الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

المبني والمعرب

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11926

    المبني والمعرب


    س: ما هو البناء لغة؟
    ج: هو وضع شيء على شيء على جهة يراد بها الثبوت واللزوم.
    س: عرف البناء اصطلاحا؟
    ج: هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لغير عامل ولا اعتلال.
    س: ماذا قال بعضهم؟
    ج: قال بعضهم:
    حد البنا في اللغة اللزوم""" وفي اصطلاح النحو قل لزوم
    آخر كلمة لغير عامــــل""" سكونا أو تحريكا أو حذفا يلي
    س: كم هي ألقاب البناء؟
    ج: ألقابه أربعة.
    س: أذكرها مع التمثيل لكل قسم؟
    ج: هي الضمة نحو: حيث، والفتحة نحو: أين، والكسرة نحو: هؤلاء، والسكون نحو: كم.

  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11926

    #2
    كلمة **"بناء"** في اللغة العربية مشتقة من الفعل **"بنى"**، والذي يعني التشييد والتأسيس والتركيب. البناء يدل على الثبات والاستقرار، وهو ضد التغيير والتحول. ومن هنا جاء استخدام النحاة العرب لمصطلح **"مبني"** في النحو، حيث يشير إلى ثبوت شكل آخر الكلمة وعدم تغيّره بتغير العوامل الداخلة عليها، تمامًا كما أن البناء في العمارة ثابت لا يتغير موقعه أو شكله بعد إنشائه.

    في المقابل، فإن **"الإعراب"** مأخوذ من معنى التغيير والتحول، حيث تتغير حركة آخر الكلمة وفقًا لموقعها في الجملة والعوامل المؤثرة عليها، مما يعكس طبيعة الكلمات المعربة التي تتغير بحسب السياق اللغوي.

    هذا الاستخدام اللغوي يعكس الفهم العميق للنحاة العرب لطبيعة اللغة العربية، حيث رأوا أن بعض الكلمات ثابتة في شكلها مثل البناء، بينما البعض الآخر متغير مثل الإعراب.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 04-25-2025, 01:27 AM.

    تعليق

    • طارق شفيق حقي
      المدير العام
      • Dec 2003
      • 11926

      #3
      ظاهرة البناء





      تتعلق ظاهرةُ البناء في العربية بأواخر الكلم، والكلم على ما شاع هو الاسم والفعل والحرف، ويجيء البناء مقابل الإعراب، ووظيفة الإعراب أن يحدِّد المعنى الإعرابي للكلمة، والمعاني الإعرابية أو النحوية هي الفاعلية والمفعولية والإضافة، وتُحدد هذه المعاني النحوية مع ما جاء مبنيًّا بالنظر إلى الموقع، أو المحلات.



      والبناء حسب ابن جني هو: "لزوم آخر الكلمة ضربًا واحدًا من السكون أو الحركة، لا لشيء أحدث ذلك من العوامل"؛ (الخصائص، باب القول على البناء، ج1).



      من هذا التعريف نفهم أن البناء هو لزومُ حركة أو سكون لا تتغيَّر من جهة، وهي ليست ناشئة عن تأثير من العوامل اللفظية أو المعنوية الداخلة على الكلمة، من جهة ثانية، وهذا من نحو قولنا: جاء الولدُ، ورأيتُ الولدَ، ومررتُ بالولدِ.

      في مقابل: جاء هذَا، ورأيتُ هذَا، ومررتُ بهذَا.



      وتبعًا لِما سبق فإن البناء والإعراب كليهما يتحدد بعلامات دالة هي الحركات في الأسماء، أو الحروف النائبة عنها أو التنوين، وهي الحركات أو السكون في المبني، سواء كان اسمًا أو حرفًا أو فعلًا.



