الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

أدب السيرة الذاتية بين الشعر والنثر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    #46
    رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر



    وظائف أدب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة.
    إن لكتابة السيرة الذاتية الإسلامية اليوم وأكثر من أي ظرف زمني مضى دورا كبيرا، وفعالية لا تقل أهمية عن باقي الكتابات التي تنتمي إلى الأدب الإسلامي الحديث، خاصة مع اكتساح الآداب، والمفاهيم، والقيم الغربية للبلاد العربية الإسلامية، التي انبهر كثير من مثقفيها بما لا يصل واقع الحضارة الإسلامية العريقة بسبب، ولا يمت لأخلاق وعقيدة المسلمين بشيء.
    ومما لا ريب فيه أن أدب السيرة الذاتية الإسلامية في العصر الحديث، سيظل أحد أبرز الإنتاجات المتميزة، وأداة خطابية مؤهلة لتكريس ثقافة تواصلية فاعلة ومثمرة، تمكن الكاتب المسلم من تحقيق غاية مزدوجة، إذ سيتأتى من ناحية للآخرين الوقوف على حقيقة الذات المسلمة وعقيدتها، وعلى مكوناتها الشخصية وطبيعة أسلوبها الحضاري، ومن ناحية ثانية ستتمكن الذات العربية المسلمة من القيام بدورها الطبيعي، سواء في إطار محلي أم في فضاء كوني عالمي.
    ونحن نرى أن الأدب الإسلامي، ومنه أدب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة، ستكون له المكانة المتميزة داخل وخارج العالم العربي الإسلامي الحديث، لأنه وسيلة الذات المسلمة للتعريف بنفسها، فضلا عن كونه أداة ثقافية تواصلية، ستحقق الذات المسلمة من خلالها غاية مزدوجة، إذ سيتأتى من جهة لغير المسلمين الوقوف على حقيقة هذه الذات التي تدين بالإسلام، وعلى مكونات شخصيتها وسمات عقيدتها، وطبيعة أسلوبها الحضاري، وعلى نوع وسائلها وهوية أهدافها.
    ومن جهة ثانية ستتمكن الذات المسلمة من خلال نفس الأداة ـ من القيام بدورها الطبيعي في العصر الحديث، سواء في إطارها المحلي أم في إطار كوني وعالمي، ما دامت تستهدف برسالتها الإنسان حيث وجد، ولعل أدب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة مؤهل ليوفق ويجمع ما بين قطبي: المحلية والعالمية، وحتى إذا كانت اللغة العربية طبيعية وأساسية في دائرة هذا الأدب، فإن هذا لا يعني في شيء توقيف الأدب الإسلامي عليها دون غيرها في اللغات الأخرى، وذلك بحكم ما يسم المجتمعات الإنسانية من تباين واختلاف لغاتها التواصلية.
    ثم من المؤكد أن عالمية أدب السيرة الذاتية الإسلامية في العصر الحديث كامنة في محيلته، وهي تبدأ مما يطبعه أصالة ويمتلكه من خصوصية؛ فهل سيكون أدب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة هو ذلك الفرع الأدبي الذي سيحقق للأدب الإسلامي عالميته؟
    ثم إن كتابة هذا اللون من الأدب الإسلامي، تمثل مجالا فسيحا للدعوة إلى الإسلام، ولتطهير الذات المسلمة: الكاتبة و القارئة على حد سواء، هذا فضلا عن كون السيرة الذاتية ذات السمة الإسلامية، هي معين لا ينضب من التجارب، والمواقف، والأحداث وغيرها، قد تنهل منه مختلف الإنتاجات الأدبية عناصر أدبية فنية، تبعث على الإبداع الذي يجمع بين المتعة والفائدة، وباستطاعة كل أشكال المعاناة، والأفكار، والرؤى، والمشاهد المسترجعة، والفضاءات المكانية والزمانية أن تنمي في الذات الكاتبة والذات القارئة حسا وحدسا فنيا، وتزكي فيهما ذوقا جماليا رفيعا.
    إن الذات المسلمة تتوجه برسالتها الحضارية الإسلامية إلى الإنسان حيث وجد، ولعل هذه الخاصية ستفتح أمام كتابة السيرة الذاتية الإسلامية وتلقيها في العصر الحديث آفاقا رحبة، وأبوابا كثيرة بإمكان الكاتب المسلم والكاتبة المسلمة أن يلجاها، وذلك من أجل الوصول بصوت الدعوة الإسلامية إلى كل من ضل السبيل في هذا العصر، إذ بإمكان الأديب المسلم أن يخلص بأدبه الذاتي إلى من يعانون التمزق والضياع في هذه الحياة الدنيا، وفي قيامه بهذه المبادرة بعض من تأدية رسالته، وهي أمانة جلية القدر في كل زمان ومكان.
    وبحكم أن السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة إنتاج أدبي ينتمي إلى الأدب الإسلامي المسؤول، فإنها تعكس على صفحات متنها قضايا الإنسان المسلم، وتعبر عن هويته ووظيفته، والعلاقة التي تجمعه بخالقه جل وعلا وعقيدته الإسلامية، ومن ثم فإنها تكشف بوضوح واقعا خطابيا هادفا، له مبادئ وأصول ثابتة لا ينسلخ عنها ولا يتجاوزها، وله مسار دقيق لا يحيد عنه، مجسد في خصائص الإنتاج الأدبي الإسلامي، فهل استطاع كاتب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة أن يحث القارئ على التفكير والتفاعل، وأن يجعل من نشاطه الذهني امتدادا طبيعيا لفكره وتصوراته، باعتبار أن ما يعرض عليه من خطاب يشكل قوة فاعلة ومغيرة إلى الأفضل؟
    ولا شك أن أدب السيرة الذاتية له مكانة محفوظة، وقيمة بالغة الأهمية في قلب الآداب العالمية الحديثة، وذلك باعتبار ما يسمح للقراء أن يطلعوا عليه من نماذج بشرية، وقيم إنسانية ذات التأثير البليغ في نهج حياتهم وتكوين شخصيتهم، وكذلك أدب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة لا يقل أهمية ولا يعدم التميز؛ فهو قوة نابضة في حياة الذات المسلمة، كما أنه فعل ذو أهمية، وأداء مميز لنشاطها الإنساني، تبعث من خلاله لتحيا مرتين: الأولى عن طريق الكتابة، والثانية عبر القراءة، وهو كائن يستقي حياته المتفردة من سيرتها، باعتبار أن الذات المسلمة تقتفي أثر الكلمة الطيبة، ذات الأصل الثابت، لتسكب فيها تجاربها الفردية.
