الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حسين علي محمد
    كاتب مسجل
    • Jun 2006
    • 1123

    #61
    رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

    ( 63 ) أحزان الأعوام العشرة


    1-صفحة أولى :
    عاتبَني قلبُكِ
    طوّقَني حبُّكِ
    ألقيْتِ بكارةَ قلبِكِ في الماءِ الآسِنِ ، فارْتَدَّ البصرُ كليلا ، فأخذتُكِ في منتصَفِ الدّهشةِ ، وركِبْنا ظهْرَ جواديْنِ نحيليْنِ ، مشينا بيْنَ ضِفافٍ وإوَزٍّ ونخيلٍ ، كانَ الشفقُ الأحمرُ يُلقي بنداوتِهِ الطّللِيَّةِ في فتحةِ صدرِكِ ، وأيائلُ تمرحُ في جنبيْنا ، وهمزْتُ جوادَكِ فتساقطَ رُمّانُكِ في كفَّيَّ شهيًّا ، تذكُرُ إذْ طارَدَنا الليْلُ ، وكنا نركُضُ خلفَ يمامٍ .. ملأ الصوتُ فضاءَ القلبِ ، وكنتُ أُداعبُ قطّتكِ النائمةَ على الصَّدْرِ .. الماءُ الآسِنُ يتفجَّرُ في أوردتي ، ونبيذُكِ في العُنقودِ مُضاعٌ ، لي ليْلٌ ، لي شوْقٌ ، لي جُرْحٌ مُرْتابٌ في الصَّدْرِ وحظٌّ عاثِرْ

    ألقيْتِ بكارةَ جسمِكِ في مائي الدّافقِ ، فاهتزّ القلبانِ ، وغنَّتْ في الأيْكِ قطاةُ
    واحْتشَدتْ في الأُفْقِ فراشاتُ !

    2-تجليات ليلية :
    أُعانِقُ خيماتِ شعرِكِ
    .. هذا الدّمُ الملَكيُّ
    يفيضُ على وجنتيْكِ
    فأمسِكُ غُدرانَ طيني عنِ البوْحِ لكْ
    *
    أقولُ : خُذيني
    إلى قَمَرٍ في السماءِ البعيدَهْ
    ولا تُوصِدي البابَ دوني
    ولا تحجبي الضَّوءَ قبلَ انبثاقِ القصيدهْ
    بأرضي العنيدهْ !

    3-هيّا .. خُذيني :
    .. وأصحابيَ البُلْهُ ..
    ينتظرونَ ربيعاً من القطْرِ ،
    دوراً من الوشْيِ
    ينتحبونَ طويلاً
    إذا فاجأَ القلبَ قوْسٌ من النَّكْبةِ السّالِفَهْ
    .. فأدخلُ بوّابةَ الرُّوحِ
    أهتِكُ ستْرَ التَّهتُّكِ
    أرقُبُ ريحاً من البَلَدِ الطيِّبِ:
    انتشِروا في الصَّحارى
    يُؤازرُكمْ سرُّ أحمدَ ،
    طيْفٌ من النُّورِ
    تأخُذُني رعْشَةٌ واجِفَهْ
    هاجسٌ يعتريني
    .. شميمٌ من الجنةِ الْتفْتحُ القلْبَ
    .. هيّا خُذيني ..

