رد : محطات تاريخيه .. في العلاقه السوريه اللبنانيه .
سوريا العربيه .. وايران
بعد أن خطب الرئيس الأسد أخيرا ..
ما الذي كان يريده الرئيس الايراني من هذه الزياره ..
ايران من الداخل ..
تنقسم القوى السياسيه الداخليه في ايران الى ثلاثة تيارات رئيسيه :
الأول .. تيار هاشمي رفسنجاني , الرئيس الأسبق , والمهزوم بقوه امام الرئيس الحالي في الانتخابات الاخيره .
وهو الامتداد الأقرب الى تيار الخميني , ويعبر هذا التيار عن الشارع السياسي التقليدي الايراني , فهو يمثل تجار البازار وعلاقتهم برجال الدين , أي الاسلام الاقتصادي .
الثاني .. التيار الاصلاحي , ويمثله الرئيس السابق خاتمي , وهو ليس تيارا حقيقيا بقدر ما هو تيار المثقفين الايرانيين الذين لا يريدون الخروج من العباءه الدينيه ولا يستطيعون , والذين تجمعوا كرد فعل على الحرس الثوري الايراني , ولا يمثل تيار رفسنجاني لهم ما يطمحون اليه من تغيير , ولقد تجاوز هذا التيار الان الذروه , وبدأت مرحلة الانحدار .. وان كان قد حقق فعليا انجازات مصيريه على الصعيد الاجتماعي والسياسي .
الثالث .. تيار الحرس الثوري , الاكثر تشددا , وهم القاده الميدانيون للثوره , ثم للحرب مع العراق , وهم الجناح الذي كان دائما على يمين الخميني الذي حاول أن لا يصلوا الى السلطه عن طريق تزكية مرشد عام للثوره يخلفه , أعتقد أنه " منتظري " , لينقلبوا بعده ويعينوا " الخامنئي " مرشدا للثوره الاسلاميه في ايران , وهو الأب الروحي للرئيس الحالي ومحور حديثنا , احمدي نجاد .
يمثل الرئيس نجاد الأحلام الأولى للثوره , وأمال التغيير المبالغ بها , والتي تفوق بكثير قدرات ايران الثوريه والاقتصاديه والاجتماعيه , وتعتبر تصريحاته ابعد ما تكون سياسيا عن تصريحات رجل الدوله , ان اللغه التي استخدمها في ما يتعلق برأيه بالمحرقة اليهوديه واسرائيل , تعتبر موجهة اساسا الى الداخل الايراني والحرس الثوري الذي يبحث الان عن معركة وتحدي يعطي له مبررا داخليا وتحديا قوميا ايرانيا لخياره الاسترتيجي في الحصول على التكنولوجيا النوويه وامتلاك سلاح نووي , بحث لا تبدو هذه الخطوه السبب الرئيسي فيما تتعرض له ايران حاليا وما سوف تتعرض له مستقبلا من ضغوط على كافة الاصعده , ولا يبدو انفاق هذه المئات من ملايين الدولارات التي يحتاجها بشده المجتمع والاقتصاد الايراني , عبثيا .
ان تلك التصريحات أوقعت حزب الله في لبنان والحركات المقاتله في فلسطين , في حالة حرج سياسي , واظهرتها وكأنها سلاح ايراني في يد ايران في محاولتها الحصول على السلاح النووي , وهذا بكل أسف غلط سياسي استرتيجي كبير .
لقد كانت هذه الزياره ذات نتائج سلبيه على حزب الله وحركات المقاومه في فلسطين , وعلى محاولة سوريا العربيه في الخروج من الفخ – المؤامره , وصولا الى تسوية مع الامريكان في الملف العراقي , بما يكفل لسوريا العوده الى الساحه السياسيه اللبنانيه , سياسيا هذه المرّه , لدعم حزب الله والمقاومه الفلسطينيه بالشكل الصحيح والطبيعي بدون توظيفات داخليه مكشوفه .
بتقديري الشخصي , ان سعي ايران الى امتلاك السلاح النووي , هو خطيئه كبرى , فلقد تغير الزمن والعالم كثيرا , ان السلاح النووي لم يكن قادرا على حسم أي صراع عسكري الا مرّة واحده في التاريخ ولن تتكرر , اقصد استسلام اليابان , ثم لم يكن لهذا السلاح أي دور في هزيمة الامريكان في فيتنام , ولم يكن له أي دور في منع سقوط وانهيار الاتحاد السوفييتي , بل على العكس تماما .