    ثم إن المرتقب مستقبلا أن يسهم أدب السيرة الذاتية الإسلامية في العصر الحديث في تنمية الصحوة الإسلامية ونشرها في سائر بقاع العالم، وذلك باعتبار الصلة الوثيقة الجامعة بين الأدب الإسلامي عموما والصحوة الإسلامية التي تشمل مختلف مجالات الحياة الإنسانية، ولا شك في أن الأدب الإسلامي وسيلة مساعدة لكل من يدعو إلى الله عز وجل ويعرف بالإسلام، وأداة تمكن كل من يحرص على تبليغ الرسالة التي من أجلها أوجده الخالق سبحانه في هذه الأرض.
    فبالكلمة الهادفة والمشبعة بروح العقيدة الإسلامية، تستطيع الذات المسلمة أن تعبر عن نظرتها إلى الكون، والحياة، والإنسان، وعما تعنيه المسؤولية في الإسلام، ثم إن الكاتب المسلم الصادق، هو من يعكس ما يؤمن به من قيم في ما ينتجه من أدب.
    ونحن نعتقد بأن أدب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة يشكل مصدرا شرعيا للمعرفة الإنسانية، باعتبار أنه ينقل جملة من المعلومات وزخما من الخبرات والتجارب، ففيه وصف لعالم الذات المسلمة الباطن من جهة وللعالم الخارجي ثانية، وأما الصورة الأدبية المودعة في هذا الضرب من الأدب الإسلامي، فهي وسيط ينقل المعرفة بين الكاتب والقارئ من خلال عرض أهم ما تنضوي عليه الخبرة والحياة.
    ومؤكد أن وظائف السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة كثيرة ومتنوعة، ولها حسب ما نرى ونعتقد صلة وثيقة ببواعث الكتابة والتلقي، وجميعها يعكس الفضاء العام لخطاب هذا المتن الأدبي الإسلامي الحديث، وأقرب وظيفة تتبادر إلى الذهن هي وظيفة المشاركة الوجدانية التي يتيحها الكاتب للقارئ، والتي تعد من أهم وظائف السيرة الذاتية عموما، بحيث يعد النزوع إلى إشراك الآخرين في كل ما تتقلب فيه ذات الكاتب من أحوال وما تعانيه من أمور، فعل فطر عليه الإنسان في الحياة، وهو قوة سخرت له ليدفع عنه العزلة النفسية، وليتخذها أداة فاعلة، يتجاوز بها حدود ذاته الضيقة إلى الانفتاح على ذوات أخرى تشاركه انفعالاته وانشغالاته، ومجمل معاناته، وعلى هذا الأساس تمثل المشاركة الوجدانية فعلا وإنجازا رئيسا، وركنا ثابتا يسهم في تكوين شخصية الفرد وتطويرها.
    ثم إننا نرى أن كاتب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة حين يبسط أمام القارئ مختلف تجاربه في الحياة، و يحيط ظاهر شخصيته وباطنها بالوصف والإيضاح، فإنما يقصد بهذه المبادرة إلى اكتشاف ذاته من جديد بقصد إعادة بناء شخصيته وتكوينها، ويهدف إلى تجميع وترتيب عناصر حياته الشخصية المتفرقة البحث عن هويته، وإضاءة المعتم من الحقائق في مسيرته الحياتية، ثم تقريب الذات المتلقية لسيرته الذاتية من حقيقة طبيعتها الإنسانية، ومدها بجميع ما قد يساعد على فهم جوهرها، والتعرف على كيانها أكثر، ثم إنه يطمح إلى حث القارئ على الارتداد إلى نفسه ليقارن، ويتأمل ذاته، ويشارك في تحليل كثير من الظواهر والطبائع، وينظر نظرة فاحصة في تجاربه الفردية.
    إن الكاتب المسلم يحرص أشد الحرص على أن تؤدي سيرته الذاتية ـ المكتوبة والمنشورة في أوساط القراء ـ جملة من الوظائف، تمتد جسرا روحيا بينه وبين المتلقين، الذين سيتطلعون حتما إلى ما ترشح به من متعة وتشويق، وتنطوي عليه من فائدة، وإن كانت المتعة التي يسعى إلى تحقيقها المؤلف في تاريخه الخاص هادفة إلى إضافة معرفية نوعية، ومتسمة بخدمة عناصر الفائدة التي من المفروض أن يجني القارئ ثمارها في النهاية.
    من الواضح أن جميع وظائف أدب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة، تتجاوز طابع المتعة غير الهادفة، والاهتمام الذهني الضيق، إلى تخليص الذات الإنسانية من قيودها السلبية، وتطهيرها من الزيغ، والرذائل، ومختلف الشوائب، وبذلك يتجاوز هذا اللون من الأدب الإسلامي الحديث كل ما هو مرحلي عابر، وكل خطاب سطحي إلى كل ما يوحي بتطلع إنساني عميق، ورؤية مستقبلية تشمل حياة الفرد ومصير الجماعة، وهذه غايات تتطلب من صاحب السيرة الذاتية مواجهة مزدوجة: مع النفس من جهة، ومع الآخر من جهة ثانية، مبنية على المكاشفة والمصارحة.
    ثم إن كل وظيفة رئيسة قد تكون سببا حاسما، من خلال مسارات، أو سمات شخصية معينة، أو اقتناعات دقيقة في كثير أو قليل مما يعرفه القارئ من تحولات، خاصة وأن ثمة خصائص ينفرد بها خطاب السيرة الذاتية الإسلامية في العصر الحديث، فضلا عن كونه يسهم في الكشف عن الحقائق، والغوص في أعماق النفس البشرية ، بقصد استكشافها وحاولة الوقوف على أسرارها، والنفاذ منها إلى عمق الحياة والكون.
    ولا شك أن مختلف الوظائف التي تنتظم في ثنايا خطاب السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة، تتكامل إلى درجة يوحي بعضها ببعض، بحيث أن المعني بالسيرة عندما يدعو القارئ إلى الإطلاع على خبراته وتجاربه الخاصة، وإلى المشاركة الوجدانية، فإنه يمهد بذلك السبيل لتحقيق وظيفة تطهيرية مزدوجة، باعتبار أن الذات الكاتبة تعمل على تطهير نفسها من خلال الكتابة، في حين أن الذات القارئة تسعى إلى هذه الغاية عن طريق القراءة، ومن ثم فإن كلا من كاتب السيرة الذاتية ومتلقيها، يعملان على تحويل تجاربهما في الحياة ـ بمساوئها ومحاسنهاـ إلى طاقة تطهيرية، تحررهما من المخاوف والعقد النفسية، وتمكنهما من إضافة معرفة جديدة تعينهما على استعادة الثقة بالنفس ومواصلة المسيرة الحياتية.
    د. أبو شامة المغربي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 09-21-2006, 12:09 PM.

