القصيدة المرشحة.

مَنَارَةٌ فِي الظّلمَاءِ- إِلَى رُوحِ أَبِي القَاسِمِ الشَّابِي
اِستَوحِ مَن قَامَ فِي الخَضرَاءِ* بِالقَلَمِ
وَاستَوحِ مَن أَشعَلَ الشَّعوَاءَ بِالكَلِمِ
مَن قَامَ فِي أُمَّةٍ شَحذًا لِهِمَّتـــــــــــَهَا حَتَّى غَدَت حُرَّةً كَسَائِرِ الأُمَــــمِ
شَابٌّ قَضَى نَحبَهُ بِالغَمِّ مُنتَـــــحِبًا بِمَا تَجَرَّعَ مِن هَمٍّ وَمِن أَلَــــــــمِ
يَا بُرجَ أُمَّتِهِ مَازِلتَ مَفخَــــــــرةً لِلشَّعبِ يَا قِمَّةً أَعلَى مِنَ القِمــــَمِ
مَن قَالَ لاَ حِينَمَا ضَاقَت بِمَا رَحُبَت فِي وَجهِ مَن سَامَ تَقتِيلاً بِلاَ نَــــدَمِ
يَا غَاصِبَ الحَقِّ لاَ تَفرَح بِمَا كَسَبَتيَدَاكَ سَاءَت مَغَانِمٌ وَلَم تَــــــــدُمِ
طَالَ الزَّمَانُ بِنَا أَم لَم يَطُل قَسَــــمًاسَتُكشَفُ الخُطَطُ الهَوجَاءُ فَاغتَنِمِ
تَدعُو إِلَى حَضَرٍ وَأَنتَ مُستَلِـــــبٌخَيرَاتِنَا عَن حُقُوقِ الآخَرِينَ عَـــمِ
ظَنَّ الفِرَنسِيسُ أَنَّهُ بِقُوَّتِــــــــــــــهِيَحيَا حَيَاةً كَمَا لَو كَانَ بِالأَجــــــَمِ
دَعنِي وَذِكرِ عِبَارَاتٌ لَهُ طَفَـــحَتمُستَعمِرٌ قَذَفَ الآبَاءَ بِالرُّجَـــــمِ
اِستَنزَفَ الأَرضَ نَاهِبًا مَعَادِنَـــهَا أَردَى السَّمَاءَ دُجًى شَعثَاءَ بِالظُّلَمِ
إِيهِ أَبَا القَاسِمِ الشَّابِي مَشَى قُدُمًاحَشَّادُ بَعدَكَ نَحوَ المَجدِ بِالقَــــدَمِ
بِثَورَةٍ أَصدَرَت نِيرَانُهَا لَهَـــــــــباًمُستَشهِدًا كَاتِباً تَارِيخَهَا بِــــــــــدَمِ
أَصدَاؤُهَا أَيقَظَت أَطرَافَ مَغرِبِنَالَبَّى الدُّعَاءَ أَشَاوِسٌ بِلاَ وَجَـــــمِ
جِسمٌ إِذَا مَا اشتَكى عُضوٌ بِمُؤتَلَمٍأَجَابَهُ سَائِرُ الأَعضَاءِ بِالسَّقَــــــــمِ
رَدَِّد نَشِيدَ الحَيَاةِ إِن شَعَرتَ بِأَسًى سِر فِي الدُنَى غَرِدًا إِن ضِقتَ بِالغُمَمِ
عِش بِالشُّعُورِ بِذِي الحَيَاةِ مُجتَنِبًاسَفَاسِفَ الأَمرِ جَاوِزهَا إِلَى العِظَـــــمِ
وَلاَ تَكُن حَرِجًا إِن أَحجَمَت غَدَقًا يَجلُو الَّذِي خَلَقَ الأَشيَاءَ مِن عَـدَمِ
أَكُّلَّمَا سَاءَتِ الإِنسَانَ دَائـــــــِرَةٌ لاَتَهدَإِ النَّفسُ مِن لَومٍ وَلَم تَنـــــــــَمِ
اِرحَل كَمَا رَحَلَ الشَّابِّي بِمُختَلَجٍ إِلَى الرُّبَى وَالثَّرَى شَدوًا إِلَى الأَكَمِ
وَفِي الطَّبِيعَةِ تَسلُو النَّفسُ مِن كَدَرِ الحَيَاةِ وَالهَمِّ هَمِّ النَّاسِ كُلِّهِــــــــــــمِ
الخضراء:تونس الحبيبة.