    4-السراب :
    إلامَ الحزنُ يرْمينـــا بنـابِ
    وروحي ما دَهاها منْ خَرابِ ؟
    وكنتَ تسوقُ لي لفْظاً جميـلاً
    فيعْلو بي إلى قممِ السَّحــابِ
    وتهْديني شَرابَ الوَصْلِ أغْفو
    فلا أرنو لطعْنــاتِ الحِرابِ
    *
    أَأُبْصِـرُ خلْفَ هذا النَّهْرِ سُمَّا
    قديماً في الثَّنايـا والإهـابِ
    ولفْظاً شِيبَ بالمكْرِ امْتطتْـهُ
    صوارِفُهُ ، وخودعَ بالسَّرابِ ؟
    *
    دموعُكَ لمْ تكُنْ يوْماً كتابي
    فهـلْ يُجْدي بكاؤكِ بالعـذابِ
    سنـابلُ صيْفِنا ترْثي لصَبٍّ
    مـع الأيّامِ يقْضي في اغْتـرابِ
    وأعْرافُ الصَّبابةِ في المـآقي
    وأحْــداقي تُبَـاغَتُ بالضَّبابِ
    ونَصْلُكِ في الْحَشا قلْ كيف أصحو
    على لـذْعاتِ قحْطٍ في الرُّضابِ
    ووجْهُكِ في المـرايا نصْفُ بدْرٍ
    معَ الأطيــافِ يحْلُمُ بالمـآبِ
    كزنْبَقةٍ تُعانِقُ صمْـــتَ قلْبٍ
    وخوْفي لا يُبدِّدُهُ اكتئــــابي
    *
    شموسي في الفَضا .. تبكي غِياباً
    يُعلِّقُني بأوْهـــــامٍ عَذابِ !

    أكنتَ الشُّهْدَ أمْ سُمًّا زُعــافاً
    أكنتَ المـوْتَ يعصِفُ بالعُبابِ ؟
    طقوسُ الحزنِ في صُبْحٍ مُعـادٍ
    أتخطـفُ صبْوتي وأقـولُ ما بي ؟
    وأقرأُ هانئاً أطْيـــافَ قلْبٍ
    وفاتحــةُ الحِدادِ .. تدُقُّ بابي ؟ !

    5-صحوة أخرى :
    *قولي : غيومُكِ لمْ تُلامسْ عُشبَها المُصفرَّ في ثَبَجِ المسافاتِ التي تفْتَرُّ عنْ روحٍ تُقارفُ بوْحَها الدَّفّاقَ في ليْلِ الهزيمةِ والسُّقوطْ .
    *هذا صباحُ الحزنِ يأخذُني إلى دَرَكِ المفازاتِ التي ضلَّتْ بها تلكَ الخيولُ اليعربيَّةُ ، هلْ تريْنَ خِيانتي للعُشْبِ ، والأسماكُ تفضحُ ما تُخبِّئُهُ العواصفُ والرُّعودُ فلا تؤرجحُك الخيوطْ .
    *هذا قِطافُ الوقتِ بيْنَ يديْكِ ، زنبقةُ الخروجِ تُراوِدُ المكْلومَ عنْ جُرْحِ المنافي ، والسؤالُ يغوصُ في الجرحينِ : "كمْ يمضي بنا هذا المَلالُ " ، وأنتِ في رَهَقِ البشارةِ تشهدينَ : "شوارعُ النسيانِ ترفعُ رايةَ العِصيانِ ، تزْخرُ بالقنوطْ !


    6-ذهول :
    العاشقانِ الصَّـابرانْ يتأمّلانِ ويـذهـلان
    وتغيمُ في العينِ الرُّؤى يتناوحــانِ ويبْكيانْ
    في القلْبِ رُبعُ حقيقةٍ وعلى الحوائطِ دمْعتانْ
    النَّايُ يحْكي ذاهِــلاً ما لمْ تقُلْهُ المٌقْلتــانْ !
    هلْ تقدرٌ الكلماتُ أنْ تهبَ الخُطا نبْضَ الأمانْ
    تُعطي الفــؤادَ يقينَهُ في الحبِّ والغَدِ والأمانْ
    *
    بيني وبيْنَكِ خُطْوتـانْ بيْني وبيْنَكِ فجْوتـانْ !
    عيْناكِ بالـدَّمِ تذْرفانْ والخطْوُ مشْلولٌ جبـانْ
    ماذا أرى ؟ عيناكِ بالـ ألمِ الدَّفينِ تُصَرِّحــانْ

