القرار الأخير..
الساعة الثالثة ..فجرا..من يوم السبت ..الأرق يتمدد على مسائي..فلا أثر لنوم .. وصداع مقيت يتسلق رأسي و يفتك بي..
أجر جسدي المنهك من فوق السرير المبعثر..لا أدري إلى أين تأخذني قدميّ .. فالعتمة تكتنف المكان..و تسفك النور قبل أن ينسحب على البيت.."أوه..الآن عرفت أين أنا؟ " ابتلع قرصين مسكنين قبل أن يبتلعني الوجع.. أتبعهما بكأس ماء .."الحمد لله.."
آه ..أي وجع إلى جوار وجعي ليس بوجع..!! أسير في البيت النائم .. الظلام ينمو و ينمو قبل أن تقضي عليه خطوط الضوء ..
أسير و شعوري بأني أسير على أرض لدنة تكاد تجذبني إليها بحنو..أو لتقضي عليّ هي الأخرى..
ما بالي أهذي!! لست أدري..فلأهذي..أيحسب عليّ هذياني أيضا!؟
مرة أخرى تأخذني قدمي في طريق لا أريده..أقف أو تقف قدميّ لم أعد أدري..أمام حجرته التي اتخذها مكانا لنومه بعد أن هجرني..أكاد أن أمسك بمقبض الباب..لكن شللاً يتملك أصابعي.."و قلبي ..يجبرني على رؤيته قبل أن أخلد في نوم عميق..قد لا أصحو منه!..و قلبي أيضا يرفض ذلك بعزة مكلومة.." متناقضة أنا إلى حد الألم..متناقضة و صرخته في وجهي مازالت تتمثل أمامي كل لحظة..
"ليس لنا أن نعيش معا..لابد أن ننفصل!"
"لماذا؟!" خرج صوتي ضعيفا حزينا..
صمت و صمت ثم قال " لا أريدكِ .. أقصد لا أريد أن تعيشي العذاب معي.."
أخفي بصعوبة شهقاتي التي تكاد تمزق صدري ..و عيني تتكور دموعهما لتبدأ في الغرق..و الغرق..
"و ماذنبي ..؟ و ما ذنب طفلتنا؟
"ليس لي و لا لكِ من ذنب إنه ذنب من اختار لنا الطريق.."
يخرج و يتركني لمأساة لم أصنعها و لم يصنعها هو أيضا..مأساة حدثت منذ أول يوم جئت فيه لهذه الدنيا.."ميساء لخالد ..و خالد لميساء.."
هكذا كبرنا و سرنا إلى مصير لم نختاره .. و تم ما أراده الكبار.. ووهبت خالد قلبي كله فلعله يحتضن كل مشاعري .. لننسى أننا أًُكرهنا ..و نعيش الحياة التي قدرها الله ..لكنه لم يكن ليفعل ذلك ..كان بعيدا عني دوما..
كم يكويني الوجع..و السقوط في هاوية الصداع..و الخوف من غد و مايحمله لي "يارب ارأف بي"
أرفع رأسي في الظلمة القاسية..أحاول أن أصرخ بذل "يارب لا تخذلني"
يسكنني شعور بالراحة..لحظتها .. و وجه صغيرتي يتراءى لي..
طفلتي الحبيبة..أضمها إليّ أهزها بين ذراعي..أشتم عبير أنفاسها..تبتسم صغيرتي و هي نائمة ابتسامة تشفي أوجاعي..و تمدني بقوة عجيبة..لأتخذ قراري ..
أبتسم لها و دمعة ساخنة تكوي وجنتي.. أحتوي كفها الصغير بكفيّ ..
و صوت غنائي يلامس سمعها "نامي .. نامي يا حبيتي .. نامي..نامي.."
.
.
.
.
.
الساعة الثالثة ..فجرا..من يوم السبت ..الأرق يتمدد على مسائي..فلا أثر لنوم .. وصداع مقيت يتسلق رأسي و يفتك بي..
أجر جسدي المنهك من فوق السرير المبعثر..لا أدري إلى أين تأخذني قدميّ .. فالعتمة تكتنف المكان..و تسفك النور قبل أن ينسحب على البيت.."أوه..الآن عرفت أين أنا؟ " ابتلع قرصين مسكنين قبل أن يبتلعني الوجع.. أتبعهما بكأس ماء .."الحمد لله.."
آه ..أي وجع إلى جوار وجعي ليس بوجع..!! أسير في البيت النائم .. الظلام ينمو و ينمو قبل أن تقضي عليه خطوط الضوء ..
أسير و شعوري بأني أسير على أرض لدنة تكاد تجذبني إليها بحنو..أو لتقضي عليّ هي الأخرى..
ما بالي أهذي!! لست أدري..فلأهذي..أيحسب عليّ هذياني أيضا!؟
مرة أخرى تأخذني قدمي في طريق لا أريده..أقف أو تقف قدميّ لم أعد أدري..أمام حجرته التي اتخذها مكانا لنومه بعد أن هجرني..أكاد أن أمسك بمقبض الباب..لكن شللاً يتملك أصابعي.."و قلبي ..يجبرني على رؤيته قبل أن أخلد في نوم عميق..قد لا أصحو منه!..و قلبي أيضا يرفض ذلك بعزة مكلومة.." متناقضة أنا إلى حد الألم..متناقضة و صرخته في وجهي مازالت تتمثل أمامي كل لحظة..
"ليس لنا أن نعيش معا..لابد أن ننفصل!"
"لماذا؟!" خرج صوتي ضعيفا حزينا..
صمت و صمت ثم قال " لا أريدكِ .. أقصد لا أريد أن تعيشي العذاب معي.."
أخفي بصعوبة شهقاتي التي تكاد تمزق صدري ..و عيني تتكور دموعهما لتبدأ في الغرق..و الغرق..
"و ماذنبي ..؟ و ما ذنب طفلتنا؟
"ليس لي و لا لكِ من ذنب إنه ذنب من اختار لنا الطريق.."
يخرج و يتركني لمأساة لم أصنعها و لم يصنعها هو أيضا..مأساة حدثت منذ أول يوم جئت فيه لهذه الدنيا.."ميساء لخالد ..و خالد لميساء.."
هكذا كبرنا و سرنا إلى مصير لم نختاره .. و تم ما أراده الكبار.. ووهبت خالد قلبي كله فلعله يحتضن كل مشاعري .. لننسى أننا أًُكرهنا ..و نعيش الحياة التي قدرها الله ..لكنه لم يكن ليفعل ذلك ..كان بعيدا عني دوما..
كم يكويني الوجع..و السقوط في هاوية الصداع..و الخوف من غد و مايحمله لي "يارب ارأف بي"
أرفع رأسي في الظلمة القاسية..أحاول أن أصرخ بذل "يارب لا تخذلني"
يسكنني شعور بالراحة..لحظتها .. و وجه صغيرتي يتراءى لي..
طفلتي الحبيبة..أضمها إليّ أهزها بين ذراعي..أشتم عبير أنفاسها..تبتسم صغيرتي و هي نائمة ابتسامة تشفي أوجاعي..و تمدني بقوة عجيبة..لأتخذ قراري ..
أبتسم لها و دمعة ساخنة تكوي وجنتي.. أحتوي كفها الصغير بكفيّ ..
و صوت غنائي يلامس سمعها "نامي .. نامي يا حبيتي .. نامي..نامي.."
.
.
.
.
.
تعليق