اخترت لكم من كتاب فنون الأدب للنويري وهذه الموسوعة جديرة بالاقتناء لما تحوي من فنون وآداب وتاريخ وثقافة
وننقل تاريخ القرامطة الذي عاثوا في الأرض خراباً , وفي هذه المقبوس ذكر لحال أرض العراق حيث تكاثرت الفتن
فمن الخوارج للزنج للقرامطة الذين احتلوا الكوفة والبصرة حتى كان هلاكهم على يد رجل يدعى الأصفر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
لنقرأ تاريخ القرامطة وكيف تدثروا بالدين وادعى داعيتهم أنه المهدي وانه رسول الله
ولنتذكر قرامطة العصر كيف تدثروا بلباس الدين وأهلكوا الحرث والنسل وباعوا البلاد لأمريكا
ودعوتهم تشابهم دعوة القرامطة وصور كبارهم في الملاهي والبارات تسجل وتذاع وتوزع علناً
ربما الوحي قد أباح لهم ذلك
كما أباح للقرامطة
القرامطة
وننقل تاريخ القرامطة الذي عاثوا في الأرض خراباً , وفي هذه المقبوس ذكر لحال أرض العراق حيث تكاثرت الفتن
فمن الخوارج للزنج للقرامطة الذين احتلوا الكوفة والبصرة حتى كان هلاكهم على يد رجل يدعى الأصفر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
لنقرأ تاريخ القرامطة وكيف تدثروا بالدين وادعى داعيتهم أنه المهدي وانه رسول الله
ولنتذكر قرامطة العصر كيف تدثروا بلباس الدين وأهلكوا الحرث والنسل وباعوا البلاد لأمريكا
ودعوتهم تشابهم دعوة القرامطة وصور كبارهم في الملاهي والبارات تسجل وتذاع وتوزع علناً
ربما الوحي قد أباح لهم ذلك
كما أباح للقرامطة
القرامطة
وحكى عز الدين بن الأثير الجزري رحمه الله تعالى في تاريخه الكامل - عند ذكره لأخبار
القرامطة قال:
وكان فيما يحكى عن مذهبهم أنهم جاءوا بكتاب فيه - يقول الفرج بن عثمان - وهو من
قرية يقال لها نصرانة، وهو داعية المسيح وهو عيسى، وهو الكلمة، وهو المهدي، وهو
أحمد بن محمد بن الحنفية، وهو جبريل، وذكر أن المسيح تصور له في جسم إنسان وقال:
إنك الداعية، وإنك الحجة، وإنك الناقة، وإنك الدابة، وإنك يحيى بن زكريا، وإنك روح
القدس، وعرفه أن الصلاة أربع ركعات - ركعتان قبل طلوع الشمس، وركعتان قبل غروبها،
وأن الأذان في كل صلاة أن يقول: الله أكبر، أربع مرات وأشهد أن لا إله إلا الله مرتين، أشهد
أن آدم رسول الله، وأشهد أن نوحاً رسول الله، أشهد أن إبراهيم رسول الله، أشهد أن
موسى رسول الله، أشهد أن عيسى رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن
أحمد بن محمد بن الحنفية رسول الله، وأن يقرأ في كل ركعة الاستفتاح، وهو من المنزل على
أحمد بن محمد بن الحنفية، والقبلة إلى بيت القدس، والجمعة يوم الاثنين لا يعمل فيه شيء،
والسورة التي يقرأها: الحمد لله بكلمته وتعالى باسمه، والمنجد لأوليائه بأوليائه، قل إن الأهلة
مواقيت للناس ظاهرها، ليعلم عدد السنين والحساب والشهور والأيام، وباطنها، أوليائي
الذين عرفوا عبادي، سبيلى: اتقوني يا أولي الألباب، وأنا الذي لا أسأل عما أفعل، وأنا
العليم الحكيم، وأنا الذي أبلوا عبادي وأمتحن خلقي، فمن صبر على بلائي ومحنتي
واختباري أدخلته في جنتي وأخلدته في نعيمي، ومن زال عن أمري وكذب رسلي أخلدته
مهاناً في عذابي، وأتممت أجلي وأظهرت أمري على ألسنة رسلي، وأنا الذي لم يعل على
جبار إلا وضعته، ولا عزيز إلا أذللته، وليس الذي أصر على أمره ودام على جهالته، وقال:
أن نبرح عليه عاكفين وبه موقنين، أولئك هم الكافرون، ثم يركع ويقول في ركوعه: سبحان
ربي ورب العزة، وتعالى عما يقول الظالمون يقولها مرتين، فإذا سجد قال: الله أعلى مرتين،
الله أعظم مرتين.
