الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حسين علي محمد
    كاتب مسجل
    • Jun 2006
    • 1123

    #16
    رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

    ( 18 ) الثمــــار


    .. ولمّا قطفْتُ الثمارَ الغريبةَ
    كنتِ هنا تركُضينْ
    وفي عيْنِكِ البوْحُ
    في لفظكِ الجُرحُ
    هذا الجوادُ الجموحُ يجوبُ الشوارعَ
    يبجثُ عنْ مهرةِ الماءِ ..
    يركضُ في ملكوتِ الصَّهيلْ
    *
    أُغطِّي جراحَكِ بالغَيْمِ
    نهوي إلى الأرضِ تحتَ السنابكِ روحيْنِ
    طقْسيْنِ
    كأْسيْنِ
    تصرُخُ أشلاءُ روحي :
    أفي أوّلِ العهْدِ حينَ أفيءُ إلى ظلِّكِ الخصْبِ
    أُقتَلُ ..
    تُشعلُ فيَّ الحرائقُ
    والصَّحْبُ يصطخبونَ بهذا المساءِ الجميلْ ؟
    *
    هبطْنا إلى البرِّ ،
    بضحكُ "دجْلةُ"
    أُطلِقُ منْ قفَصِ الصدرِ عصفورةً للبراري
    لماذا تُرى تصمتينْ
    وهذا الغناءُ المُوشَّى بماءِ القلوبِ يجِفُّ
    وتسقُطُ هذي الثمارُ الحبيبةُ
    إذْ يعتريها الذبولْ ؟!

    ديرب نجم 18/5/1984

    تعليق

    • د. حسين علي محمد
      كاتب مسجل
      • Jun 2006
      • 1123

      #17
      رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

      ( 19 ) انتفاضة روح


      أكانتْ بنا رغْــبةٌ في الجنونِ ؟
      مشيتُ إلى النهرِ ، قلتُ : اتبعيني
      سنبحثُ تحتَ الرصاصِ عن الخبزِ والماءِ
      وفاضَ الهوى في الجوانـــحْ
      وطيْرُكِ .. غـــادٍ ورائــحْ
      أيبدأُ سفْرُ القصـاصِ بسطْرِ الدمـاءِ ؟
      صرخْتُ
      رأيْتُكِ حلْماً ندِيّـاً
      فعودي !
      همسْتُ:
      ألا تُبصرينَ جلِيًّــا
      قيودي ؟
      *
      وحاصَرني وجهُكِ الحلوُ .. أغرقني في الخضـمْ
      وعينـاكِ في الجرحِ .. خيْطانِ منْ خوفِنا والنَّـدمْ
      تعاليْتِ دهْــرا
      أيا نشوةَ الكذبةِ الفاضِحَهْ
      لكمْ كنتُ نَسْـرا
      أُفاجئُ بالخطْفَةِ الجارِحهْ
      رأيْتُكِ يا منْبعَ الطُّهْرْ دفقـــــةَ شِعرٍ ودَمْ
      *
      وقلتٌ : انتفاضةُ روحي شعورٌ جـديدْ
      ألا تمسحينَ جروحـي بنبْضِ القصيدْ
      فذا الليْلُ يمْضـي
      وها أنا أرشقُ جبهتَهٌ الجبـــروتْ
      بسهْــــــمِ المنونْ
      وذا الشعْـرُ يُفْضي
      إلى سكراتِ الجنـــونْ
      فأُخرجُ منْ ظلمةِ الصَّدْرِ هذا الصَّموتْ
      *
      على الرملِ وجْهـي يضيعُ
      ونشْدو
      لذاكَ الربيعِ البديــــعْ !
      ويفتــحُ قلبُكِ أبْــوابَهُ
      ويعدو
      فنشربُ في الطُّهْرِ أكوابَهُ
      وأُنسِجُ فخًّأ ، وأُحكِـمُ صُنْعَ الســـلاحْ
      هل البحرُ صفحةُ ملحٍ .. بحجْمِ الجراحْ ؟

