الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشايب
    محلل سياسي
    • Jan 2006
    • 356

    #16
    رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

    ما لم يكتشف في فلسطين .. 3

    يلاحظ أن أحد المنقوشات التي يمكن تصنيفها على أنها فلسطينية قد تبدو , في الظاهر , مناقضة لهذا الرأي .

    وهذه هي ما يسمى " الحجر الموآبي " الذي اكتشف أول ما أكتشف في المرتفعات الاردنية الواقعة شرق البحر الميت في العام 1868 , والموجود الان في متحف اللوفر بباريس . والكتابة المطولة المنقوشة على هذا الحجر لها علاقة مباشرة بالتاريخ التوراتي , اذ أنها تتحدث عن أمور تتعلق بنص الملوك الثاني 3:4 .

    لكن القراءة الصحيحة لهذه الكتابة لا تنقض اطلاقا المقولة الجغرافية لهذا الكتاب بل تعزّزها من الشواهد كما سيظهر .

    في هذا " النقش الموآبي " يتحدث ميشع ملك موآب / مسع ملك مءب / عن حروبه مع عمري ملك اسرائيل / عمري ملك يسرءل / و" أبنه " من بعده ( وهو أخاب بن عمري الذي لا يذكره النقش بالاسم ) .

    وبسبب الغزوات المتتالية الذي تعرضت لها أرض موآب في هذه الحروب , اضطّر ميشع الى الجلاء عنها . فانتقل مع اتباعه من موآب الى / قرحه / ( لعلها اليوم جحرا , من قرى الكرك في المملكة الاردنية ) حيث أقام لنفسه عاصمة جديده . وبهذه المناسبة أقام ميشع الحجر الذي كتب عليه النقش . ولهذا , فان " الحجر الموآبي " هو في الحقيقة " حجر / قرحه / " , أو " حجر جحرا " , اذا صح أن / قرحه / هي جحرا , اذ أن ميشع لم يكن يقيم في موآب عندما أقامه " حجر النقش " .

    وليس هناك في الحجر الموآبي ما يشير الى ان " موآب " كان اسما قديما لمرتفعات الكرك شرق البحر الميت ( أي لما سماه العرب بلاد الشراة ) , أو الى أن مملكة اسرائيل كانت تقع في فلسطين . واذا نحن أعدنا قراءة النقش بنصه الأصلي , وليس من خلال الترجمات التي أجريت له حتى الان ( مثل ترجمة و. ف. ألبرايت الى الأنكليزية ) , يصبح من الواضح تماما أن الحروب التي جرت بين أسرائيل وموآب , والتي يتحدّث عنها النقش , انما جرت في الحجاز , وليس في شرق الأردن , وأن مملكتي اسرائيل وموآب , بالتالي , , كانتا متجاورتين في غرب شبه الجزيرة العربية , وليس في جنوب الشام . وفي ما يلي بعض الادلة على ذلك :

    1- في الكلام عن الهجوم الاول على موآب , الذي قام به اتباع الملك عمري , ملك اسرائيل , ( في الاصل / سنءي،م، / , والمفرد سنءي , قارن بالعربية " ثنوي " , و" الثنوي " في العرف القبلي هو دون منزلة " السيد " ) , يصف النقش موآب بأنها / يمن ربن / , وبقرأة النص / يمن / كجمع ل / يم / بمعنى " يوم " , وقراءة / ربن / بمعنى " عديد " , أخذ المترجمون حتى الان تعبير / يمن ربن / على أنه يعني " أياما عديدة " , وهي ترجمة لا تتفق تماما مع المعنى العام للنص . والواقع ان التعبير يشير ببساطة الى أن موآب كانت تقع " جنوب ربن " . والمكان الوحيد في الشرق الادنى الذي ما زال يحمل الاسم / ربن / هو قرية رابن في الحجاز , بالقرب من بلدة رابغ . وكما سيذكر في الفصل 7, الهامش 5 , فان موآب التوراتية قابلة للتعريف اليوم بالأسم بكونها قرية أم الياب / ءم يب / في وادي أضم . وأم الياب هذه تقع عمليا الى الجنوب من بلدة رابغ , ومنها / يمن ربن , أي " جنوب ربن " .

    2- ميشع لا يصف نفسه في النقش بأنه ملك موآب فحسب , بل أيضا بأنه / ديبني / , أي بأنه من / ديبن / . والديبان / ديبن / هي اليوم قرية في منطقة الطائف , غير بعيدة عن أم الياب . وحتى اليوم كان قرّاء " الحجر الموآبي " , قد أفترضوا بأن / ديبن / هي القرية الحالية ذبيان , الى الشمال من منطقة الكرك في المملكة الأردنية , ومن المحتمل أن ذبيان الشامية هذه سميت بهذا الأسم تيمّنا بدبيان الحجاز , بعد أن كان ميشع وأتباعه الهاربون من الحجاز قد وصلوا الى ذلك الجوار ليستقروا فيه .

    3- هناك في النص جملة تقرأ : / ويرس عمري ك ... ص [ كل ه – ءرص؟ ] مهدبء . وقد أخذت هذه الجملة حتى الآن على أنها تشير الى احتلال عمري ملك اسرائيل لبلدة مادبا في شرق الأردن . ولو كانت مادبا / مهدبء / هي المعنية حقا هنا لما كتبت / مهدبء / , نظرا لأن حرف الهاء الذي يتوسط الكلمة لا يسقط عادة من اللفظ في اللغات الساميّة .

    وما تقوله الجملة فعلا هنا هو : " وعمري احتل كل الأرض من / هدبء / , / كل ه- ءرص م- هدبء / , أي جميع أرض موآب ابتداء من / هدبء / . و / هدبء / هذه هي قرية الهدبة , شمال أم الياب , في مرتفعات الطائف المشرفة على وادي أضم .

    4- في أجزاء من النقش ترد لفظة / قر / باعتبارها كلمة تعني " قرية " , ولفظة / كمس / على أنها كموش , اسم اله موآب . وفي أجزاء أخرى , تظهر كل من / قر / و / كمس / بشكل مميز على أنهما اسمان لبلدتين أو قريتين متجاورتين في أراضي موآب . وقريتا القّر / قر / و قماشة / قمش / ما زالتا هناك الى اليوم في الجزء نفسه من مرتفعات الطائف حيث تقع الهدبة .

    5- بين أسماء الأمكنة الأخرى الواردة في النقش , هناك / سرن / وهي اليوم شريان / شرن / , و / محرت / التي هي المحرث / محرث / , و / نبه / التي هي النباة , و / يهص / ( ياهص التوراتيه ) , التي هي الوهسة / وهس / , وكلها قرى في مناطق متجاورة من جنوب الحجاز , وهي وادي أضم ومرتفعات الطائف وبلاد زهران .

    اذن لا يمكن للحروب بين ميشع وملوك اسرائيل , كما رويت في " الحجر الموآبي " , أن تفسر جغرافيا في اطار فلسطين وشرق الاردن , ولا يمكن تفسيرها الا في اطار غرب شبه الجزيرة العربية , مما يقدم دعما مضافا الى الاطروحة التي يعرضها هذا الكتاب . والواضح من القصة التي يرويها نقش ميشع أن هذا الملك الموآبي كانت مملكته الأصلية في الحجاز , وقد اضطر للجلاء عنها بعد أن عانى الهزائم المتكررة فيها على أيدي عمري ملك اسرائيل وابنه آخاب , فاقام لنفسه مملكة جديدة في شرق الأردن لم تكن أراضيها تسمى موآب , وعلى الأقل هي لم تسمّ كذلك في النقش الذي يروي القصّة . وهنا وعلى بعد آمن من خصومه الاسرائيليين في جنوب الحجاز , أصبح هذا الملك " صاحب مواشي " ( كما تصفه التوراة العبرية ) قادرا على الازدهار مرّة أخرى , وعلى استملاك مراع جديدة في أرض / حرن / أي " حوران " لما كان لديه من / بقرن / " ابقار " و /مع،ز، / " ماعز " و / صءن / " ضان أو أغنام " . وحتى الان , كان قرّاء منقوشة ميشع غاية في التشويش حول تفسيرها , الى درجة أنهم أخفقوا في التعرف الى هذه الكلمات الثلاث الاخيرة , كما تظهر في المنقوشة , بما تعنيه في الواقع .

    وفي حين أن كلمة / بقرن / هي بوضوح بقر , بصيغة الجمع المذكر , ف قرأوها على أنها / ب-قرن / التي معناها " بقرى " . اما الكلمتان / معز / و / صءن / فقد حذفتا كليا من الترجمة بسبب سوء التأويل العام للأطار الذي وردت فيه هاتان الأشارتان الصريحتان الى الماعز والأغنام .

    تعليق

    • الشايب
      محلل سياسي
      • Jan 2006
      • 356

      #17
      رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

      ما لم يكتشف في فلسطين .. 4

      ان الافتراض بأن أرض التوراة العبرية كان فلسطين لم يؤد الى تشويش الموضوع في حقل علم الآثار الفلسطيني وفي قراءة المنقوشات الكنعانية والمنقوشات الأخرى والتي عثر عليها في فلسطين وتأويلها وحسب , بل هو فرض أحكاما مسبقة على دراسة كل نصوص الشرق الأدنى القديمة الأخرى التي تتعلق بتاريخ التوراة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر . والجداول الطبوغرافية المصرية القديمة الخاصة ب " غرب آسيا " هي احدى هذه الحالات . وفي الفصل 11 ( مسار حملة شيشانق ) سيجري بحث محتويات أحد هذه الجداول لايضاح كيف أنها تتعلق عمليا بغرب شبه الجزيرة العربية .وليس بفلسطين والشام والعراق , وهو ما أخذ حتى الان كأمر مسلّم به . وليست الجداول الطوبوغرافية المصرية الأخرى وحدها هي التي تورد أسماء أماكن توراتية , بل ان الجداول الاشورية والبابلية , مثل جداول آشور بانيبال الثاني ( 883 – 859 قبل الميلاد ) , وشلمانصر الثالث ( 859 – 824 قبل الميلاد ) , وسرجون الثاني ( 721 – 705 قبل الميلاد ) , تقدم أيضا سجلات للفتوحات في غرب شبه الجزيرة العربية , وليس في الشام .

      ولاعطاء مثال واحد لا أكثر , فانه في الأسطر الأولى من جدول سرجون الثاني , يصف هذا الملك الآشوري نفسه بأنه " فاتح سا-مي- ري-نا(سمرن )وبيت-خو-ءم-ر-يا(خمري ) " . وقد ساد الاعتقاد حتى الان أن الاشارة في هذين الأسمين هي الى " السامرة " / شمرون / بالعبرية و " بيت " عمري ملك اسرائيل / عمري / بالعبرية . وقد كانت مملكة عمري الاسرائيلية بالتأكيد في جنوب الحجاز , أي في عسير الجغرافية , كما سنوضح في الفصل 10 . و " السامرة " ما زالت هناك

      وتدعى " شمران " , باسمها في صيغته التوراتيه الأصليه بلا تغيير ( الفصل 10 ) . لكن الاشارة في جدول سرجون الثاني ليست الى " السامرة " و " بيت عمري " بل الى منطقة جيزان , حيث ما زالت توجد قرية في جبل هروب اسمها الصرمين ( سمرن في جدول سرجون ) , وقرية أخرى اسمها الحمراية ( خمري في جدول سرجون ) في وادي عقاب بناحية أبي عريش . والنص الذي يلي , والذي يورد أسماء أمكنة كثيرة أخرى , يشير الى أنه لا بد أن يكون سرجون الثاني قد فتح كل عسير الجغرافية , أي كل أراضي غرب شبه الجزيرة العربية الواقعة بين الطائف وحدود اليمن .

      وعلى سبيل المثال , فانه في منطقة جيزان " طارد مي-دو-ءا, ملك موس-كو " . وموس-كو هي اليوم قرية مسقو , في ناحية العارضة شرق أبو عريش .

      وفي رجال ألمع قام ب " نهب أس-دو-دو " التي هي اليوم قرية السدود . وفي النهاية الشرقية لوادي نجران " اقتنص ال يا-ما-نو في ال يا-مو كالسمك " . والاشارة هي الى " اليمنيين " أي " شعب الجنوب " ( " البنيامينيون " التوراتيون , أو " بنو يامن " في الشعر العربي القديم ) الذين لم يعيشوا في " البحر " ( يم ) , بل في بلاد يام ( يم ايضا ) , بين وادي نجران ورمال الربع الخالي . وفي منطقة الطائف , " هزم " مو-صو-ري( مصر ) و را-في-خو ( رفخ ) , اللتين هما اليوم آل مصري و الرفخة . وكذلك فقد " أباد كل تا-با-لي " , التي هي اليوم وادي تبالة , من روافد وادي بيشة , وخي-لاك-كو( خلك ) , التي هي اليوم الخليق ( خلق ) , في منطقة الطائف . وفي مكان قريب " أعلن كون ها-نو, ملك خا-زا-أت-آ-آ غنيمة " . وحتى الان , أخذت خا-زا-أت-آ-آ على أنها " غزة " , / عزه / بالعبرية , وهو ما لا يمكن أن يستقيم بقدر عدم استقامة خو-ءم-ر-يا على أنها عمري / عمري / .

      ونظرا الى أن حرف " العين " لا تفرق عن " الهمزة " في الكتابة المسمارية المقطعية ....

      ملاحظة : الكاتب يحلل ويعيد قراءة جدول سرجون الثاني المكتوب " بلغته " لذلك استعمل بين الحروف " – " . انتهت الملاحظة .

      .... لا بد أن تكون الاشارة هنا الى قبيلة من غرب شبه الجزيرة العربية القديم , هي قبيلة خزاعه ( خزعت ) التي ما زالت بقاياها موجودة في موطنها الأصلي في جنوب الحجاز ( الجوار العام لمكة المكرمة والطائف ) . وعلى بعد حوالي 200 كم الى الجنوب من أراضي خزاعة هذه ( أي " على مسافة سبعة أيام " كما جاء في المنقوشة ) " أخضع ( سرجون الثاني ) سبعة ملوك من بلاد ءيء-ياء " ( ءيء , أو عيء ) , التي هي اليوم وادي عياء , من روافد وادي ابن هشبل على الجانب البحري من عسير . وبوجود جميع هذه الأسماء الواردة في جدول سرجون في غرب شبه الجزيرة العربية, وهي ما زالت قائمة, وبلا أي تغيير فيها كما هي الحال , أي سبب يبقى للإصرار على الاعتقاد بأن هذا الجدول يشير الى فتوحات آشورية في الشام وفلسطين , حيث لا يمكن العثور على أي من هذه الأسماء ؟

      على أمل الانتقال في الاضافة القادمة الى " رسائل العمارنة " .

      تعقيب ضروري ..

      مما سبق , وحتى لا يضيع القصد من وراء القول بأهمية هذا الكتاب وعلميته , يجب دائما التذكير بأن الكاتب " الدكتور كمال الصليبي " , اختصاصي باللغات القديمة , اذا هو قام بعمل من ضمن اختصاصه وعلمه .

