دورية الشرف 2
كان الرجال يعرفون أنها رحلة ذات اتجاه واحد
مصر سيناء الجنة
وتسارعوا إليها وتمت محاولة لأبرارهم باللنشات مساء يوم 6 أكتوبر 1973 ولكن تصدت لهم الطائرات والزوارق الإسرائيلية وكانت معركة استغرقت الليل بطوله وخرج الرجال من الماء صباح يوم 7 أكتوبر ورفضوا الراحة وصمموا على العبور
وهكذا أقلعت الطائرات الهليكوبتر من منطقة الزعفرانة بالبحر الأحمر إلى منطقة راس ملعب بجنوب سيناء مساء يوم 7 أكتوبر تحمل 18 مقاتل من رجال الصاعقة المصريين ولاد الناس الغلابة العاديين الطيبين بقيادة ضابط برتبة ملازم اسمه/ السيد محمد جمال الدين ضابط مصري صغير لم يمضى على تخرجه من الكلية الحربية سوى عدة اشهر ابيض ووسيم وحياء العذارى فى وجهه مستكين لكن قلبه زى الحديد وعنيد اسكندرانى شهم وجدع وشديد
وكانت أول معركة لهم فى مساء نفس اليوم 7اكتوبر حيث تم عمل كمين على طريق الشط الطور
وبعد منتصف الليل حضرت 2 عربة مدرعة و2 عربة جيب اسرائيلى وتم تدمير 2 عربة المدرعة وتدمير عربة جيب وفرت الأخرى
وكان ظهور الصاعقة المصريين فى جنوب سيناء مفاجأة كبرى أربكت العدو الاسرائيلى كم عددهم ؟؟
وما هدفهم ؟؟
وأين يذهبون ؟؟ ومن أين يحصلون على الإمدادات ( الطعام والماء والذخيرة )
وجاء الطيران الاسرائيلى وقام بقصف المنطقة
ولكن الرجال كانوا قد غادروها سيرا على الأقدام لمسافة 40 أربعين كيلو حيث وصلوا (وادى أبو جعدة)واستقبلتهم قبيلة( العليقات)العربية وقدمت لهم وجبة من المكرونة كانت هى الوجبة الوحيدة التى تناولوها طوال الدورية وفى مساء اليوم نفسه 8 أكتوبر نفذت الدورية كمين آخر ودمرت عربة جيب وعربة نصف جنزير اسرائيلى ولم تحدث اى خسائر للرجال وانتهت مهمتهم وقرر قائدهم العملاق (الملازم/السيد جمال الدين ) ضرورة العودة لصفوف القوات المصرية لتنفيذ اى مهام أخرى تطلب منهم وبدأت الرحلة سيرا على الأقدام للوصول إلى القوات المصرية التى كانت تقاتل فى شمال سيناء
وكالعادة بدأ الطيران الاسرائيلى يبحث عن الرجال ويطاردهم للقضاء عليهم بعد أن أثار ظهورهم القلق فى تل أبيب عن نوايا مصر وها تنوى اقتحام جنوب سيناء للسيطرة على منابع البترول
واستمرت المطاردة لمدة ثمانية أيام حيث هاجمتهم الطائرات العمودية واستشهد ثلاثة أفراد وأصيب خمسة طلبوا من قائدهم أن يتركهم حتى لا يعيقوا سير الدورية وكانت لكل منهم قصة أسطورية بعد ذلك وتمكن احدهم من القضاء على فصيلة مظلات اسرائيلى وحده وأسمته الصحافة العالمية أسد سيناء بعد أن أذاع قصته ضابط اسرائيلى أثناء حفل دبلوماسي فى ألمانيا الغربية سنة 1998
وتحركت الدورية حتى وصلت جبل سومار واشتبكت مع وحدة إسرائيلية ودمرت دبابتين وطائرة هليكوبتر بمقذوف مضاد للدبابات أثناء وجودها على الأرض
ثم تحركت الدورية ووصلت جبل الراحة بسانت كاترين وطاردهم الطيران الاسرائيلى وقام بحصرهم فى مدخل مضيق سدر وقامت الطائرات القاذفة الإسرائيلية بقذفهم بالقنابل الألف رطل وأصيب عدد من الأفراد من بينهم قائد الدورية أصيب بشظية فى قدمه ولكنهم استمروا فى التحرك فى اتجاه القوات المصرية رغم إصابة جهاز اللاسلكي وانقطاع اتصالهم بالقيادة ولكنهم كانوا يتابعون أخبار الحرب من راديو صغير يحمله قائد الدورية ويوم 28 أكتوبر عرفوا انه هناك وقف للقتال ولكنهم استمروا فى التحرك وسرى وقف القتال على الجبة المصرية كلها عدا ثلاثة وحدات
دورية الشرف التى نرافقها
وعمالقة مضيق سدر الجبلي
ورجال الأسطورة فى كبريت رجال إبراهيم عبد التواب آخر الشهداء
واستمرت مطاردة الطيران للرجال ورغم ذلك وصلوا إلى القوات المصرية فى عيون موسى يوم 8نوفمبر 1973 وتمكن فردين من عبور السلك والالتحاق بالقوات المصرية وقامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة الآخرين بالدبابات وقذفهم بالطائرات وتم أسرهم صباح 9نوفمبر بعد أن فقدوا الوعى نتيجة الإرهاق وانعدام الطعام والماء
