الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    كاتب مسجل
    • May 2006
    • 2150
    • أمينة أحمد خشفة

    #16
    رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف



    يقولون: باعٌ لأوسع الخُطا. والباع ما بينَ طَرَفَيْ يدَي الإنسان إذا مدَّهما يميناً وشمالاً، ويقال له بُوعٌ، وقد بُعتُ الحبلَ إذا قستَه بباعِك.
    قلت: وقد ضبطوا طولَه، إذا أُطلقَ، كم مقداره؟ فقالوا: هو أربع أذرع.
    **********
    ويقولون: باعوض، فيلحقون الألف. والصواب: بَعوض.
    قلت: شاهده قوله تعالى: (إنّ اللهَ لا يَسْتَحْيي أن يَضرِبَ مَثلاً مّا بَعوضةً فما فوْقَها).
    **********
    يقولون إذا أصبحوا: سَهِرنا البارحةَ، وسَرَينا البارحةَ، والاختيار، على ما حكاه ثعلب، أن يقال: مذْ لَدُن الصبح إلى أن تزول الشمس: سَرَينا الليلة، وفيما بعد الزوال إلى آخر النهار: سهِرنا البارحة. ويتفرّع على هذا أنهم يقولون مذ انتصاف الليل إلى وقت الزوال: صُبِّحتَ بخيرٍ، وكيف أصبحتَ، ويقولون إذا زالت الشمس إلى أن ينتصف الليل: مُسّيتَ بخيرٍ، وكيف أمسيتَ، وجاء في الأخبار المأثورة أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انْفَتَل من صلاةِ الصُبْحِ قال لأصحابه: (هلْ فيكُم مَنْ رأى رُؤْيا في لَيْلَتِه؟).
    **********
    حدّثني أبو دُفاقة بن سعيد الباهلي قال: قرأنا على الأصمعي شعر الراعي فبلغت قوله:
    وكأنّ رَيِّضَها إذا باشَرْتَها = كانت معاودةَ الرحيل ذَلولا
    فقلت له: ما معنى: باشرتها؟ قال: ركبتها، من المُباشرة. فسألنا أبا عبيدة عن ذلك فقال: صحّف واللهِ، إنما هو: ياسرتها، إذا لم تُعارِّها وتَعْتَسِرْها، قال: ومنه قول عنترة:
    إذا يوسِرَتْ كانتْ وَقوراً أديبَةً = وتحسِبُها إنْ عُوسِرَتْ لمْ تأدَّبِ
    قلت: الصواب: ياسَرْتَها بالياء آخر الحروف والسين المهملة.
    **********
    ويقولون: باقِلاني. والعربُ لم تُلحِقْ الألفَ والنونَ في النّسب إلا في أسماء محصورة، كقولهم للعظيم الرقبة رَقَبانيّ، وللكثيف اللّحية لِحْيانيّ، وللوافر الجُمّة جُمّانيّ، وللمنسوب الى الرّوح روْحانيّ، والى مَنْ يَرُبُّ العِلْمَ رَبّانيّ، والى من يَبيع الصّيْدَل والصّيْدَن صَيْدلانيّ وصَيْدَنانيّ.
    والصواب أن يقال: باقِلّيّ فيمن قَصَر، لأن المقصور إذا تجاوز الرباعي حُذِفَتْ ألفه كقولهم في حُبارَى حُباريّ وفي قَبَعْثَرَى قَبَعْثَريّ، ومن مدّ الباقِلاء قال باقِلائيّ، كما ينسب الى حِرْباء حِرْباويّ وحِرْبائيّ. فأما النّسبُ الى بَهْراء بَهْراني والى صَنْعاء صنعانيّ فهو من شواذّ النسَب.
    **********
    ويقولون باتَ فلنٌ، أي نامَ. وليس كذلك، بل معنى باتَ: أظَلّه المَبيتُ وأجنّه الليلُ، وذلك سواء أنام أم لم ينَمْ، ويؤيدُه قولُه تعالى: (والذين يَبيتون لَبِّهمْ سُجَّداً وقِياماً)، وقولُ الشاعر:
    باتوا نِياماً وابْنُ هِنْدٍ لمْ ينَمْ
    باتَ يقاسيها غلامٌ كالزلَمْ
    **********
    العامة تقول: ما رأيته بَتّةً. والصواب: ما رأيته البَتّةَ.
    **********
    ويقولون للذي يخرج في الأجسام: بَثَرٌ. والصواب: بَثْرٌ، بالسكون، الواحدة بَثْرَة، كتَمْرةٍ وتَمْرٍ.
    **********
    العامة تقول: بِثْقُ السّيْلِ، بكسر الباء، والصواب فتحها.
    **********
    ويضمون الباء من بثنة حيثما وقعت من شعر جميل كقوله:
    يا بَثنَ إنّكِ قد ملَكْتِ فأسْجِحي = بحَظِّكِ منْ كَريمٍ واصِل
    والصواب فتحها، وإنما تضم إذا جاءت مصغرة، تقول بُثَيْنَة فإن كبرتها رددتها، كما تقول: عَمْرة وعُمَيْرَة.
    **********
    ويقولون: البُحْتَري لهذا الشاعر. والصواب البُحْتُري بضم التاء. فأما أبو البَخْتَري من رواة الأحاديث فبالخاء معجمة وفتح الباء والتاء.
    **********
    ويقولون لِما ينْبُتُ من الزرع بالمطر بخس فيخطئون بما تلفظ به العجم ولا تعرفه العرب، ووجه الكلام أن يقال: عِذْيٌ كما تقول: أرض عَذاةٌ وعَذيّةٌ، إذا كانت لَيّنَ تكتفي بماء المطر.

    تعليق

    • بنت الشهباء
      كاتب مسجل
      • May 2006
      • 2150
      • أمينة أحمد خشفة

