رد: لأقرأك ...وتقرأني...
السلام عليكم ورحمة الله
كنت أتصفح مذكرة قديمة لي،فوجدت نصا كنت قد نقلته من أحد كتب المطالعة التي درسناها بالمرحلة الإعدادية،فأعجبني مرة أخرى،وأردت أن تشاركوني قراءته.مع أني ـ للأسف ـ لا أدري مصدره.
أترككم مع النص:
المتكلمة بالقرآن الكريم
قال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى:خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام ، وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة و السلام ، فبينما أنا في بعض الطريق ، إذ أنا بسواد على الطريق ، فتميزت ذاك فإذا هي عجوز عليها درع من صوف ، وخمار من صوف ، فقلت:السلام عليك ورحمة الله وبركاته.فقالت:{سلام قولا من رب رحيم}.قال:فقلت لها:يرحمك الله ماذا تصنعين في هذا المكان؟قالت:{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}.فعلمت أنها قد قضت حجها وهي تريد بيت المقدس.فقلت لها:أنت منذ كم في هذا الموضع؟قالت:{ثلاث ليال سويا}.فقلت ما أرى معك طعاما تأكلين.قالت:{هو يطعمني ويسقين}فقلت:فبأي شيء تتوضئين؟قالت:{فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا}فقلت لها:إن معي طعاما فهل لك في الأكل؟قالت:{ثم أتموا الصيام إلى الليل}فقلت:ليس هذا شهر رمضان.قالت:{ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم}فقلت:قد أبيح لنا الإفطار في السفر.قالت:{وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} فقلت:لم لا تكلميني مثل ما أكلمك؟قالت:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} فتعجبت من ردها وقلت:أي الناس أنت؟قالت:{ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} فقلت:قد أخطأت فاجعليني في حل.قالت:{لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم} فقلت:فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟قالت:{وما تفعلوا من خير يعلمه الله}، قال:فأنخت ناقتي ، قالت:{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} فغضضت بصري عنها وقلت لها اركبي ، فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها.فقالت:{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} فقلت لها اصبري حتى أعقلها.قالت:{ففهمناها سليمان} فعقلت الناقة وقلت لها اركبي فلما ركبت قالت:{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون}.قال:فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح.فقالت:{واقصد في مشيك واغضض من صوتك}.فجعلت أمشي رويدا رويدا وأترنم بالشعر.فقالت:{فاقرؤوا ما تيسر من القرآن} فقلت لها:لقد أوتيتم خيرا كثيرا.فقالت:{وما يذكر إلا أولوا الألباب} فلما مشيت بها قليلا قلت:ألك زوج؟قالت:{يا أيهاالذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة.فقلت لها:هذه القافلة فمن لك فيها؟فقالت:{المال والبنون زينة الحياة الدنيا}فعلمت أن لها أولادا فقلت:وما شأنهم في الحج؟فقالت:{وعلامات وبالنجم هم يهتدون} فعلمت أنهم أدلاء الركب،فقصدت بها القباب والعمارات،فقلت:هذه القباب فمن لك فيها؟قالت:{واتخذ الله ابراهيم خليلا} ، {وكلم الله موسى تكليما}.
تعليق