      وعاد الى التوراة القديمة , بنصها الأول , أي قبل عمل " المصوراتيين " في القرن العشر الميلادي كما ورد في المقدمة , كما وأعاد قراءة السجلات " الجداول " الاشورية والبابلية والمصرية " , بلغتها التي كتبت فيها , وليس بترجماتها الى اللغات الحديثه كالانكليزية والفرنسية والالمانيه , وصحح في احيان كثيرة ليس فقط الترجمات وانما الكلمات في قرأتها بحرفها ولغتها التي " نقشت " بها ,

      واذا وافقنا على ان علماء اليهود التوراتيين , لم يحسنوا اعادة تشكيل التوراة في القرن العاشر الميلادي بسبب انقطاع الزمن , ثم زوروا قصدا في العصر الحديث , وكما برهن الدكتور الصليبي , ترجمة النقوش المكتشفة في فلسطين , وأولوها بغير معناها .

      تصبح الردود التي قام بها كتاب عرب من امثال " فراس السواح " و " أحمد داوود " , واللذين لا يجيدان اللغات القديمة , وليسا اختصاصيين في التاريخ القديم اكاديميا , نوع من العبث الفكري المستند الى ترجمات مشكوك بها لنصوص لم يحسن علماء الاثار واللغات القديمة قراءتها في احسن الافتراضات , هذا اذا ابتعدنا عن نظرية المؤامرة في موضوع يتعلق بأكبر مؤامرة في التاريخ " دولة اسرائيل " .

      تعليق

      • الشايب
        محلل سياسي
        • Jan 2006
        • 356

        #18
        رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

        ما لم يكتشف في فلسطين .. 5

        وبالإضافة إلى الجداول الطبوغرافية المصرية والآشورية والبابلية, فان هناك سجلات قديمة أخرى للشرق الأدنى تورد أسماء أماكن توراتية, والأهم بين هذه السجلات ما يسمى " رسائل العمارنة ". وهذه عبارة عن لوحات مسمارية تعود بتاريخها الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد اكتشف أولها في مصر في العام 1887.

        وهذه اللوحات التي كتبت بأكّادية محرفة, وأحيانا بالكنعانية, تفيد عن مشاكل كان يواجهها عملاء الحكومة المصرية مع الزعماء المحليين لبعض المقاطعات الآسيوية, التي ساد الاعتقاد حتى الآن بأنها من الشام وفلسطين.

        والواقع أن بعض أسماء الأمكنة المفردة الواردة في رسائل العمارنة تطابق فعلا أسماء أمكنة موجودة في فلسطين وفي غرب شبه الجزيرة العربية في آن معا, وأبرز هذه الحالات تلك المتعلقة ب آكا ( عكا ) و يافو ( يافا ). أمّا إذا أخذت أسماء أماكن العمارنة جماعيا, فإنها لا تندرج عمليا إلا في غرب شبه الجزيرة العربية. وفي ما يلي أمثلة على أسماء الأماكن هذه, والأمثلة تقتصر فقط على الأسماء التي استمرت في الوجود في جنوب الحجاز وفي عسير بالصيغة الأصلية لأحرفها الساكنة من دون أن يطرأ عليها أي تغيير:

        1_ أدورو( ءد أو عدر ): العذرا في رجال ألمع, العذرة في بني شهر.

        2_ آكّا ( ءك أو عك ): العكّة قرب النماص, عكوة في منطقة جيزان.

        3_ أكشف ( كشف ): الكشفة قرب جدة, الكشف في رجال ألمع.

        4_ أفيرو ( ءفر أو عفر ): العفراء قرب النماص, عفراء في وادي أضم..

        5_ أرارو ( ءرر لأو عرر ): عرار في منطقة جيزان, العرارة قرب ظهران الجنوب.

        6_ أزّاتي ( ءزت أو عزت ): آل عزّة في بلّحمر, العزّة في المجاردة.

        7_ بورقونا ( برقن ): البرقان قرب خميس مشيط. البرقان في في بني شهر..

        8_ بوروزيليم ( برزلم, والظاهر بر زلم ): براء ( بر ) في رجال ألمع, المعرفة بكونها تلك الواقعة في أراضي بني ظالم ( ظلم ) في المنطقة نفسها..

        9_ جارو ( جر ): الجرو ( جر ) في سراة عبيدة, جراء في رجال ألمع..

        10_ جزري ( جزر قارن مع " جازر " التوراتية ): الغزر في وادي أضم..

        11_ جي-ءم-تي ( جمت ): الغماط ( غمط ) في منطقة جيزان, الجمّة ( جمت ) في بني شهر..

        12_ جنتي كرمل ( جنت كرمل ): جناة, وهي منسوبة هنا الى جبل كرمل, وكلاهما في منطقة جيزان.

        13_ جبلا ( جبل ): مترافقة مع بوروزيليم ( رقم 8 ) في التقرير نفسه, ولا بدّ ان جبلا هذه هي اليوم قبلة في رجال ألمع..

        14_ هارابو ( هرب ): هروب ( جبل هروب, أو هروب الملقا ) في منطقة جيزان.

        15_ خازاتي ( خزت أو خزعت التي اعتبرت خطأ حتى الآن تفريعا ل أزّاتي, أو غزّة, مع العلم أن أزّاتي هي آل عزّة ): هي الأسم القبلي خزاعة ( خزعت ), من غرب شبه الجزيرة العربية, والأسم ذاته يرد في جدول سرجون الثاني الطبوغرافي على شكل خا-زا-أت-آ-آ .

        16_مجدلو ( مجدل ): في إطار ما ورد يجب أن تكون الإشارة هنا إلى القرية الحالية المجدل في ناحية تنومة القريبة من رجال ألمع, وليس أيا من الأماكن العديدة الأخرى التي تحمل الاسم نفسه.

        17_ مجدّو ( مجد, قارن مع / مجدّو / التوراتية التي لم يعثر عليها إطلاقا في فلسطين بهذا الاسم, خلافا للاعتقاد السائد): اطار الكلام يوحي بأن مجدو هذه بالذات هي مقدي أو مقدّي ( مقد ) الحالية في منطقة القنفذة.

        18_ مشقو ( مشق ): إطار الكلام يشير إلى المشقا في رجال ألمع, وليس إلى المشقة في وادي أضم.

        19_ محزّو ( محز ): المحظي قرب ظهران الجنوب, أو إحدى قريتين تسميان محضة في منطقة نجران, علة أن إطار الكلام يشير إلى قرية آل مزاح ( مزح بالاستبدال ) في رجال ألمع.

        20_ فيلاّ ( فل أو فلل ): الفلل في وادي أضم, الفيل ( فل ) في منطقة القنفذة..

        21_ قنو ( قن ): قنا ( قن ) في منطقة قنا والبحر.

        22_ ريموني ( رمن ): الريمان في بلّحمر..

        23_ سيلي ( سل ): إطار الكلام يشير إلى السيول, في منطقة قناوالبحر..

        24_ سوتو ( ست ): آل صوت ( صت ) في منطقة جيزان, إلا إذا كانت الاشارة هنا الى قبيلة السواطي ( والمفرد ساطي ) بجوار مكة المكرّمة, أو قبيلة سوطه في منطقة الطائف.

        25_ شي-ءي-ري( شعر ): الشّعراء ( شعر ) في منطقة جيزان.

        26_ شوناما ( شنم ): سنومة في رجال ألمع.

        27_ أودومو ( ءدم ): الأرحج هنا أنها وادي أدمة في منطقة بيشة, وليس وادي

        ادّام جنوب مكة المكرّمة..

        28_ أوروساليم ( ءرسلم أو ءر سلم ): حول تعريفها المقترح ب " أوروشليم " التوراتية, أو يروشليم, باعتبارها آل شريم الحالية قرب النماص, الفصل 9 .

        وأوروساليم هنا يحتمل أن تشير إلى القريتين التوأمين أروى ( ءرو ) وآل سلام ( سلم ) قرب تنومة, جنوب النماص, حيث تنسب أروى هنا الى آل سلام المجاورة تفريقا لها عن مكان آخر في الناحية ذاتها يحمل الاسم نفسه, وهو قرية آل عمر أرواء.

        29_ يافو ( يف ): وفية في منطقة جيزان, الوافية قرب خميس مشيط.

        30_ زرقو ( زرق ): الزرقاء أو الزّرقة في منطقة جيزان.

        وهذه كلها ليست, بشكل من الأشكال, أسماء الأماكن الوحيدة في رسائل العمارنة الموجودة الى اليوم في غرب شبه الجزيرة العربية, بل هي فقط تلك التي حافظت, بأحرفها الساكنة, على التهجئة نفسها التي أعطيت لها في لوحات العمارنة.

        أضف إلى ذلك أن الطريقة التي جمعت بها هذه الأسماء في تقارير معينة توضح كيف أن مجموعات مختلفة من رسائل العمارنة تتحدث عن مناطق مختلفة من غرب شبه الجزيرة العربية حصرا دون غيرها, إذ منها ما يتحدث عن مناطق شمالية, ومنها ما يتحدث عن مناطق جنوبية أو داخلية, وبهذا فأنها تقدم مغزاها الجغرافي في إطار غرب شبه الجزيرة العربية كاملا.

        وفي جميع الأحوال, تبقى القصة هي نفسها دوما: لقد أخذت هذه المنقوشات والسجلات القديمة على أنها تتعلق بفلسطين لأنها تورد أسماء أمكنة توراتية ( وهذا صحيح ), ولأنه يعتقد بأن أسماء الأمكنة التوراتية تخص فلسطين ( وهذا خطأ ). وكلما أعيد تفحص هذه السجلات القديمة ظهر أنها بدلا من ذلك تتعلق بغرب شبه الجزيرة العربية, تماما كما هو الأمر بالنسبة للتوراة العبرية نفسها, وربما كان الوقت قد حان لاعادة دراسة هذه السجلات, جنبا إلى جنب مع دراسة التوراة العبرية, في هذا الضوء الجديد.

        تعليق

        • الشايب
          محلل سياسي
          • Jan 2006
          • 356

          #19
          رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

          الفصل السادس

          تهامة في التوراة.. 1

          إن رسم مشهد شبه الجزيرة العربية الخاص بالتوراة العبرية لا يحتاج إلى تحديد نقطة معينة للانطلاق, ولا إلى اختيار نماذج معينة من الطبوغرافيا التوراتية لدراستها, فكل الدلائل, من سفر التكوين إلى سفر ملاخي, تشير إلى الاتجاه نفسه.

          وفي الفصول السابقة جرى التلميح إلى أن أرض يهوذا التوراتية تضمنت البلاد الهضابية في الجانب البحري من مجال عسير, التي تنتهي بالصحراء الساحلية المسماة تهامة. وما يمكن عمله كبداية هو إيضاح كيف أن تهامة هي في الواقع / تهوم / المشار إليها ثلاثين مرّة في النص ألتوراتي. وعند البرهان على هذا يكون قد تم تثبيت حقيقة قد تفيد كقاعدة جيدة للجغرافيا التوراتية ككل.

          من الناحية البنيوية, ليس أسم تهامة / تهم / بلا تصويت, اسما عربيا. لكنّه مشتق من جذر عربي هو " هيم " ( المصوّت هام ), بمعنى " عطش ". ومنه " الهيام ", وهو أشد العطش. وأحد الاشتقاقات العربية من هذا الجذر هو المصدر هيام ( بفتح الهاء )الذي يشير إلى " ما لا يتمالك من الرمل ". وهناك " الهيماء ", وهي " الفلاة بلا ماء ". وتربة تهامة الساحلية, التي تمتد على طول غرب شبه الجزيرة العربية بأسره, هي المثل الساطع على معنى " الهيام " و " الهيماء ". وسواء في الحجاز أم في عسير أم اليمن, نجد أن مياه الأمطار التي تنحدر من المرتفعات باتجاه الساحل عبر عدد لا يحصى من جداول الوديان الموسمية أو الدائمة, تتلاشى في هذه التربة الساحلية الراشحة قبل الوصول إلى البحر, مخلفة وراءها آثار على شكل مثلثات جافة تنتهي عند حد الشاطىء.

          بالعربية, كان لأسم الصحراء الساحلية لغرب شبه الجزيرة العربية أن يكون " الهيماء ". أما اسمها الفعلي, تهامة, فهو استمرار في الوجود لمصطلح / تهوم / المثبت في التوراة. وكما تظهر في التوراة, فان / تهوم / هي أسم الفعل أو المصدر المؤنث من / هوم / ( قابل بالعربية هيم ), والتاء في بداية الاسم هي الضمير المتصل المؤنث المفرد للغائب, وهذا الضمير, وكذلك الضمير المتصل المذكر المفرد للغائب, وهو الياء, يدخل في تركيب أسماء العلم, ومعظمها على ما يبدو من أسماء الأماكن والقبائل, مثل تدمر, وتغلب, وتنوخ, ويثرب, وينبع, ويكرب, وجميعها أسماء جغرافية أو قبلية مشهورة في العرف العربي. وفي حين أن المختصين بالعبرية التوراتية كانوا قد وجدوا دوما في اللفظة العربية " تهامة " المثيل للفظة / تهوم / التوراتية, فقد شاع القول بأن اللفظة في العبرية مشتقة من مصدر ممات هو / تهم /, وأنها تعني " الغمر " أو " اللجّة " أو " المحيط الأقدم " أو " المياه ألجوفيه ". والواقع أن / تهم / كمصدر بهذا المعنى, لا وجود له في أي نصّ ساميّ قديم. وكما أن اللفظة العربية " تهامة ", التي هي أسم جغرافي لا يحمل أداة التعريف العربية " أل ", فان اللفظة العبرية / تهوم / لا ترد في أي مكان في النصوص التوراتية مرفقة بأداة التعريف العبرية / ه / ( التي تصوّت تقليديا / ها / ). وقواميس العبرية التوراتية تشير إلى هذا الواقع دون أن تقدم تفسيرا, مثله مثل أمور كثيرة أخرى, بسبب عدم توفر المعرفة الضرورية بشأنه. والتفسير طبعا هو أن / تهوم / التوراتية, مثلها مثل تهامة العربية, ليست أسم نكرة يمكنه أن يأخذ أو لا يأخذ أداة التعريف, بل هو أسم جغرافي لا يحمل أداة التعريف أصلا. والواقع أن جميع الأسماء الجغرافية والقبلية العربية المبنية على وزن " يفعل " أو " تفعل " لا تحمل أداة تعريف. ولو كانت / تهوم / اسم نكرة يعني " العميق ", أو مهما افترض خطأ أنها تعني, لكانت ما اقتصرت على الظهور فقط بصيغة النكرة / تهوم /, بل أيضا بصيغة المعرفة / ه- تهوم / حيث يتطلب أطار الكلام هذه الصيغة, وهي ليست الحالة في أي مكان من التوراة.

