الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حسين علي محمد
    كاتب مسجل
    • Jun 2006
    • 1123

    #31
    رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

    ( 33) في انتظار الربيع

    أصْغيْتُ للَّحْنِ القديمِ
    دمي المُسَجَّى في طريقِ الفتْحِ يرقُبُني
    مدينتُكَ المُحَرَّمَةُ امْتَطَتْ حُلْمَ الخرافةِ
    لي أهازيجُ الهوَى
    فمتى يفاجئُكَ الربيعُ
    ويُلبِسُ اللغةَ / الحروفَ
    قميصَكِ النشوانَ
    ترتعدُ الجموعُ
    يُسابِقُ النسيانَ صوْتُ مدائنٍ
    تُغتالُ في وَهَجِ الظهيرةِ
    تعبرينَ جسوريَ الخشبيّةَ ..
    انتظري
    فإنِّي صاهِلٌ بالخُضرةِ المُلتاعةِ الآفاقِ
    لي ظلُّ القَتادْ
    *
    منْ أيِّ أبوابِ المدائنِ قدْ يجيءُ
    ربيعُكِ المطْمورُ
    أسْمعُ في اللظى
    تَرنيمَكِ العلويَّ
    منْ خلْفِ النوافِذِ
    هلْ أرى فتْيانَكِ ـ الأعداءَ
    حولَ ربيعِكِ الذَّهبيِّ ينساقونَ
    للجزَّارِ أفواجاً
    وهلْ تأتي هنا فتياتُكِ / الورْداتُ
    هذا غيْمُكِ الدَّفَاقُ
    يجري مُثقلاً بالسُّنبلِ الملحيِّ
    أسئلتي تُحاصِرُ كرْمَكِ المُهْتاجَ
    والعَسَسُ القديمُ محاصرٌ في الدَّرْبِ
    جُرحَ الماءِ
    خنجرُكِ الصَّديءُ
    مُفاجِئٌ
    للصَّدْرِ
    بالطَّعناتِ
    في ساحِ العِنادْ
    ديرب نجم 3/2/1991

    تعليق

    • د. حسين علي محمد
      كاتب مسجل
      • Jun 2006
      • 1123

      #32
      رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

      ( 34) عطش الصحراء

      أتسكَّعُ
      تحتَ الجدرانِ
      وحيداً
      منْهزما
      أمشي
      بينَ قوافلِ غزلاني
      أحرفِ شعري
      أقطُرُ
      حزناً
      ودما
      لي ولَعٌ
      بالأبيضِ
      إذْ يخترقُ الأسودَ
      كالنَّصْلِ
      ويمضي
      منتشياً
      مبتسما !
      *
      هذي سنةُ الحزنِ
      لماذا لا تُؤويني الكلماتُ
      بمحرابِ هواها
      جُرحاً ملتئما ؟
      ولماذا أعتكفُ الليلةَ
      في كهْفِ الوحدةِ
      قطرة ماءٍ
      في عطشِ الصحراءِ
      فيالي ..
      أتسكّعُ
      مرتعباً
      منحطِما

      ديرب نجم 28/9/1990

      تعليق

      • د. حسين علي محمد
        كاتب مسجل
        • Jun 2006
        • 1123

        #33
        رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

        ( 35) محاولة للنسيان

        (1)
        لماذا تُناديكَ هذي السفوحُ بخضرتِها
        وبهذي الفلولِ الأليفةِ
        (كانتْ تسوقُ تُراباً فيرْتجُّ منّا الفؤادُ ،
        طُيورُ أبابيلَ تُسقِطُ أحْجارَها ،
        وأفْيالُ صنْعاءَ تتْرُكُ أسْوارَها
        ووردتُكَ / النّارُ تُفْرِغُ كأْساً)
        (2)
        مُخضرٌّ هذا السَّفْحُ بطيبِ الأنفالِ
        رأيْتُ فلولَ البطْحاءِ تسوقُ تُراباً
        يرتجُّ بريحٍ تهْدِرُ في ليْلِ الماءِ
        طيورٌ تحْمِلُ لوْنَ الهُدْنةِ
        في بؤبؤ عِشْقِ الليْلِ / الأفْعى
        (3)
        .. ونداءُ الوردةِ في الأعماقِ
        شرابٌ منْ زقُّومٍ
        يحيا في أفئدةِ الموهومينْ
        يُمارسُ طقْسَ العادةِ والتَّدْجينْ
        ـ أنا طفلتُكَ التبْغيَّةُ
        ـ أنتِ زهورُ الخيبةِ والفتنَةِ
        ـ لنْ أسْألَ
        سأظلُّ مدادَكِ
        أقرأُ شِريانَ الموْجِ
        أُفَجِّرُ فيهِ فضاءَ غِناءٍ
        حتى لا يخرسَ منكِ مساءً
        قلبُ