ثلاثون يوما يتحركون ويقاتلون وكل طعامهم أعشاب الصحراء وتأسفوا كثيرا لان البرد أخفى كل الزواحف والثعابين التى كان يمكن أن تكون وجبة شهية يتناولونها
ثلاثون يوما بدون ماء وكل ما كانوا يحصلون عليه مجرد قطرات الندى المتكثفة ليلا على جدران الخوذات الحديدية وكانوا يلحسونها فجرا قبل أن تبخرها أشعة الشمس
وقد فقدوا جميعا القدرة على الكلام اعتبارا من أول نوفمبر بعد أن التصقت ألسنتهم بأفواههم من شدة الجوع والعطش
ثلاثون يوما تطاردهم الطائرات والدبابات التى تحاول أبادتهم أو إجبارهم على الاستسلام
ثلاثون يوما يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويتحركون ويقاتلون وينشرون الفزع والرعب فى قلوب الأعداء ويربكون قيادتهم ويتمنون الاستشهاد
انتهت مهمتهم ونجحوا فيها وكانوا حريصين على العودة إلى قيادتهم لتنفيذ اى مهام جديدة يكلفوا بها
وتم إعادة كل أفراد الدورية إلى مصر يوم 11 نوفمبر طبقا لاتفاقية وقف القتال وتبادل الأسرى
وارتبكت القيادة الإسرائيلية بعد أسرهم
كيف استطاع هؤلاء المصريون أن يتحركوا كل هذه المسافة بدون اى إمداد ؟؟؟
وكيف استطاعت هذه القوة الصغيرة من الأفراد أن تثير كل هذا الارتباك والفزع والرعب؟؟
إن مقاتلهم السوبر مان الاسرائيلى نفسه لا يستطيع أن يفعل ذلك
ولكن هؤلاء المصريين فعلوها
ولم يعرف الرجال وقتها أنهم أربكوا القيادة الإسرائيلية على أعلى مستوياتها وان تحركهم طوال هذه الأيام الطويلة قد أثار الفزع فى تل أبيب التى لم تكن تدرك حجم قوتهم ولا الهدف من تواجدهم مما دفعها لاتخاذ قرارات كان لها تأثيرها على مجرى الحرب كلها
وهذا حديثنا القادم إن شاء الله
جمال النجار
كان الرجال يعرفون أنها رحلة ذات اتجاه واحد
مصر سيناء الجنة
وتسارعوا إليها وتمت محاولة لأبرارهم باللنشات مساء يوم 6 أكتوبر 1973 ولكن تصدت لهم الطائرات والزوارق الإسرائيلية وكانت معركة استغرقت الليل بطوله وخرج الرجال من الماء صباح يوم 7 أكتوبر ورفضوا الراحة وصمموا على العبور
وهكذا أقلعت الطائرات الهليكوبتر من منطقة الزعفرانة بالبحر الأحمر إلى منطقة راس ملعب بجنوب سيناء مساء يوم 7 أكتوبر تحمل 18 مقاتل من رجال الصاعقة المصريين ولاد الناس الغلابة العاديين الطيبين بقيادة ضابط برتبة ملازم اسمه/ السيد محمد جمال الدين ضابط مصري صغير لم يمضى على تخرجه من الكلية الحربية سوى عدة اشهر ابيض ووسيم وحياء العذارى فى وجهه مستكين لكن قلبه زى الحديد وعنيد اسكندرانى شهم وجدع وشديد
وكانت أول معركة لهم فى مساء نفس اليوم 7اكتوبر حيث تم عمل كمين على طريق الشط الطور
وبعد منتصف الليل حضرت 2 عربة مدرعة و2 عربة جيب اسرائيلى وتم تدمير 2 عربة المدرعة وتدمير عربة جيب وفرت الأخرى
وكان ظهور الصاعقة المصريين فى جنوب سيناء مفاجأة كبرى أربكت العدو الاسرائيلى كم عددهم ؟؟
وما هدفهم ؟؟
وأين يذهبون ؟؟ ومن أين يحصلون على الإمدادات ( الطعام والماء والذخيرة )
وجاء الطيران الاسرائيلى وقام بقصف المنطقة
ولكن الرجال كانوا قد غادروها سيرا على الأقدام لمسافة 40 أربعين كيلو حيث وصلوا (وادى أبو جعدة)واستقبلتهم قبيلة( العليقات)العربية وقدمت لهم وجبة من المكرونة كانت هى الوجبة الوحيدة التى تناولوها طوال الدورية وفى مساء اليوم نفسه 8 أكتوبر نفذت الدورية كمين آخر ودمرت عربة جيب وعربة نصف جنزير اسرائيلى ولم تحدث اى خسائر للرجال وانتهت مهمتهم وقرر قائدهم العملاق (الملازم/السيد جمال الدين ) ضرورة العودة لصفوف القوات المصرية لتنفيذ اى مهام أخرى تطلب منهم وبدأت الرحلة سيرا على الأقدام للوصول إلى القوات المصرية التى كانت تقاتل فى شمال سيناء