          عمليا, إن / تهوم / تعطي معناها الأفضل, حيث ترد في التوراة العبرية, بكونها الاسم السامي القديم للأراضي الساحلية لغرب شبه الجزيرة العربية التي تسمى اليوم تهامة. وورود الاسم في بعض الجمل التوراتية في صيغة الجمع المؤنث / تهو موت / أو / تهموت / أو / تهمت / بالأحرف الساكنة وحدها يشير إلى أمرين:

          الأول هو أن / تهوم / كانت تعتبر اسما مؤنثا (إذ إن تاء البداية فيها هي ضمير تأنيث, كما لوحظ سابقا), والثاني هو أن / تهوم / التوراتية, مثلها مثل تهامة العربية, لم تشر يوما إلى امتداد مفرد مستمر للصحراء الساحلية لغرب شبه الجزيرة العربية. بل إلى أشرطة مختلفة من هذه الصحراء, يعرف كل منها باسم

          فرعي استنادا إلى موقعه المعين. وهناك اليوم تفريق واضح بين تهامة الحجاز, وتهامة عسير, وتهامة اليمن. وربّما هناك تفريقات إضافية بحسب الاسم بالنسبة لكل من هذه ال " تهامات " الثلاث في المصطلح الجغرافي المحلّي لكل منطقة. ولا شك أن الأمر نفسه كان متبعا في أيام التوراة

          تعليق

          • الشايب
            محلل سياسي
            • Jan 2006
            • 356

            #20
            رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

            تهامة في التوراة.. 2

            ولأن / تهوم /, كما تظهر في التوراة العبرية, التي يظهر فيها الاسم, سواء بصيغة المفرد أو بصيغة الجمع, قرئت خطأ, وترجمت بالتالي خطأ, وكمثال أول ندرج هنا الترجمات المعتمدة في العربية ل " البركات " التي أسبغها على قبيلة يوسف الإسرائيلية كل من إسرائيل ( وهو يعقوب أبو الأسباط ) وموسى.

            وهذه الترجمات مأخوذة من الكتاب المقدس الذي ترجم إلى العربية من اللغات الأصلية بإشراف " جمعية التوراة الأمريكية " و " وجمعية التوراة البريطانية والأجنبية ", وهو أوسع ترجمة للكتاب المقدّس انتشارا في العالم العربي:

            آ- يباركك / يبركك /, تأتي بركات السماء من فوق / بركت شميم م_عل /, وبركات الغمر الرابض تحت / بركت تهوم ربصت تحت /, بركات الثديين والرحم / بركت شديم ورحم / (سفر التكوين 25:49).

            ب- مباركة من الرب أرضه / مبركت يهوه ءرصه / بنفائس السماء بالندى / م_مجد شميم م_طل / وباللّجة الرابضة تحت / م_تهوم ربصت تحت /.*

            * هامش.

            الميم التي هي حرف جر " من " في / م_مجد و م_ تهوم / أربكت المترجمين لهذا النصّ في جميع اللغات. وقد ترجمت إلى العربية على أنها حرف جرّ آخر هو " الباء ", وفي ذلك تحوير جذري للمعنى, لأن الباء كحرف جرّ تفيد معنى معاكس تماما للمعنى الذي تفيده " من ".

            ................................

            ويبدو أن قبيلة يوسف شغلت أرضا تقع في وادي أضم وجواره, في المرتفعات المطلّة على صحراء تهامة الساحلية قرب بلدة الليث (وهي / ليش / التوراتية).

            وفي هذا المكان توجد حتى اليوم قرى تسمّى ركّة / ركه أو ركت /, والربيضة (/ ربضت / بلا تصويت, قارن مع / ربصت /) والثديين (قارن مع / شديم / بالعبرية), والرحم / رحم /, والبركة (/ بركه / أو / بركت /), والمقدّة, وهي شعيب المقدة, ( قارن مع / مجد /), وكذلك مجموعتان من القمم التوائم, كل منها تسمى السماين ( سمين, قارن مع /شميم/ بالعبرية التي تصوّت /شمايم/).

            وإذا أخذت أسماء الأمكنة هذه في الاعتبار, وأعيدت قراءة مجموعتي "البركات" التي أسبغت على قبيلة يوسف على ضوء أسماء الأمكنة هذه, من دون الالتفاف إلى التصويت المصوريتي, يتبّين أنها لا تتعلق عمليا ب " بركات ", بل بتحديدات لأراضي القبيلة أو الأراضي التي كانت تدعيها لنفسها:

            أ?- سوف ينزلك /يبركك/ في ركّة السماوين من أعلى/ ب_ركت شميم م_عل/, في ركّة تهامة الربيضة من أسفل / ب_ركت تهوم ربصت تحت/ في ركّة الثديين والرحم / ب_ركت شديم و_رحم/.

            ب?- من البركة تكون أرضه /م_بركت يهوه ءرصو/, من مقدّة السماين /م_مجد شميم/, من القمة /م_طل/, ومن تهامة الربيضة أسفل / و_م_تهوم ربصت تحت/.

            والقرية الصغيرة المسماة ركّة اليوم, والتي يبدو أنها كانت الموطن الرئيسي لقبيلة يوسف في وادي أضم في أيام التوراة, معرّفة في "البركة" الأولى بالنسبة إلى قمم السماين وقرى الربيضة والثديين والرحم, مع إشارة إلى وجود السماين والربيضة في أعلى الهضبة وأسفلها على التوالي, ومع وجود الربيضة في أراضي تهامة.

            وفي "البركة" الثانية يشار إلى حدود أراضي يوسف الداخلية بأنها قريتا البركة والمقدّة المجاورتان للسماين ( حيث هناك قرى أخرى تحمل الاسمين نفسيهما في غرب شبه الجزيرة العربية), والى الحدود الساحلية بأنها صحراء تهامة قرب الربيضة.

            ولعّل هناك تلاعبا بالكلمات في كل من هذين التحديدين لأراضي قبيلة يوسف.

            وكثيرا ما تحاول النصوص التوراتية أن توحي معاني لأسماء الأعلام عن طريق مثل هذا التلاعب الكلامي, خصوصا في الأسفار التي تعالج فترات ما قبل التاريخ, والتي تعنى بالأساطير أكثر من واقع الأحداث. والتلاعب في الفقرتين اللتين هما قيد البحث هنا قد يكون بالكلمات التالية:

            أ?- /يبركك/: فعل /برك/ بالعبرية يفيد معنى " البركة", ويفيد أيضا معنى "الركوع" (وفي العربية "الاستناخة"). ويقال بالعربية "برك بالمكان" أي "ثبت وأقام به". /يبركك/ بالعبرية إذن, قد تعني "يباركك" أو "ينزلك", أي "يجعلك تثبت وتقيم".

            ب?- /بركت/: المعنى هنا قد يكون "بالركة" إذا قرئت الباء على أنها حرف جر. وقد يكون "بركة" إذا اعتبرت الباء جزءا من الكلمة.

            ت?- /شميم/: الكلمة بالعبرية, وهي في صيغة المثنى أو الجمع المذكر, تفيد معنى "السماوات" (جمع مؤنث "السماء"). وهي تتطابق تماما مع اسم الموقع "السماين" في الوقت ذاته, لأن لاحقة جمع المذكر العبرية, وهي حرف الميم, محوّلة في الاسم الحالي إلى ألاحقة العربية للجمع المذكر, وهي النون.

            ث?- /ربصت/: فعل /ربص/ بالعبرية يقابله بالعربية "ربض", وبالمعنى ذاته. /وربصت/, بالتالي, قد تعني "رابضة", بالإضافة إلى إشارتها إلى مكان اسمه "الربيضة".

            ج?- /شديم/: الكلمة بالعبرية في صيغة المثنّى المذكر, ومفردها /شدي/ بمعنى "الثدي". ولذلك /شديم/ تعني بالعربية "الثديين", بالإضافة إلى أنها تشير إلى مكان اسمه بالشكل العربي الحديث " الثديين".

            ح?- /رحم/ العبرية قد تعني "الرحم" بالعربية, وقد تشير إلى مكان اسمه " الرحم".

            خ?- /مجد/ العبرية تعني "الهدايا الثمينة", أي "النفائس", بالإضافة إلى إشارتها إلى مكان اسمه باللفظ العربي اليوم " المقدّة".

            د?- /يهوه/: قد تعتبر هذه الكلمة بالعبرية على أنها الاسم الذي تطلقه التوراة على الله, وهو اسم لا يلفظ بالقراءة إجلالا بل يكنى عنه بكلمة "الرب", وهكذا يترجم إلى العربية. ويعتبر علماء اللغة أن /يهوه/ هي أيضا صيغة مضارع لفعل /هيه/, بمعنى "كان". والمضارع في هذا الفعل هو عادة /يهيه/. كلمة /يهوه/, إذن, قد تعني " الرّب" وقد تعني "يكون"*.

            كل هذا صحيح. ومع ذلك تبقى حقيقة أن "البركات" الاثنين المسبغتين على قبيلة يوسف, في سفري التكوين والتثنية, توردان أسماء أمكنة, وتقودان بالتالي إلى معنى ملموس. ومهما كان المعنى التصويري الذي ربما قصد بهذا التلاعب بالكلام فانه يجب أن ينظر على أنه أمر له أهميته ثانوية, إن وجد.

            ..................................

            * أحد أكثر الأخطاء شيوعا في القراءة التقليدية للتوراة تتعلق بالخلط بين /يهوه/ بمعنى "هو يكون", أو "سيكون هو", مع /يهوه/ كاسم لله.

            وعلى سبيل المثال, فان الجملة غير ذات المغزى "الرب /يهوه/ أمطر على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب /ءش م_ءت يهوه/ من السماء" (سفر التكوين24:19), تقرأ عمليا "الرب /يهوه/ أمطر على سدوم وعمورة كبريتا, وهو نار موت /و_ءش مءت يهوه/ من السماء".

            و/مءت/ العبرية هنا يجب أن تقرأ كمتهجية منوعة ل /موت/, التي تعني بالعربية "الموت". وفي اللغات السامية يبقى التوقف الحنجري المعروف بالهمزة قابلا للتبادل مع الحرفين شبه الصوتيين, الواو والياء.

            تعليق

            • الشايب
              محلل سياسي
              • Jan 2006
              • 356

              #21
              رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

              تهامة في التوراة.. 3

              وهنا علينا أن نعود إلى النقطة الرئيسية لهذا الفصل. ففي فقرتي "البركات" هاتين, كما ترجمتا عن العبرية التوراتية الأصلية, يتضح أن /تهوم/ ترد بمعنى شريط من أرض تهامة في غرب شبه الجزيرة العربية, محدد بالعلاقة بما هو اليوم قرية الربيضة, في محيط بلدة الليث بالحجاز. والاستمرار في قراءة /تهوم/ العبرية, في هذا السياق على الأقل, كاسم نكرة يعني "الغمر", أو "اللجّة", سيكون تكرارا لخطأ يكون تكرّس بمضي الزمن, ولكنه يبقى مع ذلك خطأ.

              وهناك مقاطع أخرى في أسفار مختلفة من التوراة تتحدّث عن /تهوم/ بالعلاقة مع أماكن ما زالت موجودة بأسمائها نفسها, في جزء أو في آخر من تهامة عسير وجنوب الحجاز. ومن نافل القول الإضافة بأنه يجب إعادة تأويل كل هذه المقاطع بشكل جذري. وعلى سبيل المثال, فان سفر الخروج 5:15 يتحدث عن /تهوم/(/تهمت/, بلاحقة التأنيث المفرد أو الجمع) بالعلاقة مع مكانين في وادي مدركة, في تهامة الحجاز جنوب الليث, هما المصلاة والبناية (التوراتيتان: /مصلوت/ و /ءبن/). والمزمور 7:33 يتحدث عن /ءوصروت تهوموت/, و /ءوصروت/ هي جمع /ءوصره/, ولا بد أن الاشارة هنا هي إلى أكثر من مكان اسمه / وصره/ في أماكن مختلفة من تهامة, ولذلك تظهر /تهوموت/ هنا في صيغة الجمع. ومن هذه المواقع التهامية اليوم " وذرة" في جوار القنفذة, و "وزراء" على مسافة قصيرة إلى الجنوب في جوار "حليّ".

              وفي يونان 2:6 تشير /نفش تهوم/ بالتأكيد إلى قرية من تهامة هي اليوم " النّفش", في منطقة جيزان. ويتحدث عاموس 4:7 عن "نار" الإله /يهوه/, التي تلتهم / تهوم ربة/ و /ه_حلق/, وهما ليسا "الغمر العظيم" و "الحقل" كما في الترجمة العربية المألوفة, بل "تهامة الرّبة" في منطقة قنا والبحر, وقرية "الحقلة" (مع أداة التعريف, كما في العبرية) في منطقة جيزان. و"نار" يهوه كانت بلا شك بركانية. ومباشرة إلى الغرب من الربّة, في منطقة قنا والبحر, يوجد أكبر حقول الحمم البركانية في عسير الساحلية. أما بالنسبة "للحقلة" فهي تقع بالقرب من الفوهات البركانية لجبل القارعة. ويجب أن تكون زلازل هذه المناطق البركانية في عسير الساحلية هي ما أشير إليه في المزمور 17:77 في الجملة /ءف يرجزو تهموت/. وهذه يجب أن تترجم لتقرأ "زلزلت أيضا التهامات", بدلا من الترجمة المألوفة الملتبسة "ارتعدت أيضا اللجج".

              وبغض النظر عن الجمل التوراتية التي تورد أسماء أمكنة موجودة على امتداد ساحل تهامة في جنوب الحجاز وعسير, هناك جملتان لهما مغزى جغرافي خاص تشيران إلى أمكنة في المرتفعات "المواجهة ل" أو "المشرفة على" (وبالعبرية/عل فني/) تهامة هذه. واحدة من هاتين الجملتين, في سفر التكوين 2:1, تتحدث عن /حشك عل فني تهوم/. وقد ترجمت هذه الجملة إلى العربية "وعلى وجه الغمر ظلمة". والترجمة الصحيحة هي "وعلى وجه تهامة ظلمة". والواقع أن هناك قرية اسمها "الخشقة" (خشق, قابل العبرية /حشك/ بمعنى ظلمة) في منطقة قنا والبحر, والقرية هذه في تهامة عسير. ولعلّ في الأمر هنا أيضا تلاعبا في الكلام, إذا اعتبرنا أن الجملة العبرية قد تعني أيضا "الخشقة المشرفة على تهامة".

              وإحدى هذه الجمل الأخرى في هذا الصدد ورد فيها /حقو هوج عل فني تهوم/ ( الأمثال 27:8), أي "حقو هياج المشرفة على تهامة", والحقو والهياج هما اليوم قريتان من منطقة جبل هروب, شمال شرق جيزان, وتشرفان في الواقع على تهامة. وفي النص العبري جاءت الحقو معرفة بالنسبة إلى الهياج المجاورة لتمييزها, بلا شك, عن عدد من القرى الأخرى المسماة "حقو" والتي ما زالت موجودة في مناطق مختلفة أبعد شمالا. والجملة التالية في الفقرة نفسها (الأمثال 28:8) تذكر أسماء أمكنة أخرى موجودة في أجزاء مختلفة من عسير, من بينها /عزوز عينوت تهوم/, أي "عزيزة عينات تهامة", وكل من عزيزة والعيينات ما زالتا موجودتين كقريتين تهاميتين في الجوار المباشر لليث. وفي الترجمات الراهنة تؤخذ /ب_حقو هوج عل فني تهوم/ على أنها تعني "لّما رسم دائرة على وجه الغمر". أما /ب_عزوز عينوت تهوم/, فقد جعلت في الترجمة العربية المألوفة "لما تشددت ينابيع الغمر" ويقرّ علماء التوراة بالنسبة لهذه الجملة الأخيرة بأن "معنى النص العبري غير مؤكد".

