الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

<< أغلى هديــــــــــــة >>

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أ.عبدالله يحي البت
    كاتب مسجل
    • Jan 2008
    • 54

    << أغلى هديــــــــــــة >>

    " أغلـــــــــى هديــــــــــــة "


    عزمتُ على أن أقدم أغلى وأجل هديه ورحتُ أسأل كل خبير ذو فكر ودراية ورويه .
    ما أثمن ما يمكن أن يقدمه المرء لمحبوبه كهدية؟فأجابوني :- في مناك منيه ، فتروى ليس منا أيها الصاحب من يهوى المنية!
    قلت :- ما كنت لأخشى ، فأجيبوني .أجيبوا إن لي روحاً أبيه.....

    ***************

    فأجابوني :- تروى . كان للأصحاب من قبلك عزم وحميه.
    ذهبوا وتلاشوا . لم يعد منهم عتيد ، سُلبوا النفس الزكية.
    حسرات ذاقها الصحب ذوي الأصحاب يا هذا ، ولم تحفظ وصية .
    قلت :- إن شأناً لهدية يوردالموت ، لشأن عظيم ماله دعوى الروية.
    مطلب للنفس وحق لهواها ، أي درب نهجوا ، أي درب سلكوا ثم ما تلك الهدية؟.

    ***************

    فأجابوني :- تلك ورودعطرات زكية . في رياض فاتنات ذات أوراق ندية.
    خالدات حسنها الحسن . لا تفنى ،ولا تبلى ، ديمومة الإشراق صبحاً وعشية.
    محفوفةٌ بسياج من الصلد ، وضباع ذات أفكاك ، وأنياب قوية.
    ومخلوق عجيب الهيئة . مارد ضخم . يتوقد الشر من عينية ،وأشواك صلية.
    إنه الموت والهلاك وتعجيل المنية ، فتروى .. تروى أي بنية.

    ***************

    فعزمت ، وودعت هوى النفس ، وقبلت ، وأعظمت التحية.
    وتجلدت كأني لم أكن في فراق هو عندي أعظم شأناً من شأن تلك المنية.
    قال :- هون . قلت :- أما كنت تدعوني الهدية . قد عزمت مضياً . سأعود مالذي النفس بقية.
    سوف يعلم الكل مقدار هواك ، وتعلم أنك الأثمن والأغلى لدية.
    ثم أسرجت خيلي ، وتوشحت سيفي ، وأبلغته مني الوصية.

    ***************

    ومضيت أبحث الأرض التي تعبق بالشذوا ، وتسلب الروح الفتية.
    وفي الدرب . حيث البيد القاحلة ، وأصوات الرياح العتية.
    إذابصوت هزيل ينادي . أي بنية ، تحركت يمنة ، ويسرة ، فإذا بشيخ يكاد يهلك ، وعن يمينه طفلة صبية.
    قلت :- ما بال الشيخ ، وطفلته . أضياع درب ، وفقدان رعية؟.
    فأجاب الشيخ:- ما دعيت من قبلك سالكاً للدرب هذا، وأجابني ، فجزيت الخير ووقيت شرالهدية.

    ***************

    قلت:- الهدية! ، ألديك علم أيها الشيخ بأمرالهدية؟.
    قال:- ما سلك الدرب أحد من قبل إلا وتحدث عنها دون أن يصغي إليه.
    كلما حدثت أحدهم قال لي :- تنحى إنني عجلٌ ، وصاحب درب طويل ، وما شيءٌ لدية.
    فأجيبه :- رحماك . ما أريد شيئاً . إنما شربة ماء ، وكسرة خبز تنقذ الصبية.
    فيتولى ذاهباً دون رحمة أو شفقة على طفلتي ، مردداً تنحى ..تنحى عطلتني عن جلب الهدية.

    ***************

    فكرت في أمر هذا الشيخ ، وقدرت ،وقلت في ذاتي . ما بقاءه دون حراك والصبية.
    وعزمت أن أعطيه ، ما يكفيه ، وطفلته رغم طول رحلتي ، وحاجتي لما لديه.
    فشكرني كثيراً ، ثم أعطاني خرجاً (كيس) صغير ،به مادة أشبه بالمادة الترابية.
    قلت ما هذا أيها الشيخ الجليل ، فقال :- ماصادفتك المصاعب أطلقه ،فما يمس عيناً إلا وأغرقت في بحور سرمدية.
    شكرت الشيخ ،وانطلقت أشق الدروب ، بعد أن فهمت أيها الأنسب من إشارات الصبية.