    تعليق

    • أبو شامة المغربي
      السندباد
      • Feb 2006
      • 16639


      #47
      رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر




      السيرة الذاتية لمحمد المختار السوسي

      صحيح أن محمد المختار السوسي لم يكتب سيرته الذاتية مكتملة في مؤلف خاص، كما هو مصطلح على أدب السيرة الذاتية ومتعارف، إذ لم يتجاوز ما كتبه عن نفسه العرض الوجيز والبسط المقتضب لأطوار من حياته الشخصية، لكن ما أريد أن أشير وأنبه إليه في هذا الباب من الكتابة المقالية، هي تلك المسحة الفنية والجمالية، التي تعلو تأليف الأديب المغربي محمد المختار السوسي، كلما ترجم كتابة أحد الجوانب من حياته الفردية، وذلك الأسلوب الذي ينسج به بعضا من معالم وملامح سيرته الذاتية، والنماذج كثيرة في هذا الشأن، سواء تلك التي نعثر عليها في تجربته المقالية، أم تلك التي نصادفها في باقي آثاره وإبداعاته الشعرية والنثرية على حد سواء.
      وإن كان الأديب محمد المختار السوسي لم يكتب سيرته الذاتية، فإنه مع ذلك بث مادتها وأجزاء منها متفرقة على صفحات آثاره المطبوعة والمخطوطة، وجميعنا قد نتساءل عما منع صاحب كتاب (المعسول) من تدوين سيرته والتأريخ لحياته بإسهاب منذ طفولة إلى شيخوخته؟
      إننا أمام هذا التساؤل الوجيه، حسب ما نعتقد، لا يسعنا إلا أن نرجح احتمالين اثنين:
      الأول: هو كون محمد المختار ربما كان قد أرجأ كتابة سيرته إلى وقت لاحق معلوم في حياته، لكن وفاته حالت بينه وبين ما كان يحتفظ به في خلده بشأن تدوين سيرته الذاتية.
      الثاني: هو أن محمد المختار ربما تعمد أن يترك سيرته ممتدة الأجزاء والفصول ظاهرة وباطنة في سائر ما خلفه من آثار أدبية، تاركا الخيار لمن يريد أن يجتهد في جمع أجزائها ولمن يرغب في تجميع حلقاتها واقتفاء أثرها وتحصيل أصدائها، وذلك بقصد الإستعانة بمادتها في كتابة سيرة غيرية موضوعية للكاتب.
      يقول محمد المختار السوسي:(...أنا الآن على قمة خمس وستين، فقد مرت خمس وعشرون سنة عن وقت كتابة ما تقدم، وقد كان يجب أن أستتم كتابة حياتي هكذا لو وجدت فراغا، لكن أكتفي الآن بالإشارة إلى بعض نقط، والباقي يلتقطه من مسودات ما كتبته من مؤلفاتي من يتطلع إليه...).*
      ونأمل أن نرى مستقبلا سيرة موضوعية لمحمد المختار السوسي، الذي قضى حياة حافلة ومليئة بالعطاء، والتضحية، والتجارب المتميزة، وحتما سيكون لصاحب هذه المبادرة في التأليف قصب السبق، وسيحرز بها فخرا وشرفا كبيرا، وما أحوجنا إلى هذا الضرب من الآثار الأدبية، التي تعرف بعدد من النوابغ المغاربة والعرب المسلمين بوجه عام، الذين تركوا بصماتهم في عالم الأدب والثقافة.


