سلام الله عليك
أخي الكريم حجاجي
إن كنت أستثمر هذه الحداثة فأنا أستثمرها بنقودي وحر مالي - ولا أستثمرها مجاناً - بل إنها كثيراً ما تستغلني وتطلب أكثر من قيمتها الحقيقية
ثم أنني لا أعني الحداثة العلمية
رغم أني أنتقد أن توضع العقلانية ويوضع العلم موضع الدين - وهناك فرق بين العقلانية وبين العلم - و هناك تنبيه لنوع الدين هل هو الذي حارب العلم والعلماء - أم هو الدين الذي يحض على العلم
لا زلنا نتكلم في الحداثة والمجتمع الغربي أعلن موتها في ولادة ما بعد الحداثة
ولازلنا نعنى بأمور غيرنا ونترك فكرتنا وطريقة عيشنا الأنسب والأسلم
أنا لا أتكلم من فراغ أخي الكريم وإن كنت نعت البعض بالزنادقة فكلمة زنديق تعني الذي يأخذ بالتأويل ويحب تأويل النص على غير معناه الظاهري
وهناك فرق بين فهم النص ومعنى النص وتفسير النص وتأويله
أم موضوع الاجتهاد فإذا كنت ألج باب تفسير القرأن وأنا لم أتقن أبسط وسائله فهذه جريمة فكرية ، خاصة لو عرفنا أن هذا المجتهد الذي تقصد يحب تأويل القرآن وينعته بالأسطورة ، يقول الله تعالى :
فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ 7 آل عمران
فكيف لي أن أجتهد في القرآن وأنا لا أعرف المكي من المدني ولا الناسخ من المنسوخ ولا أسباب النزول ولا الضعيف من الصحيح ولا أتقن حتى اللغة العربية التي نزل بها كتاب الله
وكان الكاتب أركون مولع بالكتابة بالفرنسية وكتبه كما تقول مترجمة
فماذا سنقول على من يدعي أن القرآن الكريم محرف وهو خطاب أسطوري ولعل كلمة زنديق ستكون بعد ذلك حتماً شكل من أشكال المدح
المشكلة أننا لا نفهم ماذا تعني الحداثة
ولا نفرق بين الحداثة ككلمة تعني التحديث
والمصطلح
ولا نفرق بين مصطلح الحداثة الفكرية والحداثة الأدبية
ولا نفرق بين الحداثة العربية والحداثة الغربية
فأهم أسس الحداثة في الغرب الكفر بكل مورث أوربا الديني
فتم ابعاد الدين و تقديس العقلانية التي غدت دين أوربا
وحركة ما بعد الحداثة اليوم تعتبر هذه جريمة
فيتم الآن استعادة الدين مع الابقاء على العقلانية
والحمد الله أن هناك من أراد استعادة الله وادخاله إلى المنزل مرة أخرى
الوجدان الغربي رغم التطور المادي والعلمي الذي نقر به ونقدسه قام بذلك على حساب القيم والأخلاق والعلاقات الاجتماعية
فهو اليوم يدفع ثمناً باهظاً جداً
ثم أنني أتهم هذه العقلانية التي يزعمون- فالعقلانية لا بد أن تتوافق مع مقاصد الدين
فلماذا لم تمنع عقولهم العلمية الخمر رغم ملايين الحوادث والجرائم والأمراض التي تقع بهم
ولماذا لم تمنع عقولهم العلمية الزنا بكل أشكاله رغم أن الأمراض وأشهرها الايدز فتك بامولهم وأولادهم
ولماذا لم تمنع عقولهم العلمية كل المنتجات الضارة التي تنتجها المعامل الغربية
ولماذا لم تمنع عقولهم العلمية التلوث الرهيب الذي فتك بكل مصادر الطبيعة وذهب بالعالم بأسره إلى الهاوية
ولماذا لم تمنع عقولهم العلمية نهب الرأسمالية لكل ثروات العالم واستغلالها للقوى العاملة في شتى البلاد الفقيرة حتى ولدت الأزمات الاقتصادية وتفشت في كل العالم
العالم بهذا الشكل وبعد حكم الحداثة الغربية له يتجه نحو الكارثة
فإن كنا لا نحس بحجم الكوارث من حولنا وخاصة في هذا العام
فلنبقى ننسج كدودة القز أوهاماً لذيذة لأناس رهنوا عقولهم لفكر تخريبي ميت
تقبل تحياتي أخي الكريم
تعليق