الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشايب
    محلل سياسي
    • Jan 2006
    • 356

    #31
    رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

    رض يهوذا..2

    و- "عبيد سليمان" /عبدي شلمه/, الاسم الذي أدرج ك "بني", أي شعب أو قوم, من عشرة أمكنة (لا أسر) مختلفة.

    وبدلا من أن يكون هؤلاء "عبيد سليمان", كان ال /بني عبدي شلمه/, أي بنو عبدي(م) شلمه, قبيلة تعود في أصولها إلى ما هو اليوم قرية آل عبدان (عبدن) في ناحية فيفا من منطقة جيزان, والقرية هذه معرّفة توراتيا بالنسبة إلى قرية في الناحية ذاتها اسمها آل سلمان يحيى, واسم سلمان (أو سليمان) تعريب للاسم التوراتي /شلمه/. وقد عرّفت آل عبدان هذه بأنها "عبدان سليمان" لتمييزها عن موقع في ناحية بني الغازي من منطقة جيزان اسمه أيضا عبدان. وهذه كانت مواطن هذه القبيلة في مختلف المناطق:

    1- سوطاي /سطي/: ربّما هي آل صوت (صت), في منطقة جيزان, لكن الأرجح أنها الطويسة (بقلب الأحرف) من قرى يام نجران.

    2- هسّوفرت /ه_سفرت/: رصفة في منطقة جيزان, وتبدو مختلطة نصا مع آل سفرة في منطقة بلّسمر.

    3- فرودا /فرودء/ مع لاحقة التعريف الآرامية: ربما كانت الفردة (مع أداة التعريف العربية), في رجال ألمع, والأرجح هو أنها الرفداء (رفدء), في بلّسمر, لأن اسم هذه القرية يحتفظ بلاحقة التعريف الآرامية.

    4- يعلة /يعله/: ربما كانت عاليه (عليه, بقلب الأحرف), إحدى قريتين تحملان الاسم نفسه في منطقة جيزان, لكن الأرجح أنها الوعلة, في منطقة القنفذة.

    5- درقون /درقون/: ربما كانت الدرق في منطقة جيزان, مختلطة نصا مع قردان (قردن) في منطقة الطائف. والأرجح أنها الجرذان (جرذن, بقلب الأحرف), من قرى منطقة بلّسمر.

    6- جديّل /جدل/: الجدل, في منطقة قنا والبحر (انظر أعلاه).

    7- شفطيا /شفطية/: الشطيفيّة, أيّ من ثلاث قرى متجاورة تحمل الاسم نفسه في منطقة جيزان.

    8- حطيّل /حطيل/:تبدو أنها ساحل الحلوطي (حلطي, بقلب الأحرف), وتدعى أيضا ساحل أبي علّوط (بالعين بدلا من الحاء), في منطقة جيزان.

    9- فوخرة الظّباء /فكرت ه_صبيم/, باعتبار كون /صبيم/ تصوت عادة على أنها مثنى /صبي/, أي "غزال": الفقرة, من قرى صبيا في منطقة جيزان, وهي معرّفة توراتيا بالنسبة إلى البلدتين التوأمين صبيا والظبية. وهذان الاسمان هما الاسم ذاته, الأوّل بالصيغة الآرامية, والثاني بالصيغة العربية.

    10- آمي أو آمون /ءمي/ في عزرا, و/ءمون/ في نحميا: الاختلاط هنا هو بين اليامية (يمي بلا تصويت) ويماني المروى (يمن بلا تصويت), والاثنتان في منطقة جيزان.

    إن تحديد مواطن من افترض حتى الآن أنهم أبناء "الكهنة" و"اللاويين" و"المغنين" و"البوابين" و"خدم المعبد" و"عبيد سليمان" العائدون من الأسر البابلي إلى أرض "يهوذا", والذين كانوا في الحقيقة ست مجموعات قبلية عرفت بأسماء أماكنها الأصلية, يكفي بحد ذاته إلى الإشارة إلى المكان الذي كان في الواقع أرض "يهوذا" التوراتية, قبل الأسر البابلي وبعده. ولا ضرر من تحديد الأماكن المتبقية, من تلك الواردة في عزرا 2 ونحميا 7 كمواطن أصلية للإسرائيليين العائدين من بابل, وكلها في غرب شبه الجزيرة العربية. وتسهيلا, سيجري تحديد هذه الأماكن حسب المناطق, انطلاقا من الجنوب إلى الشمال:

    آ-منطقة جيزان:

    1- آرح /ءرح/: رح, إلا إذا كانت الرّحا أو الورخة في إقليم الطائف.

    2- زتّو /زتو/, مع أداة التعريف الآرامية اللاحقة: ربما كانت الزواية (بلا تصويت زويت مع أداة التعريف العربية السابقة), والمسألة فيها نظر.

    3- آطير /ءطر/, في عزرا فقط: وتر, إلا إذا كانت الوترة أو الوتيرة, وتر بلا تصويت) في منطقة الطائف.

    4- بيصاي /بصي/: بصوة (بصو) أو البزة, إلا إذا كانت بضا (بضء) في منطقة الطائف.

    5- حاريم /حرم/: خرم, إلا إذا كانت عربات حارم ("غدير" /حرم/ بلا تصويت) في منطقة محايل.

    6- تل حرشا /تل حرشه/, أي "هضبة" حرشه, وتل ملح /تل ملح/: جبل الحشر (بقلب الأحرف من حرش) وحميل (حمل بقلب الأحرف من ملح). والأخيرة في مرتفعات الحرّث.

    7- أدّان (في عزرا) أو أدّون (في نحميا) /ءدن/ و/ءدون/: الاختلاط في الظاهر هو بين قريتين في منطقتين متجاورتين, احدهما هي حاليا الأذن /ءذن/ والأخرى هي الودانة /ودن/.

    8- حاريف /حريف/, في نحميا فقط: والاسم نفسه. وهناك أيضا حرف في رجال ألمع, وأخرى في منطقة بلّسمر, وثالثة في منطقة القنفذة. ويمكن أيضا أن تكون خرفا في منطقة الطائف.

    9- عناثوث /عنتوت/: عنطوطة.

    10- عزموت /عزموت/ في عزرا, أو بيت عزموت /بيت عزموت/, أي "معبد" عزموت, في نحميا, والاسم بصيغة جمع المؤنث: العصيمات (مع الاحتفاظ بصيغة جمع المؤنث).

    11- أدونيقام /ءدنيقم/, وفي الظاهر /ءدني قم/, أي "أرباب" أو "أسياد" /قم/:

    أي من عدد من القرى في المنطقة التي تحمل اسم "القائم" (قءم).

    ب- منطقة رجال ألمع:

    1- نطوفة /نطفة/: قعوة آل ناطف (نطف بلا تصويت).

    2- بيت أيل /بيت ءل/: البتيلة, حددت قبلا في الفصل السابع. وقد تكون أيضا بتول في منطقة جيزان, أو البتلة في ناحية تنومة بالسراة.

    3- عاي /ه_عي/: الغيّ (غي), حددت قبلا.

    4- برزلاّي الجلعادي /برزلي ه_جلعدي/, كلاهما في صيغة النسبة, والمنسوب إليه /برزل/ و /جلعد/: البرصة (هي في الظاهر /ءل برص/, وفيها تحوير عن /برز ءل/ المختصرة إلى /برزل/, وهي معرّفة توراتيا بالنسبة إلى موقع مجاور هو الجعد /ءل_جعد/, وهي تحوير عن جلعد.

    ج_ منطقتا قنا والبحر والبرك:

    1- عزجد /عزجد/, وهي في الظاهر /عز جد/: ربما كانت عزّ, في منطقة البرك, معرفة بالنسبة إلى الجدّة (جد), في منطقة القنفذة المجاورة. والمسألة فيها نظر.

    2- حبايا /حبيه/: الحبوة في منطقة قنا والبحر, إلا إذا كانت القرية التي تحمل الاسم نفسه في منطقة بني شهر, أو الخبية في منطقة جيزان. وفي حالات أقل احتمالا: حبوى والخبوا في وادي أضم.

    د- منطقة حائل:

    1- عادين /عدين/: عدينة.

    2- عيلام /عيلام/: علامة, إلا إذا كانت آل العلم في ناحية تنومة, أو غيلان في سراة غامد.

    ه- منطقة بلّحمر-بلّسمر:

    1- كروب /كروب/: ربما كانت الكربة (كرب), ويحتمل أيضا أن تكون القريبة(قرب) في منطقة جيزان, أو قريبة أخرى في منطقة الطائف.

    2- باباي /ببي/: الباب (بب), على سفح جبل ضرم.

    3- التّميم /تميم/: آل تمّام (تمم).

    و- منطقة بارق:

    1- فرعوش /فرعش/: ربما كانت الجعافرة جعفر, ولعلّها تحوير عن /فرعش/ بتحويل الشين لفظا إلى جيم, إلا إذا كانت الجعافرة في منطقة القنفذة المجاورة, أو عجرفة في منطقة قنا والبحر, أو العرافجة (عرفج) في مرتفعات غامد.

    ز- منطقة المجاردة:

    1- جبعون /جبعون/ في نحميا فقط: آل جبعان (جبعن).

    2- نبو /نبو/: نيبه (نب). إلا إذا كانت البناة (نب) في منطقة الطائف, أو نباة أخرى على سفح جبل ضرم, في منطقة بلّسمر.

    ح- منطقة القنفذة:

    1- جبّار /جبر/, في عزرا فقط: جبار (جبر بلا تصويت), أو أيا من أماكن متعددة تحمل الاسم نفسه أو متفرعات عنه في أجزاء أخرى من عسير وجنوب الحجاز.

    2- حاديد /حديد/: حذيذ, إلا إذا كانت حداد (حدد) في منطقة الطائف, أو وادي حديد في منطقة جيزان.

    3- الأوريم /ءوريم/: الرّيام, إلا إذا كانت الرّيامة في منطقة بني شهر.

    4- قرية عاريم /قرية عريم/ وكفيرة /كفيره/ وبئيروت /بءروت/: النص الوارد في يشوع 17:9 , حيث تذكر الأماكن الثلاثة معرّف بعضها البعض الآخر, وبالترافق مع جبعون , تشير بوضوح إلى منطقة القنفذة وجوارها حيث هناك قرية عامر /قريت عريم/ والقفرة /كفيره/, وربثه التي ربما كانت /بءروت/. وربثة هذه من منطقة المجاردة المحاذية لمنطقة القنفذة.

    تعليق

    • الشايب
      محلل سياسي
      • Jan 2006
      • 356

      #32
      رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

      أرض يهوذا.. 3

      ط- وادي أضم (منطقة الليث):

      1- فحث مؤاب /فحت موءب/: الفاتح (فتح بلا تصويت) معرفة بالنسبة إلى أم الياب المجاورة (ءم يب) التي هي مؤاب التوراتية, لتمييزها عن الفاتح في منطقة قنا والبحر.

      2- يشوع /يشوع/: شعية (شعي). وقد أورد كل من عزرا ونحميا "يشوع" هذه كتابعة ل "فحث مؤاب".

      3- يوره /يوره/ في عزرا فقط: ورية.

      4- بيت لحم /بيت لحم/, أو "معبد" /لحم/, ولحم تعني حرفيا "خبز" أو "طعام" أو "تموين", وهي في الظاهر اسم لإله للمؤن: أم لحم (ءم لحم, وتعني "أم", أي "إلهة" ال "خبز, طعام, تموين"*.

      ...............*

      الأمر الذي يفرض تحديد /بيت لحم/ التوراتية بكونها أم لحم, في وادي أضم, وليس أي مكان آخر, هو ترافق اسم بيت لحم في العديد من النصوص التوراتية مع اسم المكان "أفراتة" (ءفرت) الذي هو اليوم فرت (فرت) قرب أم لحم, في وادي أضم نفسه.وخذ على سبيل المثال, ميخا 1:5 : "أما أنت يا بيت لحم أفراتة, وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا"... أنظر أيضا الفصل 9.

