رد: مع رجاء النقاش
15 ) ثروت عكاشة ينقذنا من فضيحة ثقافية
بقلم: رجاء النقاش
......................
هذه قصه وقعت تفاصيلها في اواخر الخمسينات من القرن الماضي وكان موضوعها هو يحيي حقي, اديبنا الموهوب العظيم الذي نحتفل هذا العام بالذكري المئويه لميلاده سنه1905 وقد عرفنا يحيي حقي الذي رحل عنا سنه1992 رجلا مسالما لايعادي ولا يخاصم ولا يحب لنفسه ان يكون طرفا في اي صراعات او معارك, كما انه كان رجلا حريصا علي استقلاله, رافضا كل الرفض للاشتغال بالسياسه والدخول في امواجها الصعبه العاتيه, وقد اتخذ هذا الفنان الكبير لنفسه ما يشبه الشعار لحياته كلها يقول فيه: خليها علي الله, وهو الشعار الذي جعله عنوانا لقصه حياته او سيرته الذاتيه.
هذا الاديب الكبير المسالم, صاحب الصدر الواسع والاخلاق المتحضره العاليه, والنفس العفيفه التي ابتعدت به تماما عن اي منافسات من اي نوع, لم يسلم من الاذي الذي اصابه في اواخر الخمسينات من القرن الماضي. والقصه مولمه للنفس. والذي يرويها وكان شاهدا عليها هو الدكتور ثروت عكاشه احد رجال الصف الاول في قياده ثوره يوليو1952, وهو القائد الاكبر لهذه الثوره في ميدان الثقافه, فقد كان وزيرا للثقافه في المره الاولي التي تولي فيها هذا المنصب من نوفمبر سنه1958 الي سبتمبر سنه1962, ثم تولي نفس المنصب سنه1966 وحتي سنه1970. والمنصفون جميعا يشهدون للدكتور ثروت بانه موسس ثقافي عظيم, ويكفي ان اشير هنا الي عباره للشاعر والاديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي حيث يخاطب ثروت عكاشه فيقول عنه انه انسان رائع ومناضل جعل من ثقافتنا الوطنيه قلعه تحمي شرف الانسان وكبرياء القلب الذي يحلم بالمستقبل, والذين عاشوا مثلي في العصر الثقافي لثروت عكاشه يصدقون عباره الشرقاوي حرفا حرفا وكلمه كلمه. ولولا وجود ثروت عكاشه علي راس وزاره الثقافه في تلك الفتره, من1958 الي1962,
ولولا شجاعته ومعرفته بالواقع الثقافي وضميره الحي لوقعت فضيحه ثقافيه كان لابد ان يسجلها التاريخ بكثير من الاسف عليها والغضب منها, وكان لابد لهذه الفضيحه ان يكون لها صداها العالمي فتصبح فضيحه ثقافيه دوليه ومحليه في وقت واحد. وهذه القصه يسجلها الدكتور ثروت عكاشه في كتابه الشهير مذكراتي في السياسه والثقافه الطبعه الثالثه دار الشروق صفحه398 حيث يقول: لم يكن مضي علي تعييني وزيرا اكثر من شهرين عندما اتصل بي سكرتير رئيس الجمهوريه يدعوني الي لقاء عاجل مع الرئيس عبدالناصر الذي ما ان لقيته حتي طلب مني الاستماع الي شريط صوتي مسجل لمجموعه من الاشخاص انهالوا علي شخص الرئيس بالشتائم البذيئه ناعتين اياه باحط الصفات, وسالته مندهشا عمن يكونون, فذكر لي اسم احد الوزراء واسم اديب رائد مرموق, وانه استغني عن خدمات الوزير, وامر باعتقال الاديب الشيخ. ولما سالته عن الغرض من دعوتي للاستماع الي ذلك التسجيل, قال ان يحيي حقي رئيس مصلحه الفنون كان موجودا معهما ويتعين احالته الي المعاش, فبادرته بقولي: لكن الواضح من الشريط الصوتي انه لم يشارك في هذا السباب, وهو رجل مشهود له بعفه اللسان ودماثه الخلق, فضلا عن انه اديب مرموق ومحبوب, وتوقيع العقاب ظلما علي هذا النحو سوف يكون له اثر سييء في اوساط المثقفين وعامه الشعب علي السواء, فقال: ولكنه كان موجودا ولم يعترض, وهذا يكفي, فناشدته ان يترك الامر لي حتي اعالجه باسلوب مناسب, فوافق, مقتنعا, بعد الحاح.
