الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

الإستراتيجيات الصينيـة الـ36(الفـنُّ السِّـري للحـرب)-السياسة الحربيـة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #16
    الإستراتيجية السادسة عشـرة

    (( لتقبض على عدو، عليك أولاً أن تطلق سراحه ))

    يقول المؤلف:

    الطريدة المحاصرة في ركن لا مهرب منه ستقوم دائمًا بشن هجوم مستميت أخير. لتمنع حدوث ذلك، أوهم العدو بأن هناك مهربًا باقيًا، ما يجعل رغبته في القتال تخبو، في مقابل انتعاش رغبته في الهروب. عندما يتضح للعدو في نهاية الأمر استحالة الهروب، ستخبو معنوياته حتى يضطر للاستسلام في النهاية دون قتال.

    و المثـال التالي:

    خلال معاركه الكثيرة، جمع الجنرال تان داو-جي قرابة أربعة آلاف أسير، حتى صاروا عبئًا عليه، فنصحه مستشاروه بذبحهم، لكن الجنرال أحسن معاملتهم وأطلق سراحهم. عند عودة هؤلاء الأسري إلى بيوتهم، حدثوا أقاربهم عن حسن معاملة الجنرال تان لهم وإطلاقه سراحهم، ما سهل مهمته أينما ذهب وجعل الكثيرون ينضوون تحت لوائه ويحاربوا معه.


    =====
    التعليق
    =====

    الهدف منها هو الروح القتاليـة للخصم... خاصة حينما يُحاصَر و لا خيار أمامه سوى القتال... سيُقاتل بضراوة لأنه السبيل الوحيد أمامه للنجاة قبل التفكير بالاستسلام... المطلوب من الإستراتيجية هو تشتيت تركيز الخصم عن القتال للهروب... ذلك بايهامه أنه غير محاصر بالتالي تخف حدة قتاله و هذا الشطر الأول من الإستراتيجية...

    و هو كافٍ لخفض الروح القتالية للخصم المُحاصر... إلا أن الإستراتيجية أوسع و تهدف لاجباره على الاستسلام... ذلك عبر اغلاق باب النجاة مرة أخرى ليدخل اليأس لقلب المقاتلين و يبدأ انهيار الروح القتالية بنفوسهم... بدون شك سيكون القتال بحدة أقل بكثير عن السابق و يكون الاستسلام أقرب القرارات التي سيتخذها...

    أما عن آلية تطبيق الإستراتيجية فهي أولا تخص حالات معينة بالقتال خاصة حين محاصرة مقاتلين و روحهم القتالية عالية... لتحقيق الشطر الأول من الإستراتيجية و هو ايهامهم بباب نجاة من الحصار يُمكن تطبيق ذلك معنويـا أو حقيقةً على الأرض أو كليهما معا...

    الضغط المعنوي عبر اتصالات بالمقاتلين و أنهم سيلقون معاملة حسنة و سيرون أهاليهم و غيرها من المحفزات التي ستُدخل التردد بقلب المقاتل فيتشتت تركيزه من القتال الخالص إلى التفكير بينه و بين الخضوع لتلك المحفزات... بشكل عام فالضغط النفسي هدفه أن يتمسك المقاتل بالحياة و أن استسلامه ليس النهاية... فلو وافق حينها على الاستسلام فقد اختصر الطريق و الجهد على أعدائه... و إن تردد فسيتشدد أعداؤه بقتاله و حرمانه من الامتيازات التي سينالها و قـد حققـوا مرادهم في أن روحه القتاليـة خَبـتْ عن البدايـة...

    تطبيق الشطر الأول عبر أساليب أخرى مادية بساحة القتال كمثل ايهامه بممر آمن للهروب حتى يوطـن نفسه على الانسحاب ثم ما يلبث أنْ يظهر له عكس ما توقعه كأنْ يتخفى أعداؤه بالممر و يستمر الحصار و تنخفض روحه القتالية و يُصبح أقرب للاستسلام...

    أمثلة ذلك كثيرة بيومنا الحالي و بالحروب العالمية حين القبض على الأسرى المقاتلين فقبيل ذلك يبدأ الضغط النفسي من الخصم لاجباره على الاستسلام بعد تقلبات بقلبه...

    تعليق

    • طارق شفيق حقي
      المدير العام
      • Dec 2003
      • 11929

      #17
      الإستراتيجية السابعة عشرة

      (( ارم حجرًا لتصطاد زمردة ))

      يقول المؤلف:

      انصب فخًا وأغرِ عدوك ليقع فيه مستخدمًا طُعمًا (شِركاً). أثناء الحرب، يكون الطُعم الإيهام بفرصة للفوز، وفي الحياة يكون الإيهام بالثروة أو القوة أو الجنس.

      يُتابع بمثال:

      عندما أراد زي مهاجمة بلاد وي، أرسل لمليكها هدية عبارة عن 400 فرسًا صغيرًا وزمردة. سعد الملك بهذه الهدية غير المتوقعة، وسارع الوزراء لتقديم التهاني، عدا وزير واحد، عبَّر عن شكوكه في مثل هذه هدية، وعلل لذلك بالقول أن من تأتيه هدية غير متوقعة أو مبررة، ودون استخدام القوة، عليه دائمًا أن يفكر في دوافع هذا الإهداء. 400 فرس وزمردة تناسب هدية تهديها إمارة صغيرة لأخرى كبيرة، فما بال هدية من إمارة قوية وكبيرة. اتخذ الملك الاحتياطات اللازمة، وزاد عدد الجنود على الحدود، وأمرهم بزيادة الحيطة والحذر. عندما وصل زي إلى الحدود وجد الحراسة الزائدة على الحدود، ولاحظ ارتفاع درجة الاستعداد، فعاد أدراجه قائلاً: هناك رجال جديرون بالاحترام في بلاد وي، فلقد توقعوا خططي لهم.


