الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

حوار صامت هو وهي-بقلم زاهية -قصة الأسبوع الثالث من شهر فبراير

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زاهية
    شاعرة مربدية
    • Aug 2005
    • 367

    حوار صامت هو وهي-بقلم زاهية -قصة الأسبوع الثالث من شهر فبراير

    هي
    نظرةً ثانية أرميك بها وأنت تكلمها هاتفيًا ..أتراها تعرف بأنني قربك أسمع ماتقوله لها من كلام أجيد تفسيره, ولو كان لغزًا محيرًا.. كنتَ تكلمني هاتفيًا بنفس الطريقة من قرب أمك قبل أن نتزوج , وكنت أفهم ماترمي إليه ببساطة لتكراره كلما كنتَ في البيت مع أهلك ..كان حبًا جارفًا يوم تعاهد قلبانا عليه ,ورغم كل المصاعب التي وقفت في طريقنا فقد تزوجنا, وسعدنا معًا ردحًا من الزمن ..أحببتك بكل ذرة في كياني ,وكنتَ كذلك..في عينيك الخضراوين كانت حياتي تزهر أجمل الأماني, وأعظم الآمال..أحاول قطفها كلما تفتحت منها وردة جورية ..أحملها بحنان, وأضعها في مزهرية حبنا ..ياااه كان زمنًا مخمليًا ضمنا معًا في بيتٍ صغير مالبث أن امتلأ بصغارنا عصافير الجنة..ماأجملهم بعيونهم البنية والخضراء والسود والعسلية ..تعذبتُ بتربيتهم ولكن عذاب سعادة كان ..كلمة ماما كانت ترتمي بأحضان قلبي بأطنان السعادة , فتحملني إلى أجواء بديعة لايعرفها إلا أصحاب القلوب العاشقة للحب ..المترفة بنبضات المودة ..المستكينة لصدر الرحمة بأنفاس الدفء, ولمسات الحنان..تضع السماعة وابتسامة فوق شفتيك سحرتني حدَّ التقزم عهدًا سابقا.. مابالك تمسك ابتسامتك عندما التقت عيوننا ؟أتخاف أن أظنها لي ؟ لالن أفعل ذلك, فقد مضى وقتها بالنسبة لي, وحلَّ مكانها بين عينيك عقدة أكرهها لاتفارق مبسطها مادمتَ في البيت ..أذكر عندما ولدت ابني البكر.. كان جميلا.. ولكنه كان مقطبًا ,فرحتُ أفرد مكان العقدة بأصابع يدي المرتجفة, وأنت وأمك تضحكان مما أفعل..هاأنت الآن تضع العطر فوق ذقنك وحول عنقك استعدادًا للخروج من البيت ..أنظر إليك ببرود , وصورٌ من الماضي تقتحم ذاكرتي ..لن أدعك تراها ستظل سجينة رأسي الذي أتعبه التفكير بك ..اذهب حيثما شئت ولمن شئت ,أمَّا أنا فسأظل هنا في بيتي بين أولادي وبناتي ..أحميهم من الرِّيح إن هبَّت عليهم , ومن الشَّمس إن اشتدَّ وهجها, ومن الليل إن جنَّ بهيمه..أسمع صوت إغلاق الباب وراءك, فأبتسم , وأنهض من مكاني لأحضر لأطفالي طعام الغداء..