        ديرب نجم 19/3/1991

        تعليق

        • د. حسين علي محمد
          كاتب مسجل
          • Jun 2006
          • 1123

          #34
          رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

          ( 36) السر الأعظم

          (إلى خليل حاوي)

          1-قبو العمر / صدف البحر:
          *جاء الليلُ ، وهذي البدويةُ تخرجُ منْ صَدَفِ البحرِ ، تُزَفُّ إليكَ ، الفُلَّةُ تُعطي نهْديْها للطّارقِ إذْ يحملُ قيثارةَ ريحٍ ، والقاربُ يُبحرُ منْ هذا القيْظِ إلى أفيائكْ
          *أترنّحُ في هاويةِ الموجِ النّاحرِ ساقيْك ، المحبرةُ تجفُّ ، أيقتلُ بوحيَ صوتُ طيورٍ سودٍ تقتحمُ الحِصْنَ البدويَّ ، ويُلقيني الصَّوْتُ إلى الشمس / الغيْمِ / الطُّرقات / الأطفالِ / البسماتِ ، فأرفعُ رأْسي : يا أيتُها البدويّةُ هلْ جِئْتِ إليَّ ؟ أثرْثِرُ للشمسِ الحُبْلى بالسِّرِّ الأعظمِ فوقَ سمائكْ
          ***
          *أعشقُ هذا الليلَ / البحْرَ بعيْنيْ فاتنتي ، أعشقُ همسَكِ إذْ يعصفُ بالورقِ المُتراكِمِ في قبْوِ العُمْرِ المُحْكَمِ ، يُشعِلُ ناراً لا تنْطفئُ ، فأنكفئُ على ذاتي ، وأُقلِّبُ أوجهَ صورتِكِ ، وأشربُ كأْسَ الذِّكْرى ، فأُعاقِرُ حزناً يأْكُلُ عُمْري ، يجعلُ أيّامي هَدَفاً لِسِهامٍ صَدِئَهْ
          *حُبُّكِ إذْ يُشرقُ في دُنيايَ مواسِمَ حَصْدٍ ، يُنقذُني منْ نَظَراتٍ حمئهْ

          2-هدوء البحر:
          *تعودُ البحارُ لتمْلأَ كفَّيَّ باللؤلؤِ السّاحليِّ ، وأجلسُ تحتَ المظلَّةِ ، أركضُ فوقَ الرِّمالِ ، النساءُ يرُحْنَ يجئْنَ ، الصَّبايا يُغنِّينَ : يا بحْرُ ! أنتَ جميلٌ وهادئْ !
          *تعاليْتَ يا بحْرُ ، قلبُكَ طفلٌ تفرَّقَ بينَ الموانِئْ !
          ***
          *وموْجُ البحارِ يُدحْرِجُ ألْوانَهُ تحتَ أرجُلِ جيْشِ الدِّفاعِ ، رأيْتُ الصبايا يُلمْلِمْنَ أثوابَهُنَّ ، يسرْنَ سبايا ، العصافيرُ تتْرُكُ أعشاشَها ، والمدينةُ مظلمةٌ ، والنيازكُ قاتلةٌ (ما الذي صارَ في الأُفْقِ ؟) عقلُكَ تُثقِلُهُ عنعناتُ الشروحِ ، وجسمُكَ قدْ مزَّقتْهُ حِرابُ الشَّتاتْ
          *أهذا هو البحرُ يبْكي ؟ وأجنحةُ النارِ تضْربُ وجهَ الأحبةِ ، تحرقُ بوْحَ العصافيرِ ، بيروتُ أوديةُ منْ دِماءٍ ، لماذا تَضيعُ الملامحُ ؟ وجْهُكَ صارَ خمائلَ أرْزٍ لبَعْثٍ بحجْمِ المماتْ
          ***
          *أراكِ تعودينَ ثانيةً ، تدفعينَ الحياةَ بنبْضي ، فأنطِقُ ، أبصرْتُ ما لمْ يروْهُ ،يقولون : هذا جنونُ الرجالْ !
          *متى تأذنُ الريحُ ، ينحسرُ الموْجُ ، تختلطُ الكلماتُ ، تمرُّ الفصولُ ، نُعيدُ حكايا مُغامرةٍ فلسفتْها الجروحُ ، وقلبي يُعيدُ السؤالْ
          *أعودُ إليكِ فتقتلعينَ شُجيْرةَ حزنٍ تُظلِّلُ قلبي ، تُغرِّدُ عيناكِ ، تنطلقُ الشمسُ فوقَ الرؤوسِ يماماً بعيدَ المنالْ
          *فأنزلُ عنْ صهْوةِ البرْقِ ، يخْطفُني الموْتُ ، أقطفُ جسْمَكِ هذا الرُّخامَ ، البديعَ ، الربيعَ ، الحلالْ

