رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..
ما لم يكتشف في فلسطين .. 3
يلاحظ أن أحد المنقوشات التي يمكن تصنيفها على أنها فلسطينية قد تبدو , في الظاهر , مناقضة لهذا الرأي .
وهذه هي ما يسمى " الحجر الموآبي " الذي اكتشف أول ما أكتشف في المرتفعات الاردنية الواقعة شرق البحر الميت في العام 1868 , والموجود الان في متحف اللوفر بباريس . والكتابة المطولة المنقوشة على هذا الحجر لها علاقة مباشرة بالتاريخ التوراتي , اذ أنها تتحدث عن أمور تتعلق بنص الملوك الثاني 3:4 .
لكن القراءة الصحيحة لهذه الكتابة لا تنقض اطلاقا المقولة الجغرافية لهذا الكتاب بل تعزّزها من الشواهد كما سيظهر .
في هذا " النقش الموآبي " يتحدث ميشع ملك موآب / مسع ملك مءب / عن حروبه مع عمري ملك اسرائيل / عمري ملك يسرءل / و" أبنه " من بعده ( وهو أخاب بن عمري الذي لا يذكره النقش بالاسم ) .
وبسبب الغزوات المتتالية الذي تعرضت لها أرض موآب في هذه الحروب , اضطّر ميشع الى الجلاء عنها . فانتقل مع اتباعه من موآب الى / قرحه / ( لعلها اليوم جحرا , من قرى الكرك في المملكة الاردنية ) حيث أقام لنفسه عاصمة جديده . وبهذه المناسبة أقام ميشع الحجر الذي كتب عليه النقش . ولهذا , فان " الحجر الموآبي " هو في الحقيقة " حجر / قرحه / " , أو " حجر جحرا " , اذا صح أن / قرحه / هي جحرا , اذ أن ميشع لم يكن يقيم في موآب عندما أقامه " حجر النقش " .
وليس هناك في الحجر الموآبي ما يشير الى ان " موآب " كان اسما قديما لمرتفعات الكرك شرق البحر الميت ( أي لما سماه العرب بلاد الشراة ) , أو الى أن مملكة اسرائيل كانت تقع في فلسطين . واذا نحن أعدنا قراءة النقش بنصه الأصلي , وليس من خلال الترجمات التي أجريت له حتى الان ( مثل ترجمة و. ف. ألبرايت الى الأنكليزية ) , يصبح من الواضح تماما أن الحروب التي جرت بين أسرائيل وموآب , والتي يتحدّث عنها النقش , انما جرت في الحجاز , وليس في شرق الأردن , وأن مملكتي اسرائيل وموآب , بالتالي , , كانتا متجاورتين في غرب شبه الجزيرة العربية , وليس في جنوب الشام . وفي ما يلي بعض الادلة على ذلك :
1- في الكلام عن الهجوم الاول على موآب , الذي قام به اتباع الملك عمري , ملك اسرائيل , ( في الاصل / سنءي،م، / , والمفرد سنءي , قارن بالعربية " ثنوي " , و" الثنوي " في العرف القبلي هو دون منزلة " السيد " ) , يصف النقش موآب بأنها / يمن ربن / , وبقرأة النص / يمن / كجمع ل / يم / بمعنى " يوم " , وقراءة / ربن / بمعنى " عديد " , أخذ المترجمون حتى الان تعبير / يمن ربن / على أنه يعني " أياما عديدة " , وهي ترجمة لا تتفق تماما مع المعنى العام للنص . والواقع ان التعبير يشير ببساطة الى أن موآب كانت تقع " جنوب ربن " . والمكان الوحيد في الشرق الادنى الذي ما زال يحمل الاسم / ربن / هو قرية رابن في الحجاز , بالقرب من بلدة رابغ . وكما سيذكر في الفصل 7, الهامش 5 , فان موآب التوراتية قابلة للتعريف اليوم بالأسم بكونها قرية أم الياب / ءم يب / في وادي أضم . وأم الياب هذه تقع عمليا الى الجنوب من بلدة رابغ , ومنها / يمن ربن , أي " جنوب ربن " .
