائمه ،
          ينهال عليها ضربا بعصاه فتفر البهائم باتجاه القرية ،
          يقفز محمود فوق حماره يهز قدماه بشدة ، يلوح بعصاه عاليا ،
          صرخات الاستنفار تتصاعد هنا و هناك )
          ـ استر يا رب ، انته لسه ما قفلتش يا عم حسنين ؟
          ـ ما أنا بأقفل أهو ، ليكون ديب ياله يا حمودة ؟
          ـ برضك ها يقولي ديب، بقولك ( السلعوة ) أنا شايف عينيها بعيني اللي هاياكلها الدود و هيه بتطق شرار .
          ـ طب اجري بسرعة و بلغ أبوك العمدة ...
          ـ عمدة مين الساعة دي ؟ يا روح ما بعدك روح ....
          ( يغلق عم حسنين باب دكانه الخشبي سريعا ،
          يعلق قضيبا طويلا من الحديد عليه ،
          يضع قفلا كبيرا و يفر هاربا )
          ـ اجري استخبى يا وله انته و هوه بسرعة ، يا لطيف ، يا لطيف .
          ( تجري إحدى النساء تنتشل طفلها من فوق الأرض و تفر به ، تصرخ )
          ـ يا بت يا سعاد ، ادخلي بسرعة يا بنت ال ........
          ( تدخل إلى منزلها ، تغلق الباب خلفها سريعا ،
          طفل صغير يحاول الفرار ، فيسقط تدوسه الأقدام ،
          يوقفه أحد الرجال ، يصرخ في الناس )
          ـ الرحمة يا جدعان حرام عليكم .
          ( يجري الطفل إلى حارة ضيقة ، يختفي عن الأنظار ،
          امراة تصرخ في ولدها )
          ـ شفت أختك فين ياد يا عبوده ؟
          ـ دخلت بيت عم أبو سليمان .
          ( الجميع يحاول الفرار )
          ـ يا ساتر استر يا رب .
          ( ما هي إلا لحظات حتى ساد صمت مميت ،
          جميع الأهالي يهرعون إلى ديارهم ،
          جميع الأبواب تغلق بإحكام ،
          العيون جاحظة تترقب خلف الأبواب و النوافذ ،
          الآذان صاغية تتنصت ،
          البعض صعد فوق السطوح يتابع المشهد من أعلى ،
          يتساءل أحد الرجال)
          ـ مش جايز تعلب و الا ديب و الا كلب مسعور يا جدعان .
          ـ الواد حمودة بيقولك شايف الشرار طالع من عينيها .
          ـ شيخ الغفر بيحلف على المصحف إن هي اللي أكلت كلاب العمدة أول امبارح .
          ـ ده أبو شلبي لسه شايفها امبارح بالليل على جسر الترعة و هي بتسن سنانها يا جدعان .
          ( صرخة عالية تشق الفضاء )
          ـ استر يا رب ، الصرخة دي جاية منين ؟
          ـ دي جاية من ناحية دار أبو خميس .
          ( صوت الصرخات يقترب و يقترب )
          ـ ده صوت عيل صغير ، يالطيف ، يالطيف .....
          ( تظهر من خلف البيوت طفلة صغيرة تصرخ و تجري إلى أحد الأبواب )
          ـ الحقيني يا أمه ، الحقني يا آبا .....
          ( تدق الباب و تدق و لا مجيب ،
          الجميع يتابع ما يحدث من خلف الأبواب و النوافذ و من فوق السطوح ،
          تتعالى صرخات الأهالي ، تتزايد أصواتهم )
          ـ يا ضنايا يا بنتي ، ربنا يكون في عونك .
          ( ينادي أحدهم من خلف الأبواب )
          ـ بنت مين دي يا عالم ؟
          ( يرد عليه آخر )
          ـ دي بنت حسين أبو حبيبة .
          ( البنت تبكي و تصرخ و لا مجيب ،
          فجأة ،
          تخرج ( السلعوة ) من بين أعواد الذرة ،
          يتطاير الشرر من عينيها ،
          سوداء حالكة اللون ،
          يسيل من بين أنيابها لعاب السعار ،
          تقف متحفزة ،
          تتعالى صرخات الأهالي )
          ـ حد يغيتها يا ولاد ، ما تفتح لها ياد يا مسعود .
          ـ ما انته حلو اهوه يا له ، ما تطلع تاخدها انته يا ناصح ، و الا بس بق على الفاضي ؟
          ـ و هو انا مستغني عن نفسي و عن عيالي ، دي سلعوة يا آبا ، عارف يعني إيه سلعوة ؟
          ( تتراجع البنت ملتصقة بالأبواب ،
          نحيبها يمزق القلوب ،
          دقات قلبها الصغير تتردد بين جدران البيوت ،
          لحظات من الترقب )
          ـ يا بلد ما فيهاش راجل ، مفيش حد يغيت البت المسكينة دي ؟
          ـ و هي أهلها سايبنها ليه الساعة دي ؟
          ـ فيه حد يسيب ضناه كده بالذمة ؟
          ( تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ،
          تصرخ الطفلة و تصرخ حتى يبح صوتها ،
          فجأة ينفتح أحد الأبواب ،
          تخرج منه ( خضرة ) ،
          ترفع في يديها عصا غليظة )
          ـ ما تخافيش يا أمه ، ما تخافيش .
          ( تقف بين السلعوة و البنت الصغيرة ، تتعلق عينها ب السلعوة ،
          تجري البنت لتتشبث بجلبابها )
          ـ دي مين بنت المجنونة دي ؟
          ـ دي البت (خضرة) أم لسانين .
          ـ و الله بت بميت راجل .
          ( تتحرك خضرة بجنبها خطوة خطوة باتجاه بابها ،
          تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ،
          تفتح خضرة باب دارها بينما عينيها مازالت معلقة على السلعوة ، تدخل البنت من الباب مسرعة ،
          عندها تقفز السلعوة على خضرة تحاول افتراسها ، إلا أنها باغتتها بضربة قوية بعصاها الغليظة على رأسها و صرخت )
          ـ موتي بقى الله ياخدك .....
          ( تسقط السلعوة على إثر الضربة ، إلا إنها تهب ثانية لتهجم على خضرة فتباغتها بضربة ثانية و ثالثة ، و تصرخ )
          ـ الله ياخدك ، الله ياخدك ....
          ( عندها تسقط السلعوة على الأرض لا تستطيع الحراك ، إلا أنها ما زالت حية ،
          عندها نجد أحد الخفر (العوادلي) يخرج من خلف أحد الأبواب ،
          يصرخ )
          ـ إلحقنا يا شيخ الغفر ، إلحقنا يا شيخ الغفر .
          ( عندها يخرج شيخ الخفر يحمل بندقيته ، يصوبها ناحية السلعوة ، و يطلق عليها النار ،
          عندها يصرخ ( العوادلي )
          ـ الله أكبر ، الله أكبر ،
          شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .
          ( عندها يتردد صوته في الفضاء )
          شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد .


          ( يتبع )

          تعليق

          • محمد سنجر
            كاتب مسجل
            • Apr 2006
            • 181

            #20
            عمدة كفر البلاص ( 17 )

            (العمدة ينادي من داخل القاعة )
            ـ عبد الجبار ، واد يا عبد الجبار ...
            ( يدخل عبد الجبار مسرعا ، يتخبط بباب القاعة ، ينكسر الباب ، يمسك عبد الجبار بالباب قبل أن يسقط على الأرض ، يكاد الدم أن يتفجر من وجنتيه خجلا ، يقف ممسكا بالباب ، ينظر إلى العمدة و الشيخ جمعة الجالس إلى جواره ، و ينظر إلى الباب ، لا يعرف ماذا يفعل ، يصرخ العمدة )
            ـ جاموسة داخلة علينا ؟ إيه اللي انته هببته ده يا بجم ؟
            (وقف عبد الجبار يتصبب منه العرق ، ينظر إلى الأرض ، لا يستطيع النطق بكلمة واحدة ، يحاول لملمة الحروف فلا يستطيع )
            ـ ما ... ما ... أصل ... أصل ...
            ـ انته ها تمأمأ لي ؟ اسند الزفت اللي كسرته ده على الحيطة و غور هات الواد ( قادوم ) يصلحه ، بسرعة .
            ـ أمرك يا حضرة العمدة .
            ( يسند عبد الجبار الباب على الحائط ، و يخرج مسرعا ، يناديه العمدة )
            ـ واد يا عبد الجبار ، انته يا وله ...
            ( يعود عبد الجبار مسرعا لكنه يتردد في الدخول فيقف خارج الباب )
            ـ أمرك يا حضرة العمدة .
            ـ عدي على شيخ الغفر خليه يجيني .
            ـ حاضر .
            ( يذهب عبد الجبار ، يميل الشيخ جمعة على العمدة )
            ـ طيب أستأذنك أنا يا حضرة العمدة ؟
            ـ لا ، تستأذن مين ؟ لازم تقعد لغاية لما يجي و تحضرنا .
            ـ عشان بس ما يبقاش فيها حرج يا عمدة .
            ـ حرج إيه و بتاع إيه ؟ و لا فيها حرج و لا حاجة ، اقعد اقعد ( ينادي ) بت يا بهانة ...
            ( ترد بهانة من خلف الباب الداخلي )
            ـ أأمر يا أبا العمدة .
            ـ اعملي لنا حاجة نشربها يا بت .
            ـ شاي ؟
            ـ شاي شاي ؟ ما فيش غير الشاي ؟
            ـ أعملك قهوة ؟
            ( يكلم الشيخ جمعة )
            ـ إيه رأيك في فنجانين قهوة م البن المحوج اللي جابهولي شيخ الغفر ؟
            ـ ماشي .
            ( ينادي العمدة على بهانة )
            ـ صحيح تعالي يا بت يا بهانة ادخلي ، ما فيش حد غريب ، ده أبوك الشيخ جمعة .
            ( تدخل بهانة )
            ـ السلام عليكم ، إزيك يا أبا الشيخ جمعة ؟
            ـ أهلا يا بهانة ، عاجبك اللي عمله جوزك ده يا بت ؟
            ـ عمل إيه ؟
            ( يقاطعها العمدة )
            ـ كسر الباب يا فالحة .
            ( يشير العمدة إلى الباب المكسور ، تنظر بهانة إلى الباب )
            ـ هوه اللي كسره ؟
            ـ لا آني ، الواد بأنادي عليه لقيته داخل في الباب زي البهيم .
            ـ معلش يا أبا العمدة ، أصله بيحبك قوي و الله ، و ما بيصدق إنك تنادي عليه بيبقى عاوز يطير طير كده و يجيلك .
