الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

في القصيدة الحديثة..ريادة العواد حقيقة علمية جديدة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.ألق الماضي
    ......
    • Dec 2005
    • 9795
    • sigpic
      ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
      وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
      وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
      فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
      أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
      من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
      ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
      من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
      ثروت سليم

    #16
    رؤية العواد النقدية (2/1) / د. محمد الصفراني@

    إن تأريخ كتابة العواد مدونته النقدية لا يقل أهمية عن تأريخ 1921م الذي نشر فيه نص "تحت أفياء اللواء" في صحيفة القبلة. وقد حدد العواد تأريخ بداية كتابة مدونته النقدية في معرض حديثه عن الجزء المهم من تلك المدونة وهو كتاب "خواطر مصرحة" حيث يقول "كتبته في ثنايا أيام سنة 1344ه 1926م وكنت أستقبل السنة العشرين من حياتي وكان أسلوبي فيه أسلوب المتعلم الثائر على منهج تعليمه" 1.ويضاف إلى كتاب الخواطر كتاب "الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية"، ومقدمات دواوين العواد الشعرية التي بث قيها آراءه النقدية مبلورا من خلالها ومن خلال كتابيه ما اسميته مدونة العواد النقدية. فقد كان العواد يحرص على كتابة مقدمات دواوينه الشعرية بنفسه بخلاف غيره من شعراء المملكة "وإذا كان بعض الرواد من أدباء المملكة في بحثهم عن الانتشار والشهرة قد جعلوا كبار أدباء الوطن العربي يكتبون مقدمات دواوينهم وكتبهم فإن العواد قد آثر أن يكتب مقدماته بنفسه وقد يكون الباعث من وراء ذلك رغبته في بسط آرائه النقدية وإحساسه العميق بمكانته الأدبية والتي لا تقل - في نظره على الأقل - عن مكانة الأدباء العرب خارج بلاده كالعقاد، وطه حسين، ومحمد حسين هيكل، وغيرهم" 2ومن هنا نستنتج أن إبداع العواد الشعر الحر قد سبق تنظيره له بخمس سنوات.
    إن خطاب العواد في مجمله يقوم على الدعوة إلى التحرر والانعتاق من التصورات المسبقة والأحكام القبلية للقضايا الراهنة من خلال إعمال النظرة الواقعية البراجماتية التي تنبع من الموضوع في ذاته ومن أجل ذاته. فهو يرى أنه "يجب أن نكون متحررين في ألسنتنا، وفي أقلامنا، وفي تفكيرنا، وفي دفاعنا" 3.ويستعمل العواد مصطلحات متعددة مثل: التحرر، والثورة، والعصرية، والتجديد، للدلالة على مفهوم واحد هو (التطور) ويعرف العواد التطور بقوله "إن التطور هو الانسلاخ من الماضي بما له وما عليه" 4.ومفهوم التطور عند العواد يشبه - إلى حد ما - ما يعرف في أيامنا هذه بالحداثة بوصفها حالة من التجديد الواعي الذي يترتب عليه التقدم نحو الأفضل في شتى الميادين. ولذلك اختار العواد لنفسه طريق التطور عندما قدمت له هزازة الهديتين: "جاءت هزازة يوما لإيقاظ فكري، هزازة الجنية رسولة الخير والشر والباطل والحق، هزازة ملاك الوحي والشعر والإلهام رأيت في إحدى يديها مشعلا ناريا وسيفا مسلولا يبرق ويضيء ولكنه يرسل شررا، وفي الأخرى رأيت صفحة حلوى وكوبا من الماء العذب الفرات. وإذ قدمت هزازة نحوي هديتها مددت يدي وتناولت الهدية الأولى مؤثرا مشعل النار لأننا في ظلمات، وسيف الحرب لأننا في بدء تكوين ثورة فكرية - هي ثورة الجديد على القديم، والحرية على التقليد - وبالرغم من هذا فالرأي العام في بني قومي لا يريد إلا حلوى" 5.وقد حمل العواد مشعل النار وسيف الحرب معلنا بدء حركته الأدبية: "كفى يا أدباء الحجاز أن لا نزال مقلدين حجريين إلى الممات ؟ وأقسم لولا حركة عصرية في الأدب تقوم الآن في الحجاز بهمة لفيف من أحرار الأدب العصري الحديث لما عرف العالم شيئا في الحجاز يدعى الأدب الصحيح" 6.وقد كانت الحركة العصرية في الأدب التي انطلقت في الحجاز هي حركة الشعر الحر.