      تعقيب: الفصل 9 هو الفصل القادم وبعنوان "أورشليم ومدينة داود". وهو غاية في الأهمية. انتهى التعقيب.

      .................................................. ......

      5- الرّامة /ه_رمه/ مع أداة التعريف: ذا الرامة*.

      ............*

      هذه هي "الرامة", قرب "بيت لحم", التي دفنت فيها راحيل زوجة يعقوب, حسب سفر التكوين. وهي "الرامة" المذكورة في ارميا 15:31 : "صوت سمع في الرامة, نوح بكاء مرّ. راحيل تبكي على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين".

      .................................................. ............

      6- جبع /جبع/: هذا الموقع الذي يترافق اسمه في التوراة مع "الرّامة" و"مخماس", هو بالأكيد العقبة (عقب, قابل مع جبع) في وادي أضم, وليس جبع في وادي حلي, على كون الموقع الثاني يحمل الاسم التوراتي بدون تحريف.

      7- مخماس /مكمس/: مقمص*.

      ..............*

      لاحظ الترافق بين جبع ومخماس مع الرامة, انظر الهامش 6 في اشعيا 28:10 -29 (ومخماس وردت في اشعيا, مخماش في الترجمة العربية).

      .................................................. .........

      8- مغبيش /مجبيش/: مشاجيب (بقلب الأحرف).

      ي- سائر منطقة الليث وبلاد غامد وزهران:

      1- طوبيا /طوبية/: يبدو أنها بويط (بقلب الأحرف) في وادي الجائزة.

      2- أونو /ءونو/: أوان في وادي مدركة, إلا إذا كانت وينة (وين) في منطقة بني شهر.

      3- يؤاب /يوءب/: الياب, في بلاد غامد قرب بلجرشي. وقد ذكرت في عزرا وفي نحميا كتابعة ل "فحث مؤاب". ويؤاب الأخرى الممكنة الأقرب إلى "فحث مؤاب" هي بواء في منطقة الطائف. وعلى العموم, فان الاسمين يؤاب (يءب) والياب (يءب) يتطابقان تماما.

      4- عيلام الآخر /عيلم ءحر/: الإشارة هنا إلى جبل العلماء (علم) ووادي يحر في تهامة زهران, واسم الجبل المنسوب توراتيا إلى اسم الوادي (بالعربية "علماء يحر"). وليست المسألة هنا مسألة "عيلام آخر" أو "أخرى".

      ك- منطقة الطائف:

      1- زكّاي /زكي/: المرجّح أنها الضيق, إلا إذا كانت الضيقة بمنطقة غميقة. وهناك إمكانيات أخرى.

      2- باني /بني/ في عزرا أو بنوي /بنوي/ في نحميا: والاختلاط هو بين مكانين في منطقة الطائف, هما قريتا البنّي والبنياء.

      3- لود /لد/: اللدّ, إلا إذا كانت اللدّة في وادي الجائزة, في منطقة الليث.

      4- أريحا /يرحو/: ورخة (ورخ), إلا إذا كانت مثل "أريحا" (يريحو و يرحو) التي نوقش أمرهما في الفصل السابع, وهما الرّخية في وادي أضم, ووادي وراخ في مرتفعات الزهران.

      من بين أسماء الأماكن ال 130 الواردة في لوائح عزرا ونحميا, والمحددة بقرب غرب شبه الجزيرة العربية الواردة أعلاه, هناك أماكن قليلة قد تبقى غير مؤكدة. وبالمقابل,

      ...................هام جدا................

      ليس هنالك إلا قلة ضئيلة جدّا من هذه الأسماء نفسها حددت بأماكن موجودة في فلسطين. وربّما كانت هذه الأسماء..... أربعة فقط..

      وهي بيت لحم ولدّ ونبو وأريحا.

      .................................................. ...............

      وهذا وحده له أن يقود إلى الاستنتاج بأن الأرض التي تسمّيها التوراة "يهوذا" (وهي غير "اليهودية" في فلسطين المذكورة في الأناجيل)*

      ............*

      "اليهودية" في فلسطين, وهي منطقة القدس والخليل, اتخذت اسمها في العصرين الهيليني والروماني من سكانها اليهود, وليس من اسم شعب أو أرض "يهوذا".

      .................................................. .............

      يجب البحث عنها في غرب شبه الجزيرة العربية, وليس في أي مكان آخر.

      والأراضي التي كانت أراضي "يهوذا" هذه تشمل المنحدرات البحرية لجنوب الحجاز وعسير, من منطقة الليث في الشمال إلى منطقة جيزان في الجنوب ضمنا, وكذلك منطقة الطائف عبر الشق المائي من منطقة الليث. ويمكن للباحث أن يحلّل نصوصا توراتية أخرى تتعلق بجغرافية أرض "يهوذا" لزيادة البرهان أن هذه الأرض كانت في عسير وجنوب الحجاز, وليس في فلسطين. لكن مثل هذا العمل لا نهاية له, وما ورد في هذا الفصل يكفي لإثبات الحدّ الأدنى من الواقع.

      تعليق

      • الشايب
        محلل سياسي
        • Jan 2006
        • 356

        #33
        رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

        أورشليم ومدينة داود..1

        كان الملك داود هو الذي أخذ "أورشليم" و"حصن صهيون". من اليبوسيين, ونقل إليها عاصمته من "حبرون" في السنة الثامنة من ملكه على "يهوذا" (صموئيل الثاني 5:5 _10). هذا ما يعرفه كل قارىء للتوراة. وهناك خمسة أمكنة تسمى حبرون ما تزال موجودة تحت اسم خربان (خربن, بقلب الأحرف) على المنحدرات البحرية لعسير, ومن بين هذه الأمكنة الخمسة يحتمل أن عاصمة داود الأولى كانت قرية الخربان الحالية في منطقة المجاردة, التي كانت ذات يوم "حبرون" أبرام, أي إبراهيم*.

        ....................*

        ليست هناك عمليا أية "حبرون" في فلسطين. وفي فلسطين أطلق اليهود والمسيحيون الاسم على بلدة الخليل الواقعة في الأراضي الهضابية جنوب "أورشليم" الفلسطينية, أي القدس. ونظرا لأن "حبرون" التوراتية ترتبط بسيرة إبراهيم, الذي يصفه القرآن الكريم (125:4) بأنه "خليل" الله أي "صديقه", فقد قبلت التقاليد الإسلامية التعريف اليهودي والمسيحي للخليل على أنها "حبرون" إبراهيم. عمليا, اسم المكان "الخليل" لا يعني "الصديق" بل هو تعريب لاسم مكان "سامي" قديم هو /حليل/ (من /حلل/ في العبرية, أي "جوّف", قارن بالعربية خلل, أي "اخترق, نفذ إلى") وتعني "كهف" أو "مغارة". ولا بدّ أن البلدة الفلسطينية كانت قد أخذت اسمها في الأصل من الكهف المعروف المجاور لها (والذي أورد ذكره الجغرافيون العرب), والذي كرس في التقاليد التالية على انه ضريح إبراهيم. ويمكن تحديد كون خربان منطقة المجاردة المحاذية لمنطقة القنفذة كانت عاصمة داود الأولى من خلال تحديد مواقع أسماء أمكنة أخرى مترافقة معها, مثل "جبعون" /جبعون/ التي هي اليوم آل جبعان, و "حلقت هصّوريم" /حلقت ه_صريم/ التي هي اليوم الحلق والصرام (والأولى منسوبة توراتيا إلى الثانية) في المنطقة نفسها (انظر صموئيل الثاني 16:2 ). ويستبعد جدّا أن يكون اسم "خربان" من "الخراب", كما يتصّور البعض, خصوصا وأنّه يرد كاسم مكان في ثلاث من خمس حالات بدون أداة التعريف العربية, وفي ذلك ما يدلّ على أن الاسم معرّب من أصل غير عربي.

        .................................................. .................

        صار يجب الآن أن نتوقف قليلا, لنعيد رسم المشهد التاريخي الزمني, لأحداث توراتية جرت قبل ثلاثة الآف سنة إلى ألفي سنة من زمننا الحاضر, ثم أعيد توظيفها لسرقة أرض فلسطين في واحدة من أغرب الإسقاطات التاريخية الدينية في كل الزمن المدون لبني البشر, وعلى امتداد جغرافية هذا الكوكب.

        مضمنا هذا المشهد إجابات على أسئلة من زملاء على امتداد المنتديات التي أقدم فيها هذا الكتاب, في محاولة لطرح نقاط أراها رئيسية وهامة.

        قراءة ورؤية خاصة للمشهد التاريخي:

        من الآن وحتى يتم التنقيب في بلاد عسير للعثور على أثار حاسمة في كونها جغرافية أرض التوراة, او في فلسطين, او ربما تقوم في المستقبل نظرية ثالثة, ولكن هذا لا يغير في الواقع الحاضر والمستقبل القادم في شيء, فعليا.

        وفي كل الحالات تم سبي هذا الشعب إلى بابل, ثم عاد إلى فلسطين هذه المرّة بعد سنوات طويلة في أرض بلاد الرافدين, وبعد أن دوّن توراته بأسفارها الأولى, وكتب بعض مزاميره.

        لأن هذه النصوص المقدسة كتبت "دوّنت", في كل الحالات بعد مئات من السنين وفي غير بيئتها الجغرافية, ثم أعيد تصويتها في القرن العشر الميلادي أي بعد حوالي ألف عام على تدوينها وفي بيئة جغرافية ثالثة هذه المرّة, وبعد أن تحولت قبائل الخزر الوثنية القاطنة في أراضي ما بين البحر الأسود وبحر قزوين, إلى الديانة اليهودية, وهم لم يكونوا أبدا من ذلك العرق البشري الذين نزلت فيه التوراة. والذين يشكلون ألان الأصل الأثني لأغلب يهود العالم باستثناء يهود الدول العربية.

        وهذه النظرية قدمها المؤرخ اليهودي الإنكليزي آرثر كوستلر في كتابه الشهير والموثّق "إمبراطورية الخزر وميراثها".

        الخلاصة:

        حتى لو كان هناك وعد الهي ما في زمن ما, لشعب إسرائيل بأرض فلسطين, فهذا الشعب قد زال بإجماع المؤرخين المحايدين, من الوجود.

        علما أنه لا في المسيحية ولا في الإسلام, أي إشارة إلى هذا الوعد الإلهي.

        ولا يمكن لأي عقل بشري أن يقبل أصلا هذا النص الإلهي العنصري.

        ولكن المشكلة الآن ليست نظرية. فلسطين سرقها من ادعوا أنهم هذا الشعب وأصحاب هذا الوعد. وهذا التبسيط المعبّر لهذا الواقع الغير مبرر والغير إنساني, ليس هو كل المشكلة.

        لأننا أمام سابقة تم قبولها وتبريرها وشرعنتها عالميا.

        قد يكون هذا الكتاب صحيحا وقد يكون مجرد نظرية علمية ما, وقد يكون بداية مؤامرة أكبر.

        وفي كل الحالات قد يتم فعلا الكشف عن أثار في غرب شبه الجزيرة العربية او اليمن او الحبشة, إذا من الممكن لليهود مستقبلا وببساطة ووفق الشرعية عينها التي قامت على أساسها دولة إسرائيل, أن يصححوا مكان هذه الدولة ويعيدوا سرقة أرض جديدة مع الاحتفاظ بفلسطين.

        قد يبدو الآن هذا الكلام وكأنه "تخريف أرذل العمر", ولكن قبل مئة سنة عندما كان يقال الكلام عينه عن فلسطين, لم يتخيل أحد أنه وبعد خمسين سنة سيصبح عين الحقيقة.

        إذا لا يمكن للعرب في السعودية أن يتجاهلوا هذه الحقيقة, ولا يحق لهم أن يتغاضوا عن هذا الاحتمال بعد اليوم.

        وليس هذا سببا للفلسطينيين لكي يفرحوا, إنها قضية مصيرية لا يفيد فيها التعامي او الهروب إلى الأحلام او اللامبالاة.

