رد: مع رجاء النقاش
( 43) نشــــارة الحيـــاة
بقلم : د. جابر عصفور
............................
يحكي رجاء النقاش ـ رحمة الله عليه ـ في كتابه الأخير أولاد حارتنا الذي صدر بعد موته أنه كان ذات يوم يشكو لنجيب محفوظ ضغوط عمله الصحفي وابتلاعه الوقت والعمر, فنصحه نجيب محفوظ بأنه لايستسلم إلي ظروف الحياة مهما تكن صعبة, ثم قال له: اسمع أنا صنعت نفسي وأدبي كله من نشارة الحياة. وقد هزت كلمة نشارة الحياة رجاء وعلمته أن لايشكو وان يحاول الانتفاع بكل دقيقة متاحة يستطيع فيها المرء ان يعمل وينتج, فالشكوي لاجدوي منها ولافائدة, انتهي كلام رجاء في الموضوع وهو بالفعل ظل يعمل وينتج إلي آخر أيام عمره. وكان ذلك سبب الوفرة الاستثنائية التي يجدها المتابع لأعماله: كتاباته وكتبه العديدة التي لا أزعم أنني قرأتها كلها لكني قرأت معظمها وأهمها علي السواء.
لكن نشارة الحياة لم تكن تعني المعني نفسه عند رجاء النقاش فنجيب محفوظ كان يتحدث عن مادة الحياة الخام أو الغفل التي كان يستمد منها ابداعه, والتي كان يحيلها من ركام لاتكف اكوامه عن التكاثر إلي ابداع لم تتوقف أعماله عن التزايد. ولولا ذلك لما استطاع نجيب محفوظ ان يخلق عشرات النماذج البشرية التي حفرت لنفسها مواطن للتأمل والاعجاب في كل أعمال نجيب محفوظ, ولا أريد ان احصي أو أن اقدم أمثلة, فيكفي ان يسترجع قاريء نجيب محفوظ رواياته ليجد في كل رواية شخصية هي نموذج بشري يجمع ما بين العام والخاص علي نحو فريد وفي مشهد بالغ الاتساع يتميز بالتعدد والتنوع المذهل لنماذجه البشرية المستخرجة والمتحولة عن نشارة الحياة.
أما نشارة الحياة عند رجاء النقاش فقد كانت تشير إلي معني آخر أقرب إلي طبيعة عمله وسياقات حياته العملية, فقد كان ناقدا لامبدعا, ومحررا أدبيا وليس أديبا, ومفكرا سياسيا واجتماعيا وإداريا رأس أكثر من مجلة واحدي المؤسسات الصحافية. وقد فرضت عليه ظروف الحياة أن يعمل وهو طالب وأن يظل يكتب في العديد من الصحف والمجلات علي امتداد الوطن العربي لاسباب يفهمها الذين يعرفونه عن قرب, ولا أنسي أن متغيرات الحياة السياسية فرضت عليه المنفي الاختياري أو الهجرة في الزمن الساداتي الذي عادي التيارات القومية والناصرية, وكان رجاء قوميا وناصريا فاضطر إلي قبول عرض للعمل في قطر التي رأس فيها تحرير جريدة الراية ثم مجلة الدوحة.
وأتصور أن المعني السلبي الذي تنطوي عليه نشارة الحياة لاينفصل عن الأعمال المفروضة علي المرء دون أن يكون محبا لها أو حفيا بها, أو حتي تدخل في دائرة اهتماماته الثقافية أو الأدبية أو حتي النقدية. وقد كان صلاح عبدالصبور يسمي هذه الأعمال نثر الحياة الرديء وكان يشير بالتعبير إلي العمل الإداري الذي لابد من تأديته. وكنت أتعاطف معه عليه رحمة الله, كلما حدثني عن هذا النثر الرديء الذي اخذت اعاني منه تدريجيا علي المستوي الشخصي, كما لو كنت قد وضعت قدمي علي حافة رمال متحركة تجر من يقوده قدره اليها إلي اعماقها التي يكمن فيها الموت المادي والمعنوي وكنت أرثي للشاعر المبدع العظيم صلاح الذي كان عليه ان يذهب كل يوم الي الهيئة العامة للكتاب ويحاول حل مشكلات عمال المطابع مرة ونقص الورق ثانية وانتهاء العمر الافتراضي لماكينات الطباعة ثالثة.
