التراجم والمعاجم
*****
وأما التراجم فكانت في القرون الأولى تدوّن في الطبقات باعتبار المهن أو العلم الذي يجمع كل طبقة فلما نضج العلم وأخذ العلماء في الترتيب والتبويب نبغ جماعة من المؤرخين استخرجوا من الطبقات وغيرها كتب التراجم ورتّبوها على حروف المعجم وأشهر تلك الكتب (وفيات الأعيان) لابن خلكان المتوفي سنة 681هـ ثم (فوات الوفيات) لصلاح الدين الكتبي المتوفي سنة 764هـ استدرك فيه ما فات ابن خلكان ذكره وكلاهما مطبوعان ومشهوران، ويمتاز التاريخ عند العرب على سواه عند سائر الأمم التي تحضّرت قبلهم بكثرة ما كتبوه من التراجم، وأكثره بشكل القواميس، وهم السابقون في ذلك، وعنهم أخذ أهل العالم تأليف المعاجم التاريخية، فعندهم من قواميس التراجم بضعة صالحة هي كنوز في التاريخ، والجغرافية، والأدب والعلم، فوفيات الأعيان معجم يزيد عدد الترجمات فيه على 820 ترجمة مرتبة على أحرف الهجاء، غير ما جاء عرضاً في أثناء الكلام على الآخرين، ومن مزاياه أنه يضبط الأعلام من أسماء الرجال والأماكن، ويذكر سِنِيّ الوفاة والولادة، ويضمن التراجم كثيراً من الفوائد الأدبية والعلمية، مما يندر في سواه.*****
http://www.alshirazi.com/compilations/history/men_tamaddon/part3/3.htm
*******
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com
*******
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com
تعليق