              والواضح من هذا الفصل أن /تهوم/ التوراة العبرية كانت صحراء تهامة الحالية في غرب شبه الجزيرة العربية, وليست "غمرا" أو "لجّة" من أي نوع.

              والدليل الاسمي يؤكد هذا من دون أدنى شك. وأكثر من هذا, فان ترجمات المقاطع التي تتحدث عن /تهوم/ آخذة في اعتبارها هذه الحقيقة يمكنها أن تجتاز الاختبار العملي والدقيق بكونها تحمل مغزى جغرافيا واضحا لا لبس فيه, وهو مغزى ملموس وغير تصويري. وحيث هناك معنى ملموس لأي نصّ لا يبقى هناك مجال للبحث عن أي معنى آخر.

              هذا, إذن, هو واقع الأمر بالنسبة إلى /تهوم/ التوراة, وهي اليوم ساحل تهامة على البحر الأحمر, من شبه الجزيرة العربية, ومن هنا نبدأ.

              .................................................. ........

              على أمل الانتقال في الفصل السابع القادم إلى " مسالة الأردن.

              تعليق

              • الشايب
                محلل سياسي
                • Jan 2006
                • 356

                #22
                رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                مسألة الأردن.. 1

                "الأردن" /ه_ يردن/ لم يكن في التوراة العبرية نهرا /نهر/ بالعبرية والعربية على السواء. وأكثر من ذلك, فان أهل الاختصاص يعرفون تماما أن ما من مكان وردت فيه هذه الكلمة في النصوص التوارتية معرّفة على أنها اسم نهر*.

                ..........*

                انظر سايمونز, الفقرة 137. ومع ملاحظة أن "أكثر أنهر فلسطين أهمية" لم يشر إليه أبدا في التوراة العبرية على أنه نهر, يضيف سايمونز في هامش أن "مشكلة أصل ومعنى كلمة /يردن/, التي اختلفت الآراء حولها, ما زالت بلا حل "

                .................................................. .....

                أما كيف أصبح النهر الفلسطيني الشهير يعرف بهذا الاسم فهي مسألة تستحق التمحيص بحد ذاتها, ولكنها ليست المسألة التي سنتطرق إليها هنا*.

                ..........*

                أطلق الجغرافيون العرب في الأصل اسم "الأردن" على أراضي الجليل والأجزاء المجاورة من وادي نهر الأردن وليس على نهر الأردن نفسه الذي يسمّى محليا "الشريعة", وليس "الأردن".

                .................................................. ......

                والمسألة المباشرة والآنية هي التالية: إذا كان أردن التوراة العبرية ليس نهرا, فماذا يمكن أن يكون ؟

                من ناحية علم أصول الكلمات, إن /يردن/ التوراتية هي اسم مشتق من المصدر/يرد/, والذي يعني "انحدر, هبط, سقط". ومن الجذور التي تقابل /يرد/ بالعربية "ردى" بمعنى "سقط, تهوّر من جبل عال".

                ومن هذا الجذر على الأرجح يشتق الاسم العربي "ريد" وصيغته المؤنثة "ريدة".

                و"الريد" هو "الحرف الناتىء من الجبل ". وربما "الريدة", وهي غير قاموسية, هي "النتوء الجبلي", و "القمة الجبلية", و "خط لقاء الجبل أو الجرف مع السماء".

                واستخدام التعبيرين بالعلاقة مع الأرض الجبلية ينحصر من الناحية العملية بغرب وجنوب شبه الجزيرة العربية, حيث ترد ريدة و ريدان (ريدن من ريد, قارن بالعبرية /يردن/, ولعل لاحقة النون هي في الأصل أداة تعريف مماتة) كأسماء أمكنة نكرة, أو كتعبيرين جغرافيين يدخلان في تشكيل أسماء أمكنة مركبة. وفي عسير وحدها هنالك خمس قرى جبلية على الأقل, في أقاليم مختلفة, تسمى ريدة (أو ريدة... كذا وكذا), وقريتان على الأقل تسميان ريدان. ناهيك عن ريدة وحصن ريدان التاريخي باليمن.

                في الاستعمال التوراتي, تؤخذ كلمة /ه_يردن/ تقليديا على أنها اسم النهر المعرف في فلسطين, ولكنها ليست اسما دوما بل (كما في العربية) تعبير طوبوغرافيا يعني "جرف" أو "قمة" أو "مرتفع". وفي المبنى /عبر ه_يردن/ ("عبر" أو "ما بعد" ال /يردن/), الذي أخذ حتى الآن على أنه يعني "عبر الأردن" (أي شرق الأردن), تشير /ه_يردن/ بلا استثناء إلى الجرف الرئيسي لسراة عسير الجغرافية, الذي يمتد من الطائف في جنوب الحجاز إلى منطقة ظهران الجنوب قرب الحدود اليمنية. وفي معظم الحالات, تشير /عبر ه_يردن/ إلى أراضي عسير الداخلية تفريقا لها عن عسير الساحلية التي كانت أرض يهوذا الإسرائيلية. وعلى العموم, فان /ه_يردن/, من دون /عبر/, يمكنها أن تشير إلى أي جزء من جرف عسير,

                وهي كثيرا ما تشير أيضا إلى أي من قمم والمرتفعات التي لا تحصى في الجانب البحري من عسير وجنوب الحجاز, وتشير في الحقيقة إلى قمم الجبال أو إلى الجروف في أي مكان آخر (وعلى سبيل المثال, تلك التي في جبل أبو همدان في إقليم نجران). وهذا واضح من تراكيب مثل /يردن يرحو/ الذي لا يعني "أردن أريحا" (كما في الترجمة العربية المألوفة), بل "جرف يرحو", و /يرحو/ هنا تشير إلى مرتفع من جبل عيسان, في بلاد زهران, حيث يبدأ وادي وراخ /ورخ/, وفية أيضا قرية اسمها "وراخ". وحقيقة أنه كانت هنالك أكثر من /يردن/ (وليس "أردن") واحدة تظهر أيضا في التعبير /ه_يردن هزه/ ("هذا الجرف" أو "هذا المرتفع", وليس "هذا الأردن") الذي يرد ما لا يقل عن ست مرات في أسفار مختلفة من التوراة (التكوين 11:32 , والتثنية 27:3 و 2:31 , يشوع 2:1و11 و4:22). ولو كان /ه_يردن/ اسما لنهر معين, أو في هذه الحالة اسما لجرف أو مرتفع معين, لكان يصعب التفكير بسبب يقضي بالإشارة إليه بهذه الكثرة بالتعبير "هذا الأردن" إلا إذا كانت هنالك أنهر أخرى أو أجراف ومرتفعات أخرى تحمل الاسم نفسه *. وعمليا, إن تعبير /ه_يردن هزه/ يعني ببساطة "هذا الجرف" أو "هذا المرتفع" أو "هذه القمّة", تفريقا عن أجراف أو مرتفعات أو قمم أخرى.

                .............*

                هناك عدد لا يحصى من الجداول الموسمية والدائمة التي تنبع من الأنحاء المختلفة لجرف عسير, وهو ما يفسر التعبير التوراتي /مي ه_يردن/ أو /ميمي ه_يردن/ ("ماء" أو "مياه" ال /يردن/, انظر ما يلي). وعلى العموم, فان تعبير /يردن/ يظهر في بعض الحالات في التوراة بمعنى "جدول ماء" أو "بركة". وبهذا المعنى, تكون الكلمة مشتقة من /يرد/ (وبالعربية ورد) بمعنى "ذهب إلى الماء". و "الورد" بالعربية هو "نصيب من الماء". وهكذا, فان /ه_يردن/ التي "غطس" فيها نعمان الآرامي "سبع مرات" (الملوك الثاني 14:5) ليعالج نفسه من الجذام كانت بالتأكيد بركة ماء أو نبعا أو جدولا. وإذا أخذ في الاعتبار أنها كانت قرب السامرة /شمرون/, التي هي اليوم شمران في منطقة القنفذة, فان / يردن/ نعمان كانت بلا شك تشير إلى مجمع مياه في وادي نعص الذي يجري هناك. وموطن نعمان, المسمى آرام /ءرم/, يمكنه أن يكون اليوم وادي ورم /ورم/ في النهايات السفلى لرجال ألمع. و"دمشق" /دمسق/ أو / د مسق/ التي تخصه هناك هي اليوم ذات مسك /ذت مسك/ وليس هناك نهر "فرفرة" /فرفر/ ولا نهر "أبانة" / ءبنء/ يتدفق في جوار دمشق الشام. وهذان النهران في موطن نعمان, التي يقارنهما باستحسان مع ال /يردن/ التي عولج فيها, يحملان اسمين هما اليوم لقريتي الرّفرفة (مع قلب الأحرف) والبنا /بنء/ في الجوار العام نفسه من عسير الذي هو حوض وادي حلي وروافده الكثيرة.

                تعليق

                • الشايب
                  محلل سياسي
                  • Jan 2006
                  • 356

                  #23
                  رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                  مسألة الأردن.. 2

                  ولإثبات حقيقة أن "أردن" التوراة لم يكن نهرا بهذا الاسم بل مجرد تعبير طوبوغرافي يشير إلى أجراف أو قمم ومرتفعات جبلية في جنوب الحجاز وعسير,

                  سيكون من المفيد تحديد كيفية ورود الاسم بالترابط مع مجموعات مختلفة من أسماء أماكن من غرب شبه الجزيرة العربية في نصوص مختلفة من التوراة. ويمكن أخذ المثال الأول من الرواية المفصلة للعبور الإسرائيلي لل "أردن" بقيادة يشوع, منذ اللحظة التي انطلق الإسرائيليون فيها إلى العبور من "شطيم", وحتى الختان الجماعي ل "شعب إسرائيل" في "تل القلف" (بالعبرية /جبعت ه_عرلوت/) (يشوع 1:3 و 3:5). في البداية, سيكون من الملائم تحديد النقاط الدقيقة للانطلاق والوصول.

                  ونقطة الانطلاق, "شطيم" (وتهجئتها التوراتية هي /ه_شطيم/), كانت في الظاهر قمة بجوار وادي وجّ (يحتمل أن تكون جبل سويقة الحالي, إلى الشمال مباشرة من الطائف) ورد اسمها في الكتابات التاريخية العربية على أنها جبل شتان /شتن/*.

                  .................*

                  استنادا إلى المؤرخين العرب, ذهب الرسول محمد (ص) في حجه الأخير من المدينة إلى مكة بطريق جبل شتان والقرية المجاورة كداء, التي ما زالت هناك, واسمها اليوم الكدا.

                  .................................................. ..

                  ويمكن تأكيد كون موقع "شطيم" يوجد هناك من خلال تحديد المنطقة التي وصلها الإسرائيليون بقيادة موسى, التي شملت بوضوح أجزاء منطقة الطائف الواقعة شرق الشق المائي*. ونقطة الوصول, التي جرى فيها الختان الجماعي للإسرائيليين غير المختونين, هي اليوم قرية ذي غلف, التي يكاد يكون اسمها الحالي ترجمة حرفية للاسم التوراتي /جبعت ه_عرلوت/, أي "تل القلف" أو "تل الغلف". والقلفة أو الغلفة في العربية هي الغرلة (بالعبرية /عرله/, وجمعها /عرلوت/). وفي حين أن جبل شتان يقع شرق الشق المائي لغرب شبه الجزيرة العربية, فان ذي غلف تقع غربه, في وادي أضم, في مرتفعات منطقة الليث.

                  وللوصول من جبل شتان إلى ذي غلف يجب على المرء أن يتجه جنوبا, ثم أن ينعطف غربا ليعبر الشق المائي عند مضيق وادي بقران, جنوب الطائف.

                  ومن جبل شتان إلى ذي غلف كان العبور الإسرائيلي لل "أردن", كما وصف في سفر يشوع.

                  ................*

                  استنادا إلى سفر العدد 41:33 _ 49, فان موسى قاد الإسرائيليين في المرحلة الأخيرة من تيههم من جبل "هور" /هر ه_هر/ إلى "صلمونة" /صلمنه/, ثم إلى فونون /فونن/, و"وأوبوت" /ءبت/, و"عيي عباريم" /عيي ه_عبريم/في تخم "مؤاب" /موءب/, و"ديبون جاد" /ديبن جد/, و"علمون دبلاتايم" /علمن دبلتيم/, و"جبال عباريم" / هري عبريم/ أمام "نبو" /نبو/, و"عربات مؤاب" /عربت موءب/ "على أردن أريحا" /عل يردن يرحو/, حرفيا: "على" /يردن يرحو/. ثم نزلوا (أي خيموا) "على الأردن" /عل يردن/, (حرفيا: "على الأردن") بين "بيت يشيموت" /بيت ه_يشمت/ و"آبل شطيم" /ءبل ه_شطيم/ في "عربات مؤاب" /عرب موءب/.

                  والأمكنة الثمانية الأولى المشار إليها موجودة في بلاد غامد وزهران, وهي اليوم: "مرتفع" /هر/ الهرّة /هر/, وسلامان /سلمن/, وجبل النوف, ووادي بات /بت/, و"الحجارة المكومة" /عييم/ في العرباء /عربء/ في جبل شدا, وما زالت هناك كبلاطة حجرية مثلثة مسطحة مرفوعة على ثلاثة أحجار أخرى كبيرة ومبجلة باعتبارها من آثار إبراهيم المقدسة وتسمى " مصلى إبراهيم ".

                  تعليق

                  • الشايب
                    محلل سياسي
                    • Jan 2006
                    • 356

                    #24
                    رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                    مسألة نهر الأردن.. 3

                    ويمكن تتبع هذا العبور حتى في أدق تفاصيله في مسرح غرب شبه الجزيرة العربية, مع الأخذ بعين الاعتبار أن أحدا لم ينجح في تتبع مسار هذا العبور في مسرحه المفترض تقليديا أنه من شرقي الأردن إلى فلسطين, عبر نهر الشريعة.

                    وقد جاء أن الإسرائيليين انطلقوا إلى عبورهم في وقت الحصاد, عندما كانت الوديان على جانبي ال /يردن/, أي "الجرف", ممتلئة بمياه السهول الغزيرة (16:3)*.

                    ....................*

                    نهر الأردن لا يفيض في وقت الحصاد, وهو آخر الربيع. وعلى العموم, فان هذا موسم الأمطار الغزيرة في عسير الجغرافية, وهي الأمطار التي يمكنها أن تتسبب أحيانا في سيول هائلة. وقد زرت المنطقة في أواخر أيار (مايو) وتأكدت من ذلك بنفسي.

                    ملاحظة: الأعداد تشير إلى آيات من سفر يشوع.

                    .................................................. ......

                    وعندما وصلوا إلى النقطة التي يمكنهم عبورها, تراجعت المياه لتسمح لهم بالمرور (16:3). وعن النص الأصلي بالعبرية, نقلت الترجمات العادية الحدث كما يلي:

                    " وقفت المياه المنحدرة من فوق / م_ل_معله/ وقامت ندّا واحدا بعيدا جدا /ند ءحد ه_رحق مءد/ عن أدام /ءدم/, المدينة التي إلى جانب صرتان /صرتن/, والمنحدرة إلى بحر العربة /عل يم عربه/, بحر الملح /يم ه_ملح/ انقطعت تماما, وعبر الشعب مقابل أريحا /يريحو/".