وانا من انصار استراتيجية الرئيس الراحل حافظ الاسد , بان وجود السلاح النووي الاسرائيلي لا يغير شيئا ابدا في موازين القوى بين العرب واسرائيل , وانه ليس من مصلحة العرب امتلاك هذا النوع من السلاح او حتى محاولة الحصول عليه .
ان أي محاوله ايرانيه , وان اقترنت فعليا بصدق النوايا , في مساعدة حزب الله بغير المال والسلاح ستكون سلبيه جدا , وان أي محاوله ايرانيه , لمساعدة سوريا في الصراع مع اسرائيل عبر لبنان , وفي الصراع مع امريكا في العراق , بغير الجانب الاقتصادي والمالي والنفطي , ستكون سلبية جدا على سوريه , واذا قررالايرانيون , قصف اسرائيل لصالح حزب الله او المقاومه الفلسطينيه اوسوريا , فان التأثير سيكون كارثيا تماما كما كانت عليه نتائج القصف العراقي في اثناء حرب الخليج الأولى العبثيه , على اسرائيل .
ان اسرائيل " العدو الابدي للعرب والمسلمين جميعا " , لا تخاف من ايران , والحقيقه انه تخاف اكثر من حزب الله , ولكن مشكلتها الحقيقيه , هي الان في المكان الصحيح داخل فلسطين , وعدوها الاول هو الحركات الجهاديه في الداخل الفلسطيني وداخل حدود 1948 وداخل القدس العاصمة الأبديه للدولة الفلسطينيه من البحر الى النهر .
وهذا الكيان الزائل , وبكل اسف , يعيد توظيف تصريحات الرئيس الايراني , ليسوقها عالميا مغطيا بذلك على جرائمه الوحشيه والهمجيه ضد الفلسطينيين المدنيين العزل .
ان المساعده الحقيقيه التي يطلبها الفلسطيني هي المال والسلاح , وليس اكثر من ذلك ليطلب الماقتلون في زمن الحرب والنصر والتحرير .
يتبع ...
---------------------------------------------
الاصدقاء ..
الذين يعقبون ليعطوا بذلك لما اكتب معنى وأهميه ..
اصدقائي ..
لي اضافه ثالثه اضمنها الرد والاجابه على مروركم الغالي ونقاشكم الهاديء ..
سوريا العربيه .. وايران
بعد أن خطب الرئيس الأسد أخيرا ..
ما الذي كان يريده الرئيس الايراني من هذه الزياره ..
ايران من الداخل ..
تنقسم القوى السياسيه الداخليه في ايران الى ثلاثة تيارات رئيسيه :
الأول .. تيار هاشمي رفسنجاني , الرئيس الأسبق , والمهزوم بقوه امام الرئيس الحالي في الانتخابات الاخيره .
وهو الامتداد الأقرب الى تيار الخميني , ويعبر هذا التيار عن الشارع السياسي التقليدي الايراني , فهو يمثل تجار البازار وعلاقتهم برجال الدين , أي الاسلام الاقتصادي .
الثاني .. التيار الاصلاحي , ويمثله الرئيس السابق خاتمي , وهو ليس تيارا حقيقيا بقدر ما هو تيار المثقفين الايرانيين الذين لا يريدون الخروج من العباءه الدينيه ولا يستطيعون , والذين تجمعوا كرد فعل على الحرس الثوري الايراني , ولا يمثل تيار رفسنجاني لهم ما يطمحون اليه من تغيير , ولقد تجاوز هذا التيار الان الذروه , وبدأت مرحلة الانحدار .. وان كان قد حقق فعليا انجازات مصيريه على الصعيد الاجتماعي والسياسي .
الثالث .. تيار الحرس الثوري , الاكثر تشددا , وهم القاده الميدانيون للثوره , ثم للحرب مع العراق , وهم الجناح الذي كان دائما على يمين الخميني الذي حاول أن لا يصلوا الى السلطه عن طريق تزكية مرشد عام للثوره يخلفه , أعتقد أنه " منتظري " , لينقلبوا بعده ويعينوا " الخامنئي " مرشدا للثوره الاسلاميه في ايران , وهو الأب الروحي للرئيس الحالي ومحور حديثنا , احمدي نجاد .