      وليس غريبًا أن يمس البناء الأسماء والحروف والأفعال، فأما الأسماء فهي الأسماء المبهمة أو المشبهة بالحروف؛ من نحو: الأسماء الموصولة، وأسماء الاستفهام وبعض الظروف، والضمائر وغيرها، وبناء هذه الأسماء يكون على الفتح مثل "هُوَ"، والضم مثل "حيثُ"، والكسر مثل "هؤلاءِ"، والسكون مثل "مَنْ" و"كمْ".



      والبناء لا يمس في الحقيقة إلا عددًا قليلًا من الأسماء التي تُشبه الحروف في بنيتها، ويتحقق معناها في غيرها، وهي التي نطلق عليها الأسماء المبنية، وأما الحروف فكلُّها مبنية بإطلاق، ويكون بناؤها إما على الحركة أو السكون، وذلك من نحو: "الفاء" العاطفة، و"لام" التعليل، و"منذُ" للابتداء، و"أنْ" و"قدْ" وغيرها، والغالب عليها السكون.



      ويرى النحاة أن الأصل في البناء السكون، باعتباره فراغًا وهو الأكثر شيوعًا، وأما الأفعال فيعتبر جمهور النحاة أن صيغة المضارع معربة، وذلك لمشابهتها أبنيةَ الأسماء، وصيغة الماضي مبنية، وصيغة الأمر كذلك.



      هذه الكلمات المبنية تُبنَى على الحركة أو السكون، مثلما أشرنا، والحركة قد تكون فتحة أو كسرة أو ضمة، والسكون هو علامة صفرية، وهو غياب الحركة، وهذا ما يجعل الحركات أو غيابها علامة دالة، والحركات تقوم في الآن نفسه بوظيفتين مختلفتين، ألا وهما الإعراب والبناء، فهل معنى ذلك أن الكلمة في العربية إما أن تكون معربة أو مبنية؟

      قد يكون الجواب (نعم)، وإن وُجِد قسمٌ من الكلمات يجيء بين المعرب والمبني، وذلك مثل الأسماء المنقوصة والمقصورة، تلك التي يطرأ عليها تغيير في الغالب يجعل هذه العلامة من باب التقدير.



      وبناءً عليه، لو نظرنا إلى أواخر الكلمات في العربية بجميع أصنافها لوجدنا:

      • الكلمات المعربة التي يظهر عليها الإعراب جليًّا واضحًا، وهي الأسماء المعربة، وذلك من نحو: "الولدُ" أو "ولدٌ" في حالة التنوين.



      • الكلمات التي بها لاحقة تجيء في آخرها، وتظهر علامة الإعراب فوقها، أو تابعة لها، وذلك من نحو: تاء التأنيث في الأسماء، وياء النسبة في الأسماء أيضًا، ونقول: "الشجرةُ" و"المَلَكِي".



      • أسماء تجيء في آخرها ألف مد، أو ألف مقصورة، أو كسرة مشبعة، وذلك من نحو: "العصا" أو "الفُضلى" أو "القاضي"، وهذه الكلمات هي في الحقيقة نتاج تغيير؛ إذ الأصل فيها: العصوُ، والفضلَيُ، والقاضِيُ.



      • كلمات ثابتة لا تتغير العلامات الملحقة بآخرها البتةَ، وهذه هي المبنية فعلًا، وذلك من نحو ما يطلق عليه الأسماء المبنية، والحروف.



      بقي الإشكال في البناء ما يتعلق بالأفعال، والسؤال الذي يطرح: لِمَ كانت بعض الأفعال معربة وبعضها الآخر مبنيًّا؟ ولقد عُدَّ الفعل المضارع معربًا؛ لأنه له حالات متغيرة، وله عوامل داخلة عليه؛ كما يقول النحاة، وذلك من نحو قولنا: "يَكتُبُ" و"لن يَكتُبَ" و"لم يَكتُبْ"، ولكن ألا نشهد هذا التغيير نفسه في صيغة الماضي، وذلك من نحو قولنا: "كتَبَ" و"كتبَا"، و"كتبُوا" و"كتبْنَ"؟ ولعل هذا ما جعل النحاة عندما يدقِّقون النظر في مثل هذه الظواهر، يعتبرون أن الماضي شبه معرب، وأما بالنسبة إلى الأمر فهم يعتبرون أنه مبني بلا خلاف، وبناؤه يكون على السكون، دون أن يعتدُّوا بعلامات الضمائر التي تلحق آخر الفعل.



