إبداع تحت الأنقاض عبدالعزيز الصقعبي
("أماه ما أعلى الأسوار يا أماه" حيث لاتصل إلينا الشمس إلا من خلال فوهات البنادق.. وحيث لا يزحف الهواء الرطب.. إلا من بين غابات الخوذ الحديدية.. مثقلاً بصرير السلاسل.. وتأوهات الرجال الطيبين.. إنهم ينطرحون على الأرضية الباردة.. متعبين حتى الموت.. وبطونهم متورمة بالخواء.. لكنهم لا يستسلمون.. أبداً لا يستسلمون.. طالما أن الرفاق هناك.. يتابعون حوارهم العذري بطلقات الرصاص والبنادق.. ويفتحون كل يوم.. ثقباً في الأسوار العالية.. تمتد منه شرائط بيضاء كالنقاء.. من الضوء الأسمر الدافئ تمتص قدراً من عفونة المكان.. كلنا هنا ندرك أن الأسوار سوف تتقوض.. تسألني متى.. لا أدري لكننا نحس بأنها يوماً ما ستتقوض).
هذا النص مقدمة لقصة قصيرة نشر الجزء الأول منها في العدد 1380من جريدة المدينة المنورة الصادرة في 1388/7/13ه ونشر الجزء الثاني والأخير في العدد 1386من جريدة المدينة الصادر في 1388/7/19ه، أي منذ أكثر من أربعين عاماً، النص يطرح معاناة اللاجئ الفلسطيني وما يواجهه بصورة عامة جميع الفلسطينيين من بطش اليهود، لغة النص راقية جداً، الأمر الذي فاجأني وأنا أتصفح أعداد بعض الصحف القديمة ومنها جريدة المدينة في مكتبة الملك فهد الوطنية هو وجود كثير من الأعمال الإبداعية المنشورة في الصحف ولم تنشر للأسف في الكتب لتصل فيما بعد للقارئ، هذا النص الذي لم أذكر بعد اسم كاتبه بعد كان مفاجأة لي، لقد توقعت أن جميع أعماله نشرت في مجموعته الشهيرة الصادرة عن دار العلوم وثمة بعض النصوص التي نشرها فيما بعد وهي محدودة، لكونه ابتعد كثيراً عن مجال النشر لظروف عمله، ربما كان لديه مشروع بأن يجمع بقية أعماله ويصدرها فيما بعد ولكن إرادة الله اسبق فانتقل إلى الرفيق الأعلى، منذ أكثر من عام ، إنه القاص المبدع أولاً اللواء المهندس عبدالله بن أحمد السالمي "رحمه الله"، قصته التي بدأت هذه الزاوية بمقطع منها بعنوان "رسالة وأحزان"، ليست ضمن مجموعته المتميزة "مكعبات من الرطوبة"، نحن حزنا كثيراً لوفاته، وكان لنا أمل بأن تكون هنالك مبادرة لجمع ما كتبه وطباعته وكذلك إعادة طباعة مجموعته القصصية الوحيدة، هل هي مسؤولية أسرته وأصدقائه أم وزارة الثقافة والإعلام، يبقى السؤال معلقاً، ولكن يجب أن نعرف أن "رسالة وأحزان" ليست النص الوحيد، فثمة أعمال إبداعية كثيرة نشرت في العديد من الصحف والمجلات الصادرة قديماً، شيء يذكرني بأناس تحت الأنقاض بعد زلزال مدمر ينتظرون من يمد لهم يده وينتشلهم من الفناء ، أكرر هل من مبادرة لإنقاذ جزء من التراث الثقافي.
المصدر
هذا النص مقدمة لقصة قصيرة نشر الجزء الأول منها في العدد 1380من جريدة المدينة المنورة الصادرة في 1388/7/13ه ونشر الجزء الثاني والأخير في العدد 1386من جريدة المدينة الصادر في 1388/7/19ه، أي منذ أكثر من أربعين عاماً، النص يطرح معاناة اللاجئ الفلسطيني وما يواجهه بصورة عامة جميع الفلسطينيين من بطش اليهود، لغة النص راقية جداً، الأمر الذي فاجأني وأنا أتصفح أعداد بعض الصحف القديمة ومنها جريدة المدينة في مكتبة الملك فهد الوطنية هو وجود كثير من الأعمال الإبداعية المنشورة في الصحف ولم تنشر للأسف في الكتب لتصل فيما بعد للقارئ، هذا النص الذي لم أذكر بعد اسم كاتبه بعد كان مفاجأة لي، لقد توقعت أن جميع أعماله نشرت في مجموعته الشهيرة الصادرة عن دار العلوم وثمة بعض النصوص التي نشرها فيما بعد وهي محدودة، لكونه ابتعد كثيراً عن مجال النشر لظروف عمله، ربما كان لديه مشروع بأن يجمع بقية أعماله ويصدرها فيما بعد ولكن إرادة الله اسبق فانتقل إلى الرفيق الأعلى، منذ أكثر من عام ، إنه القاص المبدع أولاً اللواء المهندس عبدالله بن أحمد السالمي "رحمه الله"، قصته التي بدأت هذه الزاوية بمقطع منها بعنوان "رسالة وأحزان"، ليست ضمن مجموعته المتميزة "مكعبات من الرطوبة"، نحن حزنا كثيراً لوفاته، وكان لنا أمل بأن تكون هنالك مبادرة لجمع ما كتبه وطباعته وكذلك إعادة طباعة مجموعته القصصية الوحيدة، هل هي مسؤولية أسرته وأصدقائه أم وزارة الثقافة والإعلام، يبقى السؤال معلقاً، ولكن يجب أن نعرف أن "رسالة وأحزان" ليست النص الوحيد، فثمة أعمال إبداعية كثيرة نشرت في العديد من الصحف والمجلات الصادرة قديماً، شيء يذكرني بأناس تحت الأنقاض بعد زلزال مدمر ينتظرون من يمد لهم يده وينتشلهم من الفناء ، أكرر هل من مبادرة لإنقاذ جزء من التراث الثقافي.
المصدر
تعليق