        قد يأتي يوم يقف فيه المسلمون وهم يتجهون إلى الحج إلى بيت الله الحرام, على حواجز يهودية, سواء تم العثور في بلاد عسير على آثار أو لم يتم, لأن ما عثر عليه في فلسطين من آثار لا تقنع أحدا مهما كان غبيا, وقد لا يحتاج الإسرائيلي في العشرات القليلة من السنين إلى حتى مجرد إبداء سبب لأي أحد في هذا العالم المتداعي.

        إنها حرب وجود, بين العرب والإسرائيليين.

        سوف أعود لتقديم كامل هذا الفصل قريبا إن شاء الله.

        .................................................. ........................

        بالنسبة للزملاء الذين يعتقدون أن هذا الكتاب يقدم نصا علميا مقبولا:

        أشار الكاتب إلى واقع هام, بقوله انه في الأدبيات الإسلامية تم قبول عدة تعاريف تاريخية وجغرافية على أساس النصين الدينيين اليهودي والمسيحي.

        إذا نحن بحاجة إلى مؤلفات علمية في جغرافية القرآن الكريم, وبحاجة من الزملاء في بلاد عسير والمناطق التي ذكرها هذا الكتاب, لأن يكتبوا ويدونوا كلّ التراث الشعبي وكل اللباس والتقاليد والمواقع المقدسة في الذاكرة الشعبية وكل الأساطير وحتى قصص الأطفال التراثية.

        إن الرهان على أن طرح هذا الكتاب يخالف النص القرآني, قد يكون صحيحا وكافيا لأبطال هذه النظرية, ولكن قد يكون متوافقا معها.

        وقد يكون هذا الرهان جزءا من مؤامرة ما.

        إن هذه الأرض من عسير إلى فلسطين ومن بغداد إلى الدار البيضاء, هي ملك العرب الآن ومستقبلا بسمائها ونجومها وأرضها وباطن أرضها, وكلها مقدسة.

        تعليق

        • الشايب
          محلل سياسي
          • Jan 2006
          • 356

          #34
          رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

          أورشليم..2

          وكما سنرى, لا بد أن "أورشليم" كانت تقع على مسافة ما صعودا باتجاه الشرق, في جوار النماص أو تنومة, أي في مرتفعات السراة عبر جرف عسير.

          ويظهر أن اليبوسيين /ه_يبوسي/, نسبة إلى /يبوس/, الذين كانوا يسيطرون على البلدة في الأصل, كانوا إحدى القبائل أو الأقوام العديدة التي سكنت غرب شبه الجزيرة العربية في الزمن القديم. وبين أمكنة أخرى, مازالت هناك ثلاثة تستمر في حمل اسمهم بوضوح, وهي: قرية يباسة في وادي أضم, ومنخفض وادي يبس أو يبيس على الجانب البحري من بلاد غامد, وقرية يبس في منطقة المظيلف. ومع ذلك, يبقى السؤال: وماذا عن "أورشليم".؟

          نبدأ هنا بالتدقيق في النص العبري لصموئيل الثاني6:5 -10 الذي يتحدث عن كيفية استيلاء داود على "أورشليم".

          ................................ هام جدا ..............................

          وقد أبدى الباحثون التوراتيون العجب لما اعتبروه ضآلة مذهلة في المعلومات التي يقدمها هذا النص, خصوصا وأنه يعالج حدثا كبير الأهمية في تاريخ بني إسرائيل (على سبيل المثال, انظر كيرلينغ, ص 195-197).

          .................................................. .....................

          والواقع هو أن هذه الضآلة في المعلومات ليست ناتجة عن تقصير في النص المذكور, بل عن الطريقة التي قرىء فيها هذا النصّ وفهم تقليديا من قبل الباحثين والمترجمين. وعلى سبيل المثال, فان الترجمة العربية للنصّ تورده كما يلي:

          "وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين/ءل ه_يبوسي/ سكان الأرض, فكلموا داود قائلين: لا تدخل إلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج, أي لا يدخل داود إلى هنا /لء نبوء هنه كي ءم هسيرك ه_عوريم و_ه_فسحيم ل_ءمر لء يبوء دود هنه/. وأخذ داود حصن صهيون /و_يلكد دود ءت مصدت صيون/. هي مدينة داود. وقال داود في ذلك اليوم إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود (والجملة بالعربية ناقصة, وهي في الأصل العبري: /و_يءمر دود ب_يوم ه_هوء كل مكه يبوسي و_يجع ب_صنور وءت ه_فسحيم و_ءت ه_عوريم سنءو نفش دود/).

          لذلك يقولون لا يدخل البيت أعمى أو أعرج /عل كن يءمر و عور و_فسح لء يبوء ءل ه_بيت/. وأقام داود في الحصن /ب_مصده/ وسماه مدينة داود. وبنى داود مستديرا /سبيب/ من القلعة فداخلا /من هملوء و_بيته/, وتقرأ تقليديّا /من ه_ملوء و_بيته/, باعتبار الهاء في /هملوء/ أداة تعريف. وكان داود يتزايد متعظما والرب اله الجنود معه /و_يهوه ءلهي صبءوت عمو/.

          تعليق

          • الشايب
            محلل سياسي
            • Jan 2006
            • 356

            #35
            رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

            ورشليم..3

            ولإظهار جليّة ما يقوله هذا النّص في أصله العبري, لا بدّ من الملاحظات التالية بشأنه:

            أوّلا, يقول النّص أن الملك داود ورجاله ذهبوا "إلى أورشليم" و"إلى اليبوسيين" الذين كانوا هناك.

            وهذا لا يعني بالضرورة أن داود ورجاله ذهبوا "إلى أورشليم" بقصد فتحها. ولا يذكر النّص في أي مكان آخر أن داود "أخذ أورشليم", بل يقول بكلّ وضوح, وحتى في الترجمة العربية, أن ما "أخذه" هو "حصن صهيون" وليس "أورشليم".

            والواقع هو أن بنو إسرائيل كانوا قد فتحوا "أورشليم" في أيام "القضاة", أي في زمن سابق لزمن داود, وقد سمحوا لليبوسيين الذين كانوا في البلدة بالبقاء فيها آنذاك.

            وكان اليبوسيين ما زالوا مقيمين في "أورشليم"عندما كتب سفر القضاة, وذلك بعد زمن داود بوقت طويل (انظر سفر القضاة8:1, و21", 25:21).

            ثانيا, النصّ لا يقول أن "حصن صهيون" (في الأصل العبري /مصدت صهيون/) كان في "أورشليم" بالذات أو في جوارها.

            وسيتّضح فيما بعد أن "صهيون" (والتهجئة في الترجمة العربية مأخوذة عن الصيغة الصيغة السريانية للاسم التوراتي) لم يكن على الإطلاق اسم حصن "أورشليم". وتعرّف /صيون/ في عدة مقاطع من التوراة على أنها /هر صيون/, أي "جبل" أو "هضبة" (وفي كلام أهل عسير "قعوة") /صيون/. والهضبة هذه موجودة إلى اليوم في مرتفعات رجال ألمع, غرب أبها, وبها قرية تحمل اسم /هر صيون/ بالذات, وهي "قعوة الصيان". و /مصدت صيون/ قد تترجم بالعربية "حصن الصيان". لكن هناك في جوار قعوة الصيان قرية اسمها الصّمد, وأخرى اسمها أم صمدة (/ءم صمد/, و /ءم/ البداية هي في العادة أداة التعريف في لهجة أهل عسير). ولعلّ أم صمدة, وليس الصمد, كانت هي /مصدت/ أو "حصن" الصيان. وقد حرف اسمها التوراتي, واعتبرت ميم البداية فيه /ءم/ التعريف في اللهجة العسيرية (قابل "أم صمدة" مع /مصدت/).

            ثالثا, يقول النصّ بكل وضوح أن /مصدت صيون/, أي حصن الصيان, أو أم صمدة الصيان, هي "مدينة داود". ولا يقول النصّ إطلاقا أن مدينة داود كانت "أورشليم".

            رابعا, ترجم المقطع العبري /و_يءمر دود ب_يوم ه_هوء كل مكه يبوسي و_يجع ب_صنور/ على أنه جملة واحدة: "وقال داود في ذلك اليوم إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ القناة". والترجمة هذه لا تجوز لأن مقول القول فيها ناقص الفعل, كما هو ظاهر, وبالتالي فهو ليس جملة كاملة. والمقطع هذا هو في الواقع جملتان, لأن /و_يجع ب_صنور/ الأخيرتين تشكلان جملة كاملة, ومعناها "ووصل إلى صنور". أمّا الجملة الأولى من المقطع, وهي في الأصل /و_يءمر دود ب_يوم ه_هوء كل مكه يبوسي/, فمعناها "وقال داود: في هذا اليوم تمت هزيمة اليبوسيّين" (ومقول القول حرفيا, "في هذا اليوم كلّ هزيمة اليبوسيين", وهو جملة أسمية كاملة, والمبتدأ فيها مؤخّر). والواضح من النص أن داود قال هذا القول مباشرة بعد أخذه /مصدت صيون/. ويستنتج من ذلك أن /مصدت/ (أي أم صمدة) /وصيون/ (أي قعوة الصيان), في مرتفعات رجال ألمع, كانت عند الحدّ الأقصى من أرض اليبوسيّين.

            خامسا, يستفاد من الترجمة العربية للنصّ الذي يجري البحث عنه هنا أن سكّان "أورشليم" اليبوسيّين اشترطوا على داود نزع "العميان والعرج" من البلدة. وهذا كلام لا معنى له.

            أما إذا أخذنا النصّ الأصلي, وتحفظنا تجاه ترجمة /ه_عوريم و_ه_فسحيم/ ب "العميان والعرج", فيكون المفهوم منه ما يلي: "فكلّموا داود قائلين: لا تدخل إلى هنا ما لم تتخلّص من ال /عوريم/ و ال /فسحيم/". والواضح أن كلام اليبوسيّين هذا كان نصحا لداود وليس تحدّيا له. وفي الترجمة العربية للمقطع /و_يجع ب_صنور وءت ه_فسحيم وءت ه_عوريم سنءو نفش دود/ ما يوحي بأن داود أمر رجاله بالهجوم على "أورشليم" عن طريق "القناة" /صنور/, حيث كان "العرج" و "العميان" المبغضين من داود. والواقع هو أن /صنور/ في هذه الجملة هي أسم مكان. وبناء على ذلك, فالترجمة الصحيحة للجزء الأوّل من هذا المقطع هي: "ووصل (داود) إلى /صنور/ والى ال /فسحيم/ والى ال /عوريم/".

            أمّا الجزء الثاني, فلا يمكن أن يعني "المبغضين من نفس داود" لأن /سنءو/ بالعبرية هي فعل ماض, معلوم لا مجهول, والفاعل فيه ضمير مستتر تقديره هم, وليس هو, ويرجع إلى ال /فسحيم/ وال /عوريم/, وليس إلى داود.

            والجملة التي تلي /سنءو نفس دود/ في الأصل هي, /عل كن يءمر و عور وفسح لء يبوء ءل ه_بيت/, ومعناها حرفيا "لذلك يقولون /عور و فسح/ لا يدخل إلى البيت", ويبدو أن الإشارة هي إلى قول أو مثل مألوف (قابل مع المثل العربي. "لا تدلّ البدوي على باب الدار"). وبذلك تكون ترجمة بكامله كما يلي: " كرهوا شخص داود. لذلك يقال /عور و فسح/ لا يدخل البيت". وفي المقطع, على ما يظهر, محاولة لتفسير مثل شائع عن طريق ربطه بحدث تاريخي.

            سادسا, يقول النصّ بكل وضوح أن داود, بعد وصوله إلى /صنور/ وكسرته لشوكة ال /عوريم/ وال /فسحيم/, جعل إقامته /ب_مصدت/ ("في الحصن" أو "في أم صمدة") وليس في "أورشليم", وأنه أسمى هذا المكان وليس غيره "مدينة داود".

