الشــــــرف المـــــروم
*****
إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومِ//
فَلاَ تَقْنَعْ بِمَا دونَ النُّجِومِ
فَطَعْمُ المَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقِير//
كَطَعْمِ المَوْتِ فِي أمْرٍ عَظِيْمِ
سَتَبْكِي شَجوَهَا فَرَسِي وَمُهْري//
صَفَائِحُ دَمْعُهَا مَاءُ الجُسُوْمِ
قُرِينَ النَّارَ ثمَّ نَشَأْنَ فِيْهَا//
كَمَا نَشَأ العَذَارَى فِي النَّعِيْمِ
وَفَارَقْنَ الصّيَاقِلَ مُخْلِصَاتٍ//
وأيْدِيْهَا كَثِيْرَاتُ الكُلُوْمِ
يَرَى الجُبَنَاءُ أَنَّ العَجْزَ عَقْلٌ//
وَتِلْكَ خَدِيْعَةُ الطَّبْعِ اللَّئِيْمِ
وَكُلّ شَجَاعَةٍ في المَرْءِتُغْنِي//
وَلاَ مِثْلَ الشَّجَاعَةِ فِي الحَكَيْمِ
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحاً//
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيْمِ
وَلَكِنْ تأْخُذُ الآذانُ مِنْهُ//
عَلَى قَدَرِ القَرَائِحِ وَالعُلُوْمِ
(أبو الطيب المتنبي)
*******
د. أبو شامة المغربي
تعليق