وقد عالج الدكتور ثروت الموضوع بمنتهي الحكمه, حيث يقول: اسندت الي يحيي حقي الاشراف علي مركز تدريب العاملين بالوزاره, كما اسندت اليه بجوار ذلك منصبا مهما بدار الكتب, ثم رئاسه تحرير مجله المجله حتي لا يشعر بغربه عن عالمه في مجال الفكر والادب والفن, فقبل مني ما عرضته عليه بدماثته المعهوده, وطبعا كان ذلك كله بعد اعفائه من منصبه كمدير لمصلحه الفنون.
ثم يعلق الدكتور ثروت عكاشه علي ما حدث تعليقا مهما يقول فيه: اروي هذه الواقعه لاصل الي تاملي فيما وقع من مبدئه الي منتهاه, وانا بطبيعه الحال ارفض بذاءه القول للتعبير عن الخلاف في الراي, ولكني ادركت من ناحيه اخري ان التجسس علي الوزراء واحصاء تحركاتهم وسكناتهم واسرارهم الشخصيه كان امرا يتساوي مع التجسس علي المجرمين والخارجين علي القانون, وكان هذا درسا وعيته كوزير حديث العهد بالمنصب.
هذا ما قاله الدكتور ثروت عكاشه ويمكننا ان نعلق عليه بما يلي:
اولا: لاشك ان الدكتور ثروت عكاشه بموقفه المسئول والشجاع قد انقذ مصر من فضيحه ثقافيه مدويه, وذلك لان يحيي حقي في تلك الفتره, واعني بها اواخر الخمسينات من القرن الماضي قد بدا يحظي بشعبيه واسعه بين جماهير المثقفين في مصر والعالم العربي, بل انني لا ابالغ اذا قلت انه كان قد بدا يصبح معروفا ولو بصوره بسيطه في الاوساط الثقافيه الاوروبيه وخاصه في فرنسا, وكان طرد يحيي حقي من وزاره الثقافه في ذلك الوقت لا يمكن الا ان يكون فضيحه ثقافيه كبيره لمصر في الداخل والخارج. وصاحب الفضل في انقاذنا من مثل هذه الفضيحه هو ثروت عكاشه. وموقفه هنا جدير بالتامل فيه والاهتداء الدائم به.
ثانيا: المتهمان الاخران في هذه القصه هما الاديب العربي الكبير محمود شاكر, وقد تم اعتقاله لمده تقرب من سنتين, ولم يخرج من السجن الا برساله من شاعر السودان ورئيس وزرائها في ذلك الوقت محمد احمد محجوب. اما المتهم الثاني فهو المفكر الاسلامي الكبير الشيخ احمد حسن الباقوري, وقد تمت اقالته بعد هذه الحادثه من منصبه كوزير للاوقاف.
ثالثا: كان التسجيل الذي ادين عليه الجميع قد تم في بيت الاستاذ محمود شاكر, وكان تسجيلا لجلسه شخصيه خاصه بين شاكر والباقوري ويحيي حقي.
رابعا: ان هذه الحادثه وامثالها, اي التجسس علي الناس في حياتهم الخاصه دون سبب قوي, ثم محاسبه الجميع علي ما قد يقولونه في بعض اوقات الاسترخاء والفضفضه, وربما في اوقات الملل والضيق من بعض الاوضاع والمشاكل الشخصيه.. مثل هذه العمليات في التجسس علي الناس كان فيها اساءه لزعيم عظيم مثل عبدالناصر, وكان فيها اساءه لثوره وطنيه هي ثوره يوليو, وكان مثل هذا التجسس بهذه الطريقه من سلبيات الثوره التي يبقي لها ايجابيات اكثر بكثير من سلبياتها, حتي لو كانت هذه السلبيات مولمه وجارحه.
