الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

    تعليق

    • أبو شامة المغربي
      السندباد
      • Feb 2006
      • 16639


      رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

      تعليق

      • أبو شامة المغربي
        السندباد
        • Feb 2006
        • 16639


        رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

        تعليق

        • أبو شامة المغربي
          السندباد
          • Feb 2006
          • 16639


          رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

          تعليق

          • أبو شامة المغربي
            السندباد
            • Feb 2006
            • 16639


            رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة


              *
              جماليات الكتابة في "حيوات متجاورة" لمحمد برادة
              هروبا من مأزق السيرة الذاتية يلجأ الكاتب إلى التخييل الذاتي
              هشام بن الشاوي
              للقراءة على الرابط التالي:
              المقالة

              تعليق

              • أبو شامة المغربي
                السندباد
                • Feb 2006
                • 16639


                رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

                الدكتور
                غسان عبد الخالق
                يحاضر في المركز الثقافي الملكي حول
                السيرة الذاتية العربية

                عمان - المركز الثقافي الملكي
                أيمن يوسف الرمحي*
                ضمن برنامج حوارات الذي ينظمه المركز الثقافي الملكي عقدت يوم الأربعاء الماضي ندوة بعنوان: "القناع والمرآة في السيرة الذاتية العربية" للناقد الدكتور غسان عبد الخالق أستاذ النقد في كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا، متحدثا عن كتابة السيرة الذاتية باعتبارها أحد أنماط وأجناس الكتابة في عالم الثقافة العربية ونص أدبي رفيع مارسه العديد من إعلام الأدب العربي قديما وحديثا.
                واعتبر عبد الخالق أن كتابة السيرة الذاتية تأتي ضمن ثقافة يتوتر فيها قوس العلاقة بين الذات والموضوع حتى يصل حد التناقض التام ... وضمن ثقافة تحوَّل سيرة الذات إلى سيرة للآخر ... وضمن ثقافة تغدو السيرة الذاتية فيها انتزاعاً لحق الذات في الاحتفاء بذاتها قبالة إملاءَات الاحتفاء بالواقع ... مضيفا بان ثنائية" المرآة والقناع" ستبدو أكثر مكراً مقارنة بالثقافات الأخرى، كما أن المبادرة للبدء من (سيرة ذاتية) متعينة في الزمان والمكان هي الإجراء المعرفي الأكثر سداداً.
                وطرح مدير الندوة م. محمد رفيع مجموعة من الأسئلة كمقدمة للحوار والنقاش، حيث تساءل رفيع عن معنى الانكباب على كتابة السيرة الذاتية؟ وهل تمثل تلك السيرة "طلقة" بائسة أم واعدة في معارف العرب وآدابهم؟ وأين القناع فيها، وفي أية مرآة يمكن هتك ذلك القناع؟ كما تساءل ... هل يمكن اعتبار كتابة السير الذاتية جنسا أدبيا قائما بذاته؟ وهل الفراغ أو الخطر المهدد للماضي والحاضر والشعور بخطر الانقطاع يبرر لأحد في "مسألة التذكير" إعادة كتابة "الأمس".

                إضافة إلى ذلك فقد استعرض د. غسان عبد الخالق بعض نماذج من كتابات السيرة الذاتية قديما وحديثا مثل طوق الحمامة لابن حزم وحي بن يقظان لابن طفيل والتعريف لابن خلدون والأيام لطه حسين وحياة لأحمد أمين وخمسون عاما ونيف للدكتور جمال الشاعر الذي قدم لها محمود الكايد وأيام الجمر والرماد للدكتور هشام شرابي ، حيث توقف مطولا أمام خمسون عاما والجمر والرماد.
                وختم حديثه بنصوص لعدد من الكتاب ... فمن طوق الحمامة لابن حزم 418هـ (فاغتفر لي الكناية عن الأسماء، فهي إما عورة لا نستجير كشفها، وإما نحافظ في ذلك صديقاً ودوداً ورجلا جليلاً، وبحسبي أن أسمي من لا ضرر في تسميته ولا يلحقنا والمسمى عيب في ذكره، إما لاشتهار لا يغني عنه الطي وترك التبيين، وإما لرضى من المخبر عنه بظهور خبره وقلة إنكار منه)...

                ومن الجمر والرماد: ذكريات مثقف عربي لهشام شرابي: 1978م ( لم يكن باستطاعتي في تلك المرحلة من حياتي اختراق الأقنعة التي يتستر خلفها الآخرون. لم أكن استطيع التمييز بين الكاذب والصادق، بين المخلص والمخادع، بقيت زمناً طويلاً لا أعرف أحداً على حقيقته، عرفت الآخرين فقط كما بدوا لي من خلال أقنعتهم وسذاجتي) ... إلى خارج المكان لادوارد سعيد، 2000م (عندما أقدمت على تأليف هذا الكتاب أدركت أنني مقدم على عمل متناقض جذريا هو إعادة بناء عالم في مصطلحات عالم آخر، لقد اختبرت دوما ذلك الشعور بالغربة المزدوجة؛ فلا أنا تمكنت كليا من السيطرة على حياتي العربية في اللغة الانجليزية، ولا أنا حققت كليا في العربية ما قد توصلت إلى تحقيقه في الانجليزية).
                هذا وشارك في الحوار عدد من المهتمين بالشأن الثقافي منهم الدكتور زهير توفيق، جورج عيسي، نهى بطشون، جبريل الشيخ، م. سلطان أحمد، وأيمن الرمحي حيث تناولت مداخلاتهم اثر كتابة السيرة الذاتية على الأدب العربي وصنوف الكتابة في هذا المجال ومفهوم النزعة الذاتية الإنسانية وإشكالية السيرة الذاتية، وتم التوقف بشكل خاص أمام كتابة السيرة النبوية الشريفة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والتي لم يكتبا صاحبها بل كتبها آخرون فنهاك أكثر من (15) ألف سيرة نبوية كتبت على يد أهل السنة وأكثر من (3) ألاف سيرة كتبت على يد أهل الشيعة، والسيرة النبوية تختلف عن باقي السير من حيث الشكل والمضمون ورسالتها.
                *المستشار الثقافي والفني
                المصدر