    ولكي يعرف العواد بحركة الشعر الحر أقدم على صياغة نظرية نقدية بلور فيها المفاهيم الرئيسة الصانعة لحركة الشعر الحر. وقد انطلقت حركة الشعر الحر لدى العواد من قضية مركزية هي قضية الشكل الشعري ومتطلبات المرحلة الجديدة من حياة الشعر والشعراء. فهي النواة التي بنى عليها اعتراضه على القصيدة العمودية. إذ يرى العواد أن الموضوعات الحديثة التي جدت ونادى بها تتطلب نظاما موسيقيا على نفس مستواها من الجدة. ويرى أن القصيدة العمودية لم تعد تلائم مستجدات المرحلة، وأن تكرارها سيفضي إلى تكرار الروح واللغة والموضوعات القديمة مما يبقي الشعر في دائرة الماضي الذي ينشد العواد الخلاص منه نحو ارتياد آفاق جديدة. وبتتبع آراء العواد النقدية نستطيع نسج خيوط نظريته في الشعر الحر التي تتضمن مجموعة من القضايا المهمة مثل: مفهوم الشعر الحر وشكله وأوزانه وقوافيه، ومقياس الشعر الحر، وقضية الإلهام، وعناصر الشعر، ووظيفته، ورسالته، وموضوعاته وقضية الوحدة العضوية بحيث تشكل هذه القضايا في مجملها نظرية العواد في الشعر الحر.

    يقارب العواد مفهوم الشعر الحر من خلال موسيقى الشعر فيرى أن "للشعر نوعان من الموسيقى، نوع داخلي يحس به الشاعر الموهوب داخل أعماقه، ويسمى الموسيقى الداخلية. ونوع خارجي تحققه الكلمات والأداء التعبيري العام وتحدده الأوزان والقوافي وهذا النوع الأخير هو الذي يتناوله علم العروض" 7.فالعواد يحدد موسيقى الشعر في أربعة جوانب هي: الكلمات، والتعبير الشعري العام، والأوزان، والقوافي. من غير أن يلتفت إلى جانب المعنى. ويشير العواد إلى وجود طبيعتين مختلفتين للشعر والعروض "فطبيعة الشعر تتصل بالروح والنفس وما فيها من أفكار ومشاعر وخلجات وهذه أشياء داخلية. أما طبيعة العروض فتتصل بالعمليات الفنية الخارجية التي تباشر قوالب الشعر، وليس الشعر ذاته وهذه العمليات هي أساليب لنظم الشعر" 8.ويؤكد العواد أن النظم / الوزن العروضي ليس من شروط الشعر حيث يقول "ليس باللازم أن لا يكون الشعر إلا منظوما"9، محددا قيود الشعر حيث يقول "وقيود الشعر المقيد - عندي - هي القافية والبحر والتفعيلة: فالبحر هو الوزن العام لكل القصيدة في مجموعها. أما التفعيلة فهي الوزن الخاص لكل بيت من أبيات القصيدة. وقد تشترك عدة أبيات في وزن واحد خاص. وهذه القيود كما هو ظاهر قيود تتناول شكل الشعر ليس إلا ولا تمس مضمونه بشيء فالوزن والمعنى والفكرة والهدف والإشارات والأوحاء يجب أن تنطلق. أن تتحرر. أن لا تخضع لشيء من خطط القدماء أو سياسة ذوي السلطة الزمنية أو السلطة الروحية إن كان لهذه وجود بعد" 10.فالدعوة إلى انطلاق (الوزن، والمعنى، والفكرة، والهدف، والإشارات، والأوحاء) والإبقاء على (التفعيلة كوحدة موسيقية) هي أسس حركة الشعر الحر التي تزعمها العواد الذي يرى أن الشعر الحر هو "الذي يقوم على التفعيلة الخليلية" 11ولذا فإن "الخليل بن أحمد الفراهيدي هو مبتكر الأساس الذي يقوم عليه بناء الشعر الحر"

    12.ويرى العواد أن الشعر الحر "موزون مقفى" 13ويقصد بالوزن التفعيلة ويقصد بالقافية "تلك القافية الرشيقة التي يترك اختيارها للمعنى وللجرس الموسيقي الخارجي وللانسجام العام مع هيكل ما قبلها وما بعدها من القوافي انسجاما موسيقيا لا لفظيا" 14.وبعد أن يحدد العواد أسس ومبادئ حركة الشعر الحر يثور على شكل القصيدة التي كان يكتبها معاصروه حيث يقول "ولكن أين الشعر الذي تنظمونه أو تروونه ؟ هل تلمسه في تخميس أو تشطير أو تشجير. أواه: كل هذا أيها المتشاعرون صديد فكري، وقيوء لو أنفق العمر أجمعه في مثلها لما وصل الناظم إلى الشعر. الشعر جميل، أما أمثال هذا فلا... ما الشعر إلا روح متمردة شيطانية عاتية تأبى أن تسكن أمثال هذه الخرائب البالية المتحطمة. الشعر روح سام يهبط من السماء فإن وجد في الأرض مستقرات وأكسية من الألفاظ تليق بعظمته وسموه وإلا عاد أدراجه طائرا إلى حيث مقر الأملاك. أو مباءة الشياطين. ليس الشعر ألفاظا ومعاني فقط وإنما الشعر أمر آخر وراء الألفاظ والمعاني وفوق الأفكار والتعابير" 15.فالعواد يركز على شكل الشعر الحر في تعريفه للشعر نابذا كل أشكال الشعر المهترئة من تشجير وتخميس وتشطير مرورا بشكل القصيدة العمودية. فشكل الشعر الحر هو الأثير لدى العواد، وهو الذي رافقه منذ أول حرف خطه في مملكة الشعر حيث يقول "بدأت أنظم بعد أن شعرت فعلا بالشعر، ولم يكن شعري كله نظما، بل كان يبرز مع النظم الشعر المنثور والشعر المطلق (أو المرسل). والشعر الحر وكنت أنظم - إذا نظمت - على بعض الأوزان دون البعض الآخر، وقد تعلمتها من النماذج الشعرية دون أن أعرف أسماءها وقواعدها" 16.ويقول في مقدمة ديوان البراعم "ولم أكن أعرف الشعور الأوتوماتيكي الرتيب، أو ما يسمونه نظم الشعر، ولكني كنت أبحث جاهدا عن القوالب وطرق التعبير" 17وقد تمثل شعر العواد الحر في بداياته الشعرية في النماذج التي عرضناها في مدونته الشعرية مثل نص "تحت أفياء اللواء"، و"نطلب العزة أو يهراق دم" وما تلاهما من نصوص من الشعر الحر ضمنها دواوينه المطبوعة.