      د. أبو شامة المغربي
      kalimates@maktoob.com

      تعليق

      • أبو شامة المغربي
        السندباد
        • Feb 2006
        • 16639


        #48
        رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر




        السيرة الممتعة للمفكر الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيري
        أصدرت دار الشروق المصرية طبعة جديدة من السيرة الممتعة للمفكر الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيرى ويذكر الناشر في تقديمه للكتاب أن المؤلف يرصد تحولاته الفردية في الفكر والمنهج ويؤرخ، في الوقت نفسه، لجيل بأكمله، أو لقطاع منه، فتحولات صاحب هذه السيرة ليست بأي حال منبتة الصلة بما كان يحدث حوله.
        ومن هذا المنظور، تصبح أحداث حياة المؤلف لا أهمية لها في حد ذاتها، وإنما تكمن أهميتها في مدى ما تلقيه من ضوء على تطوره الفكري، وقد فهم المؤلف كثيرًا من أحداث حياته الخاصة [الذاتية] من خلال نفس الموضوعات الأساسية الكامنة والمقولات التحليلية التي استخدمها في دراساته وأبحاثه [الموضوعية]، وليس العكس.
        ولكن هذه الرحلة الفكرية، مع هذا، هي رحلة المؤلف الفردية، فهو الذي تفاعل مع ما حوله من تجارب منذ أن وُلد في دمنهور ونشأ فيها إلى أن انتقل إلى الإسكندرية ومنها إلى نيويورك ثم أخيرًا إلى القاهرة حيث استقر به المقام، فإذا كانت هذه الرحلة الفكرية، سيرة غير ذاتية، فهي أيضًا سيرة غير موضوعية، سيرة إنسان يلتقي في فضاء حياته الخاص بالعام، ولهذا فهو لا يذكر القضايا الفكرية المجردة وحسب، وإنما يشفعها دائمًا بأحداث من حياته أو اقتباسات من كتاباته تبين كيف ترجمت القضية الفكرية [العامة] نفسها إلى أحداث ووقائع محددة في حياته الشخصية [الخاصة]، وذلك بأسلوب المؤلف السلس والعميق والساخر.
        الدكتور عبد الوهاب المسيري مفكر عربي إسلامي، وعضو سابق بوفد جامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم.
        بدأ الدكتور المسيرى مسيرته العلمية كأستاذ أدب إنجليزي في جامعة عين شمس - مصر، وتخصص بعد ذلك في الصهيونية و تواريخ الجماعات اليهودية، وتعد موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية من أهم أعمال المسيري بعد أن اعتكف حوالي عشرين عاماً لإنجازه ليكون أول علم متكامل في ثقافتنا العربية يتناول الجماعات اليهودية والحركات الصهيونية.
        وقد صدر للمسيري العشرات من المؤلفات والمترجمات في الثلاثين عاما الماضية في العديد من الموضوعات:
        الصهيونية، حركه التحرير الفلسطينية والانتفاضة، الشعر الفلسطيني، الخطاب الإسلامي، العلمانية/ التحيز/ما بعد الحداثة، الأدب الانجليزي بالإضافة إلى اهتماماته العلمية المتعددة، يمارس المسيرى هوايته في كتابة قصص الأطفال، حيث صدر له العديد من المؤلفات الموجهة للطفل العربي.
        د. أبو شامة المغربي

        تعليق

        • أبو شامة المغربي
          السندباد
          • Feb 2006
          • 16639


          #49
          رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر



          بحث عن ذاتيّة الشاعِر الجاهلي
          راوي بوجوفتش المستشرق اليوغسلافي‏


          د. أبو شامة المغربي

          kalimates@maktoob.com

          تعليق

          • أبو شامة المغربي
            السندباد
            • Feb 2006
            • 16639


            #50
            رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر



            تحقيق سيرة ابن سينا ونشرها
            فريد جحا


            د. أبو شامة المغربي

            kalimates@maktoob.com

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              #51
              رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر

              الجوزجاني
              د. أبو شامة المغربي

              التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 12-11-2006, 04:49 PM.

              تعليق

              • أبو شامة المغربي
                السندباد
                • Feb 2006
                • 16639


                #52
                رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر



                تراجم للأطباء العرب
                الدكتور نشأت الحمارنة


                د. أبو شامة المغربي

                kalimates@maktoob.com

                تعليق

                • أبو شامة المغربي
                  السندباد
                  • Feb 2006
                  • 16639


                  #53
                  رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر

                  أماكن مغفور لها عندما تخون الذاكرة وطفولة تربت بين أحضان العزاء
                  بسام صالح مهدي‏


                  د. أبو شامة المغربي

                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 12-02-2006, 05:44 PM.

                  تعليق

                  • أبو شامة المغربي
                    السندباد
                    • Feb 2006
                    • 16639


                    #54
                    رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر

                    الجزء الأول من كتاب الأيام للأديب والناقد المصري
                    طه حسين
                    للقراءة والتحميل على الرابط التالي:

                    د. أبو شامة المغربي

                    تعليق

                    • أبو شامة المغربي
                      السندباد
                      • Feb 2006
                      • 16639


                      #55
                      رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر



                      كتاب في الطفولة للأديب المغربي
                      عبد المجيد بن جلون
                      للقراءة والتحميل على الرابط التالي:
                      في الطفولة


                      د. أبو شامة المغربي

                      kalimates@maktoob.com

                      تعليق

                      • أبو شامة المغربي
                        السندباد
                        • Feb 2006
                        • 16639


                        #56
                        رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر

                        سفر الأيام
                        (ثلاثة أجزاء)
                        سيرة ذاتية
                        للدكتور
                        عيسى بن ضيفا لله حداد
                        للقراءة والتحميل على الروابط التالية:
                        1
                        2
                        3

                        د. أبو شامة المغربي
                        التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 12-11-2006, 04:37 PM.