      ديرب نجم 11/4/1984

      تعليق

      • د. حسين علي محمد
        كاتب مسجل
        • Jun 2006
        • 1123

        #18
        رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

        ( 20 ) ثلاثة مشاهد


        *مشهد أول:
        على فرْقَدِ الصَّمْتِ شَقَّ المحارةَ
        كانتْ عناقيدُ ومْضِ الرؤى تتواثبُ
        قدْ يسقُطُ الآنَ ريشُ الكلامِ المُباغِتِ
        تحتَ سنابِكِ هذا الجوادِ الجسورِ
        .. وينفرطُ الآنَ عِقْدٌ منَ الشَّوْكِ
        رؤياكَ تُدهِشُ هذا النخيلَ المُمَدَّدَ
        في بوْحِهِ الفوْضَوِيِّ
        أيا نخْلتي الآنَ هيّا ارْفعي الرّأْسَ
        قدْ تُبْصرينَ بيارقَ يأْسٍ يُراودُها الحزنُ
        (هذا الجبانُ المُخاتِلُ ظلَّ يُحدِّثُهمْ في زمانِ الأفاعي
        برؤيا الفجيعةِ
        لوْنِ القبورْ)

        وفي غيْبةِ الماءِ والشمسِ
        كانَ الطريقُ طويلاً
        مشيتُ
        ووجهكِ ظلَّ مُضيئاً على صفحةِ الأُفقِ
        كانَ يُحلِّقُ فوقَ الجبالِ التي تتسابقُ
        (هلْ تستقرُّ الطحالبُ في قاعها الضَّحْلِ)
        لفظُكِ غادرهُ اللؤلؤُ المُتقافِزُ فوقَ لسانِكِ
        بينَ ثناياكِ ألمحُ صبْوتَكِ المُشتهاةَ
        تُقاسِمُني الرُّعْبَ :
        قدْ يسْكُنُ القلبُ يا ابنَ العُلا
        تعشقُ الضربَ والطَّعْنَ
        أيْنُ كلامُكَ
        عوْني
        على هجماتِ
        الشرورْ ؟!

        *قطع:
        قال السلطانْ:
        كيفَ أغيبُ طويلاً عنْ فيْضِ الحُبِّ المُتداعي
        في طيْفِ رعايايْ ؟
        ابتَسَمَ وزيرُ السُّلطانِ
        وَوَزَّعَ قرطاسَ اللوتسِ
        كانَ مُضيئاً بالنصْرِ على الفقراءْ !

        يتشعْوَذُ ذاكَ الأرْعنْ
        يُمسِكُ سيفاً ورقيا
        يعبثُ في ذقْنِ السلطانِ وشارِبِهِ
        ويضاجعُ رغبتَهُ الملعونةَ
        في بهوِ الأعمدةِ
        يُبعثرُ أبجدة اللهْوِ
        يُعيدُ تنافُرَ أحرفِها ثانيةً
        في قرطاسِ اللوتسِ
        يلْهو بالماءِ
        ويكتبُ سرَّ النَّبضةِ
        في عبثِ الأحرفِ
        والورقةُ ملساءْ !

        *مشهد ثان:
        بيْتٌ للذَّاكرةِ الملعونةِ
        يتحصَّنُ منْهُ الخوْفُ مساءْ
        يتدفَّقُ فيه الشوقُ مع الأنواء النَّزقهْ
        بينَ الشمسِ / الأنوارِ الشَّبِقَهْ
        تحجبُهُ دهْراً عنْ عيْنِ المرآةِ القلقَهْ
        ألفاظُ الأُلْفَهْ
        نتخاصرُ ، ألفُ حجابٍ بفصلُنا
        عنْ هذا الأُفْقِ !
        نُروِّضُ أحزاناً مُمْتنَّهْ
        تنعمُ بسكينتِها الفَجَّهْ
        تحتَ الجِلْدِ
        المحشوِّ برمْلِ الصَّحْراءْ
        وتُرابِ العادة والإلْفْ !

        *مشهد ثالث:
        أصواتُ السَّائمةِ تُجاذِبُني
        والمرآةُ القلقةُ تتحجَّبُ عنْ نَزَقي
        الدَّافِقِ
        في جنباتِ القلبِ الشرقيةِ
        لا تُبرِزُ إلا عينيْها
        وعجيزتُها موْسقةُ الماءِ النَّابضِ
        في عَقْدِ الخيْبةِ
        هلْ يرتبطُ خريرُ الذَّاكرةِ الصَّخريّةِ
        بقرارِ الماءْ ؟