            ـ حبك برص و عشرة خرص انتي و هوه ، كسبنا صلاة النبي ؟
            ـ اللهم صلى عليه .
            ـ طب اجري بقى اعملي لنا فنجانين قهوة مظبوط م اللي وصى عليهم داود في التذكرة يا بت .
            ـ أمرك يا أبا العمدة ، بس بالله عليك ما تزعل من عبد الجبار يا أبا العمدة.
            ـ خلاص اللي حصل حصل ، بس روحي انتي اعملي القهوة .
            ـ هوا .
            (تخرج بهانة )
            ـ ما قلتليش يا شيخ جمعة ، مش يمكن الناس دول يكونوا قرايبه ؟
            ـ قرايبه مش قرايبه ، المفروض أي حد يدخل البلد و يقعد فيها يكون عندك علم بيه ، و بعدين دول مش واحد و إلا اتنين .
            ـ معاك حق طبعا ، و دول جم البلد إمتى يا شيخ جمعة ؟
            ـ ساعة لما انته كنت في المديرية بتجيب الدكتور الجديد .
            ( يدخل شيخ الخفر )
            ـ السلام عليكم ، خير يا حضرة العمدة ، ازيك يا شيخ جمعة ؟ إيه اللي كسر الباب كده ؟
            ـ و عليكم السلام .
            ـ سيبك م الباب دلوقتي يا شيخ الغفر ، إيه موضوع الناس اللي قاعدين عندك دول ؟
            ـ قرايبي يا حضرة العمدة و جايين زيارة يومين ، ليه خير ؟ حد فيهم عمل حاجة كده و الا كده لا سمح الله ؟
            ـ مش المفروض أبقى على علم بكل حاجة في البلد يا شيخ الغفر ؟ أنا مش قايلك انته مكاني لغاية لما أرجع م البندر ؟ يبقى أي حاجة تحصل في البلد و أنا غايب لازم يكون عندي علم بيها .
            ـ معاك حق طبعا يا أبا العمدة ، عداك العيب ( ينحني شيخ الخفر على كف العمدة يقبله ، يسحب العمدة كفه بسرعة )
            ـ استغفر الله العظيم .
            ـ حقك عليا ، أني غلطان ، بس و الله ما جت فرصة أقولك مش أكتر ، و بعدين دول جايين يقعدوا يومين و ماشيين ، و معروف انك طول عمرك بيتك مفتوح للغريب قبل القريب يا حضرة العمدة .
            ( يدخل عبد الجبار )
            ـ الواد ( قادوم ) مش موجود ، بيقولوا راح البندر ، عنده شغل هناك و مش ها يجي إلا بعد يومين .
            ـ و ها أقعد يومين من غير باب يا فالح ؟
            ( يقاطعه شيخ الخفر )
            ـ فيه واد من قرايبي نجار يا حضرة العمدة ، بعد إذنك عبد الجبار يروح ينادي له يصلحه .
            ـ يعني الناس جايين ضيوف عندنا نقوم نشغلهم برضك ؟
            ( يقاطعه الشيخ جمعة )
            ـ ما فيهاش حاجة يا حضرة العمدة ، يعني نصلح الباب و إلا الدار تفضل مفتوحة كده من غير باب ؟
            ـ أيوة بس أكيد ما معهوش عدة .
            ـ ده ما بيمشيش من غيرها ، روح يا عبد الجبار عندنا الدار و قول لهم شيخ الغفر بيقول لكم ابعتوا الواد (شنكل) بالعدة بتاعته عند أبويا العمدة .
            ـ فوريرة .
            ( يخرج عبد الجبار ، تدخل بهانة بالقهوة )
            ـ القهوة .
            ـ اعملي كمان واحد مظبوط لشيخ الغفر يا بت .
            ـ حاضر .