                        تعليق

                        • أبو شامة المغربي
                          السندباد
                          • Feb 2006
                          • 16639


                          #57
                          رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر

                          السيرة الذاتية في النقد الأدبي الحديث
                          جرت يوم الاثنين 19 ماي 2006 على الساعة الرابعة عشية بقاعة العمادة بكلية الاداب والعلوم الانسانية، ظهر المهراز- فاس مناقشة أطروحة الطالب: عبد الله توفيقي التي تقدم بها لنيل شهادة الدكتوراه من شعبة اللغة العربية وآدابها في موضوع:" السيرة الذاتية في النقد العربي الحديث والمعاصر:مقاربة في نقد النقد"، أمام لجنة علمية تتكون من السادة الأساتذة:
                          الدكتور عبد الرحمان طنكول رئيسا
                          الدكتور حميد لحمداني مشرفا ومقررا
                          الدكتور عبد الإله قيدي عضوا
                          الدكتور سمير بوزويتة عضوا
                          وبعد المداولة قررت اللجنة منح الطالب ميزة مشرف جدا.
                          وفي مايلي نص التقرير الذي تقدم به الطالب في هذه الجلسة:
                          دوافع البحث:
                          يستمد موضوع رسالتنا الموسوم بـ"السيرة الذاتية في النقد العربي الحديث والمعاصر: مقاربة في نقد النقد" مشروعية طرحه من تداخل عدة مسوغات ذاتية وأخرى موضوعية، لعل أهمها خلو المشهد النقدي العربي من أية مبادرة أكاديمية جادة تستحق الاهتمام في مجال نقد نقد السيرة الذاتية.
                          فبرغم التراكم الكمي والنوعي الهام الذي تحقق على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين في مجال الدراسات التي تعنى بالسيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث والمعاصر، سواء على مستوى النقد الأكاديمي (رسائل وأطاريح) أن على مستوى النقد الصحفي (مقالات نظرية- دراسات تطبيقية...)، فإن هذا الرصيد الهام من الكتابات النقدية لم يحظ لحد الآن بالتفاتة أكاديمية معمقة تؤرخ لتمفصلاته الكبرى، وترصد أسئلته وإشكالاته النظرية المهمة (المفهوم/ التجنيس/ النمذجة/...) وتسائل اختياراته المنهجية المعتمدة، مما قد يضمن لعملنا هذا سمة التميز والأسبقية، ويجعل منه مبادرة تأسيسية في هذا المجال.
                          الأهداف:
                          يتوخى عملنا هذا تحقيق الأهداف التالية:
                          - تتبع صيغ اشتغال نقد السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث والمعاصر عبر مقاربة أهم اشكالاته وأغلب العناصر المكونة لنسيج تبنينه.
                          - مساءلة نقد السيرة الذاتية في الأدب العربي القديم والحديث والمعاصر، والوقوف على أهم مواصفات الوضع الإشكالي الذي يمر به.
                          - ربط التفكير النقدي في السيرة الذاتية بعوامل إنتاجه وتلقيه مما يضفي عليه سمة الفاعلية، ويجعله مشروطا بمحيط تداوله وإواليات إنتاجه.
                          - كشف الخلل في الممارسة النقدية، والسعي إلى تصحيحه وتقويمه.
                          الإطار المنهجي:
                          يتأطر البحث في مجال نقد النقد (Métacritiques) باعتباره اشتغالا ضمن مجال فلسفة العلوم أو نظرية المعرفة أو ما اصبح يعرف اختصارا بـ"الإبستمولوجيا".
                          وسنتخذ من المبادئ الإجرائية التي بسطتها الناقدة "جوهانا ناتالي" في مدخل دراستها للكتابات النقدية التي تناولت "قطط" بودلير بالتحليل والنقد إطارا منهجيا لمقارباتنا النقد نقدية هذه، والمتمثلة بالأساس في الكشف عن الأهداف الرئيسية والثانوية للدراسة، وتحديد الرؤية المنهجية المعتمدة فيها، و تحديد المتن المدروس، والتحقق من ضوابط الممارسة النقدية عبر خطوات إجرائية ثلاث لا تخلو من شيء من التداخل هي على التوالي: الوصف، التنظيم، التأويل، اختبار الصحة، مستثمرين في ذلك الإضافة المنهجية التي طعم بها الناقد حميد لحمداني هذه الوصفة والمتمثلة في مبدأ التقويم الجمالي، ومن الصيغ المتعددة والثرية لتطبيقه لهذا الإطار المنهجي في أعماله النقدية التالية: سحر الموضوع( 1990)، والنقد النفسي المعاصر(1991)، وبنية النص السردي من منظور النقد الأدبي(1991)، والنقد الروائي والإيديولوجيا (1991)، والنقد التاريخي في الأدب
                          (1999).
                          التصميـم:
                          وتوخيا منا للتركيز والدقة والإحاطة العلمية الشاملة التي يقتضيها موضوع نقدي بهذا الحجم، فقد آثرنا أن نمفصل هذه الرسالة إلى بابين اثنين: أفردنا الأول منهما لتسليط الضوء على بعض قضايا وإشكالات السيرة الذاتية في النقد العربي الحديث والمعاصر، وخصصنا الثاني منهما لـتتبع مسار تطور نقد السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث والمعاصر وتحولاته الكبرى.
                          ومراعاة منا للانسجام والتوازن اللذين يتطلبهما مثل هذا العمل فقد فضلنا تقسيم كل باب إلى فصلين اثنين، فتناولنا في الفصل الأول من الباب الأول: السؤال التاريخي في السيرة الذاتية العربية بطرح إشكالية الكتابة عن الذات في الأدب العربي القديم من منظور النقاد العرب المحدثين، عبر مقاربة نقدية لعينة مقالات نقدية عربية:
                          الأول بعنوان "الحديث عن الذات في كتاب التعريف لابن خلدون" لعبد الفتاح كيليطو (1987)، والثاني بعنوان "في استنطاق النص: حي بن يقظان سيرة ذاتية لابن طفيل" لعبد الله إبراهيم
                          (1990).
                          لنعرض بعد ذلك في الفصل الثاني من نفس الباب السؤال التجنيسي في السيرة الذاتية العربية بملامسة إشكالية تجنيس السيرة الذاتية في النقد العربي المعاصر ما بين أطروحتي الجنس الخالص والتداخل الأجناسي عبر مقاربة نقدية لمقالين اثنين: الأول لعبد المحسن طه بدر بعنوان"رواية الترجمة الذاتية" الفصل الثالث من الباب الثاني من كتابه تطور الرواية العربية الحديثة في مصر
                          (1963)، والثاني لحميد لحمداني بعنوان"طبيعة السيرة الذاتية وعلاقتها بالرواية"(1984).
                          في حين عرضنا في الفصل الأول من الباب الثاني لتلمس الإرهاصات الأولية لتشكل وعي نقدي طليعي بالسيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث عبر مقاربة نقدية لثلاثة كتب مشرقية ذات مرجعية انجلوساكسونية هي:
                          ـ "فن السيرة" لإحسان عباس(1956).
                          ـ "الترجمة الشخصية" لشوقي ضيف(1956).
                          ـ "الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث" ليحيى إبراهيم عبد الدايم(1975).
                          وفي الفصل الموالي من الباب عينه قمنا برصد الجهود الكبرى لتأسيس نقد أكاديمي في جنس السيرة الذاتية في الأدب العربي المعاصر عبر مقاربة نقدية لأربعة كتب نقدية مغاربية ذات مرجعية فرنكفونية هي:
                          ـ "الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث: سبعون لميخائيل نعيمة" لفوزية الصفار الزواق(1999).
                          ـ "سيرة الغائب.. سيرة الآتي : السيرة الذاتية في كتاب الأيام لطه حسين " لشكري المبخوت(1989).
                          ـ "البوح والكتابة: دراسة في السيرة الذاتية في الأدب العربي" لعمر حلي(1998).
                          ـ "الكتابة والوجود: السيرة الذاتية في المغرب" لعبد القادر الشاوي(2000)، واستهللنا هذا كله بتقديمٍ بسطنا فيه دوافع اختيارنا لهذا الموضوع وبيان أهميته، وتحديدا لأهدافه وإطاره المنهجي، والمتن الذي نقترح دراسته، وبيان تصميمه والعوائق والصعوبات التي اعترضتنا إبان إنجازه، وأتبعناه بمدخل نظري قمنا فيه بمقاربة نقدية لحدي مصطلح ومفهوم السيرة الذاتية في الوعيين اللغوي والمصطلحي العربيين، وذيلنا المجموع بخاتمة أوجزنا فيها حصيلة الاستنتاجات التي خلصنا إليها في دراستنا هذه.
                          قبل أن نختم العمل بملحقين بيبليوغرافيين، رصدنا في الأول منهما حصيلة الكتابات النقدية المنجزة في موضوع السيرة الذاتية في النقد العربي الحديث والمعاصر: (كتب ودراسات نقدية وأطاريح جامعية ومقالات نقدية)، وألممنا في الثاني بحصيلة الكتابات النقدية الغربية المنجزة حول جنس السيرة الذاتية في الأدب العربي.
                          استنتاجات: لقد حقق التفكير النقدي العربي في جنس السيرة الذاتية في الآونة الأخيرة تطورا كميا ونوعيا هامين، إذ لم يعد رهين مسار تداولي واحد، بل تنوعت مسارات ومستويات نشاطه، وتعددت منظوراته، وتشعبت مرجعياته، وتكثفت تضاريسه بتوالي السنين وتعاقب الأجيال وتلاقح التجارب، مما أهل لتحقيق يقظة في الوعي النقدي العربي بجنس السيرة الذاتية.
                          وقد اقتصر التفكير النقدي العربي طيلة حقبة زمنية تناهز أربعة عقود على تداول قضايا وإشكاليات نقدية محددة من قبيل: المفهوم؛ والتجنيس؛ والتصنيف.