      #17
      رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف



      ويقولون: بحْرٌ لِما كان مِلْحاً خاصة، والبَحْرُ يكون للعَذْب والمِلْح، قال الله تعالى: (وهو الذي مرَجَ البَحْرَيْنِ هذا عذْبٌ فُراتٌ)، فسمّى العذْب بَحْراً، وإنما يسمى البحر لاتساعه ومنه اشتقاق البَحِيرَة وهي المشقوقة الأُذن، وفرسٌ بَحْرٌ، إذا كان واسع الخَطْوِ.
      **************
      ويقولون: اعملْ بحَسْبِ ذلك، بإسكان السين. والصواب فتحها، لتطابق معنى الكلام، لأن الحَسَبَ هو الشيء المحسوبُ المماثلُ والمقدَّرُ، وأما الحَسْب بالسكون فهو الكِفاية، ومنه قوله تعالى: (عَطاءً حِساباً)، والمعنى في الأول: اعملْ على قدر ذلك.
      العامة تقول البُخُور. بضم الباء. والصواب: بَخور، بفتح الباء.
      **************
      ويقولون: بِختيار بكسر الباء. والصواب فتحها.
      **************
      والعامة تقول: بَخَسْتُ مُقْلَتَه. بالسين والصواب: بخصت، بالصاد.
      **************
      ويقولون: ابن بَخْتِيشوع. والصواب: يَخْتَيْشُوع، بفتح التاء.
      **************
      ويقولون: فلان بَدَنٌ من الأبْدان. وليس للبَدَنِ ها هنا موضع، وإنما هو: بَدَلٌ من الأبْدال، وهُم المُبَرِّزون في الصلاح، وسُمّوا أبْدالاً لأنهم إذا مات منهم واحد أبدل اللهُ مكانه آخر، والواحد بِدْلٌ وبَدَلٌ وبَديلٌ.
      قلت: الأول بكسر الباء وسكون الدال، والثاني بفتح الباء والدال والثالث بزيادة ياء - آخر الحروف - بعد الدال.
      **************
      ويقولون: لبستُ بَدْلَةً من ثيابي.
      والصواب: بِذْلَة بالذال المعجمة وكسر الباء.
      **************
      ويقولون: يوم بَدَريّ وليلة بَدَريّة، بفتح الدال.
      والصواب: بَدْريّ بإسكان الدال، لأنه منسوب الى البَدْر.
      **************
      قال أبو عُمر الجَرْميّ في مجلس الأصمعي: ما بقي شيء من العربية والغريب إلاّ أحكمتُه، فقال له الأصمعي: كيف تنشد هذا البيت:
      قد كُنّ يَخْبأْنَ الوجوهَ تَسَتُّراً = فالآنَ حينَ بدَأْنَ للنُّظارِ
      أو حينَ بَدَيْنَ؟ فقال: حينَ بَدَيْنَ، فقال: أخطأتَ فقال: حين بَدَأنَ، فقال: أخطأتَ، إنما هو حين بَدَوْنَ، من بَدا يَبْدو إذا ظهر.
      **************
      في كتاب العين: البَرَدُ: هو الماء البارد، حيث يقول:
      يَسْقونَ مَنْ وَرَدَ البريصَ عليهمُ = بَرَداً يُصَفِّقُ بالرحيقِ السّلْسَلِ
      ثم فسّره فقال: يريد به الماء البارد. إنما هو بَرَدى، مُمالٌ، اسم نهر بدمشق معروف.
      **************
      ويقولون لنبتٍ ينبت قبل الصيف: بِرْواق. والصواب: بَرْوَقٌ، على مثال فَعْوَل، واحدته بَرْوَقَةٌ، عن الأصمعي، قال الشاعر:

      تطيحُ أكفُّ القومِ فيها كأنّها = يُطيح بها في الرّوع عيدانُ بَرْوَقِ
      **************
      ويقولون: لحْمٌ بُرّيْق، فيشددون. والصواب: بُرَيْق تصغير بَرْق، والبَرْق: الخروف إذا أكل واجْتَرّ، وجمعه بُرْقان، فارسيّ مُعرَّب، وكان أصله بَرَه، فقيل: برق، والقاف تخلف الهاء في الأسماء الفارسية إذا عُرِّبتْ.

      تعليق

      • بنت الشهباء
        كاتب مسجل
        • May 2006
        • 2150
        • أمينة أحمد خشفة

        #18
        رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف



        ويقولون: جئتُ مِن بَرّا. والصواب: جئتُ من بَرٍّ، وذهبتُ بَرّاً، والبَرُّ خلاف الكِنِّ، هو أيضاً ضد البحر، والبَرِيّة منسوبة الى البَرِّ.
        *********
        ويقولون: قائم على بَراثِمه. والصواب: على براثِنِه، بالنون، والبراثنُ من السباع بمنزلة الأصابع من الإنسان.
        *********
        ويقولون لقبيلة من الروم البُرْغل. والصواب: البُلْغَر.
        قلت: يريد بباء مضمومة ولام ساكنة بعدها غين معجمة مفتوحة.
        *********
        ويقولون: بِرْبِريّ. والصواب: بَربَريّ، وهو يتكلم بالبَرْبَريّة، بفتح الباءين.
        *********
        ويقولون للمأمور ببِرِّ والديه: بِرَّ والدك، بكسر الباء. والصواب فتحها، لأنها تفتح في قولك يَبَرُّ، وعقد هذا الباب: أن حركة أوَّل فعل الأمر من جنس حركة ثاني المضارع، فتقول بَرّ أباك، لانفتاحها في قولك يَبَرُّ، وتضم الميم في قولك مُدَّ لانضمامها في قولك يَمُدّ، وتكسر الخاء في خِفَّ في العمل، لانكسارها في قولك يَخِفُّ.
        *********
        ويقولون لمن ينسبونه إلى السَّرِقة: بُرجاص اللص. وإنما هو بُرجان بالنون، وهو فُضَيل بن بُرجان، ويقال: فَضْل، أحد بني عُطارد من بني سعد، كان مولى لبني امرئ القيس وكان له صاحبان يقال لهما سهم وبسّام، فقتلهم مالك بن المنذر بن الجارود، وصَلَبَ ابنَ بُرجان بعدما قتله في مقبرة العتيك، وكان الذي تولى ذلك شعيب بن الحبحاب، وأخذ اللصوص المُشَهَّرينَ بالبصرة فقتلهم، فقال خلَفُ بن خَليفة:

        إنْ كُنتِ لم تسألي سهماً وصاحبه = عن مالك فسَلي فَضْلَ بن بُرْجانِ
        يُخْبِرْكِ عنه الذي أوفى على شَرَفٍ = حتى أنافَ على دُورٍ وبنيانِ
        *********
        ويقولون: دِيارٌ براقع للخالية. وإنما البراقع جمع بُرقع، وهو ما تجعله المرأة على وجهها. والصواب: بلاقع، وفي الحديث: اليمينُ الفاجرةُ تدَعُ الدّيارَ بَلاقِعَ.
        *********
        والعامة تقول: بَرَرت والدي وبَرَرت في يمين. والصواب بَرِرت، بكسر الراء.
        *********
        ويقولون: بُرَكَة. والصواب: بُرْكَة، على مثال فُعْلَة، حكى ذلك أبو نصر عن الأصمعي، والجمع بُرَك مثل ظُلْمة وظُلَم وجُمّة وجُمَم، وهو الباب المطرد في فُعْلَة أن تُجْعَل على فُعَل، وربما أتى على فِعال مثل جُمّة وجِمام وبُرْمة وبِرام، ولا يطرد ذلك اطراد فُعَل.
        *********
        ويقولون: البِراز للغائط. والصواب: بَرازٌ، البَراز ما برز من الأرض واتسع فكُنِيَ به عن الحدَث، كما كني به عنِ الغائط.
        قلت: يريد أنه يكسرون الباء والصواب فتحها.
        *********
        ويقولون لضَرْبٍ من العصافير: بِراطيل. والبراطيل حجارة مستطيلة، قال ذو الرمة:

        وآذانِ خيلٍ في براطيلَ خُشِّشَتْ = بُراهُنَّ منها في مُتونِ عِظامِ
        وواحدها بِرْطيل
        *********
        والعامة تقول: بَرْهوت. والصواب فتح الراء.
        قلت: بَرَهوت على وزن رَهَبوت: بئر عند حضرموت، يقال إن فيها أرواح الكافرين، وفي الحديث: خير بئر في الأرض زمزم، وشر بئر في الأرض بَرَهوت، ويقال: بُرْهوت، بضم الباء، مثل سُبْروت.
        *********
        وهو البِرْطيل للرّشوة، والعامة تفتح الباء

        تعليق

        • بنت الشهباء
          كاتب مسجل
          • May 2006
          • 2150
          • أمينة أحمد خشفة

          #19
          رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف


          ويسمون عتاق الخيل العربية: براذين. والبراذين عند العرب الزوامل.
          ***********
          ويقولون: بَزيم للحديدة التي تكون في طرَف حزام السرج، يسرج بها، وقد تكون في طرف المنطقة ولها لسان يدخل في الطرف الآخر من الحزام والمنطقة. والصواب: إبزيم على مثال إفعيل، وفيه لغة أخرى يقال: إبزام والجمع أبازيم، ويقال أيضاً: إبزين ويجمع على أبازين، ويقال للإبزيم أيضاً: زِرْفن وزُرْفُن، وفي الحديث: أنّ درعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذات زَرافن، إذا عُلِّقت بزرافنها شمّرت وإذا أُرسِلَت مستِ الأرض.
          ***********
          ويقولون لضرب من حلواء السُكَّر بِزْماوَرْد. والصواب: الزُماوَرْد، وكل ما عُمِلَ من السّكّر حَلْوى فهو زُماوَرْد.
          ***********
          ويقولون: بُزْرُجُمْهُر. والصواب: بُزْرُجُمِهْر. وهو الكثير الحُبّ بالفارسية.
          قلت: يريد أنهم يسكنون الميم، والصواب ضم الباء وسكون الزاي وضم الراء والجيم وكسر الميم وسكون الهاء.
          ***********
          ومن ذلك أنهم يكتبون بسم الله أينما وقع بحذف الألف، والألف إنما حُذفت منه، إذا كتب في أول فواتح السور لكثرة استعماله في كل ما يبدأ به، وتقدير الكلام: أبدأ باسم الله، فإذا بَرَز وجب إثباتها، كقوله تعالى: (اقْرأْ بِاسْمِ ربِّك الذي خلَق).
          ***********
          ويقولون: بَسْطام فيفتحون أوله. والصواب: بِسْطام بكسر الباء، كذلك كل ما كان على هذا المثال من غير المضاعف لا يجيء إلا مكسورَ الأول أو مضمومَه، خلا حرفاً واحداً رواه الكوفيون فقالوا: ناقة بها خَزْعال أي ظلع.
          ***********
          ويقولون: أعطاه البِشارة. والصواب فيه ضم الباء، لأن البِشارة بكسر الباء: ما بشّر به، وبضمها: حق ما تعطي عليه، وأما البَشارة بفتح الباء فإنها الجَمال، ومنه قولهم: فلان بَشير الوجه، أي حسنُه.
          ***********
          ويقولون للجِلْدَةِ التي يخرج فيها الولَد: بَشيمة، ويجمعونها على بَشايم. والصواب: مَشيمة، بالميم، وجمعها مَشايم.
          العامة تقول: بَشَشْتُ به بفتح الشين. والصواب: بَشِشْتُ به بكسر الشين.
          ***********
          بعض العامة يقول: البَصِرة بكسر الصاد. والصحيح سكونها.
          ***********
          ويقولون: أبو بُصْرة. والصواب: أبو بَصْرة، بفتح الباء.
          ***********
          ويقولون: بِضْعَة لحم. والصواب: بَضْعَة.
          قلت: يريد أنهم يكسرون الباء والصواب فتحها.
          ***********

          العامة تقول: بَطّيخ بفتح الباء. والصواب: بِطّيخ بكسرها

          تعليق

          • بنت الشهباء
            كاتب مسجل
            • May 2006
            • 2150
            • أمينة أحمد خشفة

            #20
            رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف



            ويقولون في تصغير بَغْل: بُغَيِّل. والصواب: بُغَيْل.
            قلت: هم يشدّدون الياء والصواب سكونها.
            *********
            ويقولون: بعثتُ إليه بغلام وأرسلتُ إليه بهدية، فيخطئون. لأن العرب تقول فيما يتصرَّف: بعثته وأرسلته، كما قال تعالى: (ثمّ أرسَلْنا رُسُلَنا تَتْرى)، ويقولون فيما يُحمَل: بعثتُ به وأرسلتُ به، كما قال تعالى: (وإنّي مُرسِلَةٌ إليهِم بهَديّة).
            وقد عيبَ على أبي الطيب قوله:
            فآجرَك الإلهُ على عليلٍ = بعثتَ إلى المسيحِ به طبيبا
            *********
            العامة تذهب إلى أنّ البَقْلَ ما يأكله الناسُ خاصةً دون البهائم من النبات الناجم الذي لا يحتاج في أكله إلى طبخ. وليس كذلك. إنما البَقْل العُشْبُ وما يُنبِتُه الربيعُ مما يأكله الناس والبهائم، قال الشاعر:
            فلا مُزْنَةٌ ودقَتْ ودْقَها = ولا أرضَ أبْقَلَ إبقالَها
            *********
            ويقولون للجارية العذراء بَكْر. والصواب: بِكْر، والجمع أبكار.
            قلت: يريد أنهم يفتحون الباء، والصواب كسرها. فأما البَكْر فهو الفَتيّ من الإبل، والأنثى بَكْرَةٌ.
            *********
            لا يفرقون بين قولهم بِكَمْ ثوبُكَ مصبوغاً؟، وبِكَمْ ثوبُك مصبوغٌ؟ وبينهما فرق يختلف المعنى فيه، وهو أنك إذا نصبتَ مصبوغاً كان انتصابه على الحال، والسؤال واقع عن ثمن الثوب وهو مصبوغ. وإن رفعتَ مصبوغاً رفعتَه على أنه خبرُ المبتدأ الذي هو ثوبك، وكان السؤال واقعاً عن أجْرَةِ الصِّبغ، لا عن ثمن الثوب.
            *********
            ويقولون للقميص الذي لا كُمَّيْنِ له: بَكيرة، بحرف بين الكاف والقاف. والصواب: بَقيرة بقاف محضة.
            ألْقى يوماً عليٌ الأحمر على الأمين ولَدِ الرشيد فقال: تقول العرب: حمراءة وبيضاءة. فقال الكسائي: ما سمعتُ هذا، قال الأحمر: بلى واللهِ سعتُ أعرابياً ينشد، يقال له مزيد:
            كأنّ في رَيِّقِه لمّا ابتسَمْ
            بلقاءةً في الخيل عن طفل مُتِمْ
            يعني السحاب.
            فقال الكسائي: إنما هو: بلقاء تَنْفي الخيلَ، أي تطرد.
            *********
            ويقولون لما حول الفم: بَلاعم. والصواب مَلاغِم، بالميم والغيم المعجمة، فأما البلاعم فجمع بُلْعوم وهو الحَلْق.
            *********
            ويقولون: بَلعتُ بَلْعاً. والصواب: بَلَعاً، بفتح اللام.
            *********
            ويقولون: فيك بَلْهٌ. والصواب بَلَهٌ، بفتح اللام.
            *********
            ويقولون: بَلْقيس. والأكثر والأصوب: بِلْقيس، بكسر الباء.
            *********
            وربما قالوا للأبقع من الكلام وغيرها: بُلَيَّق.
            والصواب: بُلَيْقٌ، بتخفيف اللام على تصغير الترخيم. ومن أمثال العرب: يَجْري بُلَيْقٌ ويُذَمّ.