          القاهرة 30/6/1983

          تعليق

          • د. حسين علي محمد
            كاتب مسجل
            • Jun 2006
            • 1123

            #35
            رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

            ( 37) جاءت في موعدها

            (1)
            جئتُكِ عرياناً إلاّ من حبِّي
            كان الوقْتُ صباحا ،
            والقلبُ الأخضرُ يقفزُ في جنباتِ الصَّدْرِ
            كعصفورٍ بلَلَهُ القَطْرُ
            تواجهْنا ، واختلجتْ شَفتانا
            جئتُكِ ..
            كانَ النَّهْرُ يُفضِضُ أوراقَ الوردِ النِّيليِّ ،
            وكنتُ أُحمِّلُ في قاربِكِ القزحيِّ اليتخفِّى
            في خندقِ صمْتِكِ ، يتجذَّرُ في قاماتِ اليأسِ
            المنصوبةِ بيْنَ حبيبيْنِ قديميْنْ
            (2)
            جئتُكِ ، كانت؟ْ عيناكِ تروغانِ ، وكانتْ ساقيةُ الحرمانِ تُداعبُ صمْتَ الصَّبّارِ ، وكنتُ أذوبُ حنيناً ، أينَ رحيقُكِ يا (يارا) ؟ ، صمَتَتْ والكوبُ الفارغُ بيْنَ القلبيْنِ تُداعبُهُ الرغبةُ ، والماءُ تُدحرجهُ في الأرضِ خُطانا
            يرسمُ خطَّينِ
            بعيديْنِ
            نحيليْنْ !
            (3)
            جاءتْ في موعدها ..
            أوراقُ الزيتونِ حماماتٌ باضَتْ في مدْخَلِ هذا الكهْفِ .. تَنَاغيْنا ، مُدِّي عينيكْ تريْ أنفاسَكِ تتخلّلُ شرياني التاجيَّ ، و .. مُدي أصبعَكِ تلامسْ جبْهتِيَ المحمومةَ . إنِّي طِفْلٌ بلعبُ فوقَ أرائكِ (يارا) ..
            فأفيئي القلْبَ المذبوحَ سلاما
            حتى يدخلَ في خُضْرَتِكِ ، يدورُ بحضْرَتِكِ مُريداً
            يتوحَّدُ بالحبِّ
            ولا ينقسمُ اثنيْنِ
            غريبيْنْ !

            الرياض 7/2/1992

            تعليق

            • د. حسين علي محمد
              كاتب مسجل
              • Jun 2006
              • 1123

              #36
              رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

              ( 38 ) يقظة منتصف الوحشة

              1-مشهد أول:
              هي ذي ..
              غربانٌ سودٌ تقتحمُ سمائي
              التذكارتُ المتجمِّدةُ
              تُحاصرُ نبتةَ روحي
              وعصافيري نائمةٌ في عينيَّ وتحلمُ
              أن تبني في الأشجارِ العبقةِ أعشاشاً ضوئيّهْ
              تمنحُها أفراحاً ونيازكَ
              وسنابلَ صيْفٍ مُثقَلةٍ ، تهوي
              تحتَ القدميْنِ
              وتنفرطُ
              بفاتحةِ نشيدي!

