الزماي في أدبي حائل:انفصام في شخصية الشاعر العربي ومأساته المزدوجة دفعته للعزلة..!
حائل - تغطية خالد العميم :
ضمن أنشطة منتدى الحوار في نادي حائل الأدبي قدم الأستاذ عبدالله بن حامد الزماي يوم الأربعاء الماضي في القاعة الثقافية في مقر النادي ورقة عمل بعنوان "أزمة الشاعر المعاصر وصوته الذي خفت" وأدار الورقة الأستاذ منيف العنزي بحضور لفيف من المثقفين والشعراء.
وتناولت الورقة ثلاثة محاور هي الشعر كائن متطور، والشاعر موهبة متطورة، والمحور الثالث الشعر والواقع معادلة صعبة. وبدأ الزماي ورقته موضحا أن الكثير من النقاد والمثقفين العرب اليوم - بالتزامن مع الثورة الروائية التي تشهدها الساحة الثقافية العربية - تحدثوا عن نهاية زمن الشعر واحتضاره وبداية زمن جديد تسوده الرواية ويرجح كفتها.
وفي محور الشعر كائن متطور أكد أن الحداثة الشعرية ليست وافداً غريباً استورد بالخطأ بل هي أمر حتمي وضروري جداً، مضيفاً أن الشعر بوصفه كائن لا يستأنس بقهره داخل نطاق ضيق ومحدود - بدليل تماشيه وتأثيره مع جميع الأطياف الفكرية التي تداولته. ومسايرته لجميع ما استحدث من نظريات حاولت تحديد ماهيته داخل الخطاب الثقافي.
وفي محور الشاعر موهبة متطورة، قال: إن القرن العشرين شهد انفصاماً هائلاً في شخصية الشاعر العربي. مضيفا، كانت كل الأدوار التاريخية تتصارع في نفس الشاعر الذي كان مشغولاً بالبحث عن دور يتلاءم مع متطلبات الحياة العصرية . فيما أكد في محور الشاعر متطور بذاته على أن الشاعر (الفرد) قد يمر بالعديد من المراحل الطبيعية لتطور خطابه الشعري، وربما يكون لغياب المتلقي عن الإلمام بدواعي واختلاف هذه المراحل دور كبير في تعميق الفجوة بين الشاعر والمتلقي، مما كرس عدم الوثوقية لدى هذا الأخير تجاه الشاعر. ثم استعرض مسيرة الشاعر محمود درويش الشعرية للتمثيل على أن الشاعر متطور بذاته من خلال ثلاث مراحل في مسيرة محمود درويش هي مرحلة الطفولة الفنية وسذاجة المعاني، والمرحلة الثانية في مسيرته الشعرية التي امتازت بدرجة عالية من النضج الفني والروح الغنائية العذبة، وفي المرحلة الثالثة يصل إلى القدرة على الإيحاء وهذه القدرة أو السمة الفنية تحل محل الخطابية والتعابير المباشرة الواضحة المغزى. وختم الزماي ورقته مؤكداً على أن الورقة جاءت لمحاولة استكشاف حقيقة دور الشاعر المعاصر داخل واقعه، والتأكيد على أن الشاعر يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية غياب صوته الشعري عن التأثير في الحراك الثقافي والاجتماعي الحالي. مضيفاً: أن الشاعر ليس المسؤول الوحيد عن ذلك مبرراً الأمر بأن المسببات لتلك الظاهر كثيرة ومنها سطوة الحياة المدنية الحديثة وسيادة اللامعنى وغياب المنطق الصارم وتحطم العديد من الحواجز في الذهنية المعاصرة والتي من أبرزها الحواجز المكانية والزمانية، وهذا ما يشكل مأساة الشاعر الحقيقية ليتوقف عند عبارة يؤكد فيها أن قلب الشاعر هو الأسفنجة التي تمتص أحزان البشرية جمعاء ولذا دفعته مأساته المزدوجة إلى العزلة فانكفأ على نفسه، متسائلاً عن علة وجوده وطبيعة عمله ومدى الحاجة إليه وحقيقة الدور الذي يناط به في هذه الحقبة من تاريخ الإنسان.