ومن شرائعه أن يصوم يومين في السنة، وهما للمهرجان والنيروز، وأن النبيذ حرام، والخمر
حلال، ولا غسل من جنابة إلا الوضوء كوضوء الصلاة، وأن من حاربه واجب قتله، ومن لم
يحاربه ممن خالفه أخذ منه الجزية، ولا يؤكل كل ذي ناب ولا ذي مخلب.
وقد أخذ هذا الفصل حقه من الإطالة والإسهاب، فلنذكر مبدأ هذه الدعوة.
ابتداء دعوة القرامطة
قال الشريف أبو الحسين رحمه الله تعالى: كان مبدأ هذه الدعوة الخبيثة إلى محمد بن
إسماعيل بن جعفر، وزعموا أنه الإمام المهدي الذي يظهر في آخر الزمان ويقيم الحق وأن
البيعة له، وأن الداعي إنما يأخذها على الناس له، وأن ما يجمع من الأموال مخزون له إلى أن
يظهر، ولم تزل هذه الدعوة إلى محمد بن إسماعيل إلى أن هرب سعيد المسمى بعبيد الله من
سلمية إلى المغرب، وتلقب بالمهدي فصار هو الإمام، وانتسب إلى أنه من ولد إسماعيل بن
جعفر، فنقلوا الدعوة إليه، وكان القول في المبدأ: أن محمد بن إسماعيل حي لم يمت، وأنه
يظهر في آخر الزمان وأنه مهدي الأمة.
قال: ولم يكن هذا المحتال أن يرفع محمد بن إسماعيل، ولا يأخذ له بيعة، إنما جعله باباً
يستغل به عقل من يدخل فيه ويتبين له أنه قد تمكن من خديعته وبلغ المراد منه، شيعيا كان
أو سنياً. قال: ولما أظهر اللعين ما أظهر من هذه الأقوال كلها، بعد تعلقه بذكر الأئمة
والرسل والحجة والإمام، وأنه المعول والقصد والمراد، وبه اتسقت هذه الأمور ولولا هو لهلك
الحق وعدم الهدى والعلم، وظهر في كثير منهم الفجور، وبسط بعضهم أيديهم بسفك
الدماء، وقتل جماعة ممن أظهر خلافاً لهم، فخافهم الناس جداً واستوحشوا من ظهور
السلاح بينهم، فأظهر موافقتهم كثير من مجاوريهم، مقاربة لهم وجزعاً منهم.
ثم إن الدعاة اجتمعوا واتفقوا على أن يجعلوا لهم موضعاً، يكون وطناً ودار هجرة
يهاجرون إليها ويجتمعون بها، فاختاروا من سواد الكوفة في طسوج الفرات - من ضياع
السلطان المعروفة بالقاسميات، قرية تعرف بمهيماباد، فنقلوا إليها صخراً عظيماً، وبنوا
حولها سوراً منيعاً عرضه ثمانية أذرع، وجعلوا من ورائه خندقاً عظيماً، وفرغوا من ذلك
في أسرع وقت، وبنوا فيها البنيان العظيم، وانتقل إليها الرجال والنساء من كل مكان،
وسميت دار الهجرة وذلك في سنة سبع وسبعين ومائتين.
فلم يبق بعد هذا أحد إلا خافهم، ولا بقي أحد يخافونه لقوتهم وتمكنهم في البلاد، وكان
الذي أعانهم على ذلك تشاغل السلطان ببقية الخوارج وصاحب الزنج بالبصرة، وقصر يد
السلطان وخراب العراق وركوب الأعراب واللصوص وتلف الرجال وفساد البلدان وقلة
رغبة من يلي الأعمال من ذوي الإصلاح والأمانة من العمال وأصحاب الحروب، فتمكن
هؤلاء الدعاة ومن تبعهم بهذا السبب، وبسطوا أيديهم في البلاد وعلت كلمتهم، فغلبوا على
ذلك سنين.
تعليق