وكالعادة بدأ الطيران الاسرائيلى يبحث عن الرجال ويطاردهم للقضاء عليهم بعد أن أثار ظهورهم القلق فى تل أبيب عن نوايا مصر وها تنوى اقتحام جنوب سيناء للسيطرة على منابع البترول
واستمرت المطاردة لمدة ثمانية أيام حيث هاجمتهم الطائرات العمودية واستشهد ثلاثة أفراد وأصيب خمسة طلبوا من قائدهم أن يتركهم حتى لا يعيقوا سير الدورية وكانت لكل منهم قصة أسطورية بعد ذلك وتمكن احدهم من القضاء على فصيلة مظلات اسرائيلى وحده وأسمته الصحافة العالمية أسد سيناء بعد أن أذاع قصته ضابط اسرائيلى أثناء حفل دبلوماسي فى ألمانيا الغربية سنة 1998
وتحركت الدورية حتى وصلت جبل سومار واشتبكت مع وحدة إسرائيلية ودمرت دبابتين وطائرة هليكوبتر بمقذوف مضاد للدبابات أثناء وجودها على الأرض
ثم تحركت الدورية ووصلت جبل الراحة بسانت كاترين وطاردهم الطيران الاسرائيلى وقام بحصرهم فى مدخل مضيق سدر وقامت الطائرات القاذفة الإسرائيلية بقذفهم بالقنابل الألف رطل وأصيب عدد من الأفراد من بينهم قائد الدورية أصيب بشظية فى قدمه ولكنهم استمروا فى التحرك فى اتجاه القوات المصرية رغم إصابة جهاز اللاسلكي وانقطاع اتصالهم بالقيادة ولكنهم كانوا يتابعون أخبار الحرب من راديو صغير يحمله قائد الدورية ويوم 28 أكتوبر عرفوا انه هناك وقف للقتال ولكنهم استمروا فى التحرك وسرى وقف القتال على الجبة المصرية كلها عدا ثلاثة وحدات
دورية الشرف التى نرافقها
وعمالقة مضيق سدر الجبلي
ورجال الأسطورة فى كبريت رجال إبراهيم عبد التواب آخر الشهداء
واستمرت مطاردة الطيران للرجال ورغم ذلك وصلوا إلى القوات المصرية فى عيون موسى يوم 8نوفمبر 1973 وتمكن فردين من عبور السلك والالتحاق بالقوات المصرية وقامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة الآخرين بالدبابات وقذفهم بالطائرات وتم أسرهم صباح 9نوفمبر بعد أن فقدوا الوعى نتيجة الإرهاق وانعدام الطعام والماء
ثلاثون يوما يتحركون ويقاتلون وكل طعامهم أعشاب الصحراء وتأسفوا كثيرا لان البرد أخفى كل الزواحف والثعابين التى كان يمكن أن تكون وجبة شهية يتناولونها
ثلاثون يوما بدون ماء وكل ما كانوا يحصلون عليه مجرد قطرات الندى المتكثفة ليلا على جدران الخوذات الحديدية وكانوا يلحسونها فجرا قبل أن تبخرها أشعة الشمس
وقد فقدوا جميعا القدرة على الكلام اعتبارا من أول نوفمبر بعد أن التصقت ألسنتهم بأفواههم من شدة الجوع والعطش
ثلاثون يوما تطاردهم الطائرات والدبابات التى تحاول أبادتهم أو إجبارهم على الاستسلام
ثلاثون يوما يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويتحركون ويقاتلون وينشرون الفزع والرعب فى قلوب الأعداء ويربكون قيادتهم ويتمنون الاستشهاد
انتهت مهمتهم ونجحوا فيها وكانوا حريصين على العودة إلى قيادتهم لتنفيذ اى مهام جديدة يكلفوا بها
وتم إعادة كل أفراد الدورية إلى مصر يوم 11 نوفمبر طبقا لاتفاقية وقف القتال وتبادل الأسرى
وارتبكت القيادة الإسرائيلية بعد أسرهم
كيف استطاع هؤلاء المصريون أن يتحركوا كل هذه المسافة بدون اى إمداد ؟؟؟
وكيف استطاعت هذه القوة الصغيرة من الأفراد أن تثير كل هذا الارتباك والفزع والرعب؟؟
إن مقاتلهم السوبر مان الاسرائيلى نفسه لا يستطيع أن يفعل ذلك
ولكن هؤلاء المصريين فعلوها
ولم يعرف الرجال وقتها أنهم أربكوا القيادة الإسرائيلية على أعلى مستوياتها وان تحركهم طوال هذه الأيام الطويلة قد أثار الفزع فى تل أبيب التى لم تكن تدرك حجم قوتهم ولا الهدف من تواجدهم مما دفعها لاتخاذ قرارات كان لها تأثيرها على مجرى الحرب كلها
وهذا حديثنا القادم إن شاء الله
جمال النجار
تعليق