    هو


    بلهاء عيناك الناعستان تقول هذا..كانتا جميلتين يومًا ما, أو ربما كنتُ أظن ذلك ,وأنا غارق في وهم حبِّك ,ولكنه كان وهمًا رائعًا رغم أن الحقيقة اليوم مروِّعة ..الحقيقة أيتها الغبية أنك رفستِ النعمة برجلك, فوقعتِ بشر أعمالك ..هجرتك عاطفيًا علَّك تذوبين شوقًا لأيامٍ خلت..أدري ماتقوله لي عيناك , ولكنها تكذب عليك فأنا أفهمها أكثر منك ..ورغم ذلك سأظل أنظر إليك دون اكتراث ..أحرمك ابتسامتي التي كنتِ تعشقينها ,ومازلتِ رغم ادعائك الكراهية لي بتصنعك المقزز هذا ..غبية وستظلين غبية ..تظنين أنني أتكلم مع امرأة أحبها.. أعرف ذلك ..عادتك السيئة هذه أفسدت عليك حياتك جعلت الشك قاسم حياتنا المشترك ..لو كنت أحب أخرى فما يمنعني من الزواج بها ..أنت لاتستطيعين فعل شيء ,فقط عيون باهتة النظرات معلقة بالفراغ..انظري إلى المرآة هل تعجبك هذه المرأة التي تقف داخلها ؟ أنا لاتعجبني لأنها مهملة ..سيئة الظن ..لاتعرف صالحها من طالحها ..يالنظراتك السخيفة ..ليتك تخرجين من الغرفة ..أعلم أنك تتعذبين ,وأنا أتكلم مع إحدى عميلات مكتبي ..لن أخبرك من تكون ..اجتهدي بتفسير كلامي كما تشائين ..عادة سيئة دخلتِ بها حياتي منذ أيام زواجنا الأولى ,ومازلت تنحازين إليها أكثر من انحيازك للعقل ..مابال عينيك تلمعان ,وأنا أنهي مخابرتي الهاتفية ..ستزداد غيرتك عندماأضع عطري المفضل وأغلق الباب ورائي ..ياااه الحمد لله خرجتُ من البيت, وبقيت أنت تصارعين عفاريت أفكارك الخادعة التي ستخرب بيتك ذات يوم ,ولو بلغ عدد أولادنا المئة..
    بقلم
    بنت البحر
  • خليد خريبش
    قاص مربدي
    • Oct 2006
    • 1113

    #2
    رد : حوار صامت هو وهي

    هي هو،لطف العبارة المشتعلة عاطفة،عاطفة عميقة ،يتوهج شرررها في الآفاق،عبارات تتلحف أثواب لامعة تسحر العيون،بل الأذهان،أنا يبحث عن منطق في الهيام،منطق مستحيل،تتهاوى النفس باحثة عن التفسير،فتستسلم للانتظار..
    عبارة النص:وأضعها في مزهرية حبنا.
    بنت البحر وسحر الألفاظ تحيات إبداعية

    تعليق

    • زاهية
      شاعرة مربدية
      • Aug 2005
      • 367

      #3
      رد : حوار صامت هو وهي

      المشاركة الأصلية بواسطة خليد خريبش
      هي هو،لطف العبارة المشتعلة عاطفة،عاطفة عميقة ،يتوهج شرررها في الآفاق،عبارات تتلحف أثواب لامعة تسحر العيون،بل الأذهان،أنا يبحث عن منطق في الهيام،منطق مستحيل،تتهاوى النفس باحثة عن التفسير،فتستسلم للانتظار..
      عبارة النص:وأضعها في مزهرية حبنا.
      بنت البحر وسحر الألفاظ تحيات إبداعية
      خليد خريبش
      مرورك رائع عبر متصفحي المتواضع
      دمت بخير
      أختك
      بنت البحر

      تعليق

      • خليد خريبش
        قاص مربدي
        • Oct 2006
        • 1113

        #4
        رد: حوار صامت هو وهي-بقلم زاهية -قصة الأسبوع الثالث من شهر فبراير

        أعتقد أن الحكي الحقيقي هو الذي تشدك شخصياته وأحداثه وأحوالها ثم ينعكس ذلك في مرآة الذات وتتيه في عوالمها الحاضر والغائب وتتحسر وتطمح وتتمنى لتنسى ميكانيكية القواعد والأنماط والقوانين،تعيش الحرية في خيالك يتحرك الليبيدو،يفر العقل للاستراحة مستهزئا من العاطفة وأكاذيب الخيال.ونتعلق بالحروف،نركبها لنحلق في فضاء خيالنا كما حلق سندباد في قبضة مخالب الطائر الضخم من بلاد إلى بلاد وتبدو الكائنات والأشياء صغيرة ،متناهية في الصغر،دومي ،دومي،يا لحظات الهيام ،كي نترك الأشياء في سلام ،وننعم بملائكيتنا الوهمية ،نتعلق بالحروف ننسجها بألوان جميلة ،نبدو مثل كائنات نورانية وأنى لها الدوام.نتلذذ بعذاب الذات حتى نفر إلى عالمنا الحقيقي.