                تعليق

                • أبو شامة المغربي
                  السندباد
                  • Feb 2006
                  • 16639


                  رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة


                  *
                  غسان إسماعيل عبد الخالق
                  في حوار حول
                  حنين مؤجل
                  سيرة إحسان عباس تكشف قسوته على نفسه
                  حاوره
                  جعفر العقيلي
                  عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، وبدعم من وزارة الثقافة، صدر مؤخراً كتاب "حنين مؤجل" للباحث والناقد الدكتور غسان إسماعيل عبد الخالق، في 120 صفحة من القطع المتوسط.
                  يتناول الكتاب تجربة الراحل د.إحسان عباس، عبر دراسة وست مقالات وأربعة حوارات، وموضوعات وملحقات أخرى، من بينها الصورة الفوتوغرافية، والوثيقة والرسالة التي دوّنها عبّاس بخطّه.
                  تالياً حوار مع عبد الخالق حول الكتاب وفصوله:

                  * ما الذي دفعك إلى فكرة هذا الكتاب، خصوصاً أن الراحل إحسان عباس أصدر سيرته الذاتية في كتابه المشهور غربة الراحل أبان حياته؟
                  - قام أستاذنا الراحل الدكتور إحسان عباس، وتحت ضغط من بعض الأصدقاء، بكتابة سيرته الذاتية، وهو ليس في أحسن حالاته الصحية والنفسية، فقد كان يرزحُ تحت ضغط آلام الشيخوخة، فيشعر بحزن شديد، لأنه لم يعد قادراً على القراءة بالاعتماد على نفسه، فجاءت سيرته الذاتية مختزلة جداً، وغير معبّرة عن ضخامة التجارب الثقافية والشخصية التي خاضها.
                  لقد كتب سيرته على عجل، وبنزق شديد، وأظن أنه لو كان كتبها قبل ذلك بعشر سنوات، لجاءت أكثر زخماً وأكثر حيوية، وهو ما يجعلني أؤكد أن السيرة الذاتية ينبغي أن تُكتب في ذروة عطاء الكاتب وتألقه، وليس بعد أن يتقاعد قسراً من الحياة.
                  ولعل أبرز ما حفزني إلى إصدار حنين مؤجل، هو الإسهام - ولو بنزر يسير- في تسليط الأضواء على جوانب من حياة وشخصية إحسان عباس التي لم تتسع لها سيرته الذاتية، فقد كان في سيرته من أكثر الناس قسوة على نفسه، ومن أكثر الناس زهداً في نسبة أي فضل أو أي مجد لذاته.

                  *كيف تشكّل لديك الانطباع القائل بزهد عبّاس وقسوته على نفسه في سيرته؟
                  - لقد أخذ إحسان عباس نفسه بما كان وضعه من شروط قاسية في كتابه المشهور فن السيرة الذي ألّفه قبل عقود، فقد كتب سيرته الذاتية غربة الراعي وهو يحاذر محاذرة شديدة من أن يستعرض أو يتنرجس، وعلى امتداد صفحات سيرته الذاتية لم يسمح لنفسه إلا بالقيام بتصفية حساب واحدة مع أحد زملائه الأساتذة الذين أمعنوا في الإساءة إليه، وسوى ذلك فقد قدم نفسه بتواضع شديد جداً، لا يعكس المنزلة العلمية التي يستحقها، أو الجهود الثقافية الجبارة التي قام بها.

                  *اخترتَ لكتابكَ عنوان حنين مؤجل، فما الذي رمتَ إليه من هذا العنوان، بمفردتيه: الحنين، وتأجيل الحنين؟
                  - حنين مؤجل عنوانُ مقالة كتبتها عن الرسالتين اللتين تم تبادلهما بين الدكتور إحسان عباس وإميل حبيبي عبر صحيفة الحياة اللندنية، وفي ضوء الحوار الذي أجريته مع الدكتور إحسان عباس بطلب من إميل، علماً أن هاتين الرسالتين تأخّرتا ستين عاماً.
                  إحسان وإميل، منذ أن اغتُصبت فلسطين سنة 1948، وهما يمنّيان النفس بأن يلتقيا في مؤتمر أو ندوة ثقافية خارج فلسطين، وفي كل مرة كانت هذه الأمنية تتبدد لسبب أو لآخر، كما أن كلاًّ منهما كتب للآخر رسائل ولم يرسلها، علماً أن عباس شخصية رئيسية في كل روايات إميل.
                  وقد جاء الحوار الذي أجريته مع عباس (سبع سنوات في حيفا) ليحرّك سواكن إميل، ويدفعه إلى كتابة افتتاحية مجلة مشارف في ضوء ذلك الحوار، والتي نُشرت في صحيفة الحياة، فردَّ عليها عباس في رسالة، وقد بدت لي تلك الدراما الثقافية الكبيرة حنيناً فاضحاً مؤجلاً.
                  * استهللتَ الكتاب بمفتَتح اقتبستَ فيه نصّاً للجنيد يقول فيه: مكابدة العزلة أيسر من مداراة الأخلاّء .. ما الرسالة التي يحملها هذا المفتَتح؟
                  - كان الدكتور إحسان عباس يؤمن إيماناً راسخاً بأن الإبداع الثقافي فعلٌ فردي خالص، وكان يؤمن بأن كثيراً من طاقات المثقف يمكن أن تضيع عبر العلاقات العامة، وعبر المجاملات الثقافية، لذلك فقد جُوبه بسوء فهم كبير حينما كان منكبّاً على مشروعه الثقافي الفردي، ولكن الجبّار، حيث اتهمه مثقفون مؤدلجون أو شعاريون، بأنه مثقف بورجوازي، وأنه مثقف غير ملتزم بقضايا المجتمع.
                  ودار الزمن دورته، وتبين أن ما أنجزه الدكتور إحسان عباس يتجاوز في أهميته ما أنجزته مؤسسات بأكملها، وقد تبين أن الوقت الذي كان يحب أن يقضيه وحيداً مع كتبه ومع مشروعه الثقافي لم يذهب هباءً.
                  فعندما تمخضت عن هذه العزلة وهذه الوحدة عشراتُ المجلدات، إذا بأصدقائه ومريديه بالعشرات بل بالمئات، فقد كان يربأ بأن يقضي الوقت كيفما اتّفق، وكنت تشعر أنه في سباق مع الزمن، ولم يكن يعبأ بكل ما يمكن أن يقال عن عزلته وتوحّده مع مشروعه الثقافي.

