منذ الساعات الأولى لاندلاع حرب تموز 2006، وضعت مصر نفسها في موقع تحميل حزب الله مسؤولية النزاع، مع اهتمامها بوقف القتال، من خلال الضغط على لا إسرائيل، بل على حزب الله عن طريق سوريا. مسعى فشل منذ اليوم الأول لبدء الحرب التي تثبت برقيات السفارة الأميركية في مصر خصوصاً أنّ نظام حسني مبارك خسر شعبياً وسياسياً بسببها مع مرور الأيام.
من جهتها، كانت إسرائيل راضية رسمياً عن الأداء المصري، رغم أن القاهرة كانت تدين مقتل مدنيين لبنانيين وتدعو إلى وقف لإطلاق النار! ومن جديد كشوفات حرب تموز، رفض القاهرة عرضاً إيرانياً لتأليف محور مصري ــ إيراني لمحاربة أميركا وإسرائيل.
و يستمر الحديث حول ما كشفته وثائق السفارة الأميركية في القاهرة ومنها هو محضر الاجتماع الثاني لأبو الغيط مع الرئيس الأسد في دمشق، وذلك في 30 تموز.
وبحسب وثيقة للسفارة الأميركية في سوريا في 3 آب ، طلب الوزير المصري من الأسد إرغام حزب الله، «علناً وسراً»، على إعادة الجنديَّين الإسرائيليَّين اللذَين احتجزهما، ووقف إطلاق النار فوراً.
ولكن الأسد رفض ذلك بحجّة أنّه لا سيطرة مباشرة لسوريا على الحزب «ككبسة زرّ»، «ولأنّ طلب سوريا من وقف المقاومة علناً، سيُضعف من صورة سوريا» في الشارع العربي، وفق ما نقلته الوثيقة عن دبلوماسي مصري في دمشق.
وبنتيجة فشل اللقاء، إثر رفض الأسد الاستجابة للمطالب المصرية، «تصاعد التوتر في العلاقات السورية – المصرية»، على حد تعبير الدبلوماسي المصري نفسه، الذي يعترف بأن «الفائزين في الحرب هم: حزب الله، وسوريا وإيران»، علماً بأن تقدير القاهرة كان يفيد بأن الحكومة السورية كانت على علم، قبل يوم أو اثنين، بأن حزب الله سيقوم بعمليته.
جاءت المتابعة المصريّة الرسميّة للحرب الإسرائيليّة على لبنان في 2006، دقيقة و»يوماً بيوم».
وثائق شهرَي الحرب، تموز وآب، تُظهر ارتباكاً مصرياً كبيراً: رغبة في القضاء على حزب الله تحت شعار نزع سلاحه، مع إدراك قيادة الرئيس حسني مبارك أنّ الحرب كان مخطَّطاً لها جزئياً من واشنطن، على حد اعتراف وزير الخارجية أحمد أبو الغيط. ونبعت الحيرة المصرية الرسمية من علم القاهرة بأنّ حزب الله اكتسب شعبية كبيرة لدى الشارع العربي عموماً، والمصري خصوصاً، مع ازدياد منسوب العداء ضد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
إدارة مصر للمعركة الدبلوماسية كانت صعبة مع سوريا أساساً، وسط رفض القيادة في دمشق تلبية الأوامر المصرية في مجال ردع حزب الله. في المحصّلة، الأميركيون كما الإسرائيليون كانوا راضين عن الأداء المصري في الحرب، ما يعطي فكرة عن الموقف الرسمي الحقيقي للقاهرة إزاء أطراف النزاع.
وفي وثيقة بتاريخ 13 تموز تروي دبلوماسية إسرائيلية تُدعى إينات شلاين – مايكل، للسفارة الأميركية، أحداث الساعات الأولى للحرب على خطّ دمشق – القاهرة.
ووفق رواية الدبلوماسية المذكورة، فور إبلاغ مبارك بعملية حزب الله في الجنوب، حاول الاتصال بنظيره السوري بشار الأسد على مدى 3 ساعات صباح 12 تموز، من دون أن يردّ الرئيس السوري على اتصالاته.
حينها، أمر مبارك وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والمتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد بالتوجه فوراً إلى دمشق للقاء الأسد من دون إبلاغ السوريين بذلك حتى. وتتابع الدبلوماسية الإسرائيلية روايتها بأنه «حين علم الأسد بأن طائرة أبو الغيط وعوّاد أصبحت على بُعد 30 دقيقة من أجواء دمشق، وافق على الرد على اتصالات مبارك، والتزم باستقبال الوفد المصري».
المصدر : صحيفة الأخبار اللبنانية .
ماذا فعل أسياد مبارك به بعيد خروج شعبه عليه
لقد رموه كالكلب الأجرب واستغلوه حتى النهاية