الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حسين علي محمد
    كاتب مسجل
    • Jun 2006
    • 1123

    #16
    رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

    (16) مملكة الصمت

    لهُ الآنَ مملكةُ الصمتِ منذُ ليالْ
    لهُ دفقةُ القلْبِ، والنيلُ فيْضُ الجمالْ
    ...
    لهُ سطْرُها المُتأَلِّقُ عطرًا
    لهُ نبضُها المُتجسِّدُ برقا
    لهُ سُدَّةُ البوْحِ ، والجُرحُ بعضُ احتمالْ !
    ...
    لماذا إذنْ كانَ يذوي وحيداً
    بعيداً
    وهاجسُهُ: الطَّمْيُ، والبرتقالْ
    وصفصافةُ تستحِمُّ على الرَّملِ
    تمسحُ قلبَ المُعنَّى
    بفيْضِ الظِّلالْ ؟!

    صنعاء 9/3/1988

    تعليق

    • د. حسين علي محمد
      كاتب مسجل
      • Jun 2006
      • 1123

      #17
      رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

      (17) تكوين

      يا مانحتي سرَّ التكوينِ وغيماتِ جروحي
      كيف تغيبين وتبعدُ أشرعتُكِ عن مرفأِ روحي؟
      أسألُ:
      منْ يذبحُ طيْرَ الرَّغْبَهْ
      منْ أطلقَ خفَّاشَ الرَّهْبَهْ
      كيْ يمرقَ بينَ العيْنيْنِ
      وطُهْرِ شذاكِ المسْفوحِ؟
      آذنتُكِ بوعودِ البهْجةِ
      أطلقْتُ شِهابَ اللفْظةِ
      في أرجاءِ اللحظةِ
      كيْ أَقتحِمَ الآتي ..
      ببِشاراتي

      صنعاء 15/10/1985

      تعليق

      • د. حسين علي محمد
        كاتب مسجل
        • Jun 2006
        • 1123

        #18
        رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

        ( 18 ) فضاءات

        تتأجّجُ في بعض الأحيانِ حروفُ النارْ
        تتأجّجُ كالإعْصارْ
        قي قُبَّعةٍ ماتعةٍ ورداءٍ ،وإزارٍ ، وسِوارْ
        تتأجّجُ ، لا تنطفئُ ، لهيباً وأُوارْ
        تستلبُ الماءَ / السنبلةَ / الألقَ / الأوْجْ
        تدْفعني أن أحْتميَ بزبدِ الموْجْ
        وتُهاجسُني عنْ عاصفةٍ / قاصفةٍ
        تقتلعُ الجبلَ / النخْلَ / الأسْوارَ / الأشجارْ
        تتسعُ جراحي في إبْهارْ
        ترسمُ طيْراً أخضر
        يخرجُ منْ حنجرتي
        يخترقُ مرافئَ حُلْمٍ ثرثارْ
        تتقاذفُهُ ليْلاتٌ حُبْلى بالأسْرارْ
        وتُهدْهِدُ أحرفه العشْرْ
        وفضاءاتي مُترعةٌ
        برحيقِ النهْرْ!!
        صنعاء 13/3/1988

        تعليق

        • د. حسين علي محمد
          كاتب مسجل
          • Jun 2006
          • 1123

          #19
          رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

          (19) العنكبوت

          تصالحَ والعنكبوتْ
          وأخفى عنِ الشمسِ أفكارَهُ السيئاتِ
          تحصَّنَ بالصَّمْتِ
          مُرْتدِيًا فضلاتِ السكوتْ
          وأبصرَ كيْفَ الممالِكَ تهْوِي
          وكيف العروشُ تموتْ
          وظلَّ يُخاطِبُنا والرياحُ تدوِّي
          عن القصرِ ،
          والنصرِ ،
          والرَّهَبوتْ

          صنعاء 14/5/1987
          التعديل الأخير تم بواسطة د. حسين علي محمد; 05-29-2007, 07:14 PM.

