الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

قصيدة للشاعر عمر منيب ادلبي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صلاح الحسن
    كاتب مسجل
    • Feb 2004
    • 227
    • أقلل عتابك فالمقام قليلُ

      والدهر يعدل تارة ويميلُ

    قصيدة للشاعر عمر منيب ادلبي

    [align=center:c03fc762b7]قصائد مشــبهة بالفعــل

    ـ الأرض‏

    يَودّون لو أنتهي‏

    مثل كلِّ الكلام المباحْ‏

    يودّون لو يتقوَّسُ ظهري،‏

    ويسقط من لغة العمرِ‏

    حرفُ الصّباحْ‏

    يدي جفنُ هذا التّرابِ‏

    الذي سخّنته الهزائمُ‏

    حتى التبخّرِ‏

    ماذا تراني سأفعلُ‏

    حين يعضُّ الخليفةُ ثلجَ أصابعهِ‏

    ويشيحُ انكسارهُ عنّي؟‏

    وماذا سأفعلُ‏

    حين تسيلُ على وجنةِ النازفينَ‏

    الأناشيدُ:‏

    صبراً فموعدُكم جرحُ أرضٍ يبابْ!!؟‏

    إلى من أدحرج غيمي الهزيلَ‏

    لينفخَ فيه جنونَ الهطولِ‏

    وحولي يقيم الخواءُ تماثيلَهُ؟‏

    صدئٌ أيّهذا الخرابْ!!‏

    وقوفاً بمفترق النارِ‏

    أَشهدُ:‏

    رأسٌ وحيدٌ لكلّ الحواةِ‏

    يودُّ لو انّي‏

    أخبّئ آخرَ صوتٍ لديَّ بكفيهِ‏

    كي لا أحاولَ أن أتلمّسَ وجهي الشقيَّ‏

    النبيَّ‏

    وأوقفَ نزفَ جهاتِ السرابْ.‏

    وقوفاً أراني،‏

    استرقتُ قليلاً من الصّحوِ‏

    كي أَشهدَ اليومَ نخلاً‏

    تناهضَ حتى تجمّعَ في ركبتيهِ‏

    على هيئةِ القبرِ‏

    والقبرُ في بحرِ عمري يعومُ.‏

    وأَشهد كيفَ تطوّحني كالحاتُ الحدودِ‏

    لها قرصُ شمسي يدورُ‏

    ولي عورةٌ في مهبِّ العيونِ‏

    تكوّرني،‏

    ثمَ أَصْغُرُ أكثرَ من حبةِ الرملِ‏

    والرملُ قربَ شهيقي يحومُ.‏

    هو النهر منّي‏

    غداة تسرّبَ من غبطةِ الهم سراً‏

    هديلُ بكائي‏

    ومدد دمعي على أفقٍ‏

    يُولمُ الشوكَ،‏

    لا شيءَ غيرُ الجفافِ دمي،‏

    وتُشيعُ القوافلُ:‏

    غارت ملائكةُ الماءِ عند السقوط الأخيرْ.‏

    سآمة وجهي من هجرة الدمعِ‏

    ما من سحابٍ يُقِلْنِي إلى حضرةِ الماءِ‏

    والماءُ شيخٌ جليلٌ‏

    وسُبْحَةُ وِرْدِيَ لمَّا تَزَلْ أبجديتَهُ‏

    كيف صارَ‏

    وصرتُ المريدَ؟‏

    يمدُّ يديهِ‏

    أُقَبِّلُ،‏

    أو أُكتَبَ اليومَ زنديقَ‏

    هذا الزمانِ المريرْ.‏

    فكيف بآلاء هذا الزمان الأجاجِ‏

    أكذّبُ؟‏

    إن خفَّ يومٌ جنينٌ إليَّ‏

    ولم أستزِدْ من أخيهِ الكبيرْ‏

    وكيف بآلاءِ صمتيَ أكفرُ؟‏

    حتى لُعنتُ... حُرقتُ‏

    وذنبيَ إنّي بسرّي عن الغيب للرّيح بحتُ‏

    سآمةُ قلبيَ‏

