الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

قطرات من نهر الحب

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الله نفاخ
    كاتب
    • Mar 2010
    • 808
    • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
      إمام الأدب العربي (الرافعي)

    قطرات من نهر الحب

    قطرات من نهر الحب

    آه من الحب ..... لو أن على هذه الأرض كلمة أقل من هذه الكلمة حروفاً ، على أنها أكبر كلمة معنى ، لا في الأرض و لا في غيرها ، بل في الكون كله ، كلمة لا أكبر منها إلا كلمة واحدة .... ( الله )
    الحب ..... الأشعة التي بعث الله بها إلى قلوب الناس ، رسالة فيها قبس النور الرباني جزء ، و عاطفة الإنسان جزء ، فإما يغلب الأول و يغدو الحب رابطة سماوية فيعلو و يسمو ، و إما يغلب الثاني فيغدو شهوة حقيرة تهوي بصاحبها إلى أسفل سافلين .
    بين هذا و ذاك ..... يبقى قلب البشر الذي تستقر هذه الأشعة به ، يبقى حاملاً المعنيين كليهما ،و لا بد آخر الأمر أن يميل إلى أحدهما أو يركن .

    فويلي من حب يحمل الصدق بكل ما فيه ، و التعلق اللانهائي بمحبوبه ، و ويلي منه إن خير بين محبوبه وبين الدنيا بكل ما فيها لاختار حضنه ، و ويلي من عقل نسي كل ما على هذه الدنيا و فضل عليها نظرة من عيني من يحب ، تذيبه و يغدو بها حفنة من تراب .
    إن كان هذا قلبنا فلن نبغي شيئاً و لن نريد ، لن نريد إلا محبوبنا و قلبه ، و لكن أي شيء نقول إن كان حبيبنا ذاك معلقاً ما بين سمائنا و أرض غيرنا ، أو سماء غيرنا و أرضنا ، فلا يدري أين يسير و لا كيف يتجه .ليس أمامنا غير أن ننتظر عوناً من الله أو مدداً ، عل طريقنا يتضح أو طريقه ، فالحب آخر الأمر يبقى و إن فرق الدهر بين أصحابه .
    و ليس أمامنا إلا أن نوقد جذوة من الأمل تسري بها دماء قلوبنا المتجمدة ، و أحاسيسنا المتبلدة ، التي غدت كأصنام من حجر ، أو كخشب مسندة .

    الحب .... رفيقنا الذي يذهب بنا و يوجهنا إلى طرق عديدة ، و آماد بعيدة ،و يبقى كذلك حتى يغيرنا و يصرفنا عما اعتدنا ، ثم يغادرنا بابتسامة و هو يهزأ بنا و يسخر .
    أيها الحب .... لا أدري أأقول لك : عد ، أم أقول ابق حيث أنت ، أأقول تعال حاملاً معك يأسك المجنح و كآبتك الوادعة و عذابك الحلو ، أم أقول دعني و شأني و لا تجدد فيَّ جراحاً منَّ علي الدهر فمحاها من صدري و حررني من أصفادها .
    أيها الحب .... يا سر الأسرار .... يا طريق الجنة و طريق النار ..... يا نور الله و أمل الإنسان ، و الله قد حيرتنا !!!! ...... أفلا تدلنا على طريق ؟ .... ألا تحمينا من وحشة الغربة و أرق الانتظار ؟ ..... أم إن تلك لعبتك التي تحرك بها قلوب البشر وتحكمهم ، و تبقى بذلك صاحب الجلالة الذي لا يدرك شأوه و لا ينال جانبه .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ; 07-04-2010, 11:54 AM.
  • محسن العافي
    كاتب مسجل
    • Oct 2007
    • 89
    • [

    #2
    ماأجمل كلماتك ونسقها فوصفت هذه الكلمة الصغيرة حروفا فجملتها بكلمات ثقيلة في الميزان فظهرت للقلوب و للعيان ،سلم لسانك وقلمك ،لا أدري،قاصرة هي كلماتي حتى أشكرك شكرا مناسبا ، ألا لاجف قلمك من مداده الراقي .