      ومن هذا التصور ألا يحقُّ لنا أن نطبق المبدأ نفسه في كل الحالات؟ ونعتبر أن الأفعال في مختلف صيغها وحالاتها مبنية، وبناؤها يكون أساسًا على السكون، وما تلا الحرف الساكن ما هو إلا علامة ضمير، أو علامة للتعبير عن وجه من الوجوه؛ مثل: الإثبات أو النفي في الماضي، أو النفي في المستقبل، أو الشرط أو غيرها.

      الألوكة

      تعليق

      • طارق شفيق حقي
        المدير العام
        • Dec 2003
        • 11926

        #4
        الشرح الميسر على الآجُرُّوميَّة (5)




        قال ابن آجُرُّوم- رحمه الله-:

        [باب الإعراب]

        الإعراب هو تغيير أواخرِ الكَلِم؛ لاختلافِ العوامل الداخلة عليها لفظًا أو تقديرًا.






        وأقسامُه أربعة: رَفع، ونَصب، وخَفْض، وجَزْم. فللأسماء من ذلك الرفع، والنصب، والخفض، ولا جزم فيه، وللأفعالِ من ذلك: الرفع، والنصب، والجزم، ولا خَفضَ فيها.



        التعليق:

        بعد حمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله أقول:

        هذا الباب وتوابعه أصل الأصول في علم النحو. ولن يستطيع أحد فهم هذا العلم إلا إذا فهم هذا الباب وتوابعه؛ فعلم النحو جميعه قام لأجل خدمة هذا الباب وما يتبعه من أبواب.



        اعلم-علمني الله وإياك- أن علم النحو قام لضبط أواخر الكلمات؛ فعنايته انصبَّت لضبط آخر حرف في كل كلمة. وقد بحث النحاة في أقسام الكلمة من اسم وفعل وحرف فوجدوها لا تخرج عن حالين فقط

        الأولى: الإعراب.

        الأخرى: البناء.



        هنا ابن آجروم- رحمه الله – عرَّف الإعراب بتعريف الكوفيين؛ فالإعراب عندهم هو تغيير أواخر الكلم بسبب دخول العوامل عليها لفظًا أو تقديرًا.



        ولكي تفهم هذا التعريف لا بد أن تفهم أولًا أن الكلمة المفردة التي لم تدخل في جملة الصواب فيها الوقف؛ فهي ليست معربة أو مبنية؛ هذا هو الصواب الذي عليه أهل التحقيق.



        ومعنى الوقف هنا أن تلزم السكون ولا توصف بإعراب أو بناء.



        فمثلا: كلمة (زيدْ) لا يصح أن نصفها بأنها معربة أو مبنية؛ لأنها كلمة مفردة وهي ساكنة.



        أما إذا دخلت جملة فإنها ستتأثر بالعوامل؛ ومن ثَمَّ سيتغير حال آخرها.

        ♦ جاء زيدٌ.

        ♦ ضربتُ زيدًا.

        ♦ مررت بزيدٍ.



        تأمل كلمة (زيدٌ) في الجملة الأولى رفعت بالضمة؛ لأنها فاعل، والذي أحدث هذا الرفع هو الفعل (جاء)، فهو العامل الذي رفعها.



        تأمل كلمة (زيدًا) في الجملة الثانية نصبت بالفتحة؛ لأنها مفعول به، والذي أحدث هذا النصب هو الفعل (جاء)، أو الفعل والفاعل معًا على خلاف بين النحويين؛ بل اتَّسَع الخلاف لأكثر من ذلك...