                    تقليديا, ترجمت العبرية /يم عربه يم ه_ملح/, خطأ, على أنها "بحر عربة, بحر الملح", وأخذت على أنها تشير إلى البحر الميت الفلسطيني. ومع ذلك, فان /يم/ العبرية يمكنها أن تعني "بحر" وأن تعني "غرب". ولهذا, فان الترجمة الصحيحة للجملة /عل يم عربه يم ه_ملح/ تصبح "غرب /عربه/ (اسم مكان), غرب /ه_ملح/ (اسم مكان آخر)". والموقعان موضوع البحث هما غرابة (/غرب/ بلا تصويت) في وادي بقران, مباشرة شرق الشق المائي, والقرية القريبة منها, الملحة /ملح/, مع أداة التعريف العربية, قابل مع الاسم بالعبرية /ه_ملح/ الذي يحمل أيضا أداة التعريف. وهناك ترجمات أخرى خاطئة في الفقرة المستشهد بها, وهي:

                    1- أن /م_ل_معله/ العبرية هي طريقة غير معقولة للقول "من أعلى", لأنها تعني حرفيا "من إلى أعلى". وبالشكل الصحيح, يجب أن تقرأ /م_لمعله/, أي "من /لمعله/" (اسم مكان). و/لمعله/ هذه هي اليوم قرية أسمها المعلاة /ءل _معله/ بلا تصويت في منطقة الطائف, قرب غرابة والملحة.

                    2- أن /ند ءحد/ العبرية, في هذا الإطار يجب أن تترجم "سدّا واحدا", وليس "ندا واحدا" بمعنى "أكمة واحدة".

                    3- أن /ه_رحق مءد/, إذا قرئت فيها /مءد/ ككلمة واحدة, تعني حرفيّا "المسافة الكثيرة", ولهذا ترجمت "بعيدا جدا". والتركيب "المسافة الكثيرة" غير معقول. أما إذا هي قرئت /ه_رحق م_ءد/, فيمكنها أن تعني "الممتد من /ءد/ (اسم مكان)". و/ءد/ هذه هي اليوم قرية ودّ, في الجزء نفسه من منطقة الطائف حيث توجد غرابة والملحة والمعلاة.

                    أما الأمكنة الباقية التي هي بحاجة إلى تحديد فهي "أدام" و "صرتان" و "أريحا", مع الأخذ بعين الاعتبار القرب بين المكانين الأول والثاني. و "أدام لا بد أن تكون اليوم أضم /ءضم/, تحوير عن /ءدم/ التوراتية, وهي القرية الواقعة غرب الشق المائي إلى الجنوب من الطائف, والتي يسمى بأسمها وادي أضم.

                    وأما بالنسبة ل "أريحا" /يريحو/, وهي في التهجئة التوراتية غير /يرحو/ التي هي اليوم وراخ, فهي اليوم قرية الرخية في وادي أضم. وعلى ضوء هذا كله يجب أن تترجم جملة يشوع 16:3 كما يلي:

                    "المياه المنحدرة من المعلاة ارتفعت في سدّ واحد يمتد من ودّ, عند أضم, المدينة التي هي بجانب الرزنة. وتلك المتدفقة نزولا غرب غرابة, غرب الملاحة, انقطعت تماما, وعبر الشعب مقابل الرخية".

                    ومن الواضح أن المياه التي "وقفت" لتسمح لبني إسرائيل بعبور الجرف عند عقبة بقران (وذلك لأنها ووجهت بسدّ أقيم خصيصا لهذه الغاية, على ما يظهر) كانت مياه سيل وادي أضم, الذي يجري من الشق المائي غربا باتجاه البحر. وهكذا تكون نقطة العبور قد حددت في نص سفر يشوع بدقة مذهلة.

                    وعندما عبر رجال إسرائيل (إذا كان للنص العبري أن يقرأ صحيحا) عقبة بقران بين غرابة وأضم, "حملوا اثني عشر حجرا" من الجرف /ه_يردن/ "حسب عدد أسباط بني إسرائيل" ( 8:4 ). وعندما وصلوا "الجلجال" /جلجل/, أخذ يشوع الأحجار ألاثني عشر ونصبها كمعلم لذكرى عبور /ه_يردن هزه/ ("هذا الجرف" أو "هذا المرتفع"). ولا شك في أن هذه الحكاية, كما وردت, تشكل محاولة لتفسير كيفية وجود رابية "جبل جلجلة" الصخرية في سهل "جلجل" في وادي أضم. وما زال السهل والرابية هناك حتى اليوم, باسميهما التوراتيين دون أي تغيير.

                    وللوصول إلى سهل جلجل (وهو "الجلجال" في الترجمة العربية المألوفة), كان بنو إسرائيل قد نزلوا وادي أضم "مقابل أريحا /يريحو/" ( 16:3 ), أي مقابل قرية الرخية, وهذا صحيح جغرافيا (أنظر أعلاه). وجلجل أو "الجلجال", حيث حلوا, كانت في تخم أريحا الشرقي, كما جاء في الترجمة العربية /ب_قصه م_زرح يريحو/ بالعبرية ( 19:4 ). و/قصه/ العبرية أخذت هنا على أنها تعني "تخم", و /زرح/ على أنها تعني "شرق", وهما عمليا اسمان لقريتان في وادي أضم, وهما "القصية" و "الصرحة". وقد عرّفت الثانية منهما بصرحة الرخية /زرح يريحو/, نسبة إلى قرية الرخية المجاورة لها, لتمييزها عن قرية أخرى اسمها الصرحه في المنطقة ذاتها. وبالتالي, فان الترجمة الصحيحة للجملة يجب أن تكون: "حلوا في جلجل, في القصية, من صرحة الرخية", وهكذا يكون قد أشير إلى كامل امتداد مكان حلولهم.

                    ومثل قصة أحجار جلجل أو "الجلجال" الأثني عشر, هي قصة الختان الجماعي لرجال إسرائيل غير المختونين عند /جبعت ه_عرلوت/ (التي هي اليوم ذي غلف, انظر أعلاه), إذ تمثل هذه القصة محاولة لتفسير ظاهرة غير معتادة, وهي في هذه الحالة الاسم الغريب لمكان يسمى "تل القلف". وليس موضع الاهتمام هنا عمليا معرفة سبب تسمية المكان بهذا الاسم*.

                    والمهم هو أن قرية ذي غلف الحالية في غرب شبه الجزيرة العربية – مثل الرخية (أو"أريحا") وجلجل (أو "الجلجال") والقصية والصرحة _ تقع في وادي أضم, وهو ما يطابق تماما التأويل الجغرافي الصحيح للعبور الإسرائيلي لل "أردن" بقيادة يشوع. أما إحداثيات نقطة العبور في عقبة وادي بقران, جنوب الطائف, فهي 21 شمال 40ْ 30 َ شرق.

                    ................*

                    يروي الرحالة الذين زاروا ساحل عسير في القرن لحالي أن الشباب كانوا يؤخذون إلى رابية خارج قريتهم ليختنوا هناك علنيا. والكلمة التي تستخدم محليا لفعل الختان هي "علّى", أي "رفع" أو "أخذ إلى مكان عال". وربما كانت ذي غلف, التي كانت تسمى في القديم /جبعت ه_عرلوت/, موقعا لرابية كانت تستخدم في السابق لطقوس ختان الشبان البالغين.

                    تعليق

                    • الشايب
                      محلل سياسي
                      • Jan 2006
                      • 356

                      #25
                      رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                      وفي حين أن "أردن" يشوع كانت عقبة جبلية في جنوب الحجاز, على امتداد الجرف الرئيسي لغرب شبه الجزيرة العربية, فان "أردن" لوط (التكوين 10:13_12) كان قمة جبل هروب, على بعد حوالي 450 كيلومترا إلى الجنوب _ الجنوب الشرقي, في منطقة جيزان, حيث ما زالت هناك قرية اسمها ريدان (قارن بالعبرية /ه_يردن/). ويبدو أن جبل هروب بكامله كان يسمّى /ه_يردن/

                      (أي "ريدان") في زمن التوراة. وانطلاقا من نقطة البداية في "النقب" /ه_نجب/, بين "بيت أيل" /بيت ءل/ و"عاي" /ه_عي/ (التكوين 2:13), افترق لوط عن عمه أبرام العبري وذهب ليقيم في منطقة وصفت بأنها /ككر ه_يردن/, التي جعلت عادة في الترجمات "دائرة الأردن" أو "وادي الأردن". ومع التسليم بأن /ككر/ تعني "دائرة". وهو ما يبدو صحيحا, فان /ككر ه_يردن/ يجب أن تكون إشارة إلى "محيط" جبل "ريدان" (أي جبل هروب) الذي ترويه مجاري وروافد وادي صبيا ووادي بيش.

                      وتعريف /ككر ه_يردن/ على أنها "محيط" جبل هروب الخصب, في منطقة جيزان, وليس "دائرة الأردن" في فلسطين, يتأكّد من مسار تحركات لوط كما وردت في سفر التكوين. والواضح من هذا المسار أن "النقب" التي أنطلق لوط منها ليصل إلى /ككر ه_يردن/ لم تكن إطلاقا صحراء النقب في جنوب فلسطين, بل كانت قرية النقب, التي ما زالت قائمة حتى اليوم على منحدرات رجال ألمع, غرب مدينة أبها والى الشمال مباشرة من منطقة جيزان. وهنا أيضا توجد, وحتى يومنا هذا قرية البتيلة /بتل/, التي هي "بيت أيل" التوراتية, والغّي /غي/ مع أداة التعريف العربية, قارن/ه_عي/, التي هي "عاي" التوراتية*.

                      .............*

                      الباحثون التوراتيون حددوا "بيت أيل" التوراتية, زيفا, بكونها قرية بيتين الفلسطينية على أساس التشابه السطحي بين الاسمين, ولا شيء غير ذلك. وهم يقولون إن "عاي" قد تكون قرية التل الحالية, قرب بيتين.

                      .................................................. .

                      وللوصول إلى /ككر ه_يردن/, أي "محيط" جبل هروب, كان على لوط أن يذهب أولا إلى جبل هروب, ثم أن ينزل من هناك إلى الوديان. وفي سفر التكوين 18:13 قيل عمليا إن لوط ارتحل "من قدم" (/م_قدم/ بالعبرية) ليصل إلى مبتغاه.

                      و/قدم/ هي اليوم مورد, أي مكان للسقاية, يسمى الغمد قرب ريدان, في جبل هروب. ولم يكن لمترجمي التوراة أن يعرفوا أن /قدم/ كانت اسم مكان, وبالتالي كان لديهم عذر ليأخذوها حرفيا على أنها تعني "شرق". وعلى العموم, وبافتراض أن لوط انطلق من فلسطين, وأنه كان عليه بالتالي أن يتجه شرقا ليصل إلى /ككر ه_يردن/, التي أعتقد بأنها وادي الأردن, فان هؤلاء المترجمين أساؤوا عن قصد ترجمة /م_قدم/ العبرية لتعني "شرقا", أي "باتجاه الشرق", وهم على علم كامل بأنها لا يمكن أن تعني إلا "من الشرق", إذا كانت /قدم/ تعني "شرق". وليس بسبب قلّة الأمانة, بل أكثر من ذلك بسبب الجهل بالواقع, ترجم هؤلاء القصة قيد البحث بكاملها (التكوين 10:13_12) لتقرأ تقريبا كما يلي:

                      " فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن /ككر ه_يردن/ أن جميعها سقي /كله مسقى/, قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة /ل_فني شحت يهوه ءت سدم و_ءت عمره/, كجنة الرب /ك_جن يهوه/, كأرض مصر حين تجيء إلى صوغر /ك_ءرص مصريم ب_ءكه صعر/. فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن وارتحل لوط شرقا /م_قدم/... ولوط سكن في مدن الدائرة /عري ه-ككر/ ونقل خيامه إلى سدوم /و_يءهل عد سدم/.

                      وبغض النظر عن انتقائية أخذ /ككر ه_يردن/ على أنها "دائرة الأردن", أي وادي الأردن, وعن الترجمة المقصودة الخطأ ل /م_قدم/ على أنها "شرقا" وليس "من الشرق" (وهي تعني عمليا "من الغمد"), فان مترجمي هذه الفقرة فهموا /يهوه/ العبرية, التي وردت مرتين في الفقرة كصيغة مضارع لفعل /هيه/ أي "كان", على أنها اسم اله إسرائيل /يهوه/ والمترجم عادة "الرب".

                      وكذلك, فقد أخذ هؤلاء المترجمون /شحت/ العبرية على أنها فعل ماض يعني "أخرب" أو "خرّب", في حين أنها ترد عمليا في النص كاسم مكان.

                      ولوضع ترجمة الأصل العبري, الذي له مغزاه التام كما هو, في نصاب البنية الجغرافية المتصورة في فلسطين, لجأ المترجمون إلى التلاعب بالنصّ الأصلي, فنزعوا الجملة /ل_فني شحت يهوه ءت سدم و_ءت عمره/من موقعها الصحيح, الذي يأتي في الأصل مباشرة بعد /كله مسقه/ أو "جميعها سقي", ليضعوها بعد /ك_ءرص مصريم ب_ءكه صعر/, وهذا ليس موقعها في الأصل العبري.

                      .................................................. ....

                      تعقيب: هذا تزوير خطير للغاية في النص العبري الأصلي, والذي لا يمكن لغير عالم باللغات القديمة أن يكشفه, ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب ومؤلفه. انتهى التعقيب.

                      .................................................. ....

                      وأكثر من ذلك, فقد اعتبروا أن من المسلم به كون /ءرص مصريم/ تعني "أرض مصر".

                      وفي الجملة الأخيرة افترضوا كلهم, وبلا استثناء, أن /عري ه_ككر/ تعني "مدن الدائرة" أي مدن وادي الأردن, في حين أن الأصل العبري يشير إلى "كهوف" مكان معين (بالعربية غار, أي "كهف") أو وديانه" (بالعربية غور, أي "المكان العميق" أو "الوادي"). والمرجح أن /عري/ في إطار النصّ تعني "الكهوف", نظرا لأن لوط وصف بكونه قد عاش في كهف, أو "مغارة" وهو في هذه الحالة /معره/*, في سفر التكوين 30:19 .

                      ونورد في ما يلي إعادة ترجمة للنص نفسه, محافظين على أسماء الأمكنة المذكورة بصيغتها العبرية الأصلية, من أجل تحديدها لاحقا:

                      "فرفع لوط عينيه ورأى أن كل /ككر ه_يردن/ مسقيّ باتجاه شحت /ل_فني شحت/, وهي بجانب /سدم/ و /عمره/ (/يهوه ءت سدم و_ءت عمره/). إنها كجنة /ك_جن يهوه/, كأرض /مصريم/ باتجاه /صعر/. ولهذا اختار لوط لنفسه كل /ككر ه_يردن/, وارتحل لوط من /قدم/ ... وسكن لوط في كهوف ال /ككر/, ونصب خيامه حتى /سدم/".

