الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زهرة مبارك
    كاتب مسجل
    • Nov 2007
    • 3

    #16
    امن انت بفكرتك اولا امن بها الى حد الاعتقاد الحار فانا لا اؤمن ابدا بفكرة تنبع من قلب بارد لا من فكر مشع
    اوقع معكم على ميثاق المربد

    ارجوا منكم ايصال مشاركتي الى الجهة المعنية بالمسابقة تعذر علي ارسالها عن طريف البريد الالكتروني الموجه من قبلكم

    طلب مشاركة


    يطيب لي انا زهراء مبارك من دولة الجزائر أن أشارك في مسابقة القصة التي أعلن عنها موقعكم * المربد * بقصة مذكرات رجل تافه .


    وتبعا لشروط المسابقة أرفقها بقصتين واحدة حائزة على جائزة دولية من فرنسا للقصة بعنوان لذة وإعصار جسد وثانية طويلة بعنوان حكاية قلب


    وهذه مقتطفات من سيرتي الذاتية

    زهرة مبارك كاتبة صحفية من الجزائر خريجة معهد الأعلام الألي لتسيير بجامعة ابن خلدون بولاية تيارت بالجزائر.
    وطالبة سنة ثالثة قانون أعمال.
    ومراسلة صحفية منذ حوالي 10 سنوات .
    تكوين صحفي مع منظمات دولية عاملة في حقل الأعلام .كفريدم هاوس الأمريكية وفريديرش ألبارت الألمانية .
    منشطة ثقافية في القطاع الخاص العامل في السمعي البصري
    موظفة بإحدى فروع شركة سوناطراك
    شاعرة مبتدئة وقاصة لها مخطوط بعنوان مذكرات رجل تافه يحوي مجموعة من القصص ( سيد الجواري، إلى حضرة المحترم جسدي ،من هنا مر المستشار ، حكاية قلب هذه الأخيرة عبارة عن قصة طويلة ستنشر في كتاب بنوغرافيا القصة النسوية بالجزائر في إطار فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة لعربية
    جائزة دولية في القصة القصيرة عن قصة لذة وإعصار جسد
    حائزة على العديد من الشهادات التقديرية والشرفية لمشاركتها في العديد من البرامج والملتقيات الثقافية بالجزائر

    مذكرات رجل تافه
    ها



    ***********
    **********
    ******
    حذفت القصة لمخالفة ميثاق المربد
    قبل أن تكون مخالف لمسابقة المربد الأدبية
    طارق شفيق حقي
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 12-22-2007, 03:44 AM.

    تعليق

    • الحمري محمد
      كاتب مسجل
      • Nov 2007
      • 76
      • افضل ما يفعله الانسان أن يحيل أوسع تجربة ممكنة الى وعي


        بطل رواية الامل .
        مالرو

      #17
      رد: مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))

      هذه بعض المحاولا ت التى اتمنى ان ترقى الى ما هو مطلوب.
      كل المحبة.
      القصة القصيرة الاولى.

      المشجب

      على المشجب الخشبي,وضع طربوشه,معطفه فسرواله لكي يتجنب عناء كيه ثانية.تمدد ليريح قدميه وظهره من وقوف النهار...ونفسه من اهاناته المتكررة...نظر الى المشجب بتوجس....
      تحرك ببطء,فتح الباب ... وأحكم اغلاقه خلفه..هرول وسط الزحام.
      نجا من نزق دراجة حادت منكبه.
      دلف من الباب المحروس للبناية.لم يوقفه الحارس لأن الشارة لاتزال تزين الجانب الأيسر من المعطف.اندس مع آخرين في مصعد خاص...
      فتح الباب دون أن يطرقه,لم يغلقه...
      خلف المكتب رجل بدين يرفع قدمين نزع عنهما الحذاء والجوارب...
      اندهش.كيف لبوابه أن يقتحم عليه خلوته دون استئذان؟
      ولان الباب ظل مواربا,سمع دوي صفعة...
      فتفككت أوصال المشجب الخشبي...
      على الخد الأيمن أثر اعتداء عميق...
      دلت الشارة عليه...اقتيد من على سريره ـ حيث أراح ظهره ولم يرح نفسه من اهانات الصباح ـ بتهمة تحريض الأموات ....