        المهم الذي يهمنا هنا هو تغيُّر الكلمة من حالة الرفع في الجملة الأولى إلى حالة النصب في الجملة الثانية.

        ولو أنك تأملت الجملة الثالثة لوجدت الكلمة نفسها تغيَّرت إلى حالة الجر (زيدٍ)؛ بسبب دخول العامل عليها وهو حرف الجر (الباء).



        إذن انتقال وتغيير أواخر الكلم كما ترى من الرفع إلى النصب إلى الجر بسبب دخول العوامل المختلفة يُسمَّى إعرابًا.



        هذا التعريف في حقيقة أمره هو تعريف الكوفيين؛ فالإعراب عندهم معنوي لا يعدو عن كونه مجرد تغيير يطرأ على أحوال أواخر الكلم؛ وهو شيء معنوي لا يلفظ باللسان مجرد انتقال الكلمة من حال لحال هو الإعراب عندهم.



        أما البصريون فلهم رأي آخر؛ فالإعراب عندهم لفظي يظهر على اللسان فالرفع عندهم المتمثل في الضمة هو الإعراب، والنصب عندهم المتمثل في الفتحة هو الإعراب، والجر عندهم المتمثل في الكسرة هو الإعراب...وهكذا.



        قد يرد سؤال...هل يصح قول ابن آجروم: تغيير أواخر الكلم....؟



        لا، هذا مما يؤخذ عليه؛ فالتغيير إنما هو لأحوال أواخر الكلم، والأحوال الحركات؛ كالضمة والفتحة ....إلخ.

        لذا فقول ابن آجروم غير دقيق.



        قد يرد سؤال آخر ...ما معنى قوله في التعريف (لفظًا أو تقديرًا)؟

        ابن آجروم- رحمه الله- يقصد أن هذا التغيير الذي هو حقيقة الإعراب عنده قد يكون ملفوظًا ينطقه اللسان، فكما في المثال السابق فإنك لو تأملت كلمة (زيد)، لوجدت أنها مرفوعة بالضمة في الجملة الأولى، وقد ظهرت الضمة على اللسان، وكذا الفتحة، وكذا الكسرة.



        أما معنى قوله: (تقديرًا)؛ أي: لا يظهر على اللسان لسبب من الأسباب؛ كالتعذر والثقل.



        فمثلًا قولك: جاء الفتى، وضربت الفتى، ومررت بالفتى.

        الفتى: جاء هنا فاعلًا، ومفعولًا به، واسمًا مجرورًا، على الترتيب.

        إذن أين الضمة والفتحة والكسرة؟



        لماذا لم تظهر على اللسان؟!

        أقول: هناك سبب منع ظهورها، وهو التعذر، ومعنى التعذر الاستحالة؛ فالضمة محال أن تظهر على الألف في كلمة (الفتى)، وكذلك الفتحة، وكذلك الكسرة.



        لذا عند الإعراب تقول: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة وقد منع ظهورها التعذر.

        وكذا تقول: مفعول به منصوب بالفتح المقدرة، وقد منع ظهورها التعذر.

        وكذا تقول: اسم مجرور بالكسرة المقدرة، وقد منع ظهورها التعذر.



        إذن، قد عرفنا التعذر، فما هو الثقل؟

        ثقل يحدث على اللسان عند محاولة النطق بالحركة؛ ومن ثَمَّ يكون الإعراب مقدرًا من أجل التخفيف.

        مثلًا قولك: جاء القاضي.



        لو تأملت كلمة (القاضي)، لوجدتها فاعلًا مرفوعًا بالضمة المقدرة، وقد منع ظهورها الثقل.



        هل نستطيع أن ننطق الضمة؟

        نعم نستطيع ولكن هناك ثقلًا شديدًا عندما ننطق كلمة (القاضي) بالضمة؛ ولأن لغتنا العربية لغة جميلة وعظيمة، ولا تريد منا المشقة والعنت؛ كان الإعراب مقدرًا، وهو أن نقدر الضمة ولا نظهرها على اللسان، ونلتمس لهذا الصنيع علة؛ وهو أن الثقل قد منع ظهور الضمة على اللسان.