            ويضيف النصّ, بالترجمة العربية, أن داود بنى "مستديرا" (سبيب) من "القلعة" (هملوء, مقروءة /ه_ملوء/, باعتبار هاء البداية كأداة تعريف كما سبق). والواضح هو أن ما بناه داود لم يكن "مستديرا" بل "سورا". أمّا /هملوء/, فليست "القلعة" بل اسم مكان ما زال موجودا في مرتفعات رجال ألمع, وهو اليوم قرية الهامل (مع الاستعاضة عن الهمزة الأخيرة في الاسم التوراتي, وهي لاحقة التعريف الآرامية, بسابقة التعريف العربية). والخلاصة هي أن ما بناه داود في جوار قعوة الصيان كان سورا يبتدىء من الهامل ويمتدّ داخلا, أي باتجاه "مدينة داود", وهي على الأرجح أم صمدة كما ذكرنا*.

            ...................*

            من الضروري التحقّق من مدى التقارب بين قرى قعوة الصيان والهامل وأم صمدة, في رجال ألمع, قبل البت نهائيا في هذا الأمر. وقد تعذّر عليّ أن أفعل ذلك شخصيا.

            .................................................. .........

            تعقيب: قد يبدو الآن أن تنقيبا بسيطا وبدون الحاجة إلى علماء آثار, بحثا عن سور ما أو بقاياه, او حتى مجرد أساطير شعبية في تلك المنطقة التي حددها بدقة الكاتب في رجال ألمع, كافية لتأكيد هذه النظرية. انتهى التعقيب.

            .................................................. .........

            سابعا, تقول الترجمة العربية أن "الرّب اله الجنود" كان مع داود.

            والأصل العبري يقول, /و_يهوه/ (فعل بمعنى "كان" وليس "يهوه", أي "الرّب") /ءلهي صبءوت عمو/, أي "وكان اله /صبءوت/ (اسم مكان, وليس "الجنود") معه. /وصبءوت/ التوراتية هي اليوم الصّبيات في جوار النماص من سراة عسير.

            تعليق

            • الشايب
              محلل سياسي
              • Jan 2006
              • 356

              #36
              رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

              أورشليم..4

              يبقى النظر في قضية /صنور/ وال /عوريم/ وال /فسحيم/. والواضح أن الأول هو اسم مكان بالمفرد والثاني والثالث جمع /عور/ و /فسح/, أو جمع نسبة إلى /عور/ و /فسح/ (أي جمع /عوري/ و /فسحي/).

              والأكيد أن الكلمتين لا تردان في النص المطروح بمعنى "العميان" و "العرج". ولا بدّ أن الإشارة في الاسمين هي إلى قبيلتين من القبائل التي كانت تناصب بني إسرائيل أشدّ العداء. ويفيد النصّ بأن هاتين القبيلتين كانتا في جوار مكان اسمه /صنور/.

              ويقول سفر القضاة أن بني إسرائيل عندما استولوا على "أورشليم" قبل زمن داود كانوا قد سعوا إلى إخضاع "الجنوب" /ه_نجب/, وكذلك "البلاد الهضابية" أو "الجبل"/ه_هر/ و"الأراضي المنخفضة" أو "السهل" /ه_شفله/, من أراضي الكنعانيين (قضاة 9:1), ولكن بلا نجاح على ما يظهر, لأن سفر القضاة لا يذكر مثل هذا النجاح.

              ويستنتج من ذلك أن داودا كان عليه أن يتجه جنوبا من "أورشليم" ليستولي على باقي أرض اليبوسيين حتى قعوة الصيان وأم صمدة والهامل في رجال ألمع, فيقول بعد أخذه لهذا الموقع: "في هذا اليوم تمّت هزيمة اليبوسيّين". وكان على داود أيضا أن يستمرّ في الاتجاه جنوبا من هذه المواقع ليصل إلى /صنور/ ويكسر شوكة ال/عوريم/ وال /فسحيم/, وهما المبغضين لداود, والذين كان يضرب بهم المثل بالإزعاج فيقال عنهم أنهم "لا يدخلون إلى البيت", أي أنهم شعب غير مرحّب به في البيوت. والواقع هو أن /صنور/ التوراتية هي اليوم قرية الصرّان على سفح جبل هروب في شمال منطقة جيزان, إلى الجنوب من رجال ألمع. والباحث عن موطني ال /عوريم/ وال /فسحيم/ يجده في ذلك الجوار بكلّ سهولة, فهما جبل عوراء /عور/ إلى الشمال من جبل هروب, وصحيف /صحف/, من قرى جبل الحشر, جنوب جبل هروب.

              وهكذا تصبح جغرافية النصّ المطروح واضحة تماما: داود اتجه جنوبا من "أورشليم" ليستولي على جوار قعوة الصيان في رجال ألمع, ثم استمرّ في الاتجاه جنوبا إلى الصرّان, في جبل هروب, وضرب "العورائيين" و"الصحيفيين" (وليس العميان والعرج) في ذلك الجوار, وذلك بناء على النصح الذي تلقاه من أهالي "أورشليم" اليبوسييّن. ثم عاد من حملته هذه إلى رجال ألمع فحصّن "مدينة داود" في أم صمدة, بجوار قعوة الصيان, وجعل مقامه هناك ليبقى ساهرا على حدوده الجنوبية المهدّدة. وهكذا, فان المعلومات التي يوردها سفر صموئيل الثاني عن أخذ داود ل "مدينة داود" (وليس ل "أورشليم") ليست ضئيلة, كما أعتقد علماء التوراة حتى اليوم, بل هي في غاية الدقّة والتفصيل. ويبدو أن التحصينات التي أقامها داود في جوار قعوة الصيان (وليس "جبل صهيون"), بين الهامل وأم صمدة, لحماية مملكته من جهة الجنوب, كانت بالنسبة إلى زمانها على جانب كبير من المناعة. وها هو ما قيل في وصفها في المزمور12:48-13:

              "طوفوا ب صهيون /صيون/ ودوروا حولها, عدّوا أبراجها, ضعوا قلوبكم على متارسها, تأملوا قصورها لكي تحدثوا بها جيلا آخر"*.

              ...................*

              هذا المزمور منسوب إلى "بني قورح" /بني قرح/ الذين ما زال اسمهم حيا لم يمس, بكونه لقريتي القرحة /قرح/ في جبل فيفا, والقرحان /قرحن/ في جبل بني مالك, وكلاهما في منطقة جيزان, بعيدا إلى الجنوب من رجال ألمع. وفي جملة سابقة من المزمور نفسه (2:48) يوصف "جبل صهيون" عمليا بكونه في "أقاصي الشمال".

              .................................................. ..............

              ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه, خلافا للانطباع السائد, فان التوراة العبرية لم تقل في الواقع, في أي مكان منها, أن "صهيون", إلى جانب "أورشليم". وذكر "صهيون" إلى جانب "أورشليم" في عدد من المقاطع التوراتية (مثل: المزامير 21:102, 1:125و2, 21:135, 12:147) لا يتضمن بالضرورة قربا جغرافيا أو تعريفا لأحد المكانين بالآخر. ومن نصوص مزامير عديدة (مثل: 1:65, 2:74, 2:76, 13:132, 21:135), يمكن للباحث أن يجمل أن داود كان قد كرّس "صهيون" أو "جبل صهيون" _ بغض النظر عن كونها الهضبة التي وجدت فيها مدينة داود _ كمكان عبادة أو مقام مقدس بديل, فيما يظهر, لمقام أقدم اسمه "ساليم" (شلم, وليس "أورشليم", انظر المزمور 2:67). ولا بد أن موقع مقام "صهيون", المختلف عن "مدينة داود", كان المرتفع الذي تقع فيه القرية الحالية قعوة الصيان. وببعض التنقيب الأثري, يمكن لحقائق القضية أن تزداد وضوحا.

              تعليق

              • الشايب
                محلل سياسي
                • Jan 2006
                • 356

                #37
                رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                إن هذا الملاكم الذي يعتدي على قرّاء المقطع الأخير من ما سبق هو فعل لا إرادي ومحض افتراء على النص.
                وكان المفروض أن يظهر رقم المزمور المشار اليه لأتفاجىء بملاكم راقص على ايقاع المزمور المذكور.
                ورقم المزمور هو اثنان على ثماني واربعون.ويبدو أن ترميزه هو 8) اي : أول القوس اليساري ثم الرقم ثمانية.
                اتمنى في التحديث المقبل الانتقال الى ترميز لا عددي للأيقونات.

                تعليق

                • الشايب
                  محلل سياسي
                  • Jan 2006
                  • 356

                  #38
                  رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                  أورشليم..6

                  أبواب أورشليم:

                  1- باب "بنيامين" /بن يمن/, ارميا 13:37 , 7:38 , زكريا 10:14 : بين احتمالات عديدة, ربما كانت ذات يومين (يمن بلا تصويت) في منطقة بلّسمر وبلّحمر.

                  2- باب "الزاوية" /ه_فنه/, الملوك الثاني 12:14 , قارن مع أخبار الأيام الثاني 23:25 , أخبار الأيام الثاني 9:26, ارميا 38:31, زكريا 10:14 : هي في الظاهر النياّفة /بقلب الأحرف, مع أداة التعريف العربية بدلا من العبرية, في منطقة بني عمرو في السراة.

                  3- باب "الدّمن" /ه_شفت/ نحميا 13:2, 13:3و14, 31:12 : بين احتمالات عديدة, ربما كانت الشّفوة أو الشّافية (كلاهما شفت بلا تصويت) في رجال ألمع.

                  4- باب "الشرق" /مزرح/ وقد تقرأ /م_زرح/, أي "من مكان الشروق", نحميا 29:3 : آل محرز (بقلب الأحرف من مزرح), إحدى قريتين تحملان الاسم نفسه في منطقي بني شهر وبلّحمر, غرب النماص.

                  5- باب "أفرايم" /ءفريم/, الملوك الثاني 13:14, قارن مع أخبار الأيام الثاني 23:25, نحميا 16:8, 39: 12 : الوفرين (مثل ءفريم في المثنى) في منطقة بني شهر.

                  6- باب "السمك" /ه_دجيم/ أخبار الأيام الثاني 14:33, نحميا 3:3, صفنيا 10:1 : ذات الدماغ (دمغ), في حوض وادي بيشة, وقد ذكرها أحمد بن عيسى الرّداعي في أرجوزة الحج اليمني (انظر الهمداني, "صفة جزيرة العرب", ص430). ويبدو أنه لم يعد لها وجود اليوم بهذا الاسم.

                  7- باب "العين" /ه_عين/ نحميا 14:2, 15:3, 37:12 : والإشارة قد تكون إلى ينبوع محلّي, وإلا فهي إلى القرية الحالية "العين" في السراة, في منطقة بلّسمر, وهي القرية الأقرب إلى النماص بهذا الاسم.

                  8- باب "الخيل" /ه_سوسيم/ نحميا 28:3, 40:31 : الإشارة هنا قد تكون إلى قرية السّوسيّة (الجمع بالعربية من سوس) في بلاد زهران, لكن الأرجح أن المقصود هو المسوس (تحوير بقلب الأحرف عن سوسيم) في رجال ألمع.

                  9- باب "العد" /ه_مفقد/ نحميا 31:3 : الأكثر احتمالا هو الميناء الحالي القنفذة, الذي هو الميناء الأقرب إلى منطقة النماص وجوارها, والذي يمكن لاسمه أن يكون تحريفا تعريبيا ل /ه_مفقد/, مع تحويل أداة التعريف العبرية إلى أداة التعريف العربية, كما في معظم الأحوال المشهودة.

                  10- الباب "الأوسط" /ه_توك/ ارميا 3:39 : الطوق مع أداة التعريف العربية, في رجال ألمع.

                  11- الباب "العتيق" /ه_يشنة/ نحميا 6:3 , 39:12 : ياسينة (يسنه بلا تصويت), في منطقة القنفذة.