        يتحدّثُ مع أوردةِ الوردةِ
        والنسيانُ يؤنسنُ حائطَهُ المشروخَ / قديماً
        منذُ الزلزالِ الأوّلِ
        في ذاكرةِ الرجلِ الأجوفِ
        في ليْلِ الصحراءِ
        وهذا نوحٌ يتركُ مركبَهُ
        سفنَ الصحراءِ
        ويأوي للجبلِ الأجردِ
        والحلمُ يُفاجئني
        بهزيعٍ
        وحنينٍ
        وفجيعةُ روحي ملقاةٌ تحتَ سياطِ
        تجاعيد الرملِ
        وسلالتك الفذةُ يا "نوحُ"
        أراها تنبضُ في أجنحةِ الماءِ
        فيغزوني التحنانُ
        ألا تمسحُ دمعَكِ يا "نوحُ" ؟
        ألا تُمطرُني بالورْدِ النازفِ في بطْنِ السَّدِّ
        تُبلِّلُ صحراءَ الروحِ بأمطارِ يقينِكْ

        يا وردةُ غُرِّي غيْري
        أخلعُ ثوبَكِ منْ ذاكرتي النّاسيَةِ
        هلُمِّي .. تحجبُكِ الشمسُ نهاراً
        تُشرقُ أعمدةُ التّذكارِ عشِيا
        أُلقي في تابوتِ الأجدادِ حنيني
        فيُفاجئُني وقْتٌ
        بِرداءِ الظُّلمةِ
        أغرقُ في أوْهامِ العَتْمةِ
        يتملّكُني وردُكْ
        ويُفاجئُني تُفّاحُكِ
        أجفلُ ..
        تصرُخُ أشواقُ يقيني في منتصفِ الليلِ
        ـ ألا تُمطرُنا بالمُهْلِ الحارقِ
        منْ شِعرِكَ
        ـ ألْقِ عناءَ الخيْبَةِ
        والغربةِ
        عنْ كاهلكَ المُثْقَلْ
        ـ صرْنا نتآخى في فرْدوْسِ يقينِكْ
        أوْ صحْراءِ جنونِكْ !
        ـ نقرأُ أورادَ فضائكْ
        نصْحو
        في نقْشِ الهجْسِ
        على سِرْدابِ سمائِكْ !

        يا ويلي !
        أتساقطُ
        ورداً وجنوناً
        في فوْضى الصحراءِ العربيَّهْ
        وثنايا الوهْمْ !

        ديرب نجم 3/3/1991

        تعليق

        • د. حسين علي محمد
          كاتب مسجل
          • Jun 2006
          • 1123

          #19
          رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

          ( 21 ) سيرة غير ذاتية لعنترة 1964


          (1)
          ظلّت تمنحُني ذاكرةً
          للصّوتِ الدّاجنِ
          في فتنةِ حيْرتِها
          تعبرُ ظلِّي في هجعةِ أطيارٍ،
          وكتاكيتَ ، وبطٍّ ، وإوزٍّ ،
          وسُعالِ الشيخِ اليقظِ ،
          وترنيماتِ الجسدِ العاشقِ
          وتشقُّ قميصي ..
          أو تُشعلُ كبدي
          إذْ تُخرجُ تُفَّاحتَها
          (2)
          تفجؤني في رقصةِ موتي
          بذؤابةِ صرختِها
          وتُدحرجُ في هاويةِ الصمْتِ
          هدوئي ..
          ويمامي ،
          وحسامي ،
          وخريفي ،
          (أمْ كانَ صبايَ الذّاهلُ ذاك ربيعاً ؟)
          في نشوةِ نشوتِها ؟
          (3)
          أبحجمِ الكفِّ خرائطُ عشقِكَ ؟

          أتمزّقُ إرْباً في ظُهْرِ غوايتِها
          *
          فلماذا ظِلُّ تقاويمي يهْذي فرقاً
          يصرخُ رُعباً في وهْدةِ بغْتَتِها ؟
          *
          ألعيْنيْكَ عصاباتٌ تملأُ بقتامتها الأفقَ ؟

          وهذي ناري ..
          تنزلقُ ضباباً
          فوقَ حريرِ ملاستِها
          *
          كمْ ضَمَّخَني صوْتُكِ بتهاويلِ الخوْفِ