        والكسرة كذلك قل فيها مثل ما قلنا في الضمة....



        ♦ مررت بالقاضي.

        القاضي: اسم مجرور بالكسرة المقدرة وقد منع ظهورها الثقل.

        أما الفتحة فلأنها خفيفة على اللسان ولا يوجد فيها أي ثقل فتظهر.

        فتقول مثلًا: رأيتُ القاضيَ.

        القاضي: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.



        وعلى كل حال قضية التعذر والثقل إن شاء الله قد أُسهِبُ فيها توضيحًا في الدروس القادمة.

        نكتفي بهذا....



        هذا والله أعلم، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصَحْبه وسلِّم.

        تعليق

        • طارق شفيق حقي
          المدير العام
          • Dec 2003
          • 11926

          #5
          • "هؤلاءِ" مبنية على الكسر: الكسر هنا جاء للتخفيف، حيث أن الكلمة تنتهي بهمزة، والكسر يسهل الانتقال الصوتي بين الحروف ويمنع الثقل في النطق.
          • "حيثُ" مبنية على الضم: الضم هنا جاء لأن الكلمة في الأصل ظرف مكان، والضم يعطيها استقرارًا صوتيًا، كما أنه يتناسب مع طبيعة بعض الظروف التي بنيت على الضم مثل "منذُ".
          • "منْ" مبنية على السكون: السكون هو الأصل في البناء، وهنا جاء السكون لأن الكلمة قصيرة وساكنة بطبيعتها، مما يجعلها سهلة النطق دون الحاجة إلى حركة إضافية.
          • "إياك" مبنية على الفتح: الفتح هنا جاء بسبب طبيعة الكلمة الصوتية، حيث أن "إيا" فيها مد بالألف، والفتح يسهل الانتقال الصوتي بين الألف والكاف، مما يجعل النطق أكثر سلاسة.

          هذه العلل الصوتية ليست قواعد صارمة، بل هي ملاحظات صوتية اعتمدها النحاة بناءً على الاستعمال اللغوي.
          أجاب بذلك كوبايلوت

          تعليق

          • طارق شفيق حقي
            المدير العام
            • Dec 2003
            • 11926

            #6
            هذه التفسيرات للبناء على الحركات المختلفة وردت في أعمال عدد من النحاة الذين اهتموا بتحليل الظواهر الصوتية في اللغة العربية. من بين هؤلاء النحاة نجد **سيبويه** في كتابه **"الكتاب"**، حيث تناول البناء في الأسماء والأفعال وعلله الصوتية، وكذلك **الأخفش الأوسط** الذي توسع في شرح بعض الظواهر الصوتية المتعلقة بالبناء. كما نجد إشارات إلى هذه التفسيرات في أعمال **ابن جني**، الذي كان مهتمًا بعلم الأصوات وتأثيرها على بنية الكلمات.

            أما بالنسبة لتوسيع هذه التفسيرات، فكل حركة من الحركات التي بنيت عليها الكلمات المبنية لها سبب صوتي:
            - **البناء على الكسر** كما في "هؤلاءِ"، جاء لتسهيل النطق ومنع الثقل الصوتي، خاصة مع وجود الهمزة في آخر الكلمة.
            - **البناء على الضم** كما في "حيثُ"، جاء بسبب طبيعة الكلمة كظرف، والضم يمنحها استقرارًا صوتيًا.
            - **البناء على السكون** كما في "منْ"، وهو الأصل في البناء لأنه يعكس الثبات وعدم التغير.
            - **البناء على الفتح** كما في "إياك"، حيث الفتح يسهل الانتقال الصوتي بين الألف والكاف.