          تعليق

          • د. حسين علي محمد
            كاتب مسجل
            • Jun 2006
            • 1123

            #20
            رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

            (20) أصوات الرمل

            رأيْتُ هوادجَ الأمواتِ تُلقيني تُراباً
            في توابيتِ الصّهيلِ الدَّاجنِ الآفاقِ
            أُمسِكُ شمْسَ خيْباتي
            أُعابِثُها
            أُطَوِّفُ في البِحارِ السبعةِ
            الخيْباتُ مارِدَةٌ
            أُخوِّضُ (حُزنكَ العاتي يُزلزلُني،
            وفي النِّيرانِ إبراهيمُ)
            قافلةٌ من الإيمانِ
            فردوْسي يُنادِمُني
            فهلْ تَتَضَخَّمُ الأفلاكُ بالنّاجينَ ؟
            لا يتسكَّعُ الأُجراءُ في جمْرِ المجاهِلِ مرَّةً أُخرى
            أُطاردُ عنْكبَ الكلماتِ
            يسْقُطُ في خلالِ الرُّوحِ نارنْجُ الهوى
            وأُسامِرُ الدِّبَبَهْ
            وأغرسُ نصْليَ المسنونَ
            في شَجِرِ النَّدى
            وأُنادِمُ التُّفّاحةَ الخضراءَ
            لا أُصْغي لصوْتِ الرَّمْلْ !

            صنعاء 15/9/1986

            تعليق

            • د. حسين علي محمد
              كاتب مسجل
              • Jun 2006
              • 1123

              #21
              رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

              (21) القيامة

              1
              نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
              نحْوَ المنائرِ ـ حِكمةِ الأسلافِ
              .. في دمِنا قيودْ !
              2
              نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
              نحْوَ البكارةِ
              هلُ يُفاجئُني بسهْمٍ في التَّرائبِ
              يُسْقِطُ الشجرَ المُقارِبَ
              والثمارَ
              وصوْلةَ العُمْرِ العنيدْ ؟

              ماذا تُخبِّئُ في ثيابِكَ
              حكمةُ الأسلافِ ؟
              في دمِنا قيودْ !
              3
              نمشي .. نُعاقِرُ ليلنا النَّشوانَ نرْتقبُ البريدْ
              نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
              نامتْ مدينتُنا
              فلا مقهى ، ولا حانوتَ
              في الأُفْقِ البعيدْ
              نحوَ الفجيعةِ قدْ حَثَثْنا السَّيْرَ
              .. في خطْوٍ وئيدْ !
              ـ ما هذه الأطيافُ في العينيْنِ ؟
              ـ بلْ طيْفٌ وحيدْ !
              ـ أتُراهُ هلْ ؟
              ـ يأتي ..
              يُفاجئُني بسهْمٍ في التَّرائبِ
              يُسْقِطُ الشجرَ المُقارِبَ
              والثمارَ
              وصوْلةَ العُمْرِ العنيدْ !

              ـ ماذا تُخبِّئُ في ثيابِكَ ؟
              حكمةَ الأسلافِ ؟
              ـ في دمِنا نُردِّدُها
              نُردِّدُها
              نُردِّدُها
              ونفْقَهُ سِرَّها
              ـ قُلْ
              ـ لا تُراجِعْني
              ـ أإنَّكَ صاحبي ..
              أمْ سائقي للقبْرِ ؟
              ـ لا .. لا
              ـ للقيودْ ؟
              4
              نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
              نحْوَ المقابرِ
              إننا نمْشي
              ونرْتَجِزُ النشيدْ
              5
              نمشي .. وفي خطْوٍ وئيدْ
              نحْوَ القيامةِ
              حكْمةُ الأسلافِ
              في دمِنا ـ قيودْ

              صنعاء 13/5/1987


              تعليق

              • د. حسين علي محمد
                كاتب مسجل
                • Jun 2006
                • 1123

                #22
                رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                (22) عتب

                ألقيْتَني
                للظُّلمةِ النَّكراءِ والألمْ
                يا أيُّها الرَّحِمْ
                فكيْفَ صارَ الواحدُ الضنينُ ينقسِمْ ؟
                وكيْفَ كانتْ صرخةُ الميلادِ باكِراً
                بوّابةَ العَدَمْ ؟

                صنعاء 30/10/1986

                تعليق

                • د. حسين علي محمد
                  كاتب مسجل
                  • Jun 2006
                  • 1123

                  #23
                  رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                  (23) فواصل من سورة الموت