              2-مشهد ثان:
              مازالَ وحيداً يشغلُ وقتَ الأفعى
              بربيعٍ قزحيّ
              يُمسكُ سيْفاً
              تتقاطعُ فيه الوردةُ
              والجدثُ الدَّاهمْ
              (ما أجملَكِ شُجيةَ روحي)
              ينصُبُ للوقْتِ فراديسَ
              (وإنك مرجانته الخضراءُ)
              ويُطلقُ في الأفقِِ وعولاً تختالُ
              وتجتثُّ شُجيْراتِ الوهْمِ العالقِ بالجفْنِ
              وأشجارُ المرَدَةِ تختالُ
              وتُسقِطُ أنجمَهُ المُلتاعةَ من آفاقِ الرؤيةِ
              فتُضيءُ عيونُ العشّاقِ
              بصرْخاتِ الوحشهْ

              3-مشهد ثالث:
              هذي شجرةُ توتٍ .. تخلعُ آخرَ ورقهْ
              والغُصنُ تكوَّمْ ...
              مدَّدَ فرْعيْهِ إلى الحائطِ
              أبصرَ في المرآةِ
              العودَ الفارعَ
              والتفاحةَ
              والجسدَ الأملسَ
              والشفةَ الجمرةَ
              فتمنّى لوْ أغمضَ عينيْه ، وعادَ إلى جذعِ الشجرةِ
              منتشيا
              منتهيا ، مبتدئا
              حتى أولى لحظاتِ الخلقْ !

              صنعاء 27/1/1989م.

              تعليق

              • د. حسين علي محمد
                كاتب مسجل
                • Jun 2006
                • 1123

                #37
                رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                ( 39 ) أصوات الرمل

                رأيْتُ هوادجَ الأمواتِ تُلقيني تُراباً
                في توابيتِ الصّهيلِ الدَّاجنِ الآفاقِ
                أُمسِكُ شمْسَ خيْباتي
                أُعابِثُها
                أُطَوِّفُ في البِحارِ السبعةِ
                الخيْباتُ مارِدَةٌ
                أُخوِّضُ (حُزنكَ العاتي يُزلزلُني،
                وفي النِّيرانِ إبراهيمُ)
                قافلةٌ من الإيمانِ
                فردوْسي يُنادِمُني
                فهلْ تَتَضَخَّمُ الأفلاكُ بالنّاجينَ ؟
                لا يتسكَّعُ الأُجراءُ في جمْرِ المجاهِلِ مرَّةً أُخرى
                أُطاردُ عنْكبَ الكلماتِ
                يسْقُطُ في خلالِ الرُّوحِ نارنْجُ الهوى
                وأُسامِرُ الدِّبَبَهْ
                وأغرسُ نصْليَ المسنونَ
                في شَجِرِ النَّدى
                وأُنادِمُ التُّفّاحةَ الخضراءَ
                لا أُصْغي لصوْتِ الرَّمْلْ !
                صنعاء 15/9/1986

                تعليق

                • د. حسين علي محمد
                  كاتب مسجل
                  • Jun 2006
                  • 1123

                  #38
                  رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                  ( 40 ) تراجيديا الواهم الأكبر

                  (إلى ذكرى الصديق الراحل د. محمد كريم)

                  حادثْتُكَ أيْنْ ؟
                  مطْعوناً بالحُزنِ العاصِفِ
                  والليلِ القاصِفِ
                  مُرتدِياً ثوْبَ المهزولينَ تقومْ
                  تصرُخُ فطنتُكَ الطفلةُ في الصُّبْحِ الواجِسِ
                  وتُدحْرِجُ خطْوَكَ في الزمنِ الهاجِسِ
                  ـ أبكي المجْدَ الدَّارسْ
                  ـ فلماذا تتوقّفُ بيْنَ الرَّمْلِ وبينَ الصَّحْراءْ ؟
                  تبكي بينَ الشَّاهِدِ والشَّاهدْ ؟
                  ـ أمْشي خلْفَ الأبناءْ
                  فالأطْهارُ البَرَرَهْ
                  ماتوا مخْدوعينَ وشُهداءْ
                  ـ لنْ تُرْجِعَهُمْ معجزةٌ أحْياءْ !
                  *
                  أطْيافٌ مُقبِضَةٌ تغْمُرُ وجْهَكَ
                  والصَّحْراءْ
                  تتساقَطُ قِطَعاً
                  منْ رَمْلٍ
                  وحُدَاءْ
                  … فلماذا تخرُجُ من خارطةِ الحُلمِ
                  وحيداً
                  كالشعراءْ ؟
                  تَدْخُلُ مقبرَتَكَ
                  فرداً
                  أحَداً
                  فَتمُدُّ وسائدَها الأهْواءْ
                  ويختصِمُ القُرباءْ !