    ***************

    وفي ليل ذات يوم ، حيث بدأ الشراب يقل ،والطعام لا يتجاوز راح يديه.
    افترشت الأرض ، وذكرت ربي ، ثم أغمضت عينية.
    ولم أفق إلا ، وامرأة تقف على رأسي ، تطلب مني لطفلها الرضيع ما تبقى لديه.
    خشيت أن أمنعها ، وقلت في ذاتي :- إن من ساق لها الرزق في تلك البقية.
    قادر أن يسوق لي الرزق ، وإن كان في ظلمات ، وأعماق خفية.
    فأعطيتها ما تبقى من شراب ، وطعام ،وهممت بالانصراف ، فناشدتني الروية.

    ***************

    قلت ما بك أيتها المرأة الطيبة؟ ، وددت لو كان لدى المزيد لوهبتك واجزيت العطية.
    قالت :- لست في حاجة ، الخير فيما بذلت ، ولكن خذ هذا ، فربما ينفعك أي بنية.
    قلت ما هذا .. فقالت :- بعضٌ عجيب من لقاحات زهرية . ما إن تنثره على جسدك إلا وتختفي عن كل عين ،فتقيك بإذن الله كل أذىً ، وردية.
    فشكرتها ، ونظرت لطفلها ، فإذا به مشرقاً ضحوك، يتأملني تأمل المحب ، ويا لها من نظرة بريئة طفولية.
    وكان ما أدهشني فيه أنه أشار بإحدى إصبعيه إليه . يدلني على الطريق . حيث ما أبحث عنه حيث أغلاها هدية.

    ***************

    سرت وكلي أمل في الله كبير على نيل المراد ،وبلغت حيث إقصاء القضية..
    وهنا تسمرت إعجاباً ، وما عادت تقوى حراكاً قدميه..
    مشهدٌ يكاد لا يصدق . طرق ذات منحنيات ، وصخور وأوتادٌ عتية..
    وصدى لفحيح ،وعواء ، وزفراتٌ شديدةُ البأسِ قوية..
    ومضيت قدماً ، والخطوات ثكلى . تشكوني ألماً وتنذرني الردية..

    ***************

    لم أعر سمعاً لخطواتي ،وفجاءة إذا بجمعٍ أشهى ما لديه الأصناف البشرية..
    ضباعٌ شتى ، متمردةٌ.. عصيةٌ ،ووحشية..
    تذكرتُ ما أهداني ذاك العجوز الطيب ، فألقيته ، فإذا بها تبحر في عالم الأحلام الوردية..
    وهنا تقدمت ، وفؤادي يكاد يطير خشية دون أن يستأذنني في التحليق سوية..
    فإذا بالمارد الضخم وقد توسط مقصد ذاتي ، لزفراته ريح ، وزوابع رملية..

    ***************

    لم أدرك من شدة الموقف أمر ما كان من المرأة الطيبة الطاهرة النقية..
    أجل .. تلك المادة العجيبة ، فحملتها ، ونثرتها على جسدي يسبقها أملٌ في رب البرية..
    وحينما اقتربت من حارسنا الوحشي ، لم يشعر بأمري ، فتجاوزته دون رويه..
    لأشهد ما أثلج قلبي ، وأسعد ذاتي ،وناظريه..
    وما أن مددت يدي .إلا وانبلجت تلك الجموع تمنحني فرصة ذهبية..
    فقطفت الزهرة الندية ، وعدت سريعاً لأقدمها لأجمل مخلوق على وجه البرية...

    ***************

    وما إن تجاوزت المكان حتى أحسست بعودة مافقدت لديه..
    ولا تسألني كيف كان شعوري . حين استقبلني أخر ما ودع واستودع ناظريه..
    فرحٌ وسرورٌ وبهجةٌ وشرودٌ ومعجمٌ من الأبجدية..
    تساؤلاتٌ ونظراتٌ وغبطةٌ ووجومٌ وشحوبٌ وتناهيدٌ دجية..
    وفضاءٌ من هوى نفسٍ يكاد يغرق ذاتي الحالمةِ النرجسية...

