السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك بداية على هذا الطرح المفيد
سأحاول طرح بعض الحلول، رغم أني أعتقد أن المسألة ليست مجرد حبوب سريعة المفعول تعالج الداء وتنهي المشكلة، لأنها ليست مجرد مشكلة بسيطة تنتهي بحل سريع وفوري وإنما هي نتيجة سبقها الكثير من الأسباب التي يجب معالجتها أولاً..
المشكلة تبدأ منذ السنوات الأولى من عمر الطفل، وهي السنوات الأخطر في حياة الإنسان والتي للأسف يستهين بها الأهل .. وأنا أرى أن اللوم أولا وأخيرا يقع على الأهل..
مثلاً طريقة تربية الفتاة وأسلوب التعامل معها يكوّن لديها فكرة أن أنوثتها وجمالها هو ما سيحقق لها السعادة ويجعلها محبوبة من قبل الآخرين، ومن خلال أنوثتها فقط تستطيع الحصول على كل ما تريده.. مما يجعل حياتها متمحورة حول ذاتها وكيانها كأنثى لا يهمها سوى لفت انتباه الرجل واهتمامه..
كذلك الشاب الذي ينشئ في أسرة متفككة، يعاني فيها من الفراغ العاطفي والوجداني ومن اهتمام الآخرين به، ومن فقدان القيمة والهدف لحياته، ، سيبحث لا شك عن بديل يشبع حاجته من الحب والاهتمام والفرصة للتعبير عن الذات، وربما يجد ذلك في صورة مطرب أو مطربة..
الفساد موجود في كل العصور وليست المشكلة بوجود الفضائيات فقط، للفساد عدة أشكال، ويمكن للشاب أن يخطىء حتى لو حُبس في غرفته، فالخطيئة تبدأ من القلب ثم الجوارح تصدقها أو تكذبها..
سأطرح هنا مثالين من أرض الواقع، عن أسرتين في كل واحدة منها توجد ثلاث فتيات، في الأسرة الأولى الأب لا يسمح لبناته بالخروج من المنزل، وبالتالي لم يحصلن سوى على الشهادة الابتدائية، حيث أنها إلزامية، وهكذا كان عليهن البقاء في المنزل وانتظار زوج المستقبل. طبعاً الهم الوحيد لهكذا فتيات هو الاهتمام بجمالهن وقضاء ساعات طويلة أمام المرآة إلى أن يأتي ابن الحلال... وبالمناسبة.. لم يكن يوجد في بيتهن أي قنوات فضائية.. لكن مع ذلك كنّ يستطعن الحصول على كل ما تبثه الفضائيات من خلال أقراص ليزرية يقمن بتهريبها للمنزل!!!
وبالتالي ماذا كانت النتيجة.. ضياع ما يقرب من العشر سنوات من حياة أولئك الفتيات في تعلّم فنون الغنج والدلع والمكياج وتكريس حياتهن كلها لهدف واحد هو انتظار فارس الأحلام!!
الأسرة الثانية لا تسمح بزواج بناتها قبل دخول الجامعة على الأقل.. وبالتالي حياتهن كانت عبارة عن دراسة وتحصيل علمي بحيث لم يكن لديهم حتى الوقت لمتابعة الفضائيات رغم وجودها في بيتهم!!!
إذاً.. هل المشكلة بوجود الفضائيات أو عدمها؟؟!!
أعتذر على الإطالة وسأحاول الآن طرح بعض الحلول باختصار:
أن تبدأ التربية من السنوات الأولى من عمر الطفل، لا أن ننتظر حتى يخطئوا ونأتي لنصحح ونرمم ما كسرناه نحن!!
أن نفهم أن ميول كلا الطرفين للآخر أمر طبيعي جدا ولا يمكن إنكاره أو تجاهله، وإنما معرفة كيفية توجيه هذا الميول بالشكل الصحيح..
نحتاج لإلغاء كلمة (لا) من قاموس التربية، واستبدالها بكلمة (لأنه)
يجب إقناع الطفل ومناقشته بكل سلوك وبكل تصرف ليصل بنفسه إلى اكتشاف المغزى من وراء هذه الـ( لا )
الجواب الوحيد الذي تجده لدى أي أم هو فقط كلمة عيب.. دون أن تكلف نفسها عناء شرح لم هو عيب هذا إن كانت تعرف أساساً!!
هكذا تربينا على سياسة المنع والكبت والتعتيم والهروب من كل المواضيع الحساسة والخوف من مناقشتها بحجة انه عيب وفقط..
محاولة تفريغ الطاقة الموجودة لدى الشبان في أمور نافعة، حيث أن الفراغ من اخطر الأمور التي تهدد الشاب والفتاة بالإضافة إلى الفراغ العاطفي والتفكك الأسري وضعف العلاقات بين الأب وابنه وبين الأم وابنتها.. ومحاولة ملئ فراغهم وتفريغ طاقاتهم بأمور أهم وأسمى ودفعهم لتحديد أهداف قيمة لحياتهم ..
الأهم من ذلك كله
التصالح مع الدين والفكر الإسلامي .. حيث نجد الكثير من الشباب بعيدون تماما عن القيم الإسلامية النبيلة لأن الدين يمثل لهم مجرد قيود و فرائض ونواهي ..
لذلك نحتاج لفهم روح الإسلام الحقيقي.. علينا أولا أن نفهم الله أكثر وان نحب الله أكثر.. لنتمكن من التصالح مع أنفسنا..
تعليق