                  ديرب نجم 30/11/1990

                  تعليق

                  • د. حسين علي محمد
                    كاتب مسجل
                    • Jun 2006
                    • 1123

                    #39
                    رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                    ( 41 ) مواريث

                    *فصل في الجرح:
                    أيتها المرأةُ /
                    أيتها الوردةُ
                    في نسغكِ إحدى عشرةَ طعنهْ
                    وضمادانْ
                    تلك فضاءاتُكِ مثقلةٌ بالبوْحِ
                    وبالأحزانْ
                    قولي ...
                    كيفَ اخترمتْ يمنكِ النسمةُ
                    والجُرحْ؟

                    *فصل في الميلاد:
                    كنتِ بلا أمٍ تُهديكِ الميراثَ / العجز
                    وأبوكِ الريحْ
                    تختالُ على بوابتهِ
                    أيدٍ دمويّهْ
                    مُذْ ذَبَح الكبشَ
                    فقرّت في المزرعةِ النعجهْ
                    تهبُ كباشاً بيضاً
                    أصوافاً
                    لحماً يتمدّحه السادهْ
                    في لحظاتِ الصَّفْوْ!

                    *فصل في الفتنة:
                    في وجهكِ شاراتُ المجدِ المذبوحْ
                    مُذْ عانقْتِ حبيبَكْ
                    و(يهودُ) تُطاردُ حُلْمَكِ
                    في صحْراءِ الروحْ
                    في يُمناكِ تواريخُ القهْرِ!
                    وفي يُسراكِ الحلمُ / الوهْمُ
                    صعوداً
                    وسقوطا!

                    *فصْلٌ ثانٍ في الفتنة:
                    في أيام «الهوجةِ»
                    صرختْ أمُّكِ من خلفِ ستارِ البرزخِ
                    في أُذنِ أبيك:
                    «هذه الفتنةُ النائمهْ
                    لمْ تعُدْ مثلما ...
                    ...
                    احكِ لي قصَّةً كيْ أنامْ
                    عنْ دماءِ القتيلهْ
                    أو شيوخِ القبيلهْ!»

                    *فصْلٌ في النهاية:
                    تخرجُ أُمُّكِ من سُرَّتِكِ ،
                    تُغازلُ فارسَكِ الأبْ
                    تضعُكِ فوقَ الصِّدْرْ
                    تهديك إلى فارسِكِ / الجدِّ
                    / اللحْدْ
                    كوني
                    لعبتَهُ الورقيّهْ
                    أو تعويذتَهُ السحريِّهْ
                    حتى يقرأ فيك لياليَهُ الألفْ

                    الرياض 20/9/1992م

                    تعليق

                    • د. حسين علي محمد
                      كاتب مسجل
                      • Jun 2006
                      • 1123

                      #40
                      رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                      ( 42 ) مشاهد سقوط «صباح»

                      1-مساء ـ خارجي:
                      *خرجَتْ من الأُفْقِ الملوَّنِ تستبيحُ اللحظةَ الخجْلى، وتغترفُ الصّباباتِ التي كانتْ تُباعِدُ بيْنَ فوْرَتِها وآفاقِ السَّنا
                      *دَخَلتْ إلى الموْجِ ، اسْتباحتْ حُلْمَنا
                      *وتمدّدَتْ وتحشْرَجَتْ آهاتُها في الحلْقِ ، ضاعتْ في الشَّواطئِ كلُّ ألحانِ الهوى ، عَزَفَت على لحن الصَّبا "قدْ أشْرَقَتْ أيّامُنا".
                      *عادتْ تهاليلي التي رسمَتْ بحِضْنِ الليلِ أخْيِلةَ الغرامِ ، فأيْنَ أحصِنةُ الضياءِ ترودُ آفاقاً مُنمْنَمَةً ، وتعزِفُ في الهضابِ الجُرْدِ أغنيةً وتزرعُ سوْسنا ؟