    @ جامعة طيبة

    M_alsafrani@hotmail.com

    - 1عواد، محمد حسن - خواطر مصرحة - ص / ج

    2- عقاد - آمنة عبدالحميد - محمد حسن عواد شاعرا - ص

    3104- عواد، محمد حسن - خواطر مصرحة - ط2- ص

    4115- عواد، محمد حسن - خواطر مصرحة - ص

    532- عواد، محمد حسن - خواطر مصرحة - ص

    619- عواد، محمد حسن- خواطر مصرحة - ص

    751- عواد، محمد حسن - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية - ط1- دار الطباعة الحديثة - د ت - ص

    825- عواد، محمد حسن - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية - ص

    9165- عواد، محمد حسن - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية - ص

    1059- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج2- في الأفق الملتهب - ص

    1165- عواد محمد حسن - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية - ص

    1249- عواد، محمد حسن - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية - ص

    1316- عواد، محمد حسن - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية - ص

    14109- عواد، محمد حسن - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية - ص

    15110- عواد، محمد حسن - خواطر مصرحة - ص 30-
    1633- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج 2- رؤى أبو لون - ص

    17252- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج1- البراعم - ص 101
    المصدر

    تعليق

    • صلاح الحسن
      كاتب مسجل
      • Feb 2004
      • 227
      • أقلل عتابك فالمقام قليلُ

        والدهر يعدل تارة ويميلُ

      #17
      رد: الدليل المادي على ريادة العواد الشعر الحر

      الأخت ألق الماضي:

      أولاً-لم تعجبني عبارة ريادة الشعر الحرولا عبارة الدكتور (حقيقة علمية) فالريادة لا يمكن أن تكون جهداً شخصياً صراحة كلهم يشتركون في الريادة ولا عبرة كما اعتقد في نشر القصائد وتاريخ نشرها والأفضل أن ننظر إلى هذه التجارب المبكرة على أنها إرهاصات تبشر بالحداثة وتثبت أنها لم تكن نبتة غريبة بل كان لها رواد في كل قطر من الأقطار العربية

      ثانياً- اسمحي لي أن أورد كلام الشاعر علي الدميني المنشور في جهات الشعر في ملف خاص عنه وهذا كلامه بالحرف الواحد وأود أن أعرف من هو صاحب السبق:

      (وحين أفتح صفحات التاريخ الذي لم أعايشه، فإنني أود الإشارة إلى تجربة رائد التجديد والنزوع نحو الحداثة في بلادنا، وهو الأستاذ المرحوم محمد حسن عواد، والذي عبر عن ذلك التشوف الحي نحو الحداثة، ونافح عنه، واحتمل تبعات موقفه الثقافي والجمالي والسياسي، من خلال تجربته المبكرة لكسر عمود الشعر حين كتب مغامرته الأولى في بداية العشرينيات، والتي سبقت تجارب رواد قصيدة الشعر الحر، ونثبت هنا مطلع نص طويل كتبه في حوالي عام 1924م، بعنوان "خطوة إلى الإتحاد العربي":

      لقد آن أن تستحيل المدامع يا موطني
      إلى بسمات وضاء
      وأشياء لم تعلنِ
      وأن تتقوى بعزمٍ
      كرهت له أن يني
      وتدفع شبانك الطامحين إلى المعليات
      لتنعش روح الأمل.
      أفقْ واستمع
      ثم ألق بها نظرةً للنجوم
      تريك أشعة نجمٍ
      يضئ بليل بهيم."