                  * أيُّ أثرٍ تركه فيك الراحل إحسان عباس، وقد كنتَ تلميذه المقرّب منه وإليه، على الصعيدَين المعرفي والشخصي؟
                  - على الصعيد الثقافي المعرفي، تعلمتُ من الدكتور إحسان عباس أن لا يصغّر الباحثُ أكتافَهُ، وأن يكون معتدّاً بنفسه ما دام قد حفظَ درسه جيداً، فهو شديد الضيق بأولئك المتصاغرين في الكتابة والبحث، والذين يدبّجون أبحاثهم وكتبهم كما لو كانوا يكتبون استدعاءً لناظر المدرسة، وهو لا يجامل أبداً في الثقافة أو المعرفة، إلى درجة أنه يصبح شخصاً آخر حينما يجلس خلف منصة المناقشة، أو خلف منصة المحاضرة. إنه يتحول إلى عقل بارد بحت، بصرف النظر عن مدى العلاقة الشخصية التي تربطه بالموضوع، أو بالأشخاص مدار البحث، حتى إن كثيراً من الطلبة كانوا يتحاشون دعوته للمشاركة في مناقشة رسائل الدكتوراه.
                  أما على الصعيد الإنساني فهو بالغ الكرم، رقيق القلب، وغزير الدمعة أمام أصدقائه الخلّص، وقد حدّثني أحد كبار المثقفين العرب حينما تعرض لضائقة مالية شديدة، كيف أن الدكتور إحسان أرسل في طلبه، واستقبله استقبالاً طيباً، ثم دفع له بمبلغ ثلاثة آلاف دينار، هي كل ما يملك، راجياً إياه أن يقبلها، وقد دفعها له وهو يبكي، وإجمالاً، فهو من أوفى الناس لأصدقائه.

                  * كتابك حنين مؤجل يضيء على مجمل إنجاز الدكتور إحسان عباس، ولكن عبر مزيجٍ من المقالة والدراسة والحوار، إلى أيّ مدى ترى أنك وُفّقتَ في تقديم الدكتور إحسان عباس بما يليق به، وبما تستحقّه تجربته؟
                  - هذا النمط من الكتب ما يزال يحتاج إلى بعض الوقت ليتمّ تقبله ثقافياً، فالذائقة الثقافية العربية ما تزال منمّطة، بمعنى أنها أسيرة التصنيف الحاد. القارئ يريد أن يقرأ رواية خالصة، أو ديوانَ شعر خالصاً، أو كتاباً نقدياً خالصاً، لكنه غير مدرّب حتى الآن على قراءة هذا النمط من الكتب التي هي مزيج من الريبورتاج الصحفي، والسيرة الغيرية، والدراسة الانطباعية.
                  على سبيل المثال، من الكتب التي ما تزال تحضر في ذهني بقوة، كتاب رائحة الجوافة الذي قدم ماركيز إلى المثقف العربي أكثر من كل الروايات التي كتبها.
                  في تقديري أن كتابي هذا الذي تعمدت أن يصدر على هذا النحو؛ مزيجاً من المعاينات المختلفة، يقدم الدكتور إحسان عباس من زوايا نظر مختلفة عمّا قُدّم به في كتب سابقة، ولكنها ليست بالزوايا المتعارضة أو المتناقضة. لقد طمحت إلى إغناء منظورنا للدكتور إحسان عباس، وإلى التركيز على البعد الإنساني في شخصيته، وهو بُعْدٌ توارى كثيراً خلف إنجازاته الفكرية وخلف رصانة ما كتبه الآخرون عنه.

                  *استعنتَ في هذا الكتاب بالصورة الفوتوغرافية، وبالنص الذي خطّه الدكتور إحسان بيده .. ماذا عن هذا الجانب؟
                  - هذا الكتاب في أحد وجوهه، شكل من أشكال إعادة الاعتبار لفن الترجمة، ترجمة الآخر. وحينما أتحدث عن ترجمة د.إحسان عباس الذي أعتز أنني كنت أحد تلاميذه، وأجرؤ على القول إنني كنت أحد أصدقائه أيضاً، فإن ما لا يمكن أن أفرط فيه، توثيق اللحظات السعيدة التي جمعتنا في صورة، فضلاً عن أنني أعدّ النصوص التي كتبها د.إحسان بخط يده، وثائق أدبية تاريخية لا يجوز التفريط فيها، وهي نماذج أقدمها للباحثين والأجيال المقبلة، وهذا ملحظ حرص عليه أعلام التراث، شيوخاً وتلاميذ. فعلى سبيل المثال أفاض ابن خلدون في التنويه بشيخه الآبلي ، مورداً البرنامج الذي تلقى وفقه العلم، ولو كانت الكاميرا موجودة في ذلك الزمان، لما تردد ابن خلدون في أن يلتقط صورةً مع الآبلي ويوثقها.
                  الأهم من هذا كله أن جانباً رئيساً من جوانب العمل الذي قمت به في هذا الكتاب، وفي غيره من الكتب التي صدرت لي، صحفيٌّ بحت، وأنا أدرك بهذه المثابة، أهمية الصورة من النواحي المعرفية والاتصالية والتاريخية.