      القصة القصيرة الثانية

      حكاية شجرة

      كان علي أن أنحنى قليلا,رغم قصر قامتى,لألج بهو المسجد العتيق...
      استقبلتنى كعادتها,منذ سنين خلت,نضارة..صلابة...ورائحة فريدة...
      شجرة التين هذه,خلسة ونحن نمحى الواحنا تحت ظلها,كنا نقطف ما تدلى منها ـ غالبا ما تكون تمارا لم تنضج بعد ـ لتتشقق شفاهنا بعد يوم واحد كدليل على تلبسنا.فكان العقاب ...لا خروج لمحو الالواح
      كل قطرة ماء سقطت,في بهو المسجد العتيق,كانت تسقي شجرة التين تلك.ماء الواح...ماء مطر...ماء وضوء...ماء...
      شجرة التين هاته لم يمل الفقيه من تشبيه رؤوس الشياطين بفروعها الضخمة...وحدثنا أكثر من مرة,خصوصا كلما حل مريد جديد,عن سر تلك الاقمشة التى تعلو أغصانها...حدث أن تسلقها طفل في سنكم ...علق بها منذ ذلك الزمن... تحول الى طائر ابيض يحرس الشجرة ليلا...
      اقتربت من صبي يصارع لاخفاء حرف القاف من على لوحته ـ كانت الكلمة اقرأ ـ
      استهوتنى رائحة الصلصال ولزوجته...ربت على رأسه الصغير...سألته ـ فقط لكي أعرف هل لا يزال هناك وجود لخرافة الفقيه ـ لمن هذه البقايا من الاقمشة؟
      رفع عينين يشع منهما الذكاء وأجاب
      ليخيفنا بها نحن العصافير...وابتسم


      القصة الثالثة
      الدورية

      كان الحاكم الفرنسي يجبر أهل الدواوير التى تحاديها خطوط الهاتف على حراستها ليلا.
      وكلما جن الليل, رأيت أشخاصا أسندوا ظهورهم لأعمدة الهاتف,لدرجة صارت معها الأعمدة تحمل أسماء حراسها.وكانت الأوامر...بين كل عمودين محروسين, عمودان دون حراسة.لسببين اثنين
      الأول,ليبتعد الحراس عن بعضهم حتى لا يلهيهم الحديث عن الحراسة
      والثاني,ليضمن الحاكم تغطية كاملة على طول الخط الهاتفي.
      فضلت العمود العاشر لقربه من المدرسة التى ستكون وجهتى مع ساعات الصبح الأولى ...
      ولكي أكون قريبا من رجل فى عقده الرابع, من القرية المجاورة,كان يعفينى من حراسة العمود ـ اعترافا منه بجميل والدى عليه أن علمه القرآن ـ وكان لا يوقظني الا عندما تقترب دورية الحاكم الفرنسي الذي لا يتردد فى اصدار حكمه والذى صار معروفا ...شهرا حبسا لمن ضبط نائما...لينفذ الحكم صباح اليوم بمكتب الحاكم الفرنسي بزيه العسكري, واستحمامه الصباحي,ورائحته الافرنجية...
      في احدى دورياته, كنت نسيت ما يشبه المحفظة معلقة على عمود الهاتف الذى أحرسه,لكي لايتسلل النمل لقطعة الخبز الأسود وقنينة الشاي القطرانية اللون.
      سألني الحاكم بلكنة وجدت صعوبة في فهمها
      اش هذا؟{يعنى ما هذا؟ّ
      وأشار الى محفظتي المعلقة.
      أجبت لتوي وبثقة طفل أراد أن يظهر,في أول فرصة أتيحت له,براعة اتقانه للغة الحاكم الفرنسي...
      Mon cartable Monsieur
      فكانت آخر ليلة أحرس فيها عمودي العاشر...
      التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 12-03-2007, 01:47 AM.

      تعليق

      • الصديق بودوارة
        كاتب مسجل
        • Apr 2007
        • 4

        #18
        رد: مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))

        القصة الأولى


        حبة أسبرين


        (( نُكب البرامكة ، يقول التاريخ ، نكبهم الرشيد فشتت شملهم ، صاروا أثراً بعد عين . ))

        تجولت الذكرى برأسي ، تخيلتُ مشاهد الذبح الحلال والسياف المجتهد بفصل الرؤوس عن أجسادها ، وتختلط الأجساد برؤوس غيرها ، هذا الرأس ليس لهذا الجسد ، أين اذاً جسده ؟ ، وذلك الدم يجري بينهما جسدٌ ميت ورأس مقطوع .

        ـ ونُكبتُ أنا ، ( كان يحدث نفسه كالممسوس ) ، نُكبتُ أنا ، ليس الرشيد هذه المرة من نكبني ، لكنها هى ،
        هي يا مستور .

        خاطبني للمرة الأولى .

