تويت
شعر: جاسم الصحيح
بين يدي عمرو بن كلثوم في معلقته (الا هُبِّي..)
رمزاً لاستنهاض أمة بأكملها
أتوقظ شيمةَ الكلمات فينا
قصيدتُك التي هجعت سنينا؟
(معلقة) محنطة.. ولكن
هنا أجراسها تلد الرنينا!
فهل حقنت بنا الذكرى دماها
أم ان النوق تجتر الحنينا؟
لقد خُنَّا القصيدة في المعاني..
فمن حق القصيدة ان تخونا!
فيا (عمرو) الاباء إذا تجلى
يجسد: (أن يكون).. بأن يكونا
خرجنا منك.. من لغة المعالي..
كنهر ضيع المجرى الأمينا
وسرنا في فضيحتنا عراةً
نراوغ في شوارعها، العيونا
ف(تغلب) باعت الآسادَ حتى
رأينا الجرو يقتحم العرينا
علينا ان نقيم لنا بلاداً!
تغالب في حقيقتها، الظنونا
هنا.. والحرب في الأرحام تسري
وتختطف السكينة والسكونا
(ملأنا البر) مثلك.. غير أنا
ملأنا البر زيتوناً وتينا
تقوس صمتنا فوق الليالي
ومرت تحته الدنيا قرونا
اتى الطوفان وابتلع الروابي
ولم نبرح نعد له السفينا
نقرط مسمع الفصحى، ولكن
بفلسفة معبأة طنينا
وأفرغنا القصائد من رؤاها
لنحمل في حقائبها، الأنينا
لنا في كل قافية جراح
تضاف إلى جراح الطيبينا
إذا ما زارنا فرح.. وجلَّى
ملامحة.. نرى فرحاً حزينا
وقد كنا نسمي الخيل خيلاً
إذا رحنا ندك بها الحصونا
وطاشت ثورة الأسماء حتى
أضعنا بينها الاسم المبينا
حناناً بالجياع إذا تجلى
لهم كفن فسموه: طحينا
المصدر
تعليق