* اشرت في مقال سابق الي واحد من عظماء شيوخ الازهر الذين وقفوا في وجه الحاكم التركي الظالم منذ اكثر من مائتي سنه وهو الشيخ محمود البنوفري, وقد سالت عن كلمه البنوفري فعرفت انها نسبه الي قريه بنوفر وتساءلت عن هذه القريه اين توجد وما هو معني اسمها. وقد تلقيت رساله كريمه من الاستاذ الفاضل الدكتور عبدالوهاب حميده جاد استاذ الجراحه العامه والاورام في كليه طب طنطا وفي هذه الرساله يقول الاستاذ: قريه بنوفر هي قريتي, وتقع علي فرع رشيد, وهي تابعه وقريبه من مركز كفر الزيات وعدد سكانها يتراوح بين سبعه وعشره الاف. كل منزل فيها يضم رجلا من رجال الازهر او سيده ازهريه فاخي استاذ بكليه طب طنطا رغم ان والدنا كان عاملا بسيطا بشركه الملح والصودا, ولكنه كان يحفظ القران كاملا, حفظا وتجويدا, وهذا يبين ان التعليم الازهري العام هو هم هذه القريه. اما لماذا اسميت هذه القريه باسم بنوفر فانا اسمع ان بيوتها لقربها من النيل كان يغمرها الفيضان العالي فيفر الناس الي مكان امن, ثم يعودون بعد انحسار الماء فسميت بنوا وفروا ثم تم تحويل الاسم الي بنوفر.
شكرا للدكتور عبدالوهاب جاد, وبارك الله فيه وفي قريته الكريمه الطيبه, وقد سمعت من الاستاذ عبدالرحمن عوض ان بنوفر قد يكون اصلها بنوفهر, ثم اصابها شيء من التخفيف, وفهر لغويا معناها الحجر, وهي ايضا اسم من اسماء احد اجداد العرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عن: صحيفة "الأهرام".
15 ) ثروت عكاشة ينقذنا من فضيحة ثقافية
بقلم: رجاء النقاش
......................
هذه قصه وقعت تفاصيلها في اواخر الخمسينات من القرن الماضي وكان موضوعها هو يحيي حقي, اديبنا الموهوب العظيم الذي نحتفل هذا العام بالذكري المئويه لميلاده سنه1905 وقد عرفنا يحيي حقي الذي رحل عنا سنه1992 رجلا مسالما لايعادي ولا يخاصم ولا يحب لنفسه ان يكون طرفا في اي صراعات او معارك, كما انه كان رجلا حريصا علي استقلاله, رافضا كل الرفض للاشتغال بالسياسه والدخول في امواجها الصعبه العاتيه, وقد اتخذ هذا الفنان الكبير لنفسه ما يشبه الشعار لحياته كلها يقول فيه: خليها علي الله, وهو الشعار الذي جعله عنوانا لقصه حياته او سيرته الذاتيه.