        تعليق

        • زاهية
          شاعرة مربدية
          • Aug 2005
          • 367

          #5
          رد: حوار صامت هو وهي-بقلم زاهية -قصة الأسبوع الثالث من شهر فبراير

          المشاركة الأصلية بواسطة خليد خريبش
          أعتقد أن الحكي الحقيقي هو الذي تشدك شخصياته وأحداثه وأحوالها ثم ينعكس ذلك في مرآة الذات وتتيه في عوالمها الحاضر والغائب وتتحسر وتطمح وتتمنى لتنسى ميكانيكية القواعد والأنماط والقوانين،تعيش الحرية في خيالك يتحرك الليبيدو،يفر العقل للاستراحة مستهزئا من العاطفة وأكاذيب الخيال.ونتعلق بالحروف،نركبها لنحلق في فضاء خيالنا كما حلق سندباد في قبضة مخالب الطائر الضخم من بلاد إلى بلاد وتبدو الكائنات والأشياء صغيرة ،متناهية في الصغر،دومي ،دومي،يا لحظات الهيام ،كي نترك الأشياء في سلام ،وننعم بملائكيتنا الوهمية ،نتعلق بالحروف ننسجها بألوان جميلة ،نبدو مثل كائنات نورانية وأنى لها الدوام.نتلذذ بعذاب الذات حتى نفر إلى عالمنا الحقيقي.
          أخي المكرم خليد ..لك أسلوب كتابي يشدني للقراءة لك فلك الشكر والتقدير
          أختك
          بنت البحر

          تعليق

          • زاهية
            شاعرة مربدية
            • Aug 2005
            • 367

            #6
            رد: حوار صامت هو وهي-بقلم زاهية -قصة الأسبوع الثالث من شهر فبراير

            بنتهما
            أنكما لاتقصدانِ إيلامي, وأنا أراكما كل يوم على هذه الحال من الصمت المقيت بينكما ..ليتني أستطيع اختراق رأسيكما اليابسينِ ,وقراءة مايدور فيهما من حوار الصمتالمبهم ..بل ليتكما تخترقان لمرة واحدة رأسي الصغير , وتقرآن مافيه من مذكراتلاتسرُّ عدوًا ولاحبيبًا..لقد تسببتما بتشتت فكري وانسلاخي عاطفيًا عنكما ..لاتستغربا ذلك ,فأنا أعيش بلاقلب منذ أن أحرقتما أحاسيسي في حمأة صراعاتكماالدائمة التي يشتد لظاها لأتفه الأسباب ..أتظنان أن الحياة في بيت الأسرة هي طعاموشراب وكساء ..أشكرك ياسيدي فأنت تعمل ليل نهار لتوفر لنا حياة رفاهٍ يحسدنا عليهاالكثيرون ,وأشكرك ياسيدتي على أنك تطبخين لنا كل يوم ألذ وأشهى المأكولات التيتزيدنا بدانة وكسلا..تختارين ثيابنا من أحدث صرعات الموضة وأغلاها ثمنا لترهقيهبميزانية فوق طاقته المادية فيظلُّ يلهث وراء كسب المال منشغلا عن التفكير بامرأةأخرى تجعله سعيدًا..الحياة ليست طعامًا أو لباسًا ,ولامسكنًا فخمًا ,ولاسيارة طولهاعدة أمتار..ليتكما قبل أن تتزوجا دخلتما دورة تدريبية لدراسة أصول الحياة العائليةالسعيدة ..ليتكما تعلمتما كيفية تربية الأولاد تربية صالحة قبل أن يتخرجوا من بيتمحطَّم عاطفيًا فيدخلون المجتمع عاهاتٍ مؤذية فتزيده خرابًا ..لن أسامحكما أبدًاعلى ما ألقيتما في قلبي من آلام ..بسببكما تعلقت بأستاذي وها أناذي أقطف ثمار عمليحرقة ووجعا ..من سأخبر منكما أنه لن يتزوجني لأني كما يقول أصغره بثلاثين سنة ؟يالهمن كاذب مخادع ..ماذا سأفعل بهذا القلب الذي ينوح في صدري فلايجد أنيسًا يقاسمههمومه ؟ مازلت صغيرة كما تقولان لمن يأتي لخطبتي ..هل أنا حقًا صغيرة وعمري عشرونعامًا؟! أم أنكما لاترياني وقد اكتسيتُ شبابًا وجمالا ..هكذا قال لي سميح زميلي فيالجامعة, وهو يعترف لي بحبه ..اعتذرت منه لتعلق قلبي بأستاذي الذي تقدمت به السن ..أحببته رجلا كاملا طمعًا بتعويضي شيئًا من حنان الأب والأم ,ولكنه كان وغدًا رفضالزواج بي بعد عامين من انطلاق شرارة الحب بيننا.. بالله عليكما كفَّا عن المراوغةبالنظرات التي تقطِّعني ..أراكما ممثلين بارعي التمثيل تؤديان دوريكما بنجاح ,كماأؤدي دوري بنجاح, والنارتجري تحت بساطِكما وأنتما لاتشعران..
            بقلم
            بنت البحر

            تعليق

            يعمل...