      وقد أشار إلى هذه التجربة عبد الرحيم أبو بكر في كتابه "الشعر الحديث في الحجاز" الذي أعده كرسالة لنيل شهادة الماجستير في عام 73م، وأورد مقتطفات من مقدمة الديوان التي تؤكد على مصداقية تاريخ كتابتها حيث يقول العواد في تلك المقدمة "في سنة 1924م انتهت الأزمة الوطنية التي نشأت في عهد الانتقال بين الحكومة الذاهبة والحكومة الحاضرة باتحاد الحجاز ونجد في حكم مستقر هو حكم صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود أدامه الله، فاتسعت رقعة الفكرة الوطنية التي كنا نتمثلها في الحجاز وحده، فحققها جلالته بضم نجد وملحقاتها وأطراف الجزيرة في دولة واحدة هي الآن الدولة العربية السعودية، ورأى الشاعر أن هذا النجم البادي يشير إلى كوكب أكبر وأنه نواة الدولة العربية الكبرى.."
      وقد توج العواد انهمامه بتحديث بلادنا، بنشر بياته النقدي الشهير عبر كتابه "خواطر مصرحة" الصادر في عام 1925 ميلادية، والذي طرح من خلاله تصورا إصلاحيا وتحديثياً شاملا في الميدان الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، كما نادي فيه بضرورة كفالة حقوق المواطن في العدالة والحرية، وبضرورة تعليم المرأة وتحريرها من أسر العادات والتقاليد البالية، كما دعا المثقفين إلى الانفتاح على ثقافة الآخر وإبداعاته الأدبية والمعرفية. ولعل العبارة التالية - التي اخترتها على عجل- قادرة على الإفصاح المكثف عن موقفه من الحياة وروح العصر، حيث يقول: نريد حرية عصرية تحارب الوهم، وتسعى إلى الحقائق، وأن يحتكم الناس إلى ميزان الذوق والعقل والعلم". ولا أظن هذه العبارة التي شرحها في كتاب كامل تبتعد كثيراً عن بعض مرتكزات الحداثة.
      لقد حاول العواد الخروج من الأرض الضيقة - بحسب الشاعر إبراهيم الحسين- بخطاب تحديثي كهذا، يسهم به في إخراج المجتمع من معضلة التمركز حول الذات، وأن يؤسس - منذ زمن بعيد- لخلق مناخ ثقافة الحوار والعقلانية والانفتاح على الآخر، ولكن قوى المحافظة أفرادا وجماعات وأدت تلك الصرخة العقلانية المبكرة، وقادت حملة شعواء ضد صاحبها، حيث مُنع كتابه من التداول، وكاد أن يودع السجن لولا تدخل بعض العقلاء، حسب ما أورده ضياء عزيز في حوار معه لمجلة "النص الجديد".
      ولسوف يقود أبناء تك القوى المحافظة لاحقا، حملاتهم ضد العقلانية والتحديث، والتي تمثلت في كتاب العقيلان "جناية الشعر الحر"، وفي إيقاف المربد، وفي ما حواه شريط سعيد الغامدي، وكتاب عوض القرني "الحداثة في ميزان الإسلام"، وفي مجزرة الحداثة، مما سنفصل فيه فيما بعد.
      وهكذا يتم وأد الصوت التحديثي، و يتكرس تدخل المؤسسة المحافظة في حرية الفضاء الثقافي والإبداعي، وتطفأ جذوة الرؤى النقدية المستنيرة، ولا يجد الأحفاد إلا تاريخ أجدادهم وآبائهم منزوياً في الكتب المنسية، ويستمر ترسيخ مفاعيل القطيعة بوجهها المزدوج، حيث يتم تغييب الإضاءة الملهمة في السياق المحلي وقمع النزوع الفردي الخالص في حق مقاربة التجديد والحداثة، فيما يتم تسييج الحاضر ضد الإضاءة القادمة من خارج المكان، ويجبر المثقف على الإحساس بأنه شريك لإدوارد سعيد - مع المفارقة- في اللامكان.
      ولكل هذا، ولغيره مما لم يقل، أعتقد بأنني لا أذهب إلى التبرير بقدر ما ألامس الحقيقة القائلة، بأن عملية كسر عمود الشعر في المملكة تغدو لدى شعرائها ولدى الكثيرين من نقادها، هي الحداثة بعينها، لأنها تشتبك مع الذائقة المكرسة، ومع سلطة الثقافة الشفهية، ومع المؤسسات المهيمنة بالمعنى الشامل، في صراع، حول قطبيات، الأصالة والمعاصرة، والقدامة والحداثة، والثبات والتحول، والانغلاق والانفتاح، والوضوح والغموض، من خلال مرموزية هذا الفعل الشعري البسيط.
      ويمكننا الآن القول بأن العواد قد ذهب قبل الأوان، إلى تجريب التحرر من القيود ومنها قيد الوزن والقافية، متأثراً بمحاولات مدرسة أبوللو وبشعراء المهجر، ومستجيباً لما تنطوي عليه نفسه من طموح وثورة على الركود، ولكنه لم يكسر عمود الشعر، أو يكتب النص المضاد - بحسب الغذامي- ولم يدفع بالتجربة إلى آفاق تخليق النموذج القادر على التأثير في محيطه الثقافي، غير أن تلك الخطوة السابقة في الزمن لتجربة رواد قصيدة الشعر الحر، كانت علامة في الطريق تشير إلى حراك ثقافي متعدد الوجوه، يرفض قيد النمط، ويؤسس لخلخلة سياق النص المكتمل والتذوق الساكن، ويحفز على اجتراح خيار حرية التشكيل والتعبير معاً.)