والصراع اللاإنساني مع قيادات وزارة المالية فيما يخص بنود ميزانية الهيئة, وأضف إلي ذلك عشرات المشكلات من النوع نفسه, وذلك إلي الدرجة التي كنت أتخيل فيها صلاح( الموظف) بمثابة روبوت وظيفته التوقيع علي آلاف الاوراق ومراجعة آلاف موازية حتي لاينتهي مصيره إلي السجن. وكنت أري مكتبه فوق ذلك كله تحول إلي قهوة يدخلها عابرو السبيل بلا موعد ولامطلب سوي الدردشة أو السلام أو طلب حاجة وما أكثر الحاجات والمطالب بالحق والباطل, وما أكثر ما كان صلاح يلقي من طلاب الباطل جنبا إلي جنب المنافقين وذوي المواهب الصغيرة الذين لن تجد أكثر منهم تكالبا علي المطالبة بما لايستحقون من نشر أعمالهم الرديئة, وقد كانوا ولايزالون كائنات بائسة ذبابية السمات والطبائع التي انتهت ولاتزال تنتهي بنشر الغث والتافه وما لاقيمة له.
وكنت أري تحمل صلاح عبدالصبور لذلك الذي وصفه بأنه نثر الحياة الرديء, ورأي رجاء النقاش بعض معناه علي نحو مضمر, ولعله ترك لنا استنتاجه من عبارة نجيب محفوظ عن نشارة الحياة وهي المعني الذي نراه حاضرا في ابداع صلاح الشاعر, خصوصا حين يتحدث عن كون خال من الوسامة, أو رصيف عالم يموج بالتخليط والقمامة, حيث المكرورون في زمن الحق الضائع, الزمن الذي لايعرف فيه مقتول من قاتله ومتي قتله, فرؤوس الحيوانات علي جثث الناس, ورؤوس الناس علي جثث الحيوانات وصلاح الشاعر في هذا العالم الشعري لم يكن يختلف كثيرا عن صلاح الذي أجلسه حظه العاثر علي مكتب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب ونال ما لم ينله احد سواء من نشارة الحياة الثقافية وطفيلياتها أو من ذلك الكم الهائل من نثر الوظيفة الرديء.
أذكر جيدا في سنوات حياته الأخيرة التي اقتربت فيها منه حين كنت أعمل نائبا لرئيس تحرير مجلة فصول عزالدين إسماعيل عليه رحمة الله بدوره وكنت أحمل عبء الاشراف التنفيذي للمجلة علي كاهلي وحدي بعد سفر النائب الثاني صلاح فضل وكنت انزل من إدارة المجلة في الدور الثاني أو المطابع وأشكو لصلاح في مكتبه بالدور الأول تكاسل عمال الجمع التصويري قبل أن تشيع أجهزة الكمبيوتر الاحدث أو أنفعل أمامه من تأخر عمليات فصل الالوان أو اعداد الزنكات وكان يقابلني دائما باسما في حنو الأخ الكبير ويعمل علي تهدئتي بحديثه عما كان يسميه الفقهاء زكاة البدن التي علينا ان نؤديها في أعمالنا أملا في أن نثاب بها وسرعان ما يترك ذلك خصوصا إذا كنا وحدنا ويحدثني عن مأساة حياته التي هجرها الشعر وتناوشها طفيليات المثقفين التي كان يشبهها بالإيرينيات المتوحشة أو الذباب المتوحش في مسرحية سارتر الشهيرة الذباب,
وكانت الشكوي تنتهي عادة بعبارة يا جابر لقد تحولت حياتي إلي نثر لا نضارة فيه وها أنت تراني محاطا بنثر الحياة الرديء كل يوم, وتكون النتيجة النهائية في الغالب أن اتعاطف معه وأنسي مضايقات عمال المطابع وغيرهم وأستمع اليه وهو يحدثني عن ضيقه بالوظيفة التي اضا عت منه الشاعر وعن حلمه بالسفر إلي جامعة هارفارد للبقاء فيها باحثا متفرغا لمدة عام في مناخ قد يبعث الشعر من تحت الرماد, في وقدة لحظة كتلك التي عاناها في مانيلا عاصمة الفلبين, حين حضر حفلا راقصا بوصفه رئيس الوفد المصري في قصر ماركوس, حيث سمحت له جميلة الفلبين زوجة الرئيس السيدة إميلدا ماركوس بالرقص معها فأيقظت بعض الشعر من تحت الرماد وتفجرت فيه قصيدة الشعر والرماد الموجودة في آخر دواوينه الابحار في الذاكرة.