          لماذا تلْفحُني برذاذِ النّارِ ..
          وتكتُمُ في غَضْبَتِها ؟
          (4)
          هأنذا أُقْعي ..
          وَتَراً مشْدوداً بيْنَ القوْسِ النَّافِرِ
          وحصيرٍ متّسِخٍ في الأرضِ ،
          وبعضُ كتاكيتَ تُصوْصِوُ في
          الدِّهْليزِ
          "سميحةُ" تكْنِسُ دارتَها
          والنخْلةُ واقفةٌ ، تشْهَدُ بجنونٍ :
          ـ هذا الصَّمْتُ / النَّزْفُ .. لنا
          فأكفْكِفُ منْ صبْوَتِها
          (5)
          أحْنى قامتَهُ للفرسةِ (عبلةَ) إذْ تعْبُرُ
          يتناثرُ أطْفالٌ وقَصائدُ منْ خاصِرَةِ الليْلِ
          يُفَزِّعُهُ الخوْفُ ،
          وأسطورةُ قارورتِهِ المجنونةِ
          تكشفُ عنْ لذَّتِها
          ـ بجنونٍ أحببْتُكَ ..
          بسخاءٍ أعْطيْتُكَ ..
          ويْلي منْ عُريِكِ يُنذرُني
          بخرابٍ يتلجْلجُ في الصَّدْرِ
          صعوداً
          وسقوطاً


          ويلي منْ فتنَةِ فتْنَتِها !
          اليمن ـ بني علي 8/3/1986م

          تعليق

          • د. حسين علي محمد
            كاتب مسجل
            • Jun 2006
            • 1123

            #20
            رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

            ( 22 ) الليلة المُطارَدَة


            في ليْلِكِ
            تُفَّاحةُ هجْرٍ
            وسيوفُ خيانهْ
            لن تصرخَ
            فحصارُكَ جمْرٌ
            يا ليْلَ الصَّبْ
            ومدادُكَ جفّْ
            أوراقُكَ تبْكي
            منْ وَجَعِ الوحْشَهْ
            واللؤلؤُ يتفجَّرُ بينَ أصابعكَ الهشَّهْ
            فيُضِيءُ دمي !
            مُحتفِياً بمواثيقِ مدائنِكَ النائمةِ
            على تذكارِ الدَّهشهْ

            ديرب نجم 14/6/1990

            تعليق

            • د. حسين علي محمد
              كاتب مسجل
              • Jun 2006
              • 1123

              #21
              رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

              ( 23 ) الوهم


              أيُّ وهْمٍ جرى بيْننا
              في اللقاءِ الأخيرْ ؟
              أيُّ لفْظٍ خؤونٍ هنا
              دحْرَجَتْهُ المسافاتُ ما بيْننا ؟!
              إنَّنا لمْ نعدْ نستقي صدقنا
              منْ دِلاءِ الرّجاءِ الغريرْ
              أوْ حديثِ الغيابِ المُثيرْ !

              الرياض 10/7/1992

              تعليق

              • د. حسين علي محمد
                كاتب مسجل
                • Jun 2006
                • 1123

                #22
                رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                ( 24 ) قطط مائية


                قطَطٌ تتوالدُ فوقَ الأرفُفِ
                وتُداعبُ ذاكرةَ الوقْتِ
                تُخاصِمُ جيمَ الجرأةِ
                تُثخنُ جرحي الأكبرِ
                بسؤالِ اللبؤةِ :
                مَنْ علَّمَكَ
                وأفهْمَكَ
                وأخَذَكَ للنورسِ
                دابرْتَ الصَّحْراءَ
                وألقيْتَ النفسَ
                إلى رمْلِ الماءِ
                وفُزْتَ بنيشانِ الصَّمْتْ ؟

                الرياض 1/7/1992

                تعليق

                • د. حسين علي محمد
                  كاتب مسجل
                  • Jun 2006
                  • 1123

                  #23
                  رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                  (25 ) مرثية متأخرة

                  (1)
                  *ماذا لو العصفورةُ الثَّكْلى
                  تَداعَتْ في ذُرا روحي وأطْلَقَتِ البيانْ ؟
                  *القيْظُ يفجؤني ،
                  يُصادِرُ حلْميَ النَّشْوانَ
                  قدْ يغتالُ أُغْنيتي
                  فيسْقُطُ قلْبيَ المشتاقُ
                  مُختنقاً
                  بأرْصفةِ الزّمانْ !