2- ميشع لا يصف نفسه في النقش بأنه ملك موآب فحسب , بل أيضا بأنه / ديبني / , أي بأنه من / ديبن / . والديبان / ديبن / هي اليوم قرية في منطقة الطائف , غير بعيدة عن أم الياب . وحتى اليوم كان قرّاء " الحجر الموآبي " , قد أفترضوا بأن / ديبن / هي القرية الحالية ذبيان , الى الشمال من منطقة الكرك في المملكة الأردنية , ومن المحتمل أن ذبيان الشامية هذه سميت بهذا الأسم تيمّنا بدبيان الحجاز , بعد أن كان ميشع وأتباعه الهاربون من الحجاز قد وصلوا الى ذلك الجوار ليستقروا فيه .
3- هناك في النص جملة تقرأ : / ويرس عمري ك ... ص [ كل ه – ءرص؟ ] مهدبء . وقد أخذت هذه الجملة حتى الآن على أنها تشير الى احتلال عمري ملك اسرائيل لبلدة مادبا في شرق الأردن . ولو كانت مادبا / مهدبء / هي المعنية حقا هنا لما كتبت / مهدبء / , نظرا لأن حرف الهاء الذي يتوسط الكلمة لا يسقط عادة من اللفظ في اللغات الساميّة .
وما تقوله الجملة فعلا هنا هو : " وعمري احتل كل الأرض من / هدبء / , / كل ه- ءرص م- هدبء / , أي جميع أرض موآب ابتداء من / هدبء / . و / هدبء / هذه هي قرية الهدبة , شمال أم الياب , في مرتفعات الطائف المشرفة على وادي أضم .
4- في أجزاء من النقش ترد لفظة / قر / باعتبارها كلمة تعني " قرية " , ولفظة / كمس / على أنها كموش , اسم اله موآب . وفي أجزاء أخرى , تظهر كل من / قر / و / كمس / بشكل مميز على أنهما اسمان لبلدتين أو قريتين متجاورتين في أراضي موآب . وقريتا القّر / قر / و قماشة / قمش / ما زالتا هناك الى اليوم في الجزء نفسه من مرتفعات الطائف حيث تقع الهدبة .
5- بين أسماء الأمكنة الأخرى الواردة في النقش , هناك / سرن / وهي اليوم شريان / شرن / , و / محرت / التي هي المحرث / محرث / , و / نبه / التي هي النباة , و / يهص / ( ياهص التوراتيه ) , التي هي الوهسة / وهس / , وكلها قرى في مناطق متجاورة من جنوب الحجاز , وهي وادي أضم ومرتفعات الطائف وبلاد زهران .
اذن لا يمكن للحروب بين ميشع وملوك اسرائيل , كما رويت في " الحجر الموآبي " , أن تفسر جغرافيا في اطار فلسطين وشرق الاردن , ولا يمكن تفسيرها الا في اطار غرب شبه الجزيرة العربية , مما يقدم دعما مضافا الى الاطروحة التي يعرضها هذا الكتاب . والواضح من القصة التي يرويها نقش ميشع أن هذا الملك الموآبي كانت مملكته الأصلية في الحجاز , وقد اضطر للجلاء عنها بعد أن عانى الهزائم المتكررة فيها على أيدي عمري ملك اسرائيل وابنه آخاب , فاقام لنفسه مملكة جديدة في شرق الأردن لم تكن أراضيها تسمى موآب , وعلى الأقل هي لم تسمّ كذلك في النقش الذي يروي القصّة . وهنا وعلى بعد آمن من خصومه الاسرائيليين في جنوب الحجاز , أصبح هذا الملك " صاحب مواشي " ( كما تصفه التوراة العبرية ) قادرا على الازدهار مرّة أخرى , وعلى استملاك مراع جديدة في أرض / حرن / أي " حوران " لما كان لديه من / بقرن / " ابقار " و /مع،ز، / " ماعز " و / صءن / " ضان أو أغنام " . وحتى الان , كان قرّاء منقوشة ميشع غاية في التشويش حول تفسيرها , الى درجة أنهم أخفقوا في التعرف الى هذه الكلمات الثلاث الاخيرة , كما تظهر في المنقوشة , بما تعنيه في الواقع .
وفي حين أن كلمة / بقرن / هي بوضوح بقر , بصيغة الجمع المذكر , ف قرأوها على أنها / ب-قرن / التي معناها " بقرى " . اما الكلمتان / معز / و / صءن / فقد حذفتا كليا من الترجمة بسبب سوء التأويل العام للأطار الذي وردت فيه هاتان الأشارتان الصريحتان الى الماعز والأغنام .
