الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

الطابور الخامس

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد البياسي
    كاتب مسجل
    • Jan 2011
    • 4

    الطابور الخامس

    الطابور الخامس

    يُحكى أنه في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان , يحكى أنّ إلهاً مزعوماً لدى الفينيقيين
    وُلد لأبوين إلهين مزعومين مثله , وكان في قصة ولادته جدلٌ كثير ..
    و كان هذا الإله المزعوم فاتناً , و لكنه كان قصيراً بعض الشيء , و غبياً بعض الشيء ,
    و تافهاً بعض الشيء , و منحرفاً بعض الشيء ,و نذلاً بعض الشيء , و مغامراً بكل شيء
    و مقامراً بكل شيء , وكان مستعداً لبذل أي شيء في سبيل الوصول إلى غايته .
    أحبته إلهة مزعومة مثله تسمى عشتارَ , وهامت به , وكانت هذه الإلهة ذات نفوذ و سلطان ,
    و قد تملقت إليه كثيراً لكي تشعرَه بحبها , و لكنه كان متردداً , فقد كانت أحلامه غير إقليمية , بل عالمية .
    ومع أن عشتارَ هذه هي التي كانت تسلب الملوكَ ملكَهم , وحتى الرُّعيانَ غنمَهم ,
    إلا أنها ضحّت بكل شيء من أجله , بسمعتها , بمالها , بملكها , بجمالها , بعمرها !
    ومع أنها كان فيها من الغرور ما يُضرب به المثل , إلا أن غرور هذا الإله المزعوم كان أكبر و أعظم بكثير.
    فقابَلَ حبَّها بصَلَفِه و كبريائه و عنجهيّـته , وما زالا على هذه الحال حتى ماتت حزناً و قهراً ,
    و خصوصاً عندما تناقلت وكالات الأنباء العالمية في ذلك الوقت عن طريق الحمام الزاجل
    خبرعلاقة سرية بينه و بين إلهة يونانية تسمى أفروديت .
    طار الى اليونان , طمعاً في حب عالمي , وظن أن الإغريق سوف يحتضنونه و يعتقدون بألوهيته ,
    و لكنهم خذلوه , فكثيراً ما كانوا ينتقصون منه و يعيرونه بنَسبِه الإلهي المشبوه
    ومع أن أفروديت هذه , أحبته , و قدمت له كل شيء أيضاً , إلا أنها لم ترضِ غروره إرضاءً كاملاً
    ومع أن سمعتها كانت عالمية , إلا أنها لم تنجح في جعل حبهما عالمياً .
    تركها و غادر الى بلاد الأرز , و هناك تعرف الى صنم صغير , كان يحلم بأن يصير كبيراً
    ليضمن له مكاناً في ذاكرة التاريخ ....
    فكان له ما أراد .
    حيث زرَعه هذا الإلهُ أرزةً طالت فيما بعدُ السحاب وما زالت تُعبد حتى اليوم .
    و لكنها كانت أرزةً بلا جذور , و كان طلْعُها كأنه رؤوسُ الشياطين .
    قرر الاثنان فيما بعد إنشاء "صالون حلاقة و تجميل و تشويه "
    و أسمياه " صالون الأحد أو الاثنين او الثلاثاء او الاربعاء او الخميس أو الجمعة او السبت "
    أو ما شابه , لم أعد أذكر...
    في نهاية كل اسبوع , كانا يجتمعان مع ثلاثة من كبار مستشاريهم و مساعديهم , و مع المعجبين بقصص الألوهية
    و كان يساندهم من بعيد عبدٌ فرعوني متفرنس يسمى عميد الفراعنة
    فيتناولون جميعاً جسداً عربياً , و يحاولون تشكيل وجهه و هيئته من جديد
    لاعتقاد الجميع بألوهية هذا الفينيقي المارق !!
    مشارط , سكاكين , مخارز , إبر , مقصات
    و لكن أيّاً من عملياتهم الاستنساخية لم يكن لينجح لسببين :
    اعظمهما : أنه لا إله الا الله
    و ثانيهما: اختيارهم لأجساد لا تقبل التغيير !
    فكانت محاولاتهم دائماً تبوء بالفشل و يموت الجسد من ساعته .
    فكان لابد من اتهامهم جميعاً بالقتل العمد مع سبق الاصرار و الترصد
    فرّ بعد فشله الذريع الى بلاد العُري و الليل
    الى بلاد الحرية المطلقة المتحللة من كل القيود و الحدود
    وهناك.. كانت المفاجأة ..!!
    تهيأ له حلُمُ حياته حقيقةً ..
    العالمية !
    أُعجبت به إلهةٌ مزعومة ذائعة الصيت عالمياً..
    هذا ما كان يسعى إليه منذ نعومة مخالبه !!
    الإلهة المزعومة " جائزة " !
    بدأت تبعث إليه بالرسل و تعِدُه و تمنّـيه
    بالحب و الزواج
    وبالحصانة و الحماية و المساندة
    بشرط أن يكمل دراسته في التجميل و التشويه !!!!
    وأن يتخلى عن الادعاء بألوهيته و يصبح عبداً لها , و أن يتنكر لكل تاريخه , و أن يلعن تراثه , فقبِل .
    كانت " جائزة " فائقة الجمال و ساحرة , و لكنها كانت تشبه شهريار ألف ليلة و ليلة من جهة
    و تشبه عشتار من جهة أخرى...
    شهريار كان يحب و يقتل امرأة في كل ليلة
    ولكن " جائزة " كانت معقولة ..
    فهي تهوى و تأسر رجلاً في كل عام لأغراض تتعلق بما فعله نبوخذ نصّر..
    العرض معقول صراحة ...
    أليس كذلك ؟
    "جائزة " هي أكثر إنصافاً من شهريار بمئات المرات
    معقولة هذه الساحرة
    نعم
    معقولة ..
    و تشبه عشتارَ في أنها تحب أن تسلب الضحية كل شيء..
    وهذه سلبته كلَّ شيء مقابل أن تعطيه لقباً عالمياً مكللاً بالديناميت !
    وعدته بالزواج لسنة واحدة فقط ..!
    أَكمَلَ هذا الإلهُ الفينيقيّ المزعوم دراسته , و حصل على شهادة كبيرة جداً في التشويه
    وسجّل اسمه في سجلّ الطامعين بالزواج..
    كان سجلّاً طويلاً من المحظيين يمتد من بلاد العِرق الأصفر الى بلاد الهنود الحمر
    ووقف في " الطابور الخامس "
    في انتظار دوره ..
    وما زال ينتظر منذ ما يقرب من أربعين عاماً !!!!!
    و نحن ما زلنا ننتظر ونترقب ما سوف تؤول إليه أمور هذا الحب المعطر برائحة البارود !!!

    محمد البياسي
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #2
    أهلا بالأخ الكريم الشاعر محمد البياسي في المربد

    تعليق

    • محمد البياسي
      كاتب مسجل
      • Jan 2011
      • 4

      #3
      اهلا بك اخي طارق
      تشرفت بالانتساب الى موقعكم الكريم
      معاً لتحطيم أصنام الحداثة

      احترامي و تقديري

      تعليق

      يعمل...