            تعليق

            • بنت الشهباء
              كاتب مسجل
              • May 2006
              • 2150
              • أمينة أحمد خشفة

              #21
              رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف



              ويقولون للبيت المُحَسَّن البناء: بَلاط. والبلاط: الحجارة المفروشة بالأرض. وروى يعقوب عن الأصمعي أن البلاط الأرض الملساء، قال مزاحم:
              عَوابِسُ ينْحَتنَ البلاطَ بشدّةٍ = يُدارِكْنَ بالإيماضِ عن حَدَقٍ نُجْلِ
              *********
              ويقولون: بَنى بأهله. ووجه الكلام أن تقول: بَنى على أهله، والأصل فيه أن الرجل إذا أراد أن يدخل على عِرْسِه بَنى عليها قُبّة، فقيل لكل مَنْ أعرس: بانٍ، وعليه فسّر أكثرُهم قولَ الشاعر:
              ألا يا مَنْ لذِي البَرْقِ اليماني = يلوحُ كأنّه مِصْباحُ بانِ
              *********
              ويقولون: بَنَفْسِج. والصواب: بنَفْسَج، بفتح السين.
              *********
              ويقولون: بِنْدٌ وخِصْر، والصواب: بَنْد، على وزن طَبْل، وخَصْر، على وزن جَنْب وبَطْن.
              *********
              ويقولون: بُنْك الشيء، وهو عند العامة معظمه. وليس كذلك. إنما بُنْكُ كل شيء: خالِصُه.
              *********
              الأصمعي قال: كنتُ عند شُعبة فأتاه حماد بن سلمة قال شعبة: هذا الفتى الذي وصفته لك، يعنيني، قال حماد كيف تروي:
              أولئك قومٌ إنْ بَنوا أحسَنوا...
              فقلت: ... أحسنوا البِنا، وإنْ عاهدوا أوْفَوا، وإن عقَدوا شَدّوا، فقال حماد لشعبة: ليس كما روى. فقلت: فكيف يا عم؟ قال: البُنا، سمعت أعرابياً يقول: بَنى يَبْني بِناءً، من الأبنية، وبَنى يَبْنو، من الشَرَف. فكنت بعد ذلك أتوقّى حماداً.
              قلت: يريدُ البُنا، بضم الباء.
              *********
              ويتوهمون أن البَهيم نعت يختص به الأسود، لاستماعهم: ليل بهيم، وليس كذلك، بل البَهيم: اللون الخالص الذي لا يخالطه لون آخر، ولذلك لم يقولوا لليل المقمر ليل بهيم لاختلاطه بضوء القمر، فعلى هذا تقول: أبيض بهيم، وأشقر بهيم. وجاء في الآثار: يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً بُهْماً، أي على صفة واحدة: وذلك صحة الأجساد والسلامة من الآفات، ليتم لهم خلود الأبد، والبقاء السرمد.
              *********
              ويقولون بِهرام. والصواب فتح الباء. وهو بَهرام بن أرْدَشير، فارسي.
              *********
              ويقولون للإصبع: بَهْمُ. والصواب: إبْهام.
              *********
              ومن ذلك: البَهْنانة، تذهب العامة إلى أنه ذمٌ، يعنون بها المرأة البَلْهاء، وليس كذلك. بل هي صفة مدح، إذا كانت ضحّاكة مُتهللة، وقيل هي الطيبة الريح الحسنة الخلق، السمحة لزوجها. قال الشاعر:

              ألا قالتْ بهانُ ولم تأبّقْ = نعِمْتَ ولا يَليقُ بكَ النّعيمُ
              أراد بهنانة، وتأبّق: تتأثم.
              *********
              ويقولون للشيء تذيب فيه الصّاغةُ من الصُّنّاع: البُوتقَة. قال الخليل: هي البوطَة.
              *********
              والعامة تقول: البُورَق، لهذا الذي يُلقى في العجين. وهو خطأ، لأنه ليس في الكلام فوعَل بضم الفاء، وكل ما جاء على وزن فَوْعَل فهو مفتوح الفاء، نحو جَوْرَب، ورَوْشَن

              تعليق

              • بنت الشهباء
                كاتب مسجل
                • May 2006
                • 2150
                • أمينة أحمد خشفة