                  (2)
                  *العُمْرُ ..
                  هلْ ضاعتْ مفاتنُهُ وباءتْ بالخرابِ
                  الضاربِ الأطنابِ
                  في ثَبَجِ القصيدَهْ ؟
                  *ثوْبُ الأمانِ خلعْتُهُ صُبْحاً
                  ودهْري هلْ يُفاجئُني
                  بأوراقٍ من التوتِ المُداجِنِ
                  والأعاجيبِ القعيدَهْ ؟!
                  ديرب نجم 31/1/1991

                  _________________

                  تعليق

                  • د. حسين علي محمد
                    كاتب مسجل
                    • Jun 2006
                    • 1123

                    #24
                    رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                    ( 26 ) ثرثرة في كراسة عنترة

                    *يوقظُني صوتُ الملكِ الطّاهِرِ في الفجْرِ ، أُحسُّ بأقْدامِ أبي ترْتطِمُ ببعْضِ الآنيةِ ، صياح الدِّيكةِ ، والمصباحُ الزَّيْتيُّ مُضيءٌ في الدِّهْليزِ ، أرُشُّ الماءَ على وجْهي ، أمْشي خلْفَ أبي للمسْجِدِ ، والطُّرُقُ المُظلمةُ تُوشْوِشُني بِحكاياتٍ ، والرّيحُ الليلةَ عاصِفةٌ ، هلْ أركبُها ؟ هلْ أذهبُ لسُليمانَ صديقي وأُحاورُهُ في أمْرِ العسْكَرِ إذْ خَطَفوا مني اللعبةَ في وادي النملِ الحَذِرِ ، القرآنُ يُرَتَّلُ في المسجدِ ، أتوضَّأُ ، بيْني والليلِ حديثٌ لا أفرغُ منهُ ، البرد شديدٌ ، أأَرُشُّ الجسدَ النّاحلَ برذاذِ اللهفةِ للدفءِ ؟ الخالاتُ وقفْنَ على الأبوابِ كأغربةٍ سودٍ ، أُمي تُحتضَرُ وعيناها تبتسمانِ ، مُفَتَّحَتيْنِ ، وخالاتي يصْرُخْنَ : أمينةُ ماتَتْ .. فلماذا لا تُغمِضُ عيْنيْها ؟
                    *مايو يطْوي صفحتَهُ السوداءَ ، يُحاولُ أن يقتلعَ جذورَ الحزنِ من القلبِ ، ويعشقُ عنترةُ الحرْفَ ، جمالَ اللفتةِ ، صدقَ النبضَةِ ، نَزَقَ الرغبةِ ، دفْءَ الصَّدْرِ ، يُحاولُ أنْ يهْرَعَ للقرآنِ ، ويجري في الطُّرقِ الوعرةِ ، تنطلقُ الشمسُ حصاناً يخترقُ جبالاً ومفاوزَ . عبلةُ تأتي فاتِنةً ، يقضُمُ تُفّاحتَها ، ينشُرُ ثوبَ الصَّبوةِ فوقَ الجسمِ فراديسَ ويُلقي بالجسَدِ العاشِقِ بيْنَ يديْها !
                    *يبْقى في المسجدِ أياماً ولياليَ ، وتُخاصرُهُ لوثةُ "عبلةَ" صبحاً وعشِيا ، ويُحاورُ وطناً يسكنُهُ الشوقُ : لماذا ضاقتْ عنكِ عباراتي ؟ بوْحي شيْطانٌ أخرسُ ـ "عبلةُ" قدّامي فَرَسٌ يصْهلُ في البرِّيَّةِ ، وشقوقُ الأرضِ العطشى كانتْ في الليْلِ تُراودُني ، تخترقُ خيولُ الشعرِ سهولَ الذَّاكرةِ ، وتُلقي بعناقيدِ جنونٍ (تطوي عبلةُ دفْترَ أحْلامي ، لا أقدرُ أنْ أحمي وطَناً ، أسقُطُ منْ هُدْبيْها)

                    ديرب نجم 7/12/1982

                    تعليق

                    • د. حسين علي محمد
                      كاتب مسجل
                      • Jun 2006
                      • 1123

                      #25
                      رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                      ( 27 ) أنخاب القصيدة المرمرية