            تعليق

            • طارق شفيق حقي
              المدير العام
              • Dec 2003
              • 11926

              #7
              [البناء]

              [النوع الأول]

              ...

              ٦- البناء:

              البناء لزوم الكلمة حالة واحدة؛ أي أن آخر الكلمة يلزم علامة واحدة لا تتغير بتغير العوامل، على عكس ما عرفنا في الإعراب.

              والكلمات المبنية ثلاثة أنواع، هي:

              أ- كل الحروف.

              ب- بعض الأفعال.

              ج- بعض الأسماء.

              [النوع الأول]

              الحروف كلها مبنية، وهي لا محل لها من الإعراب؛ أي أنها لا تتأثر بالعوامل، ومعنى ذلك أنها لا تحتل موقعا من الجملة، فلا تكون فاعلا أو مفعولا أو تمييزا أو غير ذلك، ولعلك تذكر أن النحاة يعرفون الحرف بأنه ما دل على معنى في غيره، أي أنه ليس له معنى مستقل يقتضي أن يكون له موقع في الجملة تنتج عنه حالة إعرابية، وهذا هو معنى قولنا: إن الحرف لا محل له من الإعراب، وسواء أكان الحرف عاملا في غيره أم غير عامل فهو دائما مبني، فنقول:

              هل حضر زيد؟ حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

              ما جاء علي: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

              اكتب بالقلم: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.

              يا علي: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

              إن زيدا قائم: حرف توكيد ونصيب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

              وهكذا في الحروف جميعها.
              كتاب التطبيق النحوي

              [عبده الراجحي]

              تعليق

              • طارق شفيق حقي
                المدير العام
                • Dec 2003
                • 11926

                #8
                النوع الثاني: بعض الأفعال:

                ذكرنا أن الفعل المضارع غير المتصل بنون التوكيد المباشرة أو بنون النسوة هو الفعل المعرب، ومعنى ذلك أن الأفعال المبنية أكثر من الأفعال المعربة، وهي:

                أ- الفعل الماضي.

                ب- فعل الأمر.

                ج- الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد المباشرة أو بنون النسوة.

                ١- الفعل الماضي:

                للماضي ثلاث حالات في البناء،: الفتح، والسكون، والضم.

                ١- فيبنى على الفتح إذا لم يتصل به شيء، أو إذا اتصلت به ألف الاثنين أو تاء التأنيث، نقول:

                فهم الطالب: فعل ماض مبني على الفتح.

                فهمَتِ الطالبة: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتألنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

                الطالبان فهما: فعل ماض مبني على الفتح، والألف ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

                سعى محمد إلى الخير: فاعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.

                ٢- ويبنى على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك، وضمائر الرفع المتحركة هي: تاء الفاعل لمتكلم أو مخاطب أو مخاطبة، وضمير المثنى

                تعليق

                • طارق شفيق حقي
                  المدير العام
                  • Dec 2003
                  • 11926

                  #9
                  المخاطب، وجمع المتكلمين، وجمع المخاطبين، وجمع المخاطبات، ونون النسوة، فنقول:

                  فهمْتُ الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

                  فهمْتَ الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

                  فهمْتِ الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

                  فهمْتُمَا الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

                  فهمْنَا الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

                  فهمْتُم الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

                  فهمْتُن الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

                  الطالبات فهمْنَ الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

                  ٣- ويبنى على الضم عند اتصاله بواو الجماعة فتقول:

                  الطلاب فهموا الدرس: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

                  الأولاد مشوا: فعل ماض مبني على الضم على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة "أصل الفعل: مشيوا".

                  هم دعوا إلى الخير: فعل ماض مبني على الضم على الواو المحذوفة "أصل الفعل: دعووا".