                #22
                رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف



                يقولون: المال بين زيد وبين عمرو، بتكرير لفظة بين.
                والصواب أن يقال: بين زيد وعمرو، كما قال تعالى: (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ)، والعلة فيه أن لفظة بين تقتضي الاشتراك، فلا تدخل إلا على مثنّى أو مجموع كقولك: المال بينهما والدار بين الإخوة. فأما قوله تعالى: (مُذَبْذَبينَ بينَ ذلك) فإنّ لفظة ذلِك تؤدي عن شيئين، ألا ترى أنك تقول ظننتُ ذلِك، فتقيم لفظ ذلك مقام مفعولَيْ ظننتُ.
                **********
                ويقولون للمتوسط الصفة: بيْنَ البَيْنَيْن. والصواب أن يقال: بيْنَ بَيْن، كما قال عبيد بن الأبْرَص:
                نَحْمي حَقيقتَنا وبعضُ القومِ يسقُطُ بينَ بيْنا
                أي بين العالي والمنخفض.
                **********
                ويقولون في جمع بيضاء وصفراء وسوداء: بيضاوات وصفراوات وسوداوات. وهو لحن فاحش، لأن العرب لم تجمع فَعْلاء التي هي مؤنثة أفْعَل بالألف والتاء، بل جمعته على فُعْل، نحو: بيض وصُفْر وسُود، كما جاء في القرآن: (ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ ألوانُها وغَرابيبُ سودٌ).
                قول امرئ القيس:
                وتحْسِبُ سَلْمى لاتزالُ تَرى طَلا = مِنَ الوحشِ أو بَيْضاً بمَيْثاء مِحْلالِ
                **********
                يكسرون الباء من بَيْض، والميم من مَيْثاء. والصواب فتحهما.
                **********
                ويقولون للبقعة البيضاء، تكون في البر أو البحر: بَيّاضة. والصواب: بَيَاضة، بالتخفيف، لأنه يقال: في عين الإنسان بَياضَة وبَيَاضٌ، وفي عينه كَوْكَبة وكوكب.
                **********
                ويقولون: الأيام البيض، فيجعلون البيض صفة الأيام، والأيام كلها بيض، وهو غلط. والصواب أن يقال: أيام البيض، أي أيام الليالي البيض، لأن البيض وصف لها دون الأيام، وهي الثالثة عشرة، والرابعة عشرة والخامسة عشرة. وسميت بيضاً لطلوع القمر فيها من أولها الى آخرها.
                **********
                العامة تقول: بينهما بَيْنٌ. والصواب: بَوْنٌ بالواو.
                **********
                يقولون: بِيْرم النجار، وهو حديدة، بكسر أوله. والصواب فتحه.
                **********
                ويقولون: بِيْطار. والصواب: بَيْطار، وبَيْطَر، ومُبَيْطِر. وأصله من البَطْر وهو الشق.
                قلت: يقولونه بكسر أوله. والصواب فتحه.
                **********
                ويقولون: التَّبْن، بفتح أوله. وهو التِّبْن، بالكسر، وهو أيضاً الحَثَى مثل الحَفا. قال الراجز:
                كأنه حقيبةٌ مَلأى حَثى
                والتِّبْن إناء يروي نحو العشرين رجلاً، وقد روى بعضهم تَبْن، بالفتح.
                قلت: قال الكسائي: التِّبْن أعظم الأقداح يكاد يروي العشرين، ثم الصَّحْن مقارب له، ثم العُسّ يروي الثلاثة والأربعة، ثم القَدَح يروي الرجلين، ثم القَعْب يروي الواحد، ثم الغُمَر.

                تعليق

                • بنت الشهباء
                  كاتب مسجل
                  • May 2006
                  • 2150
                  • أمينة أحمد خشفة

                  #23
                  رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف



                  يقولون: تبرَّيْتُ من فلان، بمعنى بَرِئْتُ منه، فأما ما هو بمعنى البراءة فيقال: تبرّأْتُ، كما قال تعالى: (تبرّأْنا إلَيْك).
                  *********
                  ويقولون: ما هذا التباطِي؟. والصواب: التباطؤ.
                  قلت: يريد أنهم يقولون بالياء، وهو بالهمز وضم الطاء.
                  *********
                  ويقولون: تتابعتْ عليه النوائِبُ. ووجه الكلام أن يقال تتايعتْ، بالياء المعجمة باثنتينِ من تحت، لأن التتابع يكون في الخير والشر، والتتايع يختص بالمنكر والشر، كما جاء في الخبر: (ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما يتتايع الفراش في النار).
                  *********
                  ويقولون: المسلمون تتكافا دماؤهم. والصواب: تتكافأ، أي تتساوى.
                  قلت: الصواب: تتكافأ بهمز آخره.
                  *********
                  يقولون: تثاوبت. والصواب: تثاءبت، وهي الثُؤَباء، ممدودة.
                  قلت: يقولونه بالواو، وهي بالهمزة.
                  *********
                  تقول العامة: تَجيرِ، لعصارة التمر، بالتاء. وإنما هو ثَجير بالثاء.
                  قلت: الثجير، بالثاء المثلثة ثُفْل كل شيء يُعْصَر، وفي الحديث: لا تَثْجُرُوا، أي لا تخلطوا ثجير التمر مع غيره في النبيذ.
                  *********
                  التحليق تذهب العامة إلى أنه رمي شيء من علو إلى أسفل، وهو غلط، إنما التحليق الارتفاع في الهواء، وحلق الطائر في كبد السماء إذا ارتفع في طيرانه.
                  *********
                  ويقولون: قد تخلَّقتْ ثيابه، إذا بَلِيَتْ. والصواب: خَلِقَتْ ثيابه، تخْلَقُ، فهي خَلَقٌ، وأخلقتْ فهي مُخلِقة.
                  *********
                  ويقولون: تخرّس على السلطان، إذا قال عليه ما لم يقل. والصواب: تخرَّصَ، بالصاد. وقد نطق القرآن به ماضع فقال: (قُتِلَ الخرّاصُونَ)

                  تعليق

                  • بنت الشهباء
                    كاتب مسجل
                    • May 2006
                    • 2150
                    • أمينة أحمد خشفة

                    #24
                    رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التحريف