                  *كما هي الحال في كتابك جهة خامسة، فإن في حنين مؤجل جانباً شخصياً. ماذا عن حضور الأنا في ثنايا تدوين سيرة الآخر؟
                  - في كتابي "جهة خامسة"، حديثٌ عن رحلتي إلى القاهرة، وكيف التقيت بالراحل نجيب محفوظ، وكنتُ خصصتُ فصلاً في الكتاب قبل ذلك تناولت فيه رحلة ابن جبير. "جهة خامسة"، من هذا الجانب، دراما أنثربولوجيا ثقافية، وهو كتاب يدرس تجربة محفوظ من منظور أنثربولوجي ثقافي.
                  كل كتبي أبنيها بشكل درامي، حتى لو كانت متخصصة بالفلسفة، أو في النقد، فهي تسرد قصة، وقد أفدت من تجربتي القصصية، ومن عملي بالصحافة، في إنجازها، حتى إنه يمكن تحويل كتاب حنين مؤجل مثلاص، إلى فيلم وثائقي بيسر وسهولة، وقد اشتغلت فيه ككاتب قصة وسارد وصحفي يدرك أهمية الكاميرا، وكباحث وناقد معاً. وأدرك حجم الشعور الهائل بالأسف لكل من عرف د.إحسان ولم يوثق هذه المعرفة عبر الكاميرا.

                  *هل ترك الراحل د.إحسان عباس، مخطوطات لم ترَ النور بعد؟
                  - لا أعتقد أن إحسان قد رحل عن هذه الدنيا وترك شيئاً كان يرغب في أن يُنشر ولم يُنشر.
                  قصارى ما أعرفه أن مقطوعاته الشعرية الرعوية قد جُمعت في كتاب على غير رضا منه. فقد أخبرني أنه أضرب عن قول الشعر بعد أن اغتُصبت فلسطين 1948، حيث شعر بعبثية الشعر في ذلك الوقت، بل شعر بانعدام العدالة في هذا العالم.
                  وحتى يتخلص من حمى الشعر، واظب على المسير في القاهرة ساعاتٍ طويلة في كل مرة كانت تحدثه نفسه فيها كي يقول الشعر، وما زال يفعل ذلك حتى أمات الشعرَ في نفسه، كما أخبرني هو شخصياً، وهو شاعر رومانتيكي مخلص لرومانتيكيته، التي قد تبدو الآن على درجة كبيرة من السذاجة.
                  * ألا ترى معي أن المطلوب هو خطوة تقديرية للراحل ومنجزاته، وربما كان من الأجدى أن تتخذ هذه الخطوة صبغةً مؤسسية؟
                  - الدكتور إحسان عباس من الباحثين والمثقفين العرب القلائل الذين يستحقون أن تخصَّص لهم كراسي دراسات خاصة بأسمائهم في الجامعات العربية، وأن تُستحدث منح على مستوى الماجستير والدكتوراه لتخليد ذكراهم.
                  ونظراً لضخامة الجهود التي قام بها، فقد يكون من الضروري الآن التفكير بإعادة طبع كل الجهود التي بذلها عباس، وإصدارها في مجلدات عن جهةٍ واحدة.

                  المصدر

                  تعليق

                  • أبو شامة المغربي
                    السندباد
                    • Feb 2006
                    • 16639


                    رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة


                    *
                    "أنَا"
                    لتنزيل سيرة عباس محمود العقاد الذاتية على الرابط التالي:
                    السيرة الذاتية

                    تعليق

                    • أبو شامة المغربي
                      السندباد
                      • Feb 2006
                      • 16639


                      رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة


                      *
                      "قِصَّةُ حَيَاةٍ"
                      لتنزيل سيرة إبراهيم عبد القادر المازني الذاتية على الرابط التالي:
                      السيرة الذاتية
                      *
                      "إبْرَاهِيمُ الْكَاتِبُ"
                      للتنزيل على الرابط التالي:
                      السيرة الذاتية
                      *
                      "إبْرَاهِيمُ الثَّانِي"
                      للتنزيل على الرابط التالي:
                      السيرة الذاتية

                      تعليق

                      • أبو شامة المغربي
                        السندباد
                        • Feb 2006
                        • 16639


