الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



    "قصة أيامي"
    الشيخ
    عبد الحميد كشك
    للحفظ على الرابط التالي:
    الكتاب
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    تعليق

    • أبو شامة المغربي
      السندباد
      • Feb 2006
      • 16639


      رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



      "سبعون"
      ميخائيل نعيمه

      للحفظ على الرابط التالي:
      الكتاب
      حياكم الله

      د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

      aghanime@hotmail.com

      تعليق

      • أبو شامة المغربي
        السندباد
        • Feb 2006
        • 16639


        رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



        ذكريات لا مذكرات
        ثروت أباظة

        للحفظ على الرابط التالي:
        الكتاب
        حياكم الله

        د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
        aghanime@hotmail.com

        تعليق

        • أبو شامة المغربي
          السندباد
          • Feb 2006
          • 16639


          رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



          "مذكرات السياسيين والزعماء في مصر"
          عبد العظيم رمضان
          للحفظ على الرابط التالي:
          الكتاب
          حياكم الله

          د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
          aghanime@hotmail.com

          تعليق

          • أبو شامة المغربي
            السندباد
            • Feb 2006
            • 16639


            رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



            "مذكراتي 1889-1951"
            عبد الرحمن الرافعي

            للحفظ على الرابط التالي:
            المذكرات
            حياكم الله

            د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
            aghanime@hotmail.com

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة




              "مذكرات شاهد للقرن"
              مالك بن نبي

              للحفظ على الرابط التالي:
              المذكرات
              حياكم الله

              د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
              aghanime@hotmail.com

              تعليق

              • أبو شامة المغربي
                السندباد
                • Feb 2006
                • 16639


                رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة




                كتب مؤلفة في باب أدب مذكرات
                للحفظ على الرابط التالي:
                المذكرات
                حياكم الله

                د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                aghanime@hotmail.com

                تعليق

                • أبو شامة المغربي
                  السندباد
                  • Feb 2006
                  • 16639


                  رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



                  "ذكرياتي"
                  طاغور
                  للحفظ على الرابط التالي:
                  الذكريات
                  حياكم الله

                  د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                  aghanime@hotmail.com

                  تعليق

                  • أبو شامة المغربي
                    السندباد
                    • Feb 2006
                    • 16639


                    رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



                    "ذكريات باريس"
                    الدكتور
                    زكي مبارك

                    للحفظ على الرابط التالي:
                    الذكريات

                    حياكم الله

                    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                    aghanime@hotmail.com

                    تعليق

                    • أبو شامة المغربي
                      السندباد
                      • Feb 2006
                      • 16639


                      رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



                      "ذكريات عارية"
                      الدكتور
                      السيد أبو النجا
                      للحفظ على الرابط التالي:
                      الذكريات

                      حياكم الله

                      د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                      aghanime@hotmail.com

                      تعليق

                      • أبو شامة المغربي
                        السندباد
                        • Feb 2006
                        • 16639


                        رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة




                        "بغداد ذكريات ومشاهدات"
                        الشيخ
                        علي الطنطاوي

                        للحفظ على الرابط التالي:
                        الذكريات

                        حياكم الله

                        د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                        aghanime@hotmail.com

                        تعليق

                        • أبو شامة المغربي
                          السندباد
                          • Feb 2006
                          • 16639