                      2-قطع:
                      *ماذا بنا ؟
                      *البرْقُ يعبرُ جسْرنا
                      *جاءَ الغريبُ ، خيامُنا مفتوحةٌ لكلابِهِ ، أجسامُنا تحتَ السنابكِ في العَراءِ تناثَرَتْ ، والقلبُ مشتعلٌ بأحلامِ الرؤى المترامياتِ المُفجِعاتِ ، صعَدْتُ أقبيةَ الخيالِ أُعانقُ الآتي ، وأهْرُبُ منْ أحابيلِ الليالي الكاسياتِ العارياتِ ، فتخرجُ الآهاتُ منْ حلْقٍ كئيبٍ ، تصْفُرُ الأيامُ في العيْنيْنِ ، يخرجُ خُبْزُنا الطِّينيُّ منْ أفرانِنا ، انكمَشَتْ أغاريدُ اللسانِ الطَّلْقِ
                      حامتْ بومةٌ في الأُفْقِ
                      (هلْ ضلّتْ صباحُ طريقَها في الليلِ ؟
                      هلْ جاءتْ قطوفُ الويْلِ ؟
                      هلْ خانَ الحبيبُ ؟)
                      تساقَطَتْ في اليأْسِ ألحانُ المُنى

                      3-نهار داخلي:
                      جاء الذي قدْ كنتُ أنتظِرُ
                      منْ يسكُنُ الأعشابَ يا مطَرُ ؟

                      ديرب نجم 3/5/1982

                      تعليق

                      • د. حسين علي محمد
                        كاتب مسجل
                        • Jun 2006
                        • 1123

                        #41
                        رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                        ( 43 ) القناص تصطاده طريدته

                        كُنَّنا سنفْهمُ بعضَ ما يُلقي
                        ولكنَّا جَمَحْنا
                        في حماقَتِنا
                        فضَلَّتْ عنْ نواصِينا السِّهامْ !
                        ستروغُ يا عجْزي المُصاحِبَ
                        عنْ طرائقِهِ الشفيفةِ
                        بالضَّراعاتِ الجليلةِ
                        والفراغاتِ المليئةِ
                        بالغمامْ !
                        لي في مدائنِكَ الشَّقيَّةِ ألفُ قيثارٍ بليدٍ
                        يزرعُ الجُرْحَ المُناوِرَ
                        بالكلامْ !
                        ***
                        كانتْ هنا ..
                        كلماتُهُ الحُبْلى تُغنِّي
                        نايُهُ يرْتاعُ مما قدْ يكونْ
                        والنَّجْمةُ الزّرقاءُ واقعةٌ
                        فكيْفَ تُواجهُ الآنَ المُخاتِلُ
                        والجنونْ ؟
                        بجديدِ حرفِكَ
                        نصْلِ عشقِكَ
                        أمْ تُراكَ تعيشُ في تلكَ الصَّحارى
                        دمعُكَ الرَّملُ الهتونْ !
                        ***
                        مازالَ مُرتحلاً بِطائفهِ
                        يُطارِدُ ظبْيَةً تختالُ في أَلَقِ القصيدهْ !
                        مدَّتْ ضفائرَها إليهِ عشيَّةً
                        فارتاعَ في فَرَقٍ
                        ليُغلِقَ بابَهُ
                        ويَفِرُّ منْ شَرَكِ الطَّريدهْ
                        مدَّتْ شَرارتَها المُباغِتةَ
                        الجريئةَ
                        فاسْتَطارَ اللُّبُّ
                        وانْكَفَأَتْ تُجاذبُهُ
                        مرايا الشُّوقِ
                        تسْتدْني خُطاهُ إلى حِماها
                        منْ يُداجِيها
                        بِطلْقاتٍ
                        مُراوغَةٍ
                        شهيدَهْ !

                        ديرب نجم 29/11/1990

                        تعليق

                        • د. حسين علي محمد
                          كاتب مسجل
                          • Jun 2006
                          • 1123

                          #42
                          رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                          ( 44 ) بكائيتان على شاهدة قبرها