                      ..............*

                      عمليا /عر/ و (ليس /عير/, أي "مدينة") هي مفرد /عري/ أو /عريم/ في النص, ويقابلها بالعربية "غار" أو "غور". و/معره/ (بالعربية "مغارة") مشتقة من الجذر نفسه, وهو "غور". يقال بالعربية "غار في الشيء" أي دخل فيه, و"غار الماء" أي ذهب في الأرض وسفل فيها.

                      .................................................

                      وهذه الترجمة الجديدة للنص العبري المكتوب بالأحرف الساكنة تقدم مجموعتين من أسماء الأمكنة, احدهما تشير إلى ثلاثة مواقع في "دائرة ريدان" /ككر ه_يردن/, أي محيط جبل هروب, وهي /شحت/ و /سدم/ و /عمره/, والثانية تشير إلى موقعين في أنحاء أخرى, هما /مصريم/ و /صعر/. ومواقع المجموعة الأولى تقارن ايجابيا مع /مصريم/ بأنها "جنة" في الخصوبة. والمواقع الخمسة كلها ما زالت توجد بأسمائها في عسير اليوم, وتقع الثلاثة الأولى في منطقة جيزان, حيث يتوقع الباحث أن يجدها, ويقع الموقعان الأخيران في جوار أبها الشديد الخصوبة, وهو الجزء من السراة الذي يحظى بمعظم الأمطار. ونورد في ما يلي تحديدا للمواقع الخمسة بأسمائها الحالية:

                      1_ /شحت/: هي اليوم الشخيت (/شخت/ بلا تصويت), في جبل بني مالك, جنوب شرق جبل هروب, وشرق وادي صبيا مباشرة.

                      2_ /سدم/, أو سدوم: ما زال الاسم موجودا, وقد طرأ عليه تبديل في مواقع الأحرف "دامس" /دمس/ بلا تصويت, ووادي دامس هو الرافد الأقصى غربا لوادي صبيا.

                      3_ /عمره/, أو عمورة: الغمر /غمر/, على منحدرات جبل هروب فوق وادي دمس.

                      4_ /مصريم/: من الأكيد أن الاسم هنا لا يشير إلى "مصر" وادي النيل, بل إلى ما هو حاليا قرية المصرمة(وتلفظ حاليا المصرامة) في جوار أبها.

                      5_ /صعر/ أو "صوغر": الصعراء /صعر/, أيضا في جوار أبها. وهناك أكثر من "صوغر" أخرى في أنحاء مختلفة من عسير.

                      تعليق

                      • الشايب
                        محلل سياسي
                        • Jan 2006
                        • 356

                        #26
                        رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                        مسألة الأردن..5

                        ونورد هنا بعض التعليق المضاف لتحديد هوية المكان قيد البحث. استنادا إلى سفر التكوين 24:19 , فان "سدوم" و "عمورة" دمرتا خلال حياة لوط بمطر من "كبريت" و"نار موت من السماء", والواضح أن المقصود هو ثورة بركانية. وهناك "سدومات" عديدة محتملة أو ممكنة في عسير, أحداهما هي سدومة(/سدم/ بلا تصويت, تماما كما في التوراة), في منطقة بني شهر. لكن ليس هناك أي آثار بركانية بالقرب من أي منها. أما وادي دامس فليس كذلك, إذ أن مساره الأدنى يعبر حقل حمم براكين عكوة. ولا بد من تذكير علماء الآثار التوراتيين الذين ما زالوا يبحثون عن بقايا سدوم (أو بقايا عمورة) بالقرب من البحر الميت في فلسطين بأنه لم يعثر هناك بعد على أي آثار لنشاطات بركانية قديمة. وهاتان البلدتان لا بد أن تكونا قد دفنتا تحت حمم وادي دامس في منطقة جيزان, عند سفح جبل هروب, بالرغم من وجود قرية اسمها الغمر /غمر/, وهو اسم "عمورة" /عمره/ التوراتية بالذات, على منحدرات جبل هروب*.

                        .................*

                        يحتمل أن تقع الغمر هذه خارج محيط التساقط البركاني لعكوة. وهذا هو الأمر بالنسبة ل "عمورة" أخرى في منطقة جيزان, التي هي الغمرة في جبل بني مالك. و"عمورات" عسير (سواء بالعين أو بالغين) أكثر عددا من أن تحصى.

                        .................................................. ....

                        و /ه_يردن/ أو "الأردن" الذي ربط به المكانان اللذان ورد اسماهما في قصة هجرة لوط لا يمكنه أن يكون إلا جبل هروب, الذي ما زالت قرية ريدان تحمل إلى اليوم اسمه التوراتي (الذي يعني الجرف أو المرتفع). و "الدائرة" /ككر/ التي تلي لا بد أنها كانت تشير في الأزمنة التوراتية إلى الشعاب التي تشكّل حوضي وادي صبيا ووادي بيش في محيط جبل هروب, كما ذكرنا. وكذلك, فان /قدم/ لوط ليست "الشرق" بالتأكيد, بل مورد الغمد قرب ريدان جبل هروب*.

                        .............*

                        اخترع الباحثون التوراتيون تعبير "بنتا بوليس" أي "المدن الخمس" ل "سهل الأردن", إشارة إلى (سدوم, عمورة, أدمة, صبوييم, بالع_صوغر) (التكوين 14),

                        على أنهم لم ينجحوا في تحديد موقع أي من هذه "المدن الخمس" في وادي الأردن الفلسطيني.

                        .................................................. ..

                        وبالنسبة إلى أسم المكان /مصريم/, لا بد من لفت الانتباه إلى أنه نادرا ما استخدم في التوراة العبرية للإشارة إلى "مصر" وكما يفترض عادة.

                        وحيث لا تشير الكلمة إلى المصرمة في جوار أبها وخميس مشيط, فهي تشير إلى مصر في وادي بيشة, أو إلى المضروم /مضرم/ في مرتفعات غامد, أو إلى آل المصري في منطقة الطائف*.

                        .................*

                        بالحكم من خلال توزع أسماء الأمكنة هذه في غرب شبه الجزيرة العربية, فان /ءرص مصريم/ التوراتية (أي أرض المصريين) كانت تشمل كامل حوض وادي بيشة, بالإضافة إلى حوض وادي رنية إلى الشمال.

                        و "فرعون" التوراتي /فرعه/, كما سيذكر لاحقا, لم يكن ملك مصر, بل يبدو أنه كان الحاكم المتسلط في وقت ما على "المصرمة" وجوارها في حوض وادي بيشة. وفرعا /فرعء/ اسم لقبيلة ما زالت موجودة في وادي بيشة إلى اليوم. واسم هذه القبيلة لا يختلف في اللفظ عن /فرعه/ التوراتية, ولعلّه استمرار في الوجود للقب حكّام هذه الناحية في الأزمنة الغابرة.

                        وعندما يتم الاعتراف بأن "الأردن", أي /ه_يردن/ التوراتية, ليست اسما لنهر ما, بل لفظة تعني "الجرف, القمة, المرتفع", أو هي أسم مكان مثل ريدان يحمل الاسم نفسه, يصبح سهلا فهم تعابير توراتية مركبة أخرى تظهر فيها اللفظة نفسها. وقد لوحظ سابقا أن /يردن يرحو/ (سفر العدد 3:26و63, 12:31 , 33:48 و50 , 1:35 , 16:36 ) ليست "أردن أريحا", بل هي "مرتفع وراخ" في بلاد زهران. والى جانب /يردن يرحو/, هناك تعابير توراتية أخرى تظهر فيها نسبة مماثلة إلى /يردن/, ولا بد من دراستها.

                        إن /معبروت ه_يردن/ (القضاة 28:3 ,5:12 و6), مثلا, لم تكن "مخاوض الأردن", بل كانت "شعاب الجرف"*.

                        ...........*

                        فؤاد حمزة, الذي زار عسير سنة 1934, أحصى 24 من أمثال هذه الشعاب التي تعبر الجرف من النماص جنوبا, بغض النظر عن تلك التي بين النماص والطائف. أنظر كتابه في بلاد عسير. ( الرياض 1968 ) ص 91 _ 93 .

                        ..............................................

                        و/سفت ه_يردن/ (الملوك الثاني 13:2) لم تكن "شاطيء الأردن", بل "شفا الجرف". والشفا ( قابل /سفه/ بالعبرية) هو "حرف كلّ شيء وحدّه". وما زالت "الشفا" تستعمل في المصطلح المحلّي للدلالة على حرف السراة في جنوب الحجاز وعسير. و /جليلوت ه_يردن/ (يشوع 11:22 ) لم تكن "دائرة الأردن", بل "أجلال الجرف" (جمع جلّ, والجل من الأرض "القطعة ذات جدار وحدّ معلوم"). والأجلال هي المدرجات الزراعية في الأراضي الجبلية.

                        وأخيرا, فمن الأكيد أن /جءون ه_يردن/ (ارميا 15:12 , 19:49 , 44:50 , زكريا 3:11) لم تكن "كبرياء الأردن" (أو "أدغال الأردن", كما في معظم الترجمات الأوروبية). وكلمة /جءون/ العبرية مثبتة بمعنى "مرتفع", وما من سبب غير جموح الخيال يمكن أن يجعلها تعني "كبرياء", أو "أدغال" بمعنى "الشجر الشامخ المرتفع". عبارة /جءون ه_يردن/ يمكنها أن تشير إلى "مرتفع ريدان" (أي مرتفع جبل هروب). لكن الواقع هو غير ذلك. فهناك واديان في منطقة جيزان يسمّى كل منهما اليوم وادي غوّان /غوء ن/. الأول منهما واد ساحلي يصب في البحر عند بلدة الشقيق, والثاني أبعد جنوبا, وهو من روافد وادي بيش, وينبع من النهاية الشمالية لقمة جبل هروب (/يردن/ أو ريدان لوط) ويتصل بجداول مياه أخرى هناك. وللتفريق بين وادي "غوان الجرف" أو "غوان ريدان" هذا, ووادي غوان الساحلي إلى شماله, يسميه النص التوراتي المشار إليه /جءون ه_يردن/.

                        وهذا هو الأمر بكل بساطة, بشأن هذه العبارة التوراتية التي حيّرت حتى اليوم عقول المفسّرين.

                        تعليق

                        • الشايب
                          محلل سياسي
                          • Jan 2006
                          • 356

                          #27
                          رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                          مسألة الأردن.. 6

                          إن إعادة النظر بنص واحد يتحدّث عن /جءون ه_يردن/ هذا سيكون كافيا هنا. وفي الترجمة العربية المعتمدة لهذا النص, وهو وارد في سفر النبي زكريا 1:11 _3, يقرأ محتواه كما يلي:

                          "افتح أبوابك يا لبنان (لبنون) فتأكل الأرض أرزك /ء رز/. ولول يا سرو لأن /كي/ الأرز سقط, لأن /ء شر/ الأعزاء /ء دريم/ قد خربوا. ولول يا بلوط /ء لون/ باشان /بشن/ لأن الوعر المنيع /يعر ه_بصور/ قد هبط. صوت /قول/ ولولة الرعاة /ءللت ه_رعيم/ لان فخرهم /ءدرتم/ خرب. صوت /قول/ زمجرة الأشبال /شء جت كفريم/ لأن كبرياء الأردن /جءون ه_يردن/ خربت".

                          وهناك غموض في الترجمة. فمن هم "الأعزاء" الذين خربوا ؟ ومن هو "الوعر المنيع", ناهيك عن "كبرياء الأردن" ؟ وما هو الفعل أو الخبر المحذوف المتعلّق ب "صوت ولولة الرعاة" و "صوت زمجرت الأشبال" في الجملتين الأخيرتين الناقصتين في حلتهما العربية على الأقل ؟ وما على الباحث إلاّ أن يقابل هذا النص بالأصل العبري حتى تتضح الأخطاء اللغوية التالية فيه:

                          أولا, إن /ءشر/ في العبرية تختلف عن /كي/ التي تعني "لأن", وهي أسم موصول تقابله بالعربية عبارة "الذي". ولذلك فالجملة العبرية في الأصل, / هلل بروش كي نفل ءرز شر ءدريم شددو/, هي جملة واحدة وليست جملتين كما في الترجمة. وهي تعني حرفيا: "ولول يا سرو لأن /كي/ الأرز الذي /ءشر/ أخربته /ءدريم/ قد سقط /نفل/".

                          ثانيا, /ءدريم/ بالعبرية هي جمع مذكّر للفظة /ءدر/, والجذر منها يقابله في العربية /ذرو/ ويفيد معنى الشموخ والارتفاع. ويقابل لفظة /ءدر/ بالعربية "الذروة", أي "القمة". ولذلك فكلمة /ءدريم/ بالعربية تفيد معنى "الذرى" قبل أن تفيد معنى "الأعزاء". والقمم التي تسبب خراب الأشجار بالنار (كما هو واضح من النص) هي الذرى البركانية, لا غيرها.

                          ثالثا, /يعر ه_بصور/ هي في العبرية نكرة مضافة إلى معرفة, وليست نكرة موصوفة بنكرة, أو معرفة موصوفة بمعرفة, لكي تعتبر نعتا ومنعوتا. ولذلك فالعبارة لا يمكن أن تعني "الوعر المنيع", حتى لو سلمنا بأن/ه_بصور/ تعني المنيع, وهي بالأكيد لا تعني ذلك.

                          رابعا, إن لفظة /قول/ بالعبرية تعني "صوت" أو "صراخ", لكنها أيضا فعل أمر بمعنى "اسمع". وبترجمة /قول/ كفعل أمر يستقيم التركيب النحوي في الجملتين الأخيرتين الغامضتين من النص.

                          خامسا, بناء على أن /ءدر/ تعني "الذروة", فلفظة /ءدرتم/ معناها "ذروتهم" أو " جبلهم" وليس "فخرهم", والضمير هنا يرجع إلى /رعيم/, وفي الترجمة "الرعاة".

                          سادسا, إذا كانت /كفيريم/ (جمع /كفير/) تعني "الشبل", فالترجمة الصحيحة لعبارة /شءجت كفيريم/ هي "زمجرة أشبال" وليس "زمجرة الأشبال", لأن /كفيريم/ شيء آخر تماما.

                          وبالإضافة إلى هذه الملاحظات اللغوية, هناك ملاحظات جغرافية تتعلق بالنص تلخّص بما يلي:

                          1_ هناك جبل لبنان المعروف بالشام, والشجر فيه هو الأرز. وهناك أيضا لبنان بالحجاز, وقد ذكر الجغرافيون العرب (ومنهم ياقوت الحموي) انه "جبلان قرب مكّة يقال لهما لبن الأسفل ولبن الأعلى". واضافة إلى ذلك هناك لبينان في شمال اليمن, في جوار منطقة نجران, وهو من "أسرار" (أي أراضي أو وديان) منطقة همدان اليمنية. وللبيان هذا ذكر في "صفة جزيرة العرب" للهمداني. والمرجح أن لبينان (وليس لبنان الشام أو لبنان الحجاز) هو /لبنون/ الذي يشير إليه سفر زكريا. والأرز لا وجود له في تلك المنطقة, والشجر الذي يكثر في جوارها هو العرعر. والقواميس العربية تفيد بأن الأرز قد يكون العرعر. وليس هناك ما يمنع كون /ءرز لبنون/ التوراتي "عرعر لبينان", لا "أرز لبنان".