      انتهى كلام الدميني فما رأيك؟؟

      تعليق

      • د.ألق الماضي
        ......
        • Dec 2005
        • 9795
        • sigpic
          ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
          وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
          وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
          فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
          أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
          من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
          ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
          من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
          ثروت سليم

        #18
        رد: في القصيدة الحديثة..ريادة العواد حقيقة علمية جديدة

        الفاضل صلاح الحسن...
        لي رأي أؤمن به في كل ما يتعلق بريادة فن أدبي أو غيره ...
        لا شك أن الريادة الحقيقية هي ريادة الممارسة بمعنى التنظير الناضج الواعي الذي يصحبه تطبيق لتأكيده...أما التجارب السابقة فللإنصاف ينبغي ألا تهمل وإنما يؤرخ لها...وهنا نخرج من الإشكالية ولا نبتعد عن الحقيقة ...فيكون هناك سبق تاريخي...ويكون هناك ريادة فنية حقيقية...
        لو طبقنا هذا الأمر ووضعنا نصب أعيننا الحقيقة ولا سواها ستنجلي الأمور...
        لأضرب مثلا للتوضيح...
        المقامات أحد الفنون التي اختلف الباحثون في ريادتها وأصولها ولهم أقوال عدة...لكن نستطيع أن نقول أول من كتبها تاريخيا أحمد بن فارس ثم ابن دريد ثم...إلخ...أما الرائد الحقيقي الذي نظر لها وطبقها ونضجت لديه فنيا فهو بديع الزمان الهمذاني...
        أظن أن هذا التقسيم : ريادة تاريخية - الأسبقية الزمنية - وريادة فنية - الممارسة الواعية الناضجة - هو الأسلم والأصوب وإلا إن سلمنا بالريادة دون فحص فكل يوم سيخرج رائد جديد...
        احترامي...

        تعليق

        • صلاح الحسن
          كاتب مسجل
          • Feb 2004
          • 227
          • أقلل عتابك فالمقام قليلُ

            والدهر يعدل تارة ويميلُ

          #19
          رد: في القصيدة الحديثة..ريادة العواد حقيقة علمية جديدة

          المشاركة الأصلية بواسطة ألق الماضي
          الفاضل صلاح الحسن...
          لي رأي أؤمن به في كل ما يتعلق بريادة فن أدبي أو غيره ...
          لا شك أن الريادة الحقيقية هي ريادة الممارسة بمعنى التنظير الناضج الواعي الذي يصحبه تطبيق لتأكيده...أما التجارب السابقة فللإنصاف ينبغي ألا تهمل وإنما يؤرخ لها...وهنا نخرج من الإشكالية ولا نبتعد عن الحقيقة ...فيكون هناك سبق تاريخي...ويكون هناك ريادة فنية حقيقية...
          لو طبقنا هذا الأمر ووضعنا نصب أعيننا الحقيقة ولا سواها ستنجلي الأمور...
          لأضرب مثلا للتوضيح...
          المقامات أحد الفنون التي اختلف الباحثون في ريادتها وأصولها ولهم أقوال عدة...لكن نستطيع أن نقول أول من كتبها تاريخيا أحمد بن فارس ثم ابن دريد ثم...إلخ...أما الرائد الحقيقي الذي نظر لها وطبقها ونضجت لديه فنيا فهو بديع الزمان الهمذاني...
          أظن أن هذا التقسيم : ريادة تاريخية - الأسبقية الزمنية - وريادة فنية - الممارسة الواعية الناضجة - هو الأسلم والأصوب وإلا إن سلمنا بالريادة دون فحص فكل يوم سيخرج رائد جديد...
          احترامي...
          لكن لم تقولي لي ما رأيك بكلام علي الدميني وأيهما كان له السبق في الكتشاف ريادة العواد التاريخية كما ذهبت

          تعليق

          • د.ألق الماضي
            ......
            • Dec 2005
            • 9795
            • sigpic
              ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
              وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
              وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
              فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
              أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
              من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
              ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
              من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
              ثروت سليم

            #20
            رد: في القصيدة الحديثة..ريادة العواد حقي

            المشاركة الأصلية بواسطة صلاح الحسن
            لكن لم تقولي لي ما رأيك بكلام علي الدميني وأيهما كان له السبق في الكتشاف ريادة العواد التاريخية كما ذهبت
            أخي الكريم الشاعر الدميني والدكتور الصفراني هناك من سبقهما بالقول بريادة العواد وقد أثبتا ذلك وأشارا إليه...
            السبق لا ينسب إليهما...
            هي جهود ومحاولات للم شتات ما سبق والاستنتاج...