    تعليق

    • عبد الله نفاخ
      كاتب
      • Mar 2010
      • 808
      • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
        إمام الأدب العربي (الرافعي)

      #3
      بل أنت ما أجمل قراءتك أستاذي ......و أنت من يستحق الشكر و التقدير
      حياك الله .... و دمت بألف خير

      تعليق

      • طارق شفيق حقي
        المدير العام
        • Dec 2003
        • 11929

        #4
        رسالة رافعية حتى نحسب أن بعض جملها مقبوسة من رسائل الرافعي في أسلوبه النثري المميز

        حري بنا أن نحتذي بأمير النثر العربي عميد الأدب العربي قديماً وحديثاً

        الرافعي حين يتناول موضوعاً فهو يعالجه وفق فلسفته الإسلامية
        فترى الكلام محيراً وجميلا
        وتبقى الحيرة هي الدلالة على أن فينا من سمات البشر


        سلمت يداك
        التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ; 06-22-2010, 10:57 AM.

        تعليق

        • عبد الله نفاخ
          كاتب
          • Mar 2010
          • 808
          • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
            إمام الأدب العربي (الرافعي)

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة طارق شفيق حقي
          رسالة رافعية حتى نحسب أن بعض جملها مقبوسة من رسائل الرفاعي في أسلوبه النثري المميز

          حري بنا أن نحتذي بأمير النثر العربي عميد الأدب العربي قديماً وحديثاً

          الرافعي حين يتناول موضوعاً فهو يعالجه وفق فلسفته الإسلامية
          فترى الكلام محيراً وجميلا
          وتبقى الحيرة هي الدلالة على أن فينا من سمات البشر


          سلمت يداك
          ألف شكر لك أستاذ طارق ...... لمرورك و تشبيهك كلماتي المتواضعة بكلام عملاق الأدب العربي الملهم العظيم ..... شيخنا الرافعي رحمه الله
          لكنني قد لا أوافقك الرأي بشأن معالجته المواضيع .......
          فقد كان يتخذ لكل مقام مقالاً ..... ففي الموضوعات الاجتماعية و الأدبية يتكلم وفق فلسفته الإسلامية ...... لكنه كان أعرف الناس بحقيقة الأدب كما قال فيه توفيق الحكيم ...... ففي مجال الأدب يتكلم بلسان الأديب المتبصر الشفاف ذي الأفق الفلسفي ، لا وفق الفلسفة الإسلامية ..... لكن دون أن يتجاوزها ..... فهو تام الالتزام بدينه و إيمانه
          و قد ظلم كثيراً حين حسب على المتدينين وحدهم _ و هو لاشك منهم ، لكنه كذلك أديب لا يدرك شأوه _ فنفر منه غيرهم ، حاسبين أنه لا يتكلم إلا بلسان الدين و الاحكام الفقهية أينما حل او ارتحل ........ و ذلك حقاً محض افتراء
          حتى لقد اتهمه بعض الكذبة انه كان ينقد أدب الآخرين وفق رؤية الحلال و الحرام لا الرؤية الأدبية
          و يمكن للمرء أن يقرأ حياة الرافعي لمحمد سعيد العريان مرافقه و أعرف الناس به .... ليعرف كم كان بعيداً عن التشدد و التعصب المتهم بهما من أعدائه الغوغائيين في حياته و أدبه كليهما
          التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ; 06-22-2010, 10:51 AM.

          تعليق

          • محمد يوب
            مشرف
            • Nov 2009
            • 928

            #6
            جميل أن نقرأ شيئا ممتعا عن الحب بأسلوب أدبي بديع أمتعتنا أخي عبد الله بارك الله فيك

            تعليق

            • عبد الله نفاخ
              كاتب
              • Mar 2010
              • 808
              • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
                إمام الأدب العربي (الرافعي)

              #7
              و الأجمل أن تكون القراءة من أستاذ كبير مثلك أستاذ محمد .....
              حياكم الله و بارك بكم

              تعليق

              يعمل...