                  12- باب "السجن" أو "الحرس" /ه_مطره/ نحميا 39:12 : ماطر (مطر بلا تصويت) في منطقة محايل.

                  13- باب "الضّأن" /ه_صون/ نحميا 1:3 و32 ,39:12 : آل زيّان (زين بلا تصويت, الرديف فونولوجيا ل صون), في منطقة بلّحمر.

                  14- باب "بنيامين الأعلى" /بن يمن ه_عليون/ ارميا 2:20 : لا شك بأنها آل يماني (يمن بلا تصويت) في سراة بلقرن, شمال النماص, وهي منسوبة توراتيا إلى قرية عليان المجاورة.

                  15- باب "الوادي" /ه_جيء/ أخبار الأيام الثاني 9:26 , نحميا 13:2 و15 , 13:3 : بين احتمالات عديدة, الأرجح هي الجية (جي مع أداة التعريف) في منطقة النماص, إلا إذا كانت الجوّ (جو ومع أداة التعريف أيضا) في منطقة بلّسمر غرب النماص.

                  16- باب "الماء" /ه_ميم/ عزرا 1:8 , نحميا 26:3 , 1:8 و3 و16 , 37:12 : يحتمل أنها المومية في منطقة قنا والبحر المحاذية لرجال ألمع, ويحتمل أيضا أنها المايين (المثنى بالعربية من "ماء") في منطقة المدينة, على امتداد طريق القوافل الرئيسية لغرب شبه الجزيرة العربية المتجهة إلى الشام, إلا إذا كانت إشارة عمليا إلى " ماء " محلية.

                  17- الباب "وراء السعاة فتحرسون حراسة البيت" /ء حر ه_رحيم و_شمرتم ءت مشمرت ه_بيت مسه/ الملوك الثاني 6:11 : والترجمة الأصح للأصل العبري هي: /ءحر/ ال /رحيم/ و /شمرتم/ بجانب برج الحراسة ل /بيت مسه/. والإشارة هي إلى الأماكن الأربعة التالية, وجميعها في منطقة القنفذة وجوارها المباشر: اليحور (يحر بلا تصويت), وصروم (تحوير بقلب الأحرف عن /رصيم/), والسمرة (سمرت, ولاحقة الميم في /شمرتم/ العبرية هي ضمير الجمع المضاف إليه للغائب, ويعود إلى يحر و رصيم), وحلّة مصوى ("مستوطنه", نظرا ل /بيت/ العبرية, أو "منزل" مصو, قارن مع /مسه/ التوراتية). وبذلك يستقيم المعنى الجغرافي على الوجه الآتي: "باب يحور وصروم وحلّة مصوى المنسوبة اليهما".

                  18- باب "السورين" /بين ه_حمتيم/ الملوك الثاني 4:25 , قارن مع ارميا 4:39 , 7:52 : الإشارة هنا إلى "بين" (أي "ناحية" أو "مرتفع") آل حماطان في سراة زهران. والصيغة المعرّبة للاسم هي في صيغة المثنى, كما في الأصل العبري*.

                  .................*

                  الصيغة العبرية المفردة من الاسم /حمت/ (كما في سفر العدد 21:13 و 29 وأماكن أخرى من التوراة العبرية) استمرت في الوجود أيضا في جنوب الحجاز وعسير كاسم لقرية تسمى ذوي حمط, وست قرى تسمى حماطة. والخلط بين اسم المكان التوراتي هذا واسم حماه (حمه أو حمت) الواقعة في وادي العاصي في الشام ....هام جدا....

                  فعل الكثير في إبعاد الفهم التقليدي للجغرافيا التوراتية عن مرماه. ولا بد من إعادة النظر بعناية بمضمون الاسم نفسه كما ورد في السجلات المصرية وفي السجلات الآشورية والبابلية القديمة.

                  .................................................. ...

                  19- باب "شلكّة" /شلكت/ أخبار الأيام الأول 16:26 : شقلة في منطقة القنفذة.

                  20- باب "السور" /ه_يسور/ الملوك الثاني 6:11 , أخبار الأيام الثاني 5:23 : آل يسير في منطقة تنومة, جنوب النماص, في اتجاه أبها.

                  21- باب "يشوع رئيس المدينة" /يهوشع سر ه_عير/ الملوك الثاني 8:23 : هنا تبدو القرية الحالية شوعة (شوع), في منطقة قنا والبحر, معرفة توراتيا بالنسبة إلى قريتي السّر (سر) والغار (غر), في منطقة رجال ألمع المجاورة (بالعربية, "شوعة سرّ الغار").

                  22- باب "الفخّار" /ه_حسروت/ ارميا 2:19 : لعلّها الخريزات (تحوير بنقل الأحرف وقلب السين إلى زين عن /حسروت/, وهي أيضا بجمع المؤنث كما بالعبرية, في جوار حلي من منطقة القنفذة.

                  23- "باب الرب الجديد" /سعر يهوه ه_حدش/ ارميا 10:26 : أو "باب بيت الرب الجديد" /سعر بيت يهوه ه_حدش/ ارميا 10:36 : تبدو الاشارة هنا إلى مقام قديم كان مكرسا في زمن التوراة للربّ /يهوه/ في القرية الحالية التي تدعى الحديثة (الترجمة العربية للكلمة العبرية /ه_حدش/, في منطقة القنفذة.

                  24- "الباب الأعلى لبيت الرب" /سعر بيت يهوه ه_عليون/ أخبار الأيام الثاني 3:27 , والترجمة الأفضل هي "باب /ه_عليون/ بين الرب" : والمقام المذكور لا بدّ أنه كان في آل عليان (ءل علين, أي "اله" علين) في منطقة النماص.

                  25- "الباب الأول" /سعر ه_رءشون/ زكريا 4:14 : يحتمل أنها الرّوشن في وادي بيشة, وأقل احتمالا كونها ريشان أو الروسان في منطقة الطائف*.

                  ..............*

                  قارن بين تحديدات أسماء أبواب أورشليم هنا وتلك الواردة في كتاب ج. سايمونز:

                  J.Simons, Jerusalem in the Old Testament (Leiden 1952



                  وتحديدات سايمونز تعتمد فقط على المكتشفات الأثرية في أورشليم الفلسطينية, من دون أية أدلة اسمية تدعمها.

                  تعليق

                  • الشايب
                    محلل سياسي
                    • Jan 2006
                    • 356

                    #39
                    رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                    توضيح ..
                    يرجى الأنتباه الى الترقيم , فقد تجاوزت الأضافة "أورشليم ..5 " , وأعود لأثبايها في ما يلي, حتى لا يضيع التسلسل .

                    تعليق

                    • الشايب
                      محلل سياسي
                      • Jan 2006
                      • 356

                      #40
                      رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                      أورشليم..5
                      وفي ضوء ما قيل حتى الآن يجب البحث عن "أورشليم" التوراتية (ير وشليم بالعبرية, وتعرب يرو شليم)* في منطقة..
                      ...................*
                      لقد اعتبر اسم /ير وشليم/ حتى الآن لغزا. والأرجح هو أنه يعني "مقر" أو "مسكن" (الاسم /يرو/, قارن مع مصدر الفعل بالعربية (ءري), أي "سكن" أو "أقام") /شليم/ (قارن مع الاسم العربي الحي "سليم" في مرتفعات عسير). والمصدر من الفعل (ءري) يظهر في أسماء أماكن أخرى في غرب شبه الجزيرة العربية, كما في أرواء (ءرو) وأروى (ءرو). و إذا لم يكن الاسم /شليم/ اسم قبيلة (وربما قبيلة فرع من اليبوسيين), فيحتمل أنه كان اسم اله محلي, وربما تنويع في /شلم/. وبالتالي فان اسم المكان /ير وشليم/ يعني "مقر سليم", أو "مقرّ شلم"(اسم الإله).
                      .................................................. ..................
                      ..في منطقة ما إلى الشمال من قعوة الصيان (وهي "جبل صهيون" في رجال ألمع), لأن داود اتّجه جنوبا من "أورشليم" ليصل إلى "حصن صهيون" كما سبق. والأرجح هو أن "أورشليم" هذه (المختلفة عن "أورشليم الفلسطينية"), يمكن أن يعثر عليها فورا على مسافة 35 كيلومترا إلى الشمال من بلدة النماص في سراة عسير, شمال أبها. إنها القرية التي تسمى اليوم آل شريم (ءل شريم), التي يحتوي اسمها على بعض التحريف التعريبي عن الأصل /يرو شليم/ (تغيير موقعي الحرفين الراء واللام بين قسمي الاسم المركب)*.
                      ...................*
                      ويحتمل أيضا أن يكون الاسم /ير وشليم/ جمعا لاسمين حاليين لقريتين, هما: أروى (ءرو) وآل سلام (سلم) في جوار تنومة من السراة, غير بعيد إلى الجنوب من النماص. وفي هذا الحال, ربّما نسبت أروى إلى قرية آل سلام المجاورة لتمييزها عن قرية آل عمر أرواء في المنطقة ذاتها. وهناك حاجة لدعم علم الآثار للبرهان على هذه النقطة بما لا يدع مجالا للشك.
                      .................................................. .............
                      ووقوع منطقة النماص على ارتفاع حوالي 2500 متر عن سطح البحر, كموقع مقترح ل "أورشليم" التوراتية, يجعله في موضع استراتيجي للسيطرة سواء على الأراضي الداخلية أم على المنحدرات البحرية لعسير.
                      وهناك طريق قديمة, يمتد مسارها فوق الجرف وعلى امتداد الشق المائي للسراة, تصلها بأبها وخميس مشيط في الجنوب, وببلاد غامد وزهران والطائف في الشمال, أي بكامل امتداد الأراضي القديمة ل "إسرائيل" و"يهوذا". وتتميز المنطقة بغناها الخاص بالبقايا الأثرية التي لم تستكشف بعد. وكانت توجد هنا, في الزمن التوراتي, أقداس ومقامات لا تحصى, ومن بينها مقام ما يسمى "رب الجنود" ("اله الصبيات", والصّبيات هي اليوم من قرى النماص, وهي ليست بعيدة عن آل شريم). وللوصول إلى "أورشليم" هذه في جوار النماص, من عاصمته الأصلية "حبرون" وهي الخربان في منطقة المجاردة, لم يكن على داود الاّ أن يتّجه صعودا عن طريق وادي خاط, فيقطع المسافة في يومين بسهولة.
                      وكعاصمة لمملكة تضم معظم عسير, كان موقع "أورشليم" (أي آل شريم) في مرتفعات النّماص أفضل بكثير من موقع "حبرون" (وهي الخربان) في منحدرات المجاردة.
                      وبالرغم من أن داود اعتبر "أورشليم" هذه, بالقرب من مقام /صبءوت/ (أي الصبيات), عاصمته الرسمية على ما يظهر, يحتمل أنه أقام معظم وقته في عاصمته الثانية, وهي "مدينة داود" في رجال ألمع, ليراقب حدوده الجنوبية عن قرب. وهناك مات, أو هناك دفن على الأقل (الملوك الأول 10:2). واستمر ابنه وخليفته سليمان, الذي يبدو أنه كان معه عند موته, في الإقامة في مدينة داود (أي في أم صمدة في رجال ألمع) "إلى أن أكمل بناء بيته وبيت الرب وسور أورشليم حواليها" (الملوك الأول 1:3). وعندها فقط ذهب إلى مقام "جبعون" (آل جبعان الحالية, في منطقة المجاردة) لتقديم الضحايا, ثم تابع سيره صعودا من هناك ليدخل "أورشليم" (الملوك الأول 4:3و15). ويصادف هنا أن رحلة سليمان من "مدينة داود" إلى "أورشليم" عبر "جبعون" تبدو متكاملة في مغزاها الجغرافي. وعمليا, فان إحدى الطرق التي تقود من رجال ألمع إلى منطقة النماص تمر عبر منطقة المجاردة*.
                      ..................*
                      قصة خلافة سليمان, كما رويت في الملوك الأول, توحي بوضوح بأن "مدينة داود" و"أورشليم" كانتا مكانين مختلفين, يبعد احدهما مسافة عن الأخرى. عمليا, إن المسافة المباشرة بين أم صمدة, في رجال ألمع, وآل شريم, في منطقة النماص, تقارب 80 أو 90 كيلومتر, أما مسافة السفر بينهما عبر الطرق الجبلية المختلفة فأبعد بكثير. وعلى العكس من أبيه داود, قام سليمان بتجميل وتحصين "أورشليم" وجعل منها مقر إقامته الدائم. ومع اعتبار كون "مدينة داود" و"أورشليم" مكانين مختلفين, فان "الدرج النازل من مدينة داود" إلى أورشليم /ه_معلوت ه_ يوردوت م_عير دود/ يجب ألا يشوش الموضوع, لأن هذا "الدرج" أو "الدرجات" كانت "مذابح" أو "منصات" /معلوت/ جلبت (/يوردوت/, وبالعربية "واردات") من مدينة داود إلى "أورشليم" (نحميا 15:3), وربما في أيام سليمان.
                      .................................................. ...............
                      وعندما تتّضح للباحث حقيقة أن "أورشليم" التوراتية لم تكن "أورشليم" الفلسطينية أي القدس, بل على الأرجح قرية آل شريم الحالية في منطقة النماص من سراة عسير, أو مكان آخر قريب من آل شريم هذه, يمكن له أن يحدد فورا, وبدرجات مختلفة من التأكد, ما هو مترافق مع أورشليم في النصوص التوراتية.
                      و"أبواب" (/سعر/ هو المفرد بالعبرية) أورشليم هي إحدى الحالات البارزة, إذ يمكن تحديدها حسب الأماكن التي سميت بأسمائها, والتي تشير إلى الاتجاهات التي تنفتح عليها