                  ت- فعل الأمر:

                  يصاغ فعل الأمر من الفعل المضارع بعد حذف المضارعة دون أي تغيير:

                  يَكْتُب -كْتُب- اكْتُب

                  يَجْلِس -جْلِس- اجْلِس

                  يَفْتَح -فْتَح- افْتَح

                  تعليق

                  • طارق شفيق حقي
                    المدير العام
                    • Dec 2003
                    • 11926

                    #10
                    تلاحظ أن حذف حرف المضارعة من الفعل الثلاثي يؤدي إلى أن يكون أولا الفعل ساكنا، وهذا مستحيل في العربية؛ لذلك نلجأ إلى حرف آخر يمكننا من النطق بهذا الساكن، وهذا الحرف هو همزة الوصل، وقد سميت كذلك لأنها "توصلنا" إلى النطق بالساكن، وننطقها مضمومة إذا كانت عين الفعل مضمومة "اكْتُب" ومكسورة في غير ذلك "اجْلِس، افْتَح"، وكذلك نلجأ إلى همزة الوصل في:

                    يَنْطَلق - نْطَلق - انْطَلق

                    يسْتَلم - سْتَلم - اسْتَلم

                    يَسْتَغفر - سْتَغفر - اسْتَغفر

                    أما الأفعال الأخرى التي تبدأ بحرف معه حركة بعد حذف حرف المضارعة فلا نحتاج إلى شيء:

                    يُدَحرج - دَحْرج

                    يناقش - نَاقِش

                    يتذكر - تَذَكَّر

                    ينام - نَمْ

                    يَرَى - رَ

                    لهذا السبب يبنى الأمر على ما يجزم به مضارعه١، أي يبنى على السكون إذا لم يتصل به شيء أو اتصلت به نون النسوة، ويبنى على حذف حرف العلة إن كان معتلا، ويبنى على حذف النون إذا اتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة، فتقول:


                    ١ يرى الكوفيون أن فعل الأمر مجزوم وليس مبنيا؛ لأن أصله عندهم فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، فالأصل في "اكْتُبْ" "لِتَكْتُبْ"

                    تعليق

                    • طارق شفيق حقي
                      المدير العام
                      • Dec 2003
                      • 11926

                      #11


                      اجتهد تنجح: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

                      اجتهدْنَ تنجحْن: فعل أمر مبني على السكون، ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

                      اسْعَ في الخير: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

                      اجتهدوا تنجحوا: فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

                      اسعَيَنَّ في الخير: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

                      ج- الفعل المضارع:

                      ١- يبنى على السكون عند اتصاله بنون النسوة، فتقول:

                      الطالبات يكتبْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة.

                      تنبيه:

                      عند إسناد المضارع إلى نون النسوة يكون حرف المضارعة مع الغائبات ياء لا تاء، فلا نقول:

                      الطالبات تكتبن. بل: الطالبات يكتبن.

                      ولا يتغير الفعل، إنما تزاد عليه النون فقط:

                      يَكْتُب - يَكْتُبْنَ

                      يمشي - يمشِين

                      يدعو - يدعون

                      قال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ} .

                      <<

                      تعليق

                      • طارق شفيق حقي
                        المدير العام
                        • Dec 2003
                        • 11926

                        #12
                        ٢- ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة، أي لم يفصل بينها وبينه بفاصل، سواء أكانت النون ثقيلة أم خفيفة، مثل:

                        والله لَيُفْلِحَنَّ المجدُ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.

                        لأَسْعَيَنَّ في الخير: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.

                        أما إذا لم تكن النون مباشرة؛ لوجود فاصل بينها وبين الفعل، مثل ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، فلا يكون الفعل مبنيا، بل يكون معربا، وذلك على النحو التالي:

                        لتنجحن أيها المجدون:

                        أصله: تنجحون + ن؛ اجتمعت ثلاث نونات؛ الرفع، ونون التوكيد الثقيلة المكونة من نونين؛ الأولى ساكنة والثانية متحركة:

                        تنجح + و + نَ + نْ + نَ

                        حذفت نون الرفع؛ فصار الفعل:

                        تنجح + و + نَّ

                        فالتقى ساكنان؛ واو الجماعة والنون الأولى من نون التوكيد، فحذفت الواو لدلالة الضمة السابقة عليها، فصار: تَنْجَحُنَّ، ونقول في إعرابه:

                        فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل مبني على السكون في محل رفع، والنون حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

                        لَتَنْجَحِنَّ أيتها المجدة:

                        أصله: تنجحين + ن، اجتمعت ثلاث نونات، فحذفت نون الفعل، فصار: تنجحين.

