ذات يوم قالت له: لقد تغيّرتَ، فردّ عليها:
تَغَيَّرْتِ أنتِ ولمْ أتغيََّرْ
وأبْحَرَ قلبُكِ للغيبِ...أَبْحَرْ
فما عادَ فيهِ الحنانُ حناناً
وما عادَ أعطى وُروداً وأثْمَرْ
مَرَرْتِ بباليَ طَيْفاً لطيفاً
وكنتِ بقلْبِي من الكونِ أكبرْ
وكنتِ إذا ما لمسْتِ كتابي
أو اِنْسابَ حِبرُكِ فيهِ تَعَطَّرْ
وكنتِ إذا ما قرأْتِ به اسمَ
الإلهِ فقَبَّلْتِهِ يتخَدَّرْ
وكنتِ إذا ما بسَمتِ زها الكَونُ
واخْتالَ مِنْ حُسْنِهِ وتكبَّرْ
وكنتِ إذا ما مَرَرْتِ بِدَوْحٍ
حَنى غصنَهُ لكِ حتّى تَكَسّرْ
وكنتِ إذا ما جلستِ أمامي
رسَمْتُكِ شِعْراً بِطَيّاتِ دفترْ
***
سَلِي شهرَ كانونَ عنْ أُغنِياتي
وما فيهِ خَطَّ يَراعي وسَطَّرْ
سَلِي البدرَ عن ذِكرياتِ الليالي
وما عنكِ أحكي لهُ حينَ نَسْهَرْ
سلي الشمسَ والكونَ...كلَّ الروابي
سلي الدربَ والطيرَ والبحرَ والبرّْ
سلي يا ملاكيَ كلَّ ملاكٍ
سلي الإنسَ والجنَّ.. قدْ تتذكَّرْ
نَظَمْتُكِ أحلى قصيدةِ حُبِّ
وصُغتُكِ ينبوعَ شِعْرٍ تَفجَّرْ
فإنْ تَكُ قدْ غيّرتْكِ الليالي
فإنّي كما كنتُ... لمْ أتغيَّرْ
أحمد عبد الحميد ديب
تعليق