الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

إلى من يهمه الأمر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن العويس
    كاتب مسجل
    • Aug 2009
    • 268

    إلى من يهمه الأمر

    العربي بادئ ذي بدئ كان سُلالياً بِمعنى أنه كان أهم مكوناته الفكرية وثوابته في الحياة أن يُثبتَ سُلالته التي ينتمي إليها ، أنا فلان بن فلان بن فلان ، وهذا موطن الفخر والسؤدد لهذا الكائن . ومن ثم جرت تغيرات عديدة في حياته ، فأجرت هذه المُتغيرات ، تَغَيّراً في الثابت فأصبح يُدافع عن حومته التي ينتمي إليها ( قبيلته ) فصارت شُغله الشاغل ، وكان تأثيره وتأثره بما يدور حوله ضعيفاً ، إلى أن جاء الإسلام فتغيرت مفاهيمه عن السلالة والحومة وأصبحَ الدين هو الثابت عنده .
    وبعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدأت مُتغيرات جديدة ، فانبرى لها الإمام الأكبر أبو بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ فاستثمر تلك المُتغيرات لصالح الثابت . وتوالت الأحداث على هذه الأمة ، فكانت تعطي وتأخذ ممن حولها تَفيدُ وتستفيد . وجرت فتنٌ لها يشيخ منها الأطفال إلا أنها ثبتت وانبرت للعالم تؤثر وتتأثر تترجم نتاجات الآخرين ويُترجم نِتاجها كذلك .
    إلا أن قَدَّم العقل العربي استقالته فاستراح ( على رأي الجابري ) وهنا يظهر أن الإنتاج العربي قد توقف وأصبح العقل العربي مُستقبلاً وليس مُرسلاً .
    وجاءت الحملات الصليبية ، ولكن الثابت في حياة الأمة لم يزل قويّاً فبعث الله لهذه الأمة مَنْ يدفع عنها الويل والشر . وبعد أن توفي البطل صلاح الدين الأيوبي ، انشغل أبناءه في توزيع الممالك والحفاظ على الممالك الخاصة مع إهمالٍ للمالك العامة وبفضل الله أن بردت همة أعداء الإسلام في تلك الفترة ، ولو كانت نشطة لتغير الحال .
    وفي وقتنا الحالي الذي نعيشه لازلنا نعيش في فكر القبيلة السائد والحومة التي كانت تسيطر على العقل العربي قبل الإسلام ، فقد أصبح الواحد منا بوقاً لمن يظن أنه لا ينطق عن الهوى أو لهبل أو اللات أو العُزى .
    وقد قيل في المثل : أشد العداوة بين الأخوة .
    فأصبحت كرة القدم تباعد بين الأخوة ، وبرنامج على شاشة يجعل العداوة تشتد بين الأخوة ، وكأنما هذه الأمة ليس فيها رجل رشيد .
    وعند مُطالعتي لبعض الجرائد هذا اليوم ، قرأت مقالةً لأحد الكتاب العرب يكتب فيها عن الحاجة لنهوض الأخ الأكبر ، ومها اختلفنا معه فهذه الأمة يُقوي بعضها بعضاً ، وكم نرى من البعض محاولة الانتقاص من إخوتهم وكأنما الصغير همته إضعاف أخيه الكبير ليقول هاأناذا .
    ولو أننا نظرنا إلى ما حولنا في هذا العالم الذي يعيش عصر التكتلات لكي تكون ساحة اللعب الافتصادي والتجاري والسياحي كبيرة وتكون مَصدراً للرزق ، لانزال نبحث عن تهميش بعضناونحاول التفتيت لهذه الأمة .
    وقد قرأت مقالةً ( ويل لمصر والسعودية والجزائر ) بسبب تقسيم السودان الذي هو قادم لا محالة ، ولكن كان يجب أن يكون التحذير لهذه الأمة كلها فلا أحد ينجو من المسؤولية . فالأمم تُدبرُ لنفسها من أجل تقدم شعوبها ، والتدبير نوعان تدبير محمود وتدبير مذموم ، وليتنا نُدبرلأنفسنا التدبير الأول .
    ونجن بالجملة لا نتحدث عن هذه الأمة إلا في وقت حدوث المصائب ، وكأنما لانُدبرُ شيئاً لأنفسنا ، أي أننا نقوم فقط بردة الفعل . وردة الفعل هذه أصبحت ممقوتة بكونها لا تنفك عن عبارات زَهدَ فيها المواطن العربي .
    وفكروا معي لو أن إسرائيل هدمت المسجد الأقصى اليوم ماذا سيحصل ؟ ستبدأ بعض القنوات ببث التفاصيل وتأتي ردود الأفعال المعهودة ، وستظل القنوات التي تبث الغناء ورسائل القراء متواصلة إلى حين ونقعد .
    وقد قيل أن ملكاً ظالماً كان في إسرائيل يقتل الناس ، فيخرج الناس حداداً بلباس السواد ، فيعود ويقتل منهم ، ومن ثم يخرجون حداداً على يوم الحداد . فلماذا لا يكون الأديب والمفكر والشاعر والفنان وكل مُبدع أن يلتزم همَّ هذه الأمة ، لنجو بها وينجي أهله وإخوانه . على أن يكون هذا المبدع ليس إقليمياً ولا قبلياً ولا سُلالياً ، ولا زئبقياً ولا مُقاولاً ، إنما عضوياً إجتماعياً فاعلاً . والحمد لله في هذه الأمة كُثر ، لكنها جهود فردية وصيحات من هنا وهناك .
    فالطاعة المبصرة مطلوبة ، لكن الطاعة العمياء مرفوضة .
    وقد كان أبو العلاء المعري يقول :
    يا أمـةً مـن سفاه لا حلوم لها ...... ما أنت إلا كضأن قد غاب راعيها
    تُدعى لحلمٍ فلا تُصغي له أُذنا .......وما يُنـادي لـغـيـر الشر داعــيهـا
    ولكم تحياتي : حسن العويس
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #2
    عرض واقعي لواقع غير واقعي
    ما هو الحل برأيك ؟

    تعليق

    • حسن العويس
      كاتب مسجل
      • Aug 2009
      • 268

      #3
      أن يكون الانتماء حقيقياً للأوطان

      تعليق

      يعمل...