            تعليق

            • د.ألق الماضي
              ......
              • Dec 2005
              • 9795
              • sigpic
                ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                ثروت سليم

              #21
              رؤيةالعوادالنقدية(2-2)/ د.محمد الصفراني

              ويقارب العواد مقياس الشعر الحر، ويرى أن "للشعر مقياس، ومقياس الشعر الصحيح والشعر الحي هو أن يغمر النفس بالإعجاب، ويحفزها إلى إفاضة الثناء على الشاعر حين يقرأه القارئ وهو مسترسل في عالم آخر من عوالم النفس التي تقدر القوة، وتؤمن بعظمة الصدق وروعة الفن، وهو ذلك الذي يستشف الفكر من وراء نغماته وموسيقاه أجمل معابر النفس الإنسانية إلى آفاق الكمال البشري" 1.فالشعر الصحيح هو المولد للهزة أو الرعشة في المتلقي عند سماعه، هذه الهزة هي معيار ومقياس الشعر الصحيح عند العواد وهي في الوقت ذاته مقياس الشعر الصحيح في الدراسات النقدية قديما وحديثا .
              ويقارب العواد قضية الإلهام، ويرى أن الدافع إلى الإبداع الشعري لا علاقة له بعوالم الخرافة فيقول "ليس هناك أي شيطان أو شيطانة تتصل بالشاعر عند مباشرة إنتاجه الشعري، وليس الشاعر بمحتاج إلى مثل هذا، سواء كان من الشعراء المحلقين أم المتوسطين في الشعر، ولكنها الفكرة الشعرية أو الإحساس الشعري هما اللذان يستخدمهما الشاعر الواعي كدافع للشعر، ولا صلة للفكرة الفنية أو للإحساس الفني بعالم الأرواح المحجوبة مطلقا" 2، وإنما القضية تتمثل في الإلهام الصادر عن تلاقي صوتي العقل / الفكرة الفنية، والقلب / الإحساس الفني،
              ويقارب العواد عناصر الشعر الحر، ويرى أن الشعر الحر يتكون من عناصر تجتمع على أديم النفس الإنسانية "فالنفس الإنسانية بحر مصطخب الأمواج تكونه موجة تتلوها غيرها حتى تفسح لهذه النفس آفاقا جديدة تنقلها إلى أفق منها يقابله أفق : فمن قوة يقابلها ضعف! إلى يأس يقابله أمل! ونعماء تقابلها بأساء! وحب يقابله بغض! ونجاح يقابله إخفاق! ووجوم يقابله تفكير! وجمود يقابله انطلاق! وحيرة يقابلها عزم ومضاء! ومرح وانشراح يقابلهما أسى واكتئاب! ومن هذه العناصر مجتمعة يتكون الشعر" 3، وهذه العناصر هي أقرب ما تكون إلى الثنائيات الضدية التي تعد من أهم المبادئ التي ترتكز عليها البنيوية في تحليل النص الشعري والكشف عن عناصره الرئيسة، ويرى العواد أن هذه العناصر لابد أن تنصهر في عنصر عام يمتلكه الشاعر الصادق "وفي كل الحالات يتزود الشاعر الصادق بزاد الشاعرية وهو الخيال الحي الذي يجنح الشعور النفسي والتفكير الفني بأجنحة تسمو به إلى الأولمب وقتما شاء، ولكنها لا تقطع الصلة بينه وبين كوكب الأرض متى كان من القدرة الشاعرة بحيث يستطيع ضبط الموازنة في التجوال بين العالمين" 4، فالخيال في نظر العواد هو العنصر المهيمن على عناصر الشعر بحيث لا تصبح تلك العناصر عناصر شعرية ما لم تنصهر في بوتقة الخيال .

              ويقارب العواد وظيفة الشعر الحر، ويرى أن وظيفة الشعر تكمن في المتعة والكشف حيث يقول "هذا هو الشعر، وهو الناتج الطبيعي الصادق لهذه القوى النفسية في هذا المعترك، وهو الفن الجميل الذي يضفي على الحياة لونا يخف به محملها على النفس الإنسانية، أو يضيف إليها تعبيرا ناطقا يكمل تعبيرها الصامت المتمثل في الجمال والجلال والرهبة، وفي القوة والحقيقة، ومظاهر الأشياء المحسوسة ومعانيها المدركة وهو لهذا جزء طبيعي من القسط الهائل للنفس من ذخر الحياة" 5، فالوظيفة الشعرية في نظره تتركز في الجانبين الداخلي / النفسي متمثلا في المتعة، والخارجي / الواقعي متمثلا في الكشف .

              ويقارب العواد رسالة الشعر الحر، ويرى أن "رسالة الشعر هي رسالة الفن نفسه، ورسالة الفن هي تعميق الحياة - والحياة هنا هي الحياة العامة وليست الحياة الإنسانية وحدها - وإنما ثروتها في النفوس، والصعود بالآدمية إلى أفق سام من آفاق الخلود" 6، وبهذه الرؤية لرسالة الشعر يقترب العواد من رسالة الفنون المتمثلة في تعميق الحياة من خلال تكوين وتربية الذائقة الراقية القادرة على تذوق معاني الحياة والكون .