                  1-الخروج:
                  هًوَ ذا
                  وَطَنٌ يخرجُ منْ سكْرتِهِ
                  يضربُ في وهْدةِ حيْرتِهِ
                  هلْ يُنبِتُ بدراً في ليْلةِ وحشَتِهِ ؟
                  يأتزْرُ متونَكِ
                  يدفقُ منْ عينيْهِ المطرُ الملحيُّ ..
                  ويجتازُ جبالَ الألفاظِ المشتبكةِ
                  يغمسُ ريشتَهُ في الجرحْ ويكتبُ
                  فصلاً للريحِ
                  وفصْلاً للموتِ
                  ويرسمُ خارطةً لهوادجهِ المسكونةِ
                  بربيعِ الصمتِ !
                  يُغازلُ أغصانَ التاريخِ المُثقلةِ
                  بأصدافٍ
                  أخرجها منْ لؤلؤةِ الوقتْ !

                  2-التيه:
                  هُوَ ذا ..
                  يضربُ في أرضٍ يملؤها الرَّهَقُ
                  ويخرجُ منْ تيهٍ
                  كيْ يضربَ في تيهْ
                  ويُزاوجُ بينَ الإسفنْجِ
                  وإشراقاتِ الموْجِ
                  ويُخرِجُ منْ روْعِ أبيهْ
                  أياماً صاهلةً في أقواسِ الدَّمْ
                  يُحدِسُ بالفتْحِ ويحلمُ بالأوجِ
                  ويهجسُ: في الأُفقِ غزاةٌ
                  تنفلُ بقراتٍ سبُعاً
                  يجتزنَ جبالَ الوهْمِ ، ويأكلنَ سمانَ البقراتِ
                  يدخلُ في سنبلةِ الحلمِ
                  .. ويفرطُها في أيدي الأطفالْ
                  يتدفَّقُ نبْعٌ منْ عدْنْ
                  كالطيرِ العائدِ منْ فردوْسِ الأنفالِ
                  يُحلِّقُ في مملكةِ اللهِ
                  ويُرعِدُ في طوفانِ السلوى والمَنّْ
                  يهربُ من دائرةِ "الأسْوَدْ"
                  يدخلُ في دائرةِ "سجاح"
                  يركبُ جملاً أورقْ
                  يحملُ بعضَ رماحْ
                  يبحثُ عنْ "قوسِ قُزَحْ"
                  في مدنٍ خاصَمَها الغيْمُ
                  .. وفي عيْنيْهِ جراحْ !

                  3-فاصلة للجرح المناوب:
                  ما الذي يقطعُ الصمْـتَ غيرُ ندا
                  ئكَ: أقبلْ إليَّ ، وكنْ لي الغناءْ ؟
                  ما الذي يقْهرُ الرُّوحَ غيرُ فحيـ
                  حِ الغـرائزِ، غيرُ جميلِ النداءْ ؟
                  ما الذي ظلَّ يقبرُ فينا صــلا
                  ةَ النبيينَ غيرُ هوى الشعـراءْ ؟

                  4-الموجة:
                  هُوَ ذا
                  يبصرُ نخلتها الفرْعاءَ يحاصرُها القيْظُ
                  قوافلُها الغبراءُ مبلّلةٌ بالخمرةِ والطِّيبِ
                  وشهوةِ شبقِ سفينتِها
                  ويُزاوجُ بينَ اللؤلؤةِ القمريّةِ
                  وتلافيفِ الأصدافِ المنكفئةِ
                  في عُمقِ الجذبةِ
                  بنداوةِ ماءٍ يترقرقُ في أَلَقِ التربةِ
                  يرقصُ
                  يرقصُ
                  تنداحُ وريقاتُ الشيحِ .. أباريقُ الزّقُّومِ
                  وتنتفضُ النبضةُ في قلقِ الغيْبةِ
                  تنفجرُ الذاكرةُ على أوهامِ الأوبةِ
                  ينشطرُ الموكبُ :
                  هلْ تمتزجُ الملكةُ بالصعلوكِ
                  وأوراقُ الطيفِ الضَّوئيِّ ..
                  أتُلقي بنداوتِها للطينِ الخاطئِ … ؟
                  تلكَ جدائلُها الطينيَّةُ في الليلِ تُغطِّيهِ
                  تُزمِّلُهُ بيديْها
                  توقظُ أعراسَ الحُلْمِ
                  مواسمَ فجْرِ القلْبِ
                  ورؤيا تُثقِلُهُ :
                  وطنٌ يتدحرجُ في صبْوتِهِ
                  ألقٌ يتوهّجُ في غُربتِهِ
                  خوْفٌ يُمسِكُ بعقيرتِهِ
                  شَلَلٌ يبدو في خُطْوتِهِ
                  تنفلتُ الصرخةُ :
                  أيتها الموجةُ
                  هُبِّي برحيقِ الموْتِ
                  تعاليْ …
                  بدبيبِ الوحشةِ
                  ولْيُغرقني موْجُكِ
                  ولْيعصِفْ بضلوعٍ هشَّهْ
                  فالبرزخُ فيهِ متَّسعٌ
                  لوميضِ الدَّهشهْ !