                      وتأتي في خِضَمِّ اللحظةِ المنهوكةِ الدَّفقاتِ
                      تُغريني مفاتنُها
                      وتسقيني
                      حليباً يفتحُ الأوقاتِ
                      للذَّاتِ
                      والغدْواتِ
                      والرَّوْحاتِ
                      مفتوناً أنادِمُها
                      وتسقي لهجتي جمْرا فتُنبِتُ أحرفي بدرا
                      أكاشفُهُ وأحضُنُـهُ يُعانقُ طيفُهُ عُمْـرا
                      تمـزّق بينَ جامحـةٍ ودمعةِ شوْقِها الحرّى
                      وتنداحُ المراكبُ في سرير العشقِ بيْنَ قميصِها المفتوحِ والنَّهْديْنِ ، تُدخِلُني بيوتَ البحرِ ، أغْزو حصنَها المخفورَ بالأبوابِ والحجّابِ والحرسِ المُدَجَّجِ بالقصيدِ المرْمَرِ الأسْلاكِ ، والشبَقِ الذي يجتاحُ بيْنَ غلائلِ السُّرَّهْ
                      فيا غٌرْساً من الأضْواءِ والنَّشْوَهْ
                      ويا ليْلاً من الأسْـرارِ والقهْوهْ
                      تفتَّحَ بيْضُكِ المكْنونُ عنْ أصْدافِنا الملقاةِ بينَ الوقتِ والأشياءِ ترقُبُني (خلالَ الرؤيةِ المفتوحةِ الشِّدقيْنِ عن ألفاظِها البِكْرِ النَّهاريهْ)
                      وليسَ لها من الجنَّاتِ
                      والصَّوْلاتِ
                      والجوْلاتِ
                      غيْرُ صهيلِها المسكوبِ فوقَ العشبِ قطْراتٍ من اللبنِ الذي ينْداحُ فوقَ النَّرْجِسِ المخْتومِ ، والماءِ الذي ينصبُّ منْ نافورةِ الأشواقِ والكأْسِ الذي يهْوي مناصفةً تقاسمْناهُ بينَ أرائكِ الغزلانِ والصورِ الرُّخاميَّهْ

                      صنعاء 19/2/1986م

                      تعليق

                      • د. حسين علي محمد
                        كاتب مسجل
                        • Jun 2006
                        • 1123

                        #26
                        رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                        ( 28 ) فيـــــــــلم عربي

                        1-التهيؤ / الرعب:
                        لماذا كلُّ شيءٍ ساكنٌ كالرَّمْلِ
                        ـ يا ألقَ الجسارةِ ، أعطني قمرا
                        ـ منحتُكِ كلَّ ما تبغينَ
                        كانَ النهرُ مثلَ الكأْسِ ، أعطيتِ الذي أرجوهُ ، تلك شظيَّةٌ في بؤبؤِ العيْنيْنِ ، هذا ليْلُنا المُتجانِسُ اللحظاتِ يسْتجْدي تُراثَ الوهْمِ ، في قارورةِ النسيانِ أغنيةٌ عن العينيْنِ ، والحرمانْ

                        لا للموْجِ ترتحلينَ يا ألقَ الصِّبا المهْدورِ ، لا للريحِ ! تلكَ سقيفةُ الصَّرْعى أمامَ يديْكِ ، فاختاري خطابَ النرجسِ / الأسيافِ ، وامتدِّي ربيعاً فوقَ طقْسِ الحيْضِ والطَّمَثِ الذي لا تُزْهِرُ الأمواهُ في حصياته الملقاةِ فوق سريرِ هذا القيْظِ ، كان الضوءُ في العتْماتِ خطا مائلاً حَذِراً ، رأيْتُكِ تقطفين الشوكَ والورْداتِ في النَّهديْنِ ، أدنيْتُ الخُطا منْ خُطْوةٍ مُرتابةِ اللفتاتِ . هذي سلَّةٌ مفجوعةُ الأحداقِ بيْنَ يديْكِ

                        ـ خُذْ هذا ..
                        رأيْتُ السَّهمَ مغروساً بثدْي صبيةٍ مفقوءةِ العيْنيْنِ ، أغمضْتُ ، المدى نارٌ تُحاصرُني ، وأمْسَكَتِ النساءُ يديْ صريعِ الموْعِدِ المضروبِ ، كانتْ سَوْرَةُ الرُّؤيا تُطارِدُهُ ، اللغاتُ تكسَّرَتْ في الحَلْقْ.