                          ....................... ما يلي هام جدا

                          2_ في جوار لبينان بشمال اليمن مجموعة من القمم البركانية تسمّى جبل حطاب. وقد وصفها فان بادانغ (ص 14_16) بأنها تقع على ارتفاع 2900 متر عن سطح البحر, وأنها تتألف من حوالي ستين مخروطا بركانيا, معظمها من عصور جيولوجية حديثة. وذلك يعني أن هذه البراكين كانت نشطة في العصور التاريخية. وفوهات هذه البراكين وحقول حممها تنتشر حول جبل حطّاب في كل الاتجاهات وعند الحدّ الجنوبي لجبل حطّاب توجد حتى اليوم قرية اسمها ضروان.

                          والرأي السائد بين مفسّري القرآن الكريم بأن ضروان هذه كانت الجنة المذكورة في سورة القلم. ويقول الطبري في تفسيره:"ذكر أن أصحاب الجنة كانوا أهل كتاب". ويقول الفخر الرازي في تفسيره, "قيل كانوا من بني إسرائيل". وفي هذا ما يشجع على الاعتقاد بأن براكين جبل حطاب المجاورة ربما كانت معروفة لدى زكريا وغيره من أنبياء بني إسرائيل. وربما كانت ال /ءدريم/ أي "الذرى" التي أحرقت /ءرز لبنون/, أي "عرعر لبينان", وهي ذاتها الذرى البركانية الكثيرة المجتمعة في جبل حطّاب.

                          ..............................

                          تبقى إضافة أخيرة وصغيرة, في موضوع "مسألة الأردن" ..

                          تعليق

                          • الشايب
                            محلل سياسي
                            • Jan 2006
                            • 356

                            #28
                            رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                            مسألة الأردن..7

                            3_ إذا اعتبرنا أن /لبنون/ سفر زكريا هو لبينان اليمن, وليس لبنان الشام, لا تعود هناك أيّة مشكلة بالنسبة إلى موقع /بشن/ وهي "باشان" في الترجمة العربية, وقد ساد الاعتقاد حتى الآن بأنها تشير إلى مرتفعات "البثنية" بين حوران والبلقاء, في جنوب الشام.

                            و/بشن/ هذه لا بد أنها اليوم "البثنة" في جبل فيفا, بداخل منطقة جيزان. وشجر /ءلون/ ذلك الجوار ليس البلوط بل لعلّه البطم.

                            4_ إذا كان /ءرز لبنون/ في النص يشير إلى "عرعر لبينان", و/ءلون بشن/ إلى " "بطم البثنة", فلعل الترجمة الصحيحة للعبارة الغامضة /يعر ه_بصور/ هي "وعر الصابر" أو "غابة الصابر", اعتبارا أن /ه_بصور/ (مع أداة التعريف العبرية) هي قرية "الصابر" (مع أداة التعريف العربية) في مرتفعات بني الغازي من منطقة جيزان (قابل صابر, مع /بصور/).

                            5_ إذا قرئت لفظة /رعيم/ في عبارة /ءللت ه_رعيم/ على أنها جمع /رعي/ بمعنى "راعي", وجب ترجمة العبارة "ولولة الرعاة". لكن /رعيم/ قد تكون جمع /رعي/ كنسبة إلى مكان اسمه /رع/, فتعني "أهل /رع/ أو "سكان /رع/".

                            وهناك في ناحية بني الغازي من منطقة جيزان واد صغير اسمه ريع /رع/ ينزل من أحد جوانب جبل يسمّى مصيدة. وفي ذلك ما يفسّر /ءدرتم/ (أي "ذروة" أهل وادي ريع) بأنها جبل مصيدة هذا بالذات.

                            6_ لعل /كفيريم/ (وهي جمع مذكر /كفير/) هي أيضا اسم مكان وليس كلمة عادية تعني "أشبال". وقد سبق أن /جءون ه_يردن/) هو وادي غوّان في جبل هروب المسمى قديما ريدان /يردن/. وفي جبل هروب قرية تسمّى "الرفقات" (جمع لصيغة المؤنث من /رفق/, قابل مع /كفير/) قد تكون هي /كفيريم/ سفر زكريا.

                            ويستخلص من جميع هذه الملاحظات اللغوية والجغرافية وجوب إعادة النظر في ترجمة النص العبري لكامل هذا المقطع من سفر زكريا. وربما كان المقصود به هو الآتي:

                            " افتح ابوابك يا لبينان فتأكل النار عرعرك. ولول يا سرو لأن العرعر الذي أخربته الذرى قد سقط. ولول يا بطم البثنة لأن غابات الصابر قد سقطت. اسمع ولولة أهل ريع لأن ذروتهم خربت. اسمع زمجرة الرفقات لأن غوّان ريدان قد خرب".

                            ومهما كانت الحقيقة في النهاية, فهناك شيء واحد أكيد بشأن هذا المقطع من التوراة, وهو انه لا يتحدّث إطلاقا عن "كبرياء الأردن".

                            تعليق

                            • الشايب
                              محلل سياسي
                              • Jan 2006
                              • 356

                              #29
                              رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                              أرض يهوذا.. 1

                              كانت أرض "يهوذا" في الأزمنة التوراتية تشمل الجانب البحري من عسير الجغرافية, من الشق المائي لامتداد السراة (/ه_يردن/ الرئيسية للتوراة العبرية), وحتى صحراء تهامة الساحلية (/تهوم/ التوراتية). وقد جرى التلميح إلى هذا كله قبلا, ولكن ما هو البرهان.

                              "يهوذا" في التوراة هو سبط من "أسباط إسرائيل", أي قبائل بني إسرائيل, وقد أخذ هذا السبط اسمه من جدّه الأعلى يهوذا, بن يعقوب المدعو أيضا إسرائيل. و"يهوذا" أيضا اسم المملكة التي استمرت تحت حكم بيت داود بعد وفاة سليمان. ومن اسم هذه المملكة جاء اسم "اليهودية" كدين, لأن عبادة /يهوه/ البدائية تحولت إلى دين خلقي مصقول على أيدي "الأنبياء" الذين رعاهم ملوك "يهوذا".

                              والواضح أن "يهوذا" كان اسما جغرافيا قبل أن يصبح اسما لقبيلة من بني إسرائيل (حول القبيلة وموطنها), وصيغته العبرية /يهودي/ هي اشتقاق /يهد/, المماثلة للعربية /وهد/, وهو جذر يفيد معنى "الانخفاض". ومن الجذر "وهد" بالعربية الوهد والوهدة, بمعنى "المنخفض" أو "الهوّة" في الأرض. /ويهود/ (/يهود/ كانت الاسم التوراتي لمقاطعة "يهوذا" في أيام الأخمينيين) و /يهوده/ التوراتيتان تأتيان من العبرية /يهد/, ولا بد أنهما كانتا تعبيرين طوبوغرافيين ساميّين قديمين يحملان المعنى نفسه.والواقع أن الأرض الهضابية الممتدة على الجانب البحري من عسير الجغرافية ليست مجرد أرض تحتوي على قمم وسلاسل متضافرة فيما بينها, بعضها يبرز من الامتداد الرئيسي السراة, وأخرى تقف معزولة هنا وهناك, بل هي تحتوي أيضا على "وهاد" منخفضة تتعرج بين هذه القمم والسلاسل. ولا شك أن هذا هو ما أعطى "يهوذا" القديمة اسمها*.

                              .................*

                              استنادا إلى سفر التكوين 35:29 و 8:49 ,فان الاسم /يهوده/ يعني "ليمجّد يهوه" (نحت من /يهوه يده/). وهذا التفسير المثيولوجي للاسم هو من نسج الخيال, ولا يقرّه علم اللغة. وحتى الآن لم يجد العلماء لهذا الاسم تفسيرا ناجحا, وقد افترض عموما أنه كان في الأصل اسم قبيلة وليس أسم وطن. وفي العادة تسمى القبائل بأسماء مواطنها, مع أن هنالك حالات تحمل فيها المواطن أسماء القبائل التي تسكنها. ولعلّ قبيلة "يهوذا" الإسرائيلية كانت تحمل في زمانها اسم أرض "الوهد" من تهامة جنوب الحجاز وعسير, من وادي أضم شمالا حتى مشارف منطقة جيزان جنوبا, فتسمّت على أسم الأرض ولم تسمّى الأرض بأسمها.

                              .................................................. .....

                              يمكن للباحث أن يدرس أمثلة كثيرة من النص التوراتي لكي يبرهن أن أرض "يهوذا" التوراتية, كموطن لبني إسرائيل على وجه العموم وليس لقبيلة "يهوذا" وحدها, كانت تضم المنحدرات البحرية لعسير وجنوب الحجاز حتى مرتفعات الطائف. وأحد الأمثلة الواضحة يأتي من روايتين في سفر عزرا 3:2 _63 وسفر نحميا 8:7 _65 عن عودة بني إسرائيل في أيام الأخمينيين من الآسر في بابل إلى أرض "يهوذا".

                              تعقيب: علما أن المؤلف أشار سابقا إلى أن اغلب العائدين من السبي وجدوا بلاد عسير التي تركوها خالية خربة بعد تحول طرق التجارة العالمية عن تلك المناطق. ليعاودوا الانتقال إلى فلسطين. انتهى التعقيب.

                              وهذان النصان, وباختلافات ضئيلة, يدرجان أسماء المجموعات العائدة من بني إسرائيل استنادا إلى البلدان والقرى الأصلية لها, وليس استنادا إلى القبيلة أو الأسرة في أية حال, كما اعتقد حتى الآن*.

                              ..............*

                              حتى الآن, اتجه الباحثون التوراتيون إلى الاعتقاد بأن الأسماء الواردة في اللائحتين والمسبوقة بكلمة /بني/, أي "أبناء”, كانت عموما أسماء قبائل أو أسر, وأن تلك المسبوقة ب /ءنوشي/, أي "شعب", كانت بشكل رئيسي أسماء أماكن. وفي المصطلح العبري في القديم, كما في العربية الحديثة, ينسب الناس إلى مكان تواجدهم ك "أبناء" هذا المكان, واستخدام التعبيرين الاثنين في النص العبري نفسه كان_ بلا شك _ يهدف إلى أناقة النص, وليس إلى التفريق النوعي بين "الأبناء" و "الأناس".

                              .................................................. .........

                              وباستعراض النصين, يمكن للباحث المزود بخريطة مفصّلة لشبه الجزيرة العربية, وبالمعاجم المتوفرة عن أسماء الأماكن بالعربية كموجّه مضاف, أن يعثر بسهولة على الأكثرية العظمى من البلدان والقرى التي أورد ذكرها سفر عزرا ونحميا, كمواقع ما زالت موجودة وتحمل الأسماء نفسها, أو بصيغ من هذه الأسماء يسهل التعرف إليها بشكل آني و مباشر, وذلك في أجزاء من غرب شبه الجزيرة العربية تمتد, بشكل تقريبي, من جوار الطائف والليث شمالا وحتى منطقة جيزان في الجنوب. وحتى تلك الأسماء التي أفترض أنها أسماء ل "كهنة" أو "لآويين" أو "مغنين" أو "بوابين" أو "خدم المعبد" أو "عبيد سليمان", هي أسماء تشير في الواقع إلى جماعات آتية من مناطق معينة في الإقليم العام نفسه ومن مناطق مجاورة في شبه الجزيرة العربية, وخصوصا من منطقة نجران وجوارها. وهذا هو التعريف الجغرافي بهذه الفئات الستّ الأخيرة من الأسرى العائدين, التي لم تكن على الإطلاق مجموعات من "الكهنة" أو "اللاويين" أو "المغنّين" او "البوّابين" أو " خدم المعبد" أو "عبيد سليمان" كما درج اعتبارها حتى الآن:

                              آ-"الكهنة" /ه_كهنيم/, الفئة التي يقال أنها تعد أجماليا 4289 (حوالي عشر عدد الإسرائيليين العائدين, والذي كان حوالي أربعين ألفا), وتقسم كما يلي (عزرا 36:2 -39 ), نحميا (39:7 -42 ):

                              1- "بنو" يدعيا /يدعيه/.

                              2- "بنو" إمّير /ءمر/.

                              3- "بنو" فشحور /فشحور/.

                              4- "بنو" حاريم /حرم/.

                              وكلمة /كهنيم/ التوراتية هنا يجب ألا تؤخذ على أنها صيغة الجمع لكلمة /كهن/, أو "كاهن" بالعبرية. ومن الصعب تصور أن واحدا من كل عشرة رجال من الإسرائيليين العائدين كان كاهنا. وبدلا من ذلك, فان كهنيم هنا يجب أن ينظر إليها على أنها جمع ل /كهني/, منسوبة إلى /كهن/ كاسم مكان لتعني "شعب /كهن/".

                              ويبدو الموطن الأصيل لل /كهنيم/ هو اليوم قهوان (قهن بلا تصويت, تعريبا ل /كهن/ التوراتية), من قرى وطن سلوا بمنطقة نجران. وقد أدرج عزرا ونحميا أسماء ال /كهنيم/ (أي شعب قهوان) العائدين حسب أسماء بلداتهم الأصلية أو مناطقهم الأصلية (وليس أسماء أسرهم) كما يلي:

                              1- يدعيا /يدعيه/, التي هي اليوم, بوضوح, الموطن القبلي "وداعة" (ودع بلا تصويت), في وادي نجران. ويتحدث عزرا (36:2) ونحميا (39:7), كلاهما, عن /بني يدعيه ل_بيت يشوع/, المترجمة عادة "بنو يدعيا من بيت يشوع" ولكنها تعني فعلا "شعب وداعة إلى /بيت يشوع/ (اسم مكان)", نظرا لأن اللام كحرف جرّ في العبرية تعني "إلى" وليس "من". والمجتمع المشار إليه كان بلا شك سكان منطقة تمتد من موطن الوادعة الأساسي, في قلب وادي نجران, إلى واحة "وسيع" (قارن بالعبرية /يشوع/), عند النهاية الشرقية لمنطقة اليمامة في وسط شبه الجزيرة العربية.

                              2- إمّير /ءمر/, التي هي اليوم في الظاهر واحة "الأمار" (ءمر بلا تصويت), في منطقة اليمامة في وسط شبه الجزيرة العربية, شمال شرق منطقة نجران.

                              3- فشحور /فشحور/, التي هي اليوم, بوضوح, وطن الحرشف (بقلب الأحرف) من قرى يام نجران, أو الحرشف من قرى وادي حبونا, شمال وادي نجران.

                              4- حاريم /حرم/, التي هي اليوم وادي حرم, عند الحدّ الغربي لمنطقة اليمامة.

                              من هذا, يتضح أن /كهنيم/ كان اسما أطلق في زمن التوراة على مجتمع امتد موطنه من وادي نجران باتجاه الشمال حتى وادي حبونا, وباتجاه الشمال الشرقي إلى منطقة اليمامة في وسط شبه الجزيرة العربية. ولامتداد الواسع لهذه الراضي قد يفسر لماذا كان ال /كهنيم/ العائدون, استنادا إلى كل من عزرا ونحميا, بهذه الكثرة والعدد. ونظرا لوجود أرض ال /كهنيم/ في منطقة داخلية. فقد كانت, ولا شك, منطقة ملحقة بأرض "يهوذا" أكثر مما كانت جزءا منها.