            ـ سبحان الله ، قريبك النجار ده جه في وقته .
            ـ لأ مش بس كده ، ده أخوه حداد كمان و التالت بنا .
            ـ اللهم صلى ع النبي .
            ( يقاطعهما الشيخ جمعة )
            ـ ما تخليهم يعملوا لنا مدنة للجامع يا عمدة ينوبك ثواب .
            ـ و ماله ، بس يمكن نعطلهم عن شغلهم و إلا حاجة ؟
            ( ينظر إلى شيخ الخفر ، يجيبه )
            ـ و لا عطلة و لا حاجة يا حضرة العمدة ، هي الدنيا ها تطير ؟ يقعدوا لهم أسبوع أو اتنين زيادة ، ها يجرى إيه يعني ؟ ده كفاية الثواب اللي ها ياخدوه .
            ـ الله يبارك فيك يا شيخ الغفر .
            ( يدخل عبد الجبار و بصحبته (شنكل) )
            ـ السلام عليكم .
            ـ و عليكم السلام ، (شنكل) ابن خالتي اللي كلمتك عنه يا أبا العمدة .
            ـ أهلا و سهلا بيه .
            ـ شوف لنا الباب الي كسره الدغف ده كده يا شنكل ، ينفع يتصلح ؟
            ـ كل حاجة تتصلح إن شاء الله يا حضرة العمدة .
            ـ يلا ورينا الهمة .
            ( يبدأ شنكل في العمل ، يجلس العمدة و الشيخ جمعة و شيخ الخفر يتناولون القهوة حتى ينتهي شنكل من تصليح الباب سريعا )
            ـ خدمة تانية يا حضرة العمدة ؟
            ـ اللهم صلى على النبي .
            ـ شوف كده يا حضرة العمدة ، لا تقولي بقى ( قادوم ) و لا غيره .
            ـ إيه الحلاوة دي يا وله ؟ ( يغلق الباب و يفتحه ) بسم الله ما شاء الله ، هو ده الشغل على أصوله ، أيوة كده .........
            ( يمد العمدة يده في جيبه ، يخرج حافظة نقوده ، يمسك شيخ الخفر بيده)
            ـ تلاتة بالله العظيم ما انته مطلع مليم أحمر يا عمدة .
            ـ عيب يا شيخ الغفر .
            ( يقاطعهم شنكل )
            ـ و هو أنا أصلا كنت أطول و إلا أحلم أعمل شغل في بيت العمدة ؟ ده كفاية الشرف اللي حط على راسي .
            ـ ما يصحش يا وله .
            ـ تلاتة بالله العظيم ما أني واخد أيتها حاجة .
            ( يقاطعه الشيخ جمعة )
            ـ خلاص بقى يا حضرة العمدة ، طالما حلف ، الراجل ضيف عندنا ، ما توقعوش في حلفانه .
            ـ لا إله إلا الله ، طب إيه رأيك بقى أنا عاوزك تصلح لي شوية الحاجات البايظة اللي في الدار ، بس بشرط .
            ـ أأمر يا عمدة .
            ـ تاخد حقك تالت و متلت ، أنا بأقول من دلوقتي أهو .
            ( يرد شيخ الخفر )
            ـ بكره م النجمة إن شاء الله يكون واقف قدام الدار .
            ـ شكرا يا شيخ الغفر ، ألف شكر يا شنكل .
            ـ الله يسلمك يا حضرة العمدة ، و هو أني عملت حاجة ؟
            ـ طيب ، تأمرنا بأيتها حاجة يا أبا العمدة ؟
            ـ ما تقعدوا تتعشوا معايا .
            ـ دايما عامر بحسك يا حضرة العمدة ، سلام عليكم .
            ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
            ( يتبع )

