
ويتابع بالقول: «تعود جذور هذه اللعبة إلى عمر قصير جداً مقارنة "بالكاراتيه" أو "الكونغ فو" و"التايكواندو" و"الجودو" و"الملاكمة" و"الجوجوستو"، وبدأت بها في الجمهورية التونسية لأطلقها في سورية منذ 21 عاماً، حيث إن غيرتي على عروبتي جعلتني أفكّر برؤيا جديدة تكون جديرة بنا. والآن أخذت اللعبة شيئاً فشيئاً حيزاً هاماً بين الفنون القتالية».
الشاب "نوار كامل" أحد الممارسين للعبة تحدث عن سبب توجهه لممارسة هذه الرياضة بالقول: «رغبت بالبداية أن أملأ وقت فراغي في الصيف باعتباري طالباً في المرحلة الثانوية، بشيء مفيد يعود عليّ بالصحة، فقررت أن أدخل لعبة الملاكمة في بادئ الأمر، إلا أنّه ولحسن الحظ أخبرني مدربي المدرب "فتحي" عن لعبة "الراي صيراط"، وقدم لي شرحاً بسيطاً عنها وبالتالي أعجبتني فكرة ممارستها، وفعلاً بدأت بتعلمها وأنا الآن أشعر برغبة جامحة بالاستمرار بها لأنّها بالفعل رياضة وفن مميز».

وعما يحتويه فن "الراي صيراط" يوضح لنا "د.فتحي": «إن لعبتنا لعبة حديثة، وهي بحاجة دائمة للتطوير، شأنها شأن أي علم أو فن، ونحن نعتمد "بالراي صيراط" على الإدارة النفسية والروحية أكثر مما قد يبدو للآخرين أنها لعبة قتالية فحسب، فقد أدخلت بها الكثير من أمور "الجمباز" واللياقة العالية إضافة إلى وضعيات القتال بحيث يكون اللاعب جاهزاً لأي حالة مفاجئة قد يتعرض لها».
الطفل "آدم الأصيل" البالغ من العمر ثماني سنوات وأحد المنتسبين لرياضة "الراي صيراط" قال: «دخلت اللعبة لأتعلم الدفاع عن النفس، أنا أعرف أني أتعلم لعبة سورية، وأنا سعيد جداً بها لأنها أقوى بنظري من جميع الرياضات القتالية».
اللاعب "مسلم شرف" الطالب في معهد الكمبيوتر، الذي مضى على ممارسته لرياضة "الراي صيراط" حوالي السنتين تحدث عن هذه التجربة بالقول: «على الرغم من ميولي التقنية والمعلوماتية إلا أني من أنصار مقولة: "الجسم السليم في العقل السليم" ومن هنا اختلفت حياتي وتصرفاتي كلياً منذ دخولي اللعبة، بحيث أصبحت أتحلى بروح رياضية
وتابع "د. فتحي" مبتكر اللعبة مبيناً ميّزة هذه الرياضة من مثيلاتها: «إن أهم ما يميز لعبة "الراي صيراط" هو أنها فن قتالي واقعي يتعلم به المتدرّب خوض المعارك الحقيقية بطريقة صحيحة وبأسلوب ذكي يمكنه من التغلب على أربعة أشخاص أو أكثر، قد يتقنون فن "الكاراتيه" أو "الجودو"، ذلك أن مثل هذه الألعاب يدخل بها الكثير من الحركات الخيالية والتي لا يستفيد اللاعب في الواقع منها، بينما بممارسة "الراي صيراط" والتدريب الجيد ستصل إلى أعلى مستوى من النقاء الذهني، لأنها تتطلب منك القدرة الفردية العالية واستخدام نقاط الضعف الموجودة عند الخصم حتى تتمكن من التغلب عليه بسهولة ويسر، عدا ذلك يجب أن تتميز كلاعب "راي صيراط" بسرعة رد الفعل "العقلانية"، واستخدام جميع حواس الإنسان أثناء الممارسة، ووجود توافق عضلي وعصبي في أعضاء الجسم أثناء تنفيذ الحركات».
أما اللاعب "عمر شبقجي" البالغ من العمر 16 سنة فقال: «مضى على ممارستي للعبة أربع سنوات وحصلت فيها على الحزام البني وأستعد حالياً للوصول إلى الحزام الأسود، وأنا سأعمل على الاستمرار بممارسة هذه الرياضة لأنها علمتني كيف أنظم عقلي ووقتي».
وعما يطمح إليه الدكتور "فتحي" قال: «أعتبر نفسي جزءاً لا يتجزأ من "الراي صيراط" فهي رياضة يقينية وليست حلماً، ولنا الفخر أننا بدأنا برياضة عربية سورية،
الجدير بالذكر أن د. "فتحي بن الطيب الخماسي" مؤسس ومبتكر هذه اللعبة من مواليد تونس 1963 أقام في سورية منذ قدومه مع "الراي صيراط" منذ عام 1989، حيث شارك ببطولات متنوعة بشتى الفنون القتالية. حاصل على شهادة الهندسة المدنية في تونس عام 1986، وبمجيئه لدمشق درس في كلية الحقوق ليحصل على الدكتوراه.
عن سما سوريا