                        رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة


                        *
                        شهد الأدب العربي في العصر الحديث اتساعاً كبيراً في فنونه وأغراضه وتفاعل بشكل ملحوظ مع آداب الأمم الأخرى، وأضحت هذه الفنون جزءاً مهماً من الأدب العربي، ومرد ذلك إتقان الأديب العربي وتجويده لهذه الفنون كالقصة والرواية والسيرة الذاتية التي ذهبت تشكل ملمحاً مهماً في أدبنا العربي.
                        وإذا كان الحديث هنا عن فن "السيرة الذاتية" الذي اتخذه نادي جدة الأدبي محوراً لملتقاه لهذا العام، فذلك يعني أن هناك جمهرة من المشتغلين بالأدب قد مارسوا كتابة هذا الفن وأخرجوا للمكتبة العربية طائفة من المؤلفات في هذا التخصص.
                        ولو عدنا قليلاً إلى تاريخ هذا الفن لوجدنا أن أول من كتب فيه الأديب الفرنسي الشهير جان جاك رسو الذي أرسى قواعد هذا الفن معلناً ريادته له عام 1700م حين صدور الاعترافات وتبعه بعد ذلك زمرة من الأدباء والشعراء في أوروبا حتى إذا نفذت إلى أدبنا العربي وتمثلت في كتاب "الساق على الساق في ما هو الفرياق" للشيخ أحمد فارس الشدياق الذي صدر في باريس عام 1855م، وحمله كثير من سيرته وملاحظات لغوية وسرعان ما ولج من هذا الفن لفيف من أدبائنا، فكتب الأديب المصري عبد الرحمن شكري كتابه "الاعترافات" عام 1916م وطبعه في الاسكندرية، لكن يبقى للدكتور طه حسين ريادة من نوع آخر فهو الأب الروحي لهذا الفن في الأدب العربي الحديث وذلك حينما صدر الجزء الأول من كتابه "الأيام" عام 1926م وتبعه الجزء الثاني الذي صدر عام 1939م، وهي أشهر سيرة ذاتية في الأدب المعاصر.
                        ولعل هذا النجاح الذي حققه "الأيام" دفع كثيراً من الأدباء لتسجيل حياتهم ونقل تجربتهم إلى الآخرين ولا سيما الأجيال القادمة، ولعلي أكون صائباً أن كتابة السير الذاتية تأتي من باب التحدث بنعم الله وفضائله، ونقل تجارب مهمة عاصرها صاحب السيرة إضافة لتسجيل نقل النوعية التي عاشها في مجتمعه.. لذا فقد استهوى هذا الفن من غير الأدباء كثيراً من الوزراء والعسكريين والساسة والأطباء والتجار والمربين.
                        وامتد هذا الفن فكتب الأديب المصري أحمد أمين "حياتي" 1950م، وكتب إبراهيم المازني "قصة حياة" عام 1961م، ثم كتب لطفي السيد "قصة حياتي" عام 1962م، وآخرهم عباس العقاد "أنا" عام 1964م، وكتاب "حياة قلم" عام 1965م، وها هو ذا توفيق الحكيم يكتب "سجن العمر" عام 1967، وتصدر نوال السعداوي كتاب"مذكرات طبيبة" عام 1965م وهي أول امرأة تكتب سيرتها الذاتية.
                        أما المفكر المصري الكبير الدكتور زكي نجيب محمود فقد كتب ثلاث سير ذاتية وهي "قصة نفس" و"قصة عقل" و"حصاد السنين" وسرعان ما انتشر هذا الفن في البلاد العربية فهذا الأديب المهجري ميخائيل نعيمة يصدر سيرته الذاتية في ثلاثة أجزاء حملت عنوان "سبعون"، ويكتب نزار قباني "قصتي مع الشعر"، كما يصدر سهيل إدريس روايته الشهيرة "الحي اللاتيني"، التي هي جزء من حياته.. كما يسجل المفكر المغربي محمد عابد الجاري سيرته في "حفريات في الذاكرة"، ويخرج الباحث والمحقق المعروف إحسان عبد القدوس سيرته "غربة الراعي" إلى جانب كتابه المهم عن فن السيرة الذاتية، كما تكتب الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان سيرتها "رحلة جبلية.. رحلة صعبة"، كما روت الشاعرة نازك الملائكة سيرتها الذاتية للكاتبة حياة شرارة وجاءت بعنوان "سيرة من حياة نازك الملائكة" وكذلك دوَّن الأديب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا سيرته في "البئر الأولى".
                        لكن الأدب العربي في المملكة لم يكن بمعزل عن الأدب العربي في البلاد العربية، بل كان جزءاً منه، ومتفاعلاً مع قياداته متماشياً مع كل ما استجد في الفنون ويؤكد ذلك الأديب أحمد السباعي في كتابه "بوزومل" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1376هـ، ثم غير عنوانه إلى "أيامي"، فتبعه الأديب محمد عمر توفيق بتسجيل سيرته في كتاب حمل عنوان " 46 يوماً في المستشفى" ويكتب الأديب حسن محمد كتبي سيرته في "هذه حياتي" عام 1379هـ، وفي عام 1959م يصدر الشاعر الحلمنتيشي ووزير الصحة السابق حسن نصيف كتابه "مذكرات طالب سابق"، ثم يصدر الناقد عبد العزيز الربيع سيرته الذاتية في كتاب "ذكريات طفل وديع" عام 1397هـ عن نادي المدينة المنورة الأدبي، أما محمد حسين زيدان فقد سجل سيرته في كتاب "ذكريات العهود الثلاثة" وصدر عام 1408هـ، وينشر عزيز ضياء سيرته الذاتية بعنوان "حياتي مع الجوع والحب والحرب" في ثلاثة أجزاء عام 1410ه، ويدون الشاعر حسن قرشي أيامه مع الشعر في كتابه "تجربتي الشعرية" عام 1392هـ، وهو ما شجع، الشاعر غازي القصيبي ليدون تجربته هو الآخر في كتابه "سيرة شعرية" ثم يسجل تجربته العملية والإدارية في كتابه الشهير "حياة في الإدارة".
                        أما التجارب الصحفية فقد وجدت من يسجلها ويحتفي بها: فهذا الكاتب الصحفي حسن قزاز يصدر سيرته في جزءين بعنوان "مشواري مع الكلمة" يشارك هذا التخصص الأديب والصحفي عبد الفتاح أبو مدين في كتابه "وتلك الأيام" بل أخرج سيرته كاملة في كتاب "حكاية الفتى مفتاع" عام 1416هـ، كما أصدر الناقد علي العمير سيرته في كتاب "بداياتي في الصحافة والأدب" عام 1413هـ. ويعقبه الروائي عبد العزيز مشري بكتابة سيرته في كتاب "مكاشفات السيف والوردة"، وكذلك الشاعر الكبير يسجل جزءاً من حياته في كتابه "ترجمة حياة" ويصدر الشاعر عبد الله بلخير كتابه "عبد الله بلخير يتذكر عام 1419هـ
                        ومن السيرة الذاتية التي لها حضورها في السياق منها ما كتبه الأديب عبد الكريم الجهيمان عن سيرته في "مذكرات وذكريات من حياتي"، و"ذكريات باريس" الذي صدر عام 1400هـ، ويصدر كذلك العلامة أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري سيرته "تباريح التباريح" عام 1412هـ، وتممه بكتاب "شيء من التباريح" عام 1415هـ..
                        أما علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر فقد دوَّن سيرته في كتاب "من سوانح الذكريات" عام 1415هـ، كما أخرج الأستاذ منصور الخريجي كتاباً عن سيرته العلمية والعملية وجاء بعنوان "ما لم تقله الوظيفة: صفحات من حياتي" عام 1417هـ، ثم أصدر الوزير الأديب الدكتور عبد العزيز الخويطر سيرته الذاتية في أكثر من جزء وجاء بعنوان "وسم على أديم الزمن"، كما أصدر الكاتب محمد القشعمي سيرته الذاتية في كتاب "بدايات"، أما الأستاذ عبد الرحمن السدحان فقد دوَّن سيرته في "قطرات من سحائب الذكرى"، ولعل هناك كتباً كثيرة دوَّن الأدباء والمثقفون سيرتهم وتجاربهم الذاتية فيها ولم أقف عليها، إلا أننا لا ننسى الدراسات القيمة التي عملت على دراسة هذا الفن ونقده وأبرزت أهميته، ويأتي في مقدمتها ما كتبه الباحث الدكتور عبدالله الحيدري في كتابيه المهمين "السيرة الذاتية في الأدب السعودي" و"إضاءات في أدب السيرة الذاتية"، وكتابا الدكتورة عائشة الحكمي "السيرة الذاتية عند أدباء المملكة في مرحلة الطفرة إلى الوقت الحاضر"، و"تعالق الرواية مع السيرة الذاتية في الإبداع السردي السعودي".
                        أما الكاتب أحمد آل مريع فقد أصدر كتاب "ذكريات علي الطنطاوي: دراسة فنية" وكتابه الآخر "السيرة الذاتية .. الحد والمفهوم"، وأتوقع أن يُثري هذا اللون الأدبي في ظل طفرة كبيرة ممن اشتغلوا عليه سواء ممن كتبوا عن أنفسهم أو من درسوا هذه السيرة وحللوا دوافع كتابتها، هذا أكبر دليل على تفاعل الأدب العربي مع الفنون والتيارات الأجنبية الأخرى.
                        المصدر