    ***************

    بحثتُ هنا وهُناك .. يقتاتُني الأسى ، وتذبحُني النظرات الشقية..
    أين وجودي ، وكياني ، وعلو شأني ، وأغلى مالديه؟!!...
    أما من مجيب يؤنس وحشتي ، وينقضُ مُهجتي ، ويصغي إليه..
    أجيبوني .. أكاد أصرع ما شأن روحي ، وغلى مقلتيه..
    يتفرق الجمع ويخلوا المكان ، ويبقى مُدركٌ لما كان يخشاه عليه...

    ****************

    نعم أيها الشيخ الجليل .. ما شأن نبضي ، وأنفاسي الطاهرة الزكية؟!..
    أنت من سيجيبني .. رُحماك .ما عُدت أقوى على الأمر احتمالاً وروية..
    أمكروهٌ أصاب ، وهلاك أباد ، وفناءٌ حل بالروضة البهية؟!..
    يرد الشيخ الجليل:- لهان الأمر عليك ، وعليَّ أيبنيه..
    ماذا أيها الشيخ الجليل :- لهان الأمر !!، أترى فيما ذكرتُ هواناًعليه...

    ****************

    ما الأمر إذاً؟! لقد أذكيت ، وأثريت لهيباً عاصفاً يجتاحُ أعماقي الخفية..
    يردُ الشيخ الجليل :- هون عليك هون .. أتبصر تلك الصبية..
    نعم .. أيها الشيخ الجليل . ما أشبهها بغالي لدية..
    تلك الصبية .. نتاجُ قلة صبر ، وانعدامُ وفاءٍ ، ورحيلٌ للإنسانية..
    أدركتُ الأمر أيها الشيخ ..أدركتُ الأمر ، يا لي ما آلت إليه ، وآل إليه....

    *****************

    ما أسعد من هلك ، وما عاد ليجرع ألف موتٍ ومنيه..
    ما أسعد من هلك ، وما عاد ليجرع ألف موتٍ ومنيه..
    ولم أدرك الأمر إلاوأنا بين أحضان لها الطُهر والنقاءُ والحُسن سجية..
    القلبُ أمي تنوحُ باكيةً أشهدها تارةً ، وتارة تشهدني ، فمغشيٍ ، ومغشية..
    تشكو عدم حراكي ، وموت جسدي إلا من يدِ اليمنى حيثُ بقايا لأشلاء أغلى هدية...

    ************************

    <<أبووسام >>

    10 / 11 / 1427هـ


    *********
  • يوسف الباز بلغيث
    كاتب مسجل
    • Jul 2007
    • 247

    #2
    رد: &lt;&lt; أغلى هديــــــــــــة &gt;&gt;

    الأستاذ " عبد الله بن يحي البت "
    ماشاء الله على البوح و ماأرقّ النبض..
    أنا قرأتها و قرأتها و قرأتها..و سأعود أخرى لأستمتع..
    دمت يا طويل العمر.

    تعليق

    • أ.عبدالله يحي البت
      كاتب مسجل
      • Jan 2008
      • 54

      #3
      رد: &lt;&lt; أغلى هديــــــــــــة &gt;&gt;



      القديـــــر الأستاذ // يوسف الباز..
      يروق للذات مرور أولي الذوق الرفيع ، وجميل ثناء منهم.
      وإنك لعلى رأسهم أخي الكريــــم..
      النور في حلولكم ، والعودة..
      فائق الود وعظيم التقديـــــــــر..


      تعليق

      • ماجدة2
        كاتب مسجل
        • Nov 2007
        • 1733
        • sigpic

        #4
        رد: &lt;&lt; أغلى هديــــــــــــة &gt;&gt;

        المشاركة الأصلية بواسطة أ.عبدالله يحي البت
        " أغلـــــــــى هديــــــــــــة "


        عزمتُ على أن أقدم أغلى وأجل هديه ورحتُ أسأل كل خبير ذو فكر ودراية ورويه .
        ما أثمن ما يمكن أن يقدمه المرء لمحبوبه كهدية؟فأجابوني :- في مناك منيه ، فتروى ليس منا أيها الصاحب من يهوى المنية!
        قلت :- ما كنت لأخشى ، فأجيبوني .أجيبوا إن لي روحاً أبيه.....