    7-القنوط :
    قلتُ لكمْ :
    إنَّني لسْتُ ..
    لا .. لا
    تُفاجئُني بالدّخولِ المُباغِتِ
    لا .. لستَ أنتَ
    فكيفَ تُضيءُ الكتاباتُ رغمَ رحيلكَ عنِّي
    وكيفَ ستُنْشِئُ ذاكرةً للحكاياتِ ..
    تدخلُ غمْغماتِ التمنِّي

    8-يمشي ، يُرافقُهُ الصمتُ ! :
    يمشي وحيداً يُرلفقُهُ الصَّمتُ
    في حُلْكةِ الدَّهشةِ الدّاجِنهْ

    حواليْهِ :
    برْدٌ ،
    وثلْجٌ ، وحزنٌ ثقيلٌ
    وبعضُ بقايا من الحُلْمِ ،
    والرّعشةِ الواهِنَهْ

    يُخبِّئُ في معطفيْهِ الصَّواري
    وأشواقَهُ ،
    والربيعَ الجميلْ
    *
    قصائدُهُ ذاهِلَهْ
    هوادِجُ أشعارِهِ مُثقَلَهْ
    بِحُداءِ الرحيلْ

    حبيبتُهُ نائمَهْ
    في البَهاءِ الظَّليلْ

    فيا وجْهَها الطللِيِّ أجِبْني
    ويا أيُّها الصمتُ دعْني
    وإلاّ
    فصَبْرٌ جميلْ !

    9-أحزان الأعوام العشرة :
    بعدَ مرورِ الأعوامِ العشرةِ مازالتْ صبْوتُها في القلبِ ، ومازالَ الصوتُ الفضِّيُّ يرنُّ بأُذنيَّ ، ويسألُني عنْ سببِ شرودي : (أكتبُ فوقَ الجدرانِ : "ظلامُ الليلِ الحالكِ لنْ يُبعِدَني عنْكِ") ، وأكتبُ فوقَ الطُّرقاتِ : "أعيشُ جنونَ هواكِ ، ولا أخشى ـ بلْ أهوى ـ الموْتَ ، فقدْ يُبعِدُني عنْ أحزاني ، قدْ يُدنيني منك".
    بقعُ الدَّمِ تطفو فوقَ العيْنيْنِ ،
    دموعٌ فوقَ الخدَّيْنِ ،
    وصوْتُ نشيجِكِ يعْلو "إنّي أرثي نفسي" .. فدعيني أكتُبْ عنْ عصفورٍ غابَ عن الأيْكةِ زمناً
    ـ افتحْ عيْنيْكَ ، وعِشْ حرماني
    ـ أنتَ النهرُ العذبُ … فهلْ يحتملُ النهرُ قليلاً منْ أدْراني ؟

    أتجودُ الأيامُ وتمنحُنا الأمنَ فلا نُبصِرُ أشباحَ الخوْفِ تُزمجرُ في الطرقِ الوعرةِ (ذاتُ الصوتِ الفضِّيِّ تعودُ ، أُحسُّ كأنّي طفلٌ ألهو في طُرُقِ النشوةِ ، وسمائي لا حدَّ لها) ، كانتْ تلبسُ ثوباُ أبيضَ ( هذا وجهُكِ يأْسِرُني ، وعروسي منْ عشرةِ أعْوامٍ تضحكُ ، تغزلُ ثوبَ الماءِ الدّافِقِ للعُرْسِ) .. تعاليْ تتداخلُ في الذّاكرةِ الصورُ : الصحراءُ ، القلبانِ ، القوْسُ ، ابنُ الخطّابِ ، سِماطٌ يمتلئُ بلحْمٍ مشويٍّ في عامِ القحْطِ ، أهذا عامُ الحزنِ ؟ رعاةُ البقَرِ يجيئونَ ، هنودٌ حُمْرٌ ، أفراسٌ تعْبُرُ نهْراً ، معركةٌ فاصِلةٌ ، موسى يعبُرُ أعوامَ التِّيهِ ، وإسرائيلُ التَهمَتْ لُبنانَ ، التهمَتْ تُفّاحةَ بيرتَ ، و"بدْرٌ" تتلاشى في "كأسِ العالمِ" . في "الأندلسِ المفقودِ" ليالي النشوةِ تتْرى ، فازتْ إيطالْيا / باوْلو روسِّي ـ معشوقِ النسوةِ ، "رمضانُ" يضيعُ ، وشارونُ يُضاجعُ بيروت ، و"ياسرُ" يخرجُ ، "حاوي" ينتحِرُ ، ونحنُ نُصفِّقُ للأهدافِ النّاريَّةِ إذْ تقتحِمُ المرْمى !!