                        تعليق

                        • أبو شامة المغربي
                          السندباد
                          • Feb 2006
                          • 16639


                          رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة


                          *
                          محكي الاعتقال
                          بين التخييل والشهادة والاعتراف
                          أول ما تطرحه رواية "غرب المتوسط" للكاتب والإعلامي عبد العزيز جدير الإشكال الأجناسي، المتولد عن صيغة الكتابة، وعن موضوعة الكتاب. فالكتاب من حيث موضوعته يروي سيرة اعتقال شخصية (طالب)، يرويها بالتفصيل الدقيق الممل، كما يقال، وكأن الراوي لا ينوي التأريخ للحدث فحسب بل يحمل هم التبليغ، ونية الكشف عن المستور والغامض والخفي في المعتقلات، وفي أقبية التعذيب وامتهان كرامة الإنسان.
                          أما رواية التفاصيل والاستطرادات والشروح والتعاليق والتضمينات كلها جعلت الصيغة الروائية تزيغ عن ممكنات التخييل الروائي إلى المحكي السير ذاتي، وقد عزز الكاتب هذا الاستنتاج بالحضور القوي لضمير المتكلم "أنا" [بالرغم من تناوب سارد خارجي (هو) مع ضمير المتكلم (أنا) دفة السرد]، وتعزيز المحكي الذاتي بالوقائع والمؤشرات والعناصر الخارج نصية الواقعية أو التي تم الكناية عنها: كالأمكنة والتواريخ، وأسماء العلم، والوقائع التاريخية والسياسية للمغرب الحديث والمعاصر [انتفاضة 1955م ضد المستعمر الفرنسي].
                          لذلك سنعتبر هذا الكتاب رواية سير ذاتية ومركز قوتها يكمن في القدرة على "التخييل الذاتي". أي تعايش المحكي الذاتي والمحكي التخييلي. فمحكي "غرب المتوسط" يتنافى مع التعريف التالي الذي قدمه بول زومبتور للسيرة الذاتية:" إن السيرة الذاتية ينبغي أن تقوم على عنصرين أساسيين هما :" "أنا" وسرد معطى غير تخييلي"..."، لكنه يلتقي معه في السرد الذاتي وضمير المتكلم "أنا"، ويراوغ الكاتب سطوة الذاتية بالتفاصيل الدقيقة، والاستطراد، والتعليق، والتفسير والشرح.
                          أما التخييل الذاتي فيرى فيليب لوجون، بأنه يشتمل على الإبداع الذي يقف بين السيرة الذاتية والإبداع عامة. فقد يستعمل الكاتب كل المقومات التقليدية للمحكي الذاتي مثل الكتابة بضمير المتكلم، وتطابق الكاتب الموضوعي (الواقعي) والسارد (أو الضمير النحوي) والشخصية المحورية (العامل أو الفاعل)، واعتماد الوقائع الحقيقية التاريخية والسياسية، وأسماء الشخصيات العمومية والتاريخية...والتواريخ، وكلها مؤشرات خارج نصية توجه قراءة المتلقي، وتحد من درجة التخييل والتأويل لديه، وترجح كفة الحقيقة واليقين والواقع.
                          تنسج الرواية السير ذاتية ثلاث حبكات متوازية ومتداخلة في آن، وهي:
                          ü محكي سيرة الشخصية الروائية (طالب).
                          ü محكي المدينة (وادي زم، والراكثة).
                          ü محكي سيرة الاعتقال وظلام الجحيم.
                          يتمثل محكي الشخصية الروائية في سرد معطيات خارجية تحدد أبعادها، مثل:
                          ü مسار الدراسة داخل وخارج البلاد (مدينة وادي زم، وأبي الجعد، وبلجيكا).
                          ü مسار نضال العائلة إبان الحماية الفرنسية، مثال رواية حادثة اعتقال الخال (علي) لمواقفه الوطنية.
                          ü مسار العمل والتدريس.
                          ü أفراد الأسرة؛ الأب والأم والإخوة والأخوات.
                          تعزز هذه المساراتُ الخاصةُ المحكي الذاتيَ وتقوي اختيارَهُ، وترجحُ كَفَّةَ السيرة الذاتية على الخطاب الروائي التخييلي. إلا أنها مسارات مهمة جدا في تأطير المحكي الروائي (التخيلي)، وفي إضاءة جوانب من تكوين الشخصية الروائية المحورية (طالب)، وتبرز طبيعة الخلل في الحياة السياسية والاجتماعية في فترة من فترات تطور وبناء المغرب الحديث، كما تقدم هذه المسارات إلى جانب إبراز طبيعة الصراع الفكري، واختلاف التصورات حول ما سيكون عليه المغرب بعد الحماية الفرنسية، وطبيعة التطاحن بين المصالح الوطنية والذاتية، تقدم رؤية انتقادية وفق المسألة الإنسانية والحقوقية. هنا مركز قوة كتابات الاعتقال السياسي والفكري، ليس في المغرب بل في جل البلاد التي مرت بمثل هذه الاختيارات والاختبارات الصعبة في تاريخها المعاصر، وقد أورد منها الكاتب عددا من العناوين كان قد تشبع بها، وألف فضاءاتها، واهتدى إليها بحدسه الفطري واستعداده الفكري والذهني. ويمكن إضافة روايتي عبد الرحمان منيف اللتين تعارضهما رواية عبد العزيز جدير: "شرق المتوسط" و"الآن..هنا أو شرق المتوسط"، كما ظهرت روايات أخرى كثيرة تتحدث عن الاعتقال وجحيمه، وما عرف فيما بعد، بسنوات الرصاص في المغرب.
                          والحديث عن سلك التعليم، له أهمية بالغة في تحديد مكانة هذه الفئة الاجتماعية في تلك الفترة من بداية الاستقلال حتى عقد الثمانينيات من القرن المنصرم، حيث لعبت أدوارا طلائعية في التنوير، وفي التوعية الفكرية، وفي تحمل المسؤولية النضالية من أجل النهوض بالمغرب الجديد والحديث. ويبرز كذلك المعاناة التي لاقتها هذه الفئة من حصار وحبس وتكميم. ويبرهن أيضا على أن أية تنمية أو نهوض أو تطور يجب أن يبدأ من المدرسة ومن التربية والتعليم؛ التربية على الحق والكرامة والحرية.
                          وقد شدد الكاتب على مساره الدراسي للبرهنة على سلامة منشئه، وعلى محلية ومغربية ووطنية تكوينه، هو الذي تربى في كنف أسرة عانت من اضطهاد المستعمر الفرنسي وأعوانه.