                          رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



                          حياة أحمد أمين في حياتي
                          محمد عبد الله محمد الزامل

                          يعتبر كتاب«حياتي» للمفكر الدكتور«أحمد أمين» رحمه الله من أمتع كتب السيرة الذاتية التي صدرت خلال النصف الثاني للقرن العشرين ذلك أن المرحوم أحمد أمين بما فطر عليه من حس علمي وتفكير موضوعي دقيق استطاع أن يعرض ويؤرخ لا لمسيرته العلمية والفكرية فحسب، وإنما كان عرضاً حراً ينشال بالحياة ويزخر بالمشاهد والصور قديماً وحديثاً فكان صورة ناطقة لتاريخ جيل وحقبة مهمة من حقب النهضة العربية الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وقد عرض فيه لمختلف مراحل حياته وسيرته الفكرية والعلمية مبتدئاً بالبيئة التي ولد فيها ومنتقلاً لدراسته وتعليمه والمناصب الوظيفية والرسمية التي تقلدها وزواجه وأسرته وأحزانه والدراسات الفكرية والعلمية التي حققها ونشرها عابراً أثناء ذلك أجواء التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع المصري مسجلاً خلاله لملاحظاته العميقة والهادفة على مختلف مناحي الحياة وجوانبها، ثم مرحلة الإحالة على المعاش والمرض وما انتهى إليه من فلسفة في الحياة والأحياء، كل ذلك بأسلوب علمي مبسط مشرق خال من الحشو والتعقيد.
                          ولادته:
                          ولد أحمد أمين في الأول من شهر أكتوبر لعام 1886م، أي بعد الاحتلال البيرطاني لمصر بأربع سنوات وهي فترة مضظربة أشد الاضطراب في التاريخ المصري الحديث واستمر أثرها طويلاً في الأحداث التالية لهذا الاحتلال.
                          والده:
                          والده هو الشيخ إبراهيم الطباخ وفيما بعد فقد ضاعت نسبته إلى الطباخ واشتهر باسمه الأول وهو أحمد أمين فقط وهو في الأصل من بلدة سخراط من أعمال البحرية وينتمي لأسرة من الفلاحين المصريين إلا أن مظالم السخرة وظلم تحصيل الضرائب أخرجه هو وأخوه الأكبر من بلدتهما تاركين أطيانها حلاً مباحاً لمن يستولي عليها ويدفع ضرائبها، وقد سكن الأخوان في بيت صغير في حارة متواضعة في حي المنشية بقسم الخليفة في القاهرة وهو أكثر أحياء القاهرة عدداً وأقلها مالاً وأسوأها حالاً، وسرعان ماصار الأخ الأكبر صانعاً كسوباً ووجه أخاه الأصغر أبو أحمد أمين إلى التعليم في الأزهر حيث تقدم في دراسته الأزهرية وعمل مصححاً بالمطبعة الأميرية ببولاق أحياناً ومدرساً في مدرسة حكومية وإمام مسجد، وكان يحب نسخ وجمع الكتب المختلفة من تفسير وفقه وحديث وكتب اللغة والأدب والتاريخ مما كان له أثر كبير في بذور الثقافة الأولى التي تلقاها أحمد أمين وتركت في نفسه أثراً مفعماً وعميقاً.
                          بيته وحارته:
                          كان بيت أحمد أمين هو أول مدرسة تعلم فيها دروس الحياة وكان طابع البيت البساطة والنظافة، وكان البيت محكوماً بالسلطة الأبوية المطلقة وكان اهتمام الأب بتعليم أبنائه فائقاً تشم رائحة الدين في البيت ساطعة زكية، ويربي الأب أبناءه تربية دينية ملتزمة منتظمة فيوقظهم لصلاة الفجر ويراقبهم في أوقات الصلوات الأخرى ويسائلهم متى صلوا وأين صلوا ويصوم رمضان ويزكي ويحج البيت الحرام، وعن هذه المرحلة يتحدث أمين بقوله: «وبعد فما أكثر ما فعل الزمان لقد عشت حتى رأيت سلطة الآباء تنهار وتحل محلها سلطة الأمهات والأبناء والبنات واصبح البيت برلماناً صغيراً ولكنه برلمان غير منظم ولا عادل فلا تؤخذ فيه الأصوات ولا يتحكم فيه الأغلبية ولكن يتبادل فيه الاستبداد فأحياناً تستبد فيه الأم وأحياناً البنت أو الابن قلما يستبد الأب وكانت ميزانية البيت في يد صراف واحد فصارت في أيدي صرافين وتلاعبت بها الأيدي وكثرت مطالب الحياة وتفرعت ولم تجد واحداً يعدل بينها ويوازن بين قيمتها فتصادمت وتخاصمت وكانت ضحيتها سعادة البيت وهدوؤه وطمأنينته.
                          وكانت الحارة التي نشأ فيها هي مدرسته الثانية وينتقل بنا الأستاذ أحمد أمين إلى عرض نابض بالحياة للحارة التي قضى طفولته ومراهقته فيها حيث كانت الحارة تمثل الحياة القاهرية المصرية في صميم واقعها قبل أن تغزوها المدنية المعاصرة حيث تمثل في تركيبتها السكانية الواقع الطبقي للمجتمع المصري آنذاك، وما يصاحب هذا الواقع من أخلاق وسلوكيات وأنماط معيشية واقتصادية وترفيهية.في الكُتاب: يذهب أحمد أمين في طفولته المبكرة إلى الكُتاب لتعلم القراءة والكتابة ويحفظ القرآن، ولا يخفى على القارئ المرارة في حديث الأستاذ عن هذه الكتاتيب حيث كانت تقوم في أماكن كئيبة ومظلمة وتمارس في التعليم أساليب عقيمة من ضرب وتعليق وزجر ونهر تميت الروح والجسد وتؤدي في النهاية إلى كره الطفل للعلم والتعليم وتنفيره منه بل الخروج من الكُتاب إلى غير رجعة ثم ينتهي من ذلك كله إلى مقارنة بين تعليم الأطفال في سن طفولته والتعليم الحديث في رياض الأطفال حالياً والفرق الشاسع والبون العظيم بين العمليتين والتربويتين على أنه يخشى أن يكون هناك إفراط في الخشونة في أيامه وإفراط في التنعيم على أيام أبنائه.
                          في المدرسة والأزهر:
                          خرج أحمد أمين من الكتاتيب الكريهة كما دعاها ذات الأساليب العقيمة إلى المدرسة الابتدائية حيث دخل مدرسة «أم عباس» أو كما تدعى رسمياً « والدة عباس باشا الأول» وكانت مدرسته نموذجية بنيت على أحدث طراز وأجمله، حيث ارتدى أحمد أمين بدلة حديثة بدلاً من الجلبات وطربوشاً عن الطاقية وأحس علو القدر ورفعة منزلته عمن كان يختلط بهم من تلاميذ الكتاب وأبناء الحارة، وكان التعليم في المدرسة يتم وفقاً لأحدث الأساليب التربوية آنذاك حيث تعلم فيها الجغرافيا والتاريخ والحساب واللغة الفرنسية، على أنه صرف عن التركيز على دروسه المدرسية بما أعده له أبوه من برنامج غريب ومتناقض محتواه العلوم التقليدية من نحو وصرف وبلاغة ... الخ، مبعثه حيرة الوالد في مستقبل ابنه هل يوجهه إلى التعليم الديني في الأزهر أم التعليم المدني من ابتدائي إلى الثانوي ثم إلى الجامعة وهو برنامج مرهق صعب التحمل لتناقضه وإرهاقه النفس والبدن وعدم القدرة على الجمع بينها، وعلى كل حال يمضي أحمد أمين أربع سنوات حافلة في هذه المدرسة ثم يستخير الوالد الله سبحانه ويخرجه من المدرسة إلى الأزهر.وهاهو ذا أحمد أمين في الرابعة عشر من عمره يلبس القباء والجبة والعمة والمركوب بدل البدلة والطربوش والجزمة ويكون منظراً غريباً على من كان يراه سابقاً بملابسه الحديثه مما سبب له ضيقاً وخجلاً وإحراجاً ويحس بالعمامة تقيده وتمنعه من المرح واللعب والجري وبأنه شاخ قبل الأوان والطفل إذا تشايخ كالشيخ إذا تصابى كلا المنظرين ثقيل بغيض كمن يضحك في مأتم أو يبكي في عرس.
                          ويصل إلى الأزهر استعداداً للدرس وطلب العلم حيث يرى حلقات الطلاب مستديرة أمام كل شيخ والشيخ يقرأ ويفسر ويقرر والطلاب منصتون أو يجادلون الشيخ فيما لا يفهمون، ويخرج إلى صحن الأهر فيراه سماوياً غير مسقوف ومبلطاً غير مفروش والخبز منشور على الملاءات ليجف، ويعقد أحمد أمين مقارنة حزينة في ذات نفسه بين مدرسته القديمة والأزهر الجديد عليه، ثم يصف نظام التعليم بالأزهر آنذاك وكان نظاماً حراً لا يعني بالطالب فيه وشأنه فإذا لم يرزق بمرشد يرشده غرق في هذا البحر الذي لا ساحل له إذ لا حضور ولا غياب ولا امتحانات ولا يسأل أحد الطالب ماذا صنع وكان توقيت الدروس بمواقيت الصلوات.وفي الأزهر يتعرف على شخصية المصلح الشيخ محمد عبده رحمه الله ويتأثر بآرائه الإصلاحية ولو أنه حضر دروسه لمدة قصيرة.
                          في طنطا والإسكندرية:
                          لم يمكث احمد أمين في الأزهر سوى سنوات معدودة أحس بعدها بظلام المستقبل وطول الطريق بغير جدوى، وهاهو يحاول أن يعثر على وظيفة مدرس بطنطا فيتقدم إليها ويسافر إلى طنطا باكياً شاكياً من فراق بيته وأهله ويتعثر الفتى في طنطا وتظطرب أموره وتفكيره فيستقيل ويعود إلى القاهرة بعد شهر ويسجل احمد أمين عجبه من مقارنة حاله وابنائه في سنه تلك حيث يسافرون ويعودون فرحين مغتبطين غير عابئين بشيء فيعجب لسرعة تطور الجيل في الزمن القصير.وبعد سنتين من سفره إلى طنطا يعثر على وظيفة مدرس في الإسكندرية بمدرسة«راتب باشا» وقد كانت هذه الخطوة نقطة تحول في حياته إذ التقى في الإسكندرية بمعلمه الثاني بعد أبيه الشيخ عبدالحكيم بن محمد وكان شيخاً مدرساً فاضلاً ذا بصر وخبرة بالدين والدنيا وأهلها ومن ثم استفاد من شيخه فوائد جمة وأخرجته صحبته له من عادات وأفكار كثيرة، وتعلم الدنيا التي ليست في الكتب وبالجملة فقد كانت فائدته من أستاذه كبيرة في مستقبل حياته.
                          في مدرسة القضاء الشرعي:
                          في عام 1907م تقرر افتتاح مدرسة القضاء الشرعي بعد اقتراح ذلك من قبل المصلح الشيخ محمد عبده رحمه الله لتخريج قضاة شرعيين مؤهلين تأهيلاً علمياً حقيقياً وصالحين للغاية من إعدادهم وتقدم أحمد أمين إلى المدرسة وتم قبوله بعد لأي لقصر نظره، ويدرس العلوم الإسلامية والفقهية والبلاغة والأدب والتاريخ إلى جانب العلوم الحديثة كالجغرافيا والعلوم والحساب والهندسة ويقضي فيها أربع سنوات في القسم العالي وينجح بتفوق بعد امتحان عسير لا رحمة فيه ويعين معيداً في مدرسة القضاء بعد تخرجه فيها بعد أن عين قاضياً في الواحات لمدة قصيرة حلاً لمشكلته المزمنة مع قصر النظر، ولعل أهم ما استفاد في مدرسة القضاء هو تعرفه وتأثره بشخصية مشهورة من شخصيات عصره هو عاطف بك بركات ناظر مدرسة القضاء، فقد وجد فيه الأبوة الروحية الحقيقية نظراً لما اشتهربه عاطف بك من حزم وبصيرة ورؤية نافذة هذا مع التزام الحق والعدل حتى في أمس الظروف وأحلكها، خاصة أن أحمد أمين قد عين معيداً في مادة الأخلاق التي كان يدرسها عاطف بك وبذلك توثقت العلاقة أكثر بين الأستاذ وتلميذه وخلال هذه المرحلة أحس بحاجته الشديدة إلى تعلم لغة أجنبية تكون معيناً له على استكمال ثقافته وانفتاحه الحضاري وبناء شخصيته العلمية ولينظر إلى الدنيا بعينين لا بعين واحدة.
                          يتعلم اللغة الإنجليزية:
                          ابتدأ أحمد أمين تعلم الإنجليزية وهو شاب في السابعة والعشرين بعد أن جرب حظه في تعلم الفرنسية فأخفق، وابتدأ بالكتب الدراسية في مدرسة برلتز ثم انتهى به المطاف إلى سيدة إنجليزية في الخامسة والخمسين من عمرها تدعى «مس بور» قضى معها بضع سنوات ووجهت إليه كامل عنايتها من الناحية التعليمية ومن الناحية التربوية حيث عنيت بتدريب ذوقه وإحساسه بالجمال والطبيعة من حوله وكانت تردد عليه دائماً « تذكر انك شاب» إلا أن هذه السيدة الفاضلة قد أصيبت بمرض عقلي رحلت على أثره إلى بلادها وانقطعت علاقته بها منذ ذلك الحين وقد وفق بعد ذلك في معرفة سيدة إنجليزية شابة وزوجها فكان يعلمها العربية وتعلمه الإنجليزية وتغذي أحاسيسه برقتها وصفائها وطهارتها، واجتاز هذه المرحلة فصار وكما قال بعد أن كان ينظر بعين صار ينظر بعينين، واستفاد من ذلك بسعة الأفق والسياحة الحضارية في الثقافة العالمية وانعكس ذلك وكان أثر ذلك واضحاً جلياً في أسلوبه المباشر المشرق البسيط.
                          المدارس الفكرية وبدايات النشر:
                          ثم يستطرد الأستاذ أحمد أمين في تجاربه الحياتية حيث يجمعه القدر ببعض الخريجين من جامعات فرنسا وجامعات بريطانيا حيث يستفيد من تجاربهم وخبراتهم ويشاركهم في أحاديثهم وأفكارهم فتكون مائدة من طعوم مختلفة ويتم الاتفاق بينهم على تأليف لجان متعددة تعنى بشؤون مصر المختلفة تبحث أوضاعها فلجنة للناحية السياسية ولجنة للنواحي التعليمية وهكذا... وعصفت الأحداث بهذه اللجان الواحدة تلو الأخرى ولم يثبت منها سوى لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي كانت مناراً مضيئاً في سماء الثقافة والعلم لا في مصر وحدها بل الشرق العربي كله.
                          زواجه وأسرته:
                          ثم يتحدث بعد ذلك عن الزواج وتجربته الحياتية والوجدانية مع هذا الحدث الهام في حياة كل إنسان واصفاً كيف كان الزواج في بيئته وطبقته في ذلك الزمان وما لقيه من العنت والمشقة حتى وفق أخيراً إلى الزوجة التي ارتضاها ورضته وكيف وقفت عمته وزيه الديني عائقاً في سبيل زواجه نظراً لقصور نظر الكثرين وتركيزهم على المظهر دون المخبر.وحياته الزوجية بصورتها الإجمالية اليومية ورأيه في كثرة النسل وقلته وما يؤدي إليه ذلك من رقي الأمم وتأخرها وكيف تغلب رأي الزوجة ومعارفها على رأيه من ناحية كثرة الأولاد، وكذلك بعض المشاكل الأسرية كمشاكل الخدم وما لقي منها وكيفية التعامل مع السيدات وأن العقل والمنطق الخاص هو آخر ما يتم التفاهم به معهن وذلك لغلبة العاطفة والشعور والإحساس على تكوين المرأة.ويقوم بتربية أولاده ويعني بالولد الأول لظنه بأنه سوف يكون قدوة لبقية أخوته وكيف كان قاسياً في تربيته لأولاده الأولين ثم كيف تغيرت معاملته لهم بالزمن وأنه لم يجد فرقاً يذكر بين أولهم وآخرهم.
                          أحمد أمين والحركة الوطنية:
                          شارك أحمد أمين كمعظم أبناء جيله في الأحداث السياسية التي عصفت بمصر بعد الحرب العالمية الأولى إبان مراحل الكفاح الوطني ضد الاحتلال الإنجليزية كما شارك بفعالية وحماسة في هذه الحركة الوطنية وعن طريقها تعرف إلى معظم القياديين الوطنيين إبان تلك المرحلة من تاريخ مصر. كسعد باشا زغلول وعاطف بك بركات وغيرهم ولا تمر تلك المرحلة من حياته بسلام فها هو ينقل من مدرسة القضاء بعد أن كان أستاذاً بها إلى القضاء قاضياً شرعياً بمحكمة قويسنا الشرعية ومع ذلك فلم يستمرئ القضاء ولم يسعد به فكل ماكان يمر به ويراه أرحام تقطع وأسر قد خرجت وقد استفاد من عمله في القضاء الدراسة الاجتماعية ومشاكلها، وكان لا يعول في أحكامه القضائية على مرافعات المحامين وتزويقهم وإنما يعمد إلى حل المشاكل الأسرية من أطرافها مباشرة ومن ثم معالجتها بالنصح والتوفيق والصلح أو بالفراق إذا لم يكن جدوى من الصلح.ثم يعلق على منصب القضاء الشرعي بما يحلو له من ملاحظات واستنتاجات عقلية واجتماعية استوعبها عقله الذكي الحساس أثناء فترة عمله قاضياً لأربع سنوات متتالية.
                          أحمد أمين والحياة الأكاديمية:
                          توفي والد الأديب أحمد أمين وهو قاضٍ شرعي ومن بعده أستاذه الروحي عاطف بك بركات وبنفوذ صديقه «طه حسين» عميد الأدب العربي يعين الأستاذ أحمد أمين أستاذاً بكلية الآداب بالجامعة المصرية، ويدخل بذلك إلى العالم الأكاديمي، وهو عالم غريب عليه كل الغرابة إذ بدأ حياته العلمية أزهرياً ومن ثم أتم دراسته في دار القضاء وعمل في التدريس فيها قاضياً وهاهو ذا يحتل مكانه كأستاذ في كلية الآداب بين أساتذتها المصريين والإنجليز والفرنسيين والبلجيك وينتظم في سلكهم ويلاحظ اضطراب الجو الدراسي وكون النسيج الجامعي مهلهلاً في كلية الآداب وهو يستفيد من تجاربه الأكاديمية من حيث الكيف والكلم ويلاحظ أجواء الصراع في الكلية وتداخل السياسة والعلم.
                          ثم تحدث أعجوبة في حياته على حد تعبيره إذ يعين عميداً لكلية الآداب ويغرق حتى لجة رأسه في الأعمال الإدارية الروتينية فحتى شراء مكنسة يعرض عليه ويظل عميداً للكلية لمدة سنتين ثم يحدث مايسبب استقالته من العمادة فيستقيل ويعود إلى عمله العلمي بين الكتب والبحث العلمي.وإذ ذاك تسفر له الحياة عن وجه قبيح من وجوهها المتعددة من إنكار للجميل والطعن في الظهر والتنكر لرابطة الأستاذية التي يراها رحمه الله من منظوره الخاص أقوى الروابط وأجلها بين الناس، وكان ذلك درساً من دروس الحياة لا ينسى.
                          وأثناء عمله بكلية الآداب يقوم برحلات متعددة إلى العراق والشام ويمر بتلك الديار وهي في طور النهضة العربية الحديثة والانعتاق من ربقة المستعمر البغيض ويسجل انطباعاً ومشاهداته عن تلك الأقطار ولا ينسى أن يسجل آلامه لتخلف بلاد العرب وعدم استغلالها لثرواتها قدراتها نحو النهضة وما تعانيه من أدواء وأمراض في الاقتصاد والأخلاق والمجتمع والساسة ويسجل ما يراه من اقتراحات علمية وواقعية لتطوير بلاد العرب والنهوض بها نحو الرقي والأخذ بأسباب الحضارة.
                          ويزور أوربا بعد ذلك ضمن وفد مصر إلى مؤتمر فلسطين باقتراح من صديقه الأستاذ العلامة أحمد لطفي باشا السيد وزير الخارجية المصرية آنذاك، ويسافر ويركب الطائرة لاول مرة في حياته فيصف انطباعه ومشاعره آنذاك ويصل إلى لندن وتبدأ المفاوضات ويتقدم فيجد نفسه على المائدة أمام مستر بيقن وزير خارجية بريطانيا ومعه وزير المستعمرات البريطاني وتنتهي المفاوضات من دون نتيجة تذكر، وتكون فرصة للأديب والعالم أحمد أمين ليزور بريطانيا ويتعرف على جوانب الحياة فيها والنواحي السلبية والإيجابية لهذه البلاد ولا ينسى أن يسجل إعجابه بالتنظيم الدقيق لحياة الإنجليز والروح الديمقراطية التي يتميز بها هذا الشعب الحضاري، وتلك الحياة الهادئة المنظمة المريحة التي يحيونها ولا يفوته أن يسجل تعجبه واشمئزازه من هذا التباين الصارخ بين حياة الإنجليز في بلادهم وسياستهم في المستعمرات.