    من غيمةٍ باتّساع الفضاءِ‏

    تضيق على قطرةٍ تتلألأُ‏

    في عينِ عصفورةٍ في الهجير‏

    يودون لو أنتهي‏

    مثل أسطورة في كتاب صغير‏

    يودون‏

    لكنني ما قبست من الضوء فيَّ‏

    إلى الآن غير فتيلٍ قصير‏

    ـ الشورى‏

    سابحٌ في الخوفِ‏

    لا ميناء ينجيني‏

    من الموج الذي لا يستريحُ .‏

    لكأنّي مفردٌ‏

    إلا من اسمي‏

    أعزلٌ إلا من الهطلِ الذي يهمي الجريحُ .‏

    لم تَكَدْ كفايَ تقسو‏

    حين سارت في عروقي رعشةٌ‏

    تنبئُ عن عمقِ سؤالي.‏

    كل ما تخفيه عنّي الحجبُ السوداءُ‏

    ألقى بي شقياً‏

    قابَ قوسين وأدنى‏

    من ضلالي.‏

    لكأنَّ الأرضَ قبري،‏

    ويوازيها هوائي المرُّ‏

    حتى لا أرى منّي‏

    ولا مثقالَ شبرٍ‏

    من ظلالي.‏

    أيها الغيبُ لماذا‏

    قلت كن للحزنِ عمري؟‏

    ولماذا أَمرُهُمْ شورى‏

    وما استفتيتُ يوماً ما بأمري؟‏

    ربّما أمحو سطوراً‏

    بعصا الشكِّ‏

    لأشتقَّ من الأسبابِ ما يزكي يقيني.‏

    أيها الغيبُ الذي يسكن في قلبي‏

    أما من آيةٍ‏

    ما مسّها إنسٌ ولا جانٌ‏

    تؤاخيني‏

    لأنجو من ظنوني؟‏

    ـ الدخان‏

    ولمّا يكن موعدٌ بيننا‏

    كي تغيبي‏

    إلى آخر القطرات بفنجان صبري.‏

    هدوءٌ سحيقٌ‏

    يُشيّع نقرَ أصابعيَ الراجفاتِ‏

    على ركبتيَّ‏

    وقلبي بدا مسرفاً بالطبولِ‏

    يودُّ انحسارَ القميص قليلاً‏

    ليخرجَ عينيه من باب صدري.‏

    تضاءلَ ظلّي‏

    ولم يُبدِ ليلُ انتظاريَ‏

    من خيطكِ اللؤلؤيِّ حضوراً‏

    ليسموَ بالوَرْدِ فجري.‏

    جميعُ الدّروبِ إلى القلبِ تفضي‏

    فما السرُّ كي يتورَّدَ حزني‏

    على عتباتِ خدودي؟‏

    وهذا الضَّياعُ الطويلُ‏

    لمن يكمنُ الآن قربي‏

    ويبدو أشدَّ التباساً من البحرِ؟‏

    هذا الدخانُ السَّديميُّ‏

    يحجبُ عنّي أصابعَ كفي‏

    كأنّيَ في لُجَّةِ الموجِ‏

    في ظلماتٍ بدا بعضُها فوق بعضٍ‏

    فماذا تخبئُ لي يا ظلامُ؟‏

    وهذي القناديلُ‏

    ما زلتُ فيها الفتيلَ‏

    ولم أستطع في كثيف الدخان سطوعاً‏

    فكيف أقولُ: عليكِ السلامُ؟‏

    صدايَ ردايَ،‏

    وبينهما يزحف الوقتُ‏

    كالسلحفاةِ على تلّةِ الرملِ‏

    لكن ظلّيَ لا يستطيلُ‏

    بما لا يحقّ لمثليَ أن يستطيلَ‏

    وئيداً تَثَامَلَ برزخُ بحرينِ‏

    خَالطَ فِيَّ الفراغَ ازدحامُ.‏

    فكيف أُعِدُّ صبايَ‏

    أَعُدُّ خطايَ إلى درب روحي إليك؟‏

    وكيف أقولُ: عليكِ السلامُ؟‏

    فلولا تهزّينَ لغزاً عتيماً‏

    تَنَاوَمَ فوقي،‏