فرحات حشاد:الزعيم النقابي الذي اغتاله المستعمر في عام 1952.
---------------------------------------------------------------------------------------
هَكَذَا خَاطَبَنِي الشَّيخُ الجَلِيلُ-القصيدة الثانية
***
أَي بُنَي،
إِنَّ قِلاَعًا تَتَدَاعَى هَذِهِ الأَيَّامِ فاحذَرْ
عَلِّفِ الخَيلَ وَلاَ تَغفَل هُنَيهَة
جَهِّزِ النَّاسَ لِحَربٍ قَادِمَة
فَبِمَا أُوتِيتَ مِن عَزمٍ وَقُوَّة
اِستَعِد لاَ تَتَوَانَى
بِالذَّخِيرَة
دَافِعُوا عَن كُلِّ حِصنٍ
طَوِّقُوا كُلَّ مَكَانٍ
دَنبُنَا أَنَّا نَعِيشُ الكِبرِيَاءَ،
نَخوَةَ الفُرسَانِ فِي أَنفُسِنَا
وَنُبَاهِي بِأَرَاضِينَا وَأَجدَادٍ لَنَا
بِالتَّقَالِيدِ القَدِيمَة
حَسرَتَاه
إِنَّكُم كُنتُم نِيَامًا
أَو قِيَاماً فِي الدَّنَايَا تَسبَحُون
بِالخَطَاياَ تَجهَرُون
وَهَنِئتُم بِأَرَاضِيكُم مُقَامًا
لاَ تَظُنُّونَ زَوَالاً
إِنَّمَا الحَربُ سِجَالٌ
مَجدُنَا وَهمٌ فَقَط
فَتَرَاتٌ لَيسَ إِلاَّ
يَا بُنَيّ،
اِبنُ خَلدُونَ مِنَ القَلعَةِ نَادَى
هَؤُلاَءِ الجُندُ رُومٌ قَادِمُونَ
ذَا سُقُوطٌ وَانهِيَارٌ
لاَ أَرَاهُم بِوُضُوحٍ
لَيتَنِي أَملِكُ عَينًا كَاليَمَامَة
يَا بُنَيّ،
ذِي تَفَاصِيلُ الهَزِيمَة
صَارَتِ الأَشيَاءُ لاَتُسعِفُنا
وَبِهَا نَقرَأُ مُستَقبَلَنَا
فِي تَقَاسِيمِ الوُجُوهِ
أَتَهَجَّى بِوُضُوحٍ كُلَّ شَيءٍ
اِندِحَارٌ، اِنكِسَارٌ
نَكَبَاتٌ فِي القَبِيلَة
مَا يَمُرُّ الوَقتُ حَتَّى يَهجُمَ الأَعدَاءُ
يَأتُونَ عَلَى أَخضَرِنَا وَاليَابِسِ
يَسلُبُونَ النَّاسَ وَيَستَحيُونَ نِساءً مَاجِدَاتٍ
مَارَضِينَا كُلَّ هَذَا سَالِفًا لِلمَاجِدَاتِ.