                    ويقولون: تَرْكُوة. والصواب: تَرْقُوة.قلت: يريد أنهم يقولونه: تركوة، بالكاف، وهي بالقاف. والترقوة العظم الذي بين ثُغْرة النّحْر والعاتِق، وهي فَعْلُوة، ولا تقل: تُرقُوة بالضم من أوله.
                    *********
                    ويقولون: تَدَعْدَعَ البناءُ. والصواب: تذَعْذَع، بالذال، وأصل التّذعْذُع: التفرُّق، قال الحسن البصري رضي الله عنه: لا أعلمنّ ما ضنّ أحدكم بماله، حتى إذا كان عند موته ذعذعه ها هنا وها هنا.
                    *********
                    ويقولون: تدشَّيتُ. والصواب: تجشّأْتُ، بالجيم والهمزة، قال حسان بن ثابت:
                    ألا طِعانَ، ألا فرسانَ عاديةٍ = إلا تَجشُّؤَكم عندَ التنانيرِ
                    *********
                    ويقولون في مصدر ذَكَر: تِذْكار، بكسر التاء. والصواب فتحها كما تفتح في تَسْآل وتَسيار وتَهيام، وعليه قول كُثيّر عزة:
                    وإنّي وتَهيامي بعزةَ بعد ما = تخلّيتُ مما بيننا وتخلَّتِ
                    وجميع المصادر كذلك، إلا قولك تِلقاء وتِبيان، فأما أسماء الأجناس والصفات فقد جاء منها عدة على تِفعال بكسر التاء، كقولهم: تِجْفاف، وتِمساح، وتِقْصار، وهي المخنقة القصيرة، وتمراد وهي بيت صغير يتخذ للحمام.
                    *********
                    حدثنا عون بن محمد، ثنا محمد بن عمران الضبي قال: أنشدنا أبو عمرو الشيباني:
                    وقربنَ للأحداجِ كُلَّ ابن تسعةٍ = يضيقُ بأعلاه الحَويَّةُ والرَّحْلُ
                    فقال رجل: ما ابن تسعة؟ فقال: حتى أفكر، فقال الرّجُلُ: إنما هو ابن نِسْعَة - أراد أنه ابن سريعة كالنسعة، وهو على هذه الصفة. فسكتَ.
                    قلت: قاله أبو عمرو بالتاء، والصواب أنه بالنون.
                    *********
                    ويقولون: الشاة تشْتَرّ. والصواب: تجْتَرّ.
                    قلت: يقولونه بالشين، والصواب بالجيم.
                    *********
                    ويقولون: تشحّطَ الصبيُّ، إذا بكى، وتشحّطتِ المرأةُ إذا صاحتْ. وليس كذلك. إنما التشحُّط: التضرّج بالدم.
                    قلت: هو بالحاء المشددة والطاء المهملتين، تشحّط المقتول بدمه، أي اضطرب فيه وتلطخ به، وما أحسن قول أبي نواس:
                    يا ناظراً ما أقلعتْ نظراته = حتى تشحّط بينَهنّ قتيلُ

                    تعليق

                    • بنت الشهباء
                      كاتب مسجل
                      • May 2006
                      • 2150
                      • أمينة أحمد خشفة

                      #25
                      رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التح

                      ويقولون: إناء مطَفَّف، أي ملآن حتى فاض، أو كاد. وليس كذلك. إنما التطفيف: النقصان، يقال: إناء طفّان، وهو الذي قاربَ أن يمتلئَ، ويروى عن سلمان أنه قال: الصلاةُ مكيال فمَنْ وفّى وُفِّيَ له، ومَنْ طفّف فقد علمتم ما قال الله تعالى في المطفِّفين.
                      **********
                      والعامة تقول للمرأة: تعالِي. والصواب تعالَيْ، بفتح اللام.
                      قلت: قال تعالى: (فتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنّ...).
                      **********
                      ويقولون: تفرّقت الأهواءُ والآراءُ. والاختيار افترقتْ، كما جاء في الخبر: تفترق أمتي كذا وكذا، أي تختلف. فأما التفرق فيستعمل في الأشخاص والأجسام، فإذا قيل: لزيدٍ ثلاثة إخوة متفرقين، كان المعنى أن كُلّ واحدٍ منهم ببقعة، وإن قيل: متفرقينَ، كان المعنى: أحدهم لأبيه وأمه، والآخر لأبيه، والثالث لأمه.
                      **********
                      ويقولون: تَقَعْور في كلامه. والصواب: تَقَعَّر، وقَعَّر، وهو أن يتكلم بملءِ فيه.
                      **********
                      في كتاب العين: تقيّأَت المرأة على زوجها، إذا تثنّتْ عليه متغَنِّجَة. واحتجّ بقول الراجز المظلوم:
                      تقيأَتْ ذاتُ الدلالِ والخَفَرْ
                      وإنما هو تفيّأَتْ، بالفاء، وتفيؤها عليه: تميلها وتغنجها دَلاًّ، ومنه يقال: تفيّأَ الزَرعُ.
                      **********
                      ويقولون: أنت تُكْرَمُ عليّ، بضم التاء وفتح الراء. والصواب: تَكْرُمُ عليّ، بفتح التاء وضم الراء؛ لأن فعله الماضي كَرُمَ، ومن أصول العربية: كُلُّ ما جاء من الأفعال الماضية على مثال فَعُلَ، بضم العين كان مضارعة على يَفْعُل، مثل حَسُن يحْسُن.
                      **********
                      ويقولون: تلَبّشَ فلان بفلان، إذا تعلق به ولم يفارقه.
                      والصواب: تلبّس، من اللباس.
                      **********
                      ويقولون: إذا كانت الكلابُ تَلِغُ في الماء. والصواب تَلَغُ، بفتح اللام.
                      **********
                      ويقولون لمن تغيّر وجهُه من الغضب: قد تمَغّر وجهُه، بالغين المعجمة. والصواب فيه: تمَعّر، بالعين المغفلة. ذكر ذلك: ثعلب واستشهد عليه بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: أنّ اللهَ عزّ وجلّ أمرَ جبريلَ عليه السلام بأنْ يقلِبَ بعض المدائن، فقال: يا رب فيها عبدك الصالح، فقال: يا جبريل ابدأْ به، فإنه لم يتمعَّرْ وجهُه لي قط، أي لم يغضب لأجلي.
                      **********
                      ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين التمني والترجي، والفرق بينهما واضح، وهو أنّ التمني يقع على ما يجوز أن يكون ويجوز ألاّ يكون لقولهم: ليت الشبابَ يعود، والترجي يختص بما يجوز وقوعه، فلا يقال: لعل الشباب يعود، ولهذا فرق نحاة البصرة بينهما في باب الجواب بالفاء، وأجازوا أن تقع الفاء جواب التمني في مثل قوله عز وجل: (يا لَيْتَني كُنتُ معَهُم فأفوزَ فوْزاً عظيماًونهوا أن تقع الفاء جواباً للترجي، وضعّفوا قراءة من قرأ: (لعَلّي أبْلُغُ الأسباب، أسْبابَ السّمَواتِ فأطّلِعَ الى إلهِ موسى)، بنصب أطّلِع.