                          واتسم هذا التناول ـ في مجمله ـ بشيء من الرتابة والجمود حينا والتقليد الحرفي حينا آخر؛ يزكي ذلك نوع وحجم الاختيارات النصية والمنهجية والمرجعية التي أقدم النقاد العرب على طرحها طيلة هذه الفترة، إذ توجهت معظم الاجتهادات النقدية إلى العناية بالدراسة التطبيقية (تحليل نصوص ودراستها)، على حساب الإدلاء بمقترحات وبدائل نظرية يمكنها المساهمة في إغناء الحقل النقدي، أو على الأقل نقد ما هو متداول فيه، واتسمت غالبيتها بالنمطية إذ اقتصرت على تكرار دراسة نصوص حديثة محدودة (الأيام ـ سبعون).
                          كما خضعت تلك المقاربات للرؤية المنهجية نفسها، إذ اعتمدت "المنهج التكاملي" أداة إجرائية لمقاربة المتون المدروسة، مما أفقدها صفات التنوع والتخصيب بالرغم من تمايز إطارها المرجعي المعتمد، والذي تأرجح بين الامتياح من المدرسة الأنجلوساكسونية طيلة عقدي الستينيات والسبعينيات، ومن نظيرتها الفرنسية خلال العقدين المواليين الثمانينيات والتسعينيات، مما جعلها في منأى عن التأسيس لتراكم نوعي مبني على الاستيعاب والتجاوز.
                          كما أن تعمد بعضها الفصل بين التداول النقدي للسيرة الذاتية كنص أدبي وبين التصور الفلسفي المؤطر لها (الفردانية) جعلها مجرد مقاربات جزئية قاصرة تفتقد إلى الرؤية الشمولية الواضحة والملمة، في حين أضحى تناولها للسؤال التاريخي في السيرة الذاتية أو الكتابة عن الذات في الأدب العربي القديم أشبه ما يكون بالبسملة التي تتردد على كل الألسن وبنفس الطريقة عند بداية كل بحث متكئة في ذلك على الاجتهادات الاستشراقية.
                          يأتي هذا كله في غياب الإدلاء بمسوغات موضوعية مقنعة تبرر الاختيارات الكبرى في معظم هذه الأعمال، وتجعل القارئ على بينة من أمره يدرك المقدمات التي ينطلق منها حتى تمكنه من تتبع مسار العمل النقدي بشكل واع متدرج مبني على حجج منطقية إلى أن يخلص إلى نتائج معقولة.
                          وفي ظل جو هيمن فيه اقتيات النقاد العرب المعاصرين على خلفية تاريخ أدبي سالف تتخذ كتجل بارز لها هنا مقولات من قبيل: مركزية جنس الرواية وأسبقيته التاريخية؛ واحتكاره سمة التخييل؛ وأفضلية جنس "الرواية" على جنس "السيرة الذاتية".
                          كما تفتقــر الممارسة النقدية العربية المعاصرة إلى شيء من الحياد والتجرد العلميين إزاء مكونات الظاهرة الأدبية، إذ جنح دعاة النقد الإيديولوجي إلى اتخاذ المنهج مطية لخلق تفاضل أجناسي داخلها، بانحيازهم لجنس "الرواية" على حساب "السيرة الذاتية" التي عَدّوها "جنسا منبوذا".
                          لقد ظلت الكتابات النقدية العربية الحديثة والمعاصرة على مستوى التصنيف نزاعة إلى الانحياز إلى نص أو صنف بعينه، على حساب النصوص أو الأصناف الأخرى التي تعدها تقليدية أو ناقصـة؛ ومثال ذلك تفضيل يحيى عبد الدايم نص "سبعون" واعتبار عبد المحسن طه بدر "عودة الروح" نصا نموذجيا، و انحياز التونسيين لنص "الأيام" وتفضيل عمر حلي لأعمال محمد شكري. ولتحقيق تلك الغاية تحول "التصنيف" من آلية إجرائية محايدة للتمييز بين نصوص السيرة الذاتية من موقعها في خط أفقي ساكن، إلى آلية منحازة تمكن من التمييز بينها بحسب موقعها التراتبي في خط عمودي متحرك.
                          وقد هيمن "التصنيف" وفق اعتماد معايير خارج نصية لدى نقاد السيرة الذاتية العرب المحدثين والمعاصرين على السواء، يحظى فيها التصنيف وفق اهتمامات الكتاب السياسية والثقافية والاجتماعية بالنصيب الأوفر.
                          كما يركز معظم النقاد العرب على تلخيص مضامين النصوص دون إيلاء أي اعتبار لاختياراتها الجمالية المتمثلة في أشكال الكتابة التي يوظفها الكتاب لأجل تذكر مراحل حياتهم، بحيث تحولت مجموعة من الكتب النقدية من دراسات تطبيقية لسيرٍ ذاتيةٍ إلى نصوص سير غيرية تعمد إلى إعادة كتابة هذه السير الذاتية بضمير الغائب.
                          آفاق البحث:
                          إن أهم ما تشي به مبادرة من هذا القبيل هو المساهمة في فتح آفاق البحث أمام باحثين شباب للمساهمة بدورهم في تحقيق إضافات نوعية في هذا المجال الخصب والفتي تخص مواضيع نقدية جديدة من قبيل:
                          - دراسات للتلقيات النقدية لنصوص السير الذاتية الرائدة في الأدب العربي الحديث، كـ"الأيام" و"في الطفولة"، أو التي حققت قفزة نوعية مثيرة في الرقي بتقنيات كتابة السير الذاتية العربية كـ"الخبز الحافي" و"السيرتان".
                          - دراسات للتلقيات النقدية الغربية للسيرة الذاتية في الأدب العربي القديم أو الحديث أو المعاصر.
                          - كما أن موضوع "نقد السيرة الذاتية في الأدب العربي القديم" مازال في حاجة إلى جهود أكاديمية جادة تنهض بالإلمام بإشكالياته العميقة، عبر مقاربات تأويلية لأهم نصوصه.