--------------------------------------------------------------------------------***
أَي بُنَي،
إِنَّ قِلاَعًا تَتَدَاعَى هَذِهِ الأَيَّامِ فاحذَرْ
عَلِّفِ الخَيلَ وَلاَ تَغفَل هُنَيهَة
جَهِّزِ النَّاسَ لِحَربٍ قَادِمَة
فَبِمَا أُوتِيتَ مِن عَزمٍ وَقُوَّة
اِستَعِد لاَ تَتَوَانَى
بِالذَّخِيرَة
دَافِعُوا عَن كُلِّ حِصنٍ
طَوِّقُوا كُلَّ مَكَانٍ
دَنبُنَا أَنَّا نَعِيشُ الكِبرِيَاءَ،
نَخوَةَ الفُرسَانِ فِي أَنفُسِنَا
وَنُبَاهِي بِأَرَاضِينَا وَأَجدَادٍ لَنَا
بِالتَّقَالِيدِ القَدِيمَة
حَسرَتَاه
إِنَّكُم كُنتُم نِيَامًا
أَو قِيَاماً فِي الدَّنَايَا تَسبَحُون
بِالخَطَاياَ تَجهَرُون
وَهَنِئتُم بِأَرَاضِيكُم مُقَامًا
لاَ تَظُنُّونَ زَوَالاً
إِنَّمَا الحَربُ سِجَالٌ
مَجدُنَا وَهمٌ فَقَط
فَتَرَاتٌ لَيسَ إِلاَّ
يَا بُنَيّ،
اِبنُ خَلدُونَ مِنَ القَلعَةِ نَادَى
هَؤُلاَءِ الجُندُ رُومٌ قَادِمُونَ
ذَا سُقُوطٌ وَانهِيَارٌ
لاَ أَرَاهُم بِوُضُوحٍ
لَيتَنِي أَملِكُ عَينًا كَاليَمَامَة
يَا بُنَيّ،
ذِي تَفَاصِيلُ الهَزِيمَة
صَارَتِ الأَشيَاءُ لاَتُسعِفُنا
وَبِهَا نَقرَأُ مُستَقبَلَنَا
فِي تَقَاسِيمِ الوُجُوهِ
أَتَهَجَّى بِوُضُوحٍ كُلَّ شَيءٍ
اِندِحَارٌ، اِنكِسَارٌ
نَكَبَاتٌ فِي القَبِيلَة
مَا يَمُرُّ الوَقتُ حَتَّى يَهجُمَ الأَعدَاءُ
يَأتُونَ عَلَى أَخضَرِنَا وَاليَابِسِ
يَسلُبُونَ النَّاسَ وَيَستَحيُونَ نِساءً مَاجِدَاتٍ
مَارَضِينَا كُلَّ هَذَا سَالِفًا لِلمَاجِدَاتِ.
القصيدة الثالثة.
***
أحبِّ التراب أوِ ارْحلْ
***
تقولُ:
أحبِّ التراب أوِ ارْحلْ
تناديك أحجار هذا المكان،
عصافيرهُ والشجرْ،
أظنك لم تفهمِ الهمسات.
تقول:-وقد نوت البعد حقا
مكانك ليس هنا،
إنه ليس أرحب ْ.
أحبِّ التراب أوِ ارْحلْ
فأنت تطيق الإهانه ْ
وترضى قعود الخوالف ْ
"""
بالبنادق ْ،
بزغاريد نسائي،
وورود الفتيات
تستوي هامات فتيان القبيله ْ،
وتزف الفاتنات
معجبات بالزواج
في المواكب ْ.
"""
يابلادي،سأقوم
بعدما تشفى الجراح،
بعدما تسكن أرواح توارت بالتراب
استوى القاعد والراكب في هذا الزمان،
لا أرى إلا خيولا خائفه
من هدير الطائرات
وأناسا يسخرون
من تقاليد القبيله ْ
"""
يا بلادي لا أطيق البندقيه ْ
والخيول.
انقضى جهدي وقلت حيلتي،
ما علمت ِ
أنني كنت ضحيه ْ،
ولأجلك ْ
قمت في فجر شبابي،
أحمل الرايه ْ.
أنادي: اَلقضيه ْ.