      ======
      التعليق
      ======

      مرت إستراتيجية شبيهة بالحالية و هي عن التضحية بشيء مقابل آخَر أكبر... كذلك إستراتيجية استدراج العدو من حصونه فكلاهما توازي الإستراتيجية الحالية...

      الشيء المشترك بالإستراتيجيات الثلاث هو الحيلة للإيقاع بالعدو... الإيقاع به ليس شرطاً بساحة قتال فكما القصة الماضية كان الطعم يهدف إلى احداث الغفلة بصفوف العدو عبر كسب ودهم بالهدية... خطط القائد أن يدخل بجيشه المدينة و قد ساد جو من الغفلة و عدم الحيطة جنودها و السبب ايهامهم أنه صديق محب... لكن الحيلة لم تنطلي عليهم...

      أحيانا يكون الطعم بساحة القتال كانسحابات تكتيكية و تسليم حصون و مدن أو عبر جواسيس لتسريب شائعات ما و الغاية تحريك جيش الخصم إلى مناطق للإيقاع به و قد شاع بنفوس جيشه اقتراب النصر... و تتغير أحداث المعركة نفسياً و ميدانياً حين اكتشاف الطعم... يوجد أمثلة عدة على الإستراتيجية بالأعلى...

      تعليق

      • طارق شفيق حقي
        المدير العام
        • Dec 2003
        • 11929

        #18
        الإستراتيجية الثامنة عشرة

        (( لتقبض على المتمردين، اقبض على قائدهم أولاً ))

        يقول المؤلف:

        إذا كان جيش العدو قويًا لكنه يوالي قائده لأسباب مادية أو خوفًا منه فقط، ساعتها صوّب هجومك على هذا القائد. سقوط مثل هذا القائد يؤدي لتشتت جنوده وربما انضمامهم إلى جانبك. إذا كان الجنود يوالون القائد بسبب الوفاء، ساعتها احذر من سقوط هذا القائد، فجيشه سيقاتل بعده طلبًا للثأر له.

        يُتابع:

        في عام 756 قبل الميلاد، قاد ين زيكي جيشه ليحاصر مدينة سويانغ. لاحظ حاكم المدينة أن القوات الغازية استعدت جيدًا للحصار، إذ نظم زيكي قواته بحيث تقف خارج مدى سهام رماة أسوار المدينة. أيقن حاكم المدينة أن القضاء على زيكي سينال من معنويات المتمردين، ولذا خطط مع أبرع رماته بحيث رموا في اليوم التالي طلائع المتمردين التي تحاول تسلق الأسوار بفروع الأشجار عوضًا عن السهام، ففهم زيكي ذلك على أن الرماة قد نفدت منهم السهام، ولذا أمر قواته بالتقدم من الأسوار، إذ أن الفروع مداها أقصر من السهام، لكن زيكي اقترب من الأسوار ليشاهد بنفسه انتصاره الذي اجتهد من أجله، ودون أن يعلم حيلة الرماة، أصابه سهم في رأسه أسقطه صريعًا في التو. نال هذا السهام حين نال من معنويات الجنود قبل زيكي، فما أن سقط على الأرض حتى فترت معنويات جنوده لدرجة جعلتهم يعدلون عن حصار المدينة.


        ======
        التعليـق
        ======

        القائد رأس الجيش و عماده خاصةً لو كان ذا شخصية قوية... الجنود و حتى المدنيين سينظرون له كعنوان لهم لذا كان و ما زال ليومنا استهداف قادة الجيوش من أولويات الخصم في أي معركة... ليس لضرب معنويات أتباعه بل فقدانه هو خسارة مادية لهم...

        إلا أن طبيعة ولاء الجند للقائد تُحدد استهدافه من عدمه... الأنظمة الدكتاتورية جعلت علاقة القائد بالجند مبنية على القـوة و الانصياع المُطلق كمبدأ العبـد و سيـده... كثيراً ما كان قادة لا يحترمون جنودهم و يرون عاقبة ذلك حين الحصار و اشتداد القتال...

        القائد الإستبدادي قتله يعني انعدام دافع القتال لجنده... و من الصعب إيجاد محبين له لللثأر لدمائه بل ربما يفرح أتباعه بمقتله... السبب بذلك هو أخلاق الضابط مع الجند...أما الجند الوفـي لقائده فقتله يُشعل القتال و ربما يعود بخسائر أكبر من المصالح التي يُمكن للعدو أن يجنيها...

        مثال ذلك قديما سعي الجيوش لقتل حامل الراية بالمعارك أو الوصول لقائد الجيش كما حاول المشركون يوم أحد و يوم حنين كذلك فعل المسلمون بقادة و ملوك المشركين و الصليبيين...

        أيضاً ما حصل بالجيوش العربية من تمرد على الطواغيت المستبدين و انشقاقاتهم ليقاتلوا ضده...

        تعليق

        يعمل...