                  صنعاء 1/2/1988

                  تعليق

                  • د. حسين علي محمد
                    كاتب مسجل
                    • Jun 2006
                    • 1123

                    #24
                    رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                    (24) خطبة قصيرة للجنرال

                    1
                    دعوني .. أُراقصُ طقْسَ الغناءْ
                    وأعزفُ معزوفةً للبوارجِ والحاملاتِ
                    .. وأنفي وشايتَها للفضاءْ !
                    وأكتُمُ بيْنَ الحنايا
                    .. تباريحَ قلبٍ
                    تولَّهَ في حُبِّهِ .. كيفَ شاءْ !

                    2
                    دعوني ..
                    أغني لكمْ أغنياتِ البقاءْ
                    وأطمسُ ما قالتِ الشمسُ والأولياءْ
                    فإني الحقيقةُ
                    منْ خلفِها يُشرقُ الأزهرانِ ..
                    وتمتلئُ الأرضُ بالسعداءْ !

                    3
                    دعوني ..
                    أُغني لكمْ أُغنياتي ..
                    وأقرأُ في دفترِ الريحِ برقَ السماءْ
                    وأُقلِقُ أُفقَ الثوابتِ
                    أُطْلِعُ منْ جمرةِ الوقْتِ ..
                    زهراً وماءْ !
                    وأحملُ خارطةً للمنايا
                    سيُرزقُها الشهداءْ !
                    وأحملُ أوسمةً فوقَ صدري
                    فنصري :
                    تقاسمهُ الصمتُ والأدعياءْ !

                    صنعاء 5/9/1988

                    تعليق

                    • د. حسين علي محمد
                      كاتب مسجل
                      • Jun 2006
                      • 1123

                      #25
                      رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                      (25) ثلاث قطرات من دماء الوقت

                      1-الأبيض:
                      لكَ ما تشاءْ
                      جسمي وما ملكتْ يدايَ ..
                      من الفضاءاتِ المُباحةِ
                      والهُراءْ
                      فاعْصفِ بحنجرةِ الخُواءْ
                      ولْيأْتِ هذا الأبْيضُ الفتّاكُ
                      يجتاحُ المروجَ الخُضْرَ
                      مُنتشِياً
                      بمُهْراقِ الدِّماءْ !
                      في أُفقهِ المجْدورِ يتركُني
                      أُسائلُ ورْدةَ النسيانِ
                      كيفَ ..
                      متى ..
                      سأمتلكُ الفضاءْ ؟!


                      2-الأعراف:
                      يا وردةَ الأعرافِ ..
                      لا تُبقي غِناءَكِ في فمي
                      أرضي مُطرّزَةٌ بوشْيِكِ
                      والجوادُ مُغاضِبٌ
                      والريحُ تُقرئني كتابَكِ في اشْتهاءْ !
                      مُدِّي غدائرَكِ الطريَّةَ
                      بالنياشينِ التي تُغري العيونَ
                      فلا ترى خلفَ البريقِ شقائقَ النعمانِ
                      هلْ دمُكِ المُسيِّجُ فطرتي ..
                      يرقى إلى ثبجِ السماءْ ؟!