"""
يا بلادي سأجيبك ْ
بمداد قاتم اللون ْ
وعلى قدر المعاناه ْ
لن أبوح
ألمي يشهد لي،
ذكرياتي،عمُري،
كل شيء
ليتها تنصفني
ليتني أنسى القضيه ْ.
"""
قبل أن ترحل ْ
إلى أي مكان،
ادفن الأم الحبيبه ْ
وادفن الأب ْ
ذكرياتك ْ
والطفوله ْ.
وَدَعِ الأولاد عندي آمنين
لا يريدون رحيلا.
وَدِّعِ الأبقار والأغنام والخيل ْ،
والصناديق القديمه ْ،
فهي الأخرى تريد
أن تودع
ستلوح القسمات
دون شك في الطريق،
في القطار.
"""
قبل أن ترحل ْ
إلى أي مكان
خذ قطوفا من بساتيني،
وغادر ذا المكان
قبل أن ترحل ْ
إلى أي مكان
التقط لي كل صوره ْ
لا تفارق ْ
في الغياب
واختزن لي في مآقيك دموعا
قد تفيد
في الغياب
وإذا كنت تريد
ما وراء البحر غايه ْ
قل فرارا.
يا فرار،
لا تخاطبني بتاتا في أناس
رحلوا دون وداع.
***
أحبِّ التراب أوِ ارْحلْ
***
تقولُ:
أحبِّ التراب أوِ ارْحلْ
تناديك أحجار هذا المكان،
عصافيرهُ والشجرْ،
أظنك لم تفهمِ الهمسات.
تقول:-وقد نوت البعد حقا
مكانك ليس هنا،
إنه ليس أرحب ْ.
أحبِّ التراب أوِ ارْحلْ
فأنت تطيق الإهانه ْ
وترضى قعود الخوالف ْ
"""
بالبنادق ْ،
بزغاريد نسائي،
وورود الفتيات
تستوي هامات فتيان القبيله ْ،
وتزف الفاتنات
معجبات بالزواج
في المواكب ْ.
"""
يابلادي،سأقوم
بعدما تشفى الجراح،
بعدما تسكن أرواح توارت بالتراب
استوى القاعد والراكب في هذا الزمان،
لا أرى إلا خيولا خائفه
من هدير الطائرات
وأناسا يسخرون
من تقاليد القبيله ْ
"""
يا بلادي لا أطيق البندقيه ْ
والخيول.
انقضى جهدي وقلت حيلتي،
ما علمت ِ
أنني كنت ضحيه ْ،
ولأجلك ْ
قمت في فجر شبابي،
أحمل الرايه ْ.
أنادي: اَلقضيه ْ.
"""
يا بلادي سأجيبك ْ
بمداد قاتم اللون ْ
وعلى قدر المعاناه ْ
لن أبوح
ألمي يشهد لي،
ذكرياتي،عمُري،
كل شيء
ليتها تنصفني
ليتني أنسى القضيه ْ.
"""
قبل أن ترحل ْ
إلى أي مكان،
ادفن الأم الحبيبه ْ
وادفن الأب ْ
ذكرياتك ْ
والطفوله ْ.
وَدَعِ الأولاد عندي آمنين
لا يريدون رحيلا.
وَدِّعِ الأبقار والأغنام والخيل ْ،
والصناديق القديمه ْ،
فهي الأخرى تريد
أن تودع
ستلوح القسمات
دون شك في الطريق،
في القطار.
"""
قبل أن ترحل ْ
إلى أي مكان
خذ قطوفا من بساتيني،
وغادر ذا المكان
قبل أن ترحل ْ
إلى أي مكان
التقط لي كل صوره ْ
لا تفارق ْ
في الغياب
واختزن لي في مآقيك دموعا
قد تفيد
في الغياب
وإذا كنت تريد
ما وراء البحر غايه ْ
قل فرارا.
يا فرار،
لا تخاطبني بتاتا في أناس
رحلوا دون وداع.
تعليق