رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريم الدكتور .. تيسير الناشف ...
السؤال الحادي عشر: ما هي نظرتك إلى ضمير المتكلم "أنا" في الأعمال الأدبية والفكرية؟
"الأنا" كيان معقد، ويتجلى تعقده في كثرة العوامل النفسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية المتداخلة والنشيطة المكونة لها. وتتكون "الأنا" أيضا من العقل والفكر والضمير والإيمان ومن التمنيات والرغبات والأمال والتوقعات المتداخلة والنشيطة. والنشاط داخل النفس هو تفاعل تلك العوامل كلها في محيط طبيعي أو محيط اجتماعي.
ويختلف الناس بعضهم عن بعض في مدى حضور أو تأثير كل عامل من هذه العوامل في العوامل الأخرى، ويختلفون أيضا بعضهم عن بعض في مدى وعي الفرد الإنسان بنفسه وبتعقدها. ولا يستطيع الفكر أو العقل أن يحيط بالنفس علما لأن النفس أكثر شمولا من الفكر والعقل.
ونظرا إلى انعدام الوعي الكامل لدى الفرد الإنسان بنفسه يمكن ومن الطيب أن يؤدي العامل الروحي أو الإيماني دورا أكبر في توجيه حياة النفس لأن ذلك العامل يسمو فوق العوامل والاعتبارات الدنيوية وغير الروحية.
ومما يزيد من تعقد "الأنا" وجودها في المحيط الاجتماعي. ف"أنا"ي ليست فقط تكوّن العوامل المتداخلة النشيطة فيها، ولكن أيضا مدى فهم الآخرين لتلك "الأنا" ومدى دقة وصحة تصور الآخرين لتلك "الأنا". وذلك الفهم والتصور أيضا متداخلان ونشيطان - أي متغيران - وبالتالي فإن "أنا"ي لدي الآخرين ليست "أنا"ي كما أفهمها أنا نفسي.
و"الأنا" أكثر تجليا في الأدب لأنه أقل صلفا وأكثر واقعية وأشد مساسا بالواقع ولمسا له وأكثر نزاهة وإخلاصا.
يشير هذا البيان إلى أن "الأنا" كيان متغير غير مستقل. وما الظن بثبات "الأنا" سوى نوع من الوهم.
الكلام يطول في هذا الموضوع.
أشكرك على إتاحة الفرصة لأن أشاطركم آرائي في مواضيع تمس جوهر حياتنا وقضايانا عربا ومسلمين وبشرا.
مع الاحترام والمودة.
السؤال الحادي عشر: ما هي نظرتك إلى ضمير المتكلم "أنا" في الأعمال الأدبية والفكرية؟
"الأنا" كيان معقد، ويتجلى تعقده في كثرة العوامل النفسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية المتداخلة والنشيطة المكونة لها. وتتكون "الأنا" أيضا من العقل والفكر والضمير والإيمان ومن التمنيات والرغبات والأمال والتوقعات المتداخلة والنشيطة. والنشاط داخل النفس هو تفاعل تلك العوامل كلها في محيط طبيعي أو محيط اجتماعي.
ويختلف الناس بعضهم عن بعض في مدى حضور أو تأثير كل عامل من هذه العوامل في العوامل الأخرى، ويختلفون أيضا بعضهم عن بعض في مدى وعي الفرد الإنسان بنفسه وبتعقدها. ولا يستطيع الفكر أو العقل أن يحيط بالنفس علما لأن النفس أكثر شمولا من الفكر والعقل.
ونظرا إلى انعدام الوعي الكامل لدى الفرد الإنسان بنفسه يمكن ومن الطيب أن يؤدي العامل الروحي أو الإيماني دورا أكبر في توجيه حياة النفس لأن ذلك العامل يسمو فوق العوامل والاعتبارات الدنيوية وغير الروحية.
ومما يزيد من تعقد "الأنا" وجودها في المحيط الاجتماعي. ف"أنا"ي ليست فقط تكوّن العوامل المتداخلة النشيطة فيها، ولكن أيضا مدى فهم الآخرين لتلك "الأنا" ومدى دقة وصحة تصور الآخرين لتلك "الأنا". وذلك الفهم والتصور أيضا متداخلان ونشيطان - أي متغيران - وبالتالي فإن "أنا"ي لدي الآخرين ليست "أنا"ي كما أفهمها أنا نفسي.
و"الأنا" أكثر تجليا في الأدب لأنه أقل صلفا وأكثر واقعية وأشد مساسا بالواقع ولمسا له وأكثر نزاهة وإخلاصا.
يشير هذا البيان إلى أن "الأنا" كيان متغير غير مستقل. وما الظن بثبات "الأنا" سوى نوع من الوهم.
الكلام يطول في هذا الموضوع.
أشكرك على إتاحة الفرصة لأن أشاطركم آرائي في مواضيع تمس جوهر حياتنا وقضايانا عربا ومسلمين وبشرا.
مع الاحترام والمودة.
تعليق