                      تعليق

                      • بنت الشهباء
                        كاتب مسجل
                        • May 2006
                        • 2150
                        • أمينة أحمد خشفة

                        #26
                        رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التح

                        ويقولون: تَنَوّر الرجلُ، من النُّوْرَة. والصواب: انْتَوَر، وانْتار ولا يقال: تنوّرَ، إلا إذا أبصر النار.
                        *********
                        ويقولون: تنخّى الإنسان. والصواب: تنخّع، وتنخّمَ، وهي النُخاعة، والنُّخامة، فأما تنخّى فهو من النّخْوة وهي الكِبْر.
                        قال حماد بن إسحاق: أنشدنا خالد بن كلثوم لرجل من كندة:
                        فلما رآني قد نزَلْتُ أريدُهُ = تنَحْنَحَ عنّي ساعةً ثمّ أقدَم
                        ]فقلت له: ما معنى تنحنح؟ قال: سعَلَ من فرَقي، فقلت له: إن الأصمعي أنشدنا: تنجنج عني، فقال: وما معنى تنجنج؟ قلت: قال معناه تهيّب أمري ثم أقدم.
                        قلت: صوابه بالجيم، وهو بالحاء خطأ.
                        *********
                        تقول العامة: التَّنّين بفتح التاء. والصواب كسرها.
                        *********
                        وتقول العامة: تنهّسَ النصارى، بالهاء، إذا أكلوا اللحم قُبيل صومهم. والصواب: تنحّسَ، بالحاء.
                        قال: قرأتُ على شيخنا أبي منصور اللغوي قال: هذا غلط في اللفظ وقلْبٌ للمعنى الى ضده، أمااللفظ فإنما يقال بالحاء، وأما المعنى فإنما يقال لهم ذلك إذا تركوا أكل اللحم، ولا يقال لهم ذلك إذا أكلوه. قال ابن دريد: هو عربي معروف لتركهم أكل الحيوان، ويقال: تنحّس، إذا تجوّع - كما يقال: توحّش - وكأنه مأخوذ منه، كأنهم تجوّعوا من اللحم.
                        *********
                        ويقولون: تنَوّقَ في الشيء. والأفصح أن يقال: تأنّقَ، كما رُويَ للمنصور، رحمه الله تعالى:
                        تأنّقْتُ في الإحسانِ لم أكُ جاهِداً = الى ابن أبي لَيْلى فصيّره ذَمّا
                        فواللهِ ما آسَى على فوْتِ شُكْرِه = ولكنّ فوْتَ الرأي أحدثَ لي هَمّا
                        *********
                        ويقولون: فكُنّا نتحدّث أنّ غسّانَ تُنعِّلُ الخَيْلَ، بتثقيل العين. والصواب: تُنْعِل الخَيْلَ، بالتخفيف، وأكثر ما تقول العرب: أنْعَلْتُ فرسي.
                        *********
                        تهافَتَ لا تستعمل إلا في المكروه والحَزَن.
                        قلت: التهافت: التساقط قطعة قطعة، وتهافتَ الفراشُ في النار أي تساقط.
                        *********
                        ويقولون: تُهامة. والصواب: تِهامة، بالكسر، وإذا نسبت إليها قلت: تَهامٍ، كيَمانٍ، وتَهاميّ كيَمانيّ.
                        *********
                        ويقولون: التّوضّي، والتّباطي، والتّبرّي، والتهزّي. والصواب فيه أن يقال: التوضّؤ، والتّباطُؤ، والتّبرّؤ، والتّهزّؤ. وعقد هذا الباب أن كل ما كان على وزن تفعّل وتفاعَل مما آخره همزة كان مصدره على التّفعُّل والتّفاعُل وهمز آخره.

                        تعليق

                        • بنت الشهباء
                          كاتب مسجل
                          • May 2006
                          • 2150
                          • أمينة أحمد خشفة

                          #27
                          رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التح

                          ويقولون: تواتَرَتْ كُتبي إليك. يعنون: اتصلت من غير انقطاع، فيضعون التواتر في موضع الاتصال، وذلك غلط.إنما التواتُر: مجيء الشيء ثم انقطاعه ثم مجيئه، وهو تَفاعُلٌ من الوتْر وهو الفَرْد، يقال: واتَرْتُ الخبرَ: اتبعتُ بعضَه بعضاً، وبين الخبرين هُنَيْهَة، قال الله تعالى: (ثُمّ أرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرَى).
                          *********
                          ويقولون: مَنْ تَوضّا بماء غير طاهر. بغير همز، وربما كتبوه بالياء، والصواب: توضّأ، بالهمز.
                          ويقولون لمن أخذ يميناً في سعيه: قد تَيامَنَ، ولمن أخذ شمالاً: قد تشاءَمَ.
                          والصواب أن يقال فيهما: يامَنَ وشاءَمَ، وأن يقال للمُستَرْشِد: يامِنْ يا هذا، وشائِمْ: أي خُذ يميناً وشمالاً.
                          فأما معنى تَيامَنَ وتشاءَمَ فأن يأخذ نحو اليَمَن والشام، فإذا أتاهما قيل: أيْمَنَ، وأشأمَ، كما يقال إذا أتى تهامة ونجداً: قد أَتْهَم، وأنْجَد.
                          *********
                          يقولون لما يخرج في الجسم: ثالولَة، وفي الجمع: ثالول.
                          والصواب: ثُؤلول، بضم الثاء والهمز، واحد مذكر، والجمع: ثآليل.
                          *********
                          ويقولون: ثَبُت لي شاهدٌ. والصواب: ثَبَتَ، وكذلك ثبَتَ، من قولك: رجل ثابِت.
                          قلت: يريد أنهم يضمون الباء الموحدة، والصواب فتحها.
                          *********
                          ويقولون: عندي ثمان نِسوةٍ، وثمان عَشْرَةَ جاريةً، وثمانمائة درهم، فيحذفون الياء من ثماني في هذه المواطن الثلاثة. والصواب إثباتها فيها، فيقال: ثماني نسوةٍ، وثمانيَ عشرة جاريةً، وثماني مائة درهم، لأن الياءَ في ثمان ياءُ المنقوص، وياءُ المنقوصِ تثبت في حالة الإضافة وحالة النصب كالياء في قاض، وأما قول الأعشى:
                          ولقد شرِبتُ ثمانياً وثمانياً = وثمانَ عشرةَ واثنتينِ وأربعَا
                          فإنه حذف الياء لضرورة الشعر.
                          *********
                          ويقولون: ثلاثة شهور، وسبعة بحور. والاختيار أن يقال ثلاثة أشهر وسبعة أبحر، كما جاء في القرآن: (فَسيحُوا في الأرضِ أربَعَةَ أشْهُرٍ)، وقوله: (مِن بعْدِهِ سبعةُ أبْحُرٍ)، وذلك لأن العدد من الثلاثة الى العشرة وضْعُ القِلّةِ، وكانت إضافته الى مثال الجمع القليل المشاكل له أليقَ، وأمثلة الجمع القليل أربعة: أفْعال وأفْعُل، وأفْعِلَة وفِعْلَة.
                          قلت: قال الشيخ جمال الدين بن مالك رحمه الله تعالى:
                          بأفعُلٍ وبأفْعالٍ وأفْعِلَةٍ = وفِعْلَةٍ يُعرَفُ الأدنى من العَدَدِ
                          *********
                          ويقولون: ثِلْج ونِسْر. والصواب: ثَلْج ونَسْر.
                          قلت: يريد أنهم يكسرون أولهما، والصواب فتحهما.
                          *********
                          ومما يجب أن يكتب موصولين: ثلثمائة، لأن ثلثمائة حذف ألفها، فجعل الوصل عوضاً عن الحذف، وأن ستمائة كان أصله سِدْساً، فقلبت السين تاء، وجعل الموصول عوضاً من الإدغام

