تويت
القريب الغريب
... يا عباد الله، إن حلقي قد جف من كثرة ما نصحت لكم، وهذا ابن أخيكم اليتيم وليس بعدو لكم، ولا يسألكم إلا نصيبه ونصيب إخوته الصغار من الإرث، أليس فيكم رجل رشيد؟ أفلا ترجعون عن غيكم وجبروتكم؟ إني لا أرى لكم الساعة عدوا مبينا، وقد صدر منكم ما صدر من كريه القول والفعل، إلا إبليس اللعين، وإنكم إن لم تنتهوا وتتوبوا عن قريب، وتستغفروا خالقكم الرحمن الرحيم، ستلقون أمامكم ما لا تخمد ناره ولا تحمد عقباه، ثم إنكم إن لم تقلعوا عما أنتم خائضون فيه من صنع شنيع، ليعبثن بكم الشيطان الرجيم، ولتغشين الظلمة وجوهكم، ولينيخن الذل وتضرب المعصية بأوتادها في قلوبكم، فتشقون بالإثم الذي أخذتكم به العزة، وفي الندامة ستصبحون لا ريب من المغرقين ...
لم يحفلوا بما أسدى لهم من نصح جميل، وأصروا على أن يكونوا لابن أخيهم اليتيم من المنكرين الظالمين، وقد كانوا من قبل لأبيهم من الجاحدين العاقين ...
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com
تعليق