              ويقارب العواد موضوعات الشعر الحر، ويرى أن "بعضاً من شبابنا الأدباء وبعضاً من قراء الكتب الدارجة يقرض القطع الشعرية البديعة الناصعة - ناصعة والحق يقال - ولكن ماذا يضمنها من الأفكار ؟ ينظمها في الخمريات حتى يسابق أبا نواس، وفي الغزل حتى يغلب الشاب الظريف، وفي المديح حتى يفوق البحتري، وفي الحماسة حتى ينسينا ذكر عنترة، وفي الحكمة حتى لا يضاهيه أبو العتاهية، وكل هذه من الأفكار المائتة التي دفنت مع عصور أبي نواس والشاب الظريف والبحتري وعنترة وأبي العتاهية فلا تصلح لنا، أما إذا لم نستطع أن نأتي بفكر جديد ولدينا من الأفكار والمقاصد والأغراض الشعرية ما يكمم أفواهنا عجزا وقصورا عن استيعابه فأحر بنا أن نحطم أقلامنا ونسكت" 7، فالعواد يعيب على معاصريه من كتاب القصيدة العمودية الركون إلى الموضوعات الشعرية القديمة البالية مثل : الوصف، والغزل، والمديح، والحماسة، والحكمة، ولا يكتفي العواد بطلب السكوت عن الخوض في هذه الموضوعات بل يقترح على الشعراء موضوعات بديلة فيقول "أمامنا الوطن بحاجاته المادية والمعنوية وما يتطلبه الشعر فيها! أمامنا العادات والأخلاق بما فيها من فساد يتطلب النقد! أمامنا الحرية بأنواعها وما يجب من تمكينها في النفوس! أمامنا الشرق الكسول الخامل وما يجب من تنشيطه! أمامنا الطبيعة بظاهرها وباطنها ووحيها للعقل والقلب! أمامنا العرب بحالتهم السياسية وواجب الشرق في هذا المجال! أمامنا الغرب باختراعاته ومدهشاته وأعماله وما يتطلبه المقام في ذلك من تمثيله والحث على منافسته، أمامنا الحياة كلها بما فيها من خير وشر، إذن : فما لنا نرجع إلى الوراء حتى في الأدب وهو أول الطريق ؟!" 8، وبعد أن يقدم العواد البدائل تتبلور له هذه الموضوعات في موضوع جامع يطرحه في مقدمة ديوانه الأول الآماس فيقول "وموضوع الشعر هو الحياة العامة بأسرها، وآصل ما فيها - في رأينا - هو الطبيعة، وأعمق ما في الطبيعة هو الإنسان" 9فالعواد يطلب من الشعراء التعبير عن موقف الإنسان من الطبيعة والحياة والكون أو بعبارة أخرى صياغة الموقف الوجودي الذي يعبر عن اللحظة التي يعيشها الشاعر أو تلك التي هربت منه أو التي يصبو إليها ويتوق إلى عيشها بحيث تصب هذه الموضوعات في موضوع عام هو الحياة العامة بأسرها، ولذا يقيس العواد حداثة الشعر الحر بمدى اقترابه من الواقع المعيش أو ابتعاده عنه "فالشعر الحديث المحترم هو الشعر الواقعي الذي يتفاعل مع الجو الذي يوجد فيه" 10في تجسيد حي لروح الواقعية الأدبية التي يمثلها العواد وينتمي إليها .

              ويقارب العواد الفرق بين البحر التام في القصيدة العمودية والتفعيلة كوحدة مستقلة في الشعر الحر وذلك في معرض حديثه عن قضية الوحدة العضوية إذ يقول "وقد جنح الشعر الحديث إلى وحدة القصيدة بدلا من وحدة البيت، وبعكس ذلك فرق وحدة الوزن إلى وحدات تفعيلية صغيرة، وهذا الأسلوب هو جزء من رسالة العصر أيضا، فوحدة القصيدة تجعل منها نتاجا متكاملا يتناوله السامع وهو مأخوذ به عقليا، أما تمزيق وحدة البحر، أو الوزن ففيه تبسيط مناسب للعنصر الموسيقي في القصيدة، وتلوين يطرب السامع أو القارئ حين يتهادى إليه النغم اللفظي بين اللحن والإيقاع" 11فالعواد يشيد بالتفعيلة كوحدة مستقلة في الشعر الحر على حساب البحر التام في القصيدة العمودية مما يدل على أنه يعي الفرق بين الوحدتين العضوية والموضوعية ويؤكد في الوقت نفسه على شرط توافر الوحدة العضوية في القصيدة الحديثة .

              هذه هي أهم الخطوط العريضة لنظرية العواد في الشعر الحر، وقد قاد العواد بعزيمة قوية ووعي مسبق حركة الشعر الحر التي عبر عن وعيه بقيادتها بقوله "ونسجل هنا أننا - وبعض أصدقائنا المجاهدين في الأدب - جاهدنا في تجديد الشعر وتصحيح فهمه ومقاييسه لهذا "الجيل الجديد" واستطعنا أن نوجه بعض شعراء هذه البلاد بدراساتنا وأمثلة شعرنا إلى الطريق الفنية الصحيحة فانتقل الذوق الشعري بل الذوق الأدبي كله من دائرة اللفظ المرصوف الموشى بأنواع البديع، والمعنى التافه أو العادي الذي ليس وراءه حياة فكرية أو شعورية، فأصبح الآن ينحو إلى المقاصد المحترمة التي تطلب من وراء الألفاظ، وأصبح الشعر الموهوب بفضل هذا التجديد فكرة وشعورا وحياة نابعة تحس بها نفس إنسانية مستقلة الوجود، وإن كان هذا النوع ما يزال قليلا بعد، وكم كنا وما زلنا نعمل في هذه السبيل الوعرة بطريقة الهدم وطريقة البناء؛ فأما الهدم فيتمثل في مقالاتنا وأبحاثنا النقدية التي صدعنا بها أولا في كتابنا المطبوع "خواطر مصرحة" ثم في كتابنا المخطوط "تأملات في الأدب والحياة" 12فالعواد يدرك تماما أنه يقود ثورة أدبية تتمثل في حركة الشعر الحر، ويدرك أنه يحتاج إلى حشد الأفكار والأقلام في سبيل توطيد دعائمها على أرض الواقع .