يمثل الرئيس نجاد الأحلام الأولى للثوره , وأمال التغيير المبالغ بها , والتي تفوق بكثير قدرات ايران الثوريه والاقتصاديه والاجتماعيه , وتعتبر تصريحاته ابعد ما تكون سياسيا عن تصريحات رجل الدوله , ان اللغه التي استخدمها في ما يتعلق برأيه بالمحرقة اليهوديه واسرائيل , تعتبر موجهة اساسا الى الداخل الايراني والحرس الثوري الذي يبحث الان عن معركة وتحدي يعطي له مبررا داخليا وتحديا قوميا ايرانيا لخياره الاسترتيجي في الحصول على التكنولوجيا النوويه وامتلاك سلاح نووي , بحث لا تبدو هذه الخطوه السبب الرئيسي فيما تتعرض له ايران حاليا وما سوف تتعرض له مستقبلا من ضغوط على كافة الاصعده , ولا يبدو انفاق هذه المئات من ملايين الدولارات التي يحتاجها بشده المجتمع والاقتصاد الايراني , عبثيا .
ان تلك التصريحات أوقعت حزب الله في لبنان والحركات المقاتله في فلسطين , في حالة حرج سياسي , واظهرتها وكأنها سلاح ايراني في يد ايران في محاولتها الحصول على السلاح النووي , وهذا بكل أسف غلط سياسي استرتيجي كبير .
لقد كانت هذه الزياره ذات نتائج سلبيه على حزب الله وحركات المقاومه في فلسطين , وعلى محاولة سوريا العربيه في الخروج من الفخ – المؤامره , وصولا الى تسوية مع الامريكان في الملف العراقي , بما يكفل لسوريا العوده الى الساحه السياسيه اللبنانيه , سياسيا هذه المرّه , لدعم حزب الله والمقاومه الفلسطينيه بالشكل الصحيح والطبيعي بدون توظيفات داخليه مكشوفه .
بتقديري الشخصي , ان سعي ايران الى امتلاك السلاح النووي , هو خطيئه كبرى , فلقد تغير الزمن والعالم كثيرا , ان السلاح النووي لم يكن قادرا على حسم أي صراع عسكري الا مرّة واحده في التاريخ ولن تتكرر , اقصد استسلام اليابان , ثم لم يكن لهذا السلاح أي دور في هزيمة الامريكان في فيتنام , ولم يكن له أي دور في منع سقوط وانهيار الاتحاد السوفييتي , بل على العكس تماما .
وانا من انصار استراتيجية الرئيس الراحل حافظ الاسد , بان وجود السلاح النووي الاسرائيلي لا يغير شيئا ابدا في موازين القوى بين العرب واسرائيل , وانه ليس من مصلحة العرب امتلاك هذا النوع من السلاح او حتى محاولة الحصول عليه .
ان أي محاوله ايرانيه , وان اقترنت فعليا بصدق النوايا , في مساعدة حزب الله بغير المال والسلاح ستكون سلبيه جدا , وان أي محاوله ايرانيه , لمساعدة سوريا في الصراع مع اسرائيل عبر لبنان , وفي الصراع مع امريكا في العراق , بغير الجانب الاقتصادي والمالي والنفطي , ستكون سلبية جدا على سوريه , واذا قررالايرانيون , قصف اسرائيل لصالح حزب الله او المقاومه الفلسطينيه اوسوريا , فان التأثير سيكون كارثيا تماما كما كانت عليه نتائج القصف العراقي في اثناء حرب الخليج الأولى العبثيه , على اسرائيل .
ان اسرائيل " العدو الابدي للعرب والمسلمين جميعا " , لا تخاف من ايران , والحقيقه انه تخاف اكثر من حزب الله , ولكن مشكلتها الحقيقيه , هي الان في المكان الصحيح داخل فلسطين , وعدوها الاول هو الحركات الجهاديه في الداخل الفلسطيني وداخل حدود 1948 وداخل القدس العاصمة الأبديه للدولة الفلسطينيه من البحر الى النهر .
وهذا الكيان الزائل , وبكل اسف , يعيد توظيف تصريحات الرئيس الايراني , ليسوقها عالميا مغطيا بذلك على جرائمه الوحشيه والهمجيه ضد الفلسطينيين المدنيين العزل .
ان المساعده الحقيقيه التي يطلبها الفلسطيني هي المال والسلاح , وليس اكثر من ذلك ليطلب الماقتلون في زمن الحرب والنصر والتحرير .
يتبع ...
---------------------------------------------
الاصدقاء ..
الذين يعقبون ليعطوا بذلك لما اكتب معنى وأهميه ..
اصدقائي ..
لي اضافه ثالثه اضمنها الرد والاجابه على مروركم الغالي ونقاشكم الهاديء ..
تعليق