    بُقَعُ الزَّيْتِ على الماءِ تُسمِّمُ موْردَنا العذْبَ ، الوجهُ الأخضرُ يسألُ : "أين سنسكنُ يا أيوبُ ؟" .. ويضحكُ : "عُشُّ العصفورةِ يكفينا" .
    (سخِرتُ ) : "هذا في أُغنيةٍ تترَدَّدُ في المذياعِ كثيراً"
    مشِيا متَّحديْنِ ، ومُمْتزِجيْنْ
    بحَثا في الحاراتٍ المُكْتظَّةِ بالرَّوْثِ ، وبالأطفالِ ،
    وبالجوعِ المارِدِ
    عنْ عُشٍّ للعصفوريْنْ
    عاصِفةٌ في الأُفْقِ تُباعِدُ ما بيْنَ الرُّوحيْنْ !

    ديرب نجم 5/7/1982

    تعليق

    • د. حسين علي محمد
      كاتب مسجل
      • Jun 2006
      • 1123

      #62
      رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

      64 ) رمـــــــاد

      تغيبينَ بينَ مروجِ الضِّياءْ
      فأسألُ عنكِ الغمامَ / اليمامَ /
      الزهورَ / الربيعَ / النَّماءْ
      وتأتينَ
      تبتسمينَ
      زهورُ "المدائنِ" تضحكُ
      و"القادسيةُ" برقٌ بعيدٌ أضاءْ
      وحِضناكِ كرْمٌ جنيُّ العطاءْ
      أنصنعُ سُفْناً ويَمًّا
      ونرقبُ برقاُ ونجمًا
      فيُسْقِطُنا الأوجُ
      يحملُنا الموْجُ
      تدفعُنا الريحُ
      تُغرقُنا أكؤسُ الشعراءِ ؟!

      الزقازيق 17/5/1984

      تعليق

      • د. حسين علي محمد
        كاتب مسجل
        • Jun 2006
        • 1123

        #63
        رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

        ( 65 ) الحصار يليق بالشاعر

        في الشارعِ يقفُ السمسارْ
        في النّافذةِ المُخبرُ
        في الذاكرةِ بقايا النّارْ
        كيْفَ تُخاطبُكَ الأشجارْ
        يا رجلَ الأقدارْ
        ـ أنت مجرَّدُ فرْضٍ
        .. في ذاكرةِ الطينِ
        وقبرُكَ محفورٌ
        في الأشعارْ
        صنعاء 8/11/1986

        تعليق

        • د. حسين علي محمد
          كاتب مسجل
          • Jun 2006
          • 1123

          #64
          رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

          ( 66 ) السؤال

          كلُّ شيْءٍ في مكانِهْ:
          فُرشةُ الأسنانِ،
          معجونُ الحلاقَهْ
          بغضُ أشعارٍ قديمهْ
          نصفُ فنْجانٍ من الشايِ،
          استعاراتٌ عقيمهْ

          كيف تأتيني "فتوحاتي العظيمهْ" ؟

          صنعاء 30/1/1987م

          تعليق

          • د. حسين علي محمد
            كاتب مسجل
            • Jun 2006
            • 1123

            #65
            رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

            ( 67 ) كان الربيع امرأة

            ولمّا رأيتُكِ في الليلِ ناراً
            تُؤجِّجُ فيَّ دماءَ التّذكُّرِ
            كانَ الربيعُ امرأهْ
            أُراقِصُها
            والأغاني حرابٌ مدبّبةٌ في سمائي
            أكانتْ شموسُ المنى
            نشوةً مُرْجأَهْ ؟
            أُسائلُكِ الآنَ
            كيفَ تخثَّر فينا الغناءُ
            وصوتُكِ يسكبُ خمرَ المحبّينَ
            والخيلُ تصهلُ
            بينَ حروفِ الحنينِ
            وعطرُكِ في أضْلعي شعلةٌ مطفأهْ !

