ثمره البرقوق وهرمون الايثيلين
بقلم: الدكتور فراس صوالحة
مدير مركز الدراسات الريفية
عندما كنت طفلا كان في حديقة بيتنا شجرة برقوق كبيرة الحجم، تنوء بحمل غزير وذات صباح رأيت واحده
من ثمرات تلك الشجرة قد أصبحت حمراء ناضجة بدأت أعد العدة وأتهيأ لتسلق الشجرة لقطف الثمرة، إلا أن
جدي العجوز استوقفني قائلا دع هذه الثمرة الناضجة مكانها الآن فان بقية الثمار ستحاول تقليدها أو "تغار
منها" فتنضج هي الأخرى، لم يعن لي ذلك الكلام عندئذ شيئا، فما حسبته إلا خشيه جدي علي من السقوط من
أعلى الشجرة.
من ناحية أخرى فإننا نلاحظ الكثير من مزارعي التين يقومون بدهن ثمارهم بطبقة خفيفة من الزيت من نهاية
الموسم أو يخزونها بالإبر للإسراع من نضجها.
أن من الجدير بالذكر أن الأبحاث العلمية الحديثة قد أثبتت صحة الكثير من معتقدات المزارع البسيط والدي
اكتسب الخبرة من تجارب السنين أبا عن جد، والظاهرتان المذكورتان أعلاه عن ثمار البرقوق وثمار التين
هما مثلان جيدان لما قام العلم بإثباته من معتقدات المزارعين ولكن كيف؟؟
لقد أثبتت التجارب التي أجراها علماء النبات في إنحاء مختلفة من العالم إن النباتات وبالذات ثمارها تفرز
وهذا الغاز له تأثير هرموني CH2=CH هرمونا على شكل غاز يدعى "الايثيلين" والذي تركيبه الكيماوي 2
على عمليات النبات الحيوية وأن النبات يقوم بصنع هذا الغاز حسب حاجته، خاصة عند اقتراب النضج أو
عند تعرضه أو أجزاء منه إلى ظروف قاسية.
وأثبتت أيضا أن هذا الغاز إذا لامس بعض أنسجة النبات التي لا تفرزه فإنه يجعلها تقوم بإفرازه، ويكثر إفراز
غاز الايثيلين عندما يتعرض النبات أو جزءه لمؤثر خارجي غير ملائم، وهذا يفسر لماذا تنضج ثمرة التين
التي يمنع عنها التنفس بتغطيتها بالزيت وكذلك لماذا تنضج ثمرة التفاح أبكر إذا أصابتها حشرة بضرر؟؟ ومن
ناحية أخرى يقل إفراز الايثيلين إذا انخفضت درجة الحرارة ولذلك فإن حفظ الخضروات والفواكه في ثلاجات
يجعلها تعيش فترة أطول.
فوائد غاز الايثيلين على الزراعة والغذاء:
نتيجة لكون غاز الايثيلين مادة سهلة التحضير وغير معقدة التركيب فقد أمكن صنعها حيث تستعمل الآن في
عدد من المرافق الزراعية من أمثلتها ما يلي:
1. كسر دور السكون في بعض النباتات كدرنات البطاطا التي تعد للزراعة.
2. الإسراع في إنضاج الفواكه التي لم تتمكن بسبب الظروف البيئية من اكتمال نضجها على الأشجار
كثمار الموز والأفوكادو وبعض أصناف التفاح.
3. دفع النبات لتكوين الأزهار والثمار وهذا شائع استعماله في مناطق زراعه نبات الأناناس.
الإسراع في إسقاط الثمار من على النباتات، وهذه الخاصية ذات أهمية بالغة لنا هنا في الضفة الغربية، فإنه
أصبح الآن من الممكن إسقاط ثمار الزيتون بعد رشها بمادة تنشط إنتاج غاز الايثيلين في النبات وتجعل ثماره
سهله الانفصال عنه بعد أيام قليله من الرش، وإن هذا الموضوع ما زال بحاجة لأبحاث أكثر حيث أن
استعمال مثل هذه المواد في قطف الزيتون لا يخلو من مشاكل مثل إسقاط كميات كبيرة من الأوراق وكذلك
عدم تأثير هذه المواد على ثمار الزيتون الأسمر وارتفاع تكلفته، ولكن يؤمل أن تحل مثل هذه المواد جزءا من
مشاكل قطف هذا المحصول الحيوي.
على أي حال فما زالت نفسي تطلب حبه البرقوق تلك التي كانت على قمة الشجرة.
