رد : أدب الرحـــــــلة ...




محمد بن إبراهيم اللواتي
ابن بطوطة
دار بيروت للطباعة والنشر - دار النفائس
تاريخ النشر: 01/01/1997
مؤرخ الرحلات التي يحتوي هذا الكتاب نصها هو عبد الله محمد بن إبراهيم اللواتي، نسبة إلى لواته إحدى قبائل البربر، والمعروف بابن بطوطة، والملقب بشمس الدين.
ولد في طنجة، فقيل له الطنجي، ومكث فيها إلى أن بلغ الثانية والعشرين، فاندفع بدافع التقوى، وكان على قسط عظيم منها، إلى الحج، وانساق بحبّه الأسفار إلى التجوال في بلدان العالم المعروف في أيامه، فطاف في مصر وسوريا وجزيرة العرب، وأفريقية الشرقية، وآسية الصغرى، وروسيا الجنوبية والهند والصين، والأندلس والسودان.
ورحلاته التي يؤرخ لها هذا الكتاب ثلاثة استغرقت كلّها زهاء تسع وعشرين سنة، أطولها السفرة الأولى التي لم يترك فيها ناحية من نواحي المغرب والمشرق إلا زارها.
وأكثر ما كانت إقامته في الهند حيث تولى القضاء سنتين ثم في الصين حيث تولى القضاء سنة ونصفاً فوصف كلّ من شاهده وعرفه فيها من سلاطين وخواتين، وأناسي رجالاً ونساءً، ووصف ملابسهم وعاداتهم وأخلاقهم وضيافاتهم وترتيب مآكلهم مشاربهم، وما حدث في أثناء إقامته من حروب وغزوات تدفعه إلى زيارة المساجد والزوايا فلم يترك زاوية إلا زارها ونزل ضيفاً عليها حتى أنها زار من جبل "سرنديب" المكان الذي يقال إن فيه أثر قدم آدم أبي البشر.
وهو أول من أخبر عن جماعة الهنود المعروفين بالحوكية السحرة، وتكلّم على عاداتهم وتصرفاتهم ومكاشفاتهم؛ وتكلم كذلك على الأخيّة الفتيان وضيافاتهم، وعلى الإسماعيلية المعروفين بالفداوية وحصونهم وفتكهم، وكذلك كان أول رماته تغلغل في أفريقية وأعطى عنها معلومات قيّمة.
وقد نزل بعد رحلاته في فاس وأقام في حاشية السلطان أبي عنان من أمراء "بني مرين"، يحدّث الناس بما رآه وما سمعه، فأمره السلطان بأن يكتب هذه الأخبار، ولما كان الهنود قد سلبوه في بعض جولاته في الهند كل ما قد دوّنه في مذكراته، أملى، عن ظهر قلبه، ما تذكره، وهذا ما يفسر لنا ما يرى في سياق رحلته من بعض هفوات جغرافية، ومبالغات، وقد سمّى مجموعة أخباره "تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" ولكنها تُعرف اليوم برحلة ابن بطوطة، لم يكن رحّالتنا "ابن بطوطة" عالماً ولا مفكراً ولا منشأ بليغاً، وإنما كان جوّاب آفاق، دقيق الملاحظة، يرغب في الاطلاع على كل شيء غريب، وكأن عاطفته الدينية القوية أبت عليه إلا أن يصدق دون تمحيص، كل ما قُصّ عليه من كرامات. فدوّنها كما أُخبر بها.
أما أسلوبه في سرد أخبار فكان فكه ظريف، توخّى فيه الأمانة، حتى ولو كان الأمر متعلقاً بنفسه، وهذا ما جعل المستشرق ذوزي يلقبه بـ"الرحالة الأمين".
ومهما كان من أمر فإن قصة رحلاته من أطراف القصص وأجزلها نفعاً لما فيها من وصف للعادات والأخلاق، ولما فيها من فوائد تاريخية وجغرافية، من ضبط لأسماء الرجال والنساء والمدن والأماكن.