        عاد لهذيانه ، وعدت أنا لبعض شأني ، كنت أضمد جرحاً لا دماء له ، أغلق بحبة الاسبرين ثغرةً في رأسي لكن الصداع يرفض هذه الحيلة المستهلكة وينصب الألم عرسه الصاخب ، هناك ، وسط جمجمتي تماماً ، تحرث سنابك خيله الظافرات ساحة جبهتي ويظل يوجعني بايقاعات طبوله المدوية .

        (( و نكب المسلمون ذلك اليوم ، كانت هند تأكل كبد حمزة ، تمضع اللحم ولذة الشبع تداعب مذاقها ، كانت كبد حمزة شهية الطعم ذلك اليوم ، وكانت المرارة في افواهنا الى اليوم ))

        عاد للهذيان :
        ـ ونُكبتُ أنا يا مستور ، لم تأكل كبدي هند ، لكنني صرت الآن عدماً ، أُكلتُ تماماً ، ولا أتهم هنداً بشئ ، هي التي فعلت .

        لم أعد أطيق مجرد الإنصات إليه ، كان الصداع يحفر بالألم تجاعيداً لا أراها لكني أحس بها ، يزداد النبض ، يتدفق الدم في الأوردة الضيقة فتئن منه ، انتفض مع سياط الألم .. أتوجع .. أكتم آهة وأعجز بعد ذلك عن الكتمان ، ويظل الوجع يسكن رأسي بلا أمل في الرحيل .

        (( كانت سيوف الرشيد تقطع أوصالهم .. أولئك البرامكة .. وفي توقيت واحد أُرسلت فرق الموت الى البيوت تحص كل من ينتسب اليهم .. كانت دماؤهم تلطخ أبواب بيوتهم ))

        ـ اسمعني جيداً .. سأعترف لك يا مستور .. انتظرتها لشهرين .. قمران كاملان .. مشرقان كألف شمس عبرا سمائي .. أحدهما همس لي بمودة بيضاء كوجهه :
        ـ انها مقبلة اليك .. الآن .

        عاد للكلام معي :
        ـ وأقبلت يا مستور .. رأيتها .. كان النسيم يلهو بظفائرها كعادته .. سعيتُ اليها .. من عادة النهار أن يسعى الى شمسه .. بدونها لا يصير نهاراً لذلك يسعى اليها .. أنا ايضاً فعلت لكنها اختفت .. واختفيت أنا أصبحنا ظلالاً لا شكل لها .. تبتعد كلما ارادت الاقتراب .. كنت على ضفة الغدير يا مستور والعطش يقتلني لكني عدت منهكاً يقتلني العطش .
        كان بودي أن أواسيه ببعض الكلام الطيب .. أن أمسح القليل من احزانه بالقليل من الود لكني عجزت واستعصى على فمي الحديث فقد كان الصداع يتوغل بجحافله داخل العين اليمنى ومنها يرسل جنوده الأشداء الى اليسرى فاعجز عن مجرد التركيز .. كانت الأشياء تبدو لي رمادية ومائعة مالسراب .. وكنت اسند رأسي بيدي .. أضغط بوهن واتقلب في كل اتجاه .. لابد أن يسكن الألم عند هذا الوضع او ذاك الآخر المهم ان يمد لي يده بهدنة مؤقتة .. ارسلت له الرسل .. طلبت الصلح .. توسلت .. لا املك غير هذا الرأس فلا تعبث معي ايها الألم .. لي هذه الجبهة فابعد سنابك خيلك عنها .. دعني أنصت إلى الرجل يشكو ما الم به .. دعنى احيا هذا العمر القصير .. ودعني الآن .. كن على الأقل أقل حدة .. ايها الصداع .. اتحدث معك فاسمعني .

        (( .. ويقولون ان الرشيد لما رأى سطوة الفرس على العرب قرر أن ينكب البرامكة فغضب على وزيره " جعفر البرمكي " .. ومن أحد جسور بغداد استوحى الفكرة .. فشق جسـد الرجل وعلقه نصفاً على كل جانب ))
        شئ كالصداع النصفي .. نصف هنا وآخر هناك .. وجد الرشيد علاجاً للصداع وعجزت أنا . فيما كان صديقي المنكوب كالبرامكة يواصل سرد حكايته من وراء طوفان الألم الذي يضرب رأسي بحقد لا افهمه :
        ـ نكبتني يا مستور .. أشرقت على كالشمس لكنها غربت قبل أن أملأ عيني من نورها .. اختفت يا مستور وعاد لي البرد وذلك الانتظار القديم .. مستور .. ( خاطبني باهتمام هذه المرة ) عاد لك الصداع ؟ ما رأيك بحبة اسبرين ؟




        التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 12-22-2007, 03:46 AM.