ما لم يكتشف في فلسطين .. 3
يلاحظ أن أحد المنقوشات التي يمكن تصنيفها على أنها فلسطينية قد تبدو , في الظاهر , مناقضة لهذا الرأي .
وهذه هي ما يسمى " الحجر الموآبي " الذي اكتشف أول ما أكتشف في المرتفعات الاردنية الواقعة شرق البحر الميت في العام 1868 , والموجود الان في متحف اللوفر بباريس . والكتابة المطولة المنقوشة على هذا الحجر لها علاقة مباشرة بالتاريخ التوراتي , اذ أنها تتحدث عن أمور تتعلق بنص الملوك الثاني 3:4 .
لكن القراءة الصحيحة لهذه الكتابة لا تنقض اطلاقا المقولة الجغرافية لهذا الكتاب بل تعزّزها من الشواهد كما سيظهر .
في هذا " النقش الموآبي " يتحدث ميشع ملك موآب / مسع ملك مءب / عن حروبه مع عمري ملك اسرائيل / عمري ملك يسرءل / و" أبنه " من بعده ( وهو أخاب بن عمري الذي لا يذكره النقش بالاسم ) .
وبسبب الغزوات المتتالية الذي تعرضت لها أرض موآب في هذه الحروب , اضطّر ميشع الى الجلاء عنها . فانتقل مع اتباعه من موآب الى / قرحه / ( لعلها اليوم جحرا , من قرى الكرك في المملكة الاردنية ) حيث أقام لنفسه عاصمة جديده . وبهذه المناسبة أقام ميشع الحجر الذي كتب عليه النقش . ولهذا , فان " الحجر الموآبي " هو في الحقيقة " حجر / قرحه / " , أو " حجر جحرا " , اذا صح أن / قرحه / هي جحرا , اذ أن ميشع لم يكن يقيم في موآب عندما أقامه " حجر النقش " .
وليس هناك في الحجر الموآبي ما يشير الى ان " موآب " كان اسما قديما لمرتفعات الكرك شرق البحر الميت ( أي لما سماه العرب بلاد الشراة ) , أو الى أن مملكة اسرائيل كانت تقع في فلسطين . واذا نحن أعدنا قراءة النقش بنصه الأصلي , وليس من خلال الترجمات التي أجريت له حتى الان ( مثل ترجمة و. ف. ألبرايت الى الأنكليزية ) , يصبح من الواضح تماما أن الحروب التي جرت بين أسرائيل وموآب , والتي يتحدّث عنها النقش , انما جرت في الحجاز , وليس في شرق الأردن , وأن مملكتي اسرائيل وموآب , بالتالي , , كانتا متجاورتين في غرب شبه الجزيرة العربية , وليس في جنوب الشام . وفي ما يلي بعض الادلة على ذلك :
1- في الكلام عن الهجوم الاول على موآب , الذي قام به اتباع الملك عمري , ملك اسرائيل , ( في الاصل / سنءي،م، / , والمفرد سنءي , قارن بالعربية " ثنوي " , و" الثنوي " في العرف القبلي هو دون منزلة " السيد " ) , يصف النقش موآب بأنها / يمن ربن / , وبقرأة النص / يمن / كجمع ل / يم / بمعنى " يوم " , وقراءة / ربن / بمعنى " عديد " , أخذ المترجمون حتى الان تعبير / يمن ربن / على أنه يعني " أياما عديدة " , وهي ترجمة لا تتفق تماما مع المعنى العام للنص . والواقع ان التعبير يشير ببساطة الى أن موآب كانت تقع " جنوب ربن " . والمكان الوحيد في الشرق الادنى الذي ما زال يحمل الاسم / ربن / هو قرية رابن في الحجاز , بالقرب من بلدة رابغ . وكما سيذكر في الفصل 7, الهامش 5 , فان موآب التوراتية قابلة للتعريف اليوم بالأسم بكونها قرية أم الياب / ءم يب / في وادي أضم . وأم الياب هذه تقع عمليا الى الجنوب من بلدة رابغ , ومنها / يمن ربن , أي " جنوب ربن " .