        ***************

        فأجابوني :- تروى . كان للأصحاب من قبلك عزم وحميه.
        ذهبوا وتلاشوا . لم يعد منهم عتيد ، سُلبوا النفس الزكية.
        حسرات ذاقها الصحب ذوي الأصحاب يا هذا ، ولم تحفظ وصية .
        قلت :- إن شأناً لهدية يوردالموت ، لشأن عظيم ماله دعوى الروية.
        مطلب للنفس وحق لهواها ، أي درب نهجوا ، أي درب سلكوا ثم ما تلك الهدية؟.

        ***************

        فأجابوني :- تلك ورودعطرات زكية . في رياض فاتنات ذات أوراق ندية.
        خالدات حسنها الحسن . لا تفنى ،ولا تبلى ، ديمومة الإشراق صبحاً وعشية.
        محفوفةٌ بسياج من الصلد ، وضباع ذات أفكاك ، وأنياب قوية.
        ومخلوق عجيب الهيئة . مارد ضخم . يتوقد الشر من عينية ،وأشواك صلية.
        إنه الموت والهلاك وتعجيل المنية ، فتروى .. تروى أي بنية.

        ***************

        فعزمت ، وودعت هوى النفس ، وقبلت ، وأعظمت التحية.
        وتجلدت كأني لم أكن في فراق هو عندي أعظم شأناً من شأن تلك المنية.
        قال :- هون . قلت :- أما كنت تدعوني الهدية . قد عزمت مضياً . سأعود مالذي النفس بقية.
        سوف يعلم الكل مقدار هواك ، وتعلم أنك الأثمن والأغلى لدية.
        ثم أسرجت خيلي ، وتوشحت سيفي ، وأبلغته مني الوصية.

        ***************

        ومضيت أبحث الأرض التي تعبق بالشذوا ، وتسلب الروح الفتية.
        وفي الدرب . حيث البيد القاحلة ، وأصوات الرياح العتية.
        إذابصوت هزيل ينادي . أي بنية ، تحركت يمنة ، ويسرة ، فإذا بشيخ يكاد يهلك ، وعن يمينه طفلة صبية.
        قلت :- ما بال الشيخ ، وطفلته . أضياع درب ، وفقدان رعية؟.
        فأجاب الشيخ:- ما دعيت من قبلك سالكاً للدرب هذا، وأجابني ، فجزيت الخير ووقيت شرالهدية.

        ***************

        قلت:- الهدية! ، ألديك علم أيها الشيخ بأمرالهدية؟.
        قال:- ما سلك الدرب أحد من قبل إلا وتحدث عنها دون أن يصغي إليه.
        كلما حدثت أحدهم قال لي :- تنحى إنني عجلٌ ، وصاحب درب طويل ، وما شيءٌ لدية.
        فأجيبه :- رحماك . ما أريد شيئاً . إنما شربة ماء ، وكسرة خبز تنقذ الصبية.
        فيتولى ذاهباً دون رحمة أو شفقة على طفلتي ، مردداً تنحى ..تنحى عطلتني عن جلب الهدية.

        ***************

        فكرت في أمر هذا الشيخ ، وقدرت ،وقلت في ذاتي . ما بقاءه دون حراك والصبية.
        وعزمت أن أعطيه ، ما يكفيه ، وطفلته رغم طول رحلتي ، وحاجتي لما لديه.
        فشكرني كثيراً ، ثم أعطاني خرجاً (كيس) صغير ،به مادة أشبه بالمادة الترابية.
        قلت ما هذا أيها الشيخ الجليل ، فقال :- ماصادفتك المصاعب أطلقه ،فما يمس عيناً إلا وأغرقت في بحور سرمدية.
        شكرت الشيخ ،وانطلقت أشق الدروب ، بعد أن فهمت أيها الأنسب من إشارات الصبية.