                        2-النار / النار:
                        لماذا كلُّ هذا الرعبِ ؟ والجسدُ الذي في النّارِ أنضجناهُ تأكُلُهُ الثعالبُ منْ فِجاجِ الأرضِ ، تنهشُ حدأةٌ في الروحِ ألواحاً من الصَّخَبِ الذي عشناهُ أحقابا . بروجُ القلعةِ الصَّمّاءِ تخمشُ ظفرها في فطنةِ الأسلافِ . كان الطينُ صلصالاً من الأحداقِ والأثداءِ . هذي قبْضَةٌ مرفوعةٌ بعلامةِ النّصْرِ الذي (مُتْناهُ) فوقَ الحائطِ المهْدومِ . في الأظلافِ والدَّمْعِ الذي يسْتافُ قطْرَ الماءِ في برديَّةِ البسلاءِ والنبلاءِ والشُّجعان ، في نيشانِ نصْرٍ شامخٍ (عشناهُ) أشعاراً ، تركْنا طفلةً في النارِ تُنضِجُها سَمومُ القصْفِ والغَسَقِ المُحمْحِمِ في خِضابِ الرَّملِ والقيعانِ :
                        هيّا يا جِياعَ القلْبْ !

                        3-الصدق / الفجيعة:
                        لماذا كلُّ هذا الخوْفِ ؟ أيةَ حيلةٍ ترْجونَ ؟ والصَّقْرُ الذي منْ حولِهِ تهذونَ في الليْلاتِ محْضُ حمامةٍ ، قلتُمْ بديعَ الشعرِ حينَ نأَتْ
                        وقُلتُمْ سوفَ نُرجِعُها إلى العُشِّ الذي هَجَرَتْ
                        4-الغياب / الدم المسفوك:
                        لماذا كلُّ شيءٍ غائبٌ ، والرَّمْلُ متَّسِعٌ ، وتلك سقيفةٌ لنْ تجْمعَ الخطباءَ في زمَنِ انثيالِ الجْرْحِ ، في زمنِ اسْتلابِ الروحِ ..
                        عُدْ يا بحْرُ ، عْدْ يا شعْرُ ، تكتُمُ جُرحَكَ المفتوحَ ، قلْ ماذا يقولُ النَّرجسُ المسفوكُ للأرْضِ التي بَعُدَتْ ؟!

                        صنعاء 1/2/1987م

                        تعليق

                        • د. حسين علي محمد
                          كاتب مسجل
                          • Jun 2006
                          • 1123

                          #27
                          رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                          ( 29 ) زهرة الصبار

                          (نظر إلى صورته منذ عشرة أعوام .. فتحسَّر ..)
                          هذا الفتى الجميلُ كيفَ صارَ أصْلعا
                          وأبيضَ الفوْديْنْ
                          هذا الفتى الضحوكُ كيفَ صارَ عابساً
                          ومثقلَ العيْنيْنِ
                          بالبُكاءِ في الأسحارْ
                          هذا الذي يُحادثُ الحِجارَ، والأشجارْ
                          بأعذبِ الأشعارْ
                          متى تريْنَهُ يا زهْرةَ الصَّبَّارْ
                          بعودُ مفْعماً بالوجْدِ والغناءْ
                          هُزِّي إليْكِ جِزْعَهُ القديمَ
                          جُرْحَهُ الحميمْ
                          تسَّاقطُ البروقُ والأقْمارْ
                          وتُشرقُ القصائدُ العصْماءْ
                          في أُفْقِهِ … وتُرْعِدُ السماءْ

                          الرياض 18/1/1992

                          تعليق

                          • د. حسين علي محمد
                            كاتب مسجل
                            • Jun 2006
                            • 1123

                            #28
                            رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                            ( 30 ) وردة

                            هيَ وردةُ الفجْرِ التي
                            ألْقَتْ مبَاسِمَها إليْكَ
                            ولا تروحُ !
                            ولكُلِّ لفْظٍ نبْضُهُ
                            ولكُلِّ فاتنةٍ جُمُوحُ !
                            ولكُلِّ برْقٍ سهْمُهُ
                            ولكلِّ لاحظةٍ جُروحُ !