ولكن سرعان ما انتهت اللحظة التي توهجت شعرا وعاد صلاح إلي القاهرة التي كان آخر ما قال عنها:
مدينة كهذه المدينة الغريبة
تكاثرت علي مدي الزمان كررت أيامها
وخزنت في لحمها وجلدها المكررين
تسع ملايين من المكررين.
رحم الله صلاح الذي عاني من نثر الحياة الرديء بسبب قيود الوظيفة التي لم تمنحه البهجة قط, ورحم الله رجاء النقاش الذي عاني مثل صلاح من نشارة الحياة التي لم يكن فيها سوء ما يئد الاحلام القديمة, ورحم الله نجيب محفوظ الأكثر مكرا وحصافة وقدرة علي احالة النشارة الزائدة عن الحاجة إلي ابداع خالص يصوغه مبدع منضبط انضباط حضرة المحترم الذي كان الوجه الآخر من عرفة الساحر الذي خرج من الرمال المتحركة للوظيفة المعادية للابداع إلي جائزة نوبل.
........................................
*الأهرام ـ في 10/3/2008م.
( 43) نشــــارة الحيـــاة
بقلم : د. جابر عصفور
............................
يحكي رجاء النقاش ـ رحمة الله عليه ـ في كتابه الأخير أولاد حارتنا الذي صدر بعد موته أنه كان ذات يوم يشكو لنجيب محفوظ ضغوط عمله الصحفي وابتلاعه الوقت والعمر, فنصحه نجيب محفوظ بأنه لايستسلم إلي ظروف الحياة مهما تكن صعبة, ثم قال له: اسمع أنا صنعت نفسي وأدبي كله من نشارة الحياة. وقد هزت كلمة نشارة الحياة رجاء وعلمته أن لايشكو وان يحاول الانتفاع بكل دقيقة متاحة يستطيع فيها المرء ان يعمل وينتج, فالشكوي لاجدوي منها ولافائدة, انتهي كلام رجاء في الموضوع وهو بالفعل ظل يعمل وينتج إلي آخر أيام عمره. وكان ذلك سبب الوفرة الاستثنائية التي يجدها المتابع لأعماله: كتاباته وكتبه العديدة التي لا أزعم أنني قرأتها كلها لكني قرأت معظمها وأهمها علي السواء.
لكن نشارة الحياة لم تكن تعني المعني نفسه عند رجاء النقاش فنجيب محفوظ كان يتحدث عن مادة الحياة الخام أو الغفل التي كان يستمد منها ابداعه, والتي كان يحيلها من ركام لاتكف اكوامه عن التكاثر إلي ابداع لم تتوقف أعماله عن التزايد. ولولا ذلك لما استطاع نجيب محفوظ ان يخلق عشرات النماذج البشرية التي حفرت لنفسها مواطن للتأمل والاعجاب في كل أعمال نجيب محفوظ, ولا أريد ان احصي أو أن اقدم أمثلة, فيكفي ان يسترجع قاريء نجيب محفوظ رواياته ليجد في كل رواية شخصية هي نموذج بشري يجمع ما بين العام والخاص علي نحو فريد وفي مشهد بالغ الاتساع يتميز بالتعدد والتنوع المذهل لنماذجه البشرية المستخرجة والمتحولة عن نشارة الحياة.