                              ب?- "اللاويون" /ه_لويم/, يقسمون كما يلي (عزرا 40:2 ونحميا 43:7):

                              1- "بنو" يشوع /يشوع/.

                              2- "بنو" قدميئيل /قدميءل/ أو /قدمي ءل/.

                              3- "بنو" هودويا /هودوي/ في عزرا, و/هودوه/ في نحميا.

                              وال /لويم/ جمع /لوي/, النسبة إلى /لو/ أو /لوه/, لم يكونوا "لآويين" كهنوتيا, بل كانوا مجتمعا يعود في أصوله إلى ما هو اليوم قرية لاوة (لوه بلا تصويت) في وادي أضم. وفي وادي أضم نفسه ما زالت هناك إلى اليوم قرية تسمى هديّة, وهي ليست إلا "هودويا" المذكورة في كل من عزرا ونحميا, يميز شعب هودويا في وادي أضم, عن مجموعتين أخريين من ال /لويم/, يأتي الكلام عنهما معا على أساس أنهما "بنو يشوع قدميئيل". وهذا لأن "يشوع" و "قدميئيل" كانا مكانين متجاورين قرب بلدة غميقة الحالية في منطقة الليث, على مسافة ما إلى الأسفل من وادي أضم. وفي هذا الجوار تتمثل "يشوع" اليوم بقرية شعية (قارن مع /يشوع/ التوراتية), بينما تتمثل "قدميئيل" بقرية القدمة (ءل قدم, قارن مع /قدمي ءل/ التوراتية).

                              ج- "المغنون" /ه_مشرريم/, بمن فيهم "بنو آساف" /ءسف/ (عزرا 41:2 و نحميا 44:7 ).

                              ولا شك أن هؤلاء كانوا مجتمعا ينتسب إلى قرية مسرّة (مسر), في منطقة بارق غرب منطقة المجاردة من عسير. والى الشرق من مسرّة, في منطقة بلّسمر, توجد قرية آل يوسف (يسف بلا تصويت), وهي ولا شك "آساف" أو /ءسف/ التوراتية.

                              د- "البوّابون" /ه_شعريم/, ويقسمون كما يلي (عزرا 42:2, ونحميا 45:7):

                              1- "بنو" شلّوم /شلوم/.

                              2- "بنو" آطير /ءطر/.

                              3- "بنو" طلمون /طلمن/.

                              4- "بنو" عقّوب /عقوب/.

                              5- "بنو" حطيطا /حطيطء/.

                              6- "بنو" شوباي /شبي/.

                              وهؤلاء ال /شعريم/ لم يكونوا "بوابين", بل كانوا في الأصل من أهل المكان المسمى حاليا "الشعارية" (شعري بلا تصويت) في منطقة الطائف. وكل القرى المواطن لل /شعريم/, كما أدرجت لدى عزرا ونحميا, يمكن العثور عليها في الجوار العام نفسه من هذه المنطقة. وهي: الشمول /شلوم/ التوراتية, و"وترة" (/ءطر/ التوراتية), والمنطلة (/طلمن/ التوراتية), وعقيب أو عقوب (/عقوب/ التوراتية), والحويّط (ويبدو أنها صيغة معربة من /حطيطء/ التوراتية), والثوابية (/شبي/ التوراتية).

                              ه- "خدم المعبد" (الترجمة المعتمدة باللغات الأوروبية للفظة العبرية /نتينيم/, والتوراة العربية لم تترجمها فأبقتها "النّتينيم"), وقد أدرجوا على أنهم "بنو" أي أهالي 35 مكانا مختلفا (عزرا 43:2 -54 , ونحميا 46:7 – 56).

                              ومن الأكيد أن هؤلاء ال /نتينيم/, لم يكونوا "خدم المعبد", بل كانوا قبيلة منتشرة في مواقع مختلفة من مناطق جيزان, ورجال ألمع, وقنا والبحر. والمناطق الثلاث هذه هي متاخمة لبعضها البعض في جنوب عسير. وربما كان موطن القبيلة الأصلي إحدى قريتين تسميان اليوم طناطن (طنطن, قارن مع العبرية /نتين/) في منطقة جيزان. وفي ما يلي القرى ال 35 التي جاؤوا منها:

                              1- صيحا /صيحء/ في عزرا, /وصحء/ في نحميا: إما الصخية أو الصخيّ في رجال ألمع.

                              2- حسوفا /حسوفء/: الحشيفة, في منطقة جيزان.

                              3- طباعوت /طبعوت/: ربّما كانت ثعابة في رجال ألمع, أو عثبة في منطقة جيزان, والاسم الأقرب (بصيغة جمع المؤنث, كما بالعبرية) هو أسم قرية العثابيات, في منطقة القنفذة.

                              4- قيروس /قرس/: كرس, أيّ من تسع قرى تحمل الاسم نفسه في منطقة جيزان, إلا إذا كانت كروس /كروس/ في المنطقة نفسها.

                              5- سيعها (عزرا), سيعا (في نحميا), /سيعهء/ في عزرا, و/سيعء/ في نحميا, وفي الحالتين مع أداة التعريف الآرامية اللاحقة, تاركة الاسم /سيعه/ او /سيع/: السعي (سعي, مع أداة التعريف العربية السابقة).

                              6- فادون /فدون/: الفدنه, في منطقة جيزان.

                              7- لبانة /لبنه/: اللّبانة (لبنه, بلا تصويت) في منطقة جيزان.

                              8- حجابة /حجبه/: الحقبة في منطقة جيزان, والحقبة في رجال ألمع.

                              9- عقّوب /عقوب/: العقيبة في منطقة جيزان (تفريقا عن /عقوب/ منطقة الطائف التي هي اليوم عقيب أو عقوب.

                              10- حاجاب /حجب/: الحجاب في قنا البحر, او الحجاب (الحجاب المسيل) في رجال ألمع.

                              11- شملاي /شملي/: الشملاء (شملء), إحدى قريتين تحملان الاسم نفسه في منطقة جيزان.

                              12- حانان /حنن/: حنينة (حنن بلا تصويت), أو ربّما الحنيني في منطقة جيزان.

                              13- جديل /جدل/: الجدل في قنا والبحر.

                              14- جحر /جحر/: جحر, أو ربما الجحرة في منطقة جيزان.

                              15- رآيا /رءيه/: راية في منطقة جيزان.

                              16- رصين /رصين/: بين إمكانيات عديدة, الاحتمال الأكبر هو رضوان (رضون بلا تصويت) في منطقة جيزان, إلا إذا كانت الرازنة (رزن بلا تصويت) في رجال ألمع.

                              17- نقودا /نقودء/ أو /نقود/ إذا أهملت أداة التعريف الآرامية اللاحقة): ناجد (نجد بلا تصويت) في منطقة جيزان.

                              18- جزّام /جزم/: الجزايم (جزم بلا تصويت) في منطقة جيزان, إلا إذا كان اسم جيزان (جزن بلا تصويت) نفسها.

                              19- عزّا /عزء/: الغزوة (غزو) في منطقة جيزان.

                              20- فاسيح /فسح/: الصافح (صفح بلا تصويت), واحدة من قريتين تحملان الاسم نفسه في منطقة جيزان.

                              21- بيساي /بسي/: بصوة في منطقة جيزان.

                              22- أسنة /ءسنه/: الوسن (وسن) في قنا والبحر.

                              23- معونيم /معونيم/ جمع /معون/ أو /معوني/: المعاني (بصيغة الجمع العربية), قريتان بالاسم نفسه في رجال ألمع, إلا إذا كانت الإشارة إلى وادي المعاين (الجمع العربي ل "معين") في منطقة جيزان.

                              24- نفوسيم / نفيسيم/ مثنى أو جمع /نفيس/: نصيفان (مثنّى نصيف) في وادي أضم. ولا بد أن الإسرائيليين من أهالي هذه القرية القدماء كانوا قد وصلوا في الأصل قادمين من مكان يحمل الاسم نفسه في منطقة جيزان لم يعد موجودا.

                              25- بقبوق /بقبوق/: جبجب في منطقة جيزان.

                              26- حقوفا /حقوفء/ مع لأداة التعريف الآرامية اللاحقة: الحجفة (مع أداة التعريف العربية) في منطقة جيزان.

                              27- حرحور /حرحور/: لا يمكن العثور عليها كاسم لمكان واحد, ولكنها ربما كانت الخر /خر/, المعرّفة توراتيا بالعلاقة مع الخيرة (خيرة) المجاورة في رجال ألمع ( أي "خرّ الخيرة") لتفريقها عن مكان آخر اسمه "حر" في منطقة جيزان.

                              28- بصلوت /بصلوت/: يحتمل أنه اسم قبيلة في صيغة جمع المؤنث الكثيرة الشيوع في العربية, مأخوذ عن اسم المكان /بلص/, قارن مع البلاص (بلص بلا تصويت) في رجال ألمع. والا فهو صلبية (صلبي أو صلبيت) في منطقة جيزان.

                              29- محيدا /محيدء/: ربّما هي حميدة, في منطقة جيزان. لكن المرجّح أنها الحميداء (حميدء, مع الاحتفاظ بلاحقة التعريف الآرامية الواردة في الاسم التوراتي), في منطقة البرك المحاذية لساحل جيزان.

                              30- حرشا /حرشء/ مع لاحقة التعريف الآرامية: الخرش (مع أداة التعريف العربية السابقة) في منطقة جيزان.

                              31- برقوس /برقوس/: إما الكرباس أو الكربوس في منطقة جيزان. وهناك اليوم قبيلة بالرقوش (ب_رقوش) في سراة الزهران, والاسم يطابق الاسم التوراتي تماما.

                              32- سيسرا /سيسرء/: لعلّها وادي شرس (بقلب الأحرف سسر) في شمال اليمن. وهناك قرية اسمها شرسى (شرسء) في منطقة الطائف.

                              33- تامح /تمح/: الطمحة في منطقة جيزان.

                              34- نصيح /نصيح/: نضوح في رجال ألمع.

                              35- حطيفا /حطيفء/: خطفا (خطفء, محافظة على لاحقة التعريف الآرامية دون أداة التعريف العربية) في منطقة جيزان.

                              من هذه التحديدات للقرى مواطن ال /نتينيم/, المتمركزة في جوار واحد من جنوب عسير, ومعظمها في منطقة جيزان, يبدو في غاية الوضوح أن هؤلاء لم يكونوا "خدم المعبد", بل قبيلة تسمّت باسم مكان هناك.

                              تعليق

                              • الشايب
                                محلل سياسي
                                • Jan 2006
                                • 356

                                #30
                                رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                                ملاحظات..

                                بالعودة إلى المقطع, ه..

                                ه- "خدم المعبد" (الترجمة المعتمدة باللغات الأوروبية للفظة العبرية /نتينيم/, والتوراة العربية لم تترجمها فأبقتها "النّتينيم"), وقد أدرجوا على أنهم "بنو" أي أهالي 35 مكانا مختلفا (عزرا 43:2 -54 , ونحميا 46:7 – 56).

                                ............................

                                لم يأتي المؤلف بجديد..

                                المشكلة كانت دائما في جغرافية التوراة, بعد أن أعاد المصوراتيين "تصويتها " في القرن العاشر الميلادي, ثم جاءت الترجمات لتزيد من تعقيد الأمور, لذلك يبدو أن الباحث في أي نص توراتي, عن حقيقة ما, سيصل إلى نتائج متغيرة باستمرار, سواء لاهوتيا او جغرافيا او لغويا او تاريخيا.

                                لنعيد ترتيب المشهد التاريخي المعتمد من قبل المؤرخ..

                                في بلاد عسير كان الشعب الذي تتحدث عنه التوراة في الألف الأول قبل الميلاد, ثم كان السبي إلى بابل, ثم كان تدوين التوراة في غير بيئتها الجغرافية, (وهذه الحقيقة هامة حتى لو أثبتت الأيام عكس نظرية الصليبي وتم تأكيد بيئة التوراة الجغرافية في فلسطين).

                                ثم عاد هذا الشعب اليهودي, إلى عسير وفلسطين, وبعد مرور مئات السنين.

                                والعائدين إلى عسير وجودوا الأرض خرابا, وطرق التجارة العالمية لم تعد تمر من بلادهم, فالتحقوا بأقربائهم في فلسطين, وزال شعب إسرائيل نهائيا من شبه الجزيرة العربية, وديانته اليهودية.

                                ثم بعد وضع النصوص التوراتية في بابل بحوالى ألف سنة, تم تصويتها في غير بيئتها الجغرافية مرّة ثانية, لتزداد الأمور تعقيدا خصوصا وأن النصوص مثقلة بالجغرافيا التوراتية, لتترجم لاحقا إلى اللغات الحية "فرنسية ألمانية إنكليزية...",

                                ثم إلى العربية.

                                من هذه الزاوية بعينها تكمن أهمية وندرة الكتاب والمؤلف معا, فهو قادر بحكم اختصاصه من العودة إلى النص الأصلي للتوراة وكما دونه اليهود القدماء, وقبل تصويته, "تشكيله", ليعيد رسم الخريطة الجغرافية من ضمن الأسماء الواردة في النص التوراتي الأصلي, والتي عجز جميع علماء اللغة والآثار التوراتيين من إثباتها في أرض فلسطين.

                                وبعد مرور أكثر من مئة عام على عمليات التنقيب المكثفة وبأحدث الأساليب العلمية وبتمويل يهودي هائل, لم يتم العثور على أي "رقيم" أو أثر حقيقي, يمكن من خلاله وبالاعتماد على النص التوراتي نفسه, إثبات وجود أحداث التوراة في فلسطين الحالية.

                                وفي المقطع التوراتي ( ه ), أعلاه, نجد أن النص التوراتي ذكر بإجماع العلماء التوراتيين, 35 اسما جغرافيا, لم يستطع أحد إيجادها في فلسطين إلى يومنا هذا, ويستطيع الأخوة المهتمين وخصوصا الفلسطينيين البحث في الخرائط الحالية والقديمة وعلى نفس النسق الذي اعتمده المؤلف ليلاحظوا وبدون جهد يذكر أن هذه الأسماء لا يمكن مطابقتها لأنها وببساطة غير موجودة في فلسطين.

                                ولا أعرف إذا كان يوجد قواميس جغرافية للقرى والبلدات والمدن الفلسطينية وخصوصا في الضفة, لكنت حاولت القيام بهذه المطابقة.

                                وإذا لم يكن هناك قواميس لغوية جغرافية فلسطينية, فهذا نقص استراتيجي حاد وخطير, ويشكل تحديا قوميا ووطنيا فلسطينيا, وعملا مقدسا للجامعات الفلسطينية, ليس بقصد إثبات او نفي حق اليهود في فلسطين, فهم لا حق لهم, وانتهينا.

                                وإنما لحفظ هوية وطن, وتضاريس أمة, وذاكرة لا يجب أن تموت.

                                تعليق

                                يعمل...