هذا الاديب الكبير المسالم, صاحب الصدر الواسع والاخلاق المتحضره العاليه, والنفس العفيفه التي ابتعدت به تماما عن اي منافسات من اي نوع, لم يسلم من الاذي الذي اصابه في اواخر الخمسينات من القرن الماضي. والقصه مولمه للنفس. والذي يرويها وكان شاهدا عليها هو الدكتور ثروت عكاشه احد رجال الصف الاول في قياده ثوره يوليو1952, وهو القائد الاكبر لهذه الثوره في ميدان الثقافه, فقد كان وزيرا للثقافه في المره الاولي التي تولي فيها هذا المنصب من نوفمبر سنه1958 الي سبتمبر سنه1962, ثم تولي نفس المنصب سنه1966 وحتي سنه1970. والمنصفون جميعا يشهدون للدكتور ثروت بانه موسس ثقافي عظيم, ويكفي ان اشير هنا الي عباره للشاعر والاديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي حيث يخاطب ثروت عكاشه فيقول عنه انه انسان رائع ومناضل جعل من ثقافتنا الوطنيه قلعه تحمي شرف الانسان وكبرياء القلب الذي يحلم بالمستقبل, والذين عاشوا مثلي في العصر الثقافي لثروت عكاشه يصدقون عباره الشرقاوي حرفا حرفا وكلمه كلمه. ولولا وجود ثروت عكاشه علي راس وزاره الثقافه في تلك الفتره, من1958 الي1962,
ولولا شجاعته ومعرفته بالواقع الثقافي وضميره الحي لوقعت فضيحه ثقافيه كان لابد ان يسجلها التاريخ بكثير من الاسف عليها والغضب منها, وكان لابد لهذه الفضيحه ان يكون لها صداها العالمي فتصبح فضيحه ثقافيه دوليه ومحليه في وقت واحد. وهذه القصه يسجلها الدكتور ثروت عكاشه في كتابه الشهير مذكراتي في السياسه والثقافه الطبعه الثالثه دار الشروق صفحه398 حيث يقول: لم يكن مضي علي تعييني وزيرا اكثر من شهرين عندما اتصل بي سكرتير رئيس الجمهوريه يدعوني الي لقاء عاجل مع الرئيس عبدالناصر الذي ما ان لقيته حتي طلب مني الاستماع الي شريط صوتي مسجل لمجموعه من الاشخاص انهالوا علي شخص الرئيس بالشتائم البذيئه ناعتين اياه باحط الصفات, وسالته مندهشا عمن يكونون, فذكر لي اسم احد الوزراء واسم اديب رائد مرموق, وانه استغني عن خدمات الوزير, وامر باعتقال الاديب الشيخ. ولما سالته عن الغرض من دعوتي للاستماع الي ذلك التسجيل, قال ان يحيي حقي رئيس مصلحه الفنون كان موجودا معهما ويتعين احالته الي المعاش, فبادرته بقولي: لكن الواضح من الشريط الصوتي انه لم يشارك في هذا السباب, وهو رجل مشهود له بعفه اللسان ودماثه الخلق, فضلا عن انه اديب مرموق ومحبوب, وتوقيع العقاب ظلما علي هذا النحو سوف يكون له اثر سييء في اوساط المثقفين وعامه الشعب علي السواء, فقال: ولكنه كان موجودا ولم يعترض, وهذا يكفي, فناشدته ان يترك الامر لي حتي اعالجه باسلوب مناسب, فوافق, مقتنعا, بعد الحاح.
وقد عالج الدكتور ثروت الموضوع بمنتهي الحكمه, حيث يقول: اسندت الي يحيي حقي الاشراف علي مركز تدريب العاملين بالوزاره, كما اسندت اليه بجوار ذلك منصبا مهما بدار الكتب, ثم رئاسه تحرير مجله المجله حتي لا يشعر بغربه عن عالمه في مجال الفكر والادب والفن, فقبل مني ما عرضته عليه بدماثته المعهوده, وطبعا كان ذلك كله بعد اعفائه من منصبه كمدير لمصلحه الفنون.
ثم يعلق الدكتور ثروت عكاشه علي ما حدث تعليقا مهما يقول فيه: اروي هذه الواقعه لاصل الي تاملي فيما وقع من مبدئه الي منتهاه, وانا بطبيعه الحال ارفض بذاءه القول للتعبير عن الخلاف في الراي, ولكني ادركت من ناحيه اخري ان التجسس علي الوزراء واحصاء تحركاتهم وسكناتهم واسرارهم الشخصيه كان امرا يتساوي مع التجسس علي المجرمين والخارجين علي القانون, وكان هذا درسا وعيته كوزير حديث العهد بالمنصب.