              وإن قدم لنا العواد طريقة الهدم وسكت عن تقديم طريقة البناء فلأن ما بناه يتحدث عن نفسه مثلما شاهدنا في مدونته الشعرية، ولأن ما هدمه من البنيات التقليدية في القصيدة العمودية يتمثل في نظريته في الشعر الحر الذي يتمتع بمكانة أثيرة في نفسه لما يملكه هذا الشعر من آفاق تعبيرية لا تحد، وفي هذا يقول العواد "فالشعر العصري الحديث المعبر عن هذه الآفاق المتسعة هو الشعر المفضل عندي، وهو الشعر الحي لأنه يتفاعل والعصر الذي نعيش فيه ويحمل أقدس رسالاته وهي الحرية الفردية، واشتراك أفراد الإنسان في الحقوق والواجبات الجماعية، والسيادة على المرجعية، والاعتزاز الفردي بمواهب الفرد، وإخضاع هذه المواهب لخدمة الشعب وتفتيح وعيه" 13مما يحمله على الخروج من مأزق التقوقع وبوتقة الانصهار في الماضي نحو آفاق جديدة للكتابة الشعرية الحديثة شكلا ومضمونا ممثلة في الشعر الحر.

              1- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج1- آماس وأطلاس - ص

              210- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج2- رؤى أبو لون -

              3259- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج1- آماس وأطلاس - ص

              417- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج1- آماس وأطلاس - ص

              515- عواد، محمد حسن -ديوان العواد - ج1- آماس وأطلاس - ص

              615- عواد، محمد حسن -ديوان العواد -ج1- آماس وأطلاس - ص

              717- عواد محمد حسن - خواطر مصرحة - ص

              850- عواد، محمد حسن - خواطر مصرحة - ص

              951- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج1- آماس وأطلاس- ص

              1015- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج 2- في الأفق الملتهب - ص

              1162- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج2- في الأفق الملتهب - ص

              1264- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج1- آماس وأطلاس - ص

              1320- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج2- في الأفق الملتهب - ص63
              المصدر

              تعليق

              • صلاح الحسن
                كاتب مسجل
                • Feb 2004
                • 227
                • أقلل عتابك فالمقام قليلُ

                  والدهر يعدل تارة ويميلُ

                #22
                رد: في القصيدة الحديثة..ريادة العواد حقي

                شكرا لك دكوة ألق

                على التوضيح والرد

                تعليق

                • د.ألق الماضي
                  ......
                  • Dec 2005
                  • 9795
                  • sigpic
                    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                    ثروت سليم

                  #23
                  رد: في القصيدة الحديثة..ريادة العواد حقي

                  المشاركة الأصلية بواسطة صلاح الحسن
                  شكرا لك دكوة ألق

                  على التوضيح والرد
                  أهلا بك ،،،

                  تعليق

                  • الناصري
                    شاعر عباسي،،،،
                    • May 2008
                    • 504
                    • إذا ترحلتَ عن قومٍ وقد قدروا.....ألا تغادرهم فالراحلون هُمُ

                    #24
                    رد: في القصيدة الحديثة..ريادة العواد حقيقة عل

                    .
                    .
                    شكرا د. ألق
                    .
                    .
                    معلومات خطيرة ..
                    .
                    .
                    لكن العجيب هو عدم اهتمام كثيرين بهذا الرأي !
                    .
                    .
                    مضحك !!!!
                    .
                    .
                    حين تكون الغشاوة على أدبٍ ما ....!
                    .
                    .
                    ولا زال الأدب السعودي مهضوما رغم ريادته ..!
                    .
                    .
                    شكرا ً

                    تعليق

                    • د.ألق الماضي
                      ......
                      • Dec 2005
                      • 9795
                      • sigpic
                        ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                        وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                        وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                        فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                        أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                        من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                        ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                        من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                        ثروت سليم

                      #25
                      رد: في القصيدة الحديثة..ريادة العواد حقيقة عل

                      المشاركة الأصلية بواسطة الناصري
                      .
                      .
                      شكرا د. ألق
                      .
                      .
                      معلومات خطيرة ..
                      .
                      .
                      لكن العجيب هو عدم اهتمام كثيرين بهذا الرأي !
                      .
                      .
                      مضحك !!!!
                      .
                      .
                      حين تكون الغشاوة على أدبٍ ما ....!
                      .
                      .
                      ولا زال الأدب السعودي مهضوما رغم ريادته ..!
                      .
                      .
                      شكرا ً
                      الشكر لإطلالتك المورقة هنا ،،،

                      تعليق

                      يعمل...