            الزقازيق 3/6/1986

            تعليق

            • د. حسين علي محمد
              كاتب مسجل
              • Jun 2006
              • 1123

              #66
              رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

              ( 68 ) جمرة لذاكرة الشاعر

              ادفعْ كراتِ الثلجِ عنْ سطْرٍ بليدْ
              وارحلْ معَ الأمواجِ مقتحماً
              بلا بحْرٍ قديمٍ ، أوْ جديدْ
              واجمعْ لنا غيْماتِ هذا العالمِ المقهورِ
              أمطِرنا ببرقِكَ والرعودْ
              حطِّمْ ممالكَ صمتِنا المسطورِ في رقعِ البريدْ
              وارفعْ بيارقَ شعرِكَ الدفاقِ في أيدي قريبٍ .. أو بعيدْ
              أشعلْ قناديلَ المدينهْ
              املأ قلوباً مُثقلاتٍ … بالسكينهْ
              أنتَ السذاجةُ
              والبراءةُ
              والجسارةُ
              واقتحاماتُ الجنودْ
              فالضوْءُ صوْتُكَ
              والأيائلُ بعضُ شعرِكَ
              واستعارتُكَ الحشودْ

              صنعاء 29/10/1986م

              تعليق

              • د. حسين علي محمد
                كاتب مسجل
                • Jun 2006
                • 1123

                #67
                رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                ( 69 ) أيتها الوردة

                أيتها الوردةُ
                قدْ نأتِ الأرضُ ، وكنتِ قديماً
                تجتمعينَ
                وتأتلقينَ سلالا مؤتلِفَهْ

                قدْ أثْقلني البوْحُ
                وكانتْ تنحلُّ غدائرُكِ الفيّاضةُ فوقَ شطوطي
                أصْدافا
                وجداولَ وضفافا
                تنفرطُ لآلئكِ وزهرةُ صمتكَ
                بينَ يديَّ جنائنَ زَهْرٍ
                أزواجاً ألفافا
                وأغانيَ مُختلِفَهْ

                أيتها الوردةُ
                .. نأتِ الأرضُ ،
                لماذا يتمدّدُ عاشقُكِ الفاتحُ
                يتضرّجُ بالصمتِ
                وأعضاؤك مرتجفَهْ؟!
                صنعاء 22/10/1986م

                تعليق

                • د. حسين علي محمد
                  كاتب مسجل
                  • Jun 2006
                  • 1123

                  #68
                  رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                  ( 70 ) الطوق

                  كأنَّ البراكينَ ملْكي
                  كأَنَّ البروقَ السواطِعَ
                  طُهْري ونُسْكي
                  وهذي الخيولُ الجوامحُ ..
                  تقفزُ فوقَ تفاعيلِ شعري
                  لماذا تُعِدُّونَ طوْقاً
                  جميلاً
                  لمُهْري ؟

                  القاهرة 9/7/1986

                  تعليق

                  • د. حسين علي محمد
                    كاتب مسجل
                    • Jun 2006
                    • 1123

                    #69
                    رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                    ( 71 ) التفاحة