أما نشارة الحياة عند رجاء النقاش فقد كانت تشير إلي معني آخر أقرب إلي طبيعة عمله وسياقات حياته العملية, فقد كان ناقدا لامبدعا, ومحررا أدبيا وليس أديبا, ومفكرا سياسيا واجتماعيا وإداريا رأس أكثر من مجلة واحدي المؤسسات الصحافية. وقد فرضت عليه ظروف الحياة أن يعمل وهو طالب وأن يظل يكتب في العديد من الصحف والمجلات علي امتداد الوطن العربي لاسباب يفهمها الذين يعرفونه عن قرب, ولا أنسي أن متغيرات الحياة السياسية فرضت عليه المنفي الاختياري أو الهجرة في الزمن الساداتي الذي عادي التيارات القومية والناصرية, وكان رجاء قوميا وناصريا فاضطر إلي قبول عرض للعمل في قطر التي رأس فيها تحرير جريدة الراية ثم مجلة الدوحة.
وأتصور أن المعني السلبي الذي تنطوي عليه نشارة الحياة لاينفصل عن الأعمال المفروضة علي المرء دون أن يكون محبا لها أو حفيا بها, أو حتي تدخل في دائرة اهتماماته الثقافية أو الأدبية أو حتي النقدية. وقد كان صلاح عبدالصبور يسمي هذه الأعمال نثر الحياة الرديء وكان يشير بالتعبير إلي العمل الإداري الذي لابد من تأديته. وكنت أتعاطف معه عليه رحمة الله, كلما حدثني عن هذا النثر الرديء الذي اخذت اعاني منه تدريجيا علي المستوي الشخصي, كما لو كنت قد وضعت قدمي علي حافة رمال متحركة تجر من يقوده قدره اليها إلي اعماقها التي يكمن فيها الموت المادي والمعنوي وكنت أرثي للشاعر المبدع العظيم صلاح الذي كان عليه ان يذهب كل يوم الي الهيئة العامة للكتاب ويحاول حل مشكلات عمال المطابع مرة ونقص الورق ثانية وانتهاء العمر الافتراضي لماكينات الطباعة ثالثة.
والصراع اللاإنساني مع قيادات وزارة المالية فيما يخص بنود ميزانية الهيئة, وأضف إلي ذلك عشرات المشكلات من النوع نفسه, وذلك إلي الدرجة التي كنت أتخيل فيها صلاح( الموظف) بمثابة روبوت وظيفته التوقيع علي آلاف الاوراق ومراجعة آلاف موازية حتي لاينتهي مصيره إلي السجن. وكنت أري مكتبه فوق ذلك كله تحول إلي قهوة يدخلها عابرو السبيل بلا موعد ولامطلب سوي الدردشة أو السلام أو طلب حاجة وما أكثر الحاجات والمطالب بالحق والباطل, وما أكثر ما كان صلاح يلقي من طلاب الباطل جنبا إلي جنب المنافقين وذوي المواهب الصغيرة الذين لن تجد أكثر منهم تكالبا علي المطالبة بما لايستحقون من نشر أعمالهم الرديئة, وقد كانوا ولايزالون كائنات بائسة ذبابية السمات والطبائع التي انتهت ولاتزال تنتهي بنشر الغث والتافه وما لاقيمة له.
وكنت أري تحمل صلاح عبدالصبور لذلك الذي وصفه بأنه نثر الحياة الرديء, ورأي رجاء النقاش بعض معناه علي نحو مضمر, ولعله ترك لنا استنتاجه من عبارة نجيب محفوظ عن نشارة الحياة وهي المعني الذي نراه حاضرا في ابداع صلاح الشاعر, خصوصا حين يتحدث عن كون خال من الوسامة, أو رصيف عالم يموج بالتخليط والقمامة, حيث المكرورون في زمن الحق الضائع, الزمن الذي لايعرف فيه مقتول من قاتله ومتي قتله, فرؤوس الحيوانات علي جثث الناس, ورؤوس الناس علي جثث الحيوانات وصلاح الشاعر في هذا العالم الشعري لم يكن يختلف كثيرا عن صلاح الذي أجلسه حظه العاثر علي مكتب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب ونال ما لم ينله احد سواء من نشارة الحياة الثقافية وطفيلياتها أو من ذلك الكم الهائل من نثر الوظيفة الرديء.