                          المصدر
                          حياكم الله

                          د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                          aghanime@hotmail.com

                          تعليق

                          • أبو شامة المغربي
                            السندباد
                            • Feb 2006
                            • 16639


                            رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



                            الحقيقة الملتبسة
                            ضمن منشورات شركة النشر والتوزيع المدارس - الدار البيضاء، في المغرب صدر كتاب جديد بعنوان:
                            "الحقيقة الملتبسة: قراءة في أشكال الكتابة عن الذات"
                            لصاحبه
                            محمد الداهي
                            الباحث والناقد المغربي المعروف الذي صدر له من قبل عدة كتب تربوية ونقدية، منها:
                            - القراءة المنهجية للنص الحكائي، دار وليلي ط1، 1996.
                            - عبد الله العروي: من التاريخ إلى الحب، الفنك، ط1 ،1977.
                            - دينامية الإقراء: أوراق عبدالله العروي مثالا، دار وليلي، ط1، 1997.
                            - التشخيص الأدبي في رواية الفريق لعبد الله العروي، دار الأمان، ط1 - 2005.
                            - سيمائية الكلام الروائي، منشورات المدارس، ط1، 2005.
                            يقع الكتاب في حوالي 200 صفحة (حجم متوسط)، ويتكون من ستة فصول ومقدمة وخلاصة، وتكمن أهمية الكتاب في تبني مرتكزات مشروع فيليب لوجون إطارا نظريا، وتطعيمه باجتهادات باحثين آخرين (أمثال فاصون كولونا وداريوسيك ماري) من أجل إطار نظري ومنهجي وتحليلي يستوعب مختلف أشكال الكتابة عن الذات، كما يضطلع الكتاب بهدف تصنيفي يقوم بموجبه الباحث بإعادة تصنيف نصوص اشتهرت إما بانتمائها إلى أدب الرحلة أو السيرة الذاتية.
                            فصول الكتاب:
                            - الفصل الأول : منابع الحداثة في المشروع السيرذاتي لابن خلدون (صص19-56).
                            - الفصل الثاني: السندات السير ذاتية (صص57-74).
                            - الفصل الثالث: محكي الحياة النسائية (صص75-108.
                            - الفصل الرابع: شعرية التشخيص في المشروع السير ذاتي لمحمد شكري (صص109-119).
                            - الفصل الخامس: الذات وظلالها (صص120-156).
                            - الفصل السادس: منزلة "التخييل الذاتي" في المشهد الأدبي 'صص157-184).
                            وقد قدم الباحث لكتابه هذا بمقدمة ابرز من خلالها السياق الخاص للاهتمام بأشكال الكتابة عن الذات (اتساع دائرة الكتابة عن الذات والاهتمام بالتجارب الفردية وعدم اهتمام الدراسات النقدية العربية بها) والسياق العام الموضوعي (اهتمام وسائل الإعلام الغربية بهذه الأشكال ، ووجود هامش ديموقراطي، وما شهده التعليم من انتشار، وشيوع المدونات )، كما اختتم الباحث كتابه بمجموعة من الخلاصات، لعل أهمها، اعتبار كتاب ابن خلدون "التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا" مشروعا سيرذاتيا حداثيا، وتثمين دور السندات في إضفاء طابع مرجعي وتخييلي على السير الذاتية الذهنية، مع تحديد أسباب ضعف أدبية محكي الحياة، ممثلة في ضعف الوظيفة الشعرية وقوة الوظيفة المرجعية.
                            كما وضح الكتاب أن المشروع السير ذاتي لدى محمد شكري قد عرف طفرة نوعية تجسدت في الانتقال من "استراتيجية المعيش" إلى "استراتيجية التخييل"، وتوصل الباحث إلى أن قراءة الأعمال السيرذاتية والروائية عند عبد الله العروي تستلزم مقاربة نسقية تأخذ بعين الاعتبار التساند الحاصل بين أعمال العروي الإبداعية جميعها، وانتهى إلى إعادة تصنيف دليل العنفوان ، لعبد القادر الشاوي، ومثل صيف لن يتكرر، لمحمد برادة، بإخراجهما من دائرة السيرة الذاتية إلى دائرة التخييل الذاتي.
                            ومن هنا يتضح لنا، إن كتاب "الحقيقة الملتبسة" لمحمد الداهي، يأخذ قيمته من تحليله لعينات من المشاريع الذاتية القديمة والحديثة، وفق منظور يقوم على تثمين هذه الأشكال، ويطالب بمقاربتها وقراءتها اعتمادا على خصوصياتها التلفظية
                            والموضوعاتية والشعرية والوظيفية.
                            المصدر