                    حينَ أكلتُ من الشجرةِ ذات صباحٍ
                    كنتِ معي تمشينَ وتبتسمينَ
                    وفي العينيْنِ بريقٌ
                    وقضمنا التفاحةَ
                    أحسسْنا أنّا مختلفانِ
                    أنا رجلٌ .. أنتِ امرأةٌ
                    وأنا عارٍ
                    فجريْتُ أُقطِّعُ أوراقَ الشجرِ
                    أُغطِّي عُرْيي
                    واللحظةُ تُنكرُني
                    هلْ أفقدُ منذُ الآنَ بكارةَ إحساسي ؟
                    *
                    أهوي منْ جنّتِكِ ، وأنزلُ
                    أهبطُ
                    أبتعِدُ عن اللهِ
                    وأُدرِكُ أنِّي أقفُ وحيداً
                    وزمانُ المعصيةِ يُطوِّقُ عنُقي
                    رجْلايَ مُسمَّرتانِ بأرضٍ مُخطئةٍ
                    (هلْ هذي أرضُ الجنةِ ؟!)
                    وسوسَ لي الشيطانُ وقال:
                    "أدلُّكَ كيْ تأكلَ منْ شجرِ الخُلْدِ
                    وملْكُكَ لا يبلى"
                    فأكلتُ
                    وظهرتْ سوْأتيَ ، وأدركتُ الليلةَ أنيَ عاصٍ
                    مطرودٌ منْ جنتِك إلى دنيا الحرمانْ !
                    *
                    النَّدمُ مريرٌ في الحلْقِ
                    وقسوةُ أيامي تدفعني ..
                    كيْ أبكيَ كالطفلِ
                    أضمُّكِ يا حوّاءُ لصدري
                    تختلطُ دموعي بدمائكِ
                    نخرجُ منْ حيْرتِنا
                    نجري في الأرضِ
                    ونصنعُ أعشاشاً للطيْرِ
                    بيوتًا للنَّمْلِ
                    عرينًا للأُسْدِ
                    ونصبغُ أوْجهَنا بدماءِ الأخوةِ
                    في عرسِ النشوةِ
                    نرقصُ والنارُ المستعرةُ في الأعماقِ تُؤجِّجُنا
                    نجري في المدنِ / الصحراءِ /التاريخِ /
                    الأنهارِ / الجغرافيا
                    نبني / نصنعُ / نهدمُ
                    ونُخرِّبُ كالأطفالِ الأعشاشَ ..
                    ونبكي كالأطفالِ عرايا
                    نتهدّمُ كالأكواخِ الخربةِ في الليْلِ العاصفِ
                    نسكرُ ، ونُصفِّقُ ، ونجوعُ
                    ونَقتُلُ ، ونُغنِّي ..
                    لا نخجلُ
                    (نظرَ اللهُ إليْنا
                    كنا نبْكي
                    في العيْنيْنِ بريقٌ مُنطفئٌ
                    ...
                    غَفَرَ اللهُ لنا ..
                    أسكنني جنَّتَكِ ..
                    وسَكَبَ عليْنا الرضوانْ)

                    الزقازيق 2/7/1982

                    تعليق

                    • د. حسين علي محمد
                      كاتب مسجل
                      • Jun 2006
                      • 1123

                      #70
                      رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                      ( 72 ) اثنان

                      تدحرجتْ أيامُها الشفيفةُ الملساءْ
                      على حوافِّ الرغبةِ المُدبَّبهْ
                      وحينما أتى المساءْ
                      تسلَّلتْ محتجبَهْ
                      فقد هوَتْ طراوةُ الأوقاتِ
                      فوقَ الرَّقَبَهْ
                      وشمسُ عمرِها الجميلِ
                      لمْ تعُدْ مرْتَقَبَهْ

                      في الحجرةِ الوثيرةِ الزرقاءِ
                      تبكي الزهرةُ المُحتجَبَهْ
                      والفارسُ العجوزُ واقفاً
                      في شرفةِ الأمواتِ
                      يقضي نحَبَهْ

                      صنعاء 30/10/1986م

                      تعليق

                      • د. حسين علي محمد
                        كاتب مسجل
                        • Jun 2006
                        • 1123

                        #71
                        رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                        ( 73 )غفوة قبل الزلزال