أذكر جيدا في سنوات حياته الأخيرة التي اقتربت فيها منه حين كنت أعمل نائبا لرئيس تحرير مجلة فصول عزالدين إسماعيل عليه رحمة الله بدوره وكنت أحمل عبء الاشراف التنفيذي للمجلة علي كاهلي وحدي بعد سفر النائب الثاني صلاح فضل وكنت انزل من إدارة المجلة في الدور الثاني أو المطابع وأشكو لصلاح في مكتبه بالدور الأول تكاسل عمال الجمع التصويري قبل أن تشيع أجهزة الكمبيوتر الاحدث أو أنفعل أمامه من تأخر عمليات فصل الالوان أو اعداد الزنكات وكان يقابلني دائما باسما في حنو الأخ الكبير ويعمل علي تهدئتي بحديثه عما كان يسميه الفقهاء زكاة البدن التي علينا ان نؤديها في أعمالنا أملا في أن نثاب بها وسرعان ما يترك ذلك خصوصا إذا كنا وحدنا ويحدثني عن مأساة حياته التي هجرها الشعر وتناوشها طفيليات المثقفين التي كان يشبهها بالإيرينيات المتوحشة أو الذباب المتوحش في مسرحية سارتر الشهيرة الذباب,
وكانت الشكوي تنتهي عادة بعبارة يا جابر لقد تحولت حياتي إلي نثر لا نضارة فيه وها أنت تراني محاطا بنثر الحياة الرديء كل يوم, وتكون النتيجة النهائية في الغالب أن اتعاطف معه وأنسي مضايقات عمال المطابع وغيرهم وأستمع اليه وهو يحدثني عن ضيقه بالوظيفة التي اضا عت منه الشاعر وعن حلمه بالسفر إلي جامعة هارفارد للبقاء فيها باحثا متفرغا لمدة عام في مناخ قد يبعث الشعر من تحت الرماد, في وقدة لحظة كتلك التي عاناها في مانيلا عاصمة الفلبين, حين حضر حفلا راقصا بوصفه رئيس الوفد المصري في قصر ماركوس, حيث سمحت له جميلة الفلبين زوجة الرئيس السيدة إميلدا ماركوس بالرقص معها فأيقظت بعض الشعر من تحت الرماد وتفجرت فيه قصيدة الشعر والرماد الموجودة في آخر دواوينه الابحار في الذاكرة.
ولكن سرعان ما انتهت اللحظة التي توهجت شعرا وعاد صلاح إلي القاهرة التي كان آخر ما قال عنها:
مدينة كهذه المدينة الغريبة
تكاثرت علي مدي الزمان كررت أيامها
وخزنت في لحمها وجلدها المكررين
تسع ملايين من المكررين.
رحم الله صلاح الذي عاني من نثر الحياة الرديء بسبب قيود الوظيفة التي لم تمنحه البهجة قط, ورحم الله رجاء النقاش الذي عاني مثل صلاح من نشارة الحياة التي لم يكن فيها سوء ما يئد الاحلام القديمة, ورحم الله نجيب محفوظ الأكثر مكرا وحصافة وقدرة علي احالة النشارة الزائدة عن الحاجة إلي ابداع خالص يصوغه مبدع منضبط انضباط حضرة المحترم الذي كان الوجه الآخر من عرفة الساحر الذي خرج من الرمال المتحركة للوظيفة المعادية للابداع إلي جائزة نوبل.
........................................
*الأهرام ـ في 10/3/2008م.
تعليق