2- ميشع لا يصف نفسه في النقش بأنه ملك موآب فحسب , بل أيضا بأنه / ديبني / , أي بأنه من / ديبن / . والديبان / ديبن / هي اليوم قرية في منطقة الطائف , غير بعيدة عن أم الياب . وحتى اليوم كان قرّاء " الحجر الموآبي " , قد أفترضوا بأن / ديبن / هي القرية الحالية ذبيان , الى الشمال من منطقة الكرك في المملكة الأردنية , ومن المحتمل أن ذبيان الشامية هذه سميت بهذا الأسم تيمّنا بدبيان الحجاز , بعد أن كان ميشع وأتباعه الهاربون من الحجاز قد وصلوا الى ذلك الجوار ليستقروا فيه .
3- هناك في النص جملة تقرأ : / ويرس عمري ك ... ص [ كل ه – ءرص؟ ] مهدبء . وقد أخذت هذه الجملة حتى الآن على أنها تشير الى احتلال عمري ملك اسرائيل لبلدة مادبا في شرق الأردن . ولو كانت مادبا / مهدبء / هي المعنية حقا هنا لما كتبت / مهدبء / , نظرا لأن حرف الهاء الذي يتوسط الكلمة لا يسقط عادة من اللفظ في اللغات الساميّة .
وما تقوله الجملة فعلا هنا هو : " وعمري احتل كل الأرض من / هدبء / , / كل ه- ءرص م- هدبء / , أي جميع أرض موآب ابتداء من / هدبء / . و / هدبء / هذه هي قرية الهدبة , شمال أم الياب , في مرتفعات الطائف المشرفة على وادي أضم .
4- في أجزاء من النقش ترد لفظة / قر / باعتبارها كلمة تعني " قرية " , ولفظة / كمس / على أنها كموش , اسم اله موآب . وفي أجزاء أخرى , تظهر كل من / قر / و / كمس / بشكل مميز على أنهما اسمان لبلدتين أو قريتين متجاورتين في أراضي موآب . وقريتا القّر / قر / و قماشة / قمش / ما زالتا هناك الى اليوم في الجزء نفسه من مرتفعات الطائف حيث تقع الهدبة .
5- بين أسماء الأمكنة الأخرى الواردة في النقش , هناك / سرن / وهي اليوم شريان / شرن / , و / محرت / التي هي المحرث / محرث / , و / نبه / التي هي النباة , و / يهص / ( ياهص التوراتيه ) , التي هي الوهسة / وهس / , وكلها قرى في مناطق متجاورة من جنوب الحجاز , وهي وادي أضم ومرتفعات الطائف وبلاد زهران .
اذن لا يمكن للحروب بين ميشع وملوك اسرائيل , كما رويت في " الحجر الموآبي " , أن تفسر جغرافيا في اطار فلسطين وشرق الاردن , ولا يمكن تفسيرها الا في اطار غرب شبه الجزيرة العربية , مما يقدم دعما مضافا الى الاطروحة التي يعرضها هذا الكتاب . والواضح من القصة التي يرويها نقش ميشع أن هذا الملك الموآبي كانت مملكته الأصلية في الحجاز , وقد اضطر للجلاء عنها بعد أن عانى الهزائم المتكررة فيها على أيدي عمري ملك اسرائيل وابنه آخاب , فاقام لنفسه مملكة جديدة في شرق الأردن لم تكن أراضيها تسمى موآب , وعلى الأقل هي لم تسمّ كذلك في النقش الذي يروي القصّة . وهنا وعلى بعد آمن من خصومه الاسرائيليين في جنوب الحجاز , أصبح هذا الملك " صاحب مواشي " ( كما تصفه التوراة العبرية ) قادرا على الازدهار مرّة أخرى , وعلى استملاك مراع جديدة في أرض / حرن / أي " حوران " لما كان لديه من / بقرن / " ابقار " و /مع،ز، / " ماعز " و / صءن / " ضان أو أغنام " . وحتى الان , كان قرّاء منقوشة ميشع غاية في التشويش حول تفسيرها , الى درجة أنهم أخفقوا في التعرف الى هذه الكلمات الثلاث الاخيرة , كما تظهر في المنقوشة , بما تعنيه في الواقع .
وفي حين أن كلمة / بقرن / هي بوضوح بقر , بصيغة الجمع المذكر , ف قرأوها على أنها / ب-قرن / التي معناها " بقرى " . اما الكلمتان / معز / و / صءن / فقد حذفتا كليا من الترجمة بسبب سوء التأويل العام للأطار الذي وردت فيه هاتان الأشارتان الصريحتان الى الماعز والأغنام .
تعليق