            تعليق

            • محمد سنجر
              كاتب مسجل
              • Apr 2006
              • 181

              #21

              عمدة كفر البلاص ( 18 )



              ( دخل الشيخ جمعة مسرعا إلى القاعة ،
              وجد عبد الجبار يفترش الأرض بجوار الحائط ،
              وكزه الشيخ جمعة مناديا )
              ـ واد يا عبد الجبار ، عبد الجبار ....
              ( يجلس عبد الجبار يفرك عينيه ،
              ينظر يمينا و يسارا يحاول أن يتدارك ما يدور من حوله )
              ـ نعم ؟
              ـ فين حضرة العمدة يا وله ؟
              ـ نعم ؟
              ـ مالك يا وله ؟ بأقولك فين أبوك العمدة ؟
              ( ينظر عبد الجبار إلى الشيخ جمعة ، تدور بعينيه علامات الاستفهام ، و كأن الشيخ جمعة ينطق بطلاسم لا يفهمها )
              ـ طيب .
              ( يسحب عبد الجبار الغطاء عليه و يعود متمدادا مرة أخرى متمتما )
              ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، خير اللهم اجعله خير .
              ( يغضب الشيخ جمعة ، يوكزه وكزة قوية ، تتبعها أخرى )
              ـ واد يا عبد الجبار ، قوم قامت قيامتك ياوله .
              ( يرد عليه عبد الجبار من تحت الغطاء )
              ـ سيبني أنام الله يخليك يا شيخ جمعة .
              ـ نامت عليك حيطة ، قوم رد عليا يا وله .
              ـ فيه إيه بس يا شيخ جمعة ؟
              ـ فين أبوك العمدة يا وله ؟
              ـ أبويــــا العمــــدة نــــــــايم تعبــــــــــــــان ، هيه ارتحت ؟
              ـ نايم تعبان ؟ تعبان ماله يا وله ؟
              ـ الدكتور الجديد كان سهران معاه طول الليل و لسه ماشي هو وشيخ الغفر دلوقتي حالا ، سيبني أنام بقى .
              ـ و الدكتور قال العمدة ماله يا وله ؟
              ـ يا شيخ حرام عليك ، و الله العظيم ما نمت بقى لي يومين بحالهم ، اعتقني بقى لوجه الله .
              ـ طيب ها اعتقك ، بس قولي الأول ، الدكتور قال أبوك العمدة ماله ؟
              ـ قال إنه تعبــــان و لازم يرتــــــــــــــــاح ، سيبني أرتاح بقى أني كمان الله يخليك .
              ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
              ( يدخل شيخ الخفر مسرعا )
              ـ السلام عليكم .
              ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أهلا يا شيخ الغفر .
              ـ أهلا يا شيخ جمعة ، خير ؟
              ـ العمدة ماله يا شيخ الغفر ؟
              ـ ما فيش ، الدكتور قال انه بعافية شوية ، و لازم يرتاح .
              ـ أيوة يعني يكفينا الشر عنده إيه ؟
              ـ الدكتور قال انها زي ما تقول كده انتكاسه ، ربنا يقومه منها بالسلامة .
              ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، طيب ممكن أشوفه ؟
              ـ الدكتور مانع أي حد يشوفه ، ده مشاني أني بذات نفسي من عنده امبارح .
              ـ استغفر الله العظيم ، طب أنا عاوز على الأقل أطمن عليه .