                        قدْ يُباغِتُني هاجسٌ كانطفاءِ التوهُّجِ
                        أوْ كاشتعالِ النُّعاسْ
                        قدْ يواجهُني مثلَ أُنثى
                        مُعشَّبَةٍ بالحليبِ النَّدِيِّ ..
                        تُخبِّئُ تُفاحةً للمطارَدِ
                        في عروةِ الصدرِ
                        أُغنيةً في الفؤادْ
                        قدْ يُسامرُني بيْنَ وقتٍ تضرَّجَ
                        بالفتْحِ والعِطْرِ
                        والجُرْحِ والشِّعْرِ
                        والهجمةِ المُقْبِلَهْ
                        قدْ يُهيئُ بينَ ملامحِهِ الخاملهْ
                        طعنةً قاتِلَهْ ‍!
                        ‍‍فاخلعي الآنَ ثوبَ‍ الحدادْ
                        وانظري مُقبِلهْ
                        غفوةَ الزلزلَهْ !
                        صنعاء 9/4/1987م

                        تعليق

                        • د. حسين علي محمد
                          كاتب مسجل
                          • Jun 2006
                          • 1123

                          #72
                          رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                          74 ) حديث إلى النخلة

                          يا نخْلةً في حنـايا الروحِ تُمْطِــرُني
                          بوابلِ الرّملِ في العيْنيْنِ ، والوَصَـبِ
                          مازلْتُ صِنْوَ الضُّحى ، في الرَّوعِِ تسبقُني
                          ضراعةُ التَّـوْقِ للأشعـارِ والرُّطَبِ
                          راياتُ حزنِكَ في عيْنيَّ ترْفعُهــــا
                          أصــابعُ المِلْحِ بالأنواءِ والنُّــوَبِ
                          السَّيْفُ رايتُنـا ، والنَّصْــرُ عزَّتُنــا
                          واللَّهُ قبْلتُنا ، والنَّــارُ في الحَـطَبِ
                          هذا دَمي في يدَيْ "كسْـــرى" يقَرُّ بِهِ
                          وبيْتُنـا في الوَغى حِصْنٌ من الخُطَبِ
                          *
                          إلى متى نتخـــلَّى عنْكِ في شَغَفٍ
                          ببَارقٍ خادِعٍ ، وبأنجُمِ الكَــــذِبِ
                          وأنتِ رايةُ أجـــدادٍ ، وسِرْبُ منىً
                          وذوْبُ قلْبٍ شَدا بالنَّارِ والغَضــبِ
                          "القادسيَّةُ" نـورُ القتْحِ في دمِنـــا
                          وورْدَةٌ طفْلَـــةٌ في القلْبِ لمْ تَشِبِ
                          تكادُ تُشْعِــلُ في أحْــداقِنا مِزَقاً
                          من الهبـاءِ ، وسيْــفُ اللهِ لمْ يَغِبِ
                          عاشتْ ملامحُهــا في الرُّوحِ مُنتَجَعاً
                          من الرُّؤى البِيضِ في دُنيا منَ اللَّعِبِ
                          يا نخلةَ الغارِ يا عُرْســاً مقا طِعُـهُ
                          تُحاصِـرُ الروحَ بالأنْـداءِ والْحَبَبِ
                          جودي بوصْلٍ فأنتِ الطُّـهْرُ في دمِنا
                          وأنتِ شمسُ الضُّحى في ليْلِنا اللجِبِ
                          هذا ربيعُكِ نهْرٌ ، قيْظُنا شَــرِسٌ
                          فليْسَ تقْهــرُهُ إلاّ ظـــلالُ نبي
                          لأنتِ حُبْلى بنورِ اللهِ ، فاحْتشِـدي
                          صُبحاً من الغيْثِ أوْ فيْضاً من اللهب
                          *
                          هذا دمي ـ والرُّبا فيّاضةُ الكذِبِ
                          ـ يُهْراقُ بيْنكمو يا فتْيَةَ العَــربِ !
                          وأنتمو في طريقِ الفجرِ بعضُ لظى
                          عشْقٍ تبـدّى .. دليـلَ الفتْحِ للحِقَبِ
                          وأنتِ يا نخــلةَ النَّارِ التي وَمَضَتْ
                          عصْراً فعصْراً ألا قومي ألا انتصبي
                          رُمْحاً من الزّهْوِ في أنقاضِ أنفُسِنا
                          ومعْبَراً منْ فَخارِ في دُجى الكُرَبِ !

