الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

في الحمام البلدي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد يوب
    مشرف
    • Nov 2009
    • 928

    في الحمام البلدي

    في الحمام البلدي

    حملت حقيبتي في يدي دخلت بابا مزركشا بالسيراميك و الفسيفساء ، صعدت درجين ، فتحت بابا دوارا ، استقبلني بلفحة ساخنة ، كلما توغلت في أعماقه كلما ازددت حبا فيه وعشقا ، رائحته تزكم النفوس ، فيه رائحة الداد و الكبريت ، حرارته قطعة من نار جهنم .
    تفحصت أنظار الناس رأيتها شاخصة مرهقة من شدة الإعياء ، وجوه نضرة عليها سر وبهاء ، فوق الأريكة الخشبية منتظرة ، أنهت دورها وغسلت أدرانها ، ووجوه حالكة عليها قترة ممددة على الأرض فوق قطعة نار جهنم المستعرة .
    بسربالي الأبيض الناصع تمددت على الأرض أتقلب ذات اليمين وذات الشمال أتضور من شدة الحرارة ، نار الله الموقدة ، شعرت بإغماء ودوار ، تثاقلت حركاتي ضاقت نفسي ، أتلهت من شدة العطش ، أجساد ممددة مرهقة كأعجاز نخل خاوية ، مختلف ألوانها منهم الأبيض و منهم الأسود .
    بخار أبيض يتصاعد في السماء ، أحدث سحابة بيضاء، تتساقط منها قطرات ماء بارد،أتسابق إليها أعترض طريقها أبلل بها ريقي الناشف ، وأخرى تخطئ هدفها وتهاجم بؤبؤ عيني .
    وفجأة وقف على رأسي رجل أسود مفتول العضلات ، تسمر لساني،لا ينبس ببنت شفة ، أحسست بدنو أجلي أدرت ظهري ، أغمضت عيني ، حضرت نفسي للعذاب ، لبس قفازا خشنا برزت منه مخالب بيضاء ،بسمل و حوقل ثم انحنى وسلخ جلدي الميت ، بدا أمامي مفتتا كالبرد ، ثم ضغط على صدري وسمع الحشود فرقعات أضلاعي توسلت إليه ، رجوته طلبت منه الرأفة بحالي ، عبد ضعيف ، لساني الطويل رأس مالي لم ينفعني عندما كنت في الحمام .
    محمد يوب

  • عبد الله نفاخ
    كاتب
    • Mar 2010
    • 808
    • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
      إمام الأدب العربي (الرافعي)

    #2
    أي تصوير بارع هذا أستاذي .....
    بصراحة .... لم أقرأ مثله أبداً ...
    لكن ليتك غيرت العنوان يا أستاذي لئلا يعرف القارئ حقيقة الأمر من البداية فيغرق في عالم القصة و تأثيرها .....
    كنت أمام رائعة جديدة من روائعك سيدي الكريم

    تعليق

    يعمل...