              ـ إطمن يا شيخ جمعة ، و يا ريت تطمن أهل البلد كلهم .
              ـ و ها نعمل إيه يا شيخ الغفر ؟
              ـ نعمل إيه في إيه يا شيخ جمعة ؟
              ـ في البلد ، مين اللي ها يشوف أحوال البلد و يراعيها ؟
              ـ و اني مش مالي عينك و الا إيه يا جمعة ؟
              ـ جمعة كده حاف ؟ ؟؟؟ أني قصدي يعني لازم يكون فيه عمدة يراع.....
              ( تحمر عينا شيخ الخفر ، فيمسك الشيخ جمعة من رقبته )
              ـ بص بقى يا جدع انته ، حاكم أني ساكت لك من الصبح ، البلد دي مالهاش و لا ها يبقى لها غير عمدة واحد ، هو الراجل اللي راقد جوه ده ، و على بال ما ربنا يقومهولنا كده بالسلامة ، كل حاجة ها تمشي زي ما كان مخطط لها بالظبط ، و آني بقى اللي ها أنفذ كل اللي قال لي عليه بالحرف الواحد ، و حسك عينك تهلفط بأي كلام من كلامك الماسخ ده ، جمعة ، ما تخلينيش أوريك الوش التاني ، و إلا تحب تشوفه ؟
              ( ارتعد الشيخ جمعة ، تلعثم ، أول مرة يواجه فيها وحشا ثائرا بهذه الصورة ، حاول المسكين لملمة أية حروف للرد على شيخ الخفر ، و لكن تضيع محاولاته أدراج الرياح ، ينظر الشيخ جمعة إلى الأرض يحاول الهرب من هذا الشرر المتطاير من عيني شيخ الخفر )
              ـ أ .. أ .. أنا .. طبعا ما أقصدش أي حاجة يا حضرة شيخ الغفر لا سمح الله ، ماهو انته الخير و البركة برضه ، و هو فيه حد في البلد يسجر يقول أيتها حاجة ؟
              ـ بحسب .
              ـ طب تأمرني بأيتها حاجة يا حضرة شيخ الغفر ؟
              ـ ياريت في كل صلاة تدعي و تخلي الناس كلتها تدعي للعمدة إن ربنا يشفيه و يقومه بالسلامة .
              ( ينفض التراب عن كتف الشيخ جمعة و يقترب من أذنه يهمس )
              ـ و ياريت برضه توريني همتك كده و ما تسيبش راجل أو ست أو حتى عيل في البلد إلا اما تعرفه إن العمدة فوضني في كل حاجة في البلد لغاية لما ربنا يقومه بالسلامة .
              ( يهرب الشيخ جمعة من وسوسته و ينطلق خارجا )
              ـ طبعا يا حضرة شيخ الغفر ، ضروري طبعا ، سلام عليكم .
              ـ و عليكم السلام ، ( يرفع صوته ملاحقا ) ما تقطعش الجوابات .
              ( ينادي شيخ الخفر على عبد الجبار )
              ـ عبد الجبار .
              ( ينتفض عبد الجبار واقفا )
              ـ أمرك يا شيخ الغفر .
              ـ أني مش منبه عليك ما حدش يدخل هنا ؟
              ـ و الله اني قافل الباب قبل ما انام يا شيخ الغفر ، بس فجأة لقيت الشيخ جمعة فوق راسي ، الظاهر البت بهانة هي اللي فتحت له واني نايم .
              ـ على العموم فتح عينك ، و حسك عينك حد يخرج أو يدخل على أبويا العمدة ، زي ما قال الدكتور ، و نبه برضه على البت بهانة ، تلاتة بالله العظيم لو جيت في مرة و لقيت حد هنا لتكون سنتك سودة ،
              و إلا على إيه ؟ أني ها ابعت واحد م الغفر يقف على الباب من بره ، روح خلي البت بهانة تعمل لي فنجان قهوة م البن بتاع العمدة .
              ـ أمرك يا أبا العمدة ، قصدي أمرك يا حضرة شيخ الغفر ....



              ( يتبع )

              تعليق

              • محمد يوب
                مشرف
                • Nov 2009
                • 928

                #22
                أنا أتابع هذا العمل الدرامي مند بدايته ومن حين لآخر أعود إليه لتتبع أحداثة السينمائية التي يمكن أن تكتب سيناريو صالح لمسلسل طويل إنها حكاية البادية المصرية ولكن في الحقيقة هي حكاية البادية العربية ولكن المتعب فيها هو السرد بالدارجة يحتاج إلى تركيز ومتابعة أكثر أنا أنتظر التالي من هذه الرواية .أخوك محمد يوب

                تعليق

                • طارق شفيق حقي
                  المدير العام
                  • Dec 2003
                  • 11929

                  #23
                  يرجى استخدام اللغة الفصحى في المربد

                  تعليق

                  • محمد سنجر
                    كاتب مسجل
                    • Apr 2006
                    • 181

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد يوب
                    أنا أتابع هذا العمل الدرامي مند بدايته ومن حين لآخر أعود إليه لتتبع أحداثة السينمائية التي يمكن أن تكتب سيناريو صالح لمسلسل طويل إنها حكاية البادية المصرية ولكن في الحقيقة هي حكاية البادية العربية ولكن المتعب فيها هو السرد بالدارجة يحتاج إلى تركيز ومتابعة أكثر أنا أنتظر التالي من هذه الرواية .أخوك محمد يوب
                    شكرا جزيلا لك
                    أخي العزيز
                    الأستاذ محمد يوب
                    على طيب ردك
                    تشرفني متابعتك لخربشات قلمي

                    دمت بحفظ الله

                    تقبل محبتي و تقديري

                    تعليق

                    • محمد سنجر
                      كاتب مسجل
                      • Apr 2006
                      • 181

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة طارق شفيق حقي
                      يرجى استخدام اللغة الفصحى في المربد
                      شكرا جزيلا لك
                      أخي العزيز
                      طارق شفيق حقي
                      و أرجو المعذرة على نزول القصة هنا بالمربد
                      أرجو إغلاق الموضوع
                      و إلى اللقاء في مواضيعي بالفصحى

                      و على الإخوة المتابعين لعمدة كفر البلاص
                      متابعة الموضوع في المواقع الاخرى التي تسمح باستخدام العامية

                      و أرجو المعذرة مرة أخرى

                      دمتم بحفظ الله

                      تعليق

                      يعمل...