                          د. أبو شامة المغربي

                          kalimates@maktoob.com

                          تعليق

                          • أبو شامة المغربي
                            السندباد
                            • Feb 2006
                            • 16639


                            #58
                            رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر

                            لا صلاة تحت الحراب مذكرات الشيخ عبد الحميد السائح

                            صدرت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية مذكرات الشيخ عبد الحميد السائح في كتاب بعنوان فلسطين، لا صلاة تحت الحراب: مذكرات الشيخ عبد الحميد السائح، وفي الكتاب تندمج السيرة الذاتية للشيخ عبد الحميد السائح في السيرة الذاتية لفلسطين، وكفاح شعبها عبر الأجيال.
                            فلقد كان صاحب هذه المذكرات من المؤثرين في القرارات السياسية، ومن المشاركين في الكثير منها، وتغطي هذه المذكرات أحداث ثلاثة أرباع قرن تقريباً، فتروي الوقائع التي جرت منذ ولادة الشيخ عبد الحميد السائح حتى استقالته من رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني.

                            ولد عبد الحميد السائح، عام 1907، في مدينة نابلس، في الضفة الغربية، وحصل على الشهادة العالمية من الأزهر.
                            عاد إلى فلسطين حيث أسهم في النشاط العام وعمل في التدريس ثم في القضاء الشرعي، ثم اختير أمينا عاما للمجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين.
                            وفي عام 1950 عين رئيسا لمحكمة الاستئناف الشرعية في عمان، عارض الاحتلال الصهيوني بعد عام 1967 فأقدمت السلطات الإسرائيلية على إبعاده، ليكون أول فلسطيني يبعد عن وطنه بعد احتلال 67.

                            بعد إبعاده اختير عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، وله مواقف وطنية جريئة أودت به السجن وهو في السبعين من عمره.عني في كتاباته، بإثارة اهتمام العرب والمسلمين بقضية القدس وفلسطين.. فنشر العديد من الكتب والمقالات، وشارك في الكثير من الندوات والفعاليات.
                            شغل وظائف ومناصب رفيعة.. فعمل مدرسا في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس، عام 1928 - 1929، ثم كاتبا في محكمة نابلس الشرعية، ورئيسا لكتاب محكمة نابلس الشرعية في عام 1935.. فسكرتيرا عاما للمجلس الشرعي الإسلامي عام 1939، ثم قاضيا شرعيا للقدس عام 1941.. فعضوا لمحكمة الاستئناف الشرعية عام 1946، ثم عين رئيسا لمحكمة الاستئناف الشرعية عام 1948.
                            وتسلم أول منصب وزاري في الأردن، حيث عين وزيرا للشؤون الدينية والأماكن المقدسة عام 1968 حتى عام 1970، ثم عين قاضيا للقضاة ووزيرا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.
                            وفي نوفمبر عام 1984 انتخب رئيسا للمجلس الوطني الفلسطيني خلفا لخالد الفاهوم، وبقي السائح رئيسا للمجلس الوطني الفلسطيني حتى عام 1996 حتى اعتزاله العمل السياسي واستقالته من رئاسة المجلس بسبب كبر سنه ومرضه وبقي في عمان بعيدا عن الأضواء والحياة السياسية.
                            توفى في عمان بتاريخ 11/1/2001 ودفن، بناء على وصيته في القدس.
                            مؤلفاته:
                            التضامن الاجتماعي في الإسلام، 1941
                            واجبنا تجاه ناشئتنا، 1942.
                            مبادئ في الدين الإسلامي (6 أجزاء)، 1945.
                            نهج الإسلام (4 أجزاء)، 1947.
                            مكانة القدس في الإسلام، 1969
                            ماذا بعد إحراق المسجد الأقصى؟ 1970
                            الإرهاب أنواعه وأخطاره، 1986.
                            فلسطين، لا صلاة تحت الحراب:(سيرة ذاتية)، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 2001
                            د. أبو شامة المغربي

                            تعليق

                            • أبو شامة المغربي
                              السندباد
                              • Feb 2006
                              • 16639


                              #59
                              رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر

                              كتاب لمستشرق إسباني يتناول
                              السيرة الذاتية
                              للرسول الكريم
                              قامت إحدى المؤسسات الإسبانية بنشر كتابٍ للمستشرق الإسباني "رافائيل كانسينوس أسينس"، والذي يتناول السيرة الذاتية للرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ودراسة تحليلية لحياة الرسول، مع تسليط الضوء على الرسالة المحمدية.

                              هذا وتعتزم دور النشر بطبع مجلدين للمؤلف ذا اتصالٍ ببعضهما البعض، الأول: يتناول دراسة ذاتية للرسول، صلى الله عليه وسلم، والثاني: عبارة عن ترجمة للقرآن الكريم، حسب ما ذكره موقع "دياريو أدان".
                              ويتحدث المستشرق الإسباني "رافائيل كانسينوس أسينس" عن القران الكريم، مشيرًا إلى القرآن: أنه يعتبر كتاب ذو قيمة بلاغية عالية، له جاذبية خاصة، حيث يأسر القلوب والآذان، له حلاوة وجمال خاص لا يمكن وصفهما، لايمكن أن يقوم بوضعه إنسان، حتى ولو كان عبقريًّا،على حسب تعبيره.
                              ويضيف المؤلف أن القرآن والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعكس كل منهما الأخر، فالقرآن هو "محمد"، و"محمد" هو القرآن، فكل منهما يشرح ويفسر الآخر، على حد قوله.
                              يذكر أن المؤلف" رافائيل كانسينوس أسينس"، الذي وُلِد عام 1882م، يعتبر واحد من أشهر المستشرقين في القرن العشرين، الذين كتبوا عن السيرة النبوية والسمات الأساسية لحياة النبي، بالإضافة إلى ترجمته وشرحه للقرآن الكريم حسب توجّهاته "الاستشراقية" المعتدلة ، كما يذكر أن "أسينس" له مؤلفات أخرى عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، طُبعت بعضها في الأرجنتين منذ أكثر من 30 عامًا.


                              د. أبو شامة المغربي

                              تعليق

                              • أبو شامة المغربي
                                السندباد
                                • Feb 2006
                                • 16639


                                #60
                                رد : السيرة الذاتية بين الشعر والنثر






                                المؤلف: أنغام عبد الله شعبان
                                سنة النشر:1990
                                المؤلف: ناجي حسن أبوشريحة

                                سنة النشر:1997
                                المؤلف: تهاني عبد الفتاح شاكر علي
                                سنة النشر:1999
                                المؤلف: هناء عرفات سليمان أبوسالم
                                سنة النشر:1998
                                د. أبو شامة المغربي

                                التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 12-24-2006, 10:57 AM.

                                تعليق

                                يعمل...