                            حياكم الله

                            د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                            aghanime@hotmail.com

                            تعليق

                            • أبو شامة المغربي
                              السندباد
                              • Feb 2006
                              • 16639


                              رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



                              "سيرة (أديـب) لطه حسين بين الذاتي والغيري"
                              الدكتور
                              جميل حمداوي
                              للحفظ على الرابط التالي:
                              السيرة الذاتية
                              حياكم الله

                              د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                              aghanime@hotmail.com

                              تعليق

                              • أبو شامة المغربي
                                السندباد
                                • Feb 2006
                                • 16639


                                رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



                                مع الكاتبة المغربية الزهرة رميج في حلقة نقديةبمختبر السرديات:
                                "أخاديد الأسوار"
                                بين الرد بالكتابة والتخييل الذاتي
                                • مونى تيموياس
                                اعترافا منه بأهمية الكتابة النسائية ودورها في التعريف بقضايا المرأة والمواضيع التي تشغلها، ورغبة في التعرف على خصوصية هذه الكتابة على المستوى الموضوعاتي و الأسلوبي؛ نظم مختبر السرديات يوم الخميس 15 ماي 2008 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني المحمدية، ندوة علمية تحت عنوان "فاكهة الكتابة" في لقاء مع الكاتبة المغربية الزهرة رميج باعتبارها واحدة من الكاتبات اللواتي اتخذن من الكتابة وسيلة للتعبير عن الذات الفردية والجماعية، ومتنفسا لمواجهة الصمت.
                                والمتتبع للساحة الأدبية سيلمس التطور الذي عرفته الكتابة النسائية، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث برزت إلى الوجود أعمال ناضجة على مستوى الكم والكيف معا، وهذا دليل على إصرار المرأة على إثبات الذات ورغبتها في التمتع بكامل هويتها.

                                وبالعودة إلى الزهرة رميج نجدها قد أثبتت بالفعل مكانتها وقدراتها الأدبية، وذلك من خلال سلسلة الأعمال الإبداعية التي أنتجتها خاصة في السنوات الأخيرة، وهي أعمال لم تبق مقيدة داخل جنس أدبي واحد، بل وجدناها تنفتح على القصة القصيرة والرواية والترجمة.
                                وهذا ما يكسب عنوان هذا اللقاء "فاكهة الكتابة" أهميته من حيث دلالته على خاصية التنويع والغنى الذيي يميز كتابة رميج، غنى يمكن لمسه أيضا داخل نصوصها على مستوى الأسلوب.
                                هكذا إذن تم افتتاح اللقاء بكلمة رئيس الجلسة بوشعيب الساوري الذي أعرب عن سرور مختبر السرديات باستضافة هذه الكاتبة للمرة الثانية، مشيرا إلى أن الكتابة عندها ليست ترفا فنيا بقدر ماهي مسؤولية وموقف من العالم،يقاوم الغربة والنبذ والإقصاء مدافعا عن القيم الإنسانية النبيلة يبعثها ضوءا ينير به ظلام العالم.

                                ثم قدم الساوري بعد ذلك، نظرة موجزة تبرز خصوصيات الكتابة في أعمالها الإبداعية:
                                في مجموعة أنين الماء هناك تصريف لكثير من المواقف في قالب حكائي تتلخص في الانتصار للجوهر الإنساني من خلال الاحتجاج على المظاهر السالبة لحرية الإنسان وكرامته.
                                في مجموعة نجمة الصباح يتحقق الإنصات اليومي ومفارقاته بوعي متمسك بالقيم النبيلة المفتقدة، راصدا لتحولات المجتمع السلبية بوعي ينشد الكونية والإنسانية، مع التركيز على شخصيات مثيرة، تعيش صراعا بين قيم الخبر والشر، في قالب يعانق العجائبي.
                                أما رواية "أخاديد الأسوار" فإنها تنفتح على ما هو حميمي وما ترتبط به من أحاسيس وعواطف خاصة بالفقد، من خلال التجربة السجنية للأقارب مع حضور قوي للجسد المعذب الحزين المشتاق، بلغة سردية مونولوجية تتلون بالبوح والمكاشفة والهمس، رواية تمتزج بالتخييل الذاتي مع استطرادات كثيرة يفرضها وضع الساردة المأزوم.
                                أسلوبية التخييل الذاتي
                                الورقة النقدية الأولى بعنوان "أخاديد الأسوار أو انبعاث الفينق :الأسئلة الانطولوجية والاجناسية والأسلوبية" ساهم بها الناقد والباحث عثماني الميلود استهلها بالإشارة إلى أهمية ودلالة هذا الانتشار الواسع للكتابة عن الذات، في الأدب المغربي المعاصر، مبرزا أن ذلك نابع من الحاجة الماسة لدى كتَّابِ هذا الصنف من الكتابة، في تقديم صورة عن الذاكرة والحاضر والهوية وفق رؤية منبثقة من التصورات الذاتية والأحاسيس والمواقف الخاصة.
                                وقد ركز الباحث، في عرضه، على ثلاثة جوانب أساسية ذات طبيعة تصنيفية ووجودية وأسلوبية (الانتماء الأجناسي لـ"أخاديد الأسوار"، والمحتوى الوجودي، وعينة من الخصائص الأسلوبية )، وأكد أن "أخاديد الأسوار" للزهرة رميج، تندرج ضمن خانة "التخييل الذاتي" لتغليب البرنامج التخييلي على البرنامج الأوطوبيوغرافي، وذلك من خلال تعميق الهوة بين مضمون الذكريات وشكل الكتابة، وعليه، فإن "الأخاديد" هي تخييل ذاتي يعاد من خلاله بناء الهوية الذاتية، عبر الإجابة عن سؤال: من أكون؟ وبناء الصور الغيرية، والإجابة عن سؤال: من كان؟ مع التأشير إلى نهاية التاريخ وصبغه برؤية طللية تراجيدية .وقد توقف المتدخل، أيضا، عند مجموعة خصائص أسلوبية وجمالية، تميز "أخاديد الأسوار"، وهي التفصيل والتفاصل، والتقصيص والتقاصص، وتعدد الخطابات المتخللة، والنزعة المنولوجية، ليختتم مداخلته بالإشارة إلى أن "أخاديد الأسوار" للزهرة رميج، هو نص ينضاف إلى رأسمال التخييل الذاتي المغربي، مسهماً بذلك في تمتيع التعبير الأدبي الذاتي بأقصى درجات التجنس واتساع المعنى.