        تعليق

        • الصديق بودوارة
          كاتب مسجل
          • Apr 2007
          • 4

          #19
          رد: مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))

          القصة الثانية
          السحابة العاشرة

          (1)

          هناك .. في اقصى الأفق .. حيث يوجد البعيد وتعصب السماء رأسها بتسع سحابات ناصعة كالثلج بينما تراقب العاشرة ما يجري .
          الواقع ان لا شئ يجري .. هذه ليست مفاجأة فذلك الأفق الممتد بلا نهاية لا يضمر شيئاً .. لا ينوي الخير ولا الشر .. انه مجرد افق يعصب رأسه بتسع سحابات بينما تراقب العاشرة ما يجري .

          (2)

          هناك .. مرة أخرى هناك .. اشتقت لوجه حبيبتى و فنجان قهوة .. ربما كانت خطيئتي انى بدأت بالقهوة .. على قعر الفنجان تشكل وجه الفقيه :
          ـ حبيبتك ؟ .. كيف ؟
          سألني والشك يسيل من جوانب فمه كاللعاب :
          ـ هل في الموضوع حلال أم حرام ؟
          عاد للشك :
          ـ في الموضوع عاطفة ؟ حنين الى االبعيد عن متناول اليد القريب من متناول القلب ؟

          خرج الوجه من الفنجان بعض الشئ .. صار اكثر وضوحاً :
          ـ رجس من عمل الشيطان ؟
          صاح في وجهي ، غافلته وشربته مع القهوة .. صار الفنجان جزيرة من سائل حاد المرارة وصرت سندباداً ضائعاً بلا حتى حطام سفينة ومن بعيد ظل وجه حبيبتى يسكن قعر الفناجين خائفاً من وجوه غائمة الملامح تتشكل على سطح قهوة سوداء .

          (3)

          قررت أن اصبح بطلاً ..
          اخبروني ان عبور الصحراء بطولة وان عبور البحر بطولة.. وان رفع الاثقال بطولة ..وان الصمت هو اكبر البطولات.
          قررت ان اصمت ( بطولة كبرى بثمن قليل ) قلت لنفسي :

          ـ في الصحراء سيقتلني العطش وفي البحر سأموت غرقاً .. وسأعجز بالتأكيد عن رفع الأثقال .
          قلت لنفسي .. وهكذا كان .
          اشتريت منزلاً جدرانه كاتمة للصوت وحديقته لا تغني فيها الطيور .. وتزوجت قطعة من هدوء مميت وأنجبت اطفالاً بلا السنة .. اخترت حياة مليئة بالصور بالمشاهد .. لكنها بلا صوت .

          كنت احب الطرب لكني صرت استمع الى مطربين يحركون شفاههم ويلوحون بايديهم دون أن يتفوهوا بكلمة واحدة .
          هكذا صرت بطلاً .. لكني مت .. توفاني الله .. فقد قتلني الحنين الى الكلام .

          (4)

          " الجامد " عفريت طيب .. لم يؤذ بشراً طيلة حياته المديدة ، لم يسكن قارورة من زجاج ازرق ، ولم يدركه النوم داخل ابريق لزيت الطعام ، ولم يتشكل يوماً في صورة وحش كاسر او حتى ارنب وديع .

          " الجامد " عفريت حسن السمعة يسكن بيته الخاص به .. المخصص للعفاريت امثاله .. لكن الرجل ( اقصد العفريت ) وقع فى الحب ، عشق فاتنة ، الواقع انه صبر طويلاً قبل ان ينهار على هذه الصورة :

          ـ فاتنة بشرية رائعة الجمال وانا مجرد عفريت بشع وان كنت حسن السمعة بعض الشئ .
          قال لنفسه ثم اتخد القرار الصعب ..
          ارسل اقاربه الى اهل محبوبته كما يفعل الرجال الطيبون..لم يسكن جسدها او يتسبب لها بالكوارث :

          ـ ابنى عفريت مثابر .يمتلك مستقبلا زاهرا وسبع سحابات بيضاء وقطيع من الغيوم المتخمة بالمطر و.يستطيع ان يوفر لها سكنا لائقا.. صحيح انه لا يحب اباريق الشاى لكنه مستعد للتضحيه من اجلها .

          تكلم والده الشيخ بلهجة رزينة اثارت اعجاب الحضور.
          وافقت البنت..وافق اهلها وبارك أقاربها الزواج المثير للجدل.