المصدر
ضمن أنشطة منتدى الحوار في نادي حائل الأدبي قدم الأستاذ عبدالله بن حامد الزماي يوم الأربعاء الماضي في القاعة الثقافية في مقر النادي ورقة عمل بعنوان "أزمة الشاعر المعاصر وصوته الذي خفت" وأدار الورقة الأستاذ منيف العنزي بحضور لفيف من المثقفين والشعراء.
وتناولت الورقة ثلاثة محاور هي الشعر كائن متطور، والشاعر موهبة متطورة، والمحور الثالث الشعر والواقع معادلة صعبة. وبدأ الزماي ورقته موضحا أن الكثير من النقاد والمثقفين العرب اليوم - بالتزامن مع الثورة الروائية التي تشهدها الساحة الثقافية العربية - تحدثوا عن نهاية زمن الشعر واحتضاره وبداية زمن جديد تسوده الرواية ويرجح كفتها.
وفي محور الشعر كائن متطور أكد أن الحداثة الشعرية ليست وافداً غريباً استورد بالخطأ بل هي أمر حتمي وضروري جداً، مضيفاً أن الشعر بوصفه كائن لا يستأنس بقهره داخل نطاق ضيق ومحدود - بدليل تماشيه وتأثيره مع جميع الأطياف الفكرية التي تداولته. ومسايرته لجميع ما استحدث من نظريات حاولت تحديد ماهيته داخل الخطاب الثقافي.
وفي محور الشاعر موهبة متطورة، قال: إن القرن العشرين شهد انفصاماً هائلاً في شخصية الشاعر العربي. مضيفا، كانت كل الأدوار التاريخية تتصارع في نفس الشاعر الذي كان مشغولاً بالبحث عن دور يتلاءم مع متطلبات الحياة العصرية . فيما أكد في محور الشاعر متطور بذاته على أن الشاعر (الفرد) قد يمر بالعديد من المراحل الطبيعية لتطور خطابه الشعري، وربما يكون لغياب المتلقي عن الإلمام بدواعي واختلاف هذه المراحل دور كبير في تعميق الفجوة بين الشاعر والمتلقي، مما كرس عدم الوثوقية لدى هذا الأخير تجاه الشاعر. ثم استعرض مسيرة الشاعر محمود درويش الشعرية للتمثيل على أن الشاعر متطور بذاته من خلال ثلاث مراحل في مسيرة محمود درويش هي مرحلة الطفولة الفنية وسذاجة المعاني، والمرحلة الثانية في مسيرته الشعرية التي امتازت بدرجة عالية من النضج الفني والروح الغنائية العذبة، وفي المرحلة الثالثة يصل إلى القدرة على الإيحاء وهذه القدرة أو السمة الفنية تحل محل الخطابية والتعابير المباشرة الواضحة المغزى. وختم الزماي ورقته مؤكداً على أن الورقة جاءت لمحاولة استكشاف حقيقة دور الشاعر المعاصر داخل واقعه، والتأكيد على أن الشاعر يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية غياب صوته الشعري عن التأثير في الحراك الثقافي والاجتماعي الحالي. مضيفاً: أن الشاعر ليس المسؤول الوحيد عن ذلك مبرراً الأمر بأن المسببات لتلك الظاهر كثيرة ومنها سطوة الحياة المدنية الحديثة وسيادة اللامعنى وغياب المنطق الصارم وتحطم العديد من الحواجز في الذهنية المعاصرة والتي من أبرزها الحواجز المكانية والزمانية، وهذا ما يشكل مأساة الشاعر الحقيقية ليتوقف عند عبارة يؤكد فيها أن قلب الشاعر هو الأسفنجة التي تمتص أحزان البشرية جمعاء ولذا دفعته مأساته المزدوجة إلى العزلة فانكفأ على نفسه، متسائلاً عن علة وجوده وطبيعة عمله ومدى الحاجة إليه وحقيقة الدور الذي يناط به في هذه الحقبة من تاريخ الإنسان.
المصدر
تعليق