                      3-أمينة:
                      هلْ تُبصرينَ الفجْرَ في الغضبِ المُرمَّزِ
                      والضحى يهذي
                      بمٌهراقِ الغناءْ ؟
                      أنشودةُ الطُّهرِ التي تهوي
                      تُنكِّسُ حرفنا الدَّفَّاقَ
                      أزرقُنا يُغادرُ أفقَهُ الفيّاضَ
                      لُطْفاً يا سماءْ !
                      فمتى تغذِّينَ المسيرَ إلى خرائطِنا
                      المعلّقةِ
                      الحبيسةِ في الصدورِ
                      متى تقودينَ القوافلَ
                      للضياءْ ؟

                      صنعاء 5/1/1989

                      تعليق

                      • د. حسين علي محمد
                        كاتب مسجل
                        • Jun 2006
                        • 1123

                        #26
                        رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                        (26) سيرة غير ذاتية لعنترة 1964

                        (1)
                        ظلّت تمنحُني ذاكرةً
                        للصّوتِ الدّاجنِ
                        في فتنةِ حيْرتِها
                        تعبرُ ظلِّي في هجعةِ أطيارٍ،
                        وكتاكيتَ ، وبطٍّ ، وإوزٍّ ،
                        وسُعالِ الشيخِ اليقظِ ،
                        وترنيماتِ الجسدِ العاشقِ
                        وتشقُّ قميصي ..
                        أو تُشعلُ كبدي
                        إذْ تُخرجُ تُفَّاحتَها
                        (2)
                        تفجؤني في رقصةِ موتي
                        بذؤابةِ صرختِها
                        وتُدحرجُ في هاويةِ الصمْتِ
                        هدوئي ..
                        ويمامي ،
                        وحسامي ،
                        وخريفي ،
                        (أمْ كانَ صبايَ الذّاهلُ ذاك ربيعاً ؟)
                        في نشوةِ نشوتِها ؟
                        (3)
                        أبحجمِ الكفِّ خرائطُ عشقِكَ ؟

                        أتمزّقُ إرْباً في ظُهْرِ غوايتِها
                        *
                        فلماذا ظِلُّ تقاويمي يهْذي فرقاً
                        يصرخُ رُعباً في وهْدةِ بغْتَتِها ؟
                        *
                        ألعيْنيْكَ عصاباتٌ تملأُ بقتامتها الأفقَ ؟

                        وهذي ناري ..
                        تنزلقُ ضباباً
                        فوقَ حريرِ ملاستِها
                        *
                        كمْ ضَمَّخَني صوْتُكِ بتهاويلِ الخوْفِ

                        لماذا تلْفحُني برذاذِ النّارِ ..
                        وتكتُمُ في غَضْبَتِها ؟
                        (4)
                        هأنذا أُقْعي ..
                        وَتَراً مشْدوداً بيْنَ القوْسِ النَّافِرِ
                        وحصيرٍ متّسِخٍ في الأرضِ ،
                        وبعضُ كتاكيتَ تُصوْصِوُ في
                        الدِّهْليزِ
                        "سميحةُ" تكْنِسُ دارتَها
                        والنخْلةُ واقفةٌ ، تشْهَدُ بجنونٍ :
                        ـ هذا الصَّمْتُ / النَّزْفُ .. لنا
                        فأكفْكِفُ منْ صبْوَتِها

                        (5)
                        أحْنى قامتَهُ للفرسةِ (عبلةَ) إذْ تعْبُرُ
                        يتناثرُ أطْفالٌ وقَصائدُ منْ خاصِرَةِ الليْلِ
                        يُفَزِّعُهُ الخوْفُ ،
                        وأسطورةُ قارورتِهِ المجنونةِ
                        تكشفُ عنْ لذَّتِها
                        ـ بجنونٍ أحببْتُكَ ..
                        بسخاءٍ أعْطيْتُكَ ..
                        ويْلي منْ عُريِكِ يُنذرُني
                        بخرابٍ يتلجْلجُ في الصَّدْرِ
                        صعوداً
                        وسقوطاً


                        ويلي منْ فتنَةِ فتْنَتِها !