          تزوجت " فاتنة " عفريتها الطيب..
          مر زمن طويل على هدا الحدث.. صارت فاتنة اليوم زوجة راشدة تسكن غيمة منذرة بالمطر وترعى قطيعا مباركا من السحب البيضاْء..فيما يدمن زوجها الطيب النوم تحت اجنحة الطيور العابرة مزهوا بزوجته الحسناء وسمعته الطيبة.


          تعليق

          • الصديق بودوارة
            كاتب مسجل
            • Apr 2007
            • 4

            #20
            رد: مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))

            القصة الثالثة
            قلب العفريت
            ـ هكذا هو القلب ، أربع حجرات متجاورة ، يخرج منها الدم ليدخلها من جديد ، كتلة حمراء بحجم قبضة اليد ، ينقبض وينبسط طوال عمره ليزيد في أعماركم .
            أيها البشري التافه ، كيف تحمّل قلبك ما لا يُطاق ، كيف تملأ حجراته الأربع بثقل تنؤ به الجبال ؟
            كان المارد الأزرق اللون الذي انطلق لتوه من تلك الزجاجة يهدد ويتوعد ويرفع صوته الجهوري المرعب في وجه الصياد الهزيل البنية ، الرث الثياب ، الذي انكمش بتأثير الخوف فيما كانت أعضاؤه ترتجف كورقة في مهب الريح :
            ـ لم اجترح المعجزات ، اعذرني أيها العفريت المبجل ، لم اقصد ايقاضك من غفوتك ، كنت اتوسل من هذا البحر الزاخر سمكة وحيدة اقتل بها جوعي فلما التقيتك طمعت بالمزيد .
            جلس العفريت الضخم على رمال الشاطئ ، وأرغم صياده البائس على الجلوس ، فبدا الأمر وكأن جبلاً من الجرانيت الأسود يستضيف ذبابة خجول .
            ـ ولكنك لم تطلب ما يُستحق أن يُطلب من جني مقتدر مثلي ، عفريت في مثل كفاءتي كان يجب أن لا يوقظ من سباته إلا لأمر خطير ، أما أن تقض مضجعي لتطلب مني أن أزوجك ابنة عمك لمجرد أنك تحبها فهذا هو الهراء بعينه .
            لملم الصياد أطراف شجاعته واستعاد أمجاد بشريته التليدة ليتذكر أخيراً أنه حفيد النبي سليمان ، ذلك البشري الذي دانت له رقاب الجن لسنين لا يعلم عددها الا الله ، وبمهجة يمزقها الخوف واجه العفريت المتمرد قائلاً :
            ـ أنا من حررك من الأسر ، وأنا من يأمرك بطاعتي ، هكذا أخبرتنا الحكايات وقالت لنا الأساطير ، غيري كان سيطلب منك جبلاً من ذهب أو قصراً مترعاً بالجواري ، أنا لا أريد عرش بلقيس ، ولا بلقيس ذاتها ، تكفيني ابنة عمي التي اعشقها ، ايها العفريت العاجز ، عن أي كفاءة تتحدث ما دامت قدراتك متدنية الى هذا الحد ؟
            ابتسم الجني لأول مرة فاندلع من فمه البشع لهب أزرق خفيف ، فسرت في المكان موجة من الدفء رغم الريح الشمالية الباردة والغيوم الملبدة بالسواد المنذرة بالمطر :
            ـ شئ واحد لا افهمه ، كيف يمتلئ قلبك بالحب ، بينما يخلو كيسك من المال ، لعل هذا هو سبب فقرك ، قديماً قال حكماء الجن ان المال والحب لا يجتمعان في قلب واحد ولو كان بأربع حجرات ، اسمع ايها البائس ، الآن ادركت سرك العظيم ، لن تكون فقيراً بعد اليوم ولن تضطر الى استجداء مجرد سمكة من هذا البحر المالح ، عاينت الداء ووجدت الدواء ، مثلك لا يسعده جبل من ذهب ولا قصر مترع بالجواري ، سأمنحك قلباًً لم يحلم به بنو البشر ، سيكون لك قلب جني لا يعرف العشق ولا يدخله الدم أو يخرج منه ، عاينت الداء ووجدت الداء .
            رددت الأمواج المضطربة رجع الصدى فانطلق صوت العفريت الصاخب جارفاً في طريقه الرمال الناعمة الرمال الناعمة ، فيما كان الصياد المنهك يعود ادراجه حاملاً شبكته العتيقة وقد التهب صدره بوهج ساخن بعث في أوصاله دفئاً لا حدود له رغم الرياح الشمالية الباردة ورغم الغيوم السوداء الملبدة بالسواد المنذرة بالمطر .

            تعليق

            يعمل...