        ***************

        وفي ليل ذات يوم ، حيث بدأ الشراب يقل ،والطعام لا يتجاوز راح يديه.
        افترشت الأرض ، وذكرت ربي ، ثم أغمضت عينية.
        ولم أفق إلا ، وامرأة تقف على رأسي ، تطلب مني لطفلها الرضيع ما تبقى لديه.
        خشيت أن أمنعها ، وقلت في ذاتي :- إن من ساق لها الرزق في تلك البقية.
        قادر أن يسوق لي الرزق ، وإن كان في ظلمات ، وأعماق خفية.
        فأعطيتها ما تبقى من شراب ، وطعام ،وهممت بالانصراف ، فناشدتني الروية.

        ***************

        قلت ما بك أيتها المرأة الطيبة؟ ، وددت لو كان لدى المزيد لوهبتك واجزيت العطية.
        قالت :- لست في حاجة ، الخير فيما بذلت ، ولكن خذ هذا ، فربما ينفعك أي بنية.
        قلت ما هذا .. فقالت :- بعضٌ عجيب من لقاحات زهرية . ما إن تنثره على جسدك إلا وتختفي عن كل عين ،فتقيك بإذن الله كل أذىً ، وردية.
        فشكرتها ، ونظرت لطفلها ، فإذا به مشرقاً ضحوك، يتأملني تأمل المحب ، ويا لها من نظرة بريئة طفولية.
        وكان ما أدهشني فيه أنه أشار بإحدى إصبعيه إليه . يدلني على الطريق . حيث ما أبحث عنه حيث أغلاها هدية.

        ***************

        سرت وكلي أمل في الله كبير على نيل المراد ،وبلغت حيث إقصاء القضية..
        وهنا تسمرت إعجاباً ، وما عادت تقوى حراكاً قدميه..
        مشهدٌ يكاد لا يصدق . طرق ذات منحنيات ، وصخور وأوتادٌ عتية..
        وصدى لفحيح ،وعواء ، وزفراتٌ شديدةُ البأسِ قوية..
        ومضيت قدماً ، والخطوات ثكلى . تشكوني ألماً وتنذرني الردية..

        ***************

        لم أعر سمعاً لخطواتي ،وفجاءة إذا بجمعٍ أشهى ما لديه الأصناف البشرية..
        ضباعٌ شتى ، متمردةٌ.. عصيةٌ ،ووحشية..
        تذكرتُ ما أهداني ذاك العجوز الطيب ، فألقيته ، فإذا بها تبحر في عالم الأحلام الوردية..
        وهنا تقدمت ، وفؤادي يكاد يطير خشية دون أن يستأذنني في التحليق سوية..
        فإذا بالمارد الضخم وقد توسط مقصد ذاتي ، لزفراته ريح ، وزوابع رملية..

        ***************

        لم أدرك من شدة الموقف أمر ما كان من المرأة الطيبة الطاهرة النقية..
        أجل .. تلك المادة العجيبة ، فحملتها ، ونثرتها على جسدي يسبقها أملٌ في رب البرية..
        وحينما اقتربت من حارسنا الوحشي ، لم يشعر بأمري ، فتجاوزته دون رويه..
        لأشهد ما أثلج قلبي ، وأسعد ذاتي ،وناظريه..
        وما أن مددت يدي .إلا وانبلجت تلك الجموع تمنحني فرصة ذهبية..
        فقطفت الزهرة الندية ، وعدت سريعاً لأقدمها لأجمل مخلوق على وجه البرية...

        ***************

        وما إن تجاوزت المكان حتى أحسست بعودة مافقدت لديه..
        ولا تسألني كيف كان شعوري . حين استقبلني أخر ما ودع واستودع ناظريه..
        فرحٌ وسرورٌ وبهجةٌ وشرودٌ ومعجمٌ من الأبجدية..
        تساؤلاتٌ ونظراتٌ وغبطةٌ ووجومٌ وشحوبٌ وتناهيدٌ دجية..
        وفضاءٌ من هوى نفسٍ يكاد يغرق ذاتي الحالمةِ النرجسية...