                      تعليق

                      • الشايب
                        محلل سياسي
                        • Jan 2006
                        • 356

                        #41
                        رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                        أورشليم..7
                        ويمكن للباحث أن يتابع تحديد أماكن كثيرة وردت بأسمائها في التوراة العبرية بالعلاقة مع "أورشليم" (أقسام السور, الأبراج, الينابيع, الحقول, المباني, المدافن, الخ) حسب أسماء المواقع التي ما زالت هناك, ومعظمها في الجوار المباشر لآل شريم في منطقة النماص وما يليها من سراة عسير. وأحد الأمكنة التي لم أستطع بعد تحديدها بالاسم هو"جبل الزيتون /ه_زيتيم/ الذي قدام أورشليم من الشرق" (زكريا 4:14 , كما في الترجمة التقليدية). والمكانان الآخران اللذان ارتبط اسميهما في النصوص التوراتية ب "أورشليم" لم يكونا عمليا في الجوار المباشر للمدينة, والنصوص التي أوردتهما لم تقل أنهما كانا كذلك:
                        1- وادي هنوم أو ابن هنوم /بن هنم/. وإذا قرىء الاسم على أنه /ه_نم/, باعتبار هاء البداية أداة تعريف, يمكن لاسم هذا "الوادي" (جيء بالعبرية) أن يحدد فورا بكونه النامة (نم بلا تصويت, مع أداة التعريف العربية) في منطقة بلّحمر, بين منطقة بني شهر ورجال ألمع. وهذا هو تماما حيث يحدد الموقع في نص يشوع 8:15 : "إلى جانب اليبوسي (أي أورشليم) من الجنوب". واستنادا إلى الملوك الثاني 10:23 , فقد كان هناك في هذا الوادي مكان يسمى "توفه" (/هتفت/ وتقرأ خطأ /ه_تفت/) وليست هذه اليوم إلا قرية الهطفة (هتفت) في الجوار نفسه (قارن مع سايمونز, الفقرة 36). ويسمّى الوادي حيث تقع قرية النامة اليوم وادي صبح.
                        2- جدول (أو غدير) قدرون /نحل قدرون/: وهذا يجب أن يكون وادي بني عمر الأشاعيب, على المنحدرات البحرية من بلاد زهران, حيث توجد هناك قرية تسمى قدران, وهو الاسم التوراتي "قدرون" بالذات". وفي الملوك الثاني 4:23 و6, جاء بالعبرية :/م_حوص ل_يروشليم ب_شدموت قدرون/, و /م_حوص ل_ يروشليم ءل نحل قدرون/.
                        وفي الترجمة العربية المألوفة: "خارج أورشليم في حقول قدرون", و"خارج أورشليم إلى وادي قدرون". وهنا جاءت /حوص/ في الواقع كاسم مكان هو اليوم حوّاز (حوز بلا تصويت) في نفس الوادي الذي توجد فيه قدران, في تهامة زهران. وبإعادة ترجمة المقطعين هذين من الملوك الثاني 23 يستقيم المعنى كما يلي: "من حوّاز إلى أورشليم في حقول قدران", "ومن حوّاز إلى أورشليم, إلى وادي قدران". وهذه الترجمة تطابق الإطار الجغرافي لذكر قدران وحوّاز في التوراة بشكل كامل: بأوامر من الملك يوشيل ملك "يهوذا", جمعت كل الأصنام الوثنية, لا من "أورشليم" وحدها, بل من كل المنطقة بين حوّاز و"أورشليم", وأخذت إلى حقول قدران, أو إلى وادي قدران حيث أحرقت (حول التحديد التقليدي الواهي ل "قدرون" خارج "أورشليم" الفلسطينية, انظر سايمونز, الفقرة 139).
                        في يوم ما, قد يؤكد علم الآثار التحديد المقترح لموقع "أورشليم" التوراتية باعتبارها القرية الحالية آل شريم, في مرتفعات النماص.
                        والشيء الأكيد, هو أن "مدينة داود", التي هي اليوم أم صمدة, في رجال ألمع, كانت مكانا مختلفا تماما عن "أورشليم" هذه. وكما لوحظ سابقا, كانت "مدينة داود" قد بنيت كبلدة حصينة لتحرس الحدود الجنوبية لمملكة داود. والسبب في اختيار مكان مثل آل شريم ليصبح عاصمة لهذه المملكة, بغض النظر عن كونه معقلا جبليا, كان:
                        _أولا_ موقعه المركزي بين وادي أضم وإقليم الطائف من الشمال, ورجال ألمع في الجنوب, نظرا لأن أراضي المملكة كانت بين هاتين المنطقتين, وكان _ثانيا_ وقوع البلدة على امتداد الطريق الرئيسية الجبلية شرق جرف عسير, وهي الطريق التي تتصل عند نقاط عدة بطرق القوافل الداخلية شرقا, وبالطريق الساحلي غربا, والتي ما زالت تستخدم كطريق رئيسية بين الطائف وحدود اليمن إلى اليوم. وعندما ثبّت داود نفسه في "أورشليم" هذه, لم يعد يحكم "يهوذا" وحدها, بل "كل إسرائيل" (صموئيل الثاني 5:5 ), كما فعل ابنه سليمان من بعده.
                        واستنادا إلى الملوك الأول 25:4 (في الترجمات العادية), امتدت الأراضي التي حكمها سليمان "من دان إلى بئر السبع", أي الدنادنة في شباعة زهران جنوب وادي أضم (انظر الفصلين 10و14 والملحق) إلى شباعة في مرتفعات خميس مشيط شرق رجال ألمع.
                        وبعد موت سليمان, انقسمت مملكة "كل إسرائيل" هذه إلى "مملكتين" متنازعتين, تسميان على التوالي "يهوذا" و "إسرائيل". أما ما كانته "إسرائيل" في الأصل بالنسبة ل "يهوذا", وما أدى إليه انقسام مملكة سليمان بعد موته, فأمران يستحقان المعالجة على حدة. وهما المسألتان اللتان تشكلان الموضوع الرئيسي للفصل التالي

                        تعليق

                        • الشايب
                          محلل سياسي
                          • Jan 2006
                          • 356

                          #42
                          رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                          اسرئيل والسامرة..1

                          إذا كانت "يهوذا", أو يهوده, أرض الشعاب والوهاد على امتداد الجانب البحري لجنوب الحجاز وعسير, فلا بدّ أن "إسرائيل" /يسرءل/ كانت في الأصل مرتفعات السراة هناك. وقد كتب الكثير عن أصل الاسم, ولكن النتائج كانت مدعاة للتشويش أكثر منها مدعاة للتنوير. والقول في سفر التكوين 28:32 بأن الاسم يعني "يجاهد مع الله" أو "الله يجاهد" /يسره ءل/ ما هو إلا تفسير ميثولوجي من نسج الخيال. إن كون الاسم /يسرءل/ مركبا من /يسره/ و /ءل/ هو أمر مؤكد. ومع ذلك, فإن /يسره/ هنا ليست المضارع من الفعل العبري /سره/ بمعنى "جاهد, ناضل, قاتل", بل هي اسم قديم من الفعل نفسه بمعنى الكلمة العربية "سرو" أو "سري", و "السرو" هو "ما أرتفع من الوادي وانحدر عن غلظ الجبل", و "السراة" (من سري) "أعلى كل شيء".

                          ويتضح من ذلك أن الجذر من الاسم, كما هو مشهود بالعربية, يفيد معنى العلو والارتفاع والشموخ. وبالتالي, فإن الجزء الأول من /يسرءل/, أي /يسره/, هو اسم على وزن "يفعل" مشتق من /سره/ بمعنى "شمخ, ارتفع", ويقابله بالعربية اسم "السرو" أو "السراة" من الجذر ذاته.

                          ويتضح من ذلك أن الاسم بكامله هو /يسره ءل/, أي "سراة الله", والإشارة هي ولا شك إلى مرتفعات السراة بين الطائف واليمن.

                          وكتعبير يعني "سراة الله", لا بد أن الاسم /يسرءل/, أو "إسرائيل", كان اسما جغرافيا قبل أن يصبح اسما لشعب, وأخيرا لمملكة في غرب شبه الجزيرة العربية مختلفة عن مملكة "يهوذا". والظاهر أن "سراة الله", أي إله المرتفعات في جنوب الحجاز وعسير في القدم, كان يدعى /ءل يسره/. وهذه لائحة لمواقع في الحجاز وعسير ما زالت تحمل اسم /ءل يسره/ هذا, أي "إله السراة", إلى اليوم*:

                          ................*

                          إني مقتنع شخصيا بأن ال (طء نتر) (أو "أرض الله") لدى المصريين القدماء هي أرض /يسرءل/ التوراتية بالذات, أي سراة عسير الجغرافية. وبالنسبة إلى هوية /ءل يسره/ "اله السراة", انظر الحاشية التالية.

                          .................................................. .............

                          1- اليسر /ءل_ يسر/ في منطقة محايل.

                          2- اليسرى /ءل_ يسر/ في منطقة النماص.

                          3- اليسرى /ءل_ يسر/ في منطقة الطائف.

                          4- يسرة /يسر/ بجوار أبها.

                          5- آل اليسير /ءل يسر/ بجوار تنومة.

                          6- اليسيرة /ءل_ يسر/ في الحجاز, كاسم لقريتين.

                          7- يسير /يسير/ في الحجاز.

                          8- آل ياسر /ءل سره/ في منطقة القنفذة.

                          9- آل سرة /ءل سره/, محافظة على صيغة المصدر العبرية, في منطقة أبها.

                          10- السّرية /ءل_سري/ في جوار خميس مشيط, شرق أبها.

                          11- أبو سرية /سري/, الموقع غير محدد في المعاجم الجغرافية.

                          وهناك أسماء أخرى يمكن أن تضاف إلى تلك أعلاه مشتقة من /سرو/ كتنويع ل /سري/ بالمعنى ذاته. وما يكاد يماثل تماما الكلمة العبرية /يسرءل/ (مع /ءل/ لاحقة وليس سابقة) هو الاسم سريويل (وهي في الظاهر تحريف ل /سري ءل/), وهو اسم قرية في أواسط نجد*.