                                الكتابة والمقاومة
                                الورقة النقدية الثانية تدخل بها الباحث والناقد إدريس الخضراوي مؤكدا فيها أنه مهما يكن الاجتهاد الفكري الذي تقدمه الزهرة رميج في هذه الرواية الاستعادية، فإن أخاديد الأسوار هي إضافة حقيقية للمنجز الروائي المغربي المعاصر، خاصة ذلك المتن الخاص منه، والذي اضطلع بتعرية الأوهام، وإضاءة القسوة التي تجرعها جيل بأكمله في سبيل الإيمان بالتغيير.

                                لذلك فالظروف الصعبة التي كابدها هؤلاء المناضلون، ومنهم زوج البطلة الساردة في هذه الرواية، هي التي أملت على الكاتبة تمثيلها بهذه اللغة الشاعرية المتدفقة التي ترحل بها إلى مهاد بعيدة تلامس فيها التجربة في صفائها وقوتها، وأعتقد أن هذه الإضاءة التي تنجزها الرواية تمثل ملمحا من ملامح الكتابة الاستعادية، حيث صورة ما هو غائب مختلطة مع أشياء وأحداث راهنة، تمثل مصدرا أساسيا للفهم، والبئر التي ننهل منها ماء الحياة نفسها.
                                وقبل اختتام هذا اللقاء تدخل عدد من المناقشين من بينهم:
                                شعيب حليفي الذي أبدى بعض الملاحظات حول الرواية حيث أدخلها ضمن التخييل الذاتي الجمعي، مقترحا مصطلح الثأر بالكتابة بدل الرد بالكتابة، وأكد في الأخير على مغربية الرواية، لأنها حافظت على الهوية المغربية على مستوى الصوت والموضوع.

                                وفي إطار مسألة التجنيس تدخل كل من سالم الفائدة وإبراهيم أزوغ، وتساءل الأول عن الحدود الفاصلة بين الرواية والتخييل الذاتي، ودور هذا الأخير في الدفع بعجلة الكتابة المغربية نحو الأمام، في حين دعا الثاني إلى ضرورة تحديد نسق مفاهيمي يمكننا من التمييز بين النوعين.
                                ثم تدخلت سلمى براهمة مستفسرة عن مدى وعي الكاتبة زهرة رميج بالشكل الأدبي الذي تكتب ضمنه،وهل يفترض في الكاتب أن يكون واعيا بذلك؟ ثم تطرقت لخاصية التفصيل والتفاصل التي اعتبرها الناقد عثماني سمة مميزة للتخييل الذاتي، واعتبرت أنها ليست كذلك لأننا نلمسها في أجناس أخرى، كما تدخل الطاهر محفوظي طارحا سؤال: لمن نكتب؟ متحدثا عن تجربته في روايته "أفول الليل".
                                وفي الأخير تدخل أنيس الرافعي الذي عبر عن اندهاشه من النزعة الشيزوفرينية للكاتبة وقدرتها على الكتابة في مجال القصة والرواية معا، ودعا إلى تغيير مصطلح "الثأر بالكتابة" لأنه يغفل الجانب الجمالي في النص.
                                وفي الختام أعطيت الكلمة للكاتبة الزهرة رميج التي مهدت لشهادتها ببعض الإجابات، مؤكدة على البعد الإنساني لكتابتها، وعن عدم فرضها لقوالب جاهزة.

                                شهادة الزهرة رميج
                                لا أفكر في الكتابة قبل الكتابة، غالبا ما تطرح علي أسئلة مثل:
                                - لماذا التنوع في الكتابة؟
                                - لماذا هذا التشتت الذي لا يسمح بخلق التراكم في جنس واحد، ولا يساعد على تثبيت الأقدام فيه؟

                                - هل الكتابة القصصية مجرد قنطرة للعبور إلى الرواية؟
                                أسئلة أستغربها أحيانا، لكوني لا أزال في بداية طريق الكتابة، ولكنها تجعلني أتأملها بعمق لمشروعيتها، خاصة وأنا أدرك أن الكتابة ليست عندي بنفس تراتبية النشر كما يبدو للمتتبع.