                        اليمن ـ بني علي 8/3/1986

                        تعليق

                        • د. حسين علي محمد
                          كاتب مسجل
                          • Jun 2006
                          • 1123

                          #27
                          رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                          ( 27 ) البرق اليماني

                          هذي جملةُ أحوالكَ ...
                          كمْ تشتاقُ إلى الحضراءِ
                          وأنت بعيدٌ .. ناءِ
                          شمسُ تلالكَ تزهرُ لمساءٍ
                          يوشكُ أن يأتي .. في استحياءٍ
                          تأتي كغريبٍ تقفزُ بين إشاراتِ مرورٍ حمراءِ ..
                          ...
                          خذني ـ يا برقُ ـ
                          وقلْ لامرأةٍ تعزفُ ألحانَ الرملِ بأوتاري
                          في صحرائي
                          هذي جملةُ أحوالي ...
                          هدَّنيَ الصمتُ .. وقشَّر فاكهةَ الخوْفِ بأحنائي
                          ...
                          وما في البستانِ سواكِ ..
                          وأحرفِ إصرارِ إبائي!

                          صنعاء 9/2/ 1986

                          تعليق

                          • د. حسين علي محمد
                            كاتب مسجل
                            • Jun 2006
                            • 1123

                            #28
                            رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                            ( 28 ) السؤال

                            كلُّ شيْءٍ في مكانِهْ:
                            فُرشةُ الأسنانِ،
                            معجونُ الحلاقَهْ
                            بغضُ أشعارٍ قديمهْ
                            نصفُ فنْجانٍ من الشايِ،
                            استعاراتٌ عقيمهْ

                            كيف تأتيني "فتوحاتي العظيمهْ" ؟

                            صنعاء 30/1/1987

                            تعليق

                            • د. حسين علي محمد
                              كاتب مسجل
                              • Jun 2006
                              • 1123

                              #29
                              رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                              (29) أنخاب القصيدة المرمرية


                              وتأتي في خِضَمِّ اللحظةِ المنهوكةِ الدَّفقاتِ
                              تُغريني مفاتنُها
                              وتسقيني
                              حليباً يفتحُ الأوقاتِ
                              للذَّاتِ
                              والغدْواتِ
                              والرَّوْحاتِ
                              مفتوناً أنادِمُها
                              وتسقي لهجتي جمْرا فتُنبِتُ أحرفي بدرا
                              أكاشفُهُ وأحضُنُـهُ يُعانقُ طيفُهُ عُمْـرا
                              تمـزّق بينَ جامحـةٍ ودمعةِ شوْقِها الحرّى
                              وتنداحُ المراكبُ في سرير العشقِ بيْنَ قميصِها المفتوحِ والنَّهْديْنِ ، تُدخِلُني بيوتَ البحرِ ، أغْزو حصنَها المخفورَ بالأبوابِ والحجّابِ والحرسِ المُدَجَّجِ بالقصيدِ المرْمَرِ الأسْلاكِ ، والشبَقِ الذي يجتاحُ بيْنَ غلائلِ السُّرَّهْ
                              فيا غٌرْساً من الأضْواءِ والنَّشْوَهْ
                              ويا ليْلاً من الأسْـرارِ والقهْوهْ
                              تفتَّحَ بيْضُكِ المكْنونُ عنْ أصْدافِنا الملقاةِ بينَ الوقتِ والأشياءِ ترقُبُني (خلالَ الرؤيةِ المفتوحةِ الشِّدقيْنِ عن ألفاظِها البِكْرِ النَّهاريهْ)
                              وليسَ لها من الجنَّاتِ
                              والصَّوْلاتِ
                              والجوْلاتِ
                              غيْرُ صهيلِها المسكوبِ فوقَ العشبِ قطْراتٍ من اللبنِ الذي ينْداحُ فوقَ النَّرْجِسِ المخْتومِ ، والماءِ الذي ينصبُّ منْ نافورةِ الأشواقِ والكأْسِ الذي يهْوي مناصفةً تقاسمْناهُ بينَ أرائكِ الغزلانِ والصورِ الرُّخاميَّهْ

                              صنعاء 19/2/1986

                              تعليق

                              • د. حسين علي محمد
                                كاتب مسجل
                                • Jun 2006
                                • 1123

                                #30
                                رد: النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد

                                (30) فيلم عربي

                                1-التهيؤ / الرعب:
                                لماذا كلُّ شيءٍ ساكنٌ كالرَّمْلِ
                                ـ يا ألقَ الجسارةِ ، أعطني قمرا
                                ـ منحتُكِ كلَّ ما تبغينَ
                                كانَ النهرُ مثلَ الكأْسِ ، أعطيتِ الذي أرجوهُ ، تلك شظيَّةٌ في بؤبؤِ العيْنيْنِ ، هذا ليْلُنا المُتجانِسُ اللحظاتِ يسْتجْدي تُراثَ الوهْمِ ، في قارورةِ النسيانِ أغنيةٌ عن العينيْنِ ، والحرمانْ

                                لا للموْجِ ترتحلينَ يا ألقَ الصِّبا المهْدورِ ، لا للريحِ ! تلكَ سقيفةُ الصَّرْعى أمامَ يديْكِ ، فاختاري خطابَ النرجسِ / الأسيافِ ، وامتدِّي ربيعاً فوقَ طقْسِ الحيْضِ والطَّمَثِ الذي لا تُزْهِرُ الأمواهُ في حصياته الملقاةِ فوق سريرِ هذا القيْظِ ، كان الضوءُ في العتْماتِ خطا مائلاً حَذِراً ، رأيْتُكِ تقطفين الشوكَ والورْداتِ في النَّهديْنِ ، أدنيْتُ الخُطا منْ خُطْوةٍ مُرتابةِ اللفتاتِ . هذي سلَّةٌ مفجوعةُ الأحداقِ بيْنَ يديْكِ

                                ـ خُذْ هذا ..
                                رأيْتُ السَّهمَ مغروساً بثدْي صبيةٍ مفقوءةِ العيْنيْنِ ، أغمضْتُ ، المدى نارٌ تُحاصرُني ، وأمْسَكَتِ النساءُ يديْ صريعِ الموْعِدِ المضروبِ ، كانتْ سَوْرَةُ الرُّؤيا تُطارِدُهُ ، اللغاتُ تكسَّرَتْ في الحَلْقْ.


                                2-النار / النار:
                                لماذا كلُّ هذا الرعبِ ؟ والجسدُ الذي في النّارِ أنضجناهُ تأكُلُهُ الثعالبُ منْ فِجاجِ الأرضِ ، تنهشُ حدأةٌ في الروحِ ألواحاً من الصَّخَبِ الذي عشناهُ أحقابا . بروجُ القلعةِ الصَّمّاءِ تخمشُ ظفرها في فطنةِ الأسلافِ . كان الطينُ صلصالاً من الأحداقِ والأثداءِ . هذي قبْضَةٌ مرفوعةٌ بعلامةِ النّصْرِ الذي (مُتْناهُ) فوقَ الحائطِ المهْدومِ . في الأظلافِ والدَّمْعِ الذي يسْتافُ قطْرَ الماءِ في برديَّةِ البسلاءِ والنبلاءِ والشُّجعان ، في نيشانِ نصْرٍ شامخٍ (عشناهُ) أشعاراً ، تركْنا طفلةً في النارِ تُنضِجُها سَمومُ القصْفِ والغَسَقِ المُحمْحِمِ في خِضابِ الرَّملِ والقيعانِ :
                                هيّا يا جِياعَ القلْبْ !

                                3-الصدق / الفجيعة:
                                لماذا كلُّ هذا الخوْفِ ؟ أيةَ حيلةٍ ترْجونَ ؟ والصَّقْرُ الذي منْ حولِهِ تهذونَ في الليْلاتِ محْضُ حمامةٍ ، قلتُمْ بديعَ الشعرِ حينَ نأَتْ
                                وقُلتُمْ سوفَ نُرجِعُها إلى العُشِّ الذي هَجَرَتْ
                                4-الغياب / الدم المسفوك:
                                لماذا كلُّ شيءٍ غائبٌ ، والرَّمْلُ متَّسِعٌ ، وتلك سقيفةٌ لنْ تجْمعَ الخطباءَ في زمَنِ انثيالِ الجْرْحِ ، في زمنِ اسْتلابِ الروحِ ..
                                عُدْ يا بحْرُ ، عْدْ يا شعْرُ ، تكتُمُ جُرحَكَ المفتوحَ ، قلْ ماذا يقولُ النَّرجسُ المسفوكُ للأرْضِ التي بَعُدَتْ ؟!

                                صنعاء 1/2/1987





                                (تم نشر الديوان، بحمد الله)

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                                أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة
                                يعمل...