                          ..................*

                          "الحاشية التالية":

                          يفسر الاسم محليا على أنه تصغير لكلمة "سروال" العربية, وهي تفسير غير مقنع من الناحية اللغوية. ولا بدّ أن عبادة /ءل يسره/, أو "اله السراة", كانت منتشرة في مناطق كثيرة من الجزيرة العربية. وربما كان الإله المصري القديم "أوسيريس" (واسمه بالمصرية القديمة (وسير)) هو هذا الإله بالذات, قابل (وسير) مع اسم المكان "آل يسير" بجوار تنومة, ومع سائر أسماء الأماكن المدرجة أعلاه.

                          ولعلّ وسير هذا كان ال (نتر) (أي الإله) الذي كانت تنسب إليه (طء نتر) (أي "أرض الله") عند المصريين القدماء.

                          تعليق

                          • الشايب
                            محلل سياسي
                            • Jan 2006
                            • 356

                            #43
                            رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                            إسرائيل والسامرة..2

                            وشعب "إسرائيل" لا بد أنه كان في الأصل مجموعة من قبائل بلاد السراة في غرب شبه الجزيرة العربية. وقد اتحدت هذه القبائل في زمن ما فأصبحت شعبا استوطن أرض "يهوذا", وأقام لنفسه هناك مملكة في أواخر القرن الحادي عشر أو مطلع القرن العاشر قبل الميلاد. وكانت الظروف السياسية والاقتصادية في تلك الفترة ملائمة لظهور مثل هذه المملكة في غرب شبه الجزيرة العربية. فقد كان هنالك تراجع في الضغوط الخارجية على شبه الجزيرة العربية من جهة العراق والشام ومصر بعد حوالي سنة 1200 قبل الميلاد, مما مهد الطريق أمام ظهور دول محلية مستقلة في شبه الجزيرة العربية. وقد جاء هذا التراجع في الضغوط الخارجية نتيجة لانهيار الدولة الحثّية في شمال الشام في ذلك الوقت, وضعف الدولة القائمة في مصر, بينما كانت الدولة الآشورية في العراق ما زالت في بدايتها. ومن ناحية أخرى, كان هنالك ازدهار في تجارة القوافل العابرة لشبه الجزيرة العربية, مما انعكس باستبدال الحمار بالجمل وجعله وسيلة النقل الرئيسية المعتمدة لهذه التجارة, وذلك في مرحلة ما بين 1300 و1200 قبل الميلاد. لكنّ مملكة "كل إسرائيل" التي ظهرت في حينه لم تعمّر طويلا, وسرعان ما فقدت وحدتها السياسية.

                            وبحلول النصف الثاني للقرن العاشر قبل الميلاد, كانت تسيطر على أراضيها سلالتان متنازعتان من الملوك: ملوك "يهوذا", وعاصمتهم في آل شريم (الموقع المقترح ل "أورشليم" التوراتية), وملوك "إسرائيل".

                            وكانت قد بدأت محاولات جديدة آنذاك للسيطرة الخارجية على غرب شبه الجزيرة العربية, أولا من جهة مصر, ثانيا من جهة الدولة الآشورية ثم البابلية في العراق. وقد كان هذا, ولا شك, من العوامل التي أدت إلى قيام ودوام هذا الانقسام بين مملكتي "يهوذا" و"إسرائيل".

                            وكان الباحثون التوراتيون, الذين يفكرون من خلال فلسطين, قد تحدثوا تقليديا عن مملكتي "يهوذا" و"إسرائيل" المتنازعتين على اعتبار أنهما المملكتين "الجنوبية" و"الشمالية" هناك, وافترضوا بالأخيرة أنها تركزت حول بلدة نابلس في شمال فلسطين.

                            وفي غرب شبه الجزيرة العربية, كانت مراكز قوة "إسرائيل" الأصلية بالفعل شمال "يهوذا", كما سيظهر لاحقا. لكن الحدود الجغرافية بين هاتين المملكتين لم تكن ثابتة أو واضحة. والواقع أن الانقسام بين "يهوذا" و"إسرائيل" لم يكن جغرافيا بقدر ما كان انقساما في الولاء السياسي والديني بين أبناء الشعب الواحد والأرض الواحدة.

                            ويبدو أن ملوك "يهوذا" و"إسرائيل" كانوا يسيطرون في أحوال كثيرة على مواقع مختلفة في المناطق ذاتها. وكثيرا ما كانت هذه المواقع قريبة جدا من بعضها البعض. وكانت هذه بالتأكيد حالة أراضي "يهوذا" المركزية في منطقة القنفذة وجوارها في عسير.

                            وكانت هي الحالة أيضا في شمال البلاد, أي في منطقتي الليث والطائف.

                            وكان أول من نصّب نفسه ملكا على "إسرائيل", بعد موت سليمان, هو "يربعام بن ناباط" الذي وصف بأنه /ءفرتي من ه_صرده/, التي أخذت تقليديا على أنها تعني "أفرايمي من صردة" (الملوك الأول 26:11 ).ومن الأمور ذات المغذى أن داود, مؤسس الأسرة التي استمرت في حكم "يهوذا", وصف أيضا بأنه رجل "إفراتي" /ءفرتي/ من "بيت لحم" (سفر صموئيل الأول 12:17). والنسبة /ءفرتي/ هذه لا يمكنها أن تعني "أفرايمي", كما هي مترجمة بالنسبة إلى يربعام, وهذا مؤكد. و"أفرايمي" بالعبرية تكون /ءفريمي/, من /ءفريم/ (مثنى /ءفر/), وهي اليوم الوفرين (مثنى وفر), في بني شهر.والواقع أن /ءفرت/ (والنسبة إليها /ءفرتي/) مازالت موجودة كاسم لقرية فرت (فرت) في وادي أضم, في منطقة الليث.

                            وكما لوحظ سابقا, فإن "بيت لحم" كانت قرية أخرى في وادي أضم نفسه, هي اليوم أم لحم (المترادفة مع /ءفرت/ أيضا في ميخا 2:5, راعوث 2:1, 11:4 ). و"صردة", البلدة موطن يربعام في جوار فرت, هي اليوم الصدرة (صدره مع أداة التعريف كما في العبرية), وهي أيضا في منطقة الليث. ولا شك في أن الصراع بين يربعام وبيت داود يعود في أصوله إلى تنافس أو نزاع قديم بين أسرتين من زعماء قبائل فرت وجوارها بوادي أضم, في منطقة الليث, وقد تطور هذا النزاع فيما بعد ليجري على مسرح سياسي أوسع.

                            وكان يربعام قد بدا سيرته السياسية في خدمة سليمان, ثم انقلب عليه واضطر إلى الهرب إلى مصر, حيث طلب اللجوء السياسي عند الملك شيشانق الأول ويسمّى في التوراة /شوشق/ و/شيشق/.

                            وبعد موت سليمان, عاد يربعام من مصر إلى "يهوذا" ليتحدّى خلافة رحبعام لأبيه سليمان بن داود, وينصّب نفسه ملكا منافسا على "إسرائيل" (انظر الملوك الأول 26:11 _ 20:12). ويقول سفر الملوك الأول أن يربعام "بني شكيم /شكم/ في جبل أفرايم /ءفريم/ وسكن بها" (الملوك الأول 25:12).

                            ومع الأخذ بعين الاعتبار أن "أفرايم" التوراتية, كما لوحظ سابقا, هي الوفرين, في منطقة بني شهر في الجوار العام لمنطقة القنفذة, فإن "شكيم" التي بناها يربعام وجعلها عاصمة له (وهي غير "شكيم" سفر التكوين) يمكنها أن تكون سقامة (سقم) الحالية في وادي سقامة, على المنحدرات الجنوبية الغربية من بلاد زهران, و سقامة غير بعيدة إلى الشمال من بني شهر. لكن الأرحج أنها كانت القاسم (قسم) الحالية, في منطقة القنفذة*.

                            .....................*

                            إن شيلوه التوراتية (شله, وتهجأ أيضا شلو أو شيلو), التي كانت مقاما تزوره زوجة يربعام (الملوك الأول 2:14 وما يلي), هي اليوم إما آل أم شلوى (شلو) في رجال ألمع, أو (وهي الأرجح) أم شلوة (شلو) في منطقة القنفذة, مع الأخذ في الاعتبار أن "أم" الاسمين هي أداة التعريف في لهجة عسير الحالية.

                            .................................................. .............

                            بعد ذلك مباشرة, عمل يربعام على "بناء" (وربما تعني "تحصين") بلدة "فنوئيل" (/فنوءل/, الملوك الأول 25:12), التي ربما هي اليوم النفلة (نفل) في منطقة الطائف, إلا إذا كانت النّوف/ءل_نوف/, وهو اليوم اسم جبل في بلاد زهران. ولمنع أتباعه من الذهاب للعبادة في "أورشليم", جعل يربعام لهم مقامات جديدة في "بيت أيل" و"دان" (الملوك الأول 29:12 وما يلي). و"بيت إيل" هي اليوم البطيلة, في سراة الزهران. ولا شك في أن "دان" (دن) هي اليوم قرية الدنادنة في تهامة زهران, حيث أن "دنادنة" بالعربية هي جمع النسبة إلى اسم المكان الأصلي دن.

                            وبالرغم من أن عاصمته كانت "شكيم", يبدو أن يربعام سكن أيضا أحيانا في "ترصة" (/ترصه/, الملوك الأول 17:14), بجوار مكان آخر أدنى منها يدعى "جبّثون" (الملوك الأول 17:16). ولا بد أن "جبّثون" هذه كانت موقعا في وادي "النقبات" (نقبت) في بلاد غامد.

                            وفي المرتفعات المجاورة لهذا الوادي من جهة الشمال, هناك قرية صغيرة تسمى اليوم الزير (زر بلا تصويت). ولعل هذه القرية كانت /ترصه/ التوراتية. وجدير بالملاحظة أن المنطقة هناك غنية جدا بالخرائب والآثار.

                            وقد أقام ملوك "إسرائيل" الذين خلفوا يربعام عواصم لأنفسهم أولا في "ترصة" ثم في "يزرعيل" ("إزدرايلون" في السبعونية اليونانية), ثم في "السامرة" (الملوك الأول 33:15, 45:18, 43:20). وكانت هذه الأخيرة, أي "السامرة", مدينة قام ملوك إسرائيل أنفسهم ببنائها على هضبة قريبة من "يزرعيل" اشتروها من "شمر", ومن هنا جاء الاسم الذي أعطوها, وهو بالعبرية /شمرون/. و"يزرعيل" (وهي معربة /يزرع ءل/, "ليزرع الله" أو "زرع الله") هي بالتأكيد آل الزرعي /ءل زرع/ الحالية, في أسفل وادي الغيل, إلى الجنوب الشرقي من القنفذة.

                            وقد افترض علماء التوراة حتى الآن أنه مرج ابن عامر الذي يفصل بلاد فلسطين عن الجليل في الشام, وهو افتراض لا يرتكز على شيء.

                            والأكثر احتمالا هو أن "شمر" /شمر/, المالك الأصلي للهضبة التي بنيت فوقها "السامرة" /شمرون/, لم يكن شخصا, بل قبيلة شمران (شمرن), وقد استمر وجود اسمها في غرب شبه الجزيرة العربية إلى يومنا هذا.

                            والأرض الحالية لشمران تضم الأراضي الداخلية من منطقة القنفذة وما يليها شرقا, وتمتد بلاد شمران هذه عبر الجرف والشق المائي إلى وادي بيشة. وكانت "السامرة", بلا شك, ما هو اليوم قرية شمران في منطقة القنفذة, على مسافة ما صعودا من آل الزرعي, أو "يزرعيل".

                            وللحقيقة فإن شمران الحالية تقوم مميزة على هضبة وحدها, تماما كما هي موصوفة في التوراة, وقد عاينتها بنفسي.