                          تعليق

                          • بنت الشهباء
                            كاتب مسجل
                            • May 2006
                            • 2150
                            • أمينة أحمد خشفة

                            #28
                            رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التح

                            وتقول ثَدْيُ الرّجُل. وهو غلط. وإنما يقال: ثُنْدُوَة الرجل.
                            قلت: الثُنْدُوَة، بالثاء المثلثة مضمومة، وسكون النون، وضم الدال وهي للرجل بمنزلة الثدي للمرأة، وقال الأصمعي: وهي مَغْرِزُ الثّدي.
                            ********
                            ويقولون: ما فعلت الثلاثة الأبواب؟ فيعرفون الاسمينِ ويضيفون الأول إلى الثاني. والاختيار أن يُعرَّف الأخير من كل عدد مضاف، فيقال: ما فعلتْ ثلاثة الأبواب؟ وفيمَ انصرفتْ ثلثمائة الدرهم؟ وعليه قول ذي الرمة:
                            وهل يَرجِعُ التسليمَ أو يكشفُ العَمى = ثلاثُ الأثافي والرسومُ البَلاقِعُ
                            ومن أوهامهم في الثّدْي جمعهم إياه على ثَدايا. والصواب جمعه على ثُدِيّ، وكان الأصل فيه ثُدُوي على وزن فُعُول، فقلبت الواو ياءً لكونها قبل الياء، ثم أدغمتْ إحدى الياءين في الأخرى.
                            ********
                            ويقولون: ثُوبان مَوْلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
                            والصواب: ثَوْبان، بفتح الثاء.
                            ********
                            ويقولون لضدِّ البِكْر من النساء خاصةً: ثَيِّبٌ، والثّيِّبُ يقع على الأنثى والذكر، يقال: امرأة ثَيِّب، ورجل ثَيِّب، كما يقال: امرأة بِكْر ورجل بِكْر.
                            ********
                            يقولون: مَوْتٌ جاروفٌ. والصواب: جَروف.قلت: أو جارِف، والجارِف: الموت العامّ يجْترِف أموالَ القومِ، والجارِف طاعون كان زمن ابن الزُّبير.
                            ********
                            ويقولون: جائزة البيت، فيدخلون الهاء. والصواب: جائز، هكذا استعملته العرب بلا هاء، وفي الحديث أن امرأة أتت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: إني رأيتُ في المنام كأنّ جائزَ بيتي انكسر، والجمع أجْوِزَة، وجُوزان، وجوائِز، عن أبي زيد.
                            قلت: الجائز الجذع، وهو سهم البيت، وهو الذي يقال له بالفارسية تير، بالتاء ثالثة الحروف والياء آخر الحروف وبعدها راء.

                            تعليق

                            • بنت الشهباء
                              كاتب مسجل
                              • May 2006
                              • 2150
                              • أمينة أحمد خشفة

                              #29
                              رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التح

                              يقولون للبئر المَطْوِيّة لماء المطر: جُبٌ.
                              وأبو عبيدة يقول: الجُبُّ: البئر التي لم تُطْوَ. وقال غيره: الجُبُّ والرّكيّة والطّويّة: أسماء آبار، ولم يفرِّقْ بينها بشيء.

                              ************

                              ويقولون في جمع جُبَّة: جِبَبٌ. والصواب: جِباب.
                              قلت: يريد أنهم يقولون بكسر الجيم وفتح الباء، والصواب: كسر الجيم وبعد الباء ألف.

                              ************

                              ويقولون للذي يُلاطُ به البيوت: جَبْسٌ. والصواب: جِصٌّ، وهكذا أخبرني أبو عليّ، ويقال أيضاً: قصّ وشِيْدٌ، وفي الحديث: نهى عن تَقْصيص القبور، أي تبييضها بالقصة، والجَصّاص والقَصّاصُ واحد.

                              ************

                              والعامة تقول: الجبين لما يسجد عليه الإنسان. والصواب أنه الجَبْهَة، والجبينان ما يكتنفانِها.

                              ************

                              العامة تقول: جبَرْتُ فلاناً على كذا. والصواب أجْبَرتُه. ولا يقال جبَرتُ إلا في العَظْم والفَقْر.

                              ************

                              ويقولون: جَزّةُ صوفٍ، بفتح الجيم. والصواب كسرها، والجمع جِزَرٌ، وفيها لغة أخرى: جَزيرة صوفٍ.

                              ************

                              ويقولون في جمع جَدْي: جِدْيان، ويقول المتفصِّح منهم: الجَدا. وكل ذلك خطأ. والصواب: أجْدٍ في قليل العدد وجِداء في كثرته، ووزن أجْدٍ أفْعُل كقولك أكْلُب في قليل العدد وكِلاب في كثيره. والأصل في أجْدٍ أجْدُيٌ، ثقلت الضمة على الياء فحذفت وكسر ما قبل الياء؛ إذ ليس في الكلام ياء ساكنة قبلها ضمة، وحذفت الياء لسكونها وسكون التنوين.

                              ************

                              العامة تقول: الجِدَري. والصواب: الجَدَري والجُدَري بضم الجيم وفتحها، لا بكسرها.

                              ************

                              ويقولون: أصابه جُدام. والصواب: جُذام، بالذال معجمة، ورجل مُجَذَّم، ولا يقال: مِجْذام، إنما المِجْذام: النّافِذُ في الأمور الماضي فيها.

                              تعليق

                              • رزان
                                كاتب مسجل
                                • Aug 2008
                                • 496
                                • ----------------------------------------------------------------

                                  ---------------------------------------------------------------

                                #30
                                رد: مختارات من تصحيح التصحيف وتحرير التح



                                الكريمة

                                (( بنت الشهباء ))

                                في الحقيقة لم أرَ الموضوع إلا الآن فقط

                                لكنه موضوع رائع جداً

                                أعجبني كثيراً لكثرة ما احتواه من معلومات قيمة

                                بوركت على هذا النقل الطيب

                                أيتها الكريمة

                                لك مني أطيب المنى

                                خالص احترامي


                                ......... رزان محمد


                                تعليق

                                يعمل...