                          (1)
                          ماذا يُفيدُ الأصفرُ الأخّاذُ
                          والخَرَزُ المُخادِعُ
                          والدموعْ ؟
                          في سِجنكِ الورْديِّ
                          يدْلفُ عُمْرُكِ الغَيْميُّ
                          في درْبِ الرجوعْ
                          لوْ أنْتِ أبْدَلْتِ الخُطا
                          وسقيْتِ جسْمَكِ لهفةَ الأشواقِ
                          منْ
                          ظَمَأٍ
                          وجوعْ
                          (2)
                          يا شِعْرُ
                          هلْ تُعطي الحبيبةَ غيْرَ أشْلاءِ القصيدْ ؟
                          يا شِعْريَ الغرِّيدَ
                          قُلْ
                          ماذا اعْتراكَ ؟
                          فصرْتَ تخْبو
                          أوْ تحيدْ !
                          يا نجْمَها النشوانَ ، أقبلْ يومَ عيدْ
                          غَنِّ الحبيبةَ شَوْقَها
                          أوْ قُلْ لها
                          ما لا أُريدْ !
                          وأَضئْ سَماها
                          أشْعلِ النيرانَ في الأمْسِ البليدْ
                          وامْنحْ صباها الكَهْلَ
                          منْ حُبٍّ
                          ومن رِيٍّ
                          مزيدْ
                          ديرب نجم 25/8/1991

                          تعليق

                          • د. حسين علي محمد
                            كاتب مسجل
                            • Jun 2006
                            • 1123

                            #43
                            رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                            ( 45 ) مواكب

                            أيجيءُ موْكبُ سندبادِ البحرِ ثانيةً
                            هنا ؟
                            أيجيءُ موكبُهُ المغامرُ في المساءِ
                            محمَّلاً
                            برعونةِ الأطْيارِ
                            والنجوى ،
                            وعُشْبِ الذَّاكِرهْ ؟
                            أتعودُ أسْفارُ الرجالِ الجوفِ
                            تْرْحالاً
                            بقيْظٍ لا تُظلِّلُهُ الغيومُ
                            ولا تُكاشفُهُ دماؤكَ بالحنينِ العذْبِ
                            والموْتِ المُراوغِ ..
                            في خُطاكَ الظافِرهْ ؟

                            ديرب نجم 11/9/1989

                            تعليق

                            • د. حسين علي محمد
                              كاتب مسجل
                              • Jun 2006
                              • 1123

                              #44
                              رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                              ( 46 ) صرخة أولى

                              يُباغتُني توهُّجُ لفظها النشوانُ
                              بين شقائق النعمانِ
                              والريحانِ
                              أُغنيةً ... مواويلا
                              ووجْهُ صبيَّةٍ برّاقةِ الألوانِ
                              غادرَ هُدنةَ الأصْدافِ
                              هلْ تتخاصرُ الأمواجُ والصفصافْ؟
                              تلك ضفافْ ..
                              يُفاجؤني جحيمٌ صارخٌ فيها
                              وفيها العصفُ
                              فيها القصْفُ
                              والزقومُ
                              فيها كأسُها المختومُ
                              فيها ضفَّةٌ أُخرى
                              تُراودُني
                              وأنهارٌ تُسابقُني
                              وتخطفُ وردةَ الذكرى
                              فأُطلقُ مائيَ الدّفاقَ في لغةٍ
                              تُكوِّنُ أحرفاً بكراً
                              وهذي الأرضُ فيها شوقُها الموّارُ
                              يقبضُها
                              ويبسطُها
                              يفحُّ الوقتُ
                              بعضُ جراحِهِ تطفو
                              على دوّامةِ الخلجانِ فيضُ الخلقِ
                              هذا الماءُ يرسُمُ حرفَهُ في الأفقِ منتصباً
                              ويكتبُ صرخةً أولى

                              صنعاء 21/12/1986م

                              تعليق

                              • د. حسين علي محمد
                                كاتب مسجل
                                • Jun 2006
                                • 1123

                                #45
                                رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                                ( 47 ) الريح والهشيم

                                حينَ فتحْتُ السُّترةَ للريحِ ، وبُحتُ
                                رأيْتُ القلبَ المجروحَ يُضيءُ الليلةَ
                                بينَ اللفظةِ والفعْلِ ، وصمتِ الصبّْ

                                وحيداً في الطرقاتِ وقَفْتُ
                                وَجَفْتُ ، تردَّدْتُ
                                شهَقْتُ ، زَفَرْتُ
                                تقدَّمْتُ على كَفَّيَّ القلْبْ

                                أبصرتُ الماءَ يُحاورُ قيْظي
                                والحلمُ الأخضرُ .. يجتاحُ الجسدَ المُرْهَقَ
                                يخترقُ اللُّبّْ

                                الريحُ الليلةَ عاصِفَةٌ
                                والكلِمُ ـ النَّبْتُ ..
                                هشيمٌ في الدّربْ
                                ديرب نجم 4/8/1982

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                                أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة
                                يعمل...