                            تعليق

                            • الشايب
                              محلل سياسي
                              • Jan 2006
                              • 356

                              #44
                              رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                              إسرائيل والسامرة..3

                              ولا ضرورة هنا إلى الغوص في كل أسماء الأمكنة التوراتية الواردة باعتبارها تخص ملوك "إسرائيل", لإظهار كيف أن هؤلاء الملوك, ومنافسيهم ملوك "يهوذا", فرضوا سلطتهم في مناطق كثيرة على بلدات وقرى متجاورة في عسير وجنوب الحجاز. بل يكفي تبيان كيف أن معظم المواقع التي قام رحبعام بن سليمان بتحصينها للدفاع عن مملكته "يهوذا" ما زالت مستمرة في الوجود بأسمائها التوراتية الأصلية في مناطق تمتد من جوار القنفذة باتجاه الشمال, حيث كانت توجد المراكز الرئيسية لملوك "إسرائيل" (انظر سفر أخبار الأيام الثاني 6:11-9). وهذه هي لائحة بالمواقع المذكورة:

                              1- "بيت لحم", حددت قبلا بكونها أم لحم في وادي أضم, في منطقة الليث.

                              2- "عيطام" /عيطم/, ربما هي غطمة, في منطقة الليث (وهناك ثلاث "عيطمات" أخرى ممكنة في عسير الجغرافية).

                              3- "تقوع" /تقوع/, على وزن "تفعل" من /قوع/: وقيعة (وقعت بلا تصويت) في وادي أضم. وربما كانت يقعة (يقعت) أو القعوة (قعوت) في رجال ألمع.

                              4- "بيت صور" /بيت صور/, "بيت" أو "معبد" /صور/: ربما آل زهير في منطقة بلّسمر, لكن المرجّح أن تكون الصّار (صر) أو الصّور (صر) في منطقة الليث, أو الصّور أو الصّوري (صر) في منطقة القنفذة.

                              5- "سوكو" /سوكو/: المرجح أنها سيكة (سك) في منطقة الطائف. والاحتمالات الأخرى تشمل الساق (سق) والسوقة (سق) في وادي أضم.

                              6- "عدّلاّم" /عدلم/: الدعالمة (دعلم بلا تصويت) في منطقة الطائف. وهناك معيدل (معدل بلا تصويت) في منطقة أبها.

                              7- "جتّ" /جت/: غطيط (غطط) في تهامة زهران وأخرى في وادي أضم, أو القطيطة (قطط) في وادي أضم, أو القطيطة (قطط) في منطقة القنفذة.

                              8- "مريشة" /مرشه/: المشار (مشر) في منطقة بني شهر, أو المشاري (مشر) في منطقة القنفذة, وهذه غير بعيدة عن شمران. وهناك احتمالات أخرى لكنها غير مرجحة جغرافيا.

                              9- "زيف" /زيف": الصيفا (صيف) في منطقة القنفذة, ويحتمل أيضا أن تكون صيافة (صيف) في منطقة النماص.

                              10- "أدورايم" /ءدوريم/, تصوت عادة كمثنى /ءدور/: الدارين (مثنى "دار" بالعربية), وهي اسم لثلاث قرى في منطقة الطائف ولقرية في مرتفعات زهران.

                              11- "لخيش" /لكيش/: بالتأكيد ليست تل دوير الفلسطينية. وترابط المكان مع "جبعون" و "مجدّو" و "حبرون" و "عجلون", التي هي اليوم آل جبعان ومقدي والخربان وعجلان في منطقة القنفذة وجوارها العام, يشير بشكل مميز إلى آل قياس (ءل قيس) أو قياسة (قيس) أو بني قيس (قيس) في الجوار ذاته.

                              12- "عزيقة" /عزقه/: العزقة في منطقة القنفذة.

                              13- "صرعة" /صرعه/: بين احتمالات عديدة, الأرجح هي الزرعة في تهامة زهران.

                              14- "أيّلون" /ءيلون/: إما أليان (ءلين) في منطقة الليث, أو أيلاء (ءيل) في منطقة القنفذة. واسم الأولى هو المطابق تماما للاسم التوراتي.

                              15- "حبرون" /حبرون/: الخربان (خربن) في منطقة المجاردة.

                              من الواضح أن مملكتي "إسرائيل" و"يهوذا" كانتا ترتبطان إلى حد ما على الأقل بأرض واحدة, وأنهما ضمتا شعبا واحدا مقسوما في ولائه بين ملوك بيت داود في آل شريم (أي "أورشليم"), وزعماء آخرين من أسر مختلفة تعاقبوا على الحكم في "شكيم" (القاسم؟) و"ترصه" (الزير؟) ثم في "السامرة" أي /شمرون/ (وهي شمران), فانكروا على بيت داود مشروعية حكمهم, كلّ بدوره, وأطلقوا على أنفسهم لقب "ملوك إسرائيل".

                              وجنبا إلى جنب مع الانقسام السياسي, كان هناك انقسام ديني بين المذهب "اليهودي" الذي تمسّك به ملوك "يهوذا", والبدعة "السامرية" التي نشأت بين أتباع ملوك "إسرائيل".

                              وقد تطوّرت عبادة الربّ /يهوه/ بين يهود "يهوذا" إلى دين توحيدي مصقول ومنفتح لا يقتصر على شريعة موسى كما وردت في التوراة فحسب, بل يأخذ في الاعتبار أيضا تعاليم الأنبياء المتأخرين (ال /نبي ءيم/) الذين نشطوا في ظلّ مملكة "يهوذا". وقد شهد النفوذ الديني لهؤلاء الأنبياء مقاومة من قبل ملوك "إسرائيل" وأتباعهم, الذين يبدو أن مفهومهم لعبادة /يهوه/ بقي قبليا, ومن هنا جاء استعدادهم للقبول بألوهية آلهة القبائل والشعوب الأخرى التي عاشوا بينها. وهذا ما تؤكده الأسفار التاريخية من التوراة.

                              تعليق

                              • الشايب
                                محلل سياسي
                                • Jan 2006
                                • 356

                                #45
                                رد : التوراة جاءت من جزيرة العرب ..

                                إسرائيل والسامرة..4

                                وليس موضوع البحث الذي نناقشه هنا مسألة كيفية تطور نزعة "إسرائيل" الدينية إلى "سامرية" الأزمنة اللاحقة, ويكفي القول بأن السامريين, كطائفة, استمروا في تسمية أنفسهم /بني يسرءل/, أي "شعب إسرائيل", أو /ه_شمريم/. وهذا الاسم الأخير يؤخذ عادة على أنه يعني "الحرّاس" (بمعنى "اليقظين"), ولكنه يعني عمليا "أهل شمر". والإشارة في الاسم هي إلى أراضي شمران القبلية القديمة في غرب شبه الجزيرة العربية التي ما زالت موجودة باسمها. ويطلق اليهود على السامريين اسم /ه_شمرونيم/, أي أهل /شمرون/ وهي "السامرة" التي كانت ذات يوم عاصمة ملوك "إسرائيل" وقد استمرت في الوجود كقرية شمران في غرب شبه الجزيرة العربية كما سبق.

                                وعندما انتشرت عبادة /يهوه/, بطريقة أو بأخرى, من غرب شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين وغيرها في بلاد الشرق الأدنى, فعلت ذلك بصيغتيها اليهودية والسامرية, خصوصا في فلسطين. وهناك أقام السامريون لأنفسهم "سامرة" جديدة فيما هو اليوم سبسطية, بالقرب من مدينة نابلس الحديثة. وهناك عرّف السامريون هضبتين محليتين بأنهما جبل "جرزيم" /جرزيم/ وجبل "عيبال" /عيبل/ التوراتيين, وقالوا بقدسيتهما. والنصوص التوراتية التي تتحدث عن هذين الجبلين تعطي الانطباع بأنهما كانا شديدي القرب احدهما من الآخر.

                                ويأتي ذكر جبل "جرزيم" وجبل "عيبال" في يشوع 33:8 بعد الحديث عن فتح الإسرائيليين ل /يريحو/ و /ه_عي/ ("أريحا" التي هي "الرّخية" الحالية في وادي أضم, و"عاي" التي هي اليوم عوياء, وهي (عي) بلا تصويت, في منطقة الطائف, وليس الغيّ في رجال ألمع). أما /بيت ءل/, أو "بيت أيل", المترافقة مع /ه_عي/ في هذا السياق, فهي البطيلة في سراة الزهران, إلى الجنوب من عوياء, وليست البتيلة في رجال ألمع. البطيلة هذه تسيطر على واحد من المعابر الرئيسية للجرف في المنطقة.

                                واستنادا إلى سفر التثنية 30:11, فإن جبل "جرزيم" وجبل "عيبال" كانا يقعان "عبر ال /يردن/ وراء غروب الشمس". ونزولا من البطيلة على المنحدرات الغربية لبلاد زهران توجد القمتان التوأمان لجبل شدا وهما شدا الأعلى وشدا الأسفل. ولا بدّ أن شدا الأعلى هو "جرزيم" التوراتي, وما زال هذا الاسم موجودا على سفحه في قرية صقران (صقرن, محرفة باستبدال الأحرف عن /جرزيم/, مع تعريب لاحقة الجمع العبرية في الصيغة الحالية للاسم).

                                أما شدا الأسفل, فلا بدّ أنه جبل "عيبال" التوراتي, وهو اسم غير موجود هناك عمليه, ولكنه ما زال حيا في الجوار الأوسع لتهامة زهران, كما في وادي عليب, وكذلك في قرية العبالة, العبلاء, والعبلة, والقرية والربوة الرملية المسماة البلعلاء /بلعل/ حيث هنالك أيضا قرية تسمى اللعباء (لعب).

                                ولم يكن لربوة البلعلاء الرملية أن تكون جبل "عيبال" التوراتي لأنها تقع شرق الجرف والطريق وليس غريهما.

                                واستنادا إلى التثنية 29:11, فان جبل "جرزيم" كان الجبل الذي باركه الإسرائيليون, وجبل "عيبال" هو الجبل الذي لعنه الإسرائيليون. والواقع أن جبل شدا الأعلى هو جبل كثير الخصوبة "يزرع فيه الحنطة والشعير إضافة إلى البّن والموز والخوخ والرمان والتفاح والبرتقال, إلى جانب أشجار العرعر والزيتون والحناء وأنواع الرياحين" (والكلام لعلي بن صالح السلوكي الزهراني). أما جبل شدا الأسفل فهو جبل قاحل "لا يوجد به شيء من نباتات السراة كجبل شدا الأعلى". وفي سفر القضاة 7:9 جاء ذكر جبل "جرزيم" مترافقا مع "شكيم" (شكم). وهذه الأخيرة هي اليوم قرية سقامة (سقم) في وادي سقامة, الذي يجري عند السفح الشرقي لجبل شدا الأعلى. وعلى هذا الجبل نفسه هناك "مذبح حجارة صحيحة لم يرفع أحد عليها حديدا" (يشوع 31:8, قارن مع التثنية 2:27-8).

                                وهناك مذابح أخرى مماثلة لهذا يمكن العثور عليها في أجزاء أخرى من بلاد زهران, أحداهما ما زال يحمل كتابة منقوشة لم تفك رموزها بعد (قارن مع يشوع 32:8).

                                وقد نظر أهل عسير واليمن تقليديا إلى المذبح الموجود على جبل شدا الأعلى (أي جبل "جرزيم" التوراتي) كمقام له قدسية خاصة, وهو يسمّى "مصلّى إبراهيم". ويفيد السلوكي الزهراني أن هذا المصلّى الحجري "كان يفد إليه اليمنيون", وأن هؤلاء كانوا "لا يمرون بالقرى بل يتوجّهون إليه ويبقون عند هذا المصلّى أيّاما, ويعودون إلى بلادهم".

                                وقد توقّفت هذه الزيارات التقليدية لمصلّى شدا الأعلى في العصر الحاضر.

                                هذا بالنسبة إلى التعرّف إلى "جرزيم" و"عيبال" في تهامة زهران. ومهما كان شأن الهضبتين المقدستين لدى السامريين الفلسطينيين في نابلس, فإنهما بالتأكيد ليستا جبل "جرزيم" وجبل "عيبال" المذكورين في التوراة.

                                تعليق

                                يعمل...