                                فقد كتبت القصة، والقصة القصيرة جدا، والرواية في وقت متزامن، قبل نشر أول عمل لي، ذلك أني لا أفكر في الكتابة قبل الكتابة، لا أفكر فيها بشكل واع ومعقلن يدفعني إلى وضع قوالب معينة يتعين علي ملؤها والالتزام بحدودها التزاما صارما.
                                لا أتحكم في الكتابة بقدر ما تتحكم في، فهي من تفرض نفسها وأشكالها حسب المواضيع والحالات النفسية والظروف المحيطة، لا أسعى عادة، إلى النص ولا أجلس إلى طاولة الكتابة بنية مبيتة للكتابة أو للتمرين عليها يوميا، لضمان استمراريتها، ذلك أن الكتابة قد تتمنع علي لفترة طويلة، و لكنها عندما تعود تنهمر انهمار الغيث، ولهذا غالبا ما تكون ولادتي الإبداعية غير عسيرة، ولا قيصرية، فأنا لا أفرض نفسي عليها وإنما أستجيب لندائها فحسب. آنذاك، تخرج الكتابة في قالب قصة قصيرة أو قصيرة جدا أو رواية، ولا أسعى أبدا، إلى قمع الشكل الذي تفرض به الفكرة نفسها، بل إن الأشكال تتمرد أحيانا،على إرادتي وتخرج بالطريقة التي تريدها هي لا أنا، وهذا ما حدث فعلا، مع كتابتي لرواية أخاديد الأسوار التي انطلقت في شكل قصة قصيرة في البداية، فإذا بها تنحرف في اتجاه الرواية، أسعد بالمولود كيفما كان، شرط أن يكون جميلا ولا يحمل إعاقات بارزة على الأقل.
                                فالإبداع بالنسبة لي بستان رائع تتجاور فيه الورود والأزهار بكل أشكالها وألوانها، والمبدع هو النحلة التي لا تحرم نفسها من رحيق الأزهار التي تغريها وتناديها لكي تظل سجينة نوع واحد منها فقط.

                                وما يجعلني لا أفكر كثيرا، في ضرورة الاقتصار على جنس إبداعي واحد هو اعتقادي بوجود ما يوحد فعل الكتابة رغم تنوعها، ذلك أن هناك منظومة فكرية واحدة تنتظم داخلها، فكيفما كانت طبيعة العمل الإبداعي، فإنه ينطلق دائما، من مفهوم محدد للكتابة ألا وهو الانحياز لجوهر الإنسان وللفضح والتعرية والإدانة، فأنا من الذين يؤمنون بتأثير الكلمة مهما كان ضئيلا، وبدور المبدع في الارتقاء بالإنسان ومسؤوليته باعتباره يتميز بالوعي ومجبولا على الحرية والسعي نحو الجمال والكمال، لذلك أعتقد أن العمل الإبداعي لا بد أن يحقق للقارئ إلى جانب المتعة الفنية - التي لا حديث عن الإبداع بدونها - حدا أدنى من المعنى.
                                كما أومن أن الكاتب هو نتاج عصره وظروفه وعليه أن يكون شاهدا على هذا العصر وأن يتفاعل معه وينشغل بأسئلته الحارقة. لا أثق كثيرا في مقولة: الكاتب الذي يكتب للمستقبل فقط، أي لزمن آخر غير زمانه، فالكاتب الذي يكتب للمستقبل لا بد أن يمر عبر الحاضر، تماما مثلما يمر الكاتب إلى العالمية عن طريق المحلية بالضرورة.
                                من هذا المنطلق، لا أسجن نفسي في جنس إبداعي واحد وأصد باقي الأجناس إذا ما طرقت بابي في كامل أناقتها ونضجها، بالعكس، أشرع الباب وأستقبلها بحفاوة لأني أعلم أنها نفس الروح التي تتناسخ في صور مختلفة.

                                هذه تجربتي الخاصة في الكتابة، لكن الكتابة في نهاية المطاف، تظل بحرا لا حدود له، يتسع لكل التجارب وكل الرؤى وكل المتناقضات، وهذا سر جاذبيتها وسحرها.
                                سيرة الكتابة والكاتبة
                                *الشواهد المحصل عليها:

                                -الإجازة في الأدب العربي بكلية الآداب، جامعة محمد بن عبد الله/ فاس سنة 1973
                                - شهادة الكفاءة التربوية بالمدرسة العليا للأساتذة سنة 1973
                                *الإصدارات:

                                1- كلنا من أجلك يا فلسطين (شعر من إبداع التلاميذ) في إطار "نادي نازك الملائكة للكتابة" بثانوية الخنساء، شركة monalisa.com / الدار البيضاء - ( إعداد و إشراف)، 2002
                                2- أنين الماء (مجموعة قصصية) منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، دار القرويين/ الدار البيضاء، 2003
                                3- تمارين في التسامح: (ترجمة) مسرحية لعبد اللطيف اللعبي، منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/ بيروت، 2005
                                4- قاضي الظل: (ترجمة) مسرحية لعبد اللطيف اللعبي منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/ بيروت، 2005
                                5- امرأة ليس إلا... !: (ترجمة) رواية لباهية طرابلسي منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/ بيروت، 2005
                                6- نجمة الصباح: (مجموعة قصصية) منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت، 2006
                                7- الكتابة النسائية التخييل و التلقي: مشورات اتحاد كتاب المغرب، يوليوز 2006 ( جماعي).
                                8- نساء في الصمت: (ترجمة) رواية لنفيسة السباعي، منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء / بيروت، 2006
                                9- أخاديد الأسوار: (رواية) منشورات المركز الثقافي العربي/ الدار العربية للعلوم، بيروت، 2007
                                10- عندما يومض البرق: (قصص قصيرة جدا) مطبعة النجاح الجديدة، 2008
                                11- عقدة دي، (ترجمة) رواية للكاتب الصيني داي سيجي، المركز الثقافي العربي، 2008
                                12- نهر سيشوان، قصص من الصين، لكاتبات صينيات، منشورات ديدالوس، تونس، 2008
                                *الجوائز:
                                * جائزة الترجمة عن مسرحية "تمارين في التسامح" لعبد اللطيف اللعبي في إطار المسرح المدرسي لسنة 1998.
                                * الجائزة الأولى لمجلة "ثقافة بلا حدود" بسوريا، في مجال القصة القصيرة جدا، 2007
                                *العضويات في جمعيات أخرى: - عضو فريق تأليف الكتب المدرسية (مكتبة المدارس).

                                المصدر
                                حياكم الله

                                د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                                aghanime@hotmail.com

                                تعليق

                                يعمل...