بقلم: الدكتور فراس صوالحة
مدير مركز الدراسات الريفية
عندما كنت طفلا كان في حديقة بيتنا شجرة برقوق كبيرة الحجم، تنوء بحمل غزير وذات صباح رأيت واحده
من ثمرات تلك الشجرة قد أصبحت حمراء ناضجة بدأت أعد العدة وأتهيأ لتسلق الشجرة لقطف الثمرة، إلا أن
جدي العجوز استوقفني قائلا دع هذه الثمرة الناضجة مكانها الآن فان بقية الثمار ستحاول تقليدها أو "تغار
منها" فتنضج هي الأخرى، لم يعن لي ذلك الكلام عندئذ شيئا، فما حسبته إلا خشيه جدي علي من السقوط من
أعلى الشجرة.
من ناحية أخرى فإننا نلاحظ الكثير من مزارعي التين يقومون بدهن ثمارهم بطبقة خفيفة من الزيت من نهاية
الموسم أو يخزونها بالإبر للإسراع من نضجها.
أن من الجدير بالذكر أن الأبحاث العلمية الحديثة قد أثبتت صحة الكثير من معتقدات المزارع البسيط والدي
اكتسب الخبرة من تجارب السنين أبا عن جد، والظاهرتان المذكورتان أعلاه عن ثمار البرقوق وثمار التين
هما مثلان جيدان لما قام العلم بإثباته من معتقدات المزارعين ولكن كيف؟؟
لقد أثبتت التجارب التي أجراها علماء النبات في إنحاء مختلفة من العالم إن النباتات وبالذات ثمارها تفرز
وهذا الغاز له تأثير هرموني CH2=CH هرمونا على شكل غاز يدعى "الايثيلين" والذي تركيبه الكيماوي 2
على عمليات النبات الحيوية وأن النبات يقوم بصنع هذا الغاز حسب حاجته، خاصة عند اقتراب النضج أو
عند تعرضه أو أجزاء منه إلى ظروف قاسية.
وأثبتت أيضا أن هذا الغاز إذا لامس بعض أنسجة النبات التي لا تفرزه فإنه يجعلها تقوم بإفرازه، ويكثر إفراز
غاز الايثيلين عندما يتعرض النبات أو جزءه لمؤثر خارجي غير ملائم، وهذا يفسر لماذا تنضج ثمرة التين
التي يمنع عنها التنفس بتغطيتها بالزيت وكذلك لماذا تنضج ثمرة التفاح أبكر إذا أصابتها حشرة بضرر؟؟ ومن
ناحية أخرى يقل إفراز الايثيلين إذا انخفضت درجة الحرارة ولذلك فإن حفظ الخضروات والفواكه في ثلاجات
يجعلها تعيش فترة أطول.
فوائد غاز الايثيلين على الزراعة والغذاء:
نتيجة لكون غاز الايثيلين مادة سهلة التحضير وغير معقدة التركيب فقد أمكن صنعها حيث تستعمل الآن في
عدد من المرافق الزراعية من أمثلتها ما يلي:
1. كسر دور السكون في بعض النباتات كدرنات البطاطا التي تعد للزراعة.
2. الإسراع في إنضاج الفواكه التي لم تتمكن بسبب الظروف البيئية من اكتمال نضجها على الأشجار
كثمار الموز والأفوكادو وبعض أصناف التفاح.
3. دفع النبات لتكوين الأزهار والثمار وهذا شائع استعماله في مناطق زراعه نبات الأناناس.
الإسراع في إسقاط الثمار من على النباتات، وهذه الخاصية ذات أهمية بالغة لنا هنا في الضفة الغربية، فإنه
أصبح الآن من الممكن إسقاط ثمار الزيتون بعد رشها بمادة تنشط إنتاج غاز الايثيلين في النبات وتجعل ثماره
سهله الانفصال عنه بعد أيام قليله من الرش، وإن هذا الموضوع ما زال بحاجة لأبحاث أكثر حيث أن
استعمال مثل هذه المواد في قطف الزيتون لا يخلو من مشاكل مثل إسقاط كميات كبيرة من الأوراق وكذلك
عدم تأثير هذه المواد على ثمار الزيتون الأسمر وارتفاع تكلفته، ولكن يؤمل أن تحل مثل هذه المواد جزءا من
مشاكل قطف هذا المحصول الحيوي.
على أي حال فما زالت نفسي تطلب حبه البرقوق تلك التي كانت على قمة الشجرة.
تعليق