محمد بن إبراهيم اللواتي
ابن بطوطة
دار بيروت للطباعة والنشر - دار النفائس
تاريخ النشر: 01/01/1997
مؤرخ الرحلات التي يحتوي هذا الكتاب نصها هو عبد الله محمد بن إبراهيم اللواتي، نسبة إلى لواته إحدى قبائل البربر، والمعروف بابن بطوطة، والملقب بشمس الدين.
ولد في طنجة، فقيل له الطنجي، ومكث فيها إلى أن بلغ الثانية والعشرين، فاندفع بدافع التقوى، وكان على قسط عظيم منها، إلى الحج، وانساق بحبّه الأسفار إلى التجوال في بلدان العالم المعروف في أيامه، فطاف في مصر وسوريا وجزيرة العرب، وأفريقية الشرقية، وآسية الصغرى، وروسيا الجنوبية والهند والصين، والأندلس والسودان.
ورحلاته التي يؤرخ لها هذا الكتاب ثلاثة استغرقت كلّها زهاء تسع وعشرين سنة، أطولها السفرة الأولى التي لم يترك فيها ناحية من نواحي المغرب والمشرق إلا زارها.
وأكثر ما كانت إقامته في الهند حيث تولى القضاء سنتين ثم في الصين حيث تولى القضاء سنة ونصفاً فوصف كلّ من شاهده وعرفه فيها من سلاطين وخواتين، وأناسي رجالاً ونساءً، ووصف ملابسهم وعاداتهم وأخلاقهم وضيافاتهم وترتيب مآكلهم مشاربهم، وما حدث في أثناء إقامته من حروب وغزوات تدفعه إلى زيارة المساجد والزوايا فلم يترك زاوية إلا زارها ونزل ضيفاً عليها حتى أنها زار من جبل "سرنديب" المكان الذي يقال إن فيه أثر قدم آدم أبي البشر.
وهو أول من أخبر عن جماعة الهنود المعروفين بالحوكية السحرة، وتكلّم على عاداتهم وتصرفاتهم ومكاشفاتهم؛ وتكلم كذلك على الأخيّة الفتيان وضيافاتهم، وعلى الإسماعيلية المعروفين بالفداوية وحصونهم وفتكهم، وكذلك كان أول رماته تغلغل في أفريقية وأعطى عنها معلومات قيّمة.
وقد نزل بعد رحلاته في فاس وأقام في حاشية السلطان أبي عنان من أمراء "بني مرين"، يحدّث الناس بما رآه وما سمعه، فأمره السلطان بأن يكتب هذه الأخبار، ولما كان الهنود قد سلبوه في بعض جولاته في الهند كل ما قد دوّنه في مذكراته، أملى، عن ظهر قلبه، ما تذكره، وهذا ما يفسر لنا ما يرى في سياق رحلته من بعض هفوات جغرافية، ومبالغات، وقد سمّى مجموعة أخباره "تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" ولكنها تُعرف اليوم برحلة ابن بطوطة، لم يكن رحّالتنا "ابن بطوطة" عالماً ولا مفكراً ولا منشأ بليغاً، وإنما كان جوّاب آفاق، دقيق الملاحظة، يرغب في الاطلاع على كل شيء غريب، وكأن عاطفته الدينية القوية أبت عليه إلا أن يصدق دون تمحيص، كل ما قُصّ عليه من كرامات. فدوّنها كما أُخبر بها.
أما أسلوبه في سرد أخبار فكان فكه ظريف، توخّى فيه الأمانة، حتى ولو كان الأمر متعلقاً بنفسه، وهذا ما جعل المستشرق ذوزي يلقبه بـ"الرحالة الأمين".
ومهما كان من أمر فإن قصة رحلاته من أطراف القصص وأجزلها نفعاً لما فيها من وصف للعادات والأخلاق، ولما فيها من فوائد تاريخية وجغرافية، من ضبط لأسماء الرجال والنساء والمدن والأماكن.
تعليق