مرافىء التيه


فى برود؛وتأهب.هدير الجموع توصم.
- يادى العار..يادى العار.
- الأخ بيضرب أخوه بالنار.
تزداد التراتيل..تنشد ..تئن الحروف فى الحلوق..تمتزج بكلمات الدكتور عصفور فى جمجمتى بمدرج الكلية.لم أزل أذكرها..لم تزل تذكرها حوائط المدرج الكبير.
-لا تخشوهم.
- الدستور.
- تأكد من عزيمة لا تكل ولا تنثنى.
- التجمهر.
أمسكت بكتاب.لوحت من الشرفة بالسطور.تتطاير الحروف فى الهواء دون قانون يحكمها..تتبعثر..تصطرع فوق شريط الترام..تهصرها.يتمزق القلب للكلمات.جعرت بحنجرتى أهزم قصف البنادق..كانت تحاصر الألوية الحوائط..تنتظر إشارة أحد الضباط..أصابع يتملكها الصلف والغرور..لم ينضج شاربه..ينهش البعض أحشاء المحلات و الدكاكين فى أوج النهار.كان يبدل البعض سراويلهم قبل الدخول.الغضب اعتلى أحدهم..الحدة فى النبرات.
انتفاضة لصوص.
يستاء أحدهم..يصفقون فى القاعات.
************
- أين ابنى.؟
- فى المستشفى.
- بل فى معتقل المغول.
تسبق خطواتى ظلال تمتد فوق الأرض..تمسح آثارا عالقة من الدماء المتخثر.عند محطة سوتير توقفت إثر زعقة..أوقظت تراتيل بالرأس الموصوم بالأحداث..تطايرت الصور من الأحداق..داستها أقدام عساكر الأمن المركزى..أنّت أوردة القلب من إثر شظية لم تزل تستقر..ترتكن فى قصى الصدر.أحاطونى.أمسكنى بفظاظة نحو عربة تكتظ ببعض الشباب.صفعنى أحدهم عند محاولتى معرفة التهمة.أمتزجت بصوت أجش.
- تجمهر.
استقرت الكلمة فى أذنى التى لا تزال تطن إثر الصفعة.وحيدا كان القلب..وسط الشارع الذى يخيم عليه الصمت.تحجر العبوس فوق الوجوه.
لكنى أسير بمفردى.
جعر فى وجهى الذى ينثنى للخلف مخاطبا مصدر الصوت.رأسى تدور بالأسئلة.أمسكنى بحدة.عند مؤخرة السيارة القميئة.
شنقنى من معصمى بدائرتين من الحديد.أنّ القلب بشدة.حاولت أن أصرخ.كان خيط الدم ينسل على شفتى.أشار أحدهم على ظلى المدموغ بقطرات الدم.
-التجمهر لأكثر من شخص.
ينفلت الظل من براثن أيديهم..يهرعون..ينفلت فى الحارات الجانبية..يهرعون ..يرسلون إشارات خاصة..يهرعون..يصوبون رشاشاتهم..ينفلت من عيونهم الحصيفة.
- أحضروه بالأمر.
كان ظلى قد أختبأ بين شقوق جدران سور الإسكندرية العتيق عند باب شرقى.
- اهدموا الأسوار.
الصخب يعلو فى جنبات العربة..تضج بالكلمات.
- قبضوا علىّ بمفردى.
قالوا أكثر من اثنين تجمهر.
- حينما أمسك الجنود .أصبحت ليس فردا.
بدأت معاول الهدم..تشق جدران السور..كانت أنفاسى تتشقق..تتمزق إثر الضرب.
تعليق