        ***************

        بحثتُ هنا وهُناك .. يقتاتُني الأسى ، وتذبحُني النظرات الشقية..
        أين وجودي ، وكياني ، وعلو شأني ، وأغلى مالديه؟!!...
        أما من مجيب يؤنس وحشتي ، وينقضُ مُهجتي ، ويصغي إليه..
        أجيبوني .. أكاد أصرع ما شأن روحي ، وغلى مقلتيه..
        يتفرق الجمع ويخلوا المكان ، ويبقى مُدركٌ لما كان يخشاه عليه...

        ****************

        نعم أيها الشيخ الجليل .. ما شأن نبضي ، وأنفاسي الطاهرة الزكية؟!..
        أنت من سيجيبني .. رُحماك .ما عُدت أقوى على الأمر احتمالاً وروية..
        أمكروهٌ أصاب ، وهلاك أباد ، وفناءٌ حل بالروضة البهية؟!..
        يرد الشيخ الجليل:- لهان الأمر عليك ، وعليَّ أيبنيه..
        ماذا أيها الشيخ الجليل :- لهان الأمر !!، أترى فيما ذكرتُ هواناًعليه...

        ****************

        ما الأمر إذاً؟! لقد أذكيت ، وأثريت لهيباً عاصفاً يجتاحُ أعماقي الخفية..
        يردُ الشيخ الجليل :- هون عليك هون .. أتبصر تلك الصبية..
        نعم .. أيها الشيخ الجليل . ما أشبهها بغالي لدية..
        تلك الصبية .. نتاجُ قلة صبر ، وانعدامُ وفاءٍ ، ورحيلٌ للإنسانية..
        أدركتُ الأمر أيها الشيخ ..أدركتُ الأمر ، يا لي ما آلت إليه ، وآل إليه....

        *****************

        ما أسعد من هلك ، وما عاد ليجرع ألف موتٍ ومنيه..
        ما أسعد من هلك ، وما عاد ليجرع ألف موتٍ ومنيه..
        ولم أدرك الأمر إلاوأنا بين أحضان لها الطُهر والنقاءُ والحُسن سجية..
        القلبُ أمي تنوحُ باكيةً أشهدها تارةً ، وتارة تشهدني ، فمغشيٍ ، ومغشية..
        تشكو عدم حراكي ، وموت جسدي إلا من يدِ اليمنى حيثُ بقايا لأشلاء أغلى هدية...

        ************************

        <<أبووسام >>

        10 / 11 / 1427هـ


        *********
        جميلة هذه الهدية ، حكاية و أغنية
        لو تسمح لي أخي الكريم أصنع منها لوحة
        أعلقها على جدار الغرفة
        و أزينها بتوقيعك المؤرخ
        بوركت في كل كلمة
        و زادك الله تألقا

        تعليق

        • نوف
          في إجازة
          • Mar 2007
          • 670

          #5
          رد: &lt;&lt; أغلى هديــــــــــــة &gt;&gt;

          لماذا لماذا تلك النهاية للنفس الزكيه

          عجبا للأقدار ولحظات المنيه

          صبرا أيا نفس كُتب لها أن تكون شقيّه

          سامحك الله ياصاحب الحروف النديه

          أيقظت في النفس جروح منسيه

          تعليق

          • أ.عبدالله يحي البت
            كاتب مسجل
            • Jan 2008
            • 54

            #6
            رد: &lt;&lt; أغلى هديــــــــــــة &gt;&gt;

            الأخت الكريمة / ماجدة2
            لك ما اشتهيتِ ، ولي عظيم التقدير
            وخالص الشكر لشخصك الكريم
            كرم تعريجه ، ولطف مروره ، وطيب مداخلته
            دمت بود وصفاء..

            تعليق

            • أ.عبدالله يحي البت
              كاتب مسجل
              • Jan 2008
              • 54

              #7
              رد: &lt;&lt; أغلى هديــــــــــــة &gt;&gt;

              بورك فيك أختنا الكريمة // نوف..
              حروفٌ تتألق بالجمال ، وتعريجٌ يشع بالضياء..
              فلله درك صاحبة الرد الساحر ، والبيان الظاهر
              مودتي ، وعظيم تقديري..

              تعليق

              يعمل...