                        تعليق

                        • طارق شفيق حقي
                          المدير العام
                          • Dec 2003
                          • 11926

                          #13
                          فالتقى ساكنان؛ ياء المخاطبة والنون الأولى من التوكيد، فحذفت الياء لدلالة الكسرة السابقة عليها، ونقول في إعرابه:

                          فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والياء المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل مبني على السكون محل رفع، والنون حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

                          تنبيه:

                          المضارع المسند إلى ألف الاثنين لا تحذف ألفه مع وجود ساكنين حتى لا يلتبس بالمفرد؛ ومن ثَمَّ نبقيها ونحرك نون التوكيد بالكسر، فنقول:

                          لتنجحانِّ أيها المجدان.

                          تدريب: أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح:

                          {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} .

                          {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} .

                          {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} .

                          {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ} .

                          {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} .

                          {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} .

                          {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} .

                          تعليق

                          • طارق شفيق حقي
                            المدير العام
                            • Dec 2003
                            • 11926

                            #14
                            [النوع الثالث: الأسماء المبنية]

                            سبق أن عرفت أن النحويين يقسمون الاسم إلى متمكن وغير متمكن، وأن المتمكن ينقسم إلى متمكن أمكن ومتمكن غير أمكن:

                            المتمكن الأمكن: هو الذي لا يشبه الفعل ولا الحرف، وهو الاسم المعرب المصروف، أي الذي يقبل التنوين حين يكون نكرة؛ ولذلك يسمى هذا التنوين تنوين التمكين.

                            المتمكن غير الأمكن: هو الذي يشبه الفعل مثل: أحمد ويزيد وتعز، فهذه الأسماء يمكن أن تكون أسماء ويمكن أن تكون أفعالا، وحيث إن الفعل لا ينون ولا يجر، عوملت هذه الأسماء معاملة الأفعال، وهي الأسماء الممنوعة من الصرف:

                            حضر أحمدُ، رأيت أحمدَ، مررت بأحمدَ.

                            غير المتمكن: هو الذي يشبه الحرف:

                            أ- من حيث البنية؛ كأن يكون مكونا من حرف واحد أو من حرفين مثل تاء الضمير ومثل من، فكل منهما يشبه حرف الجر الباء وحرف الجر من مثلا.

                            ب- من حيث المعنى؛ لأن الحرف ليس له معنى في ذاته وإنما يشير إلى معنى في غيره، فكذلك أسماء الإشارة والأسماء الموصولة مثلا؛ ليس لها معنى في ذاتها وإنما وظيفتها الإشارة والوصل، وحيث إن الحرف مبني فإن الاسم الذي يشبه الحرف يكون مبنيا كذلك.

                            تعليق

                            • طارق شفيق حقي
                              المدير العام
                              • Dec 2003
                              • 11926

                              #15
                              والأسماء المبنية يمكن ترتيبها على النحو التالي:

                              ١- الضمائر.

                              ٢- أسماء الإشارة.

                              ٣- الأسماء الموصولة.

                              ٤- أسماء الأفعال.

                              ٥- أسماء الاستفهام.

                              ٦- أسماء الشرط.

                              ٧- الأسماء المركبة.

                              ٨- اسم لا النافية للجنس "في بعض المواضع".

                              ٩- المنادى "في بعض المواضع".

                              ١٠- أسماء متفرقة.

                              تعليق

                              يعمل...