                            الرياض 9/10/1992

                            تعليق

                            • د. حسين علي محمد
                              كاتب مسجل
                              • Jun 2006
                              • 1123

                              #29
                              رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                              ( 31 ) زهور جافة إلى يارا

                              (1)
                              يارا ..
                              منْ يمْلأُ هذا الأُفْقَ المجدورَ غُبارا ؟
                              منْ ينْزَعُ روحَكِ منْ نبضاتِ الروحِ ؟
                              ومنْ يسرقُ بسمتَكِ الينْعاءَ جِهارا ؟
                              منْ ألْقى كبدي المقروحةَ
                              في البئْرِ
                              فلا تُبْصِرُ ألَقاً سيَّارا ؟

                              (2)
                              يارا ..
                              يارا ..
                              هلْ يتسلّلُ سمْعُكِ في أحناءِ النفسِ
                              فيسْمعُ أحْنائي تصْرُخُ :
                              منْ يشري هذي الروحَ
                              بثمَنٍ بخْسْ ؟
                              منْ يأْخُذُ هذا الهيْكَلْ
                              حتى يُبعِدَهُ عنْ هذا الرِّجْسْ
                              منْ يُنقِذُني منْ أقْلامِ البصَّاصينَ
                              وأفْواهِ القوّالينَ
                              وأسماءِ المُحتالينَ
                              الْتُفسِدُ هذا الطَّقْسْ ؟!

                              (3)
                              يارا ..
                              ما كنتُ لأستبْدِلَ بهواكِ المشرقِ في أنحاءِ النفسِ
                              أُويْقاتِ العتْمهْ
                              أو أرضى أنْ أشربَ كأْسَ النِّقْمهْ
                              إذْ يأتي يتخفّى ـ بعدَ رحيلِكِ عني ـ
                              في زيِّ النِّعْمَهْ !

                              (4)
                              يارا ..
                              قالوا : غنِّ .. فغنَّيْتْ
                              لكنَّ القلْبَ مليءٌ
                              بأفاويقِ التُّرحةِ ،
                              والموْتْ !
                              هلْ يُنقذُهُ منْ هُلْكتِهِ
                              إلا أنْ يسمعَ هذا الصَّوْتْ :
                              يارا ..
                              يارا ..

                              الرياض 30/1/1992

                              تعليق

                              • د. حسين علي محمد
                                كاتب مسجل
                                • Jun 2006
                                • 1123

                                #30
                                رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                                ( 32) حديث جانبي ..

                                (1)
                                لنْ يرجِعَ للطّائرِ هذا الرِّيشُ الوامِضْ
                                بالفَرحِ الدَّافقْ
                                روحي العاريةُ المثقلةُ بقيْظٍ خانقْ
                                تعبثُ بكُراتِ الثلجِ النَّزِقَهْ
                                تلبَسُ قُفَّازَ العادةِ
                                تدخلُ دهليزَ الشَّفْرة
                                تبرأُ من طقسِ الدَّهشةِ
                                يتداخلُ نقْعٌ وغبارٌ
                                وأنوثةُ عنصرها
                                هذي الصحراء !
                                (2)
                                تتفجّرُ في الشريانِ ينابيعُ اللغة الطِّفْلهْ
                                يتفجّرُ في الأُفقِ البرْقُ
                                يُعانقُ ضعْفي وجنوني
                                أيتها الأمطارُ الصّحراويةُ
                                مازالتْ بيْنَ أناملِكِ السحريةِ دِلتا روحي
                                تسألُني في الليلِ سُلالةُ رملكِ
                                هلْ أنتَ القادمُ يوماً
                                لتُضَمِّخَ روحي
                                بالأشعارِ الورديّةِ
                                وهواجسِكَ الطِّفْلهْ ؟
                                (3)
                                ـ يا منْ أرسلْتُكَ ، أوْجدتُكَ
                                كيْ تكتشفَ عذابَ النبتةِ
                                وتفرُّدَها بالصَّرخةِ
                                ماذا … ؟
                                ـ لن يغتالَ سكينة روحي فرسانُ النَّرْدِ
                                ولن يقدرَ فارسُهُمْ أنْ يزرعَ وردتَهُ
                                في عَبَقِ الجرْحِ
                                ولنْ يُطلِقَ لحظاتِ النشوةِ
                                غرباناً سُحْماً
                                تقتحِمُ سمائي

                                ديرب نجم 31/1/1991

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                                أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة
                                يعمل...