    فترتَدُّ للعينِ أجنحةُ الضوءِ‏

    لولا قرأتِ عليَّ من الآيِ‏

    ما شاءَ للروحِ أن تحتفي بالسماءِ‏

    غداة الدخانِ‏

    فآتيك ماءً معيناً‏

    يقولُ: عليكِ الغمامُ.‏

    ـ الشعراء‏

    لِمَنِ القصيدةُ تشعل القنديلَ‏

    في أفق تكحّلَ بالمراثي‏

    والعيون الغائرة؟‏

    للزاحفينَ إلى شرود الخمرِ؟‏

    أم لتمائم الأشباحِ‏

    يُخرِجُ سحرَها العبثيَّ‏

    مصباحٌ غفا في الذاكرة؟‏

    للشّعر أخلعُ قبّعاتِ النعي‏

    للبحرِ المعلّق من مساميرِ الخليلِ‏

    وغزوة النّثر الهزيلِ‏

    وما يكابدهُ المغنّي‏

    والحوارُ.‏

    للناي تكسر وزنَها الرعويَّ‏

    حين تطلُّ راقصةٌ،‏

    ويضحك شهريارُ.‏

    لنوافذِ الكلماتِ لا تفضي إذا فُتِحتْ‏

    إلى أسرارها‏

    فكأَنّها الضدانِ يلتبسانِ‏

    أمواهٌ ونارُ.‏

    متوهماً بطيوف موسيقا تراقصُهُ‏

    احتمى قلمي بشالِ الشِّعرِ‏

    كان البردُ يدلقُ من خوابيه‏

    النعاسَ على الغناءْ.‏

    متوهماً قلبي،‏

    تأرجح في العروضِ‏

    ولم يذق في حانة الشعراءِ نخباً‏

    غيرَ ما عَصَرَ الهواءْ.‏

    لا بُدَّ من صمتٍ جليلٍ‏

    كي يَعُدَّ القلبُ من خفقاته الموتى،‏

    ويصغي للسماءْ.‏

    ولنبضهِ أن يستريحَ الآنَ‏

    من عصفِ القوافي‏

    من ضلالِ نبوءةِ الكلماتِ‏

    حتّى يقفلَ الشعراءُ‏

    حانوتَ التفجّعِ والبكاءْ.‏

    لا مرفأً آنستُ في زبدِ الكلامِ‏

    ولا تسابيحاً لحرفٍ إن هوى‏

    من سورةِ الشعراءِ‏

    يُنْهِضُني ويمضي صوبَ سدرةِ نشأتي،‏

    فلأيِّ حادثةٍ‏

    يردُّ النصُّ أسبابَ النزولِ‏

    إذا اليقينُ هو احتمالُ؟‏

    ولمن يعيد الشِّعرُ‏

    ترتيبَ الجهاتِ‏

    إذا الجنوبُ هو الشمالُ؟‏

    للشعرِ أخلع قبّعات النّعي،‏

    للشعراءِ‏

    ما دامت مدائنهم تحاصرها جيوشُ الغيبِ‏




    عمر منيب ادلبي[/align:c03fc762b7]
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #2
    [align=center:0a306f6cbf] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    لكل من تأتي به تحية ولك تحيتان

    ربما أصبح كلامنا كله مشبه بالفعل

    أهلا بكما[/align:0a306f6cbf]

    تعليق

    • صلاح الحسن
      كاتب مسجل
      • Feb 2004
      • 227
      • أقلل عتابك فالمقام قليلُ

        والدهر يعدل تارة ويميلُ

      #3
      أشكر لك سعة صدرك

      أيها الصديق

      وعمر من الشعراء المميزين

      وقد حصل على عدة جوائز محلية وعربية

      منها سعاد الصباح

      تعليق

      يعمل...