                          الزقازيق 4/11/1984

                          تعليق

                          • د. حسين علي محمد
                            كاتب مسجل
                            • Jun 2006
                            • 1123

                            #73
                            رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                            ( 75 ) الجواد المكسور

                            ظلَّتْ لي في حبِّكِ مائدةٌ ملأى بالأطباقْ
                            لكنّكِ إذْ تنأيْنَ الليلةَ ..
                            ينبتُ في وادينا الأخضرِ
                            شجرُ اللهبِ .. وتحترقُ الأوراقْ
                            يسقطُ قلبي مكْتئباً
                            ويجفُّ النبضُ الدّفّاقْ
                            السحنةُ كابيةٌ
                            والقلبُ كسيرٌ
                            والعُمْرُ ضياعٌ
                            كيْفَ أُواجهُ هذا العالمَ وحْدي
                            كيفَ سأقطعُ طُرُقاً ومفاوِزَ
                            وجوادي الإخفاقْ ؟!

                            ديرب نجم 5/9/1982

                            تعليق

                            • د. حسين علي محمد
                              كاتب مسجل
                              • Jun 2006
                              • 1123

                              #74
                              رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                              ( 76 ) نداء للمرة الأخيرة

                              يا طيْرَ البحرِ .. أجبْني
                              مخدوعٌ فيكَ
                              وعشتُ العمْرَ أُناجيكَ
                              فهلْ تقدرُ أنْ تصدقني القوْلَ
                              ومنْ نفسي تُنقذُني ؟
                              سُفُنٌ مُبحرةٌ
                              أشرعةٌ مُقلِعَةٌ
                              رعْدٌ ، برْقٌ
                              يقتحِمُ الروحَ ، يُحاصِرُني
                              أمواهُكَ ، أمواجُكَ
                              تسلبُني العقلَ
                              تحيَّرْتُ ، بعدْتُ
                              فطمئنِّي
                              هأنذا أطفو فوقَ الموْجِ
                              هوَ الموْتُ أتى
                              ألقِ الجسمَ على الشَّطِّ ، ودَعْني !
                              ديرب نجم 4/8/1982

                              تعليق

                              • د. حسين علي محمد
                                كاتب مسجل
                                • Jun 2006
                                • 1123

                                #75
                                رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

                                ( 77 ) جـــراح

                                *لا يذكرْ
                                كيفَ الوردةَ صارتْ
                                مُفتتحا للجرح !
                                *هذي مهرتُكَ البيضاءُ ، صباحاً تصهلُ .. بينَ خرائبِ روحِكَ .. تمضي نغمةَ يأْسٍ في ليْلِ سقيفتِنا الموحشِ ، يومضُ نبضُ لهيبٍ أزرقَ ، يتخاصرُ سكينٌ والوردةَ ، يتعلّقُ طيفِكِ بمجيءِ الصبحْ
                                *تسري في الأرواحِ الرِّعدةُ ، أتفرَّسُ في سدْرتِكِ المخبوءةِ .. يالي ، لا يتخلّلُ موجُ البحرِ الساحلَ .. أيغوصُ بقلي خنجرُكِ المتسرِّبُ من وَهَنِ الرُّوحِ .. أتخشى منْ سيماءِ البوْحْ ؟
                                *في أقداحِ المنفى .. بينَ كرومِ "الطائفِ" ظلْتَ غريباً .. تتشبَّثُ بالهَلَعِ الرّاهنِ .. ترقبُ مهرتَكَ البيضاءَ لتصهلَ بينَ خرائبِ روحِكَ .. هلْ كانَ النَّبْتُ الخائفُ في شقتيْها يُشبِهُ أسئلةَ الراياتِ البيضِ المنكسرةِ .. أمْ يُشبِهٌ فيْءَ الفتْحُ ؟

                                ديرب نجم 30/11/1990

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                                أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة
                                يعمل...