هذا ما قاله الدكتور ثروت عكاشه ويمكننا ان نعلق عليه بما يلي:
اولا: لاشك ان الدكتور ثروت عكاشه بموقفه المسئول والشجاع قد انقذ مصر من فضيحه ثقافيه مدويه, وذلك لان يحيي حقي في تلك الفتره, واعني بها اواخر الخمسينات من القرن الماضي قد بدا يحظي بشعبيه واسعه بين جماهير المثقفين في مصر والعالم العربي, بل انني لا ابالغ اذا قلت انه كان قد بدا يصبح معروفا ولو بصوره بسيطه في الاوساط الثقافيه الاوروبيه وخاصه في فرنسا, وكان طرد يحيي حقي من وزاره الثقافه في ذلك الوقت لا يمكن الا ان يكون فضيحه ثقافيه كبيره لمصر في الداخل والخارج. وصاحب الفضل في انقاذنا من مثل هذه الفضيحه هو ثروت عكاشه. وموقفه هنا جدير بالتامل فيه والاهتداء الدائم به.
ثانيا: المتهمان الاخران في هذه القصه هما الاديب العربي الكبير محمود شاكر, وقد تم اعتقاله لمده تقرب من سنتين, ولم يخرج من السجن الا برساله من شاعر السودان ورئيس وزرائها في ذلك الوقت محمد احمد محجوب. اما المتهم الثاني فهو المفكر الاسلامي الكبير الشيخ احمد حسن الباقوري, وقد تمت اقالته بعد هذه الحادثه من منصبه كوزير للاوقاف.
ثالثا: كان التسجيل الذي ادين عليه الجميع قد تم في بيت الاستاذ محمود شاكر, وكان تسجيلا لجلسه شخصيه خاصه بين شاكر والباقوري ويحيي حقي.
رابعا: ان هذه الحادثه وامثالها, اي التجسس علي الناس في حياتهم الخاصه دون سبب قوي, ثم محاسبه الجميع علي ما قد يقولونه في بعض اوقات الاسترخاء والفضفضه, وربما في اوقات الملل والضيق من بعض الاوضاع والمشاكل الشخصيه.. مثل هذه العمليات في التجسس علي الناس كان فيها اساءه لزعيم عظيم مثل عبدالناصر, وكان فيها اساءه لثوره وطنيه هي ثوره يوليو, وكان مثل هذا التجسس بهذه الطريقه من سلبيات الثوره التي يبقي لها ايجابيات اكثر بكثير من سلبياتها, حتي لو كانت هذه السلبيات مولمه وجارحه.
* اشرت في مقال سابق الي واحد من عظماء شيوخ الازهر الذين وقفوا في وجه الحاكم التركي الظالم منذ اكثر من مائتي سنه وهو الشيخ محمود البنوفري, وقد سالت عن كلمه البنوفري فعرفت انها نسبه الي قريه بنوفر وتساءلت عن هذه القريه اين توجد وما هو معني اسمها. وقد تلقيت رساله كريمه من الاستاذ الفاضل الدكتور عبدالوهاب حميده جاد استاذ الجراحه العامه والاورام في كليه طب طنطا وفي هذه الرساله يقول الاستاذ: قريه بنوفر هي قريتي, وتقع علي فرع رشيد, وهي تابعه وقريبه من مركز كفر الزيات وعدد سكانها يتراوح بين سبعه وعشره الاف. كل منزل فيها يضم رجلا من رجال الازهر او سيده ازهريه فاخي استاذ بكليه طب طنطا رغم ان والدنا كان عاملا بسيطا بشركه الملح والصودا, ولكنه كان يحفظ القران كاملا, حفظا وتجويدا, وهذا يبين ان التعليم الازهري العام هو هم هذه القريه. اما لماذا اسميت هذه القريه باسم بنوفر فانا اسمع ان بيوتها لقربها من النيل كان يغمرها الفيضان العالي فيفر الناس الي مكان امن, ثم يعودون بعد انحسار الماء فسميت بنوا وفروا ثم تم تحويل الاسم الي بنوفر.
شكرا للدكتور عبدالوهاب جاد, وبارك الله فيه وفي قريته الكريمه الطيبه, وقد سمعت من الاستاذ عبدالرحمن عوض ان بنوفر قد يكون اصلها بنوفهر, ثم اصابها شيء من التخفيف, وفهر لغويا معناها الحجر, وهي ايضا اسم من اسماء احد اجداد العرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عن: صحيفة "الأهرام".
تعليق