                          ويتمثل محكي المدينة في رصد وتتبع المسار الذي قطعته الشخصية نحو مصيرها الجحيمي، وأهم ما ميز هذا المسار:
                          ü الاسترجاع وحث الذاكرة على الصمود ومقاومة التلاشي.
                          ü تحفيز الجسد ومجساته بعدما تعطلت حاسة البصر والسمع المعصوبتين.
                          ü رسم مسار الرحلة نحو الجحيم والعذاب.
                          يعتبر محكي مدينة الوادي "وادي زم"، ومدينة الراكثة "مدينة أبي الجعد" طبقة موازية لمحكي الاعتقال، بل متواشجة معها. وهو محكي يدعم الخط الواقعي والسير ذاتي في كتاب عبد العزيز جدير. لكنه محكي ذو وجهين متناقضين؛ يبدو الأول احتفالا بالمدينة ومعالمها؛ شوارعها ومقاهيها، وأهلها، ويبدو الثاني كافتتاحية لنشيد جنائزي، ينعي فيه السارد/ الشخصية البطن التي حبلت به جنينا، واحتضنته طفلا، وحنت عليه يافعا. وهو محكي مشحون بالأمل والألم في آن.
                          أما محكي الاعتقال الذي يستحوذ على أوسع فضاء الرواية السير ذاتية، فيمثل جوهر الحكاية ومتنها والغاية من إنشائها. وقد حاول فيه الكاتب التدقيق مصرا على الفضح، وعلى الإخبار. فهو بالنسبة للكاتب "شهادة" صادقة على العنف والقهر والإهانة واحتقار الإنسان والقوانين الإلهية والبشير، الدولية والمحلية. يقول السارد في إصرار مثلا:" لن اسمح لهذه التجربة أن تضيع، أن تتلاشى، أن تصبح في خبر كان. سأدونها، نعم سأدونها، ولو بالاشتراك مع ذلك الرجل الذي يعنى بالتاريخ الشفاهي. أليس هو من دون أول سيرة سجنية وترجمها وجعلها تراثا مشاعا بين أبناء البلد وغيرهم؟".
                          ويضيف في مكان آخر:" ثم توالت الركلات القوية والعنيفة بسرعة جنونية كأن صاحبها أصيب بحالة هستيرية وعلى المسجون الذي يقضي أيامه في رحاب العزلة مقيد اليدين ومعصب العنينين أن يحمي نفسه، وخاصة عينيه بل وجهه ومنطقة رجولته ومعالمها حتى إذا كتب له الخروج من هذا الفضاء الجنائزي تمكن من الإدلاء بشهادته عن كيف يعامل المواطن البريء في بلده، وقد يدلي آخرون بشهاداتهم عن كيف عومل الخونة ويعامل اللصوص بمختلف رتبهم..." (135).
                          يقودنا محكي الاعتقال أو "الشهادة على تجربة السجن" إلى تحديد الأقانيم الثلاثة الرئيسة المتحكمة فيه، والتي يمكننا وضعها في مثلث حاد الزوايا:
                          ü الحق الإنساني والكرامة.
                          ü المقاومة والصمود.
                          ü الحرية.
                          ويقابلها مثلث نقيض حاد الزوايا:
                          ü امتهان الإنسان.
                          ü الإذلال.
                          ü الإخضاع.
                          إذا، هناك قوتان متصارعتان، كل منهما ترى أنها على حق والأخرى على باطل، لكن الصراع بينهما غير ندي ولا متكافئ. تعتمد السلطة الأولى القوية على القهر والتعذيب والإذلال من أجل إخضاع القوة المناقضة، بينما تلجأ الثانية إلى المقاومة النفسية والفكرية والجسدية إن أمكن، والمقاومة بالاحتماء بالذاكرة والغايات النبيلة. وكل قوة ترى أنها تقوم بعمل نبيل. صراع غير متكافئ.
                          وتتجلى مقاومة الذاكرة على مستوى الخطاب الروائي في صور شتى، منها:
                          ü التعدد اللغوي: فإذا كانت الرواية السير ذاتية في "غرب المتوسط" تنهض على اللغة العربية الفصحى، فإنها مزجتها بمستويات لغوية أخرى تمثل عمق الذاكرة الشعبية، واللغة الأم في التداول. من ثمة نجد عبد العزيز جدير قد كان حريصا على نقل سرود مطولة باللهجة الدارجة المغربية يحتفي فيها بالكينونة، وبالموروث الشفهي الشعبي، وبالمحلي الضارب في التربة وكأنه يحتمي فيه من لهيب اللحظة، ويقف خلفه كجدار صلب يحميه من الاقتلاع ومن هول الهاوية التي سيلقى فيها جسده، ومن الجحيم المستعر الذي يذيب الذاكرة ويجلوها. كما وظف الكاتب الألفاظ المعربة والأجنبية.
                          ü التعدد الأسلوبي: يتمثل التعدد الأسلوبي في طرائق صياغة الجمل وتراكيبها، وفي بناء معانيها. وأهم مظاهر هذا التعدد السخرية والتهكم والمفارقة والمحاكاة الساخر. وهي طاقات قادرة على امتصاص الضغط المتولد عن الحالة النفسية والفكرية التي تمر بها الشخصية. فالسخرية موقف من الذات ومن العالم، ومستوى من المستويات البلاغية التي تروم معنى غير المعلن لفظا وظاهرا. أما المواقف المفارقة للحقيقة وما يصدقه العقل فكثيرة في "غرب المتوسط"، ويوظفها الكاتب للبرهنة على الفوارق المعرفية والفكرية بين الجلاد والضحية، ويوظفها الكاتب للسخرية من طبيعة الصراع والتقاتل بين ضحيتين، حيث يصبح الجلاد ضحية جهله، وأداة تنفيذ في أياد خفية، كما يمثلها هذا المقتطف من الحوار:" – اللحية ديال داك ماكس [يقصد كارل ماركس] ديت أمه، عدو الله، والله يا أمه كن تولد عندنا لما عرفوا حد. نحسنوها له بكري، قبل ما يربيها وبلا ما". ويجيب المعتقل المقيد اليدين والمعصوب العينين:" لا، آشاف، لحية رجال الله..". يستشيط الآخر غضبا:" الله عنده شي لحية آ جماعة الملحدين. أنتم ماشي بشر، خاص دين أمكم الذبيح بحال الدجاج الرومي. ولكن الواحد قبل ما يذبحكم خاصو يريشكم..". (139). وأيضا:" اسكت آلملحد، لعنك الله، عندك الوجه باش تتكلم. ياك حتى أنت تتقري ديك المصيبة ديال القلقسة [يقصد الفلسفة]..". (140). أما المحاكاة الساخرة فتتجلى في أساليب التعدد النصي، خاصة الحكاية الشفهية الشعبية.

                          ü التعدد النصي: لقد كتب عبد العزيز جدير روايته السير ذاتية بل "متخيله الذاتي" دفعة واحدة، ولم يقسمه إلى فصول، كما في جل الخطابات الروائية، وأثثه بنصوص كثيرة متخللة، كسرت من حدت الحكاية الإطار، ومن السرد التخييلي المتدفق الملتاع، ومنها: المقالة (نصا محمد أخ طالب/ الشخصية المحورية)، النص الديني (القران الكريم، والحديث النبوي الشريف)، الأمثال السائرة، الحكايات الشعبية ومنها ما وظفه الكاتب لحماية الذاكرة، وحماية الجسد من الانهيار جراء التعذيب، وحماية النفس بالعودة إلى لغة الأم وحضنها وتاريخ الطفولة، مثلا حكاية "شميشة" في الصفحات المتتالية (104.103.102)، النصوص المعرفية التي تدعم الفكرة وتعلن الموقف من ظاهرة الاعتقال والتعذيب وغياب الحق في التعبير والحرية والحق في المواطنة الصادقة والسليمة، مثل سياقات مطولة ومتفرقة حول الاستبداد والظلم والتربية والحرية...من كتاب عبد الرحمن الكواكبي "طبائع الاستبداد" [ص.ص: 17.16] الذي كان مقررا من مقررات التعليم الثانوي التأهيلي.


                          إن محكي "غرب المتوسط" يقوم على أكثر من حبكة، ولكل منها وظيفة فنية وسردية. وهذا التمازج النسيجي خفف من حدة وفجائعية الحكاية الإطار، أي محكي الاعتقال والتعذيب والمهانة الإنسانية. ومحكي "غرب المتوسط" زخر بالقيم السامية، رغم ارتفاع منسوب الألم فيه، ومنها: تمجيد قيم الحق والكرامة والحرية والمساواة، وقيم المواطنة، وقيمة المقاومة، وقيمة المعرفة. إنه محكي هادف، يقدم شهادته في سلوك قاس تعرضت له فئة مستنيرة من المجتمع، وكان تفاديه، أو حسن التفاعل والتعامل معه قد جنب البلاد الكثير من العثرات، ولدفعها بقوة نحو التطور والتقدم على العديد من الأصعدة. وقد بينت الخطابات الرسمية والشهادات الخاصة المصاحبة لطي صفحات سنوات الرصاص بعمق آثاره ونتائجه العكسية.
                          *

                          * جدير، عبد العزيز؛ غرب المتوسط. رواية. منشورات دار أبي رقراق للطباعة والنشر. ط 1, 2008م.
                          نص المداخلة التي قدمت بها الكاتب والكتاب بمدينة تطوان في عيد الكتاب، وقد قرئت بالنيابة، يوم الثلاثاء 02. 06. 2009
                          المصدر

                          تعليق

                          • أبو شامة المغربي
                            السندباد
                            • Feb 2006
                            • 16639


                            رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

                            تعليق

                            • أبو شامة المغربي
                              السندباد
                              • Feb 2006
                              • 16639


                              رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

                              تعليق

                              • أبو شامة المغربي
                                السندباد
                                • Feb 2006
                                • 16639


                                رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة


                                تعليق

                                يعمل...