طوابع
شعر
أحمد العسكري
أحمد العسكري
أنزلتُ مقصلتي وجئتُكَ أُزهَقُ
وخرجتُ من عُنقي لعليَّ أُعتقُ
وحفرتُ في نفسي لنفسيَّ حفرةً
فخرجتُ من ظمأي بها أتدفّقُ
قطّعتُ أوردتي وجئتُكَ أنتقي
موتاً إذا ما أرتديه أحلّقُ
أنا هاربٌ مني عَلامَ ترُدُني
رمقاً .. وما بيَّ كبرياءٌ يرمِقُ
أغلِق عليَّ الباب إن مساحتي
ضاقت عليَّ وما حدودكَ أضيقُ
لُغتي عظامُ الغابرين أديمُهم
رجعُ الأُلى رتقوك ثمَّ تمزّقو
مازلتُ يصطدمُ النهارُ بقامتي
حيّاً بأحضان المنيةِ أرزَقُ
يا حاتمَ الأحزان غيثُكَ جادني
وجعاً ويكفي ما جراحُكَ تُغدِقُ
فرحي تقزّمَ في يديكَ فخلّني
مابينَ أقدامِ الردى أتعملقُ
أنا ذلك العلمُ المُرفرفُ ..موطني
أفديكَ .. قلبي في الرياح يُخرّقُ
أنا ذلكَ الداست عليهِ حوافرُ
المرّو .. وحيداً تحتها أتفيلقُ
إبنُ الرمالِ السُمر أكلَحَ ..خُلتَني
حجراً.. لسانُ الريحِ حوليَّ يلعقُ
والشمسُ تسخرُ من ظلالِ كآبتي
وتقولُ لي يا وغد ما لكَ أُشرِقُ
مادُمتَ تضحكُ لي بعينكَ حانياً
فلِما تُكشّرُ لي ونابُكَ أزرقُ
حلّقتُ بالأفراحِ عُمرَ فراشةٍ
والحُزن عمرُ النسر بيَّ يُحلّقُ
من ألفِ توقيعٍ وُلدتُ مواطناً
فبأيِ دُرجٍ في الظلامِ سأعلَقُ
أنا ورقةٌ كُلُ الدوائِر دَمّغَتْ
وجهي ولم أصدُر متى سأُوثّقُ
أنا عُطلةٌ بعد الخميس مؤجلٌ
بينَ الإجازاتِ الطويلةِ أُخنقُ
يا إسميَّ العربي ما لكَ تُهمتي
كيفَ ارتضيتَ ال .. لا أكادُ أصدِقُ
شماعةُ النكباتِ نفسي كُلّما
شذّتْ مُفاعلةٌ عليَّ تُعلّقُ
وطني تقيأني بلحظةِ غُربةٍ
ومضى فلا هوَ عادَ أو أنا ألحقُ
أنا طائِرٌ فقئ الزمانُ جناحهُ
فبأيِّ عينٍ للسماءِ أُصفِّقُ
يا ألفَ سكينٍ تدوسُ مرارتي
لو مرَّ ذِكرُكَ بالنِصالِ أُفرَّقُ
زادٌ أنا نَزلَ الجياعُ بساحتي
يتسابقونَ فلا بقيتُ إذا بقو
في أيِّ زاويةٍ أُخبءُ صرختي
وبأيِّ حبلٍ من هواكَ أُعلّقُ
ياقسوةَ الحجرين بينهُما فمي
ليتَ الرحى تدري بماذا تسحقُ
ما أطولَ الطابور .. كيفَ سأقتفي
أثري .. وفي أيّ الرفوفِ أُعتّقُ
هل يعلمُ المأمورُ وهو يقولُ لي
وقّع هُنا .. أيُّ الجراحِ يُعمّقُ
تأشيرتي ضاعت فهلّا أشّرت
أخرى عليَّ فإن عمريَّ يُسرَقُ
وقّعتُ يا مأمور أطلِق فرحتي
مالي رصاصةُ رحمةٍ لاتُطلقُ
أنا ذلكَ المِسخُ الأنيق بدمغةٍ
فوقَ الجواز ولادتي ستُصدّقُ
بينَ العساكِرِ والحدود كرامتي
تحتَ الطوابعِ في المخافِرِ تُبصقُ
إضبارةٌ أنا فوقَ رفٍّ مُتربٍ
والريحُ مابينَ الضلوعِ تُورِّقُ
أوقفتني دهراً أمامكَ ذُلّني
واختِم فمالكَ لاتُذِلُ وتُشفِقُ
ياسيدي المأمور إني شاعرٌ
خَجَلُ الفراتِ بجبهتي يتعرقُ
إختِم على وجهي فهذي صورتي
فوقَ الجواز فأينَ أنتَ تُحدِّقُ
أنا جائِعٌ عَطِشٌ مريضٌ مُتعبٌ
ثَمِلٌ حقيرٌ مُستهانٌ مُرهقُ
إختِم وخلّصني فتلكَ حقائبي
من فرطِ مادارت عليَّ ستنطِقُ
رباهُ .. أكفُرُ بالجواز أترتضي
لحياةِ عبدِكَ هكذا تتفتقُ
لوكان لي وطنٌ لبعتُ تُرابهُ
ولما بقيتُ ببابهِ أتصدّقُ
تعليق