الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

قصتي و الصالحية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الله نفاخ
    كاتب
    • Mar 2010
    • 808
    • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
      إمام الأدب العربي (الرافعي)

    قصتي و الصالحية

    قصتي مع الصالحية
    خذوا مني حياتي ....
    و هبوني ساعة في ليل الصالحية ....
    خذوا مني وجودي ......
    و هبوني لحظة في فجر الصالحية .....
    و خذوا مني كل ما فيَّ .....
    و لا تعطوني غير صلاة في جامع في الصالحية ...
    ليست الصالحية أرضاً ككل أرض .... بل أرض تمتد روحها في ثناياها أكثر مما يمتد ترابها ، الصالحية سماوات روحية امتزجت بتراب من الجنة قليل شاء الله أن يكون على هذا الجبل فكان .
    تلك الأرض التي منَّ الله علي فخلقني فيها ، و جعل مسقط رأسي في بعض من أرضها ، و جعل روحي تنتشق عبير خلودها من هوائها ، و جعل عينيًّ ترنوان أول ما ترنوان إلى دمشق مرتسمة وادياً من علاها .
    و لئن كانت ولادتي في الصالحية ، فلقد شاء رب السموات أن تبقى روحي محومة في زواياها ، و حاراتها الضيقة ، و مزارات أوليائها المزينة بالقباب ، و مآذنها الرانية إلى سمائها ، الباحثة عن المدى غير المنظور القائم وراء المدى المنظور .
    عندما بنى أولئك المهاجرون الفارون بدينهم من بطش الصليبيين أبنية قليلة على ذلك الجبل الأجرد ، شاؤوا أن تكون جامعاً و مدرسة و منازل تؤويهم ، جامعاً يربطهم بربهم ، و مدرسة يتعلمون فيها كيف يرتبطون به ، و منازل تقيهم الحر و البرد و البأس ، فيؤتون أنفسهم حقها كما شاء ربهم .
    و على هذا قامت أولى مناراتي الروحية و آخرها ، منارة التقاء السماء بالأرض ، منارة الجبل الذي أوى إليه أهل الكهف ، و الربوة التي لجأ إليها المسيح و أمه من طغيان الطاغين و عتو العاتين ، و منارة المجاهدين الذين صدوا الفرنجة و المغول فما هانوا و لا لانوا و لا نكصوا على أعقابهم .
    و كأن الله أراد أن تكون تلك البلدة الصغيرة النائمة وادعة على كتف قاسيون مأوى للمؤمنين بدين الله الذي ارتضاه لعباده ، و مهبط وارداته على أوليائه بعدما انقطع وحيه عن أنبيائه ، فتكون بها آخر صلات السماء بالأرض و الأرض بالسماء .
    و كأن هذه البلدة التي ينظر إليها المرء ليلاَ فتبهره أضواؤها و شاعرية مشهدها ، تقذف شعوراً في النفس يقول : قد حباني الله جمال روح يفوق كل جمال ، إن حبا غيري أشياء يحسبها الظمآن ماء ، و ما هي إلا سراب في سراب .
    فيا لك من أرض اجتمعت بها عناصر الكون كلها ، لتصنع الكون الأصغر الذي ليس إلا .... أنت .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ; 07-27-2010, 06:20 PM.
  • محمد يوب
    مشرف
    • Nov 2009
    • 928

    #2
    وصف جميل لأزقة الصالحية الضيقة و أضرحة أوليائها مشاهد جميلة وكأنك تحمل كاميرا تصور بها هذه المشاهد هناك مشاهد تلتقطها بقلمك تشبه مشاهد كثيرة في مدن مغربية مثل مدينة فاس ومدينة مراكش هناك تشابه كير و الجميل عندك أخي عبد الله اغتك القوية الخالية من الأخطاء إنني أحاول مسك خطئ فلا أجد ممتع.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد يوب; 06-13-2010, 09:32 PM.

    تعليق

    • عبد الله نفاخ
      كاتب
      • Mar 2010
      • 808
      • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
        إمام الأدب العربي (الرافعي)

      #3
      حياك الله و سلمك أستاذي ..... لله در كلامك ما أجمله

      تعليق

      • طارق شفيق حقي
        المدير العام
        • Dec 2003
        • 11929

        #4
        جميل جداً
        تصوير وجداني رائع
        رسالة أدبية ذاتية جميلة
        يتخلص الوجدان من كل شىء ويركز على فكرة بحد ذاتها ، فنشعر بأنك تمسك بالحظة الشعورية وتجيد الترسل

        تحياتي لك

        تعليق

        • عبد الله نفاخ
          كاتب
          • Mar 2010
          • 808
          • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
            إمام الأدب العربي (الرافعي)

          #5
          بارك الله بك أستاذي الكريم .....
          مرورك بكلماتي أسعدني أيما سعادة .....
          كلماتك